الصباح الذي كان يقودني اليك ما عاد يفعل !
أصبحنا نتنفس الصبح علي ضفتين مختلفتين .
قلبي الممتلئ بالتفاصيل يرهقني من مولد الصبح حتي آخر مواعيد اللقاء .
المؤلم أنني رغم السنوات التي كانت كفيله بتنحيتي عن عالمك مازلت أحيك التفاصيل كأنها ما غابت قط !
ذاكرتي تثرثر كثيرا . .
بك . .
عنك . .
و حولك . .
كل الطرق مازالت تؤدي إليكِ و تقف بي عند بابك !
لا أثق في شئ . .
و لا أريد أن اثق إلا في أنك مازلت مسكونا بي ، كما أنا مسكونا بكِ !
منقول . . .
❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️
هو عدنان الراشد الثعلب الملياردير الذى يخاف من اسمه اقسى الرجال ، رجل لا يعرف الرحمه بعالمه ولا يثق بأحد ، لا يهتم بهذه الدنيا الا بظافر ابن اخيه المتوفى وتيا صديقته الوحيده واخته التي لم تلدها امه .
تعرف على تيا منذ سته سنوات عندما انقذت ظافر من الغرق ، كانت بالثامنه عشر من عمرها و منذ هذا الوقت وهى اخته الصغيره التى سيفعل اى شئ من اجلها .
فبعد وفاه اخيه اصبح ظافر كل حياته و عائلته الوحيده و اقسم ان يفعل اى شئ من اجله كما فعل الراشد معه .
فعدنان لم يكن ابن الراشد فوالده كان احد النبلاء تزوج امه بالسر لانها كانت خادمه بقصره و خاف من اهله ان يعلموا بعلاقتهم ، و لكن عندما اكتشف حملها بطفله طلقها وامرها ان تتخلص من الجنين و لا تريه وجهها مره اخري ، فهو كان جبان و لا يستطيع مواجهه عائلته ان له طفل من الخادمه .
لكن والدته لم تريد ان تقتل طفلها و لذلك هربت به لبلد اخرى و قامت بانجابه و فعلت ما بوسعها لتربيته والعنايه به علي اجمل وجه ، و عندما كان عدنان بالثامنه من عمره عملت والدته لدى سامح الراشد كمربيه لابنه عدى ذو العشر اعوام واحبها سامح لدرجه انه تزوجها وكتب عدنان باسمه ، وعندما فضل عدى ان يصبح طبيب ترك سامح اداره شركته الصغيره لعدنان فهو لم يفرق بينهم ابدا و ربي الاثنين علي انهم اخوه وعلمهم ان لا يفترقوا ابدا .
بعد وفاه والديه حاول عدنان ان يشرف ابيه ويكبر شركته حتي يرد جميله عليه ، كان بهذا الوقت ببدايه حياته وكان واقع بحب ريناد الشريف ، كان يعشقها كما لم يعشق امراه بحياته فهي كانت حلمه الذي يحلمه ليل نهار ، لكنه صدم صدمه عمره عندما علم انها تزوجت ايهاب المنياوى احد رجال الاعمال المصريين المقيمين بفرنسا وهو يكبرها بخمسه وعشرون سنه .
تدمرت حياته و قلبه بسبب ذلك الخبر واقسم ان لا يعطى قلبه لمراه ابدا ، عمل ليل ونهار واقام صفقات كبيره وبسبب ذكاه الشديد استطاع بخمس سنوات ان يصنع امبراطوريه يقضى البعض عمر كامل لصنعها .
لكنه مقابل نجاحه العملي اصبح قاسى لا يرحم ، يدمر من يقف بطريقه ، وبعد ان توفى اخيه وزوجته بحادث اصبح ظافر ابن اخيه كل حياته ولم يهتم باحد بعده الا تيا .
كان يجلس بمكتبه يراجع احدث صفقاته ولكنه لم يكن يركز بالعمل اكثر من تركيزه على تيا اخته ، فعلى الرغم من انها لا تحمل دمه لكنه يحبها كاخت وسيفعل اى شئ من اجلها و من اجل سعادتها .
يجب ان يجد حل لها فهو لا يتحمل رؤيتها بهذا الحزن ، و لا يعلم هل ستسامح زوجها ام لا ، كما ان تعلق ظافر الشديد ببنت تيا الين يشغل باله ، فتيا تفكر بالعوده لمصر مع رائد لحل مشاكلهم وظافر لن يسكت على رحيل الين ولا يعرف ماذا يفعل .
خرج من تفكيره عندما دخل مدير مكتبه جوزيف وقال بهدوء :
- عفوا سيدى ولكن شركات المنياوى معروضه للبيع ، وهى ذات قيمه بالنسبه لعملنا وسنستفاد منها كثيرا فهل تريد شرائها .
انتبه عدنان بسرعه لكلامه بمجرد ذكر المنياوي و سأل سريعا :
- ولماذا عرضت للبيع ؟
- بعد وفاه ايهاب المنياوى منذ سته اشهر و زوجته لم تريد اداره الشركه فعرضتها للبيع و اعتقد ان العديد من الاشخاص سيرغب بشرائها .
عندما سمع عدنان عنها احس بالم بقلبه من التى خانته وتخلت عنه من اجل الاموال ، تحكم بتصرفاته وقال ببرود و كأن الامر لا يهمه :
- اريد كل المعلومات عن الشركه ووضعها بالسوق .
- منذ ثمان سنوات عندما تعرض ايهاب المنياوى لحادث ودخل بغيبوبه كان مدير مكتبه و الذي يكون ابن اخوه كامل المنياوى هو الذى يدير المجموعه ، و بعد وفاته كان كل شئ ملك زوجته رفضت زوجته التدخل باى شئ و قامت بعرض كل شئ للبيع لان الشركه عليها العديد من الديون ويريدون تسديدها و لا يوجد امامهم حل سوي البيع .
- حسنا حدد معهم ميعاد لمناقشه تفاصيل البيع و جهز لى عرض بالاسعار المناسبه للشراء .
- حسنا سيدى .
بعد خروج جوزيف تن*د عدنان و هو يهمس لنفسه .
- لماذا لا تتركينى لحالى ريناد اخرجى من قلبى وعقلى ، اللعنه عليكى وعلى قلبى الخائن الذى لا يريد ان ينساكي رغم كل ما فعلته به .
مر اسبوع وعدنان يشغل نفسه بالعمل و بعائلته حتى لا يفكر بشئ اخر او بالتحديد شخص اخر لا يتركه حتي بأحلامه ، تم تحديد ميعاد لتوقيع عقود البيع و كان كامل المنياوى هو الذى سيقا**هم لامضاء العقود .
دخل عدنان لقاعه الاجتماعات و لكن توقف مكانه من صدمته فقد كانت ريناد تجلس معهم ، هو لم يراها منذ عشر اعوام و لم يعتقد ان يراها الان فجاه و قبل ان يتمكن من ضبط اعصابه ، حاول التغلب على صدمته بسرعه وتحول وجهه للجمود حتي لا تظهر مشاعره لهم ، لاحظ الصدمه بعينها ، كما لاحظ شحوب وجهها وانطفاء اللمعان بعيونها .
لم تكن هذه حبيبته التي عرفها و عشقها بل شخص اخر لا ملامح له ، و لكنه لا يهتم فلينهى هذه الصفقه اللعينه ليرحل من هنا و لن يراها بعدها ابدا او يفكر بها ، هكذا اقنع نفسه و ياليت القلب يقتنع ايضا لترتاح روحه من الحرب بينهم .
- اهلا بكم واسف على التأخير .
قالها عدنان ببرود و لاحظ ان ريناد تمسك يد كامل وتضغط عليها بقوه حتى ابيضت ولا يعرف لماذا احس بنار داخله مما يحدث و من لمستها له .
- اهلا بك سيد عدنان ، اتمنى ان تكون جميع العقود كامله ؟
قال كامل وهو يلاحظ نظراته لريناد التى لم تتحدث و لم تنظر اليه لكنه احس بخوفها وصدمتها وامسك يدها ليطمئنها انه بجانبها .
- كل شئ جاهز و علي التوقيع .
اخذ المحامى الخاص بكامل العقود و قام بمراجعتها و بعد ان اخبرهم انها مظبوطه قامت ريناد بمسك القلم و بيد مرتعشه امضت على البيع لعدنان ، اخذ كامل الشيك الخاص به و وقف و وقفت ريناد بجانبه و قال و هو يسلم على عدنان .
- يسعدنا التعامل معك سيد عدنان لقد دفعت الثمن كامل و هذا دليل على امانتك ، فاحد غيرك كان استغل حاجتنا للسيوله لتسديد الديون واخذها بسعر اقل بكثير من سعرها الاصلي .
- ليس الثعلب من ي**ع احد او ي**ق حق احد و لكن أعذرني للسؤال كيف ستجمع باقى مبلغ الديون ؟ فأنا أعلم ان الديون المطلوبه منكم اكثر بكثير من سعر الشركة .
راى عدنان الرعشه التى اصابت ريناد واحس بتوتر كامل فلم يريد ان يضغط عليه حتى تصل له المعلومات التى طلبها ، لكنه يكاد يقسم ان هناك شئ خاطئ في هذا الامر .
- سوف اتصرف سيد عدنان لا تقلق ، شكرا لوقتك و استأذنك الان .
- مع السلامه كامل ، مع السلامه مدام ريناد .
اقشعر جسدها من صوته و هو يقول اسمها ، ازدات دقات قلبها كانها فى سباق ، احساس كانت دائما تشعر به عندما يكون معها و لكنه لا ينفع الان ليس بعد ما حدث ، هى ليست جيده له و لا لغيره ، هو يستحق الافضل وليس بقايا انثى لا روح بها .
استجمعت شجاعتها و قالت بصوت اقرب للهمس :
- مع السلامه سيد عدنان .
يا الله اخير استمع لصوتها العذب الذى كان يعذبه دائما ، راقبها و هي ترحل و كل ما يريده ان يجرى عليها و يضمها لص*ره و لا يتركها ابدا .
طرد الفكره سريعا من عقله فهى كما خانته مره تستطيع ان تخونه مره اخرى ، لقد اخذ عهد على نفسه ان لا يحب او يثق بأمراه مره اخرى و يجب عليه ان يفى بوعده و ان لا يضعف الان حتي لا ي**ر مره اخري .
مر اسبوع عليه وقد تغير كثيرا في هذا الوقت حتى ان تيا احست بذلك و احست بالقلق عليه فذهبت للبحث عنه و التحدث معه ، يجب ان تعلم سبب تغيره الكبير هذا .
دخلت تيا لمكتب عدنان لتتحدث معه بموضوع ظافر و موضوع تغيره الفتره الاخيره ، وجدته يجلس على كرسيه و هو بوجه محطم حزين اسرعت لعنده و امسكت يده بيدها .
- عادى ماذا يحدث معك ؟ هل انت بخير ؟ اخبرني ما الذي غيرك هذه الفتره ؟
نظر لها بحزن و اخذ نفس عميق ثم اخرجه و قال بهمس :
- لقد عادت
- من هى التى عادت
- ريناد
شهقت تيا و وضعت يدها على فمها ، ثم حضنت عدنان عندما لاحظت دموعه معلقه على رموشه ، و تذكرت عندما اخبرها عدنان عن ريناد كانت حب حياته و الوحيده التى احبها لكنها تخلت عنه و تزوجت رجل يكبرها بخمسه وعشرون عاما من اجل الاموال ، و منذ ذلك الوقت فقد عدنان الثقه بالحب و بالنساء ، قام ببناء امبراطوريه واسعه و اقام علاقات لا تحصى بالنساء لكنه اغلق على قلبه .
هى كانت تشك انه مازال يحب ريناد رغم ما فعلته به و هذا سبب عدم زواجه حتي الان ، لكنها الان تأكدت من ذلك بسبب ضعفه الواضح من مجرد رؤيتها .
- ماذا سوف تفعل عادى ؟
- اريد ان انتقم منها لانها تخلت عنى ، لكن انا لست دنئ لافعل ذلك ، انا قاسى و لا ارحم و أدمر من يقف امامى لكن بعمرى لم اؤذى امرأه فكيف اؤذى الوحيده التى احببتها .
- اين رايتها و ماذا حدث بينكم عندما رأيتها ؟
- لقد توفى زوجها و أنا عرضت شراء شركته هنا بفرنسا و جاءت هى لامضاء العقود ، و لم تكن تعلم اننى من اشتريت كان واضح من ملامح الصدمه التى رايتها عليها و انا ايضا لم اتوقع وجودها توقعت ان يأتى ابن اخيه لتوقيع العقود بالنيابه عنها .
- هل من الممكن ان تسامحها و تبدء معها من جديد عادى فأنت مازلت تحبها ؟
- لا امان لها تيا ، لقد تخلت عنى مره و سوف تفعلها مره اخرى ، فالخائن يظل خائن .
- هل لديها اطفال من زوجها ؟
- لا لقد قضيت عامان فقط معه ثم تعرض لحادث سياره جعلته بغيبوبه لمده ثمان سنوات، و لقد توفى منذ فتره قصيره .
- كيف تعلم عنها كل هذا عادى ؟ هل كنت تتبع اخبارها قبل الان ؟
- عندما علمت ان شركته معروضه للبيع اخبرنى مدير مكتبى بكل المعلومات ، و هذا يحدث دائما عندما نريد شراء شركه ، لم يفعلها قصد فلا احد يعلم اى شئ عن قصتنا هو فقط كان يقوم بعمله .
- وماذا سوف تفعل الان عادى ؟
- لا اريدك ان تشغلى بالك مليكتى انا بخير و الان اخبرينى انتى متى ستعودى لمصر ؟
- غدا سنعود ماذا سوف نقول لظافر عدنان انا خائفه من رد فعله عندما يعلم برحيل الين فأنت تعلم تعلقه الشديد بها .
جاء عدنان ليرد عليها لكنه فوجئ بريتشيل مربيه الين ابنت تيا تدخل بسرعه و بخوف تقول
- سيد عدنان لقد دخل ظافر لغرفه الين و قام بأغلاق الباب عليهم ، و يرفض ان يفتح الباب لنا و لا اعرف ماذا افعل . . . . . . .