انتصف نهار اليوم الثالث لهما معا و مازالا يتجنبا بعضهما البعض .. كلاً فى ملكوته الخاص
كانت هي فى غرفة النوم و قد استمتعت بأخذ حمام دافئ و من ثم خرجت لتقف امام حقيبة ملابسها تنتقي ما ترتديه
خيال : و ده البس قدامه ايه ده ان شاء الله .. ده انا كل اللى جيباه معايا مناسب لعروسة فى شهر العسل ... هتفت لنفسها بحسرة و من ثم اردفت بعد تفكير .... طالما مش فارق معاه يبقى البس اللي ارتاحله .. شاطرة يا خيال صح كده تعاملي و كأنه مش موجود و استمتعي باليومين دول مهما حصل
و من ثم انتقت ما ترتديه و بعدها تحركت تمشط شعرها الندي لتنهي الامر بتسريحة طفولية ( قطتين )
نظرت نحو المرآة و قد اكتملت هيأتها
خيال : تمام كده .. وقت الاكل بقى
لتتحرك نحو الخارج تحديدا ناحية المطبخ تعد ما قد طلبته سابقا و اتاها من خدمة الغرف
فى حين كان هو بالخارج يجلس امام التلفاز متابعا مبارة هامة لكرة القدم متجاهلا بصعوبة فضوله لما تفعله بالداخل .. انتهت المباراه ليسمع رنين هاتفه
ايان : الو .. ايه يا زفت .. اه لا لازم الورق ده يتمضى فورا .. نور ايه بس اللي تجبهولى .. محدش يعرف اني مسافرتش غيرك .. هاتو و تعالى و خد بالك حد يشم خبر اننا لسة فى الاوتيل انت فاهم .. خلاص تمام يلا مستنيك
اغلق الهاتف ليشعر بها تدلف اخيرا الى الغرفة ... حاول اكمال تجاهله لها لكن لم يدم الامر و غلبه فضوله لينظر نحوها فيجدها تتحرك امامه بخفة لتجلس اخيرا بجانبه ....... لفظ نابي اطلقه بهمس بعد رؤيته لما ترتديه .... بيجامة من الساتان مكونة من هوت شورت اسود و تيشيرت بدون اكمام من نفس اللون شبه ملتصق بجسدها مبرزا جميع مفاتنها و التى كانت غير ملحوظة بالنسبة له سابقا
ايان لنفسه بغيظ : شكلى لبست نفسي فى حيط ... عاملى فيها شاذ .. اشرب بقى ... و من ثم نظر لشعرها ليهتف بهمس ... و عملالى شعرها قطتين الهبلة .. طب ازاى دى تركب على دى .. رحمتك يارب
وجدها تحتضن كوب به مياة غازية و باليد الاخرى اناء يتصاعد منه الدخان .. عقد حاجبيه بعدم فهم لما ستفعله
فى حين جلست هي بجانبه متجاهلة اياه بالكامل لتشرع بالاكل
ايان لنفسه : اندومي يا معفنة ... لا و ساقع و سخن مع بعض .. ده تخلف عقلي
هتف بصوت مسموع يوجه حديثه نحوها
ايان : فى حد يشرب ساقع مع اكل سخن .. ايه مفيش تمييز
بلعت ما بفمها لتجيب بسماجة و ابتسامة صفراء
خيال : مش انا عملت .. يبقى فيه .. و بعدين شاغل نفسك بيا ليه
اكملت طعامها لتلتقط جهاز التحكم الخاص بالتلفاز و اخذت بتغيير القنوات حتى استقرت و اخيرا على فيلم رومانسي
نظرت بطرف عيناها نحوه لتهتف بهيام مصطنع و بقصد
خيال : اد ايه الحب السوي الطبيعي بيخلى حياة البني ادم افضل .. الحب النقي اللي بين اي واحد و واحدة دايما بينتصر على اي عقبة ممكن تقابلهم ... ان الواحد يحب و يتجوز و يكون اسرة ياااه .. طفل او طفلة يملو عليهم الدنيا هي دي متعة الحياة اللى بيتحرم منها اي حد مشى فى طريق تاني غير الطريق الطبيعي فى الحياة
حاول بشتى الطرق التمسك بثباته و جديته المصطنعة و عدم الانخراط بالضحك لعلمه بمقصد حديثها و محاولاتها لاثبات خطأه
ظلت تلقي كلماتها تلك لفترة محاولة حثه على نقاش يعلم بنهايته لذا تجاهل الامر ليهتف ناظرا للطعام بيدها
ايان : حلو بقى الاندومي ده
نظرت نحوه بدهشة لتتعلق يدها بالشوكة فى الهواء فيمسك بكفها منحنيا نحوها لتتوقف انفاسها مراقبة اياه بذهول يلتقط الشوكة بفمه مستطعما ما تناوله بإستمتاع
ايان بخبث : مش بطالة ... لما اقوم اعملي اي حاجة اكلها اصلك .. ثم طالعها بخبث و مكر مكملا بغمزة .... جوعتيني اوي
و من ثم تحرك من امامها فتضع كفها على ص*رها بإطمئنان ملتقطة اخيرا انفاسها بسلام هاتفة
خيال : و ده ماله ده .. هو ايه اللى حصل دلوقتي ده
بعد عدة ساعات استمعت لطرقات على الباب علمت من هو فلقد اخبرها ايان بقدوم صديقه لؤي نظرت نحو باب المرحاض لتجده مغلق و مازال هو بالداخل .. تن*دت لتتحرك برتابة نحو الغرفة لتبدل ملابسها لكن و قبل ان تصل الى الغرفة هتفت لنفسها
خيال : و انا هغير هدومي ليه ... هو مش ده اللهم احفظنا يعني حبيب القلب .. زيه زي ايان فمش هتفرق معاه انا لابسة ايه
بدلت طريقها لتتجه نحو باب الجناح تفتحه فتجده بالفعل صديقه لكن المشهد امامها جعلها تنفجر ضحكا .. فقد كانت كلتا عيناه منتفخة يحيطها كدمات من اللون الازرق يفتح احداهن بصعوبة و الاخرى مغلقة من شدة تورمها اما ما جعلها بهستيريا من الضحك هو امساكه بعصا تشبه الخاصة بكفيفي البصر يستطلع بها ما لا يستطيع رؤيته امامه
استمع لؤي لضحكاتها ليدقق النظر بها فيرى ما ترتديه ليغض النظر سريعا عنها .. او لنقل ما تبقى من النظر .... لم تلتقط هي فعلته تلك لانخراطها بالضحك فيأتي ايان على صوتها متعجبا مما يسمع فيجدها تقف امام صديقه بتلك الهئية و لسبب ما .. اشتعل فتيل الغضب بداخله ليسحبها من امام الباب للداخل يحيطها بجسده فتختفي عن انظار صديقه يصرخ بها دون وعي
خيال : انتي ايه اللى متهببة لبساه ده .. ادخلى غيرى حالا و باب الجناح ده متهوبيش ناحيته مرة تانية ... ثم التفت نحو لؤي هاتفا بغضب .... و انت يا زفت اتنيل نزل عينك عنها .. ظلت على وقفتها تنظر نحوه بذهول ليعيد صراخه بها ... انتي لسة واقفة اتحركي يلا على جوة
لؤي بهمس : انزل عين ايه هو انا بقى فيا عين عشان اشوف حاجة
انتفضت بسبب صراخه لتفر هاربة الى الداخل فى حين سحب هو صديقه المسكين بشدة الى الداخل و الاخر يتلمس بعصاه الطريق امامه
رمي صديقه على الاريكة بغضب ليردف
لؤي : اتهد بقى و ارحم امي ..يعني هزأتني قدام المزة .. حدجه ايان بغضب ليصحح هو ... احم اقصد المدام ... زمجر بغيظ مرة اخرى ليردف لؤي بنفاذ صبر ... يوووه اقصد مراتك يا سيدي ... و انا ياعيني عليا مترمط خلقة و مش شايف قدامي اصلا بس اقول ايه .. حسبي الله ... اتفضل ياسيدي الورق اللى انت عايزه امضيه و خليني اغور من هنا
التقط ايان الورق يدقق به للحظات و بتلك الفترة اخرج لؤي هاتفه يقلب به بملل ليعتدل فجأة بجلسته بشكل ملحوظ عند رؤيته للتحديث الجديد بصفحة "ريما عذب" و قد بدأ بمتابعتها دون وعي على حسابها بالفيس بوك مباشرة بعد زفاف ايان ... وجدها قد حدثت صورتها الشخصية بأخرى اظهرت له جمالها المميز الخفي و الذي لسبب اخر مجهول يراه هو جذابا و بشدة لدرجة تؤرقه كلما اتت على باله و هو ما يحدث كثيرا مؤخرا
انهى ايان توقيعه على الاوراق ليلاحظ تمعن صديقه بهاتفه و هو ما اثار الريبة بداخله ليقترب اكثر نحوه حتى جلس بقربه و مازال الاخر لم ينتبه له بل يدقق بهاتفه بشكل ملحوظ و باللحظة التى حاول فيها ايان الانحناء نحوه ليرى ما يجذب انتباه صديقه لتلك الدرجة انتبه الاخر له ليحاول اخفاء و مداراه الهاتف عنه فيحاول ايان مد يده نحو الهاتف لالتقاطه منه و الاخر ما زال يقاومه ببسالة و مرح حتى فقد لؤي توازنه فجاة ليسقط منسدحا على الأريكة و بالتالي وقع ايان فوقه و مازالت محاولاته المستميتة المشاغبة للوصول للهاتف مستمرة وسط هتاف لؤي به للتوقف عما يفعله
استمر الوضع هكذا لثوان قليلة قبل ان يتسمرا كلاهما على صراخ عال قادم من مدخل الغرفة لينظرا كلاهما نحو الباب فيجدا خيال تطالعهم بذهول و اشمئزاز ليقفز ايان واقفا يتبعه لؤي كذلك يستمعان لها تهتف بذهول و صوت عال
خيال بعدم تصديق : يا بجاحتكم ... هي حصلت .. كده عيني عينك .. طب راعو وجودي .. يارب ذنبي ايه اشوف القرف ده ... ياربي انا لسة صغيرة على الهم ده ... و من ثم غادرت الغرفة سريعا تاركة اياهم ينظرون لبعضهم ببلاهة اما هي فمازالت مستمرة بصراخها ... استغفر الله العظيم يارب .. استغفر الله العظيم ... رحمتك ياااارب
................
يتبع ........
فصل تاني اهو قولولي رأيكم بليز و ياريت تعملو شير للرواية عشان توصل لناس اكتر
دعواتكم ربنا يوفقني فى مذاكرتي و امتحاناتي من فضلكم ❤️?