اجرى اتصال بذلك الرقم فوراً فأجابه احد الرجال قائلاً فى نبرة شبه متغطرسة :
_ اهلا يامصعب بيه كنت مستنى اتصالك اخيراً
غمغم بخفوت مرعب :
_ اجيلك فين ؟
اجابها باسماً بنبرة باردة :
_ واضح انك مستعجل اوى على تصفية الحسابات ما علينا هبعتلك المكان فى رسالة دلوقتى
أنهى الاتصال معه فوراً مُنتظراً رِسالته ، كانت عيناه مُشتعلتان كَجمرتين من النار المُشتعل تكاد تَحرق كل مايمر امامها ، مر مايقارب الخمسّ دقائق حتى وصلت رسالته يدون بها المكان فأتجه هو نحو غرفته فوراً وبدأ فى تبديل ملابسه .. حدقت به رؤية فى نظرات إستغراب عندما رأت قِسمات وجهه وتعجله هذا الغير معتاد فتمتمت متسائلة فى ريبة :
_ رايح فين يامصعب !؟
لما يجيبها بل استمر فى ارتداء ملابسه وانصرف مسرعاً .. اتجهت هى الى شرفة الغرفة فوراً وجدته يستقل بسيارته وينطلق بها كالسهم ، شعرت بالقلق والخوف يتسلل الى اعماق قلبها وبدأ شعورها بالإنقباض يزداد ولحسن الحظ ان فور خروج سيارة مصعب دخلت سيارة ليث الى المنزل وترجل منها .. فهبطت هى إليه فى عجلة وأستقبلته عند دخولهِ من باب المنزل فهتف ليث فى استغراب عندما وجد ملامح وجهها المرتعدة :
_ فى ايه مالك يارؤية ؟!
رؤية فى نبرة خائفة :
_ ليث رن على مصعب شوفه راح فين انا لو رنيت عليه مش هيرد عليا
اجابها فى صوتً رخيم محاولاً فهم الامر جيداً :
_ طيب اهدى وفهمينى حصل ايه ؟!
اجابته فى نبرة شبه لاهثة :
_ معرفش دخل الاوضة وغير هدومه وكان باين انه متعصب من حاجة ولما سألته رايح فين مردش عليا ولا حتى بصلى ونزل ركب عربيته ومشى مش مرتاحة حاسة ان فى حاجة !
أوما لها برأسه قائلاً فى إيجاب :
_ طيب استنى هَتصل بيه اشوفه
اجرى اتصال به فلم يجيب عليه ، عاود الاتصال به مُجدداً فوجده يقطع اتصاله !
كانت هى تحدق به بنظرات ترقب مُنتظرة اجابته عليه ولكنه تمتم فى نظرات دقيقة تحمل الشك :
_ كنسل عليا !!!
أص*رت تنهيدة حارة فى قلق محاولة السيطرة على نبضات قلبها المتسارعة وهى تغمغم فى أعين مترقرقة بالعبارات :
_ انا عارفة مصعب اكيد رايح يعمل حاجة ومش عايزنا نعرف ومش بعيد ممكن يكون راح يقابل منتصر
اجابها ليث فى نبرة رزينة محاولاً تهدئة روعها :
_ اهدى يارؤية مفيش حاجة خير ان شاء الله
اتخذت هى مجلس لها على احد المقاعد فى قَلق بالغ فَشعرت بألم بسيط يغزو مكان جرحها فأغمضت عينها بألم وهى تضع يدها عليه بتألم جلى فلاحظ ليث الألم البادى على محياها فتمتم فى نبرة مهتمة :
_ اطلعى يارؤية فى الاوضة ريحى وانا لو رد عليا هاجى اقولك علشان كمان متسبيش أنس وأيات وحدهم فوق
أومات له برأسها وهبت واقفة وقادت خطواتها الضعيفة الى غُرفتها ، بينما هو فمسح على شعره نزولاً الى وجهه وهو يُص*ر تأففاً حاراً فى قلق مُماثل لها فقد تسلل الشك الى قلبه هو ايضاً ...................
***
اوقف هو سيارته امام ذلك المكان فقد كان مكان شبه مهجورً صحراء خاوية !! .. وجد على مسافة قريبة مخزن صغير بعض الشئ فأتجه نحوه بخطواط واثبة ... دلف الى الداخل ودار بنظره بالمكان بأكمله فلم يجد احداً تعمق الى الداخل اكثر اعله يجد احداً ولكنه سمع صوتاً يشبه قليلاً صوت دقات عقارب الساعة ، أتبع ذلك الصوت بنظرات تَحمل الفضول وعندما عثر عليه وجده صوت العدّ التنازلى لانفجار قُنبلة التفت خلفه فوراً بنظرات مشتعلة فوجد الباب قد غلق عليه !! ... اص*ر تأففاً حاراً فى نظرات نارية ومسح على وجهه وهو يُلقى بعض السباب للاعنة متوعداً له ، القى نظرة اخرى الى تلك القنبلة فوجد مُتبقى على إنفجارها اربع دقائق ، القى نظرة دائرية باحثة عن اى باب خلفى يستطيع الخروج منه من دون انا يروه حتى يستطيع اقناعهم انهم حققوا غايتهم ولحسن الحظ انه وجد باب صغير خلفى فأسرع نحوه وحاول دفعه بجسده فلم يستطيع أمسك بأحد قِطع الخشب الكبيرة الخشنة وبدأ يدفع بها الباب بكل ما أوتيت إليه من قوة غير مُكترث ليديه التى جرحت أثر إمساكه بتلك الخشبة الخشنة .. واخيراً استطاع فتحه خرج منه سريعاً والقى نظرة سريعة اليهم فوجد بعض الرجال يقفون على مسافة بعيدة من المخزن ، ركض هو خلف المخزن ووقف يراقب الأنفجار الرهيب ذلك ... بينما على الطرف الاخر ...........
أحد الرجال :
_ تم ياباشا
اجابه ذلك الرجل :
_ اتأكدتوا انه مطلعش من المخزن
اجابه أحد رجاله قائلاً :
_ ايوة ياباش المخزن دلوقتى انفجر وهو مطلعش
تمتم فى نظرات شطانية :
_ تمام اوى هتصل بيكم واقولكم على المكان اللى هتستلموا فيه فلوسكم
تمتم الرجل بابتسامة جشعة :
_ تسلم ياباشا
بينما هو كان يحدق بذلك المخزن وهو يحترق ومعه عيناه تشتعل من فرط غضبه يتوعد بمعرفة فاعل ذلك الامر وتلقيه عقابه الذى يستحقه ، وجد سيارة تلك الرجال تنطلق مبتعدة فأتجه هو نحو سيارته وصعد بها نظر الى يده المجروحة ثم ض*ب بها المقود وهو يصرخ قائلاً بنبرة هادرة وصوت مرعب :
_ ورحمة امى لاجيبك يا ***** هتروح منى فين هعرفك واجيبك يا***** سعتها بقى تبقى تترحم على روحك
ثم حرك محرك السيارة وانطلق بها مسرعاً كالبرق عائداً الى المنزل ...............
***
قامت بتحضير الاكل ووضعت الصحن على الطاولة وجلسوا يتنالوا الطعام ، كان هو يتناول طعامهِ ب**ت تام حتى انه لم يرفع نظره لها بينما هى فقد كانت تعبث بالصحن بدون أكل ومن بين آن وآن تلقى نظرة شجن إليه حتى انه لم ينتبه انها تعبث بالصحن ولا تتناول الطعام ، واخيراً انتبه لها وتمتم بصوت اجشَّ :
_ مبتكاليش ليه ؟!
اجابته مودة فى إقتضاب :
_ مليش نفس !!
هتف فى حدة بالغة :
_ مفيش حاجة اسمها مليش نفس انتى مجبورة تاكلى علشانك وعلشان ابنك يلا
رمقته بنظرة محتقنة وعندما شعرت ان عبراتها ستسقط على وجنتيها عزيرة ، هبت واقفة وتمتمت فى صوت مبحوح :
_ مش عايزة دلوقتى ابقى أكل بعدين
ثم اسرعت نحو غرفتها واغلقت الباب خلفها وبدأت تجفف عبراتها التى سقطت للتو من مقلتيها ، وجدته يفتح الباب ويدلف اليها وهو يتمتم فى نظرات ثابتة :
_ قومى كلى مش هعيد كلامى تانى
اشاحت بوجهها عنه وجففت عبراتها جيداً ثم هتفت بعند :
_ قولتلك مش عايزة يامؤيد لما اجوع ابقى أكل
صاح بها فى استياء :
_ ولما انتى مش جعانة قعدتى ليه على السفره من اساسه !!
تلجمت الكلمات فى حقلها ولم تعرف بما تجيب فأخترعت حجة قائلة :
_ كنت جعانة بس اول ما قعدت على السفرة لقيت نفسى طمت ومليش نفس للاكل
اجابها بنظرات تحمل التحذير :
_ اخر مرة يامودة روحى كلى ، متنرفزنيش انتى جربتى عصبيتى قبل كده اتقى شرى يابنت الناس واسمعى الكلام
صاحت به ببكاء :
_ انت مالك بيا ملكش دعوة ان شاء الله اموت حتى ولا انت خايف على ابنك متقلقش هياجى ان شاء الله بالسلامة ابنى وبعده اموت انا
اقترب منها وملس على شعرها برقة وهو يتمتم بهدؤء :
_ طيب روحى يلا كلى ياحبيبتى ربنا يهد*كى ومتقوليش الكلام ده تانى مفهوم
دفعت يده بعيداً عنها بعنف وهى تصرخ به قائلة :
_ انت عامل ده كله علشان خبيت عليك قولتلك انى مكنتش عايزة اخبى عليك انا غلطانة انى كنت خايفة عليك
ثم اتجهت الى الخارج وجلبت احد صحن الطعام وتمتمت فى غضب :
_ اهو الاكل مش عايزنى أكل هاكل حاضر بس اتفضل سيبنى وحدى
تمتم بصوت رزين :
_ مش اى حاجة تتخبى يامودة ، حاجة زى كده متتخباش ومينفعش اصلا تخبيها عنى لان بعد اللى حاول يعمله معاكى بس يعمله تانى مرة واتنين وتلاتة لو سكتنا
جلست على الفراش وهى تجهش بالبكاء فأقترب منها أكثر وجفف عبراتها وهو يتمتم بحنو :
_ كلى واهدى كده وبعدين نبقى نتكلم
ثمَ انصرف واغلق الباب خلفه فتمتمت هى بنظرة تحمل فى طيأتها الوعيد :
_ ماشى يامؤيد صبرك عليا بس مبقاش انا مودة اما خليتك تلف حولين نفسك كده !!
***
وصل الى المنزل وصعد الى غرفته وبمجرد ما فتح الباب ركضت هى نحوه وتمتمت بقلق :
_ كنت فين يامصعب ومش بترد على ليث ليه ؟!
كان علامات الغضب ظاهرة على محياه فدفع هو الباب بعنف ودلف وجلس على الاريكة اتجهت نحوه وجلست بجوارها فلاحظت يده التى تنزف دماً فأمسكت بها وهتفت فى هلع :
_ ايه ده !؟
لم تجد اجابه منه فهبت واقفة وجلبت مطهر وقطنة وأمسكت بيده وبدأت تضمد له جرحه وهى تلقى إليه نظرة من بين آن وآن فى استغراب فهتفت بأصرار :
_ ممكن تقولى حصل ايه وكنت فين
صاح بها فى اندفاع :
_ وانا المفروض كل ما اطلع من البيت اقولك رايح فين
هتفت هى بصياح مماثل له :
_ اه تقولى لما ترجع وايدك مجروحة كده وتطلع فجأة وحتى اخوك متردش عليه يبقى تقولى
سحب يده بعنف من يدها وتمتم بنظرات مخيفة بعض الشئ :
_ اسمعى يارؤية عقلك الباطن لو بس خيلك انك ممكن ترفعى صوتك عليا واسكت يبقى انسى مش معنى انى بقيت حنين معاكى واتغيرت يبقى هتغاطى عن كل حاجة لا انا ليا حدود واظن انتى عرفاها كويس اوى فبعد كده تاخدى بالك كويس من كلامك معايا المرة دى هعديها وهتغاطى عليها المرة الجاية موعدكيش !!
ثم هب واقفاً واتجه نحو المرحاض ظلت هى مُتسمرة مكانها وهى تحملق فى اللاشئ بصدمة اخذ كلامه يتردد فى أذنها مراراً وتكراراً حتى تلقلقت مُقلتيها بالعبارات الحارقة ولكن شدّت على محابس دموعها وأبت سقوطهم واتجهت نحو ابنائها الذى يصرخون بكاء من الجوع وبدأت بارضاع واحد تلو الاخر وهى تشعر بقلبها يحترق من الالم والحزن ......................
***
خرج من الغرفة وهبط الى مكتبه بأسفل جلس على مقعده .. ثم أستند على سطح المكتب بساعديه وهو يحدق فى اللاشى بشرود بنظرات ثاقبة ، حارقة .. اخذ يعيد بعقله حديثه معه فى الهاتف " واضح انك مستعجل اوى على تصفية الحسابات " انتشله من شروده دخول اخيه المكتب وهو يهتف فى استياء بسيط :
_ ايه يامصعب كنت فين ومش بترد ليه على الموبايل ؟؟؛
اجابه بصوت أجشِّ :
_ كان معايا شغل !
ليث فى نظرات دقيقة :
_ شغل ايه ده ! .. فى الشركة ؟
اجابه باقتضاب :
_ لا ياليث مش فى الشركة
لوى فمه بنظرات حادة ثم تمتم بصوت رجولى صارم :
_ انا قولت كده برضوا ، كان فين بقى الشغل ده يامصعب ؟!
ض*ب بقبضة يده على سطح المكتب بقوة وهو يهتف بنظرات نارية :
_ شغل يخصنى ياليث اظن ميخصكش انك تعرف يعنى ايه هو انا كل مكان هروحه هقولكم رايح فين وجاى منين !
صرّ على أسنانه فى نظرة مُتذمرة ثم تمتم فى صوت خشن :
_ امممم اظن انا عرفت ايه هو الشغل ده دلوقتى ، بلاش التهور ده يامصعب انا عارفك كويس بتفكر فى ايه .. انت دلوقتى مش زى زمان دلوقتى معاك مراتك وعيالك
رمقه بنظرة مشتعلة وتمتم بخفوت مخيف :
_ لما واحد ****** يتطاول عليا ويوصل انه يأذى مراتى سعتها مش هرتاح غير لما اخد روحه بأيدى ، واضح ان مصعب الالفى بتاع زمان وحشهم وانا مش هرحمهم منه !!
هب ليث واقفاً وتمتم بصوت خاشع :
_ شكلك متعصب دلوقتى هسيبك تهدى كده وبعدين نكمل كلامنا !
ثم استدار وغادر الغُرفة تاركاً اياه يشتعل من الغضب امسك بهاتفه واجرى اتصال بمؤيد ! ....
اجابه مؤيد قائلاً :
_ ايوه يامصعب
مصعب بحزم :
_ بليل على الساعة 10 كده هقابلك فى المكان بتاعنا
اجابه مؤيد فى استغراب وهو يقطب حاجبيه :
_ ليه كده فى ايه ؟!
مصعب بنفاذ صبر :
_ لما تاجى يامؤيد هتعرف !
***
فى مساء ذلك اليوم كانت حياة تجلس امام التلفاز تشاهد احد المسلسلات وهى تتناول طعامها فسمعت صوت الباب يفتح تركت مابيدها وهَرولت راكضة نحو غرفتها وتدثرت فى غطائها متصنعة النوم فلا تريد رؤيته ولا الحديث معه حتى ! ... دلف هو الى غرفته فوجدها نائمة فى فراشها ، ثمَ نزع سترته عنه وبدل ملابسه ثم اتجه نحو المرحاض ليأخذ حمام دافئ .. فتحت هى عينها ونظرت الى ذلك الكيس الذى كان يحمله بيده ! ، ونهضت من الفراش ثم همت بفتحه فسمعت صوته من خلفها وهو يتمتم قائلاً بهدؤء تام :
_ بتعملى ايه !؟
التفتت له فوراً بعد ان اص*رت صرخة مرتفعة فى فزع وهى تحدق به بأعين زائغة ، مرتبكة فعاد يسأل سؤاله مجدداً قائلة :
_ سألتك سؤال بتعملى ايه !
اجابته بنبرة متهكمة :
_ هكون بعمل ايه يعنى مبعملش حاجة !
تمتم فهد وهو يجاهد فى كبت ضحكته :
_ امال بتبصى فى الكيس ليه !!؟؟
اجابته فى نبرة محتقنة :
_ وانا ابص فيه ليه اصلا ميهمنيش علشان ابص فيه !!
تمتم فى ابتسامة ماكرة :
_ بس اللى فيه يهمك !
تمتمت بعدم اكتدار :
_ اممممم طاب كويس
ثم همت بأن تتجه نحو الفراش فوجدته يقبض على ذراعها وهو يهمس بنظرات حانية :
_ مش عايزة تعرفى ايه اللى فيه !؟
اجابته بنفس نبرتها :
_ لا !!
جذبها من ذراعها إليه وهو يتمتم فى رقة :
_ طاب اهدى طيب مالك كده متعصبة فى نفسك اوى كده ليه ، هو الجميل زعلان منى فى ايه بس !!
تمتمت بنظرة باردة وتمتمت بتهكم :
_ لما ا****ر يسأل نفسه زعلانة ليه هيعرف !!
غمغم بتصنع الغضب :
_ حمار !! .. امممم واضح أن الجميل بدأ يغلط ومش عايز الامور تمشى على خير
أومات له ببرود :
_ بظبط
عادت نبرة صوتها الحانية مجدداً وهو يتمتم فى عشق جارف :
_ لا مقدرش انا على زعلك يامهلبية انت وبعدين يرضيكى سوكا تزعل منى !!
نظرت الى بطنها المنتفخة وفهمت مقصده فصاحت بهِ منفعلة :
_ سوكا !! .. والله يافهد لو قولتها تانى لاسبلك البيت وامشى !
قَهقه بشدة وهو يتمتم :
_ هتسبيلى البيت وتمشى علشان سوكا !
صرخت به فى غضب بالغ :
_ فهد متقولش سوكا تانى على بنتى فاهم !
تمتم ضاحكاً :
_ حاضر اهو سكت
ثم امسك بالكيس واخرج منه غلبة صغيرة وقام بفتحها فوجدت بها عقد ذهب مُرصع ببعض الالماس ، اخذت تحدق به بانِبهار فى سعادة فرفعت نظرها له رأت فى عينه ابتسامة دافئة فعانقته بشدة وهى تتمتم فى همس بجانب أذنه :
_ ربنا يخليك ليا ياحبيبى
ابتعدت عنه فأمسك هو بالعقد والبسها اياه مدت يده وبدأت تتحسسه بأصابعها الرقيقة فأنحنى ناحية عنقها وطبع قبلة رقيقة عليه ! .........................
***
كان يقف يستند على سيارته ويحدق فى اللاشى بشرود فوق ذلك التلّ الكبير ذلك الظلام الدامس والهدؤء القاتل يبعث فى نفسه الراحة فوجد سيارة مؤيد ترتص امامه ويترجل منها ، تقدم نحوه بخطواط واثبة ثم وقف بجواره وغمغم قائلاً فى ريبة :
_ خير يامصعب !
لم يحّول نظره إليه حتى ثم همهم بخفوت مخيف قليلاً :
_ عايزك تراقبلى اسلام الايام دى كويس اوى يامؤيد
هتف فى تعجب وهو يقطب حاجبيه :
_ ليه حصل ايه !؟
تمتم فى صوت رجولى خشن :
_ من غير مايحصل حاجة زيادة احتياطات بس كده وموضوع منتصر ده سيبه ليا انا .. الاشكال دى انا عارف هتعامل معاها ازاى !
اطال النظر إليه بنظرات تحمل الشك وكأن هناك أمر خطير حدث هتف بهدؤء مترقب :
_ هو فى ايه يامصعب !؟
اصظر تنهيدة حارة فى خنق وغمغم بخشونة :
_ مفيش حاجة ، وكمان عايزك تنشر فى الشركة انى مش موجود من النهردا الصبح ومحدش عارف يوصلى يعنى بمعنى اصح مفقود !!
اتسع بؤبؤى عينه باستغراب وهو يتمتم شبه متغطرساً :
_ وايه اصله شغل المخابرات ده !!!!
اجابه فى نظرات نارية :
_ انا هجيبه يعنى هجيبه لو نزل سابع ارض وواضح أن اللى عمل كده ناوى على نهايته الاول مراتى وبعدين انا
هتف مؤيد فى دهشة قائلاً :
_ انت !! ، حصل معاك ايه
اجابه بهدؤء تام :
_ متشغلش بالك انت المهم اعمل زى مقولتلك!
***
عاد الى المنزل وصعد الدرج متجهاً نحو غرفته ، دلف الى الداخل فوجدها جالسة على الفراش وتقوم بأرضاع طفلتهم ، القى نظرة الى ابنه المتسطح فى فراشه فى ثبات عميق ، توجه نحوه وانحنى إليه وطبع قبلة حانية على وجنته ولامس بأصبعه على شعره برقة .. كانت هى تنظر له فى نظرات اقتضاب نظرات ، حُزن ، ضيق ، عتاب !! .. استدار واقترب منها نظر لها بنظرة جامدة ثم انحنى وحمل طفلته عنها وبدأ يمطرها بوابل من قبلاته الحانية ، لاحظ نظراتها له الغاضبة ولكنه تصرف بطبيعيه هبت واقفة وهى تتمتم قائلة بمضض :
_ هاتها علشان عايزة انيمها قبل ما انام
تمتم بجمود تام وهو منشغل بالنظر الى طفلته :
_ سبيها معايا !
هتفت ساخرة فى نظرات ساخطة :
_ طيب انا اروح انام وخليها معاك ابقى نومها انت بقى !
رمقها بنظرة قاتلة جعلتها تشعر بالخوف قليلاً فهمس هو بخفوت مرعب :
_ طريقتك دى تغيريها هاااا علشان مفقدش اعصابى فى مرة عليكى واتكلمى عدل
حملقت بهِ بنظرات مشتعلة ، غاضبة ثم استدارت وانصرفت تاركة له الغرفة بأكملها ، اتجهت نحو المطبخ وقامت بتحضير كوب شاى لها ثم جلست على الطاولة الصغيرة التى تتوسط نصف المطبخ وبدأت ترتشف منه القليل محاولة نسيان الامر وتهدئة اعصابها تلك ، خطر بعلقها صورة والدتها ظلت تتذكر مواقفهما مع بعضهم ارتسمت على ثغرها ا
إبتسامة تحمل الشجن وتجمعت العِبارات بعينها فهطلت غزيرة كالسيول الجارفة !! .. وجدته يدلف اليها بهيئته المعتادة فأشاحت بوجهها عنه سريعاً وجففت عبراتها ثم هبت واقفة وتمتمت بمضض :
_ أيات نامت ولا ايه !؟
اجابها هو يومئ برأسه لها فى نظرات دقيقة :
_ ايوة نامت
همت بأن تنصرف من امامه فوجدته يقبض على ذراعه ويديرها إليه وهو يحدق بعينها بقوة ويتمتم بصوت اجشَّ :
_ بتبكى ليه !!؟؟
اشاحت بوجهها عنه وهى تتمتم قائلة باقتضاب :
_ وانا هبكى ليه بقى !؟
غمغم بصوت رجولى هادئ :
_ انا اللى بسألك !
ابعدت يده عن ذراعها ببطئ وتمتمت بتهكم :
_ لا مش ببكى يامصعب !
ثم استدارت وانصرفت متجهة الى غرفتها بأعلى ، اص*ر هو تأففا حاراً فى خنق ثم اتجه خلفها ..................
توضأت هى وصلت فرضها ثم جلست على الفراش وأمسكت بكتاب القراءن الكريم وبدأت بتلاوة أياته كعادتها اما هو فكان يقف فى شرفة غرفتهم ويمسك بين اصابعه سيجارته وينفث الدخان من فمه بقوة فى تفكير بتلك المصائب التى تحل عليهم ... مرت دقائق عديدة حتى دلف الى الداخل وجلس بجوارها على الفراش وهو يحدق فى اللاشى بشرود القت هى نظرة إليه فى استياء وتمتمت بدون تردد :
_ مصعب هو انت بتحبنى بجد ؟
رمقها بنظرة هادئة فى **ت ثم أشاح بوجهها عنها من دون ان يجيبها فتابعت هى فى سخطً أشد :
_ مبتردش ليه !؟
تن*د بقوة وتمتم فى خفوت متذمر :
_ هرد اقول ايه ، ده مش سؤال يتسأل واظن انتى عارفة اجابته كويس اوى
تمتمت فى نبرة مبحوحة :
_ فعلا انا عارفة اجابته وهى انك عمرك ماحبيتنى اصلا !!!
اص*ر زفيراً قوى فى خنق وتمتم بنفاذ صبر :
_ طيب نامى يارؤية واستهدى بالله كده وبكرة نبقى نتكلم علشان انا مش ناقص وجع دماغ
تمتمت بأعين دامعة ونبرة شبه ساخرة :
_ وجع دماغ !!! .. ماشى
ثم نهضت من الفراش واتجهت نحو الاريكة فهتف هو فى أندفاع بسيط :
_ رايحة على الكنبة ليه !!
تمتمت فى احتجاج :
_ كده هنام عليها !!
زمجر بغضب قائلاً :
_ ومن امتى بتنامى على الكنبة انتى
غمغمت ببرود :
_ من النهردا يامصعب !!!
ثم تدثرت بالغطاء واغمضت عينها مُستسلمة للنوم ، هاربة من واقعها الاليم !! .. فأص*ر هو زفيراً حاراً كالهب فى إنفعال شديد فعقله مشتت من جهة بحثه عن فاعل ذلك الاعمال الدنيئة ومن جهة اخرى زوجته !!
***
كانت صفا تجلس تشاهد التلفاز وهى تتناول احد الاطعمة السريعة كتسلية لها ، شعرت بألم شديد يغزو احشائها تركت الصحن الذى بيدها فوراً وظهرت علامات الالم على محياها وسرعان مابدأت فى الصراخ عندما أشتد الالم وكأنه أحد ما يطعنها فى معدتها طعنات مُتتالية ، ارتفع صوت صراخها فيبدوا وكأنه ألم الولادة تحاملت على نفسها والتقطتت هاتفها وحاولت اجراء اتصال بزوجها ليأتى سريعاً ، كان الالم فوق تحملها شعرت وأن يديها لا تستطيع مسك اى شئ بها !! .................
***
كان مصعب نائم فى ثبات عميق ولكن فتح عينه فجأة عندما سمع صوت اقدام تتحرك بالمنزل ظن لوهلة انه من المحتمل ان يكون اخيه او زوجته ولكن تأكدت شكوكه عندما وجد تلك الاقدام تقترب من غرفته !! .............
_ يتبع ..................