المقدمة والفصل الاول قيام يوري حبيب جيلان بتقديم شكوى انها تبتزه وتتحرش به جنسيا مع العلم انه متزوج بها سرا طمعا فيها

2152 Words
المقدمة والفصل الاول رواية شغفني عشقا : ان مصرع رامون هو الذي يزعجني . انس هذا الموضوع فلو لم تقتله لقتلك . و لكنه شرطي . فأتسعت عيناها دهشة و قالت: و كيف عرفت ..؟ من الذي أخبرك..؟ جونسون..لقد انفلت لسانه بذلك . فأبتسمت و قد تمالكت اعصابها و قالت : نعم .. انه من ضباط الشرطة .. و لكنه شرطي وضيع يتلقي الرشاوي . و يستغل منصبه لارتكاب جرائم القتل .. انه رجل شرير و من الخير يا مستر غادي أنك قتلته .. انك بذلك أسديت لبلادي خدمة كبيرة فدع عنك الانزعاج و القلق . و تأملها برهة ثم استقر بصره علي المدفاة و سألها : ما هذه الاوراق التي كنت تحرقينها .؟ أوراق شخصية .. لا شأن لها برامي . و شرعت تتجه الي المكتب حيث كانت حقيبتها و لكن غادي سبقها اليه و فتح الحقيبة و دس يده و أخرج منها مسدسا صغيرا من عيار ٢٨ و قال في بساطة : سأحتفظ بمسدسك و بالخطاب .. حتي نصل الي جواتيمالا . فهزت كتفيها بلا مبالاة و قالت : لك هذا ان شئت . و الان هيا بنا الي الطائرة فقد تأخر بنا الوقت . جلست سيرافينا الي جوار جونسون في المقعد الامامي و قالت تخاطب غادي : احسب انك تؤثر أن تجلس في المقعد الخلفي حتي تكون آشد اطمئنانا . فأجاب شكرا .. اني أوثر هذا فعلا . و حاول ان ينام و فكن اهتزاز الطائرة و المطبات الهوائية حالت دونه و الاسترخاء . و كانوا يطيرون علي ارتفاع ثلاثة آلاف قدم فوق السحب المتراكمة و في محاذاة الشاطئ ثم اقتحموا منطقة الجبال و جعلو يمرقون بين قممها في مجازفة تجزع لها النفس . و كان جونسون طوال الوقت واجما فا يتكلم ملقيا بأنتباهه كله الي الطائرة التي بين يديه . و هبطوا في مطار صغير تحف به الجبال الجرداء من كل جانب و هرع اليهم مدير المطار و هو رجل شقر يدعي سيه و يبدو انه كان يتوقع قدومهم . و حياهم في مودة و بشاشة و لكنه باللهجة الجافة الخشنة التي ابتدره بها جونسون حين سأله أن زود الطائرة بالبنزين و الزيت و قالت سيرافينا: يبدو انه لا مفر لنا من ان نقضي الليلة هنا فأن متابعة الطيران في هذا الليل المظلم العاصف تنطوي علي مجازفة لا ضرورة لها . و قال سيه في صوت ينبض بالخمول : لكم ان ستستقلوا سيارتي الي الاستراحة .. انها علي ثلاثة ميال من المطار من ناحية الشمال و سوف تتولي زوجتي عابتكم و توفير آسباب الراحة لكم . و كانت سيارة سيه الشيفرولية عتيقة مستهلكة كلما دبت علي الطريق خشخشت رفارفها و أبوابها و هي تشق طريقها في هذا الظلام الدامس في طريق تحتويه الجبال من كل جانب . و خيل الي غادي ان هذه الجبال اسوار تباعد بينه و بين جثة رامون جوميز و ترد عنه ايدي الشرطة التي تحاول ان تنشب فيه مخالبها . و ساءل غادي نفسه عما كان يمكن ان يحل به لو لم تسارع سيرافينا الي نجدته و لام نفسه علس شكوكه فيها . فلولاها لكان الان حبيس القضبان .. و مع ذلك فقد كان حريصا علي ان يتشبث بذلك المسدس الذي انتزعه من حقيبتها . و كانت الاستراحة التي مضوا اليها عبارة عن مجموعة من الأكواخ و المقاصير يقوم كل واحد منها علي مقربة من الاخر . و أيقظ جونسون زوجة سيه من نومها العميق فجأءت تسير في خطوات متثاقلة و تتكلم في صوت يخالطه النعاس . و اختار جونسون لسيرافينا كوخا فريدا و لنفسه و كول كوخا مزدوجا بفراشين . و حين طلب الي المرأة اعداد الطعام أجابته بأنه ليس لديها الا كفتة الهامبورجر فأبدي جونسون رغبته في أن يمضي الي المدينة ليأتي بشئ من الطعام غير ان سيرافينا عاجلته معترضة : انك تعرف ان ليس في وسعنا ان نفعل هذا .. سنكتفي بالهامبورجر . و قالت المرأة : ليس هذا موسما للسياح و لذلك لم نعد شيئا من الطعام فليس في الاستراحة احد سواكم . و تناول غادي طعامه بشهية مفتوحة رغم ان ذراعه المصابة اثر مشاجرته مع رامون كانت لا تزال تنبض بالالم و اذ فرغت سيرافينا من طعامها ابدت رغبتها في ان تأوي الي فراشها و همت واقفة و هي تتطلع الي كول كأنما تريد ان تصارحه بشئ ما و لكنها ما لبثت ان عدلت عن رأيها و مضت خارجة . و تغيب جونسون بعض دقائق ثم عاد يحمل زجاجة من النبيذ و هو يقول : تصور ان المرأة الجشعة تقاضتني عشرة دولارات مقابل هذه الزجاجة و رفعها الي فمه و أفرغ ربعها في جوفه ثم التفت الي غادي قائلا : اتريد لنفسك جرعة منها ..؟ بل أريد ان أنام . فضحك جونسون و قال : هل انت حزين لأن الفتاة لم تبادلك القبلات ..؟ فمد غادي شفتيه و قال : اني لا احفل بها . ماذا دهاك يا رجل .. انها طبق شهي تتحلب له الافواه فكيف لا تتمني أن تلتهمها ..؟ و تناول جرعة من الخمر و تضرج وجهه احمرارا و قال : أظن انه يحسن بي ان أبحث عن ابنة أحد المزارعين لأقضي معها ليلتي .. و لعلي ذاهب الي المدينة لأقابل لولا .. انها فتاة ناضجة تطيش العقول . و خلع كول حذاءه و صعد الي الفراش و القي برأسه علي الوسادة متعبا منهوك القوي . و كانت قطرات المطر تدق السقف فوقه فأطارت النوم عن عينيه و انثالت علي ذهنه الخواطر تقض مضجعة و لم يغب عنه أنه مقبل علي رحلة غامضة محفوفة بالمكارة و انه بين قوم غرباء مازال يجهل امرهم و لا يدري ان كانوا مسالمين يبغون له الخير أم أنهم يتربصون به شرا . ووضع يده علي جيبه و احس تحت أصابعه بملمس المسدس الذي أخذه من سيرافينا فسري الي قلبه شئ من الاطمئنان . و ظل يتأمل جونسون و هو يتناول من زجاجته جرعة بعد جرعة الي ان ثقلت عيناه و غلب عليه النوم . أفاق كول من نومه علي يد جونسون و هي فوق ص*ره و ارتد العملاق متباعدا ووضع غادي يده علي موضع المسدس من جيبه و قال : ما الذي تريد ..؟ فابتسم العملاق وأجاب : لا شئ .. لا شئ . اذن الزم مكانك و لا تتحسس جيبي . و كان الصباح الغازي لا يزال مضاء و ذيالته تتأرجح كلما مستهاهبة من الهواء و زجاجة الخمر فارغة ليست فيها قطرة واحدة و جونسون يبدو سكرانا ثملا أو لعله كان يتظاهر بالسكر . و تحسس كول جيبه فوجد خطاب لا يزال مكانه و أيقن ان جونسون انما كان يسعي وراء هذا الخطاب يريد ان يسرقه . و كان مستحيلا ان يبقي صاحيا منتبها فما لبث أن أخذته غفوة أخري و ان لم يستغرق في النوم و ظلت أشباح الخواطر تطارده و تدور في سراديب رأسه حتي أنهكت أعصابه فما كان منه الا ان هب جالسا في الفراش و فطن اذ ذاك الي ان جونسون غير موجود في الغرفة .و تناهت الي سمعه أصوات خافتة لشجار يدور في الخارج و كان المصباح قد انطفأ و الكوخ سابح في ظلام دامس . و أرهف السمع الي همهمة الاصوات الغاصبة و أيقن انها صادرة من كوخ سيرافينا و لكنه عجز عن ان يبين الكلمات . ثم ذكر زجاجة الخمر الفارغة و اشتهاء جونسون للفتاة فهل يكون قد مضي اليها محاولا ان يطارحها الهوي ..؟ و استبدت به الحيرة فيما ينبغي ان يفعل فأنه ان تخلي جونسون عن قيادة الطائرة فما عساهم يفعلون ..؟ و انتعل غادي حذاءه و جلس علي حافة الفراش يرهف السمع للاصوات المتشاحنة التي تنبض نبراتها بالغضب . ثم سمع صوت سيرافينا يعلو حادا و يص*ر أمرا و أعقب رنين زجاجة يتهشم . و نهض واقفا و خرج الي العراء و مشي في اتجاه الكوخ الذي نزلت فيه سيرافينا و لمح بصيص ضوء ينبعث من نافذتها ثم سمع صرخة حادة تنطلق من الكوخ تلاها احتكاك أقدام علي الارضية الخشبية مما يوحي بنشوب عراك . و لم يتردد غادي .. دفع الباب و دخل . كان الفراش مشوشا و منقضة السجائر علي الارض و أحد المقاعد مقلوبا . و بدا جونسون منتفخ العينين محمر الوجه و سيرافينا منكمشة في أحد الاركان ينبعث من عينيها لهيب من الحقد و الخوف و الغضب و هي مرتدية تمزق ص*رها . و كان واضحا ان جونسون باغتها و هي في فراشها و حاول أن ينتزع عنها ثيابها فاشتبكا في عراك لهثت له أنفاسها . و كانت بوجه جونسون خدوش دامية من أثر اظافرها . و قال غادي في صرامة : اياك أن تلمسها . و استدار اليه جونسون بعينيه تتفجران جنونا و صرخ فيه بصوت هائج : عد الي فراشك أيها الحقير .. انها لي وحدي . فعاد غادي يردد بنفس الصرامة : قلت لك اياك ان تلمسها . و سحبت سيرافينا أطراف ثوبها تحاول ان تستر ص*رها العاري و قالت : غادي انه سكران لا يدري ما يفعل . و صرخ جونسون : انصرف و الا قتلتك ايها الو*د . و تحول الي غادي يريد ان ينقض عليه بزجاجة خمرفارغة . و صاح به غادي : ارم هذه الزجاجة . اذهب الي الجحيم ..! و اقترب منه جونسون و رفع غادي ساعده يتلقي عليه ضربة الزجاجة ثم سدد لكمة عنيفة ساحقة الي معدة غريمة و ترنح جونسون و تلاحقت أنفاسه مبهورة و سقط علي الفراش ثم اعتدل واقفا و هو يرمي غادي بنظرات تتاجح نارا . وللمرة الثانية انقض علي غادي و للمرة الثالثة سدد اليه كول اللكمة الساحقة . و ترنح جونسون و انكفأ علي وجهه و لبث مكانه و هو يهزأ رأسه المرتجة . و قالت سيرافينا : كفي .. جرده من مسدسه . و لم يكن غادي يعرف ان جونسون يحمل مسدسا. و انحني فوقه لينتزع مسدسه و فجأة دبت الحياة في جونسون فانبعث واقفا و احتضن غادي و تلاحما ثم سقط الاثنان علي الارض و قد جثم جونسون فوق ص*ر غريمه و تملص غادي من قبضته غريمة و انزلق من تحت جسده الثقيل و نهض واقفا علي حين ظل العملاق علي الارض . و عندما رأي المسدس عيار ٤٥ بارزا من جيب جونسون . و القي هذا بالزجاجة بعيدا . و مد يده ليتناول مسدسه فعاجله غادي بركلة من قدمه أطارت المسدس من يده فطار في الهواء و استقر عند قدمي سيرافينا . و انحنت الفتاة بسرعة علي الارض و التقطت المسدس و همست : سأحتفظ به لدي .. اخرجه من هنا . و صاح به غادي : اما سمعت ..؟ هيا انهض. و تناهض جونسون واقفا في تثاقل و مشي في خطوات متراخية مترنحة و هو يقول : انك طبق شهي يا فتاتي و في يوم من الايام لابد لي من ان أنالك . ثم غادر الكوخ لا يلوي علي شئ . و هم غادي بأن يلتحق به و لكن الفتاة استوقفته بقولها . دعه و شانه .. انه لن يزعجنا الليلة .. لقد فقد وعيه بسبب الخمر التي ملا بها جوفه . و تطلع اليها كول .. كانت متضرجة الوجه و عيناها تبرقان و لاول مرة عرف انها جميلة و أنها حقا طبق شهي . و تكلمت .. و كان صوتها رقيقا حانيا : أريد ان اشكرك يا غادي .. لقد كان وحشا ..! حسبي ان معي هذا .. لمدو لم تجردني من مسدسي لما جرأ علي ان يقتحم علي الكوخ .. و لكن أما زال المسدس معك ..؟ فأبرزه من جيبه حتي تراه فعادت تسأله : و الخطاب ..؟ فأجاب انه معي أيضا . و ما رأيك فيما جاء به ..؟ فأجاب : اني لم افهم له معني و لا ادري كيف يساعدنا هذا الخطاب علي انقاذ جيدون ..؟ اعطه لي فأنا قديرة علي ان أفهمه . فهز رأسه سلبا و أجاب : عندما نصل الي جواتيمالا . بل الان. و كانت نبرات صوتها حادة آمرة و تطلع الي مسدس جونسون الذي في يدها : لا تحاولي ان تلجئي الي القوة يا فتاتي .. لقد حاول جونسون أن ينتزع مني الخطاب ففشل و ما كان ينبغي ان تأمر به بذلك . و يجب ان تعلمي ان عيني لن تغفو بعد ذلك لحظة واحدة و انه ليس في نيتي ابدا ان اعطيك الخطاب الا بعد وصولنا الي جواتيمالا اهذا واضح بيننا ..؟ و كان وجهها قناعا من الصخر الاصم و مرت لحظات و المسدس في يدها مصوبا اليه ثم مالبثت ان هزت كتفيها ووضعته علي المنضدة الي جانبها و قد علت وجهها لمسة من الاحتقار و قالت : اذن فما زلت تشك في ..؟ و ما يدريني اني لست محقا ..؟ فقالت : لقد تهور جونسون اكثر مما ينبغي .. انني أخبرته حقا ان لد*ك خطابا يهمني أن أحصل عليه . و يبدو ان الخمر صورت له ان يسرقه منك ليرضيني و لكني لم آمره بشئ من ذلك و لولا حاجتي اليه لقيادة الطائرة لطردته علي الفور . و بكني اعرف انه سوف يصحو في الصباح مستفيقا نادما فاننا ننوي ان نرحل مبكرين . و بدت سيرافينا و هي تتكلم وديعة رقيقة هشة و كانت تضم علي ن*ديها العاريتين اطراف ثوبها الممزق في خجل و حياء . و شعر غادي بغصة في حلقه و بدا يزداد ل**به و عجب من امر نفسه و ما دهاه و لم يغب عنه انه بقي لحظة واحدة فسوف يترامي علي ص*رها و يحتويها بين ذراعيه . و حياها في اقتضاب و في كلمات سريعة و خرج الي الليل البهيم الذي يخفي المشاعر و الاحاسيس . و في طريقه الي الكوخ تناهت الي اسماعه همهمة قريبة فمشي الي مص*رها و رأي جونسون مستلقيا علي العشب و هو يتاوه كالحيوان الجريح فقال له : هيا يا تيرك .. عد الي فراشك . فرفع اليه رأسه يتأمله من خلال استار الظلام و قال : هل عدت ..؟ لقد حسبتك ستقضي ليلتك معها ..!.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD