كنت أعلم جيدا بأن الصباح الذي دربتني علي حبه حتي عشقته ، لن يخذلني !
وحده الصباح كفيل بأن يملأني بك
لا شئ تغير .
سابقا :
كنت أحياه لأجلك و معك .
الان :
صرت أحياه بنكث خزانه الذاكرة ، و إعادة ترتيبها .
و لانني رغم حزني متفائله دعني أقول لك :
أجمل ما في هذا الفراق أنني اكتشفت كم أحبك .
كل التفاصيل لم تغب أبدا ، و اشياء أخري لن أخبرك عنها !
تعرف :
الان**ار الذي تغلغل في عيني و صوتي منذ رحلت ، هو الاخر دليل حي علي سكناك بي !
صحيح أن رحيلك زاد من **تي و إطراقي .
أصبحت متقبله و مزاجيه الي حد ما .
لكنني لم اتش*ه من الداخل ، فأنت جمال لا يتش*ه بك الجوف مهما حدث .
❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️
مر يومين على سفر عدنان ، وكانت ريناد تجلس بالقصر محاطه بالخدم وكل طلبتها اوامر ، لكن كل ذلك لم يملء الفراغ الموجود بقلبها .
لم تغادر القصر سوى مره واحده ذهبت للمول التجاري لشراء ملابس لها ، بما انها تركت كل شئ خلفها بناء على رغبه عدنان ، وبالطبع كان معها السائق وسياره الحراسه ، فعدنان رجل اعمال مشهور وبالتأكيد له اعداء كثر ، لذلك هى لم تعترض على الحراسه و سمحت بوجودهم منعا للمشاكل .
كانت تجلس معظم الوقت بغرفتها حتى الطعام طلبت ان يحضر لها للغرفه ، كان المكان غريب عليها ولم تحس للحظه انه منزلها بل انها ضيفه هنا و ستنتهي مده اقامتها به قريبا لترحل .
باليوم الثالث من وجودها خرجت على صوت عالى ، وذهبت باتجاه الصوت لتفتح غرفه وترى بها صبى يبلغ حوالى العاشره من عمره وكان غاضب جدا .
استغربت من وجوده وتسألت من هو ، راتها المربيه فتوترت وقالت :
- اسفه على الصوت العالى سيدتى ولكن السيد الصغير **ر المحمول الخاص به لذلك هو غاضب .
- من هو السيد الصغير ؟
فقال ظافر بغضب
- انا ظافر الراشد ومن انتى ؟
نظرت له ريناد بصدمه واعتقدت انه ابن عدنان فقالت المربيه بسرعه :
- ظافر لا يجوز التحدث مع من هم اكبر منك بهذه الطريقه ، وهذه تكون السيده ريناد زوجه عمك ، والان اعتذر منها .
تحول وجه ظافر من الغضب للفرحه بلحظات :
- حقا انتى زوجه عمى عدنان ؟
ابتسمت ريناد بحب لهذا الصغير وامسكت يده وجلست على الصوفيا وهو بجانبها :
- نعم انا زوجت عمك والان اخبرنى لماذا كنت غاضب ايها البطل .
لاحظت حزنه وعبوسه و هو يقول :
- لقد **رت الخادمه هاتفي المحمول ، و هو عليه كل صور الين ، والان لن استطيع التحدث معها حتى يعود عمى عدنان و يحضر لي جهاز اخر .
نظرت ريناد للتليفون الم**ور بيده واخذته منه ثم اعطته للمربيه ماريا وقالت لها بهدوء :
- من فضلك اعطي الجهاز لاحد الحرس ليشترى جهاز جديد وينقل كل الصور من علي الجهاز القديم الي الجديد .
ابتسم ظافر وارتمى بحضنها وقال بسعاده :
- شكرا لك شكرا شكرا .
ضحكت ريناد لاول مره منذ فتره طويله بصوت عالي وقالت :
- الان هل تخبرنى من الين ؟ ؟
حكى لها ظافر عن الين وتيا ووفاه والديه ، وتعلقه الشديد بالين وانه سوف يتزوجها عندما يكبر ، كانت ريناد تستمع له واحست بالحزن الشديد عندما علمت بوفاه عدى اخو عدنان لابد انه حزن بشده فهو عائلته الوحيده وكانت تعلم حبه الشديد له .
مر الوقت و ريناد مع ظافر التى احبته بشده منذ رأته ، وبعد ان احضر الحارس الهاتف الجديد كاد ظافر ان يطير من فرحته ، وجعلها ترى صور الين العديده التى ترسلها له تيا .
تناولت ريناد مع ظافر العشاء وبعد ان ذهب لغرفته لينام ، ذهبت هى لغرفتها وقامت بالوضوء و الصلاه وهى تبكى وتدعو الله ان يلهمها الصبر و ان يريح قلبها من كل الهموم التي به .
اما عدنان فقد كان يشغل وقته بالعمل ثم العمل حتى لا يفكر بها ، كما انه لم يرد على اتصالات تيا به فهو لا يعلم ماذا يقول لها ، فلا هو يستطيع اخبارها الحقيقه و لا هو يستطيع الكذب عليها .
وباليوم الثالث اضطر ان يرد عليها حتى لا تغضب منه اكثر من ذلك :
- مرحبا مليكتى كيف حالك ؟
- لا تقول مليكتى فانا غاضبه منك بشده ، فانت لا تكلمني و لا ترد على تليفوناتى والان اخبرنى ما بك ؟
- لا يوجد بى شئ تيا انا بخير فقط اجهاد من العمل .
صرخت تيا به بغضب بعد ان نفذ صبرها منه :
- عدنان يكفى كذب ، انا اعرف ان هناك شئ ما بك اما ان تخبرنى ما هو او اقسم لن اتحدث معك ابدا .
- تيا انا ........ انا تزوجت
لم تتحدث تيا من صدمتها لفتره حتي اعتقد انها اغلقت الخط :
- تيا هل تسمعينى ارجوكى لا تغضبى على لانى لم اخبرك .
- تزوجت ؟ ؟ ؟
- نعم .
- دون ان تخبرنى ودون ان احضر عرسك ؟
- انا لم اصنع عرس تيا ، وكان يجب ان يتم الزواج سريعا حتى لا يفشل كل شئ .
سكتت تيا قليلا ثم قالت :
- تزوجت ريناد اليس كذلك ؟
- نعم تيا تزوجت ريناد .
- هل تزوجتها لانك مازلت تحبها ام تزوجتها لانك تريد الانتقام منها ؟
- لا اعلم تيا ، حقيقتا لا اعلم ، لكنى وجدت فرصه لاجبرها للزواج منى فاستخدمتها ، لكن كل واحد منا بغرفه انا لم اقربها منذ الزواج ، اصلا انا لم اجلس بالقصر منذ الزواج ذهبت لسويسرا للعمل والبعد حتى افكر في الخطوه القادمه .
- لا تظلمها عدنان لا تفعل بها كما فعل بى ، هى خانتك وتزوجت غيرك ، وانت رفضت ان تدخل الحب لقلبك منذ ذلك الوقت ، والان رضيت ان تتزوجها فاما ان تبدء معها من جديد واما ان تتركها ترحل .
- سوف نرى تيا اليوم سوف اعود لفرنسا وسوف اتحدث معها ونرى ماذا سيحدث و كيف ستكون حياتنا .
- انتبه لنفسك عادى ارجوك ، وانا دائما موجوده من اجلك .؟
- انتى الوحيده التى تعلمينى اكثر من نفسى تيا ، انتبهى لنفسك وسوف احاول ان احضر انا وظافر على بدايه الشهر لأراك انتي و الين .
- احضرها معك عادى اريد ان اراها واتحدث معها .
- سوف افعل مليكتى ، سوف افعل ، انتبهى على نفسك وارجوكى لا تغضبى منى فأنا حقا كنت مشتتا خلال الفتره الماضيه .
- وانت ايضا عادى انتبه لنفسك وانا استحاله ان اغضب منك ، انا فقط قلقت عليك لانك لا تجيب علي اتصالاتي ، و عندما تحدثت مع ظافر اخبرني انك سافرت من اجل العمل و لم يخبرني اي شئ بخصوص زواجك .
- ظافر لا يعلم بزواجي بعد ، سوف اخبره عندما اعود ، الي اللقاء مليكتي .
- الي اللقاء عدنان .
اغلق عدنان الهاتف وأمر بتجهيز طائرته الخاصه للعوده لفرنسا ، فهو سيواجه و لن يهرب ، هو بعمره لم يهرب من مواجهه اي موقف حتي يهرب الان ، وصل عدنان للقصر وكانت الساعه الحاديه عشر ليلا ، ذهب لغرفته وقام بتغير ملابسه بعد ان اخذ حمام سريع .
لم يستطيع ان يمنع نفسه من ان يراها و يطمئن عليها ، فوجد نفسه يقترب من غرفتها وقام بفتح الباب بهدوء ، كانت نائمه ، اخذ ينظر لها ويتأملها وهى نائمه ، ثم اخذ قرار انه لن يستطيع ان يقترب منها بعد ان باعت نفسها من اجل المال لن يستطيع ان يسامحها ، و لا يستطيع ان يؤذيها ايضا ، لذلك سوف يطلقها ويمحيها من حياته للابد ، وتركها وخرج بعد ان اخذ قراره .
فى صباح اليوم التالى :
استيقظت ريناد من نومها وهى تشعر بصداع شديد والم بجسدها ، قامت بعد عناء وتوجهت للحمام بخطوات مبعثرة ، قامت باخذ حمام بماء بارد لعلها تفيق قليلا ، وبعد ان ارتدت ملابسها اخذت حبه دواء للصداع وطلبت الخدم لتحضير الفطار لها ، لكنها فوجئت بدخول ماريا لغرفتها :
- عفوا سيدتى ولكن السيد عدنان جاء من السفر امس اثناء نومك ، وينتظرك بالاسفل لتناول الافطار معك .
استغربت ريناد من رجوعه مبكرا ، فهو قال سيغيب اسبوع لماذا عاد مبكرا ؟ لكنها لم تفكر كثيرا بالموضوع بل قالت بهدوء :
- حسنا ، سأتى حالا ماريا ، اين ظافر ؟
- ظافر توجه لمدرسته سيدتى .
- اسمى ريناد ماريا انا لا احب الرسميه في التحدث .
- ولكن لا يجوز ان اتحدث معك باسمك فانتى سيده القصر وانا المربيه .
- كلنا بشر ماريا لذلك من فضلك لا تخاطبينى برسميه مره اخري ، اسمى يكفى .
ابتسمت ماريا لها بحب ، فهى بكل سنوات عمرها لم ترى احد بأخلاقها وتواضعها رغم انها زوجه الثعلب .
نزلت ريناد و ذهبت لغرفه الطعام و كان عدنان ينتظرها هناك ، وما ان دخلت حتى قام وهو ينظر لها :
- صباح الخير ريناد كيف حالك اليوم ؟
استغربت ريناد من الحنيه التى احستها بصوته ، فهو منذ ان قا**ها و هو يتعامل معها ببرود و جمود ، فردت عليه بتوتر واضح :
- صباح الخير عليك ، حمد الله على سلامتك .
- الله يسلمك ، لم اريد ان اتناول الافطار الا معك اتمنى الا اكون ازعجتك .
نظرت له بصدمه كأنه نبتت له راس ثانيه ، هذا ليس عدنان ، هل هو بخير اكيد حدث معه شئ بسفره حوله هكذا .
- لا ابدا شكرا لك .
جلست ريناد تتناول افطارها بهدوء وهى تلاحظ نظراته لها مما اشعرها بالحرج والتوتر ، مد عدنان يده ليمسك يدها ولاحظ اجفالها من فعلته ، لكنه لم يتراجع بل امسك يدها بحنيه وقال :
- اليوم سوف نتناول العشاء سويا بالخارج ، لذلك اتمنى ان تكونى جاهزه الساعه السادسه والنصف .
ازالت ريناد يدها بسرعه من يده وقالت بصوت مبحوح من التوتر :
- حسنا .
قام عدنان من كرسيه واقترب منها وقبل راسها بحنيه ، وخرج سريعا وتركها وهى مصدومه بمكانها تحاول ان تستوعب هذا التغير .
اما هو فبمجرد ان خرج من القصر حتى اخذ سيارته ورفض وجود السائق معه وساق باعلى سرعه ، ونزلت دموعه و هو يض*ب على المقود بشده ، اخذ يقود حتى وصل لهضبه عاليه و تحتها وادى كبير فاوقف سيارته و اخذ يقول بألم :
- انا السبب كبريائى وغرورى السبب ، عنادي هو السبب .
واخذ يض*ب مقود العربيه مرات عديده حتى نزفت يده وهو يلعن ويسب بنفسه ثم صرخ بلوعه و قهر شديد :
- يارررررررب . . . . . .