البارت ٣

1635 Words
كنت أعلم جيدا بأن الصباح الذي دربتني علي حبه حتي عشقته ، لن يخذلني ! وحده الصباح كفيل بأن يملأني بك لا شئ تغير . سابقا : كنت أحياه لأجلك و معك . الان : صرت أحياه بنكث خزانه الذاكرة ، و إعادة ترتيبها . و لانني رغم حزني متفائله دعني أقول لك : أجمل ما في هذا الفراق أنني اكتشفت كم أحبك . كل التفاصيل لم تغب أبدا ، و اشياء أخري لن أخبرك عنها ! تعرف : الان**ار الذي تغلغل في عيني و صوتي منذ رحلت ، هو الاخر دليل حي علي سكناك بي ! صحيح أن رحيلك زاد من **تي و إطراقي . أصبحت متقبله و مزاجيه الي حد ما . لكنني لم اتش*ه من الداخل ، فأنت جمال لا يتش*ه بك الجوف مهما حدث . ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ مر يومين على سفر عدنان ، وكانت ريناد تجلس بالقصر محاطه بالخدم وكل طلبتها اوامر ، لكن كل ذلك لم يملء الفراغ الموجود بقلبها . لم تغادر القصر سوى مره واحده ذهبت للمول التجاري لشراء ملابس لها ، بما انها تركت كل شئ خلفها بناء على رغبه عدنان ، وبالطبع كان معها السائق وسياره الحراسه ، فعدنان رجل اعمال مشهور وبالتأكيد له اعداء كثر ، لذلك هى لم تعترض على الحراسه و سمحت بوجودهم منعا للمشاكل . كانت تجلس معظم الوقت بغرفتها حتى الطعام طلبت ان يحضر لها للغرفه ، كان المكان غريب عليها ولم تحس للحظه انه منزلها بل انها ضيفه هنا و ستنتهي مده اقامتها به قريبا لترحل . باليوم الثالث من وجودها خرجت على صوت عالى ، وذهبت باتجاه الصوت لتفتح غرفه وترى بها صبى يبلغ حوالى العاشره من عمره وكان غاضب جدا . استغربت من وجوده وتسألت من هو ، راتها المربيه فتوترت وقالت : - اسفه على الصوت العالى سيدتى ولكن السيد الصغير **ر المحمول الخاص به لذلك هو غاضب . - من هو السيد الصغير ؟ فقال ظافر بغضب - انا ظافر الراشد ومن انتى ؟ نظرت له ريناد بصدمه واعتقدت انه ابن عدنان فقالت المربيه بسرعه : - ظافر لا يجوز التحدث مع من هم اكبر منك بهذه الطريقه ، وهذه تكون السيده ريناد زوجه عمك ، والان اعتذر منها . تحول وجه ظافر من الغضب للفرحه بلحظات : - حقا انتى زوجه عمى عدنان ؟ ابتسمت ريناد بحب لهذا الصغير وامسكت يده وجلست على الصوفيا وهو بجانبها : - نعم انا زوجت عمك والان اخبرنى لماذا كنت غاضب ايها البطل . لاحظت حزنه وعبوسه و هو يقول : - لقد **رت الخادمه هاتفي المحمول ، و هو عليه كل صور الين ، والان لن استطيع التحدث معها حتى يعود عمى عدنان و يحضر لي جهاز اخر . نظرت ريناد للتليفون الم**ور بيده واخذته منه ثم اعطته للمربيه ماريا وقالت لها بهدوء : - من فضلك اعطي الجهاز لاحد الحرس ليشترى جهاز جديد وينقل كل الصور من علي الجهاز القديم الي الجديد . ابتسم ظافر وارتمى بحضنها وقال بسعاده : - شكرا لك شكرا شكرا . ضحكت ريناد لاول مره منذ فتره طويله بصوت عالي وقالت : - الان هل تخبرنى من الين ؟ ؟ حكى لها ظافر عن الين وتيا ووفاه والديه ، وتعلقه الشديد بالين وانه سوف يتزوجها عندما يكبر ، كانت ريناد تستمع له واحست بالحزن الشديد عندما علمت بوفاه عدى اخو عدنان لابد انه حزن بشده فهو عائلته الوحيده وكانت تعلم حبه الشديد له . مر الوقت و ريناد مع ظافر التى احبته بشده منذ رأته ، وبعد ان احضر الحارس الهاتف الجديد كاد ظافر ان يطير من فرحته ، وجعلها ترى صور الين العديده التى ترسلها له تيا . تناولت ريناد مع ظافر العشاء وبعد ان ذهب لغرفته لينام ، ذهبت هى لغرفتها وقامت بالوضوء و الصلاه وهى تبكى وتدعو الله ان يلهمها الصبر و ان يريح قلبها من كل الهموم التي به . اما عدنان فقد كان يشغل وقته بالعمل ثم العمل حتى لا يفكر بها ، كما انه لم يرد على اتصالات تيا به فهو لا يعلم ماذا يقول لها ، فلا هو يستطيع اخبارها الحقيقه و لا هو يستطيع الكذب عليها . وباليوم الثالث اضطر ان يرد عليها حتى لا تغضب منه اكثر من ذلك : - مرحبا مليكتى كيف حالك ؟ - لا تقول مليكتى فانا غاضبه منك بشده ، فانت لا تكلمني و لا ترد على تليفوناتى والان اخبرنى ما بك ؟ - لا يوجد بى شئ تيا انا بخير فقط اجهاد من العمل . صرخت تيا به بغضب بعد ان نفذ صبرها منه : - عدنان يكفى كذب ، انا اعرف ان هناك شئ ما بك اما ان تخبرنى ما هو او اقسم لن اتحدث معك ابدا . - تيا انا ........ انا تزوجت لم تتحدث تيا من صدمتها لفتره حتي اعتقد انها اغلقت الخط : - تيا هل تسمعينى ارجوكى لا تغضبى على لانى لم اخبرك . - تزوجت ؟ ؟ ؟ - نعم . - دون ان تخبرنى ودون ان احضر عرسك ؟ - انا لم اصنع عرس تيا ، وكان يجب ان يتم الزواج سريعا حتى لا يفشل كل شئ . سكتت تيا قليلا ثم قالت : - تزوجت ريناد اليس كذلك ؟ - نعم تيا تزوجت ريناد . - هل تزوجتها لانك مازلت تحبها ام تزوجتها لانك تريد الانتقام منها ؟ - لا اعلم تيا ، حقيقتا لا اعلم ، لكنى وجدت فرصه لاجبرها للزواج منى فاستخدمتها ، لكن كل واحد منا بغرفه انا لم اقربها منذ الزواج ، اصلا انا لم اجلس بالقصر منذ الزواج ذهبت لسويسرا للعمل والبعد حتى افكر في الخطوه القادمه . - لا تظلمها عدنان لا تفعل بها كما فعل بى ، هى خانتك وتزوجت غيرك ، وانت رفضت ان تدخل الحب لقلبك منذ ذلك الوقت ، والان رضيت ان تتزوجها فاما ان تبدء معها من جديد واما ان تتركها ترحل . - سوف نرى تيا اليوم سوف اعود لفرنسا وسوف اتحدث معها ونرى ماذا سيحدث و كيف ستكون حياتنا . - انتبه لنفسك عادى ارجوك ، وانا دائما موجوده من اجلك .؟ - انتى الوحيده التى تعلمينى اكثر من نفسى تيا ، انتبهى لنفسك وسوف احاول ان احضر انا وظافر على بدايه الشهر لأراك انتي و الين . - احضرها معك عادى اريد ان اراها واتحدث معها . - سوف افعل مليكتى ، سوف افعل ، انتبهى على نفسك وارجوكى لا تغضبى منى فأنا حقا كنت مشتتا خلال الفتره الماضيه . - وانت ايضا عادى انتبه لنفسك وانا استحاله ان اغضب منك ، انا فقط قلقت عليك لانك لا تجيب علي اتصالاتي ، و عندما تحدثت مع ظافر اخبرني انك سافرت من اجل العمل و لم يخبرني اي شئ بخصوص زواجك . - ظافر لا يعلم بزواجي بعد ، سوف اخبره عندما اعود ، الي اللقاء مليكتي . - الي اللقاء عدنان . اغلق عدنان الهاتف وأمر بتجهيز طائرته الخاصه للعوده لفرنسا ، فهو سيواجه و لن يهرب ، هو بعمره لم يهرب من مواجهه اي موقف حتي يهرب الان ، وصل عدنان للقصر وكانت الساعه الحاديه عشر ليلا ، ذهب لغرفته وقام بتغير ملابسه بعد ان اخذ حمام سريع . لم يستطيع ان يمنع نفسه من ان يراها و يطمئن عليها ، فوجد نفسه يقترب من غرفتها وقام بفتح الباب بهدوء ، كانت نائمه ، اخذ ينظر لها ويتأملها وهى نائمه ، ثم اخذ قرار انه لن يستطيع ان يقترب منها بعد ان باعت نفسها من اجل المال لن يستطيع ان يسامحها ، و لا يستطيع ان يؤذيها ايضا ، لذلك سوف يطلقها ويمحيها من حياته للابد ، وتركها وخرج بعد ان اخذ قراره . فى صباح اليوم التالى : استيقظت ريناد من نومها وهى تشعر بصداع شديد والم بجسدها ، قامت بعد عناء وتوجهت للحمام بخطوات مبعثرة ، قامت باخذ حمام بماء بارد لعلها تفيق قليلا ، وبعد ان ارتدت ملابسها اخذت حبه دواء للصداع وطلبت الخدم لتحضير الفطار لها ، لكنها فوجئت بدخول ماريا لغرفتها : - عفوا سيدتى ولكن السيد عدنان جاء من السفر امس اثناء نومك ، وينتظرك بالاسفل لتناول الافطار معك . استغربت ريناد من رجوعه مبكرا ، فهو قال سيغيب اسبوع لماذا عاد مبكرا ؟ لكنها لم تفكر كثيرا بالموضوع بل قالت بهدوء : - حسنا ، سأتى حالا ماريا ، اين ظافر ؟ - ظافر توجه لمدرسته سيدتى . - اسمى ريناد ماريا انا لا احب الرسميه في التحدث . - ولكن لا يجوز ان اتحدث معك باسمك فانتى سيده القصر وانا المربيه . - كلنا بشر ماريا لذلك من فضلك لا تخاطبينى برسميه مره اخري ، اسمى يكفى . ابتسمت ماريا لها بحب ، فهى بكل سنوات عمرها لم ترى احد بأخلاقها وتواضعها رغم انها زوجه الثعلب . نزلت ريناد و ذهبت لغرفه الطعام و كان عدنان ينتظرها هناك ، وما ان دخلت حتى قام وهو ينظر لها : - صباح الخير ريناد كيف حالك اليوم ؟ استغربت ريناد من الحنيه التى احستها بصوته ، فهو منذ ان قا**ها و هو يتعامل معها ببرود و جمود ، فردت عليه بتوتر واضح : - صباح الخير عليك ، حمد الله على سلامتك . - الله يسلمك ، لم اريد ان اتناول الافطار الا معك اتمنى الا اكون ازعجتك . نظرت له بصدمه كأنه نبتت له راس ثانيه ، هذا ليس عدنان ، هل هو بخير اكيد حدث معه شئ بسفره حوله هكذا . - لا ابدا شكرا لك . جلست ريناد تتناول افطارها بهدوء وهى تلاحظ نظراته لها مما اشعرها بالحرج والتوتر ، مد عدنان يده ليمسك يدها ولاحظ اجفالها من فعلته ، لكنه لم يتراجع بل امسك يدها بحنيه وقال : - اليوم سوف نتناول العشاء سويا بالخارج ، لذلك اتمنى ان تكونى جاهزه الساعه السادسه والنصف . ازالت ريناد يدها بسرعه من يده وقالت بصوت مبحوح من التوتر : - حسنا . قام عدنان من كرسيه واقترب منها وقبل راسها بحنيه ، وخرج سريعا وتركها وهى مصدومه بمكانها تحاول ان تستوعب هذا التغير . اما هو فبمجرد ان خرج من القصر حتى اخذ سيارته ورفض وجود السائق معه وساق باعلى سرعه ، ونزلت دموعه و هو يض*ب على المقود بشده ، اخذ يقود حتى وصل لهضبه عاليه و تحتها وادى كبير فاوقف سيارته و اخذ يقول بألم : - انا السبب كبريائى وغرورى السبب ، عنادي هو السبب . واخذ يض*ب مقود العربيه مرات عديده حتى نزفت يده وهو يلعن ويسب بنفسه ثم صرخ بلوعه و قهر شديد : - يارررررررب . . . . . .
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD