كغيمه عابره ألقت بها الريح ، لتبللني و تمضي .
استشعرت معها كيف يمكن للحياه أن تكون سخيه لبعض الوقت .
جئت تنضح من الذاكره .
كحزن مُعتق و عميق .
كهواء محبوس ، ظل محتفظا ببقايا عطر .
من بعدك ، صار للأحزان رئتان تتنفس بهما .
لا أتذكر أينا استأصل الاخر من حياته .
لكنني أتذكر أنني سهلت عليك فرصة أن تبدأ مع امرأه جديده ، أغار منها من الان حتي من غير أن أعرف من تكون !
سأحملك دائما في مخيلتي ، رغم الركام الذي في داخلي .
ذاكرة مخضره بك لامرأة صارت بعد الجراح أكثر ثقة .
أكثر عمقاً من بقية النساء .
حصنها منيع .
لا تسمح للكثيرين بعبور حدودها !
❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️
اسرع عدنان و تيا الي غرفه الين ، و حاول عدنان ان يفتح الباب لكنه كان مغلق ، فقال بصوت هادئ بقدر المستطاع حتى لا يفزع ظافر :
- ظافر من فضلك افتح الباب ما تفعله لا يجوز و هكذا سوف تزعج الين ، لذلك من فضلك افتح الباب و سوف نتحدث .
فرد ظافر بصوت مهزوز من البكاء :
- لن افتح لكم ، لن اجعلكم تاخذوها منى .
همست تيا لعدنان :
- فلندخل من باب غرفتى ربما نسى قفله .
و بالفعل كان الباب مفتوح ، فدخل الاثنين و كان ظافر يجلس على الارض و يضم الين لص*ره ، اقتربت تيا منه و جلست بجانبه و ضمته لص*رها :
- لماذا كل من احبهم يبتعدون عنى و يتركوني ، ابى و امي رحلوا و عمو عدنان مشغول دائما، و انتي سترحلين و تأخذين الين معكِ ، هل انا سئ لدرجه ان لا احد يريدني و الجميع يتركني و يرحل ؟ ؟ ؟ ؟
نزلت دموع تيا على كلام الصغير الذى قاله من قلبه و بدي كأنه شاب كبير من يتحدث :
- لا حبيبى انت لست سئ ، والد*ك لم يرحلوا برغبتهم و لكنه القدر ، اما عمك فهو يحبك بل يعشقك و مهما انشغل بعمله فانت اهم لديه من كل الدنيا ، اما عن الين فانا اوعدك اننى سوف اكلمك كل يوم لتسمع صوتها ، و سوف ارسل لك صورها دائما ، و بعطله الصيف سوف اجعل عدنان يرسلك لمصر و سوف تقضيها كلها معها و لن يفرقك احدا عنها ابدا .
نظر ظافر لعمه ومسح دموعه وقال :
- هل ستفعل ذلك عمو عدنان ؟ هل سترسلنى بالصيف لألين لأقضي معها الصيف كله ؟
اقترب عدنان و اخذ من ظافر الين ، واعطاها لتيا ثم ضم ظافر لص*ره بحب و هو يمسح علي شعره بحنان :
- من اجلك انت افعل اى شئ حبيبى ، انت عائلتى الوحيده ظافر وسعادتك مهمتى ، لذلك كل ما تطلبه سوف ينفذ .
فقالت تيا وهى تحاول ان تغير الجو و تجعل ظافر يبتسم :
- ما قصدك بأنه عائلتك الوحيده ، و هل انا هواء امامك ، هل تسمعى هذا الين خالك العزيز لا يعترف بنا و لا يري اننا من عائلته .
ثم بكت بكاء مصطنع ? ? ? ، فضمها عدنان له و هو يضحك ، كان رائد زوج تيا يراقبهم من بعيد و ارتسمت ابتسامه على وجهه من الحب الاخوى بينهم .
جاء يوم سفر تيا و الذي كان شديد على ظافر ، الذى كان يضم الين و يبكي و الجميع يحاول ان يهدءه ، و بعد معاناه و تحايلات من الجميع وافق على تركها .
ودعت تيا عدنان و ظافر و بكت لانها ستفترق عنهم و قام عدنان بوعدها بالمجئ لمصر باقرب فرصه .
احس عدنان بوحشه غريبه بعد رحيل تيا والين ، فقد قضوا معه ما يقارب السنه و اصبح عالمه الصغير ملئ باشخاص يعلم انهم يحبوه لشخصه و لا يريدون التقرب منه من اجل ثروته او نفوذه .
بعد مرور اسبوعين من رحيل تيا و استقرار عالم عدنان قليلا علم عدنان ان ريناد مهدده بالسجن بسبب الديون التى لم تسدد بعد ، لا يعلم لماذا شعر بألم بص*ره عندما احس انها من الممكن ان تدخل للسجن مع المجرمات وسيئات السمعه .
فكر عدنان كثيرا ماذا يفعل و كيف يتصرف حتي وصل لقرار ، احضر عدنان رقم ريناد واخذ ينظر للرقم على تليفونه لفتره حتى قرر ان يطلبه .
كانت ريناد تجلس شارده حزينه تفكر ماذا سوف يحدث معها اذا لم تسدد باقى الديون ، هل سوف تسجن ام انها تستطيع تسديد المال قبل فوات الاوان ، كانت تلعن ايهاب و تتمني ان يتعفن بالجحيم بما فعله بها ، هي ابدا لن تسامحه و سوف تدعوا الله ان ينتقم منه بسبب ذنوبه الكثيره ، خرجت من شرودها على صوت تليفونها ، كان رقم غريب واستغربت منه لكنها ردت
- مرحبا
- مرحبا مدام ريناد
سقط الهاتف من يدها على حجرها عندما استمعت لصوته ، فهى لن تنسى صوته ولو بعد مرور الف عام ، اخذت التليفون مره اخرى بيد مرتعشه وقالت بصوت مهزوز :
- مرحبا سيد عدنان بماذا اخدمك ؟ ؟ ؟
اغمض عينه ليتحكم بنفسه و اهتزاز جسده ، فصوتها مازال يضعفه كما كانت تفعل منذ عشر سنوات ، ثم قال بصوت حاول ان يكون بارد قدر المستطاع :
- اريد ان اقابلك ضرورى مدام ريناد فانا معى حل لديونك وكيفيه تسديدها و حمايتك من دخول السجن .
استغربت ريناد مما قال ، لماذا يريد ان يساعدها وهى خانته هل هى لعبه منه ، ولكنها لا يوجد لديها شئ تخسره لذلك سوف تستمع لفكرته :
- متى تريد ان تقابلني سيد عدنان ؟
- الان ، سوف اتى لمنزلك الان ، اذا امكن تخبرينى بالعنوان .
اخبرته ريناد بالعنون واغلق معها الهاتف ، كانت تريد الاتصال بكامل و اخباره بما حدث ، لكنها تراجعت و اخذت قرار ان تنتظر حتى تعرف ماذا يريد منها و ما هي هذه الفكره التي سوف تحميها من دخول السجن .
صعدت لغرفتها لتبديل ملابسها لاستقبال عدنان و قامت بانتظاره بغرفه الجلوس ، احست بجسمها يرتعش عندما سمعت جرس الباب وزادت دقات قلبها .
دخل عدنان للغرفه محاط بهاله من القوه و السلطه ، و بوجه جامد لا تظهر عليه ايه مشاعر على الرغم من النار الملتهبه بداخله كلما يراها .
لاحظ شحوب وجهها وعيونها الحزينه التى فقدت بريقها و كأنها فقدت الامل في الحياه .
- مرحبا مدام ريناد كيف حالك ؟
- مرحبا سيد عدنان ، انا بخير شكرا لك . انت كيف حالك ؟
- بخير و الحمد لله .
مد لها يده ليسلم عليها و لكن عقله الباطن يريد ان يشعر بملمس يدها بين يده ، لاحظ توترها واهتزاز يدها و هي تمدها له ، احس بكهرباء بكل جسده عندما لمسها و علم وقتها انه سيحصل عليها مهما كانت النتيجه .
ابعدت هي يدها بسرعه ، وجلس الاثنين ب**ت قليلا حتى ات الخادمه
- ماذا تشرب سيد عدنان ؟
- قهوه مظبوطة .
خرجت الخادمه وبدء عدنان الكلام نظرا لتوترها الواضح له :
- انا اعلم ان الديون عليك كثيره ، و رغم بيعك لمعظم الممتلكات الا ان هناك الكثير من الاموال يجب دفعها ، لذلك انا سوف اعرض عليك عرض ، سوف اسدد انا كل ديونك مقابل ان .
نظرت له ريناد بصدمه و هي تحاول ان تستوعب ما قاله ، هو يريد ان يتزوجها ! و لكن لماذا ، بعد ان خانته و تركته و تزوجت غيره يريد ان يعطيها اسمه . وجدت نفسها تسأل سؤال واحد :
- لماذا ؟
- السبب خاص بى وحدى ، لن اخبرك اسبابي و لكن انتي لكى مطلق الحريه بالقبول او الرفض .
قالها ببرود اخافها و جعلها تفكر ، هل يريد الانتقام منها لتخليها عنه من سنين ، لكنه لا يعلم انها حطام انثى و انها ابدا لن تستطيع ان تكون زوجه لاحد ، لا له و لا لغيره .
لاحظ هو شحوب وجهها ، و الالم بعينها ، واحس بالم بقلبه لهذه الدرجه لا تريده ، هو لم يفعل اى شئ سئ بها فلماذا هذا الحزن و الالم من عرضه . قاطع تفكيره ردها المهزوز :
- مو ..... موافقه .
قالتها بتردد واضح له ، لكن المهم انها وافقت لا يهم اي شئ اخر الان ، اخرج عدنان تليفونه و تحدث مع جوزيف مدير مكتبه :
- اريدك ان تقوم الان بتسديد جميع ديون مدام ريناد الشريف ، والا يكون عليها يورو واحد دين ، وبعدها اريدك ان تقوم باجراءات زواجى منها ، اريد ان يتم كل شئ اليوم و علي اكمل وجه .
نظر لها ولاحظ الخوف والتوتر بعيونها لكنه لم يظهر اي مشاعر علي وجهه و قال بصوت جامد :
- جهزى نفسك ستأتى لقصرى حتى عقد القران ، ولا اريدك ان تحضرى معكِ اى شئ من اشياءك القديمه ، فلا اريد اى شئ يمت لايهاب المنياوى بصله ان يدخل لمنزلى ، و سوف احضر لكى كل ما تريدين جديد .
لم تقول شئ ، و كيف ستعترض و هي تشعر انها مجرد صفقه هو دفع ثمنها ، و ما الجديد فهى حياتها كلها عباره عن صفقه ، نظرت لايدها وهى لا تجرء على النظر بعينه الجامده الخاليه من المشاعر :
- هل استطيع الاتصال بكامل وزوجته لاخبارهم بمكانى وبالزواج ؟
قالت بصوت مهزوز وم**ور المه ، لماذا كل هذا الالم بصوتها ما الذى حدث معها وكيف اصبحت هكذا ؟ اسئله كثيره لا يجد اجابه لها و يجب ان يعرف اجابتها قريبا قبل ان يجن .
- بالطبع تستطيعي ، ولكن لا اريد لكى اى علاقه بهم بعد الجواز .
نزلت دموعها التى تحاول بصعوبه التحكم بها وقالت بصوت متألم :
- لا استطيع قطع علاقتي معهم ، فهم اقرب الاشخاص لى ارجوك لا تبعدهم عنى .
احس بالم شديد من كلامها هل تقترب منهم لانهم اقرباء ايهاب وتريدهم بجانبها ، واحس بغضب شديد منها لانها مازالت تفكر بزوجها الراحل :
- حسنا افعلى ما تشائين سوف ارسل السائق لاخذك للقصر خلال ساعه
تركها و خرج وهو لا يرى امامه من غضبه منها ، قام بالاتصال بسائقه واعطاه العنوان والتعليمات ، وذهب لشركته حتى يلهى نفسه .
اتصلت ريناد بكامل و طلبت منه الحضور سريعا ، ولانه علم انها تبكى اسرع لها مع زوجته الينور البريطانيه الاصل وما ان دخل حتى اسرع اليها و سألها بخوف :
- ريناد ماذا يحدث معك ؟ لماذا تبكين ؟
ارتمت ريناد بحضنه وهى تبكى بشده وضمها هو له من جانب والينور من الجانب الاخر حتى هدءت وحكت لهم ما حدث ، فقال كامل بغضب :
- كيف وافقتى على ذلك ريرى ، انا لن اسمح بهذا الزواج ابدا ، سوف ابيع القصر و الفيلا الخاصه بى وسوف اطلب مهله لتسديد الديون ، لكن لن اعرضك لهذا الموقف ابدا . .
- مهما بعت من اشياء لن تصل لربع المبلغ ولا احد سيوافق على المهله كامل ، لا يوجد حل اخر ، هذا الزواج هو الحل الوحيد .
- كامل من فضلك اتركنى مع ريرى قليلا اريد التحدث معها .
قالت الينور بهدوء لزوجها فخرج للحديقه وهو يلعن قله حيلته و يلعن عمه سبب كل تلك المشاكل
- اخبرينى بصراحه ريناد لماذا وافقتى على الزواج منه ؟
- لاننى لا املك حل اخر آلى اما الزواج منه او السجن .
- هل مازالتى تحبينه ريري ؟
- انا لا اصلح للحب الينور ، ولا اصلح لاى شئ ، افهمى ذلك جيدا ، انا مجرد جسد بدون روح ولا قلب ولا شعور .
بدءت بالبكاء مره اخرى فضمتها الينور وعرفت اجابه سؤالها ، ثم اخذتها لغرفتها وطلبت منها ان تأخذ حمام سريع حتى تفوق قليلا .
بعد ان تجهزت ريناد لم تاخذ معها من القصر سوى صندوق مغلق ونزلت للاسفل هى والينور ، وكان كامل ينتظرهم والسائق وصل .
- سوف نأتى معك ريرى وسوف احضر معك عقد الزواج لن اتركك بمفردك ابدا .
ابتسمت له بامتنان وركبت ريناد والينور مع السائق وكامل خلفهم بسيارته .
كان عدنان بشركته يتابع مع جوزيف كل الاجراءات التي طلبها ، وبعد ان اطمئن ان كل الديون سددت واصبح يملك رخصه الزواج ذهب للقصر لاتمام الزواج .
علم عدنان بوجود كامل وزوجته مع ريناد بالقصر ، احس بغضب حاول التحكم به وما ان دخل و وجدهم يجلسون بانتظاره حتى قال بصوت بارد :
- مرحبا بكم
- مرحبا
قالها كامل بغيظ منه ولاحظ عدنان نظراته الغاضبه ولكنه لم يهتم كل ما يهم الان انها ستصبح ملكه .
- لقد تم تسديد كل الديون ، ورخصه الزواج جاهزه وسوف نذهب الان للسجل للزواج .
امسكت ريناد يد الينور طلبا للدعم فابتسمت لها بشفقه لطمئنتها ، وذهب اربعتهم للمحكمه لعقد القران .
انتهى كل شئ بسرعه واصبحت ريناد زوجته .
- اعتنى بنفسك جيدا وانا موجود دائما من اجلك .
هكذا همس كامل لها وضمتها الينور لها ورحل الاثنين ، ركبت بجانب عدنان بالسياره وما ان وصلوا للقصر حتى اخذها لغرفه وقال :
- هذه غرفتك ، انا يجب ان اسافر الان لسويسرا لعمل صفقه مهمه وسوف اغيب اسبوع .
ثم اخرج من محفظته كارت فيزا واعطاه لها :
- هذا كارتى اشترى كل ما يلزمك منه حتى يجهز الكارت الخاص بك ، سيكون معك السائق والحراسه دائما اثناء خروجك ، وهذا كارت جوزيف مدير مكتبى اذا احتجتى لاى شئ اثناء غيابى فأتصلي به .
لم يترك لها فرصه للتحدث فقد خرج سريعا قبل ان يضعف و يجذبها له ويضمها بشوق السنين ، وبسرعه جهز شنطته وخرج للذهاب للمطار للهرب من كل شئ .