الفصل الثالث و الرابع

4641 Words
الفصل الثالث ********** سمعا طرقا عنيفا على الباب فظنت نسيم أن والدها قد علم مكانها فنظرت لهارون بقلق الذي هز رأسه مطمئنا و هو ينهض من مجلسه قائلاً ..” خليكي إنتي يا أمي أنا هفتح الباب أشوف مين “ أتجه هارون للباب ليفتحه ليجد أمامه شاب في الخامسة و العشرون يرتدي بنطلون چينز و قميص أزرق بأكمام قصيرة و حذاء أ**د لامع يصفف شعره للخلف و يرتدي سلسال من الفضة يظهر من فتحة قميصه كانت ملامحه الوسيمة متوترة من رؤيته لهارون الذي ظن أن ذلك هو هشام خطيبها لنسيم و قد وجدها نظر إليه الشاب بتساؤل حاد ..” أنت مين و بتعمل ايه هنا في بيت ياسمين “ رفع هارون حاجبه ساخرا و تن*د براحة .. إذن هو ليس خطيب نسيم و لكنه يعرف ياسمين ..أتت الحاجة زهرة على صوت السائل فقالت بغضب ..” ايه جابك هنا تاني يا نور بيه إحنا مش كنا خلصنا “ قال نور باستعطاف و رجاء ..” يا ست زهرة ما أنا قلتلك أنا عندي استعداد تكمل تعليمها و هى معايا و كل طلباتكم مجابة ليه ليه بس العند “ ردت الحاجة زهرة بحدة ..” يا أبني الموضوع مش موضوع عند يا أبني أنت أهلك مش موافقين هما رافضين تتجوز حفيدتي هما بيقولوا إننا مش من مقامكم عايزني إزاي أوافق تتجوزوا غصب عنهم ..عشان لما تحب تصالح أهلك و تراضيهم هيكون على حساب بنتي مش كده ساعتها ممكن يطلبوا منك تطلقها و أنت أكيد هتعمل كده عشان تراضيهم و أنا بنتي مستقبلها يضيع لا أبداً على جثتي يحصل “ هم نور أن يدلف للمنزل فمد هارون يده يوقفه بحزم قائلاً ..” الحاجة مأذنتش بالدخول مايصحش تدخل غصب عنها “ أزاح نور يد هارون عن ص*ره و هو ينظر إليه بحدة يتسأل بغضب .. ” و أنت بقى هنا بصفتك ايه أنا أول مرة أشوفك هنا و أنا عارف أن ياسمين معندهاش قرايب غير جدتها أنت تطلع مين “ هنا قاطعته ياسمين قائلة ببرود ..” يا سيد نور الأستاذ ضيفنا و مايصحش تدخل و تسأله بيعمل ايه هنا و أنا مش هعيد كلام تيتا تاني و أقولك أني عمري ما هتجوز واحد غصب عن أهله و أني عمرى ما هسيب دراستي و ياريت تريح نفسك و تشوفلك واحدة مناسبة ليك و لأهلك و تنسي سكة بيتنا دا نهائي “ سألها نور بغضب و هو ينظر لوجهها الصغير ..” يعني ده أخر كلام عندك يا ياسمين “ ردت ياسمين بحزم فكرامتها فوق كل شيء ..” أخر كلام يا بيه و يا ريت تنسى أنك عرف*ني في يوم أنا لا من توبك و لا أنت من توبي “ وقف نور صامتا ينظر إليها بعتاب فأشاحت بوجهها بعيداً حتى لا يرى عينيها اللامعة بالدمع فقال بهدوء يتنافى مع ما يحدث ..” ماشي يا ياسمين عموماً أنا مش مستعجل و أن كان على سنين الكلية أنا هستناكي بس أتأكدي أنك مش هتكوني لحد غيرى على جثتي على جثتي يا ياسمين تتجوزي حد غيرى “ هنا تدخلت جدتها قائلة برجاء ..” يا أبني الله لا يسيئك أبعد عننا أهلك مش هيسبونا في حالنا و أحنا ناس غلابة مش حمل بهدلة و بنقول يا حيط دارينا و بنتي معندهاش غير كرمتها و مستقبلها لم تخلص علمها متضيعيش تعبنا السنين إلي فاتت عشان عند و لا نزوة “ وقف هارون أمامه قائلاً ..” أظن أنت سمعت الحاجة تقدر تتفضل من غير مطرود وجودك غير مرغوب فيه “ رد نور بهدوء متجاهلا طرد هارون له أمام ياسمين التي تقف مسمرة تسمع حديثه الذي يحمل بعض العتاب ..” أنا ماشي يا ياسمين بس خليكي واثقة أني مش هسيبك وزي ما قلتلك إنتي ليا مش لحد تاني “ رحل نور تاركا ال**ت يخيم على الجميع و ياسمين تذهب لغرفتها باكية نظر هارون لنسيم بإشارة فهمتها فانصرفت تذهب خلفها لتهدئها .. فقال هارون بهدوء ..” حاجة زهرة أقدر أعرف ايه المشكلة لو أقدر أساعد مش هتأخر “ قالت زهرة ببعض الحزن ..” يا أبني أنت جاي شوية و ماشي ليه بس أشيلك همومي وهتستفيد ايه غير أن بالك يتشغل و تضايق “ أمسك هارون يدها يجلسها على الأريكة الصغيرة في الردهة ..” بوصي يا أمي إنتي مش هتضايقيني و لا حاجة بالع** لو في حل لمشكلتك يبقى نساعد في حلها “ شردت الحاجة زهرة قليلاً و كأنها تستعيد شيء من الماضي ثم قالت بحزن عميق وظهر على وجهها تجاعيده ..” من حولي تلات سنين كده أبني و مراته كانوا عندي هنا في زيارة هما كانوا عايشين في مصر و للحقيقة ياما اتحيلوا عليا عشان أروح أعيش معاهم هناك ..بس أنا كنت برفض و كنت بعند كل مرة يفاتحني فيها أكتر من إلي قبلها كنت بقول أني مقدرش أسيب بيتي إلي عشت فيه طول عمرى من يوم ما أتجوزت أبوه و لا أقدر أسيب الأرض الي سبهالي أمانه و وصاني مبعهاش أبداً و لا حد من بعدي يبعها لأنها كانت من ريحة المرحوم أبوه و ده إلي كان أبو ياسمين هيعمله كان هيبيع الأرض لأنه ملوش لا في الطين و لا الزراعة و مع اصراري على الرفض هو تعب و زهق من كتر ما تحايل عليا في النهاية أستسلم و أكتفى بالزيارة من وقت للتاني هو و مراته و ياسمين و في أخر زيارة ليهم كانت ياسمين عندها إجازة أتحيلت عليه يسبها تقضي معايا الإجازة و يبقى يرجع يخدها و فعلا ساب ياسمين و في كل يوم بفتكر و أحمد ربنا أنه سبها معايا لأن اليوم ده كان يوم ما مات هو و مراته أم ياسمين حصلتلهم حادثة و هما راجعين مصر و من وقتها و ياسمين عايشه معايا نقلنا ورقها و كملت الثانوي هنا جابت مجموع كويس و هتدخل الجامعة ..لما شافها نور كانت في سنة تالته و هو الشهادة لله جاني وقتها و طلبها مني لكن لما عرفت أن أهله مش موافقين عليها أنا طبعاً قلقت مقدرش أوافق على كده و حط بنتي في موقف صعب وسط ناس رفضين وجدها وسطهم ..طبعا أنا رفضت و قولتله يا أهلك يوافقوا يا مش هيتجوزها و لسه برفض و زي ما شفت بيجي من وقت للتاني عشان يعيد نفس الكلام أنه هيساعدها تكمل تعليمها لما يتجوزوا لكنه بياخد نفس الرد مني إحنا ناس على ادنا مش حمل بهدلة محلتناش غير سمعتنا و كرمتنا و أنا خلاص يلا حسن الختام و مش عايزة أسيب بنتي و عندي شك أنها مش هتكون مبسوطة و أنها مع واحد مش هيقدر يحافظ عليها و أنا لو وافقت أنه يتجوز ياسمين من غير رضا أهله ساعتها أنا و بنتي بس إلي هنخسر “ كان هارون يستمع صامتا و هو لا يعلم بما يجيبها و كيف يساعد فهى معها حق في كل ما تفعله فسألها بجدية ..” ياسمين أمتي هتبدا جامعة“ ردت زهرة و تمسح دموعها بطرف غطاء رأسها قد استعادت بعض هدوئها بعد تذكرها لوفاة ولدها الوحيد و زوجته ..” كانت بتحضر علشان تسافر و الظاهر نور سمع من حد أنها خلاص مسافرة عشان كده جاي يعيده تاني متأمل أغير رائي “ **تت قليلاً ثم أكملت ..” ياسمين عندها شقة أبوها في مصر بس أنا مش هبقى مطمئنة لو فضلت هناك لوحدها عشان كده إحنا قررنا أنها هتفضل في بيت الطالبات في السكن مع البنات على الأقل هكون مطمئنة عليها شويه “ سألها هارون بتعجب ..” طيب ليه مترحيش معاها و هى تفضل جمبك و تحت عينك و تبقى مطمئنة عليها “ هزت زهرة رأسها بحزن ...” تفتكر مفكرتش في كده أكيد طبعاً فكرت بس نعيش منين إذا مكناش نراعي حتة الأرض إلي معيشانا لو سبناها مين هيزرعها و يهتم بيها ..“ فكر هارون قليلاً ثم قال بجدية ..” طيب يا حاجة زهرة أنا عندي حلين يا ريت تقبلي منهم إلي يناسبك .. الحل الأول و يا ريت تقبليه و تعتبريني زي أبنك بجد و ياسمين زي أختي أنا عندي زيها و ياسمين تفضل عندي في البيت مع أمي و أختي و إنتي بنفسك تسافري معاها و تطمني و تقدري تزوريها وقت ما تحبي و أعتقد أن ده أفضل من بيت الطالبات .. الحل التاني هو أنك تجيبي حد يهتم بالأرض و تسافري إنتي معاها و تفضلوا في بيتكم هناك و أنا بنفسي هاجي أطمن عليكم من وقت للتاني و أشوف طلباتكم إذا سمحت لي طبعاً ..قلتي ايه تختاري أي حل فيهم و أنا عارف أنك هتختارى إلي في مصلحة ياسمين “ **تت الحاجة زهرة قليلاً ثم قالت ..” المفروض ياسمين هتسافر بكرة و لا بعده و ده وقت قصير عشان أشوف حد يراعي الأرض و نجهز كل حاجتنا قبل ما نمشي “ أبتسم هارون و علم ما اختارت من الحلين فقال يطمئنها ..” طيب سيبي كل حاجة عليا و إنتي تقدري تحضري نفسك إنتي و ياسمين و أنا هروح أشوف حد يراعي الأرض و تقدروا تسافروا معانا النهاردة على مصر على الأقل عشان أطمن عليكم ..“ هزت زهرة رأسها موافقة ..فسألها هارون ..” طيب كنت عايز أسأل على حاجة كمان “ ردت زهرة ..” أتفضل يا أبني أسأل عايز تعرف ايه “ قال بهدوء ..” هو نور ده ساكن هنا و لا في مكان بعيد “ تعجبت زهرة من سؤاله و لكنها لم تعلق و لكنها أجابت بحيره..” هو قاعد هنا في بيت أهله قريب من هنا بيجوا فيه في الإجازات “ هز هارون رأسه و قال ..” طيب قولي لنسيم أني مش هتأخر و إنتي و ياسمين حضروا نفسكم عشان تسافروا معانا “ تركها راحلا و هى تقف مشتتة لم تستوعب بعد أنها قررت ترك بيتها فعلاً لأجل حفيدتها و مستقبلها ... بعد أن أتفق هارون مع أحد جيران الحاجة زهرة لمراعاة أرضها و أنه سيدفع له مقابل ذلك رحب الرجل قائلاً إنه يخدم السيدة بعينيه لجيرتها الطيبة فقال هارون أنه سيأتيه بأجرتها بنفسه فسأله هارون عن منزل نور فدله الرجل برحابة ص*ر يوصله للمكان ثم أنصرف طرق الباب بهدوء منتظرا فتح نور الباب ليجد هارون واقفا أمامه بهدوء ينظر لهيئته المشعثة بتعجب فقد كان قميصه ملقى على الأرض فوقع نظره على سلساله الفضي في عنقه ينظر لحرفي إسمه مع ياسمين نظر إليه نور بحده عندما وجده يتفرس في ملامحه بمكر ..” أنت جاي هنا ليه و عايز ايه “ رد هارون بهدوء ..” طيب مش هتسمحلي أدخل دا أنا ضيفك يا أخي عيب “ أفسح له نور الطريق على مضض فدلف هارون للمنزل ينظر حوله بفضول فهو كما قالت الحاجة زهرة ميسور الحال و لن تقبل عائلته بزواجه من ياسمين قال هارون ..” اسمحلي أخد من وقتك خمس دقايق “ أشار إليه نور بالجلوس و هو يسأله بفضول ..” أنت تقرب لياسمين إيه “ رد هارون مبتسما فهو يخشى وجود منافس له على قلب ياسمينته .. ” أنا زي ما هى قالت ضيف و ماشي بعد شويه متقلقش “ أرتبك نور و هو يبرر نفسه أمامه ..” أنا مش قلقان قولي بقى أنت عاوز إيه و جاي هنا ليه “ رد هارون بجدية ..” جاي أعرف أنت عاوز ايه من ياسمين “ عقد نور حاجبيه و بتسأل ليه طالما أنت مجرد ضيف و ماشي زي ما بتقول “ هارون بهدوء متفرسا في ملامح وجهه المتقلبة ما بين ضيق و عنف و غضب و غيرة هو حقاً يريد مساعدتهم إذا كان جادا و يريد الزواج من الفتاة فهى ليست في مجال تحمل مهوس يطاردها طوال حياتها إذا كان حقاً يحبها ..” أنا عايز أساعد إذا كنت بجد عايز تتجوز ياسمين “ رد نور بلهفة ..” أنا بجد عاوز أتجوزها صدقني دي مش نزوة زي ما جدتها بتقول “ قال هارون بجدية ..” طيب أنا هقولك على الخلاصة إلي لو نفذتها ياسمين هتكون ليك أهم حاجة لازم تقنع أهلك يوافقوا و حط تحت أهلك يوافقوا ميت خط لأنه أهم شرط عشان الجوازة دي تتم إذا حققته يبقى الباقي كله سهل معاك فرصة عشان تقنعهم طول فترة دراستها الجامعية يعني أربع سنين أظن ده وقت كافي عشان تقنعهم و أنت قولت معندكش مانع تستني أما لو أقنعتهم قبل ما ياسمين تخلص جامعتها أنا أوعدك أنكم ممكن تتجوز و تكمل جامعة و هى معاك و سيب الحاجة زهرة عليا المهم تقنع أهلك و أحس فعلا أنهم تقبلوا ياسمين و اقتنعوا بيها هما كمان و أنهم مش هيسيئوا معاملتها بعد كده و متجيش قبل كده تتكلم أنت فاهم طبعا “ سأله نور بريبة ..” و أنا ايه الي يضمن لي أن ياسمين تفضل مستنياني مش يمكن جدتها تجوزها لأول عريس مناسب و هى بتدرس “ سأله هارون بمكر ..” أنت عرفت ياسمين إزاي يعني أتعرفتوا على بعض إزاي “ أرتبك نور و أحتقن وجهه و هو يقول بحدة ..” ملكش دعوة عرفتها إزاي دي حاجة بره موضوعنا “ سأله هارون بخبث ..” بتحبها “ رد نور بضيق فهذا الرجل يتدخل فيما لا يعنيه إذا كان يريد مساعدته فليساعده بدون التدخل في تفاصيل علاقته بياسمين ..” برضوا ملكش دعوة أنا عايز أتجوز ياسمين و ده أكبر دليل أني مش عايز أءذيها زي ما جدتها فاهمة و لا عايز أضحك عليها و أنا قلتلها كتير أنها تكتب كل الضمانات إلي هى عايزها بس هى برضوا موافقتش بتقول أن الفلوس مش ضمان لحياة حفيدتها طيب أعمل إيه أكتر من كده مش فاهم “ رد هارون بجدية ..” زي ما قلتلك أقنع أهلك و طالما وافقوا أوعدك أن ياسمين هتكون ليك .. أنا لما شوفتك حسيت أنك راجل و يعتمد عليك و أنك مش عايز تتسلي و لا تضيع وقت بدليل أن الحاجة زهرة قالتلي أنك رحتلها تطلب ياسمين على طول وده دليل على حسن نيتك فياريت متخلفش ظني و دلوقت أنا ببلغك أن ياسمين و جدتها هـ يسافروا معايا النهاردة مصر عشان ياسمين تستعد للدراسة اتمني متحولش تشوفها من ورا جدتها و لا تروح لبيتها أتفقنا و لحد ما تنفذ شرط جدتها متحولش تضايقهم “ اكفهر وجه نور فعلم هارون أنه معترض على عدم رؤيتها فقال بجدية .. ” صدقني ده لمصلحتكم أنتم الاتنين و في مصلحتك أنت أكتر طول ما أنت بطاردها الحاجة زهرة عمرها هتوافق على جوازكم أنت فاهم طبعا “ هز نور رأسه متفهما فقال هارون بمرح ..” تقدر تشوفها لما تيجي هنا مهي أكيد هتيجي في الإجازة هى و جدتها “ نهض هارون ..” متنساش إلي قولناه يلا أنا ماشي بعد أذنك “ نهض نور هو الآخر و قال ..”'انا متشكر “ رد هارون بلامبالاة ..” على ايه ده واجبي اعتبرني أخو ياسمين الكبير و عايز مصلحتها مش أكتر يلا سلام “ أجاب نور بهدوء مودعا ..” مع السلامة “ و قبل أن يرحل هارون سأله نور ..” هو أنت أسمك ايه “ أبتسم هارون قائلاً ..” هارون عبد العظيم “ أخرج من جيبه كارت صغير مده له قائلاً ..” تقدر تجيلي لما تكون في مصر أو تتصل بيا إذا حبيت أي وقت سلام “ تركه و رحل تاركا الآخر في حيره من أمره و هو يفكر كيف سيقنع والداه بأهمية زواجه من حبيبته ياسمين .... الفصل الرابع ********** دلف هارون إلى منزل الحاجة زهرة بعد أن أتفق مع الرجل الذي سيراعي أرض الحاجة زهرة و نور الذي ذهب إليه ناصحا لعله يستطيع مساعدتهم ..كانت ياسمين و جدتها زهرة قد أعدا كل ما سيأخذنه معهما لمصر ..نظر لنسيم الواقفة بجوار ياسمين الباكية فنظر لنسيم بتساؤل فهزت كتفيها في إشارة منها أنها لا تعلم شيء عن ما يبكيها ..لم يستطع هارون كتم بسمته الماكرة أن تظهر على وجهه و قد تأكد الآن أن هذان الاثنان يعرفان بعضهما جيداً ..أزال بسمته من على شفتيه و هو يتسأل ” خلاص جهزتوا كل حاجة هتخدوها معاكم يا أمي “ ردت زهرة و بعض الحزن يغلف. وجهها و حديثها ..” أيوة يا ابني جهزت كل حاجة إحنا مستعدين عشان نمشي خلاص “ أراد أن يخفف عنها فراق منزلها الذي مكثت به سنوات طوال كما أخبرته فأبتسم و قال بمرح يهون عليها ..” و إنتي زعلانة ليه كلها كام شهر و هترجعي في الإجازة و تفضلوا هنا طول فترة الإجازة بتاعة الصيف يعني هيبقى عندك فترة تستريحي من دوشة مصر و بعدين أنا هجيب أمي و مريم عشان يتعرفوا عليكم و أهو تبقوا تزوروا بعض و البنات في الكلية عشان متزهقيش من القاعدة لوحدك ايه رأيك هتيجي تزورينا “ ابتسمت الحاجة زهرة بحنان لهذا الرجل ذو القلب الطيب و الذي يريد راحتها و سعادتها و هو لم يعرفها سوى من بضعة ساعات قليلة فقط .. ” اه يا ابني طبعاً هاجي أزوركم إن شاء الله “ فقال هارون مبتسما ..” طيب الحمد لله “ قالت زهرة لياسمين ..” يلا يا ياسمين عشان نلحق القطر إلي نازل مصر“ أجابتها ياسمين بحزن ..” حاضر يا تيتا أنا جاهزة “ سألتها زهرة متذكرة ..” جبتي مفتاح البيت في مصر يا ياسمين و لا نسيتيه “ ردت ياسمين مطمئنة جدتها ..” جبته يا تيتا أطمني “ خرج الجميع من المنزل و هارون يحمل حقيبة الحاجة زهرة و نسيم و ياسمين تتساعدان في حمل الباقي ..كان هارون يسير بجوار نسيم عندما أخبرها بحزم ..” إحنا هنسافر معاهم في القطر ماشي “ هزت نسيم رأسها فهى على أي حال كانت تريد العودة هى الأخرى.. ” ماشي ما إحنا كنا راجعين مصر على أي حال “ أكملا الطريق ب**ت حتى وصل الجميع لمحطة القطار فأجلسهم هارون و ذهب لجلب تذكرة لكل منهم أعطى لكل منهم التذكرة خاصته حتى إذا لم يجدا أماكن متجاورة كان يسير ذهابا و إيابا انتظارا حتى يأتي القطار فلمح هارون من بعيد نور يقف بجوار أحد أعمدة المحطة ينظر لياسمين بحزن فأبتسم بمكر و هو يتقدم من ياسمين الجالسة بجوار جدتها محمرة العينين يقول بطلب بعد أن أخرج من جيبه بعض النقود يعطيها لها ..” لو سمحتي يا ياسمين روحي هاتي ميه و عصير لجدتك عشان السكة طويلة و هى مش متعودة على السفر عشان متتعبش “ نهضت تجيبه ..” حاضر بس أنا معايا فلوس شكرا “ فقال هارون بغضب مازح .. ” عيب كده خدي من أخوكِ الكبير أحسن أزعل منك “ مدت ياسمين يدها بتردد و أخذت النقود بحرج فابتسمت جدتها تطمئنها أن لا حرج فهى حقاً قد أطمئنت له و تعتبره مثل ولدها فقال هارون بمرح ..” بوصي هاتي من المحل ده قريب عشان القطر زمانه جاي يلا روحي بسرعة “ ذهبت ياسمين تحت نظرات هارون المراقبة الذي أبتسم بمكر عندما شاهد نور يقترب من ياسمين رآه يمسك بذراعها يشدها خلف أحد الأعمدة فعقد حاجبيه بضيق هذا الغ*ي تحرك بخفه متجها لمكان وجودهم تحت نظرات نسيم الحائرة من تصرفه تتسأل عما يفعل هذا المجنون وقف خلف العمود من الجهة الأخرى حتى يطمئن أن ياسمين لا تتعرض لمضايقة منه عندما أستمع لحديثه و هو يقول .. نور بحزن ..” هتمشي و تسبيني يا ياسمين “ لم تجب و لكنه سمع صوت بكائها فرق قلبه لحالها متسائلا لما الحياة صعبة هكذا على البعض سمع نور يقول بلهفة ..” طيب خلاص خلاص متعيطيش أنا مش زعلان منك يا ياسمين روحي لكليتك و ذاكري و انجحي و أنا هستناكي يا ياسمين حتى لو عشر سنين متخفيش أنا مش هسيبك و دلوقت روحي عشان معاد القطر قرب أشوف وشك بخير خلى بالك من نفسك و من جدتك “ ردت ياسمين تجيبه بخفوت و بعض الحزن ..” مع السلامة يا نور أشوف وشك بخير “ عاد هارون يقف بجوار نسيم مرة أخرى فكتفت يديها على ص*رها بحنق تنظر إليه بتساؤل و هى ترفع حاجبها فهز كتفيه بلامبالاة و لم يجب مما جعلها تغضب منه ..بعد قليل عادت ياسمين و قد جلبت معها بعض العصائر و زجاجتين من الماء و بعض الحلوى جلست بجوار جدتها في انتظار القطار فأسندت رأسها على كتف جدتها التي تشعر بها و بحزنها فرفعت يديها تمسح على رأسها فأمسكت ياسمين يدها تقبلها قائلة ..” ربنا يخليكِ ليا يا تيتا و ميحرمنيش منك أبدا “ أجابتها زهرة بحنان ..” و لا منك يا ياسمنتي يا بنت الغالي “ كانت نسيم تنظر إليهم بشرود متخيلة أن والدتها تترك كل شيء من أجلها و من أجل سعادتها عادت من شرودها على صوت بكاء طفل فالتفتت لتجد طفلاً يبكي و هو يمسك بيده قطعة من الحلوى يأكلها و هو يبكي كادت أن تضحك على ما يفعل كيف يفعل الاثنان في نفس الوقت الأكل و البكاء ..نهضت و اتجهت إليه تسأله ..” مالك يا حبيبي بتعيط ليه “ رد الطفل ببكاء ..” أمي و أبويا كانوا هنا من شويه مش عارف راحوا فين “ هدئته نسيم بحنان تحت نظرات هارون و الآخرين ..” طيب متعيطش أنت اسمك ايه “ رد عليها ببكاء و هو مازال يتناول حلواه ..” منصور “ قالت نسيم بمرح ..” أمممم منصور على اسم ابن عز الدين أيبك في فيلم وا إسلاماه “ رفع هارون عينيه للسماء يائسا و هو يجلس الق*فصاء بجوار الصغير على الأرض ..” قولي يا حبيبي اسمك ايه بالكامل عشان نقدر نوصل لأبوك و ترجع “ فرد الصغير بسرعة يريد العودة لوالده ..” منصور عادل عبد الحميد“ أستمر هارون يطرح عليه الاسئلة واحداً تلو الآخر ..” قولي بقى أنت ساكن هنا و لا جاي زيارة و تهت من باباك “ رد الصغير ..” لأ أنا ساكن هنا بس عمي هو الي جاي زيارة و أبويا جاي عشان يخده من المحطة “ أبتسم هارون ليطمئن الصغير قليلاً ..” طيب كويس أنت بقى ساكن فين من هنا “ أجاب الصغير بحيره ..” معرفش بس أنا و أبويا و أمي جينا المحطة في عربية “ سأله هارون باهتمام ..” و العربية دي كانت جاية منين متعرفش “ رد منصور نافيا ..” لأ معرفش بس أنا عارف هى وقفت فين عشان ننزل“ أبتسم هارون قائلاً..” طيب ده كويس أوي أوي قولي بقى أنت عندك كام سنه ..“ رد منصور و هو يخرج على أصابعه العدد ..” سته “ قال هارون بمرح ..” سته يعني راجل في راجل ميعرفش عنوان بيته “ قاطعه صوت قدوم القطار فهتفت به الحاجة زهرة ..” يلا يا ابني القطر وصل “ التفت لنسيم ..” أمسكي أيده على ما أركب الحاجة و ياسمين “ أمسك بحقائبهم و أجلسهم في القطار متجاورتين و قال لنسيم الواقفة بجوار منصور ممسكة به ..”يلا أطلعي إنتي كمان و أنا هسافر بعدين لما أوصل منصور لأبوه “ ردت تقاطعه بحزم ..” لأ أنا هفضل معاك لحد ما توصله و بعدين نسافر سوا “ قاطعها هارون ..” بقولك روحي معاهم يا نسيم أحسن أنا معرفش هلاقي أبوه وأمه أمتي “ هزت رأسها نافية ..” لأ قلتلك هاجي معاك “ زم شفتيه بضيق و ذهب للحاجة زهرة و ياسمين قائلاً ..” خدي يا ياسمين رقمي و أتصلي بيا أول ما توصلوا “ أعطاها رقم هاتفه و رقم هاتف المنزل قائلاً ..” و ده رقم البيت لو تليفوني مردش معلش مش هنقدر نوصلكم بس أكيد هنشفكم في مصر أول ما نرجع أنا معايا العنوان أطمني “ كان القطار قد بدأ في التحرك فقال هارون ..” طيب أشوف وشكم بخير خلي بالك من جدتك يا ياسمين أتفقنا “ هزت رأسها موافقة و الحاجة زهرة تودعه ..” مع السلامة يا ابني أشوفك في مصر ان شاء الله و خلي بالك من خطيبتك “ نزل من القطار متعجبا من توصيتها له على نسيم فزفر بضيق و هو يتذكر حديثه معها و هو يقول سنراكم و سنعود فهو لا شعوريا يربطها به عاد لمكان وقوفها مع الصغير و أشار إليهم بالتحرك خارج محطة القطار و هو يسأل منصور ..” منصور حبيبي يلا تعالى وريني مكان العربية إلي جيت فيها “ خرجا جميعاً من محطة القطار متجهين لمكان وقوف السيارة التي أوصلت الصغير و والده أشار الصغير لمكان السيارة فأتجه للسائق قائلاً ..” السلام عليكم “ أجاب السائق ..” و عليكم السلام “ عاد هارون لسؤاله ..” هى العربية دي جاية منين لو سمحت يا أسطى “ رد السائق ..” جاية من .... “ فقال هارون ..” طيب خدنا معاك إذا سمحت “ أجاب السائق و هو يشير لسيارة أول الصف ..” أتفضل أركب إلي هناك دي طالعة دلوقت لأن ده مش دوري “ هز هارون رأسه ...” متشكر أوي “ أتجه للسيارة التي أشار إليها السائق و أصعد نسيم و منصور أولاً ثم جلس بجوارهم و بعد قليل اكتملت العربة و بدأت في التحرك فقال هارون لمنصور .” أنتبه بقى يا منصور و قل لي أول ما تشوف المكان إلي ركبت منه مع أبوك و أمك أتفقنا أول ما تشوفه بلغني على طول “ هز منصور رأسه موافقا و العربة تتحرك بهدوء كان الصغير يتلفت حوله ليستعلم معالم الطريق ثم أستقر نظرة تجاه النافذة على اليمين و بعد قليل و عند رؤيته لمتجر كبير لبيع الحلوى و الجرائد و أشياء أخرى على الطريق أشار إليه ...” هنا ده الشارع “ قال هارون لسائق العربة أن يتوقف فترجل كلاهما من العربة و هو يتجه للمتجر يحيي الرجل الواقف به ..” السلام عليكم “ رد الرجل بريبة و هو ينظر للصغير ..” و عليكم السلام هو انتوا مين و منصور وصلكم إزاي أنا لسه شايف أبوة بيلف في المنطقة بس مش عارف على إيه “ تن*د هارون و نسيم براحة و هذه الأخيرة تقول ..” الحمد لله يعني أنت عارفه طيب هو بيته فين “ أشار الرجل للشارع و قال ..” هنا رابع بيت على اليمين “ شكره هارون و أمسك بيد منصور الذي كان مبتسما لعودته لمنزله كان بيت كبير من طابقين مدهون باللون الأبيض ..كان أمامه تجمع كبير من النساء ملتفين حول سيدة تبكي بهستيريا و هن يطيبن خاطرها و يطمئننها و تهدئتها كانت في حوالي الثلاثين من العمر ترتدي عباءة خضراء و غطاء للرأس ترك منصور يد هارون راكضا تجاه السيدة هاتفا بفرح من وجد ضالته أخيراً ..” أما أنا رجعت “ التفتت السيدة للصوت و هى تصرخ بفرح و تمسك به تحتضنه بقوة و تقبله على جميع أنحاء وجهه و تبكي هاتفه به ..” منصور منصور يا حبيبي كنت فين رحت فين يا حبيبي عادل يا عادل منصور رجع “ رد الصغير ..” يا أما انتوا نسيتوني في المحطة “ ضحكت المرأة من وسط بكائها ..” يخربيتك يا منصور مش قلتلك متسبش أيد أبوك كده برضوا متسمعش الكلام “ خرج رجل كان يحاول أكمال ارتداء ملابسه و هو يصرخ به ..” منصور منصور كنت فين يا ابن ...“ قاطعه هارون قبل أن يسب الصغير و يصب جام غضبه و قلقه عليه كعادة ال ..” السلام عليكم “ أنتبه الجميع لنسيم و هارون الواقفين فرد عادل ..” و عليكم السلام انتوا إلي منصور “ رد هارون ..” أيوة لقناه في المحطة انتوا إزاي منتبهتوش لعدم وجوده و انتوا راجعين “ خرج رجل من المنزل في الخمسين من عمره تقريباً يرتدي بذلة سوداء و قميص أبيض يقول بمرح ..” أنا و ولادي السبب “ ثم هتف بصوت عال ..” يا ولاد تعالوا منصور رجع “ خرج من المنزل جيش من الأطفال أعمارهم متقاربة يلتفون حول منصور و الرجل يبرر ..” أكتر من مرة نبهت عادل ميجبش حد معاه و هو جاي يخدني من المحطة بس مفيش فايدة و زي مانت شايف أنا عندي من العيال عشرة متعودين على السفر و ديما بيكونوا جمب بعض و لكن عادل بيشوفنا بينسي الدنيا عشان بنيجي مرة في السنة قبل المدارس ما تبدء و الله يسامحني أنا السبب أديت منصور فلوس و راح يشترى حاجة حلوة و للأسف أبوه نسيه و كعادة الحريم مبتنتبهش لحاجة وسط الرغى و يعتمدوا علينا في إننا نخلي بالنا من الكل و خرجنا من المحطة و الحمد لله أنكم لقيتوه “ أبتسم هارون للموقف و نسيم تنظر للأطفال بدهشة ثم ما لبثت أن ضحكت بمرح و هى تقول ..” فكرتوني بفيلم عالم عيال عيال من كتر الأولاد كانوا يتلخبطوا في أساميهم “ ضحك هارون على حديثها قائلاً ..” الرحمة يا رب هو مفيش حاجة بتمري بيها مش شبه فيلم شوفتيه “ هزت كتفيها بمرح و والده منصور تقول ..” أنا لسه مشكرتكمش عشان رجعتولي منصور تعالوا أتفضلوا استريحوا شويه “ قال هارون ..” لأ شكراً يا دوب نلحق نشوف قطر تاني نازل مصر “ قالت المرأة تجيبه ..” لأ النهاردة مفيش قطر تاني نازل مصر يبقى تباتوا عندنا النهاردة و بكرة إن شاء الله تسافروا “ شكرتها نسيم ..” لا شكراً مفيش داعي نزعجكم “ أمسكت المرأة يدها ..” تزعجونا ده إيه دا انتوا تنورونا جميلكم ده مش هنساه طول عمرى انتوا رجعتولي الغالي “ كانت المرأة تشدها لتدخلها المنزل فاتجه عادل لهارون أتفضل يا أستاذ أنت تنورنا أنت و الآنسة “ أدخله الرجل لغرفة بها بعض الأرائك و سجادة حمراء تغطي أرضيتها فخلع هارون نعليه قبل دخوله كان يجلس بها بعض رجال الأسرة الجد و الأبناء رحب به الرجل العجوز و أجلسه بجواره متحدثا معه عما حدث اليوم و كيف وجد الصغير ضحك الجد كثيرا عندما علم أنه أختفى ليشتري حلوى فقال لولده ..” الواد أبنك ده يا عادل بطنه هتوديه في داهية “ ضحك عادل و هارون على حديث الجد كان جو المكان يدل على المرح و السعادة و حياة بسيطة يتشاركها الآباء و الأبناء مما ذكر هارون بأسرته فشعر بالشوق لأمه و أخته مريم كثيرا متمنياً العودة إليهم في أقرب وقت
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD