الفصل الرابع

3019 Words
إنتفضت مايا بذعر رغم عدم تصديقها لكل تلك الترهات التي كان يلقيها إيريس على مسامعها... مفردات كثيرة لم تستطع حفظها او الاقتناع بوجودها حتى مثل عالم الخوارق... المستذئبون الرفقاء لم تصدق أيضا عندما أخبرها أنه هو جميع من في المملكة يستطيعون التحول إلى ذئاب.... إستقامت من مكانها رغم شعورها بارتخاء قدميها متوقعة سقوطها في أي لحظة : -ماهذا الذي تقوله؟ هل تظنني غ*ية او مجنونة لأصدق هذه الخرافات...ذئاب يا إلهي مجرد تخيل الأمر يصيبني بالغثيان إسمع إيريس أنا ممتنة لك كثيرا لأنك إستقبلتني في منزلك ليلة البارحة و عاملتني بلطف لكني اريد المغادرة الان...أنا دخلت أرضك بالصدفة لقد كنت أبحث عن شخص ما..... إحتقنت نظراته و إشتعلت بشرر مستطر بينما تحول لون حدقتاه للذهبي اللامع دماءه غلت داخل عروقه مجرد تخيل انه سيفقد رفيقته مرة أخرى بعد أن وجدها بمعجرة جعل جزءا من عقله يتوقف عن العمل... قبض على مع**ها بقوة بين أصابعه لتنف*ج شفتيها بأنين معلنة عن تألمها، غضبه أعماه و جعله يغفل عن فرق القوى بينهما وأنها مجرد بشرية ضعيفة بينما هو ملك المستذئبين.... رفعت مايا يدها الاخرى محاولة فك أصابعه عنها لكنها لم تستطع... إزاد الألم و شعرت بأن عظامها ستتهشم في يده...نظرت نحوه لتتوسع عيناها برعب عندما وقع نظرها على حدقتيه اللتين كأنتا تشتعلان حرفيا عندها فقط تأكدت مايا أن من أمامها ليس رجلا طبيعيا.... صرخت بأعلى صوتها طلبا للمساعدة وهي لا تزال مركزة مع عينيه المتوهجتين و كأنهما شعلتين ناريتين... -ساعدوني...أرجوكم ساعدوني...كريستال كريس.... لم تستطع إكمال ندائها بسبب دفعه لها بقوة ليرتطم ظهرها بالحائط خلفها...عضت شفتيها حتى أدمتها من شدة وجع الض*بة التي كانت تقسم ظهرها نصفين عقلها لم يكن يعمل في تلك اللحظة لتظن أن نهايتها قد حانت... إرتجفت بهلع من صوته الذي تضخم حتى أصبح شبيها بالصدى مرددا في أذنها التي كادت ت**: -هذه آخر مرة تتفهوهين بمثل هذه الحماقات رفيقتي...مكانك بجانبي بجانب رفيقك.. بعد ساعات سوف تصبحين زوجتي اعلم أنك مصدومة بشدة مما علمتيه لكنك سوف تتعودين على حياتك الجديدة...... أرخى قبضته عن مع**ها جفت منه الدماء و أمال رأسه نحو وجهها مما جعلها تغلق عينيها و تجهش بالبكاء... تحدث بصوت غليظ بينما عادت عيناه للون الذهبي : إفتحي عينيك و أنظري لي... لم تستطع من شدة رعبها و لولا ضغطه على جسدها بجسده لكانت الان تفترش الأرضية تولى ذئبه السيطرة على جسده و الذي كان غاضبا أضعاف غضب عنقائه لتتحول عيناه من جديد للون الذهبي، رفع يده ليمسك بفكها لتفتح مايا عينيها بذعر و هي تراقب بصدمة مخالبه التي إمتدت مغطية وجنتيها و جانب عينيها... بكت بصوت أعلى و هي ترجوه من جديد أن يدعها. ثوان و دلفت كريستال يتبعها دانيال و الذين اسرعا محاولين إيقافه... هتفت كريستال مخاطبة فولكانو (ذئب إيريس) بصوتها الرقيق..... -فولكانو إهدأ و إعطي السيطرة لإيريس ستؤذي رفيقتك أنظر إليها.. تكاد تموت رعبا منك.. لا تنس إنها ليست مثلنا..... إلتفت نحوها بعيناه التين لازالتا تومضان من شدة الغضب و هو يهدر :تريد تركنا...لكنني لن أسمح لها ابدا بفعل ذلك ". لف دانيال أصابعه بإحكام حول ذراعه مستخدما خفة نصفه الخاص بمصاص الدماء و قبل أن ينتبه له إيريس كان قد جذبه بعيدا عن مايا التي وقعت على الأرض ترتعش بشدة و كأن الثلوج تتساقط فوقها... فاجأه الاخر بلكمة لم يستطع دانيال صدها و من قوتها جعلته يترنح في وقفته و لو كان ستيف او جاك او اي مستذئب آخر كانت قبضته **رت عظام وجهه لكن دانيال بفضل قوته إستطاع تحمل لكمته و لم تؤثر فيه كثيرا..... أسرعت كريستال لتقف أمام شقيقها بينه و بين دانيال و هي تصرخ محاولة جعل إيريس يعود لرشده : -إيريس.. ارجوك عد لرشدك ماذا جرى لك أنظر نحو رفيقتك ستموت من شدة الخوف...... إلتفت إيريس حيث أشارت كريستال ليجد مايا متكومة على نفسها تمسك ركبتيها و تشدهما نحو ص*رها بيدها المرتعشتين بعد أن فشلت في منع إرتجاف جسدها...خطى نحوها إيريس الذي عاد لطبيعته بعد أن سلمه فولكانو السيطرة و الذي تراجع يلوم نفسه على إيذاءه لرفيقته... توقف إيريس عن المشي عندما أشارت له مايا بيدها توقفه قائلة ببكاء : -أرجوك إبتعد..... تراجعت للخلف لتلتصق أكثر على الحائط بينما كانت حدقتيها الدامعتين تراقبانه بهلع جعل نبضات قلبها تتسارع بشكل جعل إيريس يقلق عليها ليركع على ركبتيه ناظرا إليها بعينيه اللتين عاد لونهما الطبيعي كمان كان شعر بضعفها و حزنها بالإضافة إلى خوفها الذي كان ينهش ثنايا قلبها من خلال رابطة الرفقاء رغم أنها كانت ضعيفة بسبب عدم زواجهما إلا أن مشاعرها كانت قوية وواضحة و هذا يدل على مدى فداحة خطئه.... كان دانيال يقف وراءه مباشرة ليخاطبه إيريس عبر الرابطة و يطلب منه الخروج و إصطحاب كريستال معه...ضمها دانيال نحوه و هو يومئ لها برأسه مطمئنا إياها انهما سيكونان بخير.... إزداد هلع مايا و هي تنظر لهما يبتعدان..و عيناها تلمعان باستغاثة مما جعل إيريس يغمغم بسخط لاعنا ذئبه و عنقائه الذين افسدا الأمر و جعلاها في هذه الحالة.... إشتد بكاءها و زادت شهقاتها و هي تستند في كل مرة بيديها حتى تزحف للخلف للابتعاد عنه قدر الإمكان مما صعب عليه مهمة تهدئتها لينهي إيريس تردده في محادثتها عندما قال : -صغيرتي....إهدئي، لا داعي للخوف مني أنا أيريس ". ردت بصوت منخفض لكنه وصل لمسامعه: -بل أنت وحش..لا تقترب مني أريد الرحيل.... نفض رأسه ليطرد تلك الكلمة الأخيرة التي تلفظت بها و كانت سببا في الحرب التي حصلت منذ قليل...مركزا على هدف واحد و هو إرضائها و **ب ثقتها من جديد رغم صعوبة المهمة..... زفر الهواء من فمه إستعدادا لشحذ قواه عازما على تنفيذ ما يسعى إليه بجميع الطرق..... نظر حوله بحثا عن أي شيئ يساعده في إلهائها بحيلة حتى وقع بصره على نافذة الغرفة المفتوحة....إستقام من مكانه بكل هدوء ثم إتجه نحوها ليطل برأسه مستدعيا مجموعة من الفراشات كانت تحوم في حديقة المنزل و كذلك في الحدائق المجاورة.... حركها في شكل سرب واحد لتمر من الشباك فراشة تلو الأخرى بطريقة تخلب الأنفاس مما جعل مايا تبعد نظراتها المتحفزة عن أيريس متبعة سرب الفراشات التي شكلت دائرة فوقها حرك أيريس أصابعه بحركات مدروسة لتتفرق الفراشات ثم تعود لتجتمع في دوائر صغيرة حسب لونها قبل أن تتداخل مرة أخرى.... بدت مايا مندهشة بالعرض ليتشتت تفكيرها قليلا و تتناسى ما حدث مما جعل إيريس يشرد في جمال إبتسامتها العذبة التي جعلت فولكانو يعود إلى الواجهة مرة أخرى... عاتبه إيريس بداخله ثم دفعه لينسحب مكتفيا بالمشاهدة فلو تركه كان بالتأكيد سيتهور و يفتعل مصيبة..... تابعت مايا الفراشات و هي تصطف في سرب واحد ثم طارت عاليا لتخرج من الشباك كما دخلت.. و مع إنسحاب آخر فراشة توجهت أنظار مايا إلى إيريس من جديد... وقفت من مكانها مستندة على الحائط خلفها و يدها الأخرى كانت تبسطها أمامها كحاجز بينها و بينه و كأنها بفعلتها تلك ستحمي نفسها منه..... تحدثت بصوت ضعيف و هي تكاد تختنق بأنفاسها المتسارعة : -أرجوك لا تقترب مني... أنا خائفة.... إنف*جت شفتاه يريد التحدث لكنه لم يستطع ليتن*د بصوت مسموع و هو يسير نحو الباب ليغادر...توقف فجأة ليلتفت نحو مايا التي كانت لا تزال مستندة على الحائط ترمقه بحذر ليهتف بصوت هادئ: - سوف أرسل لك كريستال و معها الخادمات ليجهزوكي للإحتفال...لا استطيع تأجيله لأن الجميع سيحضر ". غادر لتسقط مايا مرة أخرى و هي تضع يدها على قلبها تهدئ نبضاته المتسارعة.... يا إلهي لقد كان مخيفا جدا تغير لون عينيه في كل مرة و إشتعالهما أمر لم تعهده من قبل و كذلك صوته الغليظ الذي هز المكان بالإضافة إلى مع**ها الذي كاد يت**ر في يده و مخالبه....و اخيرا عرض الفراشات التي كان يتحكم فيها بأصابعه و كأنه يحرك دمى قماشية....كل تلك الدلالات تؤكد على أنه شخص غير عادي و يبدو أنها يجب أن تصدق ما قاله لها عن عالم الخوارق و المستذئبين..... لكن كيف لإنسان عادي أن يتحول إلى ذئب الأمر لا يبدو في غاية الغرابة فقط بل مستحيلا أيضا.... إنقطعت سلسلة أفكارها بحضور كريستال و بعض الخادمات التي أشارت لهن أن يبقين في الخارج و دلفت كريستال وحدها...شعرت بالشفقة حالما رأت حالة مايا المزرية و التي ما إن وقعت عينيها عليها حتى توسعت عيناها بخوف ظاهر و أصبحت دقات قلبها تتسارع بشكل جنوني مما جعل كريستال تتقدم نحوها بحذر و هي تخبرها : -عزيزتي مايا لا تخافي أرجوكي... لا شيئ هنا يدعو للخوف انت لونا مملكتنا و الكل من واجبه إحترامك و حمايته..... صرخت مايا في وجهها باتهام : -أنتم وحوش... إبتعدو عني سوف تأكلونني.... عضت كريستال شفتيها مانعة نفسها من الضحك رغم أنها تفهمت سبب خوفها... فهم بالفعل وحوش و يعيشون في عالم مليئ بالكائنات الدموية المتوحشة... بصعوبة بالغة أقنعتها بضرورة تجهيز نفسها للاحتفال فالجميع في الخارج و في الممالك المجاورة أيضا على وشك القدوم و ليس من اللائق أن يتم إلغاءه.. ذلك سيضر كثيرا بسمعة مملكة المستذئبين و كذلك بمكانة الألفا في القطيع..... بعد ساعات طويلة ظنت مايا أنها لن تنتهي أبدا و هي تنتقل من يد خادمة إلى أخرى و أغلبهن كن خبيرات تجميل و عناية بالجسم و الشعر...طبقن عليها كل وصفات التقشير و التنظيف لبشرتها رغم أنها لم تكن تحتاجها كثيرا لجمالها الطبيعي الفائق و جربت العديد من أنواع الزيوت و مستخلصات النباتات العطرية على شعرها و جسدها لتنتهي أخيرا بحمام دام لساعتين حتى تهدئ أعصابها و تريح عضلات جسدها المتشنجة.... عادت نحو غرفتها لتساعدها كريستال في إرتداء فستانها المميز ذو اللون الأبيض الناصع بقماشه المصنوع من الحرير الخالص الذي إنساب على قوامها الرشيق محددا خصرها بحزام بنفس اللون تغطيه حبات من اللؤلؤ الأصلي...مما يدل على أنه رغم بساطته إلا كان مكلفا جدا. هللت كريستال معبرة عن مدى إعجابها بهذا الثوب قائلة : -ذوق أخي دائما في القمة...إنه الثوب المثالي للونا مملكة المستذئبين...و أنت أيضا جميلة لدرجة لا أستطيع وصفها... إبتسمت لها مايا بتكلف فهي لا تزال تشعر بالخوف بعد ما حدث صباحا بالإضافة إلى توترها من الحفل... صدمتين في يوم واحد كثير جدا على بشرية ساذجك... مر بعض الوقت لتنزل مايا الدرج تتبعها كريستال التي تألقت هي الأخرى في ثوب زهري قصير أبرز جمال بشرتها الثلجية بأكمام طويلة من قماش الدانتيل...توقفت مايا في الدرجات الأخيرة بسبب شعور الرهبة الذي سيطر عليها من رؤية ذلك الحشد الذي يملأ المنزل و الذين كانت أعينهم مصوبة عليها يتفرسونها بإعجاب و فرحة.... المسكينة لم تكن تعلم أن اؤلئك هم فقط أفراد عائلة إيريس و أصدقائه و انها لو رأت آلاف المدعويين من سكان المملكة لأغمى عليها في الحال... نبهتها كريستال من الخلف حتى تكمل سيرها مطمئنة إياها أنها معها لتنزل الدرجات المتبقية زاد توترها عندما وجدت إيريس ينتظرها في الأسفل مادا كفه نحوها بترقب.... لم تستطع تجاهله فالجميع كانو ينظرون نحوها مدققين في أقل حركاتها بسبب حاسة نظرهم القوية....أكملت طريقها بجواره مستأنسة بذلك الدفئ الذي كان ينبع من عينيه و هو يناظرها بإعجاب مخفيا سخطه من هذا الثوب الذي زاد من حسنها اضعافا...بالاضافة إلى ذلك الكحل القاتم الذي وضعته لها كريستال محددة عينيها الخضراء ليعطيها نظرة ثاقبة جعلت إيريس و هجنائه يتصارعون بجنون من يتولى السيطرة حتى ينعم بقربها في تلك اللحظات المميزة و هي لحظات تتويجها كلونا على مملكة المستذئببن و مراسم... زواجهما..... بعد ساعة إنتهت جميع المراسم حيث أصبحت مايا رسميا زوجة الألفا إيريس إكزافير...ضمت كفها المضمد بسبب الجرح الصغير الذي كان يزين راحتها بسبب تقاليد التتويج حيث يقوم اللونا و الألفا بجرح يديهما حتى تمتزج دمائهما معا في إناء بلوري تحت ضوء القمر.... لم تستطع مايا كتم بكاءها لتتعالى شهقاتها ليس تألما من الجرح و الذي لا تعلم كيف إلتأم و لم يتبق منه سوى آثار تكاد لا ترى بعد أن وضع فوقه إيريس بعضا من قطرات دمائه ليشفى تلقائيا... بل بكت من شدة رعبها و هلعها فكلما مر بجانبها شخص أو إبتسم لها مهنئا كانت تتخيل وجهه كخاصة إيريس صباحا بعيونه المشتعلة و مخالب يده الطويلة...من المؤكد أنهم مثله بما أنهم جميعهم مستذئبون...هي طبعا لم تركز على أن بعضهم كانوا ذوي بشرة شاحبة و عيون ارجوانية مخيفة بسبب الانوار الخافتة فإيريس نبه على جميع الحاضرين التصرف كبشر و حذرهم من عدم التحول او إظهار جانبهم الاخر لأي سبب من الأسباب كإجرائي أمني... ضمها إيريس نحوه مهدئا من روعها غير مهتم بنظرات الآخرين المتعجبة...حملها بين ذراعيه و إختفى بها ليظهر من جديد في جناحه.... شعرت مايا بدوار و كأن المكان حولها يتحرك لتغمض عينيها متشبثة بإيريس الذي إبتسم بحنان يتمنى فقط لو أن تنسى جميع ما حصل حتى يبدآ من جديد... رابطة المشاعر أصبحت قوية و صار بإمكانه الشعور بجميع أحاسيسها و أبرزها الخوف الذي كان مسيطرا على خلاياها بشدة... وضعها على الفراش لترتاح بعد هذا اليوم العصيب...ثم همس في أذنها قائلا : -نامي صغيرتي...أنت متعبة و أنا سأنهي الاحتفال و أعود لك بعد قليل.... لن أتأخر..... غادر لتنكمش مايا على نفسها في الفراش جذبت الغطاء حولها علها تعوض الدفئ الذي إفتقدته بعد رحيل إيريس...سوف تسأله لاحقا عن سر دفئ جسده فهي متأكدة من أنه أيضا أمر غير طبيعي... يبدو أن العالم الذي وقعت فيه كبير جدا و مليئ بالاسرار و إذا أرادت ال**ود فيجب عليها معرفة كل شيئ... كانت مشغولة بترتيب أفكارها حين سمعت طرقات خافتة على باب الغرفة تلاه دخول لورا التي كانت تحمل مشروبا دافئا في يدها.. رفعت مايا رأسها لتجد تلك الفتاة التي عرفها عليها إيريس من ضمن عائلته... إستوت في جلستها لتسألها قائلة : -هل تبحثين عن شيئ ما يا آنسة؟ إبتسمت لها لورا التي كانت مشغولة بتفرس الجناح الذي تدخله لأول مرة في حياتها لا أحد يدخل جناح الألفا سوى بعض الخادمات الخاصات كان أثاثه في غاية الفخامة يندرج تحت اللونين الرمادي و الأبيض ليعطيا الغرفة مظهرا مريحا و جذابا في نفس الوقت مقابل السرير كان يوجد شرفة على كامل الجدار لكنها الان مغلقة و عليها ستائر رمادية... تنحنحت لورا مدعية الحرج مبررة طول مدة **تها : -أوه أنا آسفة لونا... لكنني كنت أرى كيف يكون جناح الألفا إنها اول مرة أراه... الألفا منع أي شخص من دخول جناحه حتى والديه منذ سنوات طويلة...لديه حق يريد التمتع بهذا الجمال لوحده.... إقتربت منها لتعطيها الكوب و هي تضيف مدعية القلق لكن في حقيقتها ترغب في الانقضاض عليها و فصل رأسها عن جسدها هذه البشرية الضعيفة التي أفسدت جميع مخططاتها و إستولت على حلمها ببساطة.... -تفضلي إنه مزيج من الأعشاب المهدئة أعلم أنك متوترة جدا و هذا يظهر جليا من خلال دقات قلبك المتسارعة طوال الحفل... لقد كان الجميع يصاب بال**م.... ضحكت في آخر كلامها و هي تناولها الكوب لتأخذه مايا محتفظة به في يديها فهي طبعا لن تثق بها رغم ان تبدو لطيفة مثل كريستال لكن كلامها غريب و يحتاج لفهم لذلك لم تترد في سؤالها للإستفسار : -لم أفهم ما دخل دقات قلبي بالاخرين.... إبتسمت لورا بخبث فهاهي الان على وشك تحقيق ما سعت إليه و هو زيادة ذعر مايا من الألفا حتى تفسد ليلتهما... الساحرة كاتريسيا حذرتها من إتمام زواج الألفا و هذه البشرية فإختيارها لتكون رفيقة الألفا المقدرة لا يمكن أن يكون عبثيا.... فمن المؤكد أن هناك سبب قوي و لكنها لا تعرف ماهو حتى الآن...إنها إتمام لنبؤة مقدرة منذ سنوات طويلة لذلك لن تستبعد إحتماليةان هناك سر كبير على وشك الظهور و هذا عادة ما يحصل بعد تزواج الألفا و رفيقته التي على الأرجح ستتحول إلى مستذئبة مثله... لم تستطع لورا الجلوس و إكتفت بأن تظل واقفة فهي تخاطر بترك رائحتها على فراش الألفا و هذا من الممكن أن يجعله يغضب و من الممكن أن تتعرض للعقاب... تحدثت مدعية المرح : -هنيئا لك لونا انت محظوظة ستكونين زوجة أقوى مستذئب في المملكة.... يا إلهي انا ايضا لازلت أنتظر رفيقي على أحر من الجمر.... تن*دت بحالمية و هي تتخيل إيريس أمامها يبتسم لها لتقاطع أفكارها مايا قائلة : -لا أريد ذلك.. أنا لا أنتمي إلى هذا العالم الغريب خاصتكم سوف يأتي الألفا و اتحدث معه.... أريد فقط المغادرة ". قطبت لورا حاجبيها مدعية الإستغراب قبل أم تدمدم بسخرية : -إلى أين ستغادرين عزيزتي....مكانك هنا بجانب الملك و مهمتك هي إنجاب وريث للملكة... إيريس سوف لن يتردد في قتلك إذا رددتي على مسمعه هذا الكلام...إسمعي عزيزتي أنا أعلم أنك خائفة جدا و لازلت لم تتعودي على وجودك في عالمنا لكن يجب أن تعتادي....فمجيئك هنا لم يكن صدفة بل هو إكمال لنبؤة قديمة جدا تقول بأن رفيقة ألفا المستذئبين بشرية من عالم آخر و هي بنفسها من ستحضر لعالمنا... مايا بدهشة : -و لكنني لست موافقة...أنا لست منكم لم لا تريدون الاقتناع بهذه الحقيقة؟؟ لورا : - عزيزتي الألفا سيغضب بالتأكيد إن سمع حديثك هذا...أنت زوجته الآن و بعد أن تمضيا هذه الليلة معا سوف تتحولين و تصبحين مثلنا لمستذئبة.... إنتفضت مايا من مكانها حتى انها كادت تسكب محتوى الكأس على نفسها من شدة دهشتها مما سمعته...كررت بنبرة تلقائية : -ماذا؟ أصبح ماذا عذرا لم أفهم؟؟ ضحكت لورا عليها قبل أن تفسر لها قصد إخافتها فهي طبعا ستفعل المستحيل لإفساد علاقة مايا مع الألفا أكثر : -ستصبحين مس.. تذئ.. بة.. مستذئبة مثلنا اوه عزيزتي لاتخبريني أنك لم تري أحدا منا يتحول إلى ذئبه؟؟ إبتلعت ريقها بصعوبة و لمعت عيناها باهتمام من كلامها لتجيبها واصفة لها شكل إيريس صباحا : -بلى.. رأيت إيريس صباحا لقد كانت عيناه تشتعلان و كأن بداخلهما نار ثم أصبحت حمراء بعد ذلك... كذالك مخالبه طالت كثيرا حتى أنه كاد يفقأ عيني.....كان مخيفا جدا..... فتحت عيناها على وسعهما و هي تكمل بنبرة مستنكرة: -يا إلهي.... هل تقصدين أنني سأصبح مثله ستطول مخالبي و يتحول لون عيناي إلى الأحمر؟؟ تكرمشت ملامحها بتقزز مما جعل رغبة لورا في قالها تزداد لكنها بدل ذلك تحدثت بصوت هادئ و هي تراقب ردة فعلها : -لا...أنا أقصد التحول إلى ذئب حقيقي.. لونا نحن مستذئبون أي اننا نتحول إلى ذئابنا عندما نريد ذلك يعني... أربعة ارجل و اذنان طويلتان و ذيل..... مايا بصدمة :ذيل...اتقصدين ذئب حقيقي..... أومأت لها و هي تبتسم بخبث قبل أن تضيف و هي تسنشق الهواء خفية من وجود احد قريب : -أتذكر اول مرة تحولت فيها..كان أكثر شيئ مؤلم أجربه في حياتي...شعرت حينها أن عضامي تحترق بداخلي اتعلمين هناك من يموتون أثناء التحول خاصة أنك بشرية ضعيفة... لكني اظن أن الألفا يحبك كثيرا لذلك لا تقلقي لن يدعك تتعرضين لهذا الخطر..... اوه لونا انا آسفة لقد ازعجتك سوف أذهب لأستمتع بما تبقى من الحفلة.... إلى اللقاء ". غادرت لورا مستخدمة قوة ذئبتها مصفقة الباب وراءها مما جعل مايا تشهق بذعر من سرعتها العجيبة...نظرت للكوب الذي لازال في يدها ثم وضعته على الطاولة و نزلت من السرير متجهة نحو الشرفة لتفتحها حتى استنشق بعض الهواء النقي... فكل دقيقة تمضيها في هذا العالم تكتشف أمرا غريبا جديدا....أطلت من الشرفة لتتفاجئ بذلك العدد الهائل من المدعوين متوزعين هنا و هناك.... رمشت عيناها مرتين و هي تتخيلهم جميعا ذئاب مفترسة لتغلق الشرفة و تدلف نحو داخل الغرفة من جديد توقفت عن السير عندما وجدت إيريس يجلس على الفراش و نظراته الثاقبة تتفرسها... شعرت بالإرتباك لتلتصق على بلور الشرفة وراءها بينما كانت أنفاسها تتعالى بشكل سريع....ما أخبرتها به لورا منذ قليل كان له تأثير مضاعف عليها فقد زاد ذلك من خوفها و رعبها أكثر و هذا ما شعر به إيريس أيضا من خلال الرابطة التي تجمعهما...... حول إيريس نظره نحو كوب المشروب قائلا بصوت رخيم : -ماذا كانت تفعل لورا هنا؟ توترت قبل أن تردف بصوت يكاد لا يسمع : -أحضرت لي مشروبا ساخنا..لأهدأ.... رفع حاجبيه بسخرية قبل أن يسألها من جديد :و هل فعلت؟؟ حركت رأسها بنفي ليفهم إيريس أن لورا لم تأت فقط من أجل الاطمئنان عليها بل لأمر آخر و يبدو أن في غاية الأهمية فمالذي جعل لورا تتجرأ على دخول جناح الألفا رغم علمها بخطورة فعلتها؟؟ يتبع ❤️❤️♥️
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD