الفصل الثاني عادت نسيم من ذكرياتها للساعات القليلة الماضية على رؤيتها لشيء ما يعبر الطريق فصرحت هاتفة .." هارون حاسب " ضغط على المكابح السيارة. بعنف عند سماعه صرختها فلم يستطع التحكم في الموقد خاصة مع صعوبة الطريق فانحرف بالسيارة خارجا عن الطريق مصطدما بشجرة مما جعله يمد يده أمامها حتى لا تصطدم بالزجاج أما هو فأصطدم في الموقد بص*ره فشعر ببعض الألم فنظر إليها بلهفة يتفحصها بعد أن كادت تصطدم بزجاج السيارة لولا يده .." إنتي كويسة حصلك حاجة " كانت تتنفس بسرعة و هى تضع يدها على قلبها لتهدء روعها قائلة ببعض القلق .." أنا كويسة أنت كويس حصلك حاجة " عاد يستند بظهره على المقعد فقال بهدوء بعد أن أطمئن عليها .." أنا كويس مفيش حاجة الحمد لله " فسألها ببعض الحده .." هو إيه الي حصل خلاكي تصرخي كده " قالت بتردد تشعر بالخجل من فعلتها فهى كادت تقتله معها .." كان في تقريباً كلب معدي على الطريق و أنا لقيتك مش بتهدي فخوفت تدوسه و يموت حرام دا روح برضوا " ضغط على أسنانه بغيظ و هو يتمالك أعصابه حتى لا يض*بها كف .." حضرتك خايفة على كلب يموت و كنتي هتموتينا إحنا الاتنين عادي مش كده " قالت خجلة .." مهو ..أصلي يعني " قاطعها هارون .." أصلي إيه بس يا شيخة لعلمك هو بيبقى عارف الطريق كويس و بياخد باله أكتر من إلي سايق العربية هو كان بعيد أد ايه عن العربية " قالت بخجل .." معرفش يمكن عشرة متر أو أكتر شويه " فقال هارون راداً عليها بغيظ .." ده كان يعدي الطريق قبل منوصله لأنه بيجري على الطريق مش بيعدي و هو بيدلع " قالت ببعض الضيق و الخجل .." معلش أنا أسفة مش تتكرر تاني ممكن ترجع تشغل العربية و نكمل طريقنا إذا سمحت " نظر إليها بغيظ و هو يعيد تشغيل السيارة مرة مرتان و ثلاثة و لكنها أبت أن تدور فزفر بضيق و هو يض*ب المقود ينفس فيه عن غضبه حتى لا يخرجه على رأسها متمنياً الآن أن يتخلص من هذه الفتاة المزعجة كان يلعن و يسب السيارة و هى صامتة حتى لا يصب جام غضبه عليها .." أهي باظت و مش هتدور شكلنا كده هنكملها مشي لحد ما نلاقي حد يوصلنا إحنا الاتنين " وجدها جالسة مسمرة فنهرها .." يلا أتفضلي أنزلي قاعدة ليه " نزل كلاهما صامتين بعد ذلك و هى تخشى فتح فمها بكلمة حتى لا يقوم بخنقها ..كانا يسيران على الطريق على مهل حتى لا يتعبا سريعًا فالطريق أمامهم طويل و مظلم بعد وقت ما قطع هارون ال**ت فسألها متذكرا .." إنتي كنتي بتعملي إيه لوحدك على الطريق ده مردتيش عليا يعني " **تت قليلاً مفكره ما ستخبره به تبحث عن كذبة مقنعه لتخبره بها و عندما طال **تها سألها أمرا مما جعلها ترتبك و تتحدث بدون وعي منها لما قالت .." متنطقي كنتي بتعملي إيه هنا لوحدك " قالت بحنق لاستخدامه طريقة المحققين معها .." أنا هربت من البيت" قال بدهشة .." أفندم " ردت ببرود أنا هربت من البيت و نزلة مصر عند ناس معارفي لحد ما ربنا يسهل و أشوف هتصرف إزاي " وقف ينظر إليها بدهشة على بقايا ضوء خافت للسيارة البعيدة و قال بتساؤل .." بتقولي هربتي من بيتكم يعني هربتي من أمك و أبوكِ " وقفت تكتف يديها لا تعرف هل من البرد أم من الخوف هل سيفكر في إعادتها إلى منزلها هل سيمارس مهنته على شخصي الآن ..نسيم يالك من غ*ية هل هناك فتاة عاقلة تخبر رجلاً تراه لأول مرة أنها هاربة من منزلها و هذا الرجل ضابط شرطة أيضاً أكملت و عقدت العزم على طلب مساعدته لتكتسبه في صفها و يتعاطف معها حتى يقبل مساعدتها فقالت مكملة بحزن مدعي .." و من حفلة خطوبتي كمان تخيل دول عوزين يجوزوني غصب عني و لما رفضت أجبروني عايزني أتجوز راجل عجوز أد أبويا كله عشان هو راجل غني عايزين يجوز هولي عشان خاطر الفلوس تخيل و أنا مقدرتش أعمل حاجة غير أني أهرب من خطوبتي النهاردة خوفت بابا يجبرني و يكتب الكتاب كمان و ساعتها أبقى حقيقي أتورطت أرجوك حضرة الظابط ساعدني أبعد عنهم لحد ما أقدر أعرف هواجه المشكلة دي إزاي " كان يستمع إليها ب**ت و هى تسرد له ما حدث معها فقال ببرود .." و على كده الحكاية دي شوفتيها في أي فيلم من إلي بتشوفيهم ليل نهار " تطلعت عليه في الظلام تحاول كشف تعابيره و هى دهشة لعدم تصديقه رغم أنها ذكرت شيء من الحقيقة في حديثها **تت قليلاً ثم انفجرت ضاحكة حتى أدمعت عيناها و هو يتطلع عليها ببرود منتظرا حتى ت**ت ثم قال بهدوء و جدية .." و دلوقت عايز أسمع الحقيقة " تن*دت نسيم ثم قالت بهدوء .." أنا فعلاً قلت الحقيقة أنا هربت من البيت فعلا و من حفلة خطوبتي بس أنا حقيقي مبحبش هشام و حاولت كتير أشرح لبابا أني مش بحبه و مفيش أمل أحبه في المستقبل و لكنه و ماما مقتنعين أنه العريس المناسب عشان مناسب لوضعهم الاجتماعي " أكمل السير و هو يحسها على الحديث لتكمل .." اسم باباكِ إيه من باب العلم بالشيء يعني " نظرت إليه بطرف عينها و هى حتى لا ترى شيئاً في هذا الظلام الذي لا يضيئه غير القمر بدرا و بعض النجوم اللامعة .." شكري عبد المقصود الجبالي " وقف فجأة و التفت إليها متسأل .." تقصدي شكري عبد المقصود صاحب شركات الجبالي للصناعات الثقيلة " قالت ببرود أثار غيظه .." إيه هو ده اسم الشركة بتاعة بابا يمكن معرفش أصلي مبحبش أسأل على حاجة متخصنيش " رفع حاجبه ساخرا .." أمال تخص مين مش إنتي وريثته برضوا و لا لأ" قالت ببرود .." لأ مش أنا في كمان أخويا معاذ أخويا الكبير أعتقد هو وريث بابا مش أنا " قال هارون باللامبالاة .." أياً يكن عموماً والدك راجل معروف و ليه اتصالاته مش هيسكت كلها ساعة و لا اتنين و يلاقيكِ ..كويس أهو الاقي توصيلة مجانا معاكي " زفرت بحنق تريد أن تخبره أن هذا الطريق نادراً ما تمر به سيارة و والدها لن يتوقع أن تأتي هنا .." و مين قالك أني عايزة أرجع أمال هربت ليه من الأساس " رد مستفزا .." أهو مغامرة أو لفت نظر من واحدة مدلعة مش لاقيه حاجة تعملها في حياتها غير الف*جة على الأفلام " ردت بغضب و ضيق .." أنت مش فاهم حاجة " هز كتفيه بلامبالاة و أكملا السير ب**ت ..لا يستمعان سوى صوت حشرات الليل و صوت حذائهم على الأرض ثم ما لبثت أن انتفضت تصرخ بفزع عندما سمعت صوت عواء ذئب فارتجفت و دنت من هارون تمسك بيده خوفاً و بذعر سألته .." هو صوت ايه ده " رد ساخرا .." ايه مسمعتيش صوت ديب قبل كده في الأفلام " قالت بخوف .." ديب ديب إزاي يعني يشبه ايه ده " أبعد يدها عن ذراعه و قال ببرود .." يشبه الكلب كده بس أكبر و أشرس و أضخم .." قاطعته فزعة .." بس بس أرجوك طيب هنعمل ايه دلوقت أفرض هاجمنا أنت معاك سلاح مش كده " قال هارون بضيق فهذه الفتاة حقاً أصبحت توتر أعصابه ليته يأتي و يأكلها الذئب ليخلصه منها .." اه معايا بس فاضي زي قلته يعني مفيهوش و لا رصاصة واحدة " فهو قد ترك كل ذخيرته في سيارة الشرطة التي تركها لشوقي ..قالت بذعر .." ليه ليه مفيهوش رصاص إزاي أنت ظابط طالع كده مسدسك فاضي هنعمل ايه دلوقت أنا خايفة " كتم هارون ضحكته على هستيريتها فهذه الفتاة متناقضة تماماً كيف أتت لهكذا طريق مهجور وحدها و في نفس الوقت تكاد تموت رعبا من سماع صوت ذئب بعيداً عنهم مئات الأمتار استمرا في السير و هى صامته تتلفت حولها من وقت لآخر فزعة منذ سمعت صوت الذئب و هو يشعر بقلقها و خوفها و لكن ليس في مجال لطمأنتها فلتظل هكذا مرتعبة حتى تكف عن إصابة رأسه بالصداع لحديثها المستمر بعد قليل من السير صامتين قالت نسيم .." أنا تعبت و رجلي وجعتني خلينا نستريح شويه أرجوك " تطلع هارون حوله بريبة فالمكان مهجور ولا حياة فيه فسألها بجدية .. " إنتي مش قولتي في بيوت هنا ورا الأراضي الزراعية متيجي نشوف بيت قريب منهم أهو نفضل فيه لحد الصبح و النهار له عنين " ردت نسيم موافقة فليس أمامهم حل أخر فهذا الطريق تحت جنح الظلام يظهر كأنه لا نهاية له .." ماشي زي متحب أنا فعلاً تعبت و مش قادرة أكمل " أتجها إلى الأراضي الزراعية تاركين خلفهم الطريق المهجور و لكنها لم تكن بأفضل منه فقد أتسخت أحذيتهم بالطين و شعر هارون و نسيم بالبلل في أسفل قدميهم كانا يسيران ببطء إلى أن بدأ يريان بعض الأنوار الخافتة تظهر من بعيد فعلما أنهم قد اقتربا وصلا لأقرب منزل مضاء كان منزلا بسيطا يدل على بساطة حال صاحبه قال هارون مستشيرا .." ايه رأيك نفضل عند الناس دول لحد الصبح عموماً هو أقرب بيت للطريق عشان منمشيش كتير لما نحب نرجع " قالت نسيم تجيبه فهى حقاً تكاد تسقط من التعب و سترضى بأي شيء يقوله .." ماشي مفيش مشكلة بس المهم هما يرضوا يخلونا عندهم للصبح " رد بلامبالاة و هو يتجه ليطرق الباب الخشبي المتهالك الصامد بشق الأنفس .." هنعرف لما نجرب " أنتظر دقيقة قبل أن يُفتح الباب و تظهر خلفه سيدة عجوز متشحة بالسواد و تقوم بضبط حجابها على رأسها بعد أن أضاءت مصباح الردهة لترى من الطارق قالت بقلق .." خير يا ابني في حاجة انتوا مين " طمئنها هارون حتى لا تظن بهم السوء فالوقت تأخر كثيرا فعلاً .. " ماتخافيش يا أمي إحنا كنا على الطريق و عربيتا عطلت و كنا محتاجين مكان للصبح نفضل فيه و هكون شاكر لكِ يا أمي إذا قبلتي تستقبلينا للصبح " ابتسمت المرأة باطمئنان و هى تدعوهم للدخول .." اه يا أبني أتفضلوا تنورونا " دلف هارون و نسيم للداخل كانت ردهة واسعة تكاد تكون خالية من الأثاث إلا من أشياء بسيطة كأريكة في الجانب و مقعد خشبي صغير شعرت نسيم ببعض الضيق و هى تنظر بحزن لحال المنزل فهى تعيش في قصر و يخدمها الكثيرون بينما غيرها لا يجد حتى قوت يومه و لكنها إرادة الله و لا اعتراض عليها ..قالت السيدة العجوز .. " تعالي يا بنتي معايا " ردت نسيم تجيبها بخجل .." معلش يا أمي خايفة أبهدلك البيت بجزمتي ممكن بس أقلعها بره الأول " أمسكت المرأة بيدها تشدها للداخل متجهه لغرفة جانبية .." متخفيش تعالي بس و أنا هخلي ياسمين تساعدك تغسلي رجلك من الطين " التفتت لهارون قائلة.." دقيقة واحدة و رجعالك يا ابني " هز رأسه موافقا.." أتفضلي يا أمي متشليش همي " دلفت المرأة للغرفة كانت غرفة صغيرة بها سرير متوسط الحجم كانت ترقد به فتاة شابة بيضاء البشرة و شعرها الأ**د طويل دنت منها السيدة العجوز قائلة .." ياسمين حبيبتي أصحي " نهضت ياسمين تضغط على عينيها لتفيق قائلة .." خير يا تيتا في حاجة حصلت " ابتسمت العجوز قائلة .." مفيش حاجة ماتخافيش عندنا ضيفة خديها جمبك ترتاح لحد الصبح " هزت رأسها موافقة و هى تنهض تتثاءب .." أتفضلي هجبلك حاجة تغيري هدومك عشان تعرفي تنامي " شكرتها نسيم و هى تقول بخجل.." أنا أسفة ممكن بس أغسل رجلي من الطين عشان السرير ميتوسخش و أنا أسفة على إزعاجك " ابتسمت ياسمين .." ولا إزعاج و لا حاجة تعالي معايا ... كانت المرأة العجوز قد خرجت من الغرفة لتجد هارون مازال واقفا مكانه بجوار الباب المغلق فقالت بخجل .." معلش يا أبني مفيش غير الكنبة دي تقدر تريح عليها لحد الصبح أنا هدخل و أجلبك غطا من جوه عشان الجو برد النهاردة " رد هارون ممتنا .." و لا يهمك يا أمي كتر خيرك على أي حال و أسف على إزعاجك لولا موافقتك كنا زمانا في الشارع مع الديابه " ابتسمت المرأة و ذهبت لتجلب له الغطاء جلس على الأريكة الصغيرة ينزع حذائه بتعب عندما عادت السيدة بالغطاء الذي أخذه شاكرا قالت له بهدوء .." تصبح على خير " رد هارون .." و إنتي بخير يا أمي " عادت السيدة لغرفتها تاركة هارون خلفها يضجع على الأريكة بتعب ليغفو سريعًا ... استيقظت نسيم من نومها تتمطى و على وجهها ابتسامة راحة فها قد أتى الصباح و لم يصل إليها والدها كما أخبرها ذلك الرجل كانت الغرفة فارغة و لا وجود لياسمين نهضت من الفراش و اتجهت للباب تهم بالخروج من الغرفة عندما دخلت ياسمين مبتسمة برقه قائلة .." صباح الخير" أجابتها نسيم بمرح .." صباح النور إنتي صحيتي أمتي أنا محستش بيكِ " أجابتها ياسمين بهدوء .." أكيد كنتِ تعبانة من كتر المشي أمبارح الأستاذ إلي معاكي قال كده قال أنكم مشيتم كتير" اتجهت ياسمين لترتب الفراش فشعرت نسيم بالخجل بأنها لم تفعل و كانت ستتركه و تخرج قالت ياسمين باسمة عندما لاحظت خجلها بعد أن أنهت ترتيب الفراش .." يلا عشان تفطري قبل ما تمشوا دي تيتا صحيت عملتلكم فطير و معاه عسل و جبنه ده هيعجبك أوي " خرجت نسيم معها تبتسم لحديثها كانت ترتدي ثوب بيتي طويل أزرق فاتح ضيق عند الص*ر و الخصر بعض الشئ لامتلاء جسد نسيم عن ياسمين وجدت هارون جالسا على الأريكة الصغيرة في الردهة الواسعة كان شعره مبلل رافعا كمي قميصه لمرفقيه فعلمت أنه قد أغتسل ودت هى لو تغسل وجهها لتزيل زينته التي لا تعلم كيف أصبحت شكلها و كأن ياسمين قرأت أفكارها فقالت ..." تعالي معايا عشان تغسلي وشك مقولتيش اسمك ايه " ردت نسيم و هى تخرج معها .." نسيم " عادا بعد قليل فقالت له.." صباح الخير " رد باقتضاب و هو ينظر لجلبابها الضيق فأشاح وجهه قائلاً .." صباح الخير " قالت تسأله.." هنمشي أمتي " رد بجدية .." بعد شويه عشان نلحق نتصرف قبل ما يدخل علينا الليل تاني و منلقيش حد يوصلنا الحاجة قالت لي على الطريق العمومي هنا و بتقول أن الطريق ده مهجور أساساً و محدش بيمشي من عليه بقاله سنين " كانت ياسمين قد ذهبت لتساعد جدتها في تجهيز الفطور فقلقت نسيم و هى تهرب بعينيها منه و تقول بتردد .." اه ما أنا عارفة " نظر إليها ببرود و قال بغيظ .." عارفة " ردت بحزم .." اه عارفة أمال برأيك كنت طلعت عليه ليه من الأساس عشان عارفة أن بابا مش هيفكر يدور عليا فيه لأنه مستبعد أني أروح عنده " قبض هارون قبضة يده حتي لا يتعامل معها كالمجرمين لديه و يض*بها على وجهها ليعيد تشكيله فهذه الغ*ية تركته يقود السيارة المحتضرة على طريق مهدم و فوق كل ذلك كادت تتسبب في موتهم كان يحاول التماسك حتى لا يحدث جلبة و يضايق أهل البيت فقال بغيظ مكتوم .. " عارفة ..عارفة و مفكرتيش تبلغيني عشان نخرج منه و ندخل لأي طريق مأهول " أجابته بحدة " و أنا إيه عرفني أن العربية المهكعة بتاعتك هتعطل مننا في السكة أنا كنت ناوية أمشي شويه و بعدين كنت هدخل للطريق العمومي هنا و كنت هاخد اي مواصلة بس وصولك كان نجدة بالنسبة لي و قلت أهو أحسن من المشي و من أي مكان بابا يقدر يوصلي فيه بسهولة " نهض هارون من على الأريكة يدنو منها ببطء أثار الفزع في نفسها من اقترابه منها هكذا و عينيه مثبتة عليها بحقد فتسمرت في أرضها لم تستطع الحراك تنتظر خطوته التالية قال ببرود .." تعرفي دي أول مرة أندم أني ساعدت حد في حياتي و عقابا على إلي عملتيه معايا أول حاجة هعملها لما أرجع مصر هى أني أرجعك لأبوكي " قالت بحدة .." أنت ملكش دعوة بيا أرجع و لا ما رجع لو عايز تسبني أتفضل براحتك مش هجبرك توصلني بس ملكش دعوة أروح فين أنا هدخل أغير هدومي و همشي لوحدي عموماً شكراً لأنك خدتني من على الطريق و مسبتنيش أمبارح " استدارت ذاهبه للغرفة على خروج ياسمين التي قالت باسمة .." يلا نسيم هاتي خطيبك و تعالي عشان تفطروا " التفت إليهم هارون بضيق و قال .." لأ هى هتغير هدومها عشان ماشين إحنا بنشكركم على أستقبلنا في بيتكم أمبارح و أسفين على الإزعاج " هنا جاءت السيدة العجوز قائلة .." إزعاج إيه يا ابني و الله ما أنتم ماشين من غير فطار دانا صحيت بدرى مخصوص علشان أعملهلكم يرضيك ت**فني يلا يا ابني هات خطبتك و تعالى عشان يبقى عيش و ملح " شعر هارون بالخجل من إزعاج هذه المرأة الطيبة فهز رأسه موافقا .. " ماشي يا أمي زي ما تحبي " جهزت ياسمين الإفطار و أتت نسيم بعد أن بدلت ملابسها و استعدت للرحيل فقالت ياسمين .." تعالي حبيبتي الفطار جهز و خطيبك مستنيكِ " همت نسيم أن تنكر علاقتها به و لكنها لم تشأ أن تظن ياسمين بها ظن سيء ف**تت و لم تجب تناولوا الفطور وسط مزاح ياسمين و أسألتها عن موعد زواجهم تقول بمرح .." أبقوا أعزمونا على فرحكم متنسوش" نظر كلاهما لبعض صامتين و نسيم تجيب باسمة .." أن شاء الله قريب" كاد أن يغص بطعامه و هو ينظر إليها بغيظ و بسمتها المستفزة تزين ثغرها هم أن يخبرها برحيلهم عندما سمعا طرقا عنيفا على الباب