الفصل الثالث

3297 Words
في صباح اليوم التالي إستيقظت مايا لتجد فتاتين في غرفتها ملابسهما المتشابهة كانت توحي بأنهما خادمات و رغم ذلك ...شعرت بالخوف لتجذب الغطاء نحوها متشبثة به قبل أن تتحدث بنبرة مهزوزة : -من أنتما؟؟ أجابتها إحدى الفتيات بابتسامة لطيفة : -صباح الخير لونا... لقد أرسلنا الألفا لتجهيزك". قطبت مايا حاحبيها باستغراب قبل أن تهتف بنفي: -أنت مخطأة أنا لست لونا...هيا غادرا الغرفة رجاء . نظرت الفتاتان لها باستغراب قبل أن تردف إحداهما بصوت خافت جدا حتى لا تسمعها مايا : -اللونا بشرية لذلك لا تعلم شيئا عن ما يحصل في عالمنا... تحدثت الأولى من جديد و هي تشير لنفسها : أنا إسمي صوفيا و هي ريتا نحن من الاوميغا و قد أرسلنا الالفا لتجهيزك إنه ينتظرك في الأسفل لتناول طعام الطعام ". لم تنتظراإجابتها لأن الوقت قد تأخر لتجذب إحداهما الغطاء من فوقها لتصرخ مايا بصوت خافت محاولة جذبه من يدها لكن صوفيا طوته بسرعة عجيبة ووضعته في الخزانة..... فتحت ريتا الستائر لتتسلل أشعة الشمس داخل الغرفة بينما جذبتها صوفيا من مع**ها بلطف لتوقفها متجهة بها نحو الحمام الذي جهزته لها مسبقا... إستحمت مايا بسرعة خشية دخول إحدى الفتيات إليها ثم إرتدت رداء الحمام الوردي ثم خرجت لاتدري ان الألفا قد حذرهما من رؤية اي جزء من جسدها و إلا سيكون آخر يوم في حياتهما ... قادتها صوفيا نحو التسريحة لتجلسها حتى تجفف شعرها و تسرحه لها على شكل ذ*ل حصان بينما أحضرت لها ريتا فستانا شتويا طويلا باللون الأحمر الداكن أعطاه لها الألفا...إرتدته مايا في الحمام ثم خرجت.... إنتهت الفتاتان من تجهيزها ثم وقفتا بجانب الباب تنطران لها و هي ترتدي حذائها بعد أن رفضت مساعدتهما لتقول صوفيا لريتا عبر التخاطر الذهني : -الألفا سوف يجن عندما يراها...رغم أنها بشرية زلت إنها في غاية الجمال و الروعة ". اومأت لها ريتا بتأييد : -معك حق رجال القطيع سيعانون اليوم من غضب الألفا لقد حذرنا من رؤية أي إنش من جسدها مع أننا نحن فتيات... يبدو أن الألفا خاصتنا عاشق... ضحكتا بخفوت مما جعل مايا ترفع رأسها نحوهما بعد أن إنتهت من إرتداء حذائها لترفع حاجببها بغرابة و هي تظن أنهما تضحكان عليها... إنتفضت الفتاتان و تبدلت ملامحما و قد ظهر عليهما الرعب عندما سمعتا صوت الألفا يقطع تخاذرهما الذهني قائلا: - ليس فقط رجال القطيع من سيعانون اليوم بل أنتما أيضا...هل أرسلتكما لتجهيز اللونا أم للثرثرة.... تحدثتا بصوت عال و هما تتوجهان لفتح الباب : - نحن آسفتان ألفا.. سوف ننزل في الحال ". ضحكت مايا على مظهرهما المرتبك خاصة عندما إصطدمتا ببعضهما..لتهتف إحداهما و هي تفرك جبينها: -تفضلي لونا... الألفا بانتظارك.... وقفت مايا من مكانها ثم نزلت الدرج تتبع الخادمتان لتجد إيريس ينتظرها تحت الدرج إبتسمت لشعورها بالأمان عند رؤيته ليهتاج فولكانو بصخب و هو يحث أيريس على فعل أشياء م***فة الان.. إستطاع آيريس دحره إلى آخر عقله ثم إلتقط كف مايا نحو شفتيه ليقبله...شعرت مايا بشرارات كهربائية تنتقل لها مما جعل جسدها يرتجف بلا سبب...لاحظ إيريس ذلك ليبتسم بفرحة... إنها مؤشرات جيدة تدل على تطور العلاقة بينهما و لن يدوم الأمر طويلا حتى تبادله صغيرته مشاعر الحب التي يكنها لها. حاوط كتفبها بذراعه الضخمة حتى كاد يختفي جسدها الصغير مما جعل أيريس يريد إخفاءها اكثر داخل ضلوعه حتى لا يراها أحد من اللذين كانوا ينتظرون قدومها.... تحدث بصوته الاجش المخيف للاخرين لكنه كان مص*ر الأمان بالنسبة لها : -سأعرفك على عائلتي الان.. توقفت مايا السير لترفع عينيها نحوه تناظره بقلق لكن أيريس طمئنها مضيفا: -إياكي أن تشعري بالخوف او القلق و انا بجانبك صغيرتي..هؤلاء عائلتي أبي، امي، و إخوتي و بعض الأشخاص المهمين في المملكة أريدك أن تتعرفي عليهم لأنك ستصبحين جزء منهم... أومأت له مايا و رغم كلامه اللطيف إلا أنها لازالت تشعر ببعض الارتباك فهي لم تكن أبدا شخصا إجتماعيا من قبل بالإضافة إلى أنها لم تكن تحتك بالناس كثيرا بسبب عيشها في الملجأ... وصلا للصالون لتجد مايا أشخاصا كثيرون معظمهم كانوا رجالا ضخاما لا يختلفون كثيرا عن أيريس و بينهم ثلاثة نساء يحدقن فيها بملامح مختلفة و طفل صغير يبدو في العاشرة من عمره .... أشار أيريس نحو إحداهن بدت سيدة في الخمسين من عمرها و رغم ذلك لازالت تتمتع بملامحها الجميلة خاصة عينيها الزرقاء و شعرها الأشقر البلاتيني ليقول : -هذه السيدة إيرينا والدتي...أمي هذه رفيقتي مايا ". اومأت لها بابتسامة أشعرت مايا ببعض الراحة..ثم أشار لفتاة كانت تجلس بجانبها كانت في غاية الجمال ب*عرها البني الطويل المنسدل على كتفيها و عينيها الزرقاوان و بشرتها البيضاء الصافية و الأجمل من كل ذلك هو إبتسامتها الساحرة التي كانت ترسمها على شفتيها...ليقول معرفا: أما هذه الجميلة فهي هذه كريستال...أختي.... إنتقل أيريس ليعرفها على الفتاة الأخيرة قائلا -هذه لورا.... إبنة عمتي.... كانت لورا جميلة جدا و هذا ما لاحظته مايا لكن نظراتها الغاضبة أشعرتها بالتوتر.... قاطع تخيلاتها صوت إيريس مشيرا نحو أحد الرجال : -هذا أبي... الألفا جون أقوى رجل في المملكة ". تحدث مازحا ليضحك جون مجيبا إياه دون قصد : - و لكنني لست أقوى من زوجك... قطبت مايا حاجبيها دلالة على عدم فهمها ليتنحنح إيريس بصوت عال و هو يشير نحو رجل ضخم جدا يرتدي قميصا ابيض اللون يكاد يتمزق بسبب عضلاته المتكتلة على ص*ره و ذراعيه...ملامحه حادة و مخيفة بعض الشيئ و طوله الفارغ الذي يكاد يصل للمترين...قائلا : -هذا دانيال...سجان القطيع... شعر بيدها على ظهرها تتشبث فيه ليضحك بداخله المسكينة عندها حق من يرى دانيال لأول مرة يصاب بالرعب...فهو يعتبر أضخم و أقوى رجل في المملكة بعد إيريس... بسبب أنه هجين نصفه مستذئب و النصف الاخر مصاص دماء و هذا السر لا يعلمه سوى إيريس الذي كان هو الاخر هجين والده مستذئب و والدته عنقاء من العائلة الملكية و هذا الأمر نادر الحدوث أن يكون رفيق مستذئب من فصيلة اخرى... تبقى فقط ثلاثة رجال عرفها عليهم إيريس الأول كان البيتا غابريال و الثاني ستيف قائد الحرس اما الاخير فكان الغاما جاك... كلهم كانوا ضخام البنية ذوي قامات فارعة و عضلات ظاهرة....و الطفل فكان إسمه زيوس و هو شقيقه الأصغر.... حياها أربعتهم (الرجال) دون أن يتجرأ أي منهم على النظر إليها حتى لا يقتلع الألفا عينيه فالنستذئبون غيورون جدا حين يتعلق الأمر بالرفقاء.... خاصة الألفا تكون جميع مشاعره مضاعفة شعرت مايا بالراحة عندما إنتهى اللقاء تريد فقط العودة إلى غرفتها و إمضاء بقية حياتها فيها لاتريد التعرف على احد و لا التحدث مع الآخرين فليتركوها وشأنها فقط... راحتها لم تدم طويلا عندما وقف الجميع ليتجه بها إيريس نحو طاولة الطعام... اجلسها بجانبه بينها و بين شقيقته التي بدت متذمرة بسبب وجود ذلك العملاق بجانبها.... بدأ الجميع في تناول الطعام بهدوء لكن الأمر الذي لاحظته مايا هو وجود اطباق كبيرة من اللحوم...يبدوا أنهم يتناولون اللحم على الإفطار... قام إيريس بإبعاد طبقها الفارغ ليضع مكانه طبقا آخر فيه قطعة كبيرة من الكعك بالشكولاطة و بجانبها حبات فراولة و غلال أخرى لم تعرفها مايا...إبتسمت له بشكر ليبادلها حاثا إياها على الأكل.... إنتهوا جميعا ثم إنتقلوا مرة أخرى للصالون لمناقشة امر التتويج و الاحتفال بينما خرج جون و زيوس لقضاء بعض الأمور . إيريس : ستيف كثف الحراسة على حدود المملكة لا أريد أي دخلاء يستغلون إنشغالنا بالاحتفال... ستيف :حسنا ألفا...رغم أنني لا أعتقد أن هناك من يتجرأ على فعل ذلك.... لم نقبض على متسللين منذ زمن طويل ". أيريس : لا ضرر من الاحطياط.... وجه حديثه نحو البيتا :و أنت غابريال...أرسل خطابات ملكية نحو ملوك الفصائل الأخرى لحضور الاحتفال". اومأ له غابريال لينتقل أيريس ببصره نحو دانيال الذي لم يكن يزيح عيناه عن كريستال التي كانت تتحدث بصوت خافت مع والدتها و من الواضح أنهما تتكلمان عن مايا و عن الاحتفال.... كريستال الرقيقة هي بالفعل رفيقة دانيال الملقب بالوحش الثاني بعد إيريس سمعته تسبقه من خلال تعامله الوحشي مع السجناء و الخونة الرحمة لا تعرف الطريق لقبله إذا تعلق الأمر بالخيانة....لكن وحشنا هذا ليس سوى عاشق لذات العينين الزرقاوتين....هي لاتزال صغيرة لذلك لم تكن تعرف أن سجان القطيع هو رفيقها المقدر فهي لم تبلغ بعد الثامنة عشر و في تلك السن يعرف المستذئب من هو رفيقة و هذا ما حصل مع جاك الذي علم أنها رفيقته منذ سنوات طويلة أي منذ ولادتها و منذ ذلك الوقت و هو يعاني لكن في الفترة الأخيرة و مع إقتراب عيد مولدها الثامن عشر أصبح دانيال يهتم بها كثيرا و يتواجد حولها معظم الأوقات رغم تذمرها من ذلك لأنها كانت تخاف منه كثيرا حتى أنها أخبرت شقيقها لكنه لم يستطع التدخل... فمسألة الرفقاء مقدسة للغاية عند جميع المستذئبين ... نقل إيريس بصره بين شقيقته و دانيال ..و هو يبتسم رغما عنه حتى إنتبه له دانيال الذي تجهمت ملامحه فجأة بعد أن فهم مغزى إبتسامة إيريس ليتحدث بصوته الغليظ قائلا : -هل هناك أوامر أخرى ألفا... إيريس بتعمد : في الوقت الحالي لا يوجد لكن ربما.... بعد شهرين ". تعالت قهقهات غابريال و ستيف و جاك ليقاطع ضحكهم صوت دانيال الذي تحدث ببرود : - لوكاس (ذئبه ) يحثني على الفتك بأحدهم الان". أجابته غابريال و هو يلكم كتفه ممازحا: -إهدأ يارجل نحن لم نقصد مضايقتك...كل ما في الأمر أن حكايتك مع رفيقتك مضحكة بعض الشيئ... تدخل ستيف مشيرا نحو البيتا غابريال: أتشمت بصديقك.... هيا دانيال خذه إلى السجن.... رماه غابريال بالوسادة مردفا : -بل خذه هو...إحرمه من رفيقته سيكون عقابا ممتعا ". غابريال و هو يلتقط الوسادة : -سأقتلك ستيف.... دانيال ببرود و هو ينظر لإيريس : -ألفا هل أستطيع إستضافتهما عندي في السجن بضعة أيام". جاك بنبرة خبيثة (الغاما مرتبته بعد البيتا) : و انا سأقوم بجميع أعمالهما". إيريس بمزاح :حسنا لكن بعد حفل التتويج... رمق ستيف و غابريال جاك بنظرات شرسة قبل أن يستئذنا لإتمام أعمالهما.. تبعهما جاك ليتبق فقط دانيال الذي عاد ينظر نحو كريستال التي لازالت تتحدث مع والدتها عن الملابس التي سترتديها في الحفل و رغبتها في عدم الذهاب إلى المدرسة اليوم... كل ما حدث كان أمام أنظار مايا التي كانت تحاول تفسير بعض الكلمات الغريبة التي لم تكن تعرفها من قبل مثل البيتا و القطيع و كذلك كلمة الرفيق التي تكررت اكثر من مرة.... عضت شفتيها بقلق قبل أن تتشجع و تسأل إيريس الذي كان يجلس بجانبها : -إيريس.... إنتبه لها إيريس الذي كان يفرد ذراعه بحماية على ظهر الاريكة وراءها ...كان صوتها ناعما للغاية مما جعله يرغب في تقبيلها و أخذها بين أحضانه رمش بعينيه عدة مرات حتى يحجب عنه فولكانوا و كذلك عنقاءه فابيوس الذي يتصف بالبرود التام حيث أنه لا يتدخل سوى وقت الضرورة لكنه اليوم يبدو أنه غير رأيه فهو الاخر لايقل حماسا عن فولكانوا بعد إيجاد رفيقته...يبدو أن الرابطة بدأت تعمل . بصعوبة تامة إستطاع السيطرة عليهما ليجيبها و قد أحنى رأسه قليلا نحوها : -نعم صغيرتي... تلعثمت مايا و هي تسأله بخجل : -مامعنى رفيقة... شعرت بالإرتباك عندما تسلطت أعين الجميع عليها... كريستال و إيرينا و لورا و كذلك دانيال الذي نظر لإيريس طبعا فهو لن يتجرأ و ينظر للونا...الجميع إنتبه لسؤالها الذي بدا غريبا بعض الشيئ لأنهم لوهلة نسوا انها بشرية من عالم آخر ... كان أيريس سيحيبها لكن كريستال سبقته قائلة باندفاع : -الرفيقة تعني الزوجة...مثلك انت و اخي انت رفيقته المقدرة و ستتزوجان مساء اليوم .... صفقت بيديها بحماس بينما أغمض إيريس عينيه بضيق فما تفرهت به شقيقته المتهورة سيسبب مشكلة كبيرة الان...شتم بداخله و هو يفتح عينيه بعد أن سمع شهقة مايا المستنكرة و التي إنتفضت من مكانها هاتفة بخوف : -زواج...زواج من هذا المساء ". إستغربت كريستال من ردة فعل مايا ظنا منها أنها كانت تعرف ما يحصل حولها لتجيبها ببساطة: -زواجك إنت و أخي". إلتفتت مايا نحو إيريس الذي كان يحاول البحث عن كلمات مناسبة ليفسر لها لكنها لم تمهله بل أسرعت نحو باب الخروج تريد مغادرة المكان رغم أنها لم تكن تعلم إلى أين تذهب... هب إيريس من مكانه ليرمق شقيقته بنظرات حادة قائلا بلوم: - أكان يجب أن تثرثري...إنها بشرية رفيفتي بشرية من عالم آخر و هي لا تعلم شيئا عنا تظن أننا بشر عاديون مثلها... تبا تبا كيف سأصلح ما أفسدتيه الان ". ألقى كلماته ثم خرج مسرعا ليبحث عن مايا التي كان يعلم أنها لن تبتعد كثيرا و أنه سيجدها بسرعة باستخدام حاسة شمه القوية.... إحتضنت كريستال والدتها و هي تبكي و تلوم نفسها على ما فعلته قائلة : - أمي اقسم انني لم اقصد...ظننت أن اخي أخبرها". ضمتها إيرينا نحوها مربتة على ظهرها و في نفس الوقت كانت تهمس لها بكلمات لتهدأها بينما كان عقلها ساردا يفكر في إيريس...ليس هناك شك أن ما فعله خطأ كبير كان من المفترض أن يخبرها الحقيقة كاملة و يتركها هي من تقرر...لكن الأمور الان تعقدت كثيرا و لا تعلم كيف سيتصرف حيال ذلك... بجانبها كانت لورا تخفي إبتسامتها السعيدة بهذه المفاجأة التي حصلت أمامها... حملقت في دانيال الذي كان يعتصر قبضته بعجز.... المسكين كل ما يتمناه في تلك اللحظة هي إحتضان رفيقته الصغيرة التي كانت تذرف دموعها بين ذراعي والدتها... بصعوبة بالغة سيطر على نفسه و على ذئبه الذي كان يحثه على إنتزاعها و أخذها بالقوة فيكفي السنوات الطويلة التي صبرها و هي بعيدة عنه...... رمشت لورا بعينيها مدعية الأسف لتهتف مواسية كريستال : -عزيزتي يكفي بكاء ستأذين عينيك الجميلتين و كوني واثقة أن الألفا سيحل الأمر ... رفعت كريستال وجهها مبتعدة عن أحضان والدتها... مسحت دموعها ثم وقفت موجهة حديثها لإرينا : -أمي سأذهب لأرى أخي.... ركضت بسرعتها الخارقة نحو الباب تتبع رائحة الألفا ليزفر دانيال بتعب قبل أن يختفي هو الاخر من المكان.... ظلت لورا تحدق باتجاه مخرج المنزل الذي عبر منه الجميع و هي تفكر كيف ستستغل جهل مايا بما حولها لصالحها يجب أن تتخلص منها سريعا و قبل حفل التتويج .... خارج المنزل و على بعد أمتار قليلة كانت كريستال تقف و تنظر نحو شقيقها الذي كان يتحدث مع رفيقته بعد أن منعها دانيال من الذهاب نحوهما حتى يحضيا ببعض الخصوصية...من ناحية أخرى إستغل هذا الموقف حتى ينعم بقربها..... كان يحتضنها من الخلف محيطا خصرها الصغير بذراعه القوية المغطاة بالوشوم واضعا رأسه في الفراغ بين كتفيها و راسها مستمتعا بملمس جسدها الطري ضد جسده العضلي و رائحتها المميزة التي جعلت دايمون مصاص الدماء و ذئبه لوكاس في حالة تخدر...لم تكن كريستال تشعر بما حولها فنظرها كان مركزا على شقيقها و رفيقته فقط... لم يدر دانيال كيف إستطاع تركها و التراجع للخلف بضع خطوات دون أن تتفطن له....مما جعل ذئبه يهتاج بداخله مطالبا إياه بأخذها في الحال لتصبح ملكه... إستطاع كبحه و إرجاعه لآخر عقله حتى لا يسبب له مشاكل أكثر ثم تحدث بصوت خافت حنون حتى لا يفزعها : - كريستال...صغيرتي دعي الألفا يحل هذه المشكلة لوحده..اللونا من حقها معرفة الحقيقة كاملة... إلتفتت نحوه بعيون دامعة و قد نسيت أن من يقف أمامها دانيال سجان القطيع المرعب الذي كانت تهرب كلما رأته أمامها لترتمي بين أحضانه متشبثة به و هي تردد من بين شهقاتها : -الألفا سوف يعاقبني...أنا لم أقصد إفساد الأمر ". لعدة ثوان ظل دانيال متيبسا مكانه ذراعيه مرميتان على جانبيه لولا هيجان لوكاس الذي كان يحاول مرارا و تكرار تولي السيطرة لما إستفاق....لم يتوقع أبدا هذه الحركة منها بدأ يتنفس بسرعة و عيناه تتحولان للون الذهبي دلالة على رغبة ذئبه في الخروج و هذا من شأنه ان يزيد الوضع سوءا...فلوكاس متهور جدا و غايته الوحيدة هي وسم كريستال و جعلها ملكا له غير عابئ بصغر سنها أو عدم معرفتها أنه رفيقها.... لم يكن أمامه اي حل سوى إبعادها عنه بلطف مما جعل كريستال في تلك اللحظة تنتبه لما فعلته..مسحت وجهها بيديها ثم تمتمت بعبارات مقتضبة تدل على أسفها قبل أن تهرول بعيدا متجهة نحو المنزل دون أن ترفع عينيها عن الأرض..... إلتفت دانيال نحوها و هو يلعن في سره و يشتم ذئبه الذي جن جنونه قبل أن ينسحب إلى آخر نقطة في عقله مقررا عدم الحديث إليه مرة أخرى.... عند إيريس و مايا...... لم تستطع مايا إستيعاب ما يحصل من تغييرات فجئية خلال هذين اليومين الذين غادرت فيهما الميتم...لم تتوقع ابدا أن تؤول الأمور إلى هذا الحد هي بالكاد تحاول التأقلم في هذا المكان الجديد رغم أنها لم تكن واثقة تماما في إيريس لوهلة ظنت أن كريستال تمازحها عندما أخبرتها عن زواجها الذي سيقام اليوم مساء...معلوماتها عن الزواج و الأسرة تكاد تكون معدومة تلك المواضيع كانت ممنوعة في الميتم لكنها لطالما كانت تستمع لهمس بعض الفتيات عن أحلامهن البريئة في الزواج بالامير الذي سيأتي من أجلهن على حصانه الأبيض... لكن أن تصبح هذه الأحلام حقيقة أمر لم يكن أبدا في حساباتها.... عقلها توقف عن العمل في تلك اللحظة و لم تعد تشعر بمن حولها لتهرول راكضة خارج المنزل دون وجهة محددة. نظرت حولها في جميع الاتجاهات لتجد عدة مبان و شوارع كالتي رأتها فور خروجها من الميتم....سارت دون هدى عدة خطوات قبل أن تتفاجئ بوجود إيريس يجذبها من ذراعها بقوة نحوه.... رغم أنه كان غاضبا بشدة إلا أنه كان يحاول التحكم في نفسه حتى لا يخيفها أكثر ليتحدث بهدوء مناف لملامحه الحادة : -صغيرتي...هيا لنعد إلى المنزل سوف أشرح لكي كل شيئ ". نظرت له ببعض الخوف و كأنها الان فقط وعت بأن من وثقت به و نامت في منزله ليلة البارحة شخص غريب لا تعلم عنه شيئا سوى إسمه حتى لو عاملها بلطف و عرفها بعائلته إلا أنه في الأول و الاخير ليس سوى غريبا عنها إلتقته صدفة.... قطبت حاجبيها تشعر بالضياع و هي تتذكر كلمات تلك العجوز التي أخبرتها أن تثق بشخص ما لكنها لم توضح لها من هو بالضبط... لكن هل كانت تقصد إيريس بكلامها ذاك؟؟ أفاقت على صوته القلق و يداه الدافئتان تحيطان وجهها : -صغيرتي هل أنت بخير.... أجيبيني ". رفعت يدها البيضاء الناعمة لتضعها على يده الضخمة ذات العروق البارزة هامسة في نفس الوقت بكلمات جعلت إيريس يصعق و كأن كهرباء ض*بته : -من أنت؟ رغم أن سؤالها كان في محله إلا أنه شعر بأن بإنقباضة في قلبه فصغيرته التي إنتظرها لسنوات طويلة أمامه تنكر معرفتها به و هو شعور مؤلم ليس فقط لذئبه بل لعنقائه أيضا.... اومأ لها بإيجاب تزامنا مع قوله : -حسنا...معك حق أعدك أنني سوف أخبرك بكل شي الان....لكن أريد منك شيئا في المقابل أريدك أن تكوني متأكدة من أنني لن أؤذيكي ما حييت و لن أدع أي مخلوق يمسك بسوء ". قلبها كان يحثها على تصديقه بسبب تلك المشاعر المفرطة التي كانت تتقاتل بداخلها رغم خوفها إلا أن إيريس كان بمثابة الحضن الذي شعرت بداخله بالأمان...حركت رأسها تعقيبا على كلامه ليبتسم هو و يسير بها باتجاه المنزل حتى يحكي لها عن عالمه..... في كوخ قديم وسط الغابة من يراه يظن أن مهجور منذ سنوات و ليس وكرا تقام فيه أعظم المكائد و الدسائس....كانت لورا تجلس وسط الكوخ و أمامها حلقة صغيرة على شكل نجمة عليها بلورة سحرية تشع بضوء أزرق خافت.... صرخت بغضب في وجه تلك المرآة التي ظهرت لها من خلال البلورة : -ا****ة عليك أيتها الغ*ية ألم تعديني أنك سوف تمنعين اي ساحرة من مملكتك من إستدعاء رفيقة الألفا.... كيف حدث هذا الأمر أجيبيني ". إهتزت البلورة بسبب صراخ كاتريسيا ملكة الساحرات بسبب عدم تقبلها لإهانة لورا لتهدر على الفور بصوت كالرعد و قد تطاير شعرها و شحب لون بشرتها لتغزو العروق كامل وجهها بينما تحولت عيناها للون الأزرق السماوي : -لا تتجاوزي حدودك أيتها المستذئبة... و لا تنسي من أنا... أنا الملكة كاتريسيا ملكة الساحرات استطيع بإشارة واحدة مني القضاء على شعرة من أمثالك...هذا أول و آخر تحذير لكي...لقد و عدتك و كاتريسيا لا تتراجع أبدا عن وعودها إعتقدت أنني قتلت جميع الساحرات المتمردات حتى لا تستطيع أي واحدة منهن الانتقال لعوالم أخرى.. لكن من فعل ذلك هي ميراندا...عدوتي ". إزداد توهج لون عيناها عندما تلفظت بإسم عدوتها اللدودة ميراندا التي علمت بإتفاقها مع لورا لتسارع بإحضار مايا حال إتمامها الثامنة عشر من عمرها...فهي الوحيدة التي إستطاعت معرفة من هي رفيقة الألفا من عالم البشر....كاتريسيا و ميراندا أشهر عدوتان في عالم الخوارق لأن كاتريسيا إستطاعت الحصول على العرش بعد هزيمتها للملكة ميراندا ملكة السحرات منذ عشرات السنين و منذ ذاك الوقت لم تكف الأخيرة عن محاولاتها المتتالية في إسترجاع عرشها المسلوب..... دب القلق في قلب لورا التي أمسكت البلورة بين يديها مردفة بقلق بالغ : - و ماذا تنتظرين يجب أن تقضي عليها فورا تلك الحقيرة لقد افسدت خطتنا ". أجابتها كاتريسيا التي هدأت ملامحها و عاد شعرها و بشرتها لطبيعتهما: -و هل تظنين أنني لم أحاول...لقد حاولت القضاء عليها آلاف المرات لكنني لم أستطع لكن لن يطول الأمر طويلا سوف أتخلص منها عاجلا أم آجلا". صاحت لورا لتقطع حديثها : -و ماذا أفعل أنا الآن.. لقد أفسدت خطتي... والالفا وجد رفيقته و سيقام الاحتفال بعد ساعات قليلة؟؟ صدحت ضحكات كاتريسيا في ارجاء الكوخ و لو أن لورا لم تكن تضع عازلا سحريا للصوت كانت قد أعطته لها الساحرة لكان كل من في المملكة سمع صوتها المزعج الذي آثار غضب لورا اكثر حتى أنها تمنت خنقها في الحال... توقفت كاتريسيا عن الضحك لتتوهج نظراتها مرة أخرى و تظهر إبتسامتها الخبيثة َو هي تقول : -لا داعي للقلق...سوف تتخلصين منها حتى و إن أصبحت اللونا ". إتسعت عينا لورا بحماس لتهتف بإلحاح : -و كيف ذلك...إن الألفا لا يتركها ابدا إنه يلتصق بها كظلها". كاتريسيا بحقد :دعيه يستمتع معها قليلا قبل أن...... ". حركت يدها قليلا في الهواء قبل أن تقبض اصابعها فجأة دلالة على ماقصدته بتلك الحركة.... و هو التخلص من مايا... يتبع ♥️♥️❤️
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD