وقف بعيدا يراقب تلك الساق الأنثوية الجميلة التي تظهر من بين الأشجار دون أن تعلن عن هوية صاحبتها ، لم تعلن سوى عن أ***ة طاغية ، وفجأة ظهرت خيوط حريرية طويلة شديدة السواد تتطاير في الهواء ، خرجت صاحبة الأ***ة الطاغية بكامل جسدها البض اللدن فما ظهر كان أقل جمالا مما كان مخفيا و ظهر من بين تلك الادغال ، وقف يراقبها على الجانب الآخر من الطريق ، أوقف عجلة القيادة و نزل من سيارته ليراها بوضوح ذات وجه مليح مستدير و عينين سوداوين وبشرة خمرية و جسد لا يغطيه سوى سروالا من أوراق الشجر و الورود و على رأسها تاجا من أنواع غريبة من الزهور ، فاتنة هي بشكل لا يمكن مقاومته كان جسده ممتلئ بعض الشيء و قامته متوسطة الطول وجهه مقبول الملامح ، اتجه ناحيتها مسرعا كي يظفر بها أشارت له بطريقة مثيرة ذات مغزى ، فرح فرحة البلهاء بالعثور على كنز مزيف ، هرول إليها و حين أوشك على الاقتراب منها هربت منه وسط الادغال جرت و هي تضحك ضحكات رقيعة بصوت عالي مما أثار ل**به أكثر ، ظل يجري و يجري كي يلحق بها و فجأة توقفت و سمحت له بالاقتراب منها و لمسها و قفت تستند على شجرة كبيرة كثيفة الفروع اقترب اكثر و حاول أن ينال منها قاومته فأشعلت نيرانه اكثر و اكثر فعنفها و ألتصق بها رغم انفها و رغم مقاومتها و هي تص*ر ضحكات رقيعة بصوت عالي بشكل هستيري و كأنها إشارة و فجأة قفز قرد ضخم من أعلى الشجرة يحمل ألة حادة في يديه غرزها في عنق الرجل بحركة رشيقة سريعة فسقط جثة هامدة و شربت الاعشاب و الرمال من دمه فألقوا جثته على الطريق ممزقة الأشلاء و اختفوا معا داخل الادغال بين الأشجار يسيرون بينها تارة و يتسلقونها تارة أخرى و ساروا يمرحون و يتسامرون قالت ضاحكة بصوت عالي
- هل استراحت الأن يا رويد
رد هو بصوت غليظ
- لا يا سيمون لم استرح بعد
- اليس هو قاتل جروي
- نعم هو انا متأكد لقد تركتهم يفعلون ما يفعلون وتبعته طوال الطريق حتى وصلت إليه و استعنت بكي لكي نقضي عليه
- يسعدني يا صديقي أن اساعدك ل الخلاص من ذلك الو*د و أمثاله من المستهترين الشهوانيين
- أشكرك يا سيمون لمعاونتنا لأخذ ثأر أخي جروي من واحد من بني ج*سك
- لا يا صديقي أنا لا انتمي إلا لبشر ليسوا موجودين الان رحلوا جميعا لم يعد موجود الآن سوى اسافل البشر
- معكي كل الحق بالفعل هم اسافل البشر ليس هذا عصر النبلاء
- يا رويد نحن نعيش في ال لا مكان و ال لا زمان نحن خارج حدود الوطن و خارج حدود الزمن
- و من اي مكان أنت
- تقصد من اي جزيرة
- لماذا تركتي حياة البشر و اتيتي إلى جزيرة الغابة و تعيشين مع الملكة في قصر الجبل
- ماذا يعنيك من مأساتي
- ربما استطيع مواساتك
- ضاع كل شيء و انقضى الأمر فماذا بوسعنا أن نفعل ، هل انتقامنا و ثأرنا من القاتلين المجرمين يعيد المقتولين الذين فقدناهم. ؟
- لماذا تساعدينا إذن في الخلاص منهم ؟
- ربما تطهر الأرض من أمثالهم
- سبب وجيه جدا أكثر إقناع من فكرة الثأر و الانتقام
- فكرة الانتقام فكرة سلبية غير مجدية
- بالفعل لكن فكرة تطهير الأرض و الخلاص من المفسدين أكثر نبلا و ايجابيه
- أشكرك يا صديقي
- على اي شيء تشكريني ؟
- على رأيك في طريقة تفكيري و وصفك لأخلاقي و أفكاري بالنبل
- هذا رأيي حقيقة لا اعرف النفاق مثل بني البشر
- و لكن القرود يحملون كثيرا من صفات البشر حتى أن العلماء يؤكدون أن أصل الانسان قرد و تطور حتى وصل إلى هيئته البشرية
- ربما و لكن القرود شأنهم شأن الكثيرين من المخلوقات يعيشون بالفطرة التي فطر الله خلقه عليها
- و لماذا لا يعيش البشر على فطرة الله التي فطر الناس عليها
- لأن الله ميز بني أدم بال*قل و أعطاهم حق الاختيار ، أن يختاروا حياتهم كما يشاءون
- و هل ال*قل يحول صاحبه إلى و*د مجرم يستهين بكل القيم التي فطر الله الناس عليها ؟
- لأن ال*قل تحركه في كثير من الأحيان الشهوات و الغرائز و ليست الحكمة و الفطرة التي فطر الله الناس عليها
- يا لك من قرد حكيم يا رويد
- لست حكيم و لكني تعاملت مع كثير من البشر و رأيت ما لا يخطر على بال أي مخلوق من أفاعيل البشر ففهمت طباعهم
- و لكن القردة معروفين بالذكاء إلى درجة أن الكثيرين يشبهون فطنتهم و ذكاءهم بذكاء البشر
- حتى و إن كان كلامك صحيحا فنحن لسنا خلفاء الله في الأرض لم يكرمنا كما كرمكم
- معك حق يا لهم من اغ*ياء أولئك البشر الذين لا يعرفون قيمة و حكمة خلق الله لهم و جعلهم خلفائه
- ذكاءهم البشري تحول إلى غباء
- يا لك من فيلسوف يا رويد
- ههههه الفلسفة علم بشري بحت
- و لكنهم لم يستفيدوا منه بشيء
طوال الطريق و هم يتحدثون و رويد يتسلق الأشجار و يمد لها يده ليساعدها في تسلق الأشجار هي الأخرى و ظلوا على هذا الحال حتى وصلوا إلى قصر الجبل دخلت هي كي تبلغ الملكة بما حدث و ذهب هو ليبلغ القرود المعت**ين لقطع الطريق أن قاتل جروي قد أصبح جثه هامدة ممزقة الأشلاء و قد القوا اشلاءه وسط الطريق كي يراه كل المارة فيصبح عبرة لمن يعتبر من أمثاله من المستهترين من بني ج*سه ، افترقا و ذهب كل منهم في طريق دخلت هي القصر و اتجه هو نحو زعيم القرود المعت**ين و حين وصل إليهم القى عليهم التحية و ردوا عليه ثم بادره زعيمهم
- اين كنت يا رويد ؟
- كنت اتابع قاتل جروي ، راقبته حتى استقر في مكان ما و قتلته
- قتلته ! كيف قتلته ؟
- استعنت بسيمون كي تستدرجه ل الدخول إلى جزيرة الغابة
- و ماذا بعد. ؟
- هجمت عليه و طعنته فسقط جثة هامدة مزقت جثته أشلاء و القيتها في قارعة الطريق
- أذن بالتأكيد سيعثرون على جثته و يعرفون أننا انتقمنا لجروي
- بالفعل هذا ما أردته أن يحدث يا بوراني كنت افكر أن أحمل رأسه أليكم كي اطفئ ناركم مثل ما أطفأت ناري و لكن تركته كي يجدوه و يتعرفوا عليه
- حسنا فعلت يا رويد لعل ما فعلته يجعل ذلك الضابط المغرور يعرف ماذا نستطيع فعله و يتأكد من حجم قوتنا
- لا تقلق يا بوراني لقد ثأرت لجروي أخي و لكن ما شأن الضابط المغرور الذي تحكي عنه
- أنه ضابط متعجرف يحتمي في وظيفته و يهددنا أن حاكم مدينتهم سينشئ حديقة ل الح*****ت و سيبعث بالصيادين المهرة لاصطيادنا و حبسنا في جبلاية القرود في هذه الحديقة لتسلية أمثاله من البشر
- يا له من و*د متعجرف حقا و لابد أن يدفع ثمن عجرفته و تكبره
- نعم لابد و أن يدفع الثمن غاليا ، اين ذهبت سيمون ؟
- ذهبت إلى قصر الجبل لتقص على الملكة كل ما حدث
- حسنا فعلت فاليوم المتفق عليه أقترب كثيرا
- أي يوم تقصد ؟
- يوم الخلاص . يوم تطهير جزرنا من هؤلاء الفاسدين
- لابد من التطهير حقا يا بوراني
تم فض الاعتصام و لم يقطعون الطريق كي تمر السيارات في الطريق فيجدون جثة ذلك الو*د القاتل مقتولا ، و بالفعل في خلال عدة ساعات مرت السيارات و تعجب السائقين من فضاء الطريق الذي لم يعد يقطعه القرود و في خلال ساعات تقدم أحد السائقين الذين مروا من هذا الطريق حتى نهايته ببلاغ عن جريمة قتل ب*عة و جثة ممزقة الأشلاء ملقاه في قارعة الطريق و لكن رغم أنها ممزقة إلا أن ملامح الوجه واضحة و يمكن التعرف على القتيل صاحب الجثة الممزقة ، ولكن السائق قدم البلاغ في مخفر الشرطة الخاص بجزيرة النار و حين دخل الرجل إلى مخفر الشرطة و هو في حالة من الهلع قائلا لأحد العسس
- اريد جناب الحكم دار فورا
- لماذا تريد جناب الحكم دار ؟
- أريد الابلاغ عن جريمة قتل ، لقد عثرت على. جثة ممزقة الأشلاء و ملقاه في قارعة الطريق
-
-