الفصل السابع

3495 Words
الفصل السابع     دلفت يقين لغرفتها و بدلت ملابسها ثم استلقت على الفراش بتعب و كأنها كانت تعمل طوال اليوم بلا كلل ،  بالطبع لم تتناول عشاءها فهى معاقبة من والديها بعد ما حدث ، ارتسمت ابتسامة مريحة وهادئة تعلن عن شعورها بالراحة الذي تملكها بعد أن علمت  بقرار حسام و أنه بادر بتركها ، لقد حاولت حقا أن تتأقلم معه و أن تحبه و لكنها لم تستطع ، جيد أنه قرر بنفسه و لم يضعها في هذه المواجهة مع والديها ، استدارت على جانبها  لتعود للشرود فيما حدث اليوم في العمل ، فبعد أن سمعت حديث السيد رحيم و أن ولده مريض لم تستطع أكمال العمل و تحججت بإحضار عصير لهم ، بعد خروجها أمسكت  بهاتفها و نظرت لشاشته بتردد قبل أن تجد نفسها تطلب رقمه الذي كان قد أعطاه لها  وقت العمل مكان والده حتى إذا حدث شيء و هو في المصنع أو في الخارج تبلغه ، سمعت صوت الرنين يطرق كالمطارق في رأسها و كدوي المدفع في أذنها ، لتجد نفسها تغلق الهاتف قبل أن تعطيه فرصة ليجيب موبخه نفسها لفعلتها ، تحركت لتذهب و تجلب العصير بنفسها عندما رن هاتفها ، علمت دون أن تنظر للاسم المدون عليه هوية المتصل ، فتحت الهاتف بيد مرتعشة و قالت بخفوت ” سيدي كيف حالك “  سمعت صوته الأجش يسألها ” لم أغلقتِ الهاتف قبل أن أجيبك يقين ، ألا تريدين محادثتي أم هاتفتني بالخطأ ظانه أني حبيبك “  شعرت يقين بالغضب منه الأن حقا لتجيبه بخشونة ” لا ، فقط أدرت أن أطمئن عليك ، و لكن ظننت أنك ستضايق من مكالمتي أسفة لإزعاجك “  سمعت تن*داته الحارة و قال بخفوت ” أنا سعيد باهتمامك يقين ، شكراً لك “  قالت بارتباك سأله  ”  هل أنت بخير الأن “  رد فخار بهدوء ” بخير شكراً لك ، مجرد تعب عارض ، و أنت كيف حالك مع خطيبك “  ردت بضيق على ذكر حسام ” بخير شكراً لك ، سأتركك الأن لتستريح سيدي إلي اللقاء “  رد بجدية ” حسنا يقين رغم أن حديثك لا يتعبني ، أراك فيما بعد “  أغلقت الهاتف و شعرت بالضيق من نفسها كيف تتحدث معه ماذا سيفكر عنها الآن ، لا شيء أنه مجرد سؤال عن مريض ، لا شيء هام ، نفضت رأسها و عادت للعمل لتتناسى كل شيء و ها هى تستعيد كل ما دار بينهم من حديث بتفصيله ..  أغمضت عيناها تستدعي النوم لتغفو و هناك بطل لحلمها تعرفه جيداً ..  *************★***  جالسة على الفطور بصمت لا تريد الحديث مع والديها حتى لا ينفجرا بها ، و لكن لابد أن تخبرهم عن السفر مع السيد رحيم حتى تبلغه و تستعد بدورها ، تنحنحت بهدوء قائلة ” أبي ، السيد رحيم ذاهب لمؤتمر اقتصادي  خارج المدينة لمدة ثلاث أيام و يريد مني الذهاب معه ، و زوجته ستكون معنا في هذه السفرة و لكنه يحتاج لي في العمل ، ماذا أخبره “  رد والدها بحزم مغتاظا من برودها لعدم اهتمامها بما حدث ” لا “  ارتسمت الخيبة على وجهها و قالت بحزن ” حسنا أبي ، لقد أخبرته بالفعل أنك لن توافق , عن إذنكما لقد تأخرت على العمل “ قالتها و هى تنهض متجهة لغرفتها لجلب حقيبتها ، نظرت صباح لعبد الغني قائلة بهدوء ” هل تشك في شيء بالنسبة لرب عملها أم تعاقبها فقط“  رد زوجها ببرود ” أعاقبها بالطبع “  ابتسمت صباح بمرح ” لن يجد*ك نفعا معها ، فهى لا تهتم بالسفر أو غيره ، هى أخبرتك أنها قالت لرب عملها عن رفضك قبل أن تعرف بما سيحدث في موضوع حسام “  رد بلامبالاة ” في كلا الحالتين ، أنا لا أوافق على سفرها “  هزت زوجته كتفيها بلامبالاة ” على راحتك ، سأذهب لأعد لك كوب من الشاي “  خرجت يقين من غرفتها قائلة بهدوء ” هل تريدان شيء قبل ذهابي“  قال والدها بضيق فهو بالفعل لا يجدي تعنته نفعا و هذا عملها ” حسنا أذهبي مع رب عملك و لكن أريد أن أعرف كل تفاصيل السفرة مفهوم “  أومأت برأسها بتفهم و خرجت من المنزل لتشعر بالراحة كون والدها وافق فهى تحتاج لهذا الوقت لتبتعد عن التوتر . نظرت صباح لزوجها بعد خروج يقين قائلة ” في ثانية ، أنت سريع في اتخاذ القرار بالنسبة لم يخص ابنتك “  رد ببرود ” الشاي صباح و كفاك ثرثرة “  ضحكت صباح و تركته متمتمه ” ستفسدها “  رفع عبد الغني عينيه بحنق ” ألا أعرف “. تمتم بها ساخرا لتتعالى ضحكات زوجته المرحة و قد تناسوا كل شيء عن حسام و كأنه لم يكن ...  دلفت أماني للغرفة تحمل الفطور لزوجها الذي كان مازال نائما بعمق و لم يشعر بها و هى تنهض و تبدل ملابسها ، نظرت لوجهه الشاحب فشعرت بالقلق ، لم يبدوا متعبا هكذا ، لاحظت أماني شروده الفترة الماضية غير أنه يبدوا مكتئبا و لا يتحدث معها كثيرا ، وضعت الفطور على الطاولة الصغيرة في الغرفة و اتجهت إليه لتوقظه ، جلست جواره على الفراش  و دفعت بأصابعها في خصلاته تتخللها بحنان و هى تميل لأذنه هامسة ” حبيبي ، استيقظ “  تن*د فخار براحة و هو يتمتم بخفوت ” ظلي تفعلين هذا أمنيتي “  مرت أماني على وجنته براحتها و عادت لشعره تشعثه و شفتيها تلامس عنقه برقة في قبلات رقيقة ، خرجت تنهيدة حارة من بين شفتيه قبل أن تميل أماني لشفتيه تقبلها بشغف و تملك ، فشعورها هذه الفترة متذبذب ما بين الخوف و الرجاء ، خائفة من حدوث شيء يبعدهم عن بعضهما ، و الرجاء  ليكون ما تشعر به شعور خاطئ ، و أنه لا يشغله غير أمور العمل فقط ، اعتدل فخار ليستلقي على ظهره و شدها لص*ره ليمتلك شفتيها بلهفة وشوق  لم يشعر إلا و هى تبعده لتتنفس ، شعر بالذنب كونه أندفع بمشاعره نحوها  و لم يراعيها ، اعتدل فخار ليجلس و قال باسما ” صباح الخير أمنيتي “  ابتسمت بحب " و صباحك حبيبي ، هيا لتناول الفطور  لقد جلبته هنا لأنك اليوم أيضاً لن تذهب للعمل ، لن أسمح بذهابك إلا و قد اطمئنيت أنك بخير “  رد مؤكداً ” أنا بخير صدقا ، لا شيء بي ، ها أنا أمامك كالحصان “  ابتسمت براحة ” أنهض إذا و أغتسل لتأكل “  نهض فخار منفذا حديثها باعدا عن عقله أي شيء آخر مؤكداً أنه لا يريد غير أماني في حياته ، أماني فقط “  سأله رحيم بجدية ” لم لا تأتي و أماني معنا ، تغيران مكان على الأقل ، ألم تسئما رتابة حياتكم “  رد فخار بلامبالاة ” لا بأس لو أرادت أماني أن تذهب سنذهب معكم بالطبع “  دلفت يقين للمكتب كعادتها مع رحيم  الذي أخبرها أن تدخل دون طرق الباب طالما لا يوجد أحد بالخارج ، تفاجأت يقين بفخار الجالس أمام والده لتقول بتوتر ” أسفة ، لم أعلم أن هناك أحد معك سيدي “  أشار إليها رحيم لتدلف و هو يراها تتراجع للخارج ،قائلا ” تعالي يقين ، هذا فخار لا أحد غريب ، لقد كنتما تعملان معا من قبل “  رمقها فخار بتوتر و نهض قائلاً بجدية ” حسنا أبي أنا سأذهب الأن ، و سأبلغك إن كنت سأتي معك أنا و أماني “  رمق رحيم يقين بنظرة جانبية ليرى تغير ملامحها للضيق ، فقال باسما بحزن فيبدوا أن الفتاة للأسف مهتمة به و لو قليلاً ” حسنا بني ، حاولا المجيء معنا فيقين أيضا أتيه ، حتى تتعرف على أماني و والدتك ، فربما انشغلت أنا و أنت عنهما بالمؤتمر “  شحب وجه يقين ، هل يريده أن يأتي و زوجته معهم ، لم ، لا لا تستطيع أن تكون في هذا الوضع الحرج بعد ما حدث بينهما , حاولت أن تخبر رحيم أنها لا تستطيع المجيء عندما قال فخار بتوتر  ” ربما لا نستطيع المجيء أبي تعرف  أماني تتعب من هكذا سفرة طويلة “  تن*دت يقين براحة فلاحظ رحيم و فخار ذلك فابتسم الأول و شعر الثاني بالغضب ، قال فخار مضيفاً بعصبية ” أراك فيما بعد أبي “  خرج مسرعا فقال رحيم بهدوء ” فيما جئت يقين ، هل هناك شيء “  شعرت أنها بلهاء حقا ، ماذا تقول له أنها نسيت فيما أتت بمجرد رؤيته ، قالت تجيبه بتوتر ” كنت أسألك تريد قهوة “  لينفجر رحيم ضاحكا و هو يشير إليها موافقا ..فما طلبه هذا إلا ليضع كلاهما أمام أمر واقع و هو وجود أماني الذي يبدوا أن كلاهما يتجاهله في رحلة تفكيره في الآخر ..  أسرعت بالخروج فعاد رحيم ليجلس خلف مكتبه و هز رأسه بحزن متمتما ” مشكلتكم صعبة بني ، ثلاثتكم “  سألها فخار بجدية و هى تستند على ص*ره ” تريدين السفر لمدة ثلاثة أيام مع أبي و أمي للمؤتمر الاقتصادي “  رفعت رأسها لتنظر في عينيه قائلة ” مؤتمر ، أين “  رد فخار بتوتر ، نادما على إخبارها فربما وافقت و هو لا يريد أن يذهب حقا ”  سيقام في (........)  هل تريدين الذهاب “  قالت أماني بخيبة ” يا ليت و لكن تعرف بعد أسبوع عيد ميلاد هنا ابنة شقيقتي ، و نحن سنجهز للحفل ، لقد أخبرتك بذلك ، سيقام في منزل أمي  لذلك سيجتمع الجميع هناك “  تململ فخار بضيق , إذن ستنشغل عنه أيضاً ليظل هنا وحيداً تعرف أنه لا يحب أن يجتمع بأزواج شقيقاتها حتى لا يظلون يتساءلون عن سبب تأخرهم في الإنجاب للأن و كأنهم لا يعرفون حالة أماني ،  غير حديثهم الممل عن الأولاد و ما يفعلونه ، يبدون كالنساء العجائز و هو لا طاقة له ، قال بلامبالاة مصطنعة ” حسنا لا بأس و لكن لا تجبريني على المكوث مع أزواج شقيقاتك المملين “  ابتسمت أماني بحزن ، فهى تعلم لم يعترض على البقاء معهم ، ألا يحاصرونها هى أيضاً بالحديث و الأسئلة و كأن كل شيء سيتغير بين ليلة وضحاها ،  قالت بجدية ” لم لا تسافر أنت مع عمى و خالتي بدلا من المكوث وحدك هنا ، فأنت تعلم أنني سأكون مشغولة معهم “  نفض رأسه بقوة نافيا ” لا ، لا بأس من الانتظار في المنزل ، ثم لدي عملي في المصنع ، لا أريد تأخير العمل فيه لي  أربعة أيام لم أذهب “  قالت أماني بحزم ” و لن تذهب ، مازالت متعبا حبيبي ، لا بأس ببعض الراحة و العمل لن ينتهى “  لينهى الجدال هنا و رفضه القاطع بالذهاب مع والديه ، ليجد أنه يهاتف والده ليخبره بمجيئه وحده لرفض أماني المجيء  كانت تستعد للذهاب عندما دلفت صباح لغرفتها سأله ” هل انتهيت حبيبتي ، لقد جاء السائق ليأخذك للمطار “  أغلقت يقين حقيبتها و عدلت من ملابسها و حجابها قبل أن تقول بهدوء ” انتهيت أمي ، هل أبي جهز “  قالت صباح باسمة ” منذ ساعة و هو يتململ لتنتهي و يوصلك “  ابتسمت يقين بمرح ” لا أعرف ما الذي يقلقه ، فأنا لن أسافر لخارج البلاد بل لمدينة أخرى فقط “  هزت صباح كتفيها بلامبالاة ” تعرفينه ، يريد أن يقابل رب عملك ليوصيه عليك هناك و يري زوجته ليطمئن على الصحبة “  حملت يقين حقيبتها لتخرج قائلة بهدوء لا تشعر به الآن لهذه المقابلة ، ماذا يدور في عقل والدها يا ترى ” حسنا لقد انتهيت “  خرجت يقين تحمل حقيبتها و خلفها صباح فأخذ عبد الغني الحقيبة قائلاً بحنق ” هيا لقد تأخرنا أسرعي خلفي “  تركهم و ذهب فالتفتت يقين لوالدتها قائلة ” سأهاتفك كل يوم أنت و أبي ، ثم أنهم ثلاث أيام فقط “  أومأت صباح باسمة فهذه المرة الأولى التي تبتعد عنها يقين ، ضمتها بحنان و قبلتها قائلة بجدية ” سأنتظر مكالمتك كل يوم قبل النوم مفهوم ، غير مكالمة نهارية للاطمئنان على أحوالك هناك “  ردت يقين مؤكدة ” سأفعل ، أراك بخير أمي “  خرجت يقين و استقلت السيارة مع والدها متجهة للمطار لمقابلة رحيم و زوجته هناك ..  ************★*********  صافحه عبد الغني بحرارة قائلاً ” سعيد بمقابلتك سيد رحيم ، لن أوصيك على يقين “  رد رحيم باسما ” لا تقلق سيد عبد الغني ، أنها ابنتي “  قبل أن يقول عبد الغني شيئاً جاء فخار حاملاً حقيبته على كتفه قائلاً بهدوء ” السلام عليكم ، هل تأخرت “  قالت سميحة باسمة و هى تقبله ” لا حبيبي ، الوقت مبكرا لإقلاع الطائرة ، ألن تأتي زوجتك “  تعجب فخار من سؤالها فقد أخبرهم من قبل أنها لن تأتي ، و لكنه لم يعلق قائلاً بهدوء ” لا أمي فضلت المكوث مع شقيقاتها لعيد ميلاد هنا “  تفهم رحيم حديث زوجته فهو رأى تشنج عبد الغني من رؤيته لفخار ، فقال معرفا ” سيد عبد الغني ، هذا فخار ولدي “  صافحه فخار بارتباك قائلاً ” أهلا بك سيدي “  أضاف رحيم ” أنه والد يقين أتى ليوصلها “  رمق يقين بنظرة سريعة ثم أومأ برأسه مرحباً ثانياً ، عاد عبد الغني للحديث مودعا ، ضم يقين بحنان قائلاً بابتسامة عريضة  ” إياك و التصرف بجنون و أنت بعيدة عني حتى لا أستطيع معاقبتك حينها “  ردت يقين ضاحكة ” لا تخف ، كلما حاولت تذكرت عقابك لي كما فعلت من أيام “ فهو ظل يبكتها بالحديث موبخا كلما راها .  ربت على رأسها و قال مودعا ” أراك بعد أيام حبيبتي أهتمي بنفسك “  تركهم و ذهب فقال رحيم بجدية ” هل لنا بالتحرك حتى لا نتأخر عن الطائرة “  أمسكت سميحة بيد يقين قائلة بمرح ” هيا يا فتاة لأستند إليك فأنا امرأة عجوز “ قالت سميحة لفخار بأمر ” أحمل حقيبة يقين بني “  توترت ملامح وجهه و لكنه أمتثل لأمر والدته و حمل حقيبتها و سار جوار والده خلفهم . استقلا الطائرة  ليصلا لوجهتهم  بعد ساعة فقط ، و رغم أنها المرة الأولى التي تستقل بها يقين طائرة و لكنها لم ترتعب كما كانت تظن ، بل شعرت بالذهول و هى ترى السماء الزرقاء و السحب من الفضاء ، كانت حقا تجربة مذهلة و هى ترى الأرض البعيدة التي لا تكاد تتبين  تفصيلها ، عاد فخار لحمل حقيبتها ثانياً بصمت متجهين للسيارة التي ستقلهم  للفندق الذي سيمكثان به ،  كان والده قد أخذ سيارة مع سميحة بينما فخار و يقين أخذا أخرى ، كان يشعر بالتوتر و الندم الأن  لكونه أتى ، سألها فخار بجمود لأول حديث بينهم منذ تقابلا في المطار  ” كيف حالك يقين “  ردت يقين متوترة ” بخير سيدي “  سألها بخشونة ” و خطيبك كيف هو “  رمقته بنظرة جانبية ” بخير شكراً لك سيدي “  قال فخار بضيق ” قولي فخار يقين أنا لم أعد رب عملك “  قالت بهدوء مصطنع ” لا بأس سيدي فأنت ابن رب عملي على ايه حال “  زم شفتيه بضيق و سألها بخشونة ” هل وافق حبيبك على سفرك معنا “  غضبت الأن ، حقا غضبت ، لم يتعمد مضايقتها ، قالت ببرود  ” بالطبع لقد وافق حبيبي ، ما الذي يجعله لا يوافق أنه عملي أنا لست ذاهبة للنزهة “  قال فخار بحدة ” كونك تسافرين معي ، أقصد معنا نحن  أبي و أمي ،  فنحن أغراب عنك “  أجابت ببرود ” لا تقلق هو يثق بي تماما و لا أظن أنه سيهتم مع من أسافر “  رغم علمها بكذبها و أن حسام لم يعد بأمكانه أن يعترض أو يهتم ، ارتسم الضيق و ربما شيء من الغضب على وجهه و صمت يلف السيارة حتى وصلا الفندق ، ترجل فخار بغضب  و تركها تتعامل مع حقيبتها بنفسها غير مهتم ، نظرت إليه بحنق متمتمه ” قليل الذوق“  كانت تبدل ملابسها بعد أن استقرت في غرفتها المطلة على البحر مباشرة ، و هى تتحدث مع والدتها عبر مكبر الصوت قائلة بحماس  ” اه لو ترين هذا المنظر  أمي ، أنه رائع ليتك و أبي معي هنا “  استمعت لوالدتها قليلاً ثم أنهت المكالمة على طرق الباب ، اتجهت لتفتح الباب ، وجدت فخار يقف متكئا على إطار الباب ملقيا جاكيت بذلته على كتفه ، اعتدل في وقفته و قال ببرود ” أبي يخبرك بأن تسرعي فموعد الغداء قرب “  أجابته بهدوء ” حسنا سيدي فقط خمس دقائق و سأتي خلفك “  قال بحزم ” سأنتظرك لنذهب معا “  أجابته بضيق ” لا داعي سيدي ، أعرف الطريق “  قال فخار بخشونة ” هذا أمر آنسة يقين ، هيا أسرعي لنذهب “  شعرت بالضيق فاتجهت لتحضر حقيبتها من على الفراش ، قالت ببرود ” تفضل ، لقد انتهيت “  قادها فخار لمطعم الفندق ، لتجد رحيم و سميحة جالسين يتحدثون بهدوء ما إن رأتها سميحة  حتى ابتسمت قائلة ” أجلسي عزيزتي ، هل تحدثت مع والدتك “  أومأت برأسها باسمة ” نعم سيدتي ، و سأحادثها مساءاً لتطمئن “  سألها فخار بحدة ” و خطيبك لم تحادثيه  ليطمئن بدوره “  نظرت سميحة لزوجها بضيق فقال رحيم بهدوء ” بالطبع ستتحدث معه أيضاً ، أليس كذلك يقين ، ليته أتى معك لتتقربا أكثر من بعضكما “  أجابت يقين بهدوء فهى لم تخبر أحد عن ترك حسام لها ” في المرة القادمة سيدي ، ربما أتينا هنا بعد الزواج “  أجابت سميحة بحماس ” أجل فالمكان هنا جميل لقضاء شهر العسل لتخبريه عن ذلك فور عودتك “  أومأت برأسها باسمة بتوتر ، لمتى ستظل تكذب ، فالكذبة تقود لأخرى ، قال رحيم باسما ” لنطلب الغداء فقد شعرت بالجوع الشديد“  طلبا الطعام بصمت و تناولاه بهدوء إلا من بعض الأحاديث الدائرة بين سميحة و زوجها . انتهوا من الطعام فقالت يقين مستأذنة ” بعد إذن سيدي سأذهب لمهاتفة حسام لأطمئنه أني وصلت “  أومأ رحيم موافقا فسارت متجهة لتعود لغرفتها ، فهى لا تريد الجلوس معه في مكان واحد و يشعرها بالتوتر ، بأحاديثه المبطنة ، كانت تستعد لتستقل المصعد عندما أوقف أغلاقه يد كبيرة مما جعلها تتوتر فهى لا تحبذ الصعود مع رجل غريب وحدهما في المصعد ، دلف رجل يبدوا من ملابسه أنه أحد الأعمال الذين أتوا لحضور المؤتمر ، كانت ملامحه جادة  و يبدوا جذابا ببذلته الضيقة التي تظهر عرض كتفيه و أتساع ص*ره ، كان يصفف شعره جانباً ليلامس وجنته العالية ، قال بهدوء ” أي طابق “  نظرت إليه بعدم فهم فسألها بتفهم لحيرتها ” لأي طابق ستصعدين أنستي “  قالت يقين بتوتر ” الثالث “  ضغط الرجل الزر ليتحرك المصعد فاتخذت يقين أقصى اليمين مبتعدة عن الرجل الواقف أمام الباب ، سمعت صوته يسألها ” هل أنت أتيه للمؤتمر “  لم تجب يقين ، فالتفت الرجل إليها متفحصا بإعجاب ما يراه و يظهر من ملابسها الساترة ” أحمد إبراهيم ، أتيت لحضور المؤتمر “  أخفضت يقين رأسها بتوتر صامتة فتنفست براحة عندما فتح باب المصعد ، قبل أن تخرج قال لها الرجل ” سأراك بالقريب آنسة ؟ “  لم تجب تساؤله و خرجت مسرعة من المصعد ، سمعت صوت ضحكة الرجل يقول  ، قبل أن يعاود المصعد للانغلاق ” مثيرة للاهتمام حقا “  أسرعت لغرفتها و أغلقت الباب جيدا و هى تتنفس الصعداء بقوة  .اتجهت للشرفة تنظر للبحر الأزرق أمامها بمياهه الصافية  التي تلمع  تحت أشعة الشمس الموشكة على الغروب ، تن*دت يقين بضيق و نزعت حجابها قبل أن تتجه للفراش و تستلقي عليه لتغفوا بسرعة و صوت أمواج البحر المتلاطمة على الشاطئ القريب يهدهدها  كان فخار يقف على الشاطئ وقت الغروب واضعا يده في جيبه شاردا في قرص الشمس الأحمر الذي يتخذ طريقه ليغوص في البحر  هذا للرائي فقط بينما هو يذهب لمكان أخر لينبه  أخرين للشروق و يعدهم   للاستيقاظ ، تقدم فخار للماء ليخترق الأمواج المتلاطمة غير عابئ بملابسه التي ابتلت ، و حذائه المشبع بالماء ، وجد أنه يتقدم للداخل لتبتل خصلاته و وجهه من ضربات الأمواج أقشعر جسده و لكنه لم يعبأ و ظل واقفا وسط الأمواج حتى أخترق سمعه صوت والده الغاضب يحثه على الخروج ، ” فخار ، أخرج من الماء بسرعة ، هل جننت ؟“  استدار ليعود أدراجه للخارج ، وقف أمام والده يرتعش فقال رحيم بغضب ” هيا لتبدل ملابسك لن أحادثك الأن “  قاده للفندق ممسكا بذراعه كالولد الصغير المعاقب ، و فخار مستسلم لوالده تماما ، بدلا من أن يتجه لغرفته أخذه لغرفتهم و أدخله بغضب ، ما أن رأته سميحة حتى نهضت من على المقعد الكبير في وسط الغرفة هاتفه بذعر ” ما الذي بللك هكذا حبيبي ، هل سقطت في الماء “  أجابها رحيم غاضبا ” أدخليه للمرحاض يتحمم بماء دافئ لحين أحضر له بعض الملابس “  نفذت سميحة حديث زوجها و قادت فخار للمرحاض و أجلسته على حافة الحوض و أدارت المياه الدافئة لنملئ بها المغطس ، سألته بحزن و هى تراه مازال على شروده غير مهتم بما يحدث حوله  و جسده يرتعش من البرد ” ماذا بك حبيبي ، ما الذي يحدث معك ، ماذا يضايقك “  رفع فخار نظره بشرود و قال بصوت مرتعش خافت  ” أنا متعب أمي أريد النوم “  ضمته سميحة باكية و أجابت بحزن ” ستنام اليوم في حضني فخار كما كنت تفعل و أنت صغير “  بعد نصف ساعة كانت سميحة تجلس باكية أمام زوجها و فخار يتوسد فراشهم بعد أن تحمم و بدل ملابسه ، وضعته في الفراش ليغفو على الفور قال رحيم بحزن ” كفاك سميحة ، بكاءك لن يجدي نفعا “  قالت تجيبه باكية ” ماذا في يدي أفعله رحيم و أنا أرى ولدي الوحيد كأنه شمعة و تنطفي ، أنظر إليه كيف حاله “  قال رحيم بحزن ” أرى أنه يجب على أن أجعله يرى طبيب كما أقترح عمر “  قالت سميحة بعنف ” لا ولدي ليس مريضا ، لم لا تفهم رحيم أنه يحبها للفتاة و شعوره بالذنب تجاه أماني هو ما أوصله لهذه الحالة“  تن*د رحيم بحزن ” لقد ظننت عندما قلت يأتي معنا هو و أماني أن يرى الأمور بشكل أوضح و أنه لا يستطيع تجاهل زوجته ليقع في حب أخرى هكذا ببساطة و لكن ما حدث أنه يغرق أكثر ، ليتني ما أخبرته أن يأتي معنا “  قالت سميحة بعنف غاضبة ” ما يهمني هو ولدي رحيم ، عند عودتنا سأبحث له عن عروس و سأخبر أماني بذلك  “  قال رحيم بضيق ” كفاك سميحة ، هذا تهور ما تريدين فعله فقط أنتظري لحين يستيقظ فلي معه حديث جاد هذه المرة ، يجب أن أعلم إن كان حقاً لا يمانع الزواج على أماني  فأنا لم أصدق حديثه الواهي المرة الماضية “  التفتت سميحة لتنظر لفخار  الهادئ في الفراش  قائلة بحزم ” و أنا أيضاً لي حديث جاد مع أحدهم “ !   
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD