اشرقت صباح يوم جديد و مازالت ترقد بمكانها بغرفة الجلوس تحدق بباب الغرفة المغلق بشرود و كأن عقلها تحول لمسجل صوتي يعيد حديث الامس برأسها دون توقف .. لا تدري ان كانت بكابوس مخيف ام ان الواقع قد صفعها صفعة استحقتها عن جدارة لغباءها و ظنها ان الحياة و اخيرا ابتسمت لها
خيال لنفسها : ادي اخرة عيشتك فى الاحلام يا خيال و عمالة تسرحي و تحبي و في الاخر خدتي اكبر مقلب فى حياتك ..... ضحكت بعلو صوتها و قد انتابتها هيتسيريا من الضحك لتهتف وسط ضحكاتها .... لا و مش اي مقلب ... ده ده ... و من ثم انخرطت فى الضحك لتهدأ قليلا قائلة ... طول عمري فقر بس المرة دي الضربة فى مقتل ... يالهوووووي ... شاذ ..... غرقت فى الضحك بجنون لدقائق عدة لتمسح على وجهها بعد فترة مستدعية بعضا من الهدوء و التعقل متحدثة لنفسها ... طب و ده ههبب معاه ايه فى بيت واحد ده .. و الجوازة دي اخرتها ايه .. لا هعرف اطلب طلاق و لا هعرف اعيش معاه تحت سقف واحد .. ههبب ايه انا بقى دلوقتي ... يا خيبتك السودة يا خيال هتفضلي فقرية طول عمرك
قطع تفكيرها شعورها بحركة بمطبخ الجناح لتعقد حاجبيها بقلق و تتوجه نحوه بفضول فتجده قد استيقظ و يقف موليًا اياها ظهره يعد شيئًا ما على الموقد و يتحدث بالهاتف ... وقفت جانبًا بعيدًا عن مرأي بصره تتصنت على حديثه
ايان : دي كانت ليلة زفت يا اخي بس انا فهمتها كل حاجة و اتفقت معاها خلاص
حركة مريبة التقطها من غطاء الموقد الزجاجي ليرى انع**اها عليه تقف خلفه تستمع للمكالمة ليبتسم بإتساع و قد خطر بباله فكرة شيطانية هم بتفيذها فورًا
اما على الجهة الاخرى كان لؤي يحدثه بتأفف
لؤي : اه حضرتك تخطط و تنفذ و انا اللى اتوحِل فى الاخر ... ثم اكمل بحسرة .. انا عيني باظت يا ايان مبقتش نافع خلاص
ايان بهيام : مالك بس يا حبي .. وبعدين انت فى كل حالات حلو فى عيني .. متقلقش يومين و كله يبقى تمام
اتسعت عيناها ذهولًا لتضع كفها على فاها تكتم شهقتها فى حين تصنم لؤي لحديث صديقه ليبعد الهاتف عن اذنه متفحصًا اياه بعينه السليمة فيعيده مرة اخرى الى اذنه
لؤي : حبي و حلو ... ايان انت معايا يابني ؟؟.. الظاهر الخطوط دخلت فى بعض ولا ايه
كتم ايان ضحكاته على هيئتها خلفه ليكمل تمثيليته
ايان : لا لا متقلقش طبعا محصلش اي حاجة بينا و لا تقدر تهزني حتي .. مفيش غيرك يعجبني و لا يدخل دماغي ... يومين بس كده و الصحافة تخف عننا شوية و نتقابل عشان مشتاقلك اوي
لم تستطع تحمل اكثر من ذلك لتكتم فمها بكفها الاخر متوجهة سريعا نحو المرحاض تستفرغ ما لم تأكله منذ الامس فى حين هو التفت يراقبها حتى وجدها تدلف للمرحاض لينفجر ضاحكًا على رد فعلها و قد قرر ان تلك هي افضل الوسائل لجعلها تتجنبه و تنسى عشقها له .. قطع ضحكاته صوت لؤي
لؤي بدلع : طب ما تتأخرش عليا يا بيبي احسن انا مولع نار
استقام ايان بوقفته ليهتف به بحدة
ايان : ما تظبط يلا كده فى ايه ... استرجل شوية يخربيتك ده انت شُبهة
لؤي بضحك : انا اللى شُبهة .. ده انت شككتني فى نفسك يا اخي .. بس انا كده عرفت انت اقنعتها ازاي ان الجواز يبقى صوري ... طبعا اكدتلها انك شاذ و الغلبانة دلوقتي زمانها اتجننت .. و الله انا خايف عليك كل ده يجي فوق دماغك فى الاخر
ايان بمكر : لا اطمن انت .. كل شيء معمول حسابه و اهي هتخرج من الجوازة دي صاغ سليم و بمبلغ محترم و هتبقى طليقة ايان عذب .. هتعوز ايه اكتر من كده
لؤي بعدم رضا : انت مفيش فايدة فيك .. بس خلي بالك يا صحبي لتحفر الحفرة و تقع انت فيها ... البت حلوة مش وحشة و هتبقو تحت سقف واحد و يا عالم مين اللى هيجنن مين فى الاخر
ابتسم ايان بسخرية على تحذير صديقه و قد غاب عن باله انبهاره بهيئتها بالامس و التبعات المحتملة لذلك الأمر
بمكان اخر و تحديدا منزل آسر و قد استقبل به والد خيال فى فترة بقاؤه فى القاهرة و قبل العودة لمنزله بالاسكندرية
محمد (والد خيال) : يا آسر يابني صدقني كل شيء جه بسرعة و العريس كان جاهز من كل شيء و جاي طالب الحلال وانت كنت فى مأمورية و مش عارفلك طريق للاسف .. اقوم اقف انا بقى فى الموضوع و اعطله
آسر : مش تعطله يا عمي بس خيال مش رِمية و لا معيوبة لا سمح الله عشان تتجوز بالسرعة دي ... كل حاجة كانت لازم تاخد وقتها و كان لازم تبلغني يا عمي اكيد مش عشان تاخد رأيي .. طبعا حضرتك رأيك يتنفذ بدون نقاش .. بس انا كنت اقدر على الاقل اجيب تاريخه كله و اصله و فصله و ناخد وقتنا فى القبول او الرفض
تن*د محمد لعلمه بصحة حديث آسر و حقيقة قلقه على ابنته فهو يعتبر من شهد على طفولتها و اعتني بها و حماها منذ الصغر .. و بعد نقاشهم الان بالامر ادرك مدي تسرعه بإتمام هذا الزواج
محمد بإستسلام : عندك حق يابني بس انا حسيت بفرحة خيال و انها مايلة له فساعتها مفكرتش كتير .. ما انت عارف خيال حظها قليل من الدنيا و ما صدقت افرحها
زفر آسر بعدم رضا لحديث عمه فتكراره لتلك الجملة امام خيال جعلها تصدق الامر رغم عدم صحته و لذلك ظنت دائما ان اقل ما تحصل عليه بحياتها هو اكثر بكثير مما تستحقه
آسر : يا راجل يا طيب مالها خيال و مال حظها ... خيال مش اول بنت مامتها تتوفى على صغر و بعدين انا و انت عوضناها عن ده على قد ما نقدر و مأخرناش عنها اي حاجة يبقى ليه حظها قليل ... صدقني يا عمي محدش يقدر يمس خيال بسوء و اللى يفكر بس فى ده انا انسفه من على وش الارض .. تفاءل خير و على العموم فى الاول و الاخر ده نصيبها و ان شاء الله خير
اومأ محمد متمنيًا الخير لابنته ليردف بتذكر
محمد : الا قولى يا آسر .. انت كان قصدك ايه بأنه ايان سمعته سبقاه ... سمعة ايه دي يابني ؟
توتر آسر لثوان قليلة قبل ان يردف
آسر : ها .... لا يا عمي و لا حاجة ... دي اشاعات و هو راجل اعمال معروف و طبيعي يطلع عليه كلام كتير ... كان سوء تفاهم مش اكتر ....
و من ثم اكمل بهمس ... احسنله يبقى سوء تفاهم فعلا و الا هيشوف مني وش ميحبش انه يشوفه ابدًا
بفيلا سمير عذب
سمير بصراخ : شوفت اخرة غباءك و استهتارك ... اديه اتجوز و كمان كام يوم نسمع بحمل مراته و ساعتها بخ ... كل حاجة ضاعت من بين ايدينا
تململ اياس بجلسته ليجيب والده بنفاذ صبر
اياس : يوووووه ما لولا انك طمعت بعد وفاة عمي احمد و طالبت بحقوقك عيني عينك و عملت هوليلة بعد العزا بكام يوم مكنش جدي زمانه غضب عليك و بقينا فى الوضع اللى احنا فيه ده دلوقتي
سمير بجنون : ولد .. انت اتجننت .. و هو انا كنت بطالب بحقي ليه .. مش عشانكم .. عشان أءمن مستقبلكم .. و ادي النتيجة .. كل حاجة ضاعت و حتى مش عايزين تساعدوني نرجعها لينا لا انت و لا اختك
تدخلت ريما بالحديث و قد فاض بها الامر اخيرًا
ريما : من فضلك يابابا بلاش تدخلني فى خطتكم اللى ملهاش اول من اخر دي .. انا راضية جدًا باللي بيوصلني شهريًا من المجموعة و بالاسهم اللى جدي كاتبها بأسمي و اللى مش شايفة منها اي ظلم ليا و واثقة اني لو اشتغلت فى المجموعة و اجتهدت جدي هيكافئني باللى استحقه ... و حقيقي انا مش فاهمة انت ايه مشكلتك دلوقتي .. حقك و بتاخده و جدي حدد ان اللى هيمسك المجموعة و يورث الاسهم بتاعته هو اللى هيجيبله الحفيد الاول .. يعني لا اخد منك الاسهم بتاعتك و لا حرمك من مكانك فى المجموعة .. ايه مشكلتك بقى
أجابها سمير بحقد و غل واضح
سمير : مشكلتي ان اللى هيورث ابويا عيل لا راح و لا جه .. مشكلتي ان ال ٢٠٪ اسهم جدك هيروحو كلهم بعد عمر طويل لايان ده غير طبعا اسهم ابوه و اللى هما ١٥ ٪ و أسهمه هو نفسه ١٥٪ يعني اول عن الاخر ايان لوحده هيملك ٥٠ ٪ من الاسهم و احنا كل واحد راميله ١٥٪ ... يعني راميلنا بواقيه .. فهمتي دلوقتي ايه مشكلتي
ريما بسخرية : لا فعلا ملوش حق .... و مش عايز كمان ال ٥٪ بتوع المستثمرين ... ماهو ده اللى ناقص ... دي حسبة الحق يا بابا و جدي حر فى انه يورث للي هو عايزه .. طالما ادي لكل واحد حقه فى حياته يبقى من حقه يعمل اللى هو عايزه فى مماته
انقض عليها يقبض على ذراعها بقوة و غضب يهزها بين يديه بقوة في حين تحرك اياس بسرعة يحاول الفصل بينهما و انقاذها من بين براثن والده ليهتف سمير بها
سمير بجنون : انتي ايه ... طول عمرك بشكلك و تفكيرك شبه عمك ...شبه فى كل حاجة ... دماغك نفس دماغه و عمرك ما نصفتي ابوكي ابدا ....
لفظها من بين يديه ليهتف بإياس الذي احتضن شقيقته سريعًا .... و انت التاني ممنكش فايدة لا فلحت فى حاجة ولا عرفت تميل راس جدك ليك ... و من ثم اخذ يندب حظه بجنون ... يا خيبتك فى ولادك يا سمير .. يا خيبة املك فيهم
فى حين ظل كلا من اياس و ريما بأحضان بعضهما يطالعوه بنظرات غامضة كلاً فى ملكوته يفكر بما يلزم فعله لمجابهة القادم
.................
يتبع ..............
اتفاعلو يا شباب و قولولي رأيكم فى الاحداث و توقعكم للى جاي