عاد الضابط إلى مكتبه بمخفر الشرطة و معه رجاله صرخ فيهم بعصبية
- اريد ذلك القاتل حيا او ميتا
رد أحد العسس بقلق
- وكيف يمكننا أن نستدل عليه
- ابحثوا عنه بأي شكل
قال عسكري اخر
- قالها القرد
- ماذا قال القرد
- قال لد*كم رادارات يمكنكم البحث من خلالها الأمر بسيط سيادة الضابط الموقر ، اذهب لرؤسائك و لتبحث معهم عن طريق الرادار عن ذلك الغ*ي الذي لم يتخيل أن ما يحث الآن سيحدث من جراء فعلته
- نعم . معك حق سأذهب للبحث عن طريق الرادار عن السيارة كي نصل عن طريقها لصاحبها الذي صدم القرد بسيارته
- خيرا تفعل يا حضرة الضابط
قال أحد العسس و قد عرف بالدهاء
- عندي فكرة جيدة يا سيادة الضابط
- ما هي فكرتك ؟
- لماذا لا نأخذ أحد المساجين الذين ينتظرون تنفيذ حكم الاعدام و نذهب غدا به إلى القرود و نقنعهم أننا وجدنا القاتل و جئنا لنسلمه لهم كي يقتصوا منه بأيديهم ل القرد المقتول
لمعت الفكرة في عقل الضابط و قرر أن ينفذها و بالفعل ذهب إلى السجن ليبحث عن الضحية المطلوبة ، دخل إلى الضابط المسئول عن السجن و حكى له الأزمة التي أصبحت حديث اليوم و الامس بين كل الأفواه و بالطبع تعاون الضابط مع زميله و رشح له أحد المساجين الذين ينتظروا الحكم بالإعدام ذهبوا إلى عنبر المساجين المحكوم عليهم بالإعدام و اختاروا المسجون الذي رشحه الضابط المسئول عن السجن و كان الاختيار على أساس أن ذلك المسجون ليس له أهل يسألون عنه ، أخذه الضابط و خرج من السجن في سيارة الشرطة و معه العسس و ركبوا سيارة الشرطة و أدار السائق عجلة القيادة و بجواره الضابط و العسس والمسجون في الكابينة و أثناء الطريق قام العسس بتغيير ملابس المسجون ليبدوا الأمر طبيعيا و حين وصلوا نزل الضابط مناديا
- يا معشر القرود
تقدم زعيمهم
- نعم يا سيادة الضابط
- لقد اتيناكم بالمتهم الذي قتل صاحبكم
- صحيح
- صحيح
- اين هو ؟
نادا الضابط على العسس لينزلوا من السيارة و معهم ذلك المجرم ففعلوا و حين نزلوا و رأوا القرود ذلك المجرم المزعوم ضحكوا بأصوات عجيبة عالية جدا بشكل هستيري يدل على الاستهزاء و السخرية فقال الضابط بعصبية
- لماذا تضحكون بهذه الطريقة الساخرة ؟
رد زعيم القرود
- قلت لكم مرارا و تكرارا يا سيادة الضابط أن لا تتصرفوا معنا بنفس الطريقة التي تعاملون بها اقرانكم من البشر
- ماذا تقصد أيها القرد ؟
- اقصد أن ذلك متهم برئ لم يرتكب التهمة الملفقة له
- ماذا تقول أيها القرد ؟
- فاتك يا حضرة الضابط أن منا من شاهد الحادث و يعرف القاتل جيدا و يعرف سيارته
- من منكم الذي شاهد الحادث
- كثيرين و من لم يشاهد الحادث شاهد السيارة ، بالمناسبة اين السيارة التي أرتكب بها الحادث يا حضرة الضابط ؟
- أيهمكم المجرم أم السيارة
- الاثنين يا حضرة القاضي المتهم و دليل إدانته
- هذا هو المتهم و جئناكم به ماذا نفعل أكثر من ذلك لأرضائكم
- يا حضرة الضابط الموقر نحن لا نقبل الظلم مثلكم نحن نريد القاتل الحقيقي الذي قتل أخينا إذا لم تبحثوا عن القاتل الحقيقي فيؤسفنا أن نبلغكم أن الطريق سيظل مقطوعا و لن نفرط في دماءنا التي اهدرها استهتار بني ج*سكم
- انتم بذلك تعقدون الأمور
- انتم بذلك لن تحلوها ، يا حضرة الضابط أذا لم تأتون بالقاتل الحقيقي دون تلفيق و طمس ل الحقائق و كذب و افتراء سيظل الطريق مقطوعا
- يمكنني أن اكون س**حا و أقوم بعمل وحشي
- أهذا تهديد ص**ح ؟
- ليس تهديد بل واقع ربما يحدث .
- ماذا تستطيع أن تفعل ؟
- استطيع الكثير
- مثل ماذا. ؟
- انتم تتهموننا معشر البشر بالوحشية فإذا كنا نقيم مذابح لبني ج*سنا بدم بارد أيعجزنا أن نقيم مذ*حة لمجموعة من القرود المتمردة التي تقطع الطريق على المارة و تعطل مصالحهم
- لو كنتم تستطيعون ذلك ما ترددتم و لابد أن تعرفوا أن داخل هذه الغابة مجموعة كبيرة من القرود أعدادهم أضعاف مضاعفة من هذا العدد الذي تراه امامك
- يا له من خيرا كثير
- ماذا تقصد أيها الضابط ؟
- ألا تعلم أن حاكم مدينتنا قرر أن يؤسس حديقة تضم جميع أنواع الح*****ت و قد انشأ منطقة مخصصة لتضم كل انواع و فصائل القرود
- ماذا تعني بهذا الخبر السعيد ؟
- أعني أنه أصبح لكم سعر معشر القرود
- يا له من تهديد ساذج
- أنت مصر أنه تهديد
- هل له تفسير آخر
- حين يأتيكم الصيادين المهرة لاصطيادكم و حبسكم في جبلاية القرود بحديقة الحيوان الجديدة بمدينتنا ستعرف أنه ليس تهديدا و بهذه الطريقة نحن لا نرتكب اي جريمة تمس حقوق الح*****ت
- أذا كنت تظن أن هذا التهديد الرخيص سيجعلنا نفرط في دماءنا فأنت مخطئ
- قلت لك أنه ليس تهديدا
- لو كنتم تستطيعون فعل شيء ما تأخرتم ابدا عن فعله انتم عاجزين . دائما عاجزين عن حل أي مشكلة تواجهكم لا تملكون الا التهديد أو الخراب
- دعك من هذه الحكم الفلسفية المأثورة
- ليتك تفهمها أنت و امثالك
- تجاوزت حدودك
- من تجاوز حدود هو من يحاول أن يحل المشاكل بالغش و التدليس و تلفيق التهم وضياع الحقوق ، يا حضرة الضابط الموقر القتيل ليس منكم معشر البشر كي تؤيد التهمة ضد مجهول و يمر الأمر على خير
- انتم ت**مون على أخذ حق صاحبكم ليكن الفاعل عبرة و لا يتكرر الأمر و يقتل أحدكم ، و نحن علقنا لافتة بعرض الطريق مكتوب عليها منطقة قرود و قطعكم ل الطريق أصبح حديث الساعة تتبادله الأفواه و الألسنة فالكل عرف أن القرود لن تتسامح في حقها
- ماذا بعد أذن ؟
- أذن لن يتكرر ما حدث مرة أخرى مع أحدكم سيفكر أي مستهتر ألف مرة قبل أن يستهين بدمائكم
- ماذا تعني ؟
- أعني أن ما تريدونه قد تحقق بالفعل
- ما نريده هو تحقيق العدالة
- لقد نفد صبري
- فلينفد افعل ما شئت
كل هذا يدور و تويا مختبئة فوق الشجرة. بين الفروع الكثيفة تراقب ما يحدث و تسمع كل هذا الحوار و تكاد تنفجر غيظا من وقاحة هذا الضابط المحتال المدلس و قررت أن تترك مكانها و تذهب لقصر الجبل كي تقص كل ما حدث على حضرة الملكة بالتأكيد لابد أن تعرف كل ما يدور بمملكتها جزيرة الغابة التي تضم كل الح*****ت و الجريمة التي حدثت لا يمكن ال**ت عليها ابدا فهذا أمر لا يمكن تفويته دون القصاص من هؤلاء البشر المستهترين عديمي الاحساس