الفصل الخامس

2461 Words
الفصل الخامس    بعد أن غفى فخار لبعض الوقت ، نهض يتثاءب بتعب و كأنه لم ينل قسط من الراحة ، كانت والدته تستند على دعامة السرير تتصفح عدة مجلات نسائية ، عندما وجدته قد أستيقظ قالت باسمة بحنان ” مساء الخير حبيبي ، هل استرحت “  أعتدل ليجلس على السرير بجانبها قائلاً بهدوء ” أجل أمي ، أنا بخير الأن “  قالت سميحة برفق ” هل أعد لك بعض الطعام “  هز رأسه بعنف ” لا سأعود للمنزل ، مؤكد أماني تنتظرني في البيت لتناول العشاء “  قالت سميحة بحزم و هى تراه يريد التهرب من الحديث معها عن تلك الفتاة ” أجلس فخار ، أنت لن تذهب لمكان قبل أن أعرف كل شيء عن تلك الفتاة يقين “  تكللت نظراته بالحزن و قال بلوم ” كيف لم تثنيني عن أفكاري أمي ، كيف أخبرك أني أحب فتاة غير أماني و أنت لا تمانعين ، أنها ابنة شقيقتك “  ردت سميحة بلامبالاة ” و أنت أبني ، و مثلما أحب أماني أحبك أنت أكثر و أريد صالحك و سعادتك “  أشاح فخار بيده قائلاً ” لا تضعي ما تفوهت به في رأسك أمي ، فلتنسيه لقد كنت محموما لم أكن أعي بما أتفوه به “  قالت سميحة برفق ” أن قلبك وقتها هو من تحدث فخار أما الأن فهو عقلك من يتحدث ، و شتان بين القلب و العقل بني ، لم لا تخبرني فقط بما دار بينك و يقين حتى أسدي لك النصح “  تن*د فخار بتعب ” ليس اليوم أمي ربما يوماً أخر “  ردت سميحة بحزم ” الأن فخار “  استسلم فخار و عاد يجلس جوار والدته و راح يسرد لها كل ما دار بينه و بين يقين و هى تستمع بصمت  و لا ردات فعل تظهر على ملامحها ، بعد أن أنهى قال بضيق ” و كما ترين هى عنفتني و فضلت ترك العمل على البقاء بعد ما حدث ، و ها أنا هنا “  قالت سميحة بهدوء ” فتاة جيدة ، و إلا لوافقت على هراءك مستغلة مكانتك لتحصل منك على كل ما تريد من مال و وضع اجتماعي بزواجها منك “  قال فخار بضيق ” أمي يقين ابنة عائلة محترمة و لها أكثر من عام تعمل لدى أبي ، مؤكد لو كانت سيئة لطردها من الشركة “  ابتسمت سميحة بمكر لدفاعه عن الفتاة ، فسألت بهدوء ” ماذا تريد منها حقا فخار ، أخبرني بصراحة  و أنسى ما أخبرتني به منذ قليل و أنك تحبها “  قال فخار بضيق ” أنا لم أكن أكذب أمي ،و لكن “  سألته بجدية ” و لكن ماذا فخار “  قال فخار بيأس ” لا أعرف ، أنا لم أعد أعرف نفسي أمي كيف أفكر بأخرى غير أماني ، بل و أريد أن أتزوجها ، أريد أن تكون قريبة مني ، كيف و أنا أحب أماني “  ابتسمت سميحة بمكر ” هل تحب أماني كيقين فخار ، أخبرني لم مشاعرك مختلفة تجاهها عن أماني “  قال فخار بحزن ” لا أعرف أمي  و لكن ربما كوني و منذ الصغر أعلم أني و أماني سنتزوج يوماً ما ، لذلك لم أكن أفكر بها ليلا لأتذكر كل تفاصيل يومي معها ، لم أشعر بالتهديد من أخر يخطفها ، و لم أغار من قربها من أحد غيري ، ربما كون أماني لم تفعل ذلك و أنا كنت محور حياتها مثلما كانت هى بالنسبة لي ، هل أنا فعلا خائن  كوني أشعر بما يجب أن أشعر به  مع أماني مع فتاة أخرى “  قالت سميحة باسمة ” بالتأكيد بني ، أنت الأن خائن لأماني ما لم تفعل شيء حيال هذه المشاعر “  توترت ملامحه فوالدته لم تقل ما لم يكن يعلمه ، قال فخار بجمود ” أفعل ماذا “  قالت سميحة بهدوء ” أولا تخبر أماني ، ثم تذهب لوالد الفتاة ..“  قاطعها فخار بذعر ” أخبر من أمي ، أماني مستحيل ، أنها مريضة أمي كيف تريدين مني أن أخبرها بشيء كهذا ، ثم هى خيانة لو ذهبت و أخبرتها أني أفكر بأخرى غيرها ، كل ما سأفعله هو أني سأنسى كل ذلك الهراء  “  قالت سميحة بهدوء ” فخار ، أماني لن يحدث لها شيء عند سماع خبر مثل هذا ، تعرف حالتها جيداً و ما يتعبها ، و لكن هذا شيء ضروري أنت ولدي و لا أريدك أن تفعل شيء في الظلام ، أنت  تفعل ما أحله الله لك و لد*ك سبب و قوي أيضاً ، أنا أريد أحفادا فخار ، ليس معنى صمتي و والدك أننا نرضى بما تفعل بحياتك ، أنت في الخامسة و الثلاثون بني متى ستنشأ لك أسرة ألا يكفي ظللت تستمع لدلال أماني و هى تؤجل زواجكم لسنوات حتى حدث ما حدث “  قال بعنف ينفي ” أسف أمي و لكن لا أستطيع فعل ذلك  معها “  قالت سميحة بحزم ” أنس الفتاة إذن فخار هذا نهاية الحديث “  نهض فخار مستسلما ” معك حق أمي ، ربما  يجب على عدم الذهاب للشركة أيضاً ، حتى لا أزيد الوضع سوءا “  ردت موافقة ” نعم هو هكذا و والدك سيعود في الغد ، حتى لا تشعر بالقلق إذا لم تذهب للشركة “  أنحنى ليقبل رأسها و تمتم بخفوت ” أنا ذاهب للمنزل ، هل تريدين شيء مني قبل أن أذهب “  ردت سميحة بلامبالاة ” لا بني تعال أنت و أماني المرة المقبلة “  خرج و تركها ، فتن*دت سميحة بحزن ، ماذا تفعل معه و هو يغرق نفسه حتى العنق حتى يأتي وقت لن يستطيع أن يتنفس .  دلف للمنزل يبحث عنها كمن يبحث عن مص*ر  قوته ، نعم أماني هى مص*ر قوته و من تصبره بوجودها على ما يفتقده في الحياة ، نعم أماني هى كل شيء بالنسبة له و يحمد الله أنها حية  ألا يكفي هذا ، هتف بها من الأسفل و هو يصعد الدرج مسرعا ” أمنيتي ، حبيبتي “  خرجت أماني من غرفتهم كانت ترتدي ثوب طويل أ**د بخيوط فضية و أكمام ضيقة و فتحة ص*ر مثلثة ، كانت تبدوا  فاتنة بشعرها المسدل على كتفيها  بحرية ، كانت تبتسم له و هى فاتحة ذراعيها تستقبله بترحاب ” حبيبي اشتقت إليك “  ضمها فخار برفق و سألها بحنان ” كيف حال حبيبتي اليوم “  ردت أماني و هى تضم خصره بذراعها و تعود معه لغرفتهم ” ملت من كثرة المكوث وحدها “  قال فخار و قبل رأسها بقوة ” حسنا من اليوم لن أذهب لغير عملي فقط فوالدي عائد من الغد ، و أنا اشتقت لزوجتي  أيضاً و لم أعد أستطيع الابتعاد عنها أكثر ، و لكن أخبريني لم هذا الثوب الرائع هل ذاهبه لمكان ما وحدك “  اغلق الباب خلفهم بعد أن دلفا لغرفة نومهم فالتفتت إليه أماني تحتوي خصره بذراعيها قائلة بثقة ”  بالطبع ذاهبة لمكان و لكن ليس وحدي بل مع زوجي حبيبي ، سنتناول العشاء معا “  رفع  فخار حاجبه  مستحسنا و قال ” هذه  دعوة إذن “  ردت  أماني بدلال . ” لا ،  هذا أمر يا سيد “  ضحك  فخار بمرح  و ضمها بحنان  قائلاً  ” تأمر حبيبتي  “  نحى  فخار أي  أفكار أخرى تشغله  و أولى زوجته كامل اهتمامه  و حنانه  لقضاء أمسية  سعيدة  معها متجاهلا  أي شيء أخر .  كانت  يقين  تتقلب  على الفراش  ، مفكرة في حديث ذلك الرجل ، كيف يفكر بها هكذا ، يتزوجها هل جن ، أنه متزوج ،  لا و لديه من الوقاحة أن يخبرها أنه لن يترك زوجته  ، عادت من شرودها  عن ذلك الفخار غاضبة متذكرة ما حدث بينها و حسام ، و رحيله غاضبا ، تريد أن تخبر والدها أنها ما عادت تتحمل فهى لم تستطع أن تحبه و تتقبله  حتى تستطيع البقاء معه للباقي من حياتها ، سمعت طرق الباب ثم فتحه و دخول والدتها تقول بهدوء ” يقين ، أنت مستيقظة “  اعتدلت يقين على الفراش قائلة ” نعم أمي لم أغفو بعد “  جلست صباح على الفراش جوارها و سألتها بجدية " هل حدث شيء بينك و بين حسام  “  ردت يقين متوترة ” لا ، لم تتساءلين ، هل قال لكم شيء “  ردت صباح متعجبة ” بالطبع لا ، متى أخبرنا فنحن لم نره فهو لم يصعد معك لرؤيتنا “  قالت بضيق ” ظننت والده هاتف أبي و أخبره شيء “  سألت والدتها بصبر ” ما هو هذا الشيء يقين ، هذا يدل على حدوث مشكلة بينكم بالفعل و أنت لا تريدين الحديث عنها “  أجابت بضيق ” أمي لا شيء حدث ، ماذا سيحدث نحن حتى لا نعرف بعضنا جيدا حتى نتشاجر و يحدث شيء بيننا “  نهضت والدتها و قالت ببرود ” حسنا على راحتك طالما لا تريدين الحديث ، سأتركك لتغفين لتفيقي لعملك مبكرًا ، تصبحي على خير حبيبتي “  أومأت يقين برأسها و قالت بشرود ” و أنت بخير أمي “  عادت لتستلقي  بشرود و أفكارها مشتتة  في  صراع ما بين و بين لتغفو و أحلامها تشهد صراعا من نوع آخر .  كانت تستلق على ص*ره بعد عودتهم من الخارج  و يده تداعب خصلاتها برفق ، كانا قد تناولا الطعام في مطعمهم المفضل ثم قاما بالسير قليلا حتى وجدها فخار شاحبة فأمرها للعودة للمنزل على الفور ، رفعت أماني رأسها لتنظر إليه و تجده شاردا قبلت عنقه بحرارة لتلفت انتباهه إليها تعرف فيما هو شارد الفكر قالت باسمة بحزن عندما نظر إليها بحنان باسما ” فخار لم لا تتزوج “  صعق حقا بحديثها و شحب وجهه و سألها بخشونة يظن أنه لم يستمع إليها جيداً ، ربما خدعه سمعه و هو شارد الذهن ” ماذا قلت “  اعتدلت أماني و رمقته بحزن و أعادت بألم ” لم لا تتزوج مرة أخرى فخار ، أنا أتفهم شعورك و حاجتك لمن تشاركك حياتك بشكل طبيعي ، تكون معها على طبيعتك ، و تنجب لك أطفال “  كانت تتحدث و دموعها غصبا عنها تتساقط ، فهذا الحديث كطعنات الخنجر التي تعتمد في ص*رها ،  فهذا الذي تخبره بذلك حبيب الطفولة و المراهقة و الشباب  ، لكن هى كامرأة ناضجة من  تتحدث الأن  فلا يخفي عليها حالة زوجها وحزنه الذي يحاول أن يخفيه عن عينيها بالمزاح و الاحتواء و لكن فقط تعرف ، قال فخار معنفا ” هل جننت أماني لتطلبي شيء كهذا ، أنا لا أصدق أذني “  ردت أماني باكية ” لا فخار ، أنا أحبك فقط و أريد سعادتك ، هل تظن أني لا أشعر بتغير خالتي عندما أذهب لرؤيتها ، أعلم أنها تحبني و لكنها بالنهاية أم تريد أن ترى أحفادها حولها من ولدها الوحيد ، و أنا كما تعلم لا أستطيع فعل ذلك و أعطيها ما تريد و لا أريد حرمانك أنت و هى من ذلك  “  كان يستمع لحديثها و يعلم أنها تتمزق لخروج تلك الكلمات التى تجرحها و لكن السؤال لم تقول ذلك ، هل شعرت. بتغيره هل علمت شيء عن أفكاره تلك عن يقين ، هل تحدث في نومه و نطق اسمها ، لا ، لا يستطيع أن يجرح أماني هكذا ، حتى لو كان على روحه ، قال فخار بحزم و هو يمسك بوجهها بين راحتيه و يزيل دموعها بأبهاميه ” إياك و الحديث عن هذا الهراء مرة أخرى ، أنا أحبك أنت ، و لا أريد غيرك في حياتي مفهوم و لا أريد أولاد أو حياة طبيعية ، كل ما أريده هو أمنيتي في حياتي فقط مفهوم لا حديث عن ذلك ثانياً “ نعم هو لا يريد سوى أماني في حياته ، كيف فكر في جرحها يوماً و فكر في الزواج بيقين ، لابد أنه كان محموم  وقتها ، هو هكذا ، أكد لنفسه قبل أن يؤكد لها  و ضمها لص*ره لتنفجر أماني باكية بحرقة و هى تمتمت بألم ” فخار أحبك ، أحبك “  رد بتأكيد و صدق ” و أنا أمنيتي و أنا “  سارت الحياة بعد ذلك رتيبة ، عاد فخار لمصنعه و لم يذهب للشركة  بينما عاد والده للشركة و يقين التي شعرت بالراحة لعدم مجيئ ولده مرة أخرى ، رحبت به يقين قائلة ” سيد رحيم حمدا لله على سلامتك “  قال رحيم باسما و هو يتجه لمكتبه و هى خلفه ” سلمك الله يقين كيف حالك أنت ، سمعت أنك خطبت لشاب جيد مبروك يا ابنتي “  توترت يقين قليلا من ذلك الذي أخبره عن خطبتها ، هل هو ، قالت باسمة بحزن ” شكراً لك سيدي ، ماذا أجلب لك  قدح القهوة أم كوب عصير “  قال رحيم الذي لم يكن هناك تشابه كبير بينه و ولده فالأخر طويل بينما السيد رحيم يقل عنه في القامة و بشرته أشد سمارا من ولده و لكنه بالتأكيد أخذ منه كثافة شعره الذي مازال على حاله مع بعض الخصلات البيضاء التي ت**وه و تزيده وقارا لتعلم أن ولده و هو في عمره سيحتفظ بخصلاته ناعمة كثيفة كما هى الأن ” تعالي أجلسي يقين و أخبريني كيف سارت الأمور في الشركة و أنا غائب و هل فخار أحسن صنعا هنا أم أفسد كل شيء و عاد لمصنعه “  قالت يقين بتوتر عندما أتى على سيرة فخار ” لا سيدي بل كل شيء سار بشكل جيد و السيد فخار أحسن صنعا بالتأكيد “  قال رحيم براحة ” حسن أجلبي لنا العصير و تعالي لنتحدث قليلا عن العمل “  و هكذا عادت للحياة الرتيبة من جديد بدورها  كانت أماني تلاحظ تغير زوجها و ابتعاده عنها بأفكاره و رغم أنه تحدث معها و أكد لها أنه لا يريد غيرها ، ألا أنها تعلم بع** ذلك ، تعترف بخطائها ،  عندما أخفت عليه مرضها و لكنها كانت تظن أنها ستكون بخير ، أمس و هو معها كان يتعامل معها برفق كمن يتعامل مع كأس من الزجاج يخشى أن ين**ر ، و لولا تقربها هى منه لم فعل  أبدا و لكنه فقط أراد أن يرضيها ، و مر الأمر بسلام  ولم  تشعر بالتعب كما كل مرة إلا بوخزات خفيفة   ، و لكنها تعلم و تشعر بأنه غير سعيد ، يا الله ، ياله من ألم هذا الذي تشعر به كونها تحبه و لا تستطيع إسعاده حتى طفل لن تجلبه له ليصبره على خذلانه منها منذ بداية زواجهم ، حسنا سوف تحاول فعل أي شيء ليكون سعيدا معها  ، ستذهب لرؤية الطبيب لعل هناك شيء جد عن حالتها الصحية ، ربما هناك علاج جديد لها و  لحالتها ، عندما فكرت في هذا هدأت قليلاً و عادت لطبيعتها المتفائلة ، نظرت في الساعة لتجد الوقت قد تأخر و لم يعد بعد شعرت بالقلق ، ما الذي أخره يا ترى تساءلت بحيرة فمنذ ترك الشركة و عاد والده و هو يعود في موعده مبكرًا ، ما الذي جد اليوم ليتأخر ، انتظرت حتى يأتيها هو أو يهاتفها ليطمئنها هو  ” تبا لم يغلق هاتفه “ تمتمت بها بعد عدة محاولات منها لطلبه  طلبت خالتها لتسألها عن وجوده لديها ” خالتي هل فخار لد*كم في المنزل “  لتخبرها سميحة بقلق ” لا ، لم حبيبتي ألم يعد بعد “  أجابتها أماني بتوتر ” لا ، لقد تأخر اليوم و أنا ظننت أنه مر عليك كما يفعل و نسى أن يهاتفني “  طمأنتها سميحة رغم قلقها الخفي ”  لا تقلقي  حبيبتي ربما لديه عمل متأخر في مصنعه “  ردت أماني ” حسنا خالتي سأنتظر مجيئه أو مهاتفته  تصبحين على خير “  قالت سميحة برفق ” و أنت بخير عزيزتي دعيه يهاتفني حين يأتي حتى لا أظل قلقة عليه “  أغلقت مع أماني و نظرت لزوجها الجالس جوارها على الفراش يراجع بعض الأوراق الخاصة بالعمل و قالت بجدية ” أترك ما بيدك رحيم لدي ما هو هام أحدثك عنه ، لقد أن أوان أجراءنا لهذا الحديث “  اعتدل زوجها و ترك ما بيده قائلاً باهتمام ” ماذا هناك سميحة ، أخبريني  كلي أذان صاغية “  لتخبره و أصغى بدهشة ، بل بذهول    **********※*********※*********
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD