تنزل ملاك بطلتها الأنيقة فقد كانت ترتدي تلك البدلة السوادء ذات الخطوط البيضاء التي اختارها لها من عشقته ..ب*عرها المربوط الذي يشبه سلاسل من الذهب ..ممسكة في إحدى يديها نظارتها الشمسيه و اليد الأخرى حقبيتها البيضاء من أحد الماركات العالميه ..مرتديه جذمة من اللون الاسود ذات الكعب العالي لتكتمل معها الإطلالة.
ليسمع صوت قدومها ذلك الجالس معطي ظهره لها و قبل أن يلتفت لينظر إليها قام بالتحدث : مابدري يا هاااااااا ...
لتقف الكلمة في حلقه لينظر إليها متسع العينين مع لمعة بهما.
اخذت في الاقتراب نحوه مع متابعة عينيه لها ...و لكن لا يص*ر اي رد فعل لتنظر إليه ضاحكا لتظهر معاها تلك الغمازة التي تتميز بها لتجعل ضحكتها أكثر سحرا.
ملاك بضحك : مالك مفتح عينيك اوي كده ليه؟
- هاااا .
- مراد ..مراد .. تتحدث ضاحكه مالك عامل كده ليه ؟
ليعود من شروده بها على صوتها : انتي هتنزلي كده ازاي ؟
- ازاي مش فاهمه مش انت اللي مختار البدلة.
- رجعت في كلامي ..بعد الجواز هتنتقبي ...معلش محدش يشوف الجمال ده غيري ..انا اسف.
- ابقى اعملها و الله هارجع في كلامي و مش هاتجوزك .
- و لا تقدري تعملي حاجه.
- طيب هنشوف .
- على فكره .. فكري كده ..و انا اخ*فك ..و محدش هيعرف ليكي طريق جره .
- اهون عليك ..تخ*فني و ازعل منك .
ليضحك مراد بصوت عالي ثم ينظر إليها و يقوم بغمزة لها : اه تهوني و انا هاعرف اصالحك .
- يوووه كل شويه تضحك عليا.
- و بتزعلي لما اتعامل معاكي على انك طفله.
- بس بقى .
- طيب يلا .. مش كفايه كده علشان هنتأخر.
*********************
توقف بالسيارة أمام بوابة ضخمة لأكبر شركة لت**يم الازياء في العالم شركة "مونلي" ..ذلك الاسم الذي يحمل في طياته معاني كثيره هو جمع بين اسمي منى زوجه عز السابقه و لي الجزء الاول من اسم ليليان من زوجه عزيز و ايضا ..اشتقاق من اسم موناليزا ..تلك اللوحة التي عشقها الصديقين ..و تلك بدورها تعبر عن نوع الملابس التي ت**مها الشركة ..التي تجمع بين الرقي و الأناقة و ايضا تميل بشكل كبير إلى الطراز الإيطالي الذي تميز بيه الصديقين.
هبط من السيارة ليذهب إلى الناحية الاخرى ليفتح لها الباب
لترتجل منه خجله ..مما حدث على الرغم من قدومها معه أكثر من مرة و يتكرر ذلك الموقف معاها ..و لكن تلك المرة لها أثر مختلف على نفسها ..لا تعلم لماذا..
يدخل مراد و هو ممسك بيد ملاك بيده ....و يظهر على وجهها الخجل ليصبح وجهها مغطى بلون الاحمر ...ليراها الاخر مبتسما
و يتحدث إليها بعد أن قام بالتفات بوجه : البسي النظارة.
لتفيق من شرودها و هي ذاهبه معه مسلوبه الاراده ...لترتدي النظارة ..تحاول عدم النظر لمن حولها فهناك من يبتسم من السعادة لها و هناك من حاقد عليها ...فهي جميله و رقيقه و صاحبه الشركة ...و خطيبه مراد المختار ..فكم هي محظوظة ؟
ليدخل مراد المكتب و هي معه.
- ملاك فوقي ..مالك يا بنتي ..وشك احمر كده ليه.
- ايه بتقول ايه؟
- بقولك وشك احمر كده ليه .
لتستوعب ماذا هناك..
- انت يا استاذ ..ازاي تمسك أيدي كده.
- افندم يا حجه ....طيب تعالي.
- في ايه يا مراد .
- مالك خايفه ليه .. تعالي قربي ..خايفه مني ليه ..مش كنت قايل ليكي اني محضر مفاجاه.
لتظهر الابتسامة على وجهها متناسيه تماما سبب استيائها منه لتقترب منه ده أن تهابه : ايوه ايه هي.
لينظر إليها الآخر منتظر رد فعلها بعد سماع المفاجاه و وقعها عليها : اولا ...فرحنا الشهر الجاي .
لتنظر إليه الأخرى بصدمة : افندم.
ليكمل حديثه : زي ما باقولك كده ...ثانيا يا قطه ..هنسافر شهر عسل في مكان كان نفسك تروحيه جدا.
لتنظر إليه منتظره أن يكمل كلامه.
ليكمل : متبصيش ليا كده دي مفاجاه ، اول ما هنرجع ..هاخدك و نسافر ايطاليا ...هتدرسي في اكبر معاهد هناك و هيتعمل ليكي اول كولكشن باسمك و إسم الشركة هناك .
-انت بتتكلم جد ..يعني تصاميمي هتبقى في ايطاليا.
- بالضبط كده ...و هنروح بعد الفرح على طول ..علشان نلحق نشتغل على الكولشكن الاول.
- انا مش مصدقه ..بجد ..كل ده علشاني.
- اه طبعا علشانك ..انا عايز اشوفك احسن م**مه ازياء في العالم.
***************************
يدخل من باب الشركه ..شاب في مثل عمر مراد يرتدي جاكيت بدله من اللون الاسود و بنطلون من الجينز يرتدي تيشيرت من اللون الابيض مع نظارة شمسيه يتمتع بملامح بيضاء و عيون سوداء و شعر اسود من*دم و ذو لحيه خفيفه ..جاسر الجارحي ..الصديق الثالث لمراد و ياسين ...ليكمل جاسر الضلع الثالث لمثلث الرعب بالنسبة لعالم الازياء و رجال الأعمال...
ليسير متجها ناحيه مكتب مراد ..
ليدخل بسرعة إلى مكتب مراد غير منتبه لتلك الجالسه ...ليتحدث بسرعه
- باقولك شوفلي حل بقى مع اختك دي.
ليرفع مراد رأسه لينظر إليه بنظره سخريه : افندم ....في حد يدخل كده .
- مش وقتك خالص.. اجي اتقدم امتى لفريده؟ .
ليظهر صوت من خلفه ملاك الجالسه في ركن المكتب فهو لم يراها عند دخوله.
- هههههههه ..دي شكلها مطلعه عينيك.
ليلفت جاسر إليها : مش تقول ان ملاك هنا.
- هو انت اديت فرصه لحد يا بني ادم يتكلم انت دخلت زي القضا المستعجل.
ليضع جاسر يده خلف رأسه محركا شعره بخجل : معلش هاعمل ايه كل ما اجي اكلمها تقولي قول لمراد الاول ..انا عايز اتقدم اعمل ايه ..ثانيا مش عارف هي موافقه عليا و لا لا.
في تلك الأثناء يدخل ياسين و فريده ...ليقف جاسر مصدوما من جمال فريده ..ليجد من يقوم بض*به على رأسه ليلفت ليجده مراد
- نتلم بقى ..عايز تتجوز نشوف رأيها.
لينظر إليه ياسين مباغتا إياه : معلش انا مش موافق.
لينظر إليه مراد بابتسامه فعرف ما يرمي اليه أخيه و يعلم كلاهما بموافقه فريده عليه ..و لكن يريدان مشا**ته قليلا .
- ليه أن شاء ..هو انت العروسه؟.
- العروسه اختي ..و انا شايف أن في حد تاني احسن منك ليها.
لتنظر فريده إلي ياسين فيشير لها إلا تخاف ..فهو يعلم بمكنون قلبها ناحيته ..و لكن يريده أن يعترف لها.
- ما تتكلم يا مراد انت ..انت موافق على كلامه.
- ياسين اخوها و قريب ليها اكتر مني و اكيد عنده وجه نظر .
لينظر جاسر إلى مراد بصدمة هل يظن أنه غير مناسب لأخته ..و أنه لا يستطيع أن يكون أمانها و حمايتها.
تحاول ملاك الكلام و لكن مراد يشير لها إلا تتدخل في هذا الأمر.
- عارف انت يا مراد احمد البشير رجل الأعمال المشهور .
- ايوه طبعا اعرفه .
- طالب ايد فريده و قولت زيزو و هو موافق.
- طيب على خيره الله.
لينظر جاسر بحزن لصغيرته : و انتي رايك ايه؟.
لترفع فريده نظرها إليه : اللي يشوفه اخواتي انا موافقه عليه.
ليستشيط جاسر غاضبا : مش هتتجوز غيري ..و انا باقول ليكم اهو حتى لو طالت اني اخ*فها.
لينظر إليه مراد ضاحكا : هتعملها ازاي يلا ..ده اللي ربنا قدرك عليه ...ثانيا ..مش محتاج تخ*فها و لا حاجه.
- يعني ايه؟
ليكمل ياسين الكلام : يعني تجيب اهلك و تجيوا ..احنا قولنا لزيزو و العروسه موافقين .
- و احمد البشير .
- هو فعلا اتقدم بس الاستاذه رفضته و اختارتك انت ...نفسي افهم يا مراد ...موافقه على ده ازاي؟.
ليقترب جاسر منه و على وجه ابتسامه خبيثه ليقوم بض*به في وجه بالبو** ..ردا على هذا المقلب الذي أوقع قلبه و سحب أنفاسه منه.
- الحمد لله ..بصوا بلغوا زيزو اني هاجي بكره.
- هههههههه ماشي.
لينظر إليها جاسر بفرحه ..لتبعد وجهها الناحيه أخرى حتى تخفي ذلك اللون الأحمر الذي ارتسم على وجهها ليعطيها جمالا طبيعيا.
- لا و ربنا ما ينفع معايا كده ....انا هاظبطك .
- تظبط مين يا حيوان..اطلع بره ..بدل ما الغي الموضوع خالص.
ليجري جاسر إلى الخارج مسرعا قبل أن يغير مراد رأيه ..فهو يعلم مراد جيدا.
لينظر الجميع إلى بعضهم البعض لينفجروا في الضحك معا.
ليذهب مراد إلى أخته ليقوم باحتضانها ..معبرا عن سعادته بها.
- الف مبروووك يا فوفو ...الواد ده لو عمل ليكي حاجه..قوللي بس انا أو ياسين هنجيب ليكي حقك.
- ربنا يخليك ليا يا مارو.
لينظر الاخر إليهم مستهجنا.
- انا ماليش حضن برضوه.
ليشير إليه مراد بالقدوم ...فيقوم مراد باحتضان اخويه ..لتنظر ملاك اليهم و السعاده باديه على وجهها ..لتشعر بمدى حبه لاخويه ..و الغيرة منهم في نفس الوقت...لتتحدث بنبرة تشع بها غيره.
- احم احم ..هتفضلوا كده كتير ..مش ورانا شغل.
ليرفع نظره إليها مع ابتسامه ظهرت على وجه ..فقد علم بغيرتها من اخوته و لكن لم تعبر عن ذلك.
- خلاص يا ياسين انت و فريده عجبكم حضني اوي ..يلا كل واحد على مكتبه.
ليخرج الاتنين و همت ملاك بخروج خلفهم ..لتجد من يمسك يديها ليسحبها قبل أن تخرج.
- رايحه فين ؟
- رايحه على مكتبي .
- و انتي تعرفي مكتبك فين ؟
- لا بس كنت هاسال فريده.
- و تسالي فريده ليه و انا موجود.
- خلاص ماشي ..ممكن تسيب أيدي بس الاول.
- لا.
بدأت الدموع بالظهور في عينيها ... لتسحب يديها سريعا تفركها من أثر الالم ..فهو قد امسكها بسرعة و ضاغط على يديها ..فلم يأخذ في الاعتبار أنه قد المها ..لينتبه لذلك سريعا.
- انا اسف و الله ما اخدت بالي انتي كويسه ؟
- اه كويسه ...ممكن بقى تقولي مكان مكتبي علشان ابدا اشتغل.
- ادخلي اغسلي وشك ..و هاخدك نشوف الشركة و اختاري المكان اللي انتي عايزاه ..و هيتعمل ليكي احلى مكتب.
- شكرا
- شكرا .. يلا يا ماما من هنا.
ليرن هاتفه معلنا اتصال من ابيه
- عملت ايه ؟
- هي معايا دلوقتي و فرحت لما قولتها أننا هنسافر بعد الفرح.
- ربنا يهنيكم ببعض ..انا قولتك اكلمك اشوفك قبل ما اكلم عزيز أبلغه.
- مش مشكله ..لو مش عايز تقوله أقوله انا.
- هيزعل انا عارفه ...بس خلي بالك بس انت من نفسك و من ملاك و ابقى سلملي عليها ..لحد ما أشوفها.
- الله يسلمك.
- هاقفل و اروح اكلم عزيز .
- ماشي ..سلام .
لتخرج ملاك تنظر إليه بنظرة مستفسرة لمعرفة من المتصل..
- ده عز ..كان بيسالني عرفتك ، علشان يكلم عزيز.
- تمام .
- يلا هناخد جوله في الشركة.
لتذهب معه ملاك لمشاهده كل اقسام الشركة ..و تعرف هويه العمل بدايه من الت**يم حتى القطعة النهائية ..فهذه أول مرة ترى كل هذا بداخل الشركه ..لتنظر إلى مراد بسعاده و امتنان ..عما يفعله من أجلها..