نزلت مارلين للاسفل حتى وجدت أوريل يقف امام باب المختبر ينتظرها " هاى مارلين من تلك الجميلة بالداخل ؟ " سأل أوريل بهمس وهو يقترب منها
" جميلة ؟! من تقصد ؟ چوليا " تسائلت مارلين بتعجب
" چوليا إذن ! متى اصبح الاطباء بكل هذا الجمال " قال أوريل و هو ينظر نحو چوليا من الزجاج حتى امسكته مارلين من ياقة قميصه بغضب
" توقف عن العبث أيها اللعين ثم من سمح لك بدخول المختبر من الاساس ؟ " صاحت مارلين به باندفاع
" انا سمحت لنفسي و من الان فصاعدا سآتى كثيرا، أتعلمين اننى احب التجارب العلمية منذ صغرى " قال أوريل يستفز مارلين رغم خوفه ان تقوم بض*به
" بالطبع، ما رأيك ان تساعدنى اذن هناك مادة اخترعتها اود ان اجربها على احدهم " قالت مارلين بابتسامة ساخرة " اظن ان ليام يحتاجنى " قال أوريل سريعا محاولا التهرب " لا ، لن يحتاجك سيبدأ تدربه معى بعد قليل " قالت مارلين
" أتعلمين لقد كنت فاشلا فى العلوم منذ صغرى حتى اننى فجرت المعمل فى احدى التجارب "قال أوريل بسرعة و توتر " لا بأس حتى انا فعلت ذلك " قالت مارلين ساخرة من خوفه
قاطع حديثهم صوت ليام الذى كان يقف على الدرج يشاهد شجارهم باستمتاع " اتركيه قليلا مارلين أنا احتاجك لنبدأ التدريب " قال ليام و هو بالكاد يكبح ضحكته
" و أنا ألا تحتاجنى ؟ " سأل أوريل بتفاجأ
" چوليا تحتاجك لاجل التجربة اولا " قال ليام بسخرية و هو يجارى لعبة مارلين عليه
" يبدو ان اوستن هو من يحتاجنى لذا سأغادر " قال اوريل و ركض نحو الخارج سريعا ، نظر كل من مارلين و ليام نحو بعضهما ثم انفجرا ضاحكين على أوريل
صعد الاثنان مجددا و جلسا على الطاولة التى تتوسط غرفة معيشة ليام ، امسكت مارلين اوراق فحوصاته الطبية التى احضرتها من المشفى صباحا كانت تقرأها بتركيز و هى تضع خصلات شعرها البنية خلف اذنها
بينما ليام يتابعها و يبتسم ب**ت، انها مختلفة تماما عن اى فتاة عرفها قبلا، جذابة بشكل غريب و قبل كل شئ هى مشا**ة و تتلاعب به و لم تفعل أنثى به هذا من قبل
" جسدك منهك للغاية ، وعضلاتك تطلب الرحمة " قالت مارلين بينما ترفع امام عيناه التقارير الطبية
" تدريباتى هى ما تجعلنى صامدا حتى الان " اجاب ليام ببرود
" لا ، ليس لتلك الدرجة، انت تجعل عضلاتك اكثر ضعفا بدون شعور منك لانك ببساطة لم تتعافى كليا من البداية " نفت مارلين بمنطقية
" و ما الذى كان يجب ان افعله غير التدرب ؟ استسلم ؟! " تسائل ليام بإنفعال ف*نهدت مارلين ،هى لا تريد اغضابه كما إنها تعرف ان موضوع تدريباته و إصابته حساسا بالنسبة إليه و هى لا تريد ان تزيد الامر سوءا
" سنبدأ من البداية مجددا لذا كل شئ يجب ان يتغير بداية من طعامك ، مشروباتك حتى تدريباتك يجب ان تقل " قالت مارلين فعقد ليام حاجبيه
" تدريباتى تقل !! هذا جنون سيضعف جسدى مجددا" قال ليام و هو يشبك ذراعيه امام ص*ره
" لا بالطبع لن تضعف ، جسدك بحاجة للراحة و اذا قللت التدريبات وضاعفتها تدريجيا سيعود جسدك كما كان بل اكثر قوة حتى و لكن ما تفعله الان لا يسبب لك سوى الاذى ألا ترى كيف تتألم بكل ليلة بعد ان تنهى تدريبك " أجابت مارلين بمنطقية و هى تحاول اقناعه
" اشعر بالراحة هكذا وكأننى لازلت أصارع ، لا اريد برنامج تمريناتك هذا " قال ليام ونهض من امامها
" بلى ستتبع برنامج تمريناتى كاملا و بالمناسبة هذا ليس خيارا لقد سلمتنى حياتك أليس كذلك ؟ لذا عليك ان تستمع لى " قالت مارلين بجدية وقوة و نهضت ذاهبة نحو مطبخه و فتحت الثلاجة فوجدت الكثير من الوجبات السريعة و المشروبات الكحولية
" وتريد ان تتعافى بسرعة ؟!" سخرت مارلين و هى تخرج كل الاطعمة المضرة و المشروبات من ثلاجته
" ماذا تفعلين وا****ة ؟ ليس المشروب اتركيه " صاح ليام و هو يبعدها عن مطبخه
" توقف عن التذمر كالاطفال كل هذا لاجل صحتك "
" لقد انتشرت عدوى أوريل بالجميع حقا " قال ليام بتذمر
" يؤسفنى قول ذلك ولكن ان أوريل على حق عليك ان تهتم بصحتك " قالت مارلين بهدوء و هى تقترب منه " ستتحمل حتى يعود الدون صحيح " اردفت مارلين بابتسامة و هي تلمس وجنتاه بلطف فابتسم هو الاخر على لمستها اللطيفة تلك، هى تؤمن به و بأنه سيعود و هذا كافٍ بالنسبة له ان هناك احداً مازال يؤمن به " حتى يعود الدون " ردد ليام خلفها ثم وقف بجانبها يخرج جميع الاطعمة المضرة له
****
في أحد المنازل الفخمة في حي هولاند بارك الملقب بـ 'حي الأثرياء' في لندن
كانت تلك الفتاة القصيرة ذو الشعر الأ**د القصير و البشرة الحنطية تعد الطعام و هى شاردة فى كل ما حدث بالحفل و حديث مارلين يتردد فى ذهنها كل دقيقة، هى اشتاقت لـ ليام وكثيرا و كم ندمت بعد ان تركته، لقد كانت أنانية و كل ما تفكر به هو نفسها و لم يهمها كيف كان يشعر ليام ابداً
و لكنها لا تصدق كيف ان مارلين تلك الفتاة التى كادت تقتلها حبيبته ؟ هى بالنسبة لها لا تستحقه ، ليام اللطيف لا يجب ان يكون على علاقة مع قاتلة مثلها
انهت تحضير الطعام و وضعته على الطاولة
اصبحت تتناول الطعام مع والتر الذى كان جالسا امامها و يعبث بهاتفه ب**ت بينما لا يعيرها انتباها
اما إيڤ فقد كانت تأكل بشراهة فتلك هى عادتها عندما تكون شاردة بشئ ما
تذكرت تلك اللحظات مع ليام عندما كانت تأكل بشراهة كيف كان يمزح معها و يمسك بوجنتاها
" الباندا اللطيفة خاصتى فيما أنتى شاردة ؟ " قال ليام بضحك مازحا معها " افكر بك " همست إيڤ وهى تقبل وجنته
نقلتها ذاكرتها لذكرى اخرى على الفور
" وجهك شاحب إيڤ ؟ هل انتِ بخير ؟" سأل ليام بقلق و هو يلمس وجنتاها بلطف " اشعر بتوعك قليلا سآخذ دواءا واصبح بخير " اجابت إيڤ بتعب
" ابقي هنا سأحضر الدواء من اجلك و سأصنع لك مشروبا دافئا " قال ليام و هو يقبل رأسها
لقد كان ليام حبيبا مثاليا يهتم بكل تفاصيلها الصغيرة، يشعر بتألمها من مجرد النظر لعيناها و كان اكثر داعم لها و لكنها كالغ*ية فرطت به و بحبه لانها كانت تكره عمله الذى يأخذه منها فتصرفت مثلالغ*ية و ارتبطت بمصارع اخر، اجل والتر يحبها و لكنه ابدا ليس مثل ليام، لا يهتم بتلك التفاصيل الصغيرة التى كان ليام يتذكرها عنها، والتر يعاملها بقسوة و كأنها احد الاشياء التى يملكها ، هى اخطأت بحق ليام كثيرا و لكنها الان تريد استعادته..
" سأذهب للتسكع مع اصدقائى قليلا " صدح صوت والتر متحدثا بتلك الجملة اخرجها من شرودها
" ألم تخبرنى انك ستذهب معى لزيارة امى الليلة ؟ " تسائلت إيڤ بتفاجأ و هي تنظر له
" لقد نسيت و لا يمكننى إلغاء موعد اصدقائى لنذهب بيوم اخر " قال والتر ببرود
" تلك ليست المرة الاولى التى تخلف بموعدك معى والتر لقد سئمت " صاحت إيڤ بضجر
" انتِ تضخمين الامور فقط انا مشغول ماذا بها لتغضبين؟ سآتى معك فى وقت لاحق " قال والتر ثم تركها تصرخ خلفه و صعد للاعلى حتى يتجهز للذهاب مع اصدقاؤه
*****
في مبنى المختبر
ارتدت مارلين ملابسها الرياضية و توجهت لقاعة التدريبات التى تخص ليام فإبتسم فور ان رآها
" و الان أصبحتِ مدربة للفنون القتالية فعلا " قال ليام بمزاح متذكرا كلمات أوريل
" انت تعلم ان بإمكانى فعل اى شئ " اجابت مارلين ببرود ثم اردفت " سنقلل تدريباتك للنصف ، حسنا ؟"سألت مارلين فأومأ ليام رغم انه ليس مقتنع بخطتها لاعادته
امسكت مارلين بكيس الملاكمة
" هيا " رددت ببرود فابتسم ليام بسخرية
" انا فقط خائف ان تسقطى ارضا جراء لكماتى "
"الا ترى انك تستهين بقوتى مثل أوريل " سألت بإستهزاء ليبتسم ليام بجانب شفتاه و ينظر لها
" لكن أنا لست أوريل " ردد ليام ثم وقف امام كيس الملاكمة التى تمسكه و ض*به بقوة فارتدت مارلين للخلف بضع خطوات
ابتسم ليام وهو ينظر لها بسخرية " اخبرتك " ردد
" اقوى " صاحت مارلين فتحمس ليام وض*ب كيس الملاكمة بطريقة اقوى و مارلين تحاول الثبات اكثر
هى اكثر من قوية فقد تدربت جيدا على القتال فى صغرها و لكنها ارادت ان تزيد غرور ليام و أرادت ان تثبت له انه حتى و هو فى اسوأ حالته لا يزال قويا و هى لا تنكر بالفعل انه كذلك و لكنها ستعيده للقمة من جديد و بالتأكيد هذه ليست افضل حالاته
انهى تدريب الملاكمة و بعدها اشارت له مارلين على زاوية الغرفة حتى يقوم بتدريبات الضغط و هذا كان اصعب جزء فقد كان يحمل وزنه بالكامل على عضلاته و خاصة عضلات فخذه التى لم تتعافى بعد تعرق بقوة و لكنه كان يتحمل، لا يود ان يظهر ضعفه امامها من اول تدريب لهما معا
" يكفى " قالت مارلين
" لا ، يمكنـ ـني فعل المزيد بعد " قال ليام بين انفاسه اللاهثة
" أنا مدربتك و أخبرك أن ذلك كافً بالنسبة لى ، يمكنك حمل بعض الاثقال حتى تقوى عضلات ذراعك اكثر " قالت مارلين و عندها نهض ليام من مكانه و جلس بجانبها ملتقطا زجاجة المياه من جانبها
اخذت مارلين المنشفة و بدأت تجفف قطرات العرق المتساقطة على جبهته، نظر نحوها ليام فإلتقت أعينهما لبضع لحظات، كلاهما كان يحدق بالاخر بدون كلمة فقط صوت ض*بات قلبهما التى يرتفع صوتها
" انتهت فترة استراحتك ، اكمل تدريباتك " قالت مارلين و هى تبعد نظرها عنه متهربة من فكرة انها حتى تشعر بهذا الشعور الغريب بجانبه
توجه ليام نحو تلك الخزانة الكبيرة التى تحتوى الاثقال التى سيحملها و إختار واحدة ذات وزن كبير للغاية ، فاقتربت مارلين منه سريعا و أخذتها لتسحب واحد آخر اخف وزنا و أعطته له
" سنبدأ من البداية أتتذكر ؟ " قالت مارلين ف*نهد ليام واخذها منها و ترك الاخرى ثم بدأ يتدرب فى زاوية الغرفة
اما مارلين فـ بدأت تتمرن هى الاخرى، جلست على الارض و بدأت تقوم بثنى قدمها ، رفع ليام نظره لها و تفاجئ من ليونتها الكبيرة هو لم يظن ابدا انها رياضية لهذا الحد، سقطت منه الاثقال التى كان يحملها عندما نظرت له و هو شارد بها
" لقد تعبت " قال ليام بسرعة وهو يحاول ان يتظاهر بأنه لم يكن شاردا بها فنهضت مارلين و سحبت منشفة لتمسح حبات العرق عن وجهه و هي تبتسم
" حسنا يكفى لهذا اليوم " قالت ثم تركته و ذهبت باتجاه الباب
" مارلين " اوقفها صوته مرددا فالتفتت إليه بتعجب، نظر نحوها بشردو قليلا و كأنه يحاول استجماع ما يريد قوله و قبل ان ينطق كلمة اخرى وجد أوريل يقتحم الغرفة
" لن تصدق ، فضيحتك مع مارلين اصبحت ذات فائدة " قال اوريل باندفاع و هو يبتسم بقوة
ضيق ليام عيناه و هو ينظر نحوه بغرابة
" هل تحتاج الى لكمة كى تتحدث ؟ " قالت مارلين ببرود فأوريل اثار فضولهما و **ت تماما
" ماركة Hugo التى اردت دوما العرض لها يريدون التحدث معك لاجل مجموعتهم الجديدة " قال اوريل و هو يبتسم بحماس ثم اقترب معانقا ليام بقوة الذى كانت السعادة تظهر على ملامحه
نظر نحو مارلين بعيون ممتنة انها تميمة حظه ، منذ ان اصبحت بحياته و كل شئ يعود لمساره الاصلى حتى ان لم يتحسن هو على الاقل تعلم كيف يعيش بسعادة فى تلك الايام السابقة
" تلك الاخبار عنك و عن مارلين اثارت ضجة كبيرة و كل الماركات الفاخرة تنهال على باتصالات كثيرة منذ الصباح فقط لتعرض لها " قال أوريل بسعادة
" انا حقا لا اصدق " قال ليام وابتسامته تتسع اكثر
" متى تريد مقابلتهم انت و مارلين ؟ " تسائل أوريل فنظرت نحوه مارلين بغرابة " مارلين !! و ما دخلى بالامر ؟ " سألت مارلين وهى تعقد حاجباها
" من المفترض ان تعرضا معا ، ليام و حبيبته من خ*فوا الانظار و أنتِ تظاهرتى أنكِ حبيبته لذا لنكمل تلك اللعبة "قال اوريل ببساطة موضحاً
" لا لن افعل ، لقد اكتفيت لن أقوم بذلك مجددا " قالت مارلين مفجرة تلك القنبلة لـ كلا من ليام و أوريل لينظران لها بصدمة