الوقوع فى الفخ

1647 Words
يتأملها بجلستها بداية من فستانها الوردي المتواضع و شعرها الاسود المموج الذي لا يتعدى طوله فكها و لم تزينه سوى بمشبك بسيط يحكم غرتها فقط .. لوي فمه بعدم رضا لرؤيته لها مازلت بوضعيتها تلك منذ دلوفهم الى المطعم .. تخفض رأسها لموضع كفيها و اللذان و كالعادة تفركهم بهستيريا و توتر شديد ايان لنفسه : طبعا ليكي حق متصدقيش اللي انتي فيه دلوقتي و انك قاعدة معايا فى مكان زي ده تن*د بهَم ليقطع الصمت راسماً ابتسامة مصطنعة على وجهه و التي إن تمعنت بها قليلا لأدركت سوء نيته نحوها ايان : مفيش داعي للتوتر ده كله .. ولا ده مش توتر بقى و طلعتي لسة زعلانة مني لحد دلوقتي على الموقف السخيف بتاع اول مقابلة بينا رفعت رأسها نحوه سريعا تحدق به بذهول محاولة التركيز فيما قاله لتؤنب نفسها بقوة خيال لنفسها : بطلي توتر بقى وركزي في اللي بيقوله مش وقت تفكير كتير و سرحان ... عيشي اللحظة و بعدين فسري اللى حصل براحتك خيال : احم لا حضرتك انا بس ... يعني مش متعودة اني يعني اروح اماكن زي دي فكَر بداخله انه احضرها الى اردئ مكان قد يذهب اليه عادةً و هي تراه الان فاخراً ابتسم ساخرا ليجيب ايان : بلاش حضرتك دي احنا مش فى الشركة دلوقتي و بعدين بصراحة انا طلبت اننا نتقابل النهاردة و نتعشى سوا عشان نبقى براحتنا و اتكلم معاكي بوضوح جذب كامل انتباهها بحديثه لتجيب سريعا خيال : اتفضل حضرتك ... اا اقصد اتفضل اشار لها بالبدء فى تناول الطعام ايان : كلي بس الاول وبعد كده نتكلم اومأت بطاعة و من ثم شرعت فى تناول الطعام تحت نظراته المتفحصة لها بسخرية و تهكم مرير بمكان اخر تماما تحديدا الفيلا الخاصة بالابن الثاني لعذب باشا ... سمير عذب كان صوت صراخ سمير الغاضب يملأ المكان فى مشهد اعتاده من فى القصر جميعا بداية من الخدم نهاية بالابناء سمير بتأنيب : لغايه امتى هفضل افهمِك انك لازم تاخذي بالك من شكلك و تصرفاتك قدام جدك و ابن عمك .. انا راضي ذمتك ينفع اللي انتي لابساه ده .. هو انا مخلف ولدين ولا ولد وبنت .. يا بنتي بيني انوثتك شويه او على الاقل سيبك من الرياضه الزفت اللي انتي بتلعبيها دي وركزي في مجال دراستك و اشتغلي في المجموعة على الاقل يبقى في حد واقف قصاد ابن عمك و كمان تحافظي على فلوسنا وتعمليلنا منظر هناك مش هيبقى خيبتي فيكي انتي كمان .. كفاية اخوكي نفخت الفتاة بنفاذ صبر من تأنيب أبيها المستمر كلما رآها بطريقها الى ممارسة رياضتها المفضلة او عائدة منها و انزعاجه الدائم من مظهرها العام و ملابسها و الذي كما يراها هو شبيهة بالرجال .. فمن وجهة نظر اباها .. الفتاة لا بديل لها عن الفساتين المنمقة و الكعب العال ريما بملل : بابا من فضلك قلتلك مليون مره دي طريقه حياتي ولبسي واستايلي وبعدين ماله ايان! ما هو ماسك الشركه وممشيها زي الالف وارباحنا بناخدها اول باول يبقى ايه مشكلتك معاه بقى ... و من ثم تحركت متجهة نحو غرفتها لكن توقفت بطريقها قائلة ... اه و ياريت بقى تشيل من دماغك فكره ان اياس يمسك مكان ايان لانه مش هيقدر ولا هيعرف يمشي الشغل زي ما هو ماشي دلوقتي .. والارباح اللي مش عجباك دلوقتي دي بعد كده مش هتلاقيها وكل حاجه هتضيع و تبقى سراب فبلاش يا بابا و الافضل تعقل اياس و تخليه يحط ايده فى ايد ابن عمي بدل ما هو بينافسه على حاجة هو اصلا مش فاهمها ولا عارف قيمتها .. عن اذنك يا بابا و من ثم تركته يحترق غيظا من حديثها و لا مبالاتها كما يظن و كعادته بنهاية كل جدال بينهم اردف سمير : غ*يه زي البأف اخوها .. بكرة لما اموت وكل حاجه تضيع من ايد*كم ومحدش يفتكركم بمليم ساعتها هتقولو بابا كان عنده حق بس بعد ايه بقي بعد ما يفوت الأوان عودة الى المطعم مرة اخري انتهو اخيرا من تناول الطعام و طلب من النادل الإتيان بالتحلية ليشرع بعدها بالحديث ايان : طبعا زمانك دلوقتي بتقولي ايه سر التغير اللي حصل ده كله وانه بعد مارفضني بكل قلة ذوق رجع تاني يعتذر و كمان يعزمني على العشاء اومأت بضعف لتجيب خيال : بيتهيألي اي حد هيفكر نفس التفكير ده و يبقى عنده نفس الفضول اللى عندي دلوقتي .. يعني مش معقول حضرتك حتى بعد اللي حصل ساعتها تفكر تعتذر لواحده زيي وكمان تعزمها على العشا فى مكان زي ده ابتسم بداخله محدثا نفسه ايان : يعني طلع عندها مخ اهو و بتفكر .. طب كويس تنحنح بهدوء ليجيب بتأثر يحسد عليه ايان : طبعا عندك حق تستغربي وتفكري كتير .. بصراحه جزء من اعتزاري في المكتب مكنش صادق .. اللي حصل مني في اليوم اياه كان رد فعلي الطبيعي اتجاه اي احد اكون شايفه من وجهه نظري مش مناسب ليا و يعترفلي بمشاعره ..الحقيقة انى كنت كده لغايه امبارح .. لغايه ماجتلي لحظه وموقف خلاني افكر و ادور بين اللي حواليا على حد بيحبني لشخصي مش بسبب اللى بملكه او وسامتي او حتى مصلحة .. شخص مهما يحصل مني يفضل يحبني .. شخص ميصدقش عني اي كلمه كدب تتقال .. فكرت كتير وملقتش حد حواليا بالمواصفات دى .. ساعتها جيتي في بالي و فكرت انك رغم كل اللي اتقال عليا في الجرايد مصدقتيش لا و كمان سعيتي انك تثبتي انى ع** اللى اتقال فى الاخبار دي و كل ده و مكنش حتى حصل بينا اي موقف او تصرف يخليكي تحبيني الحب ده كله و تحسي بالمشاعر دي اتجاهي انهى حديثه المؤثر ذاك و الذي لم يتحضر له سابقا بل تفاجأ هو نفسه مما قيل خصيصا لإدراكه بصحة معظمه ... ابتلع ريقه بتوتر اربكه لينظر نحوها فيجد وجهها و الذي استحال لونه للوردي و شفتيها قد أُلتهم معظمها بأسنانها فى حركة عصبية خجلة قطع هذا الجو قائلا بمرح ايان : اه و بخصوص الاشاعه اياها ... قالها غامزا بعينيه فى مرح ... اكيد طبعا لسه على موقفك واني مش كده ولا ايه اتسعت عيناها بصورة مضحكة لتسرع بالإجابة خيال بتوتر : اه طبعا .. اقصد لا .. اقصد اه لا حضرتك مش كده طبعا انفجر ضاحكا على طريقتها بنفي عنه تلك الاشاعة فى حين زاد حرجها و هدوءها الغير معتاد لتلتزم الصمت حتى عاد الى هدوءه فجأة قائلا بجدية ايان : المهم اكيد انتي دلوقتي بتقولي انا ليه بقولك كل الكلام ده اومأت مرة اخرى و قد اراحه صمتها ذاك كثيرا ليقُل ما لديه و ينتهي من هذا الامر ايان : انا بقول كل ده عشان .. انا حابب ان احنا نتعرف على بعض اكثر و ندى لنفسنا فرصه عقدت حاجبيها بعدم فهم لتجيبه قائلة خيال : مش فاهمه حضرتك تقصد ايه و فرصه ايه اللى نديها لنفسنا ايان : لعلاقتنا رفعت حاجبيها بذهول لتعيد كلمته لنبرة مستهجنة خيال : علاقتنا ؟!!! تعجب من نبرتها ليعيد توضيح حديثه ايان : ايوه انا شايف ان احنا المفروض نتعرف على بعض اكتر ولو حتى في اطار صداقه ... ده مبدأيا يعني خابت آمالها فقد انتظرت اعترافا بالحب يليه عرض زواج .. ربما تعجلت بالامر قليلا و لا يبدو الامر منطقيا ان نظرنا الى سرعة سير الاحداث لكن ايضا اعتذاره و دعوته لها للعشاء لا يمت للمنطق بصلة خيال بغضب : اه اصدقاااااء قولتلي بقى .. اولا اسمحلي اصحح مسمى عرضك للعلاقة دي و هي انها صحوبية و تسلية وانا بقى مش بتاعه الكلام ده ... لا ديني ولا اخلاقي ولا تربيتي تسمحلي اني ادخل فى علاقة زي دي ... و مش معنى ان الظروف خلتني اعترفلك بمشاعري ناحيتك اني هقبل بحاجه زي كده واني ابقى مجرد تسليه بالنسبالك .. انا اسفه بس انا برفض عرضك العظيم ده ... عن اذنك .. انا لازم امشي حالا و من ثم تحركت بعنف ملتقطة معطفها مغادرة المكان فى حين ظل هو يحدق بمقعدها الفارغ امامه بذهول .. هل رفضته للتو ... هل حاضرته بمنطقها رافضة له و مغادرة المكان بكل عنجهية و غرور..... هم باللحاق بها لوضعها بمكانها المناسب وافاقتها من حلمها الذي خلقه هو لها لكن اوقفته خطته و مستقبله المتوقف عليها ... انتفض سريعا راكضا خلفها فى مشهد نادرا ما تراه .. ايان عذب يركض بإثر احداهن خوفا من تركه لكن .... كان لاسبابه الخاصة بمجرد خروجه من المطعم رآها تقف على بعد خطوات تنتظر احدى سيارات الأجرة و على ملامحها غضب لا نهاية له ... تن*د بتعب ليتجه سريعا نحوها ممسكا معصمها بغضب ايان : ممكن اعرف ايه اللي انتي عملتيه جوه ده .. يعني ايه تقومي وتسيبيني وانا لسه مخلصتش كلامي نفضت يدها من بين يديه لتجيب بقوة خيال : حضرتك قلت اللي عندك كله ومظنش في اي حاجه تجبرني اني اقعد واسمع كلام تاني يحرق الدم و اذا كان في حاجه فاكر انها ممكن تجبرني على ده فممكن حضرتك تعتبرني مستقيلة من اللحظة دي ايان بتأفف : ممكن تهدي شويه و تفهميني ايه اللى ضايقك اوي كده في كلامي ضحكت بسخرية تنظر نحوه بدون تصديق خيال : انت كمان لسه بتسألني ومش عارف انت قلت ايه ... حضرتك يا استاذ يا فاضل طلبت مني اني اصاحبك .. اني ابقى مجرد تسليه لسيادتك .. و كل ده عشان فاكر حبي هيبقى اعمى و انسى اللى اتربيت عليه ايان : أنتي اللى فهمتي كلامي غلط انا كل اللى كنت أقصده اننا ندي نفسنا وقت نعرف بعضنا اكتر عشان ناخد خطوة جدية لقدام خيال : والله دي لو كانت نيتك من الاول فعلا مكنتش قلت الكلام ده و كان فى كلام تاني ممكن يتقال نظر نحوها بغيظ هاتفا بها ايان : كلام ايه ده بقى ان شاء الله خيال بعصبية : ان حضرتك تدخل البيت من بابه ولا دي مش موجوده في قاموسك .. ظل على صمته لتكمل بتهكم ... شوفت اد*ك سكت عشان تعرف بس انك كنت عايز تتسلى مش اكثر .. واحده طلعت قدامك و اعترفت بمنتهى الصراحه انها بتحبك وهيمانه بيك وده كان رد الفعل عايز تتسلى وبس ايان بذهول لنفسه : معقول تبقى غ*ية للدرجه دي و وتقع في الفخ بدون تفكير قال و انا اللى كنت فاكر اني لو عرضت عليها الجواز هتخاف و تبعد و هتشك فى الحوار كله ابتسم بإتساع لتلمع عيناه بمكر و سعادة جعلتها تناظره بدهشة لتجده يتقدم نحوها يمسك احدى كفيها رافعا اياه نحو فمه يقبله بلطف و من ثم هتف بنبرة دافئة ايان : خيال ... تتجوزيني قالها بسعادة و حماس و قد ضمن نجاح اولى خطوات خطته لتسقط هي بين يديه اثر صدمتها بحديثه و تبتلعها دوامة من الظلام .......... يتبع .........
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD