****************
كانت جالسة في كافيتريا الجامعة تنتظر موعد محاضرتها الأخري عندما أتى قائلاً بمرح " كيف حالك مهيرة ، أين سوسن ألم تأتي اليوم "
احتقن وجهها خجلا و رفعت يدها لتشد حجابها للأمام قليلاً و كأنها تتخفي خلف هذه الفعلة من خجلها لجلوس مهاب دون أن يأخذ إذنها ليفعل و كأنها لن تمانع " لا لقد هاتفتني معتذرة "
قال مهاب باهتمام " ماذا تريدين أن أطلب لك "
قالت بخجل " لا شيء شكراً لك ، للتو تناولت قطعة كيك و كوب قهوة "
قال مهاب مثرثرا عن دراستهم بحماسة غير منتبه لخجلها أو ارتباكها و ردودها القليلة حتى جاء موعد محاضرتها فتنفست الصعداء لتنهض قائلة براحة لانصرافها " سأذهب لمحاضرتي الأن أراك فيما بعد "
أومأ مهاب برأسه و راقب انصرافها باهتمام ارتسمت ابتسامة عريضة مفكرا أن هذه الفتاة تعجبه حقاً بخجلها المبالغ به هذا ..
****************
كان يريد أن يذهب فور جلوسه معها أن يشدها لتنهض و يلكمه على وجهه و يخبره أنها تخصه هو فقط زوجته هو ، ملكه هو منذ وقت طويل و ما تركها بعيدة إلا ليعطيها الوقت لتتقبل الأمر ، أما الآن و هو يراها تعيش حياتها دون أي رادع و تكون علاقات أيضاً مع رجال لهنا و يجب أن يتخذ موقف ، لن يتركها هكذا تظن أنها حرة طليقة تستطيع أن تعرف غيره و تحادثه أيضاً أو حتى تفكر في أن تحب ، لا لهذا الحد و يجب أن يتصرف معها ، كان يقف أمام الجامعة منتظرا خروجها فارغ الصبر و هو ينظر لساعته بضيق ، اليوم مهيرة اليوم ستعلمين من أكون بالنسبة لك ..
أستند على السيارة بملل و عيناه على الباب ، عندما وجدها تخرج من الباب أقترب منها بحزم و صلابة و عيناه مصلطة عليها ، سمعت همهمات الفتيات الخارجين معها من الجامعة لتنتبه لذلك المتجه ناحيتها بحزم .. شحب وجهها و عقلها يستعيد هذه الهيئة يوم عرس لمياء .. تلفتت حولها لعلها تخطئ و أنه ليس أتيا تجاهها و لكن ظنها قد خاب .. وقف أمامها و قال بصوت متعالي أمر " تعالي معي للسيارة أريد الحديث معك "
تلفتت للفتيات الواقفات يراقبون الموقف باهتمام .. قالت بصوت مرتعش " من، أنت "
قال داري بغضب مكتوم و صورتها جالسة محتقنة الوجه مع ذلك الشاب تعيد مشاعره الثائرة بغضب .. " داري طاهر صفوان زوجك"
شحب وجهها بشدة و ترنحت فاقترب ليمسك بذراعها قائلاً بحزم " لا تريدين أن تعطي مادة للفتيات هنا للحديث عنك صحيح لذلك معي للسيارة عزيزتي "
لا تعرف كيف طاوعته و ذهبت معه ربما بطريقته الأمرة أو ربما كونها كانت تشعر أن صمت عمها علي عدم رجوعها خلفه كارثة تنتظرها و ها هى بالفعل ، الكارثة .. أجلسها داري في السيارة و أغلق الباب بقوة و جلس بجانبها و تحرك بها بصمت ، وجدت نفسها في شارع خالي من المارة و هو يضرب المقود باصابعه بغضب ، لم تفق من صدمتها بعد ، لا تصدق هل يقول الحقيقة هل هو زوجها حقاً ، كيف هذا هل فعلها عمها و زوجها .. و من هذا الرجل .. التفت إليها و قال بصوت قاسي " من ذلك الذي كان يجلس معك في الجامعة "
لم تجب و وجد جسدها ينتفض بقوة بجانبه فقال داري بتحذير
" تمالكي نفسك و إلا فعلت ما يجعلك تهدئين "
رمقته بصدمة و سألته بعدم تصديق " أنت قلت أنك .. أنك زوجي "
قال داري بقسوة " أنت لم تجيبي على سؤالي من الذي كنت جالسة معه اليوم "
قالت مهيرة بقوة و قد استعادت بعض من قوتها و عنادها " و أنت لم تجب سؤالي "
ابتسم داري بمكر متذكرا حديث رتيل عنها .. التفت إليها بجسده و قال بهدوء " نعم ، أنت بالفعل زوجتى "
سألت مهيرة باكية بانهيار و عقلها يستوعب حقاً حجم الكارثة و الصاعقة التي سقطت عليها بحديثه " كيف "
مد داري إصبعه ليزيل دموعها عن وجنتها قائلاً برفق " اشششش كفي بكاء مهرتي ، لا تقلقي ستكونين بخير معي أعدك بذلك "
أبعدت يده بحدة و قالت بغضب " أنت تحلم بالتأكيد ، أنا مستحيل أن أتزوجك "
قال داري بلامبالاة " حسنا ، معي عقد يثبت زواجنا ، أذهبي للشرطة و قولي أني كاذب و أنا أيضاً سأدعي على عمك بالكذب و التزوير و لذلك سيزج بعمك في السجن بشيبته هذه و من السبب أنت زوجتي"
أزداد شحوبها و قالت بائسة " اعدني للمنزل "
سألها بمكر " أي واحد بهم منزل عمك أم منزل حماة بسام "
شحب وجهها بقوة ، كيف يعلم أين تمكث ، أجاب داري تساؤلها الغير منطوق " منذ خرجت صباحاً من منزل عمك و أنت تحت ناظرى زوجتي "
لتصعق حقاً و ترتجف أوصالها من هذا الرجل الذي يدعي زواجها
تمتم داري بتهديد " العودة معي عندما أني لطلبك أو سأبلغ الشرطة عن عمك و يقول ابن عمك وداعاً لحياته الهادئة هنا و عمله "
و أسقط في قدميها ...
****************
بعد حديثهم الطويل و بعد أن أوصلها داري عاد على الفور و هو مصمم أن تعود مهيرة معه فلن يتركها بعد ما رآه توجه مباشرةً لمنزل حفيظ الذي أخبره بما حدث و أنه تحدث مع مهيرة و أنه يريد عودتها الأن و تكمل ما تبقي في منزله لم يمانع حفيظ و قد طال وقت ابتعادها و قد اشتاق إليها هو أيضاً ، قررا العودة بعد عدة أيام ليعودان بمهيرة . و أكد على رجله هناك أن يضع عيناه عليها و لا يغفل عنها للحظة ، فربما فعلت شيء أ**ق كأن تختفي مثلاً و بالفعل قررا الذهاب معا و حسم هذا الموقف .. كان قد حجز لحفيظ في فندق حتى لا يعلم بسام عن مجيئهم حتى يذهبان معا ، و بعد أن أرتاح حفيظ من سفرته هاتفه داري أن السائق ينتظره ليأتي به و أنه ينتظر أمام منزل قريبة بسام الذي تقيم به مهيرة .. كانت يقف أمام البناية و هو يرتب أفكاره و ما الذي سيقوله و يفعله .. جاء حفيظ فقال داري بجدية " هل نصعد "
قال حفيظ بضيق " اسبقني للأعلى سأتي خلفك ، لا أعرف لم تمكث هنا لدي تلك المرأة "
ابتسم داري و أجاب " المهم أنها هنا بخير ، سأسبقك "
تركه و صعد فنظر حفيظ البناية متمتما " سأخلف قسمي بسببك مهيرة ستضطريني لدخول منزل تلك الشمطاء "
توكأ على عصاه و صعد بتروي ..
****************
كانت جالسة بوجه شاحب و بسام يسألها بصبر " أخبريني بما حدث و لم تريدين ترك جامعتك و العودة للمنزل"
قالت مهيرة بهدوء مصطنع" سئمت الجامعة لم أعد أريد أن أكمل هذا العام، سأعود الأن و ربما أكملته في وقت لاحق "
صرخ بها بسام " هل أنت حمقاء، هذا حديث تضحكين به على عقل طفل صغير و ليس أنا و الأن أخبريني بما حدث و إلا أقسم أن أخرج لسانك من حلقك لتنطقي "
أنفجرت باكية بحرقة " أرجوك أخي لا تضغط على في ذلك أتركني فقط على راحتي "
نهضت ملك من جانبه لتجلس بجانبها و هى تحتوي كتفيها فالفتاة تحتاج بعض الدعم لتتحدث و ليس الصراخ على رأسها كما يفعل زوجها، قالت بلين" حبيبتي أخبريني هل ضايقتك أمي لجلوسك هنا معها "
أخرجت مديحة صوت مستنكر قائلة بحنق" ماذا فعلت.. أنا لم أفعل شيء لها و أسأليها"
أكدت مهيرة على حديث مديحة قائلة " خالتي لم تفعل أو تقل شيء يضايقني أقسم لكم أنا فقط أريد العودة للمنزل"
سألها بسام بحدة " بعد هذه الأشهر و بقاء وقت قليل على دراستك أعطيني سببا مقنع أكثر لعودتك الأن و ترك الدراسة و إضاعة عام فقط لأنك اشتقت للمنزل "
صمتت مهيرة باكية، لا تستطيع أن تخبره بما حدث معها في الجامعة من أيام مضت و أنها يجب أن تعود و إلا... صرخ بها بسام غاضبا " أنطقي يا فتاة ما الأمر "
طرق حاد على الباب جعلها تنتفض و هى تقول بخوف" مؤكد هو "
سألها بسام بغضب" من، هل أبي علم أين أنت، هل لهذا مرتعبة و تريدين العودة"
نهضت ملك لتفتح الباب فقالت مهيرة بخوف " لا تفعلي، أنا سأعود على أيه حال"
تعجبت من حديثها و لكنها ذهبت لتفتح الباب، ما أن فتحته حتى وجدته يسده ذلك الضخم الذي تتذكره جيدا منذ وقت طويل، كان يقف بكبرياء كأنه ملك ينظر للرعيه بترفع، سرواله الجينز يظهر عضلات ساقيه بينما قميصه يظهر اتساع ص*ره و عنقه الأسمر، شعره الطويل هو الشيء المشعث في مظهره المرتب و على ما يبدوا شعثته الرياح، لاحظ نظراتها إليه فرفع يده بحزم ليعيد تصفيف شعره للخلف قائلا ببرود " جئت من أجل زوجتي، هل تسمحين لتخبريها بمجيئي"
فغرت ملك فاه قبل أن تسأله مستنكرة " زوجتك من يا سيد"
جاء حفيظ ليقف خلفه قبل أن ينحي داري جانبا قليلاً و هو يقول " هل من أصول الضيافة أن تحادثي من جاءك لمنزلك من على الباب يا زوجة ولدي"
أتت مديحة و بسام الذي رحب بوالده بصدمة" أبي كيف حالك، تفضل بالطبع ملك لم تقصد "
قالت مديحة ببرود للرجل المتصلب" هل تريدها أن تدخل رجل غريب المنزل دون سؤاله عن من هو و ماذا يريد"
نظر إليها حفيظ بضيق و قال بحدة " و قد وجدتني معه هل مسموح لنا بالدخول الأن"
أفسح لهم بسام الباب و نحى ملك جانبا و قال بتوتر" تفضل أبي "
دلف حفيظ و داري للمنزل، كانت مهيرة شاحبة و دموعها قد جفت و كأنها قد نفدت من عينيها ما أن رأت عمها نهضت مسرعة لتمسك بيده تقبلها قائلة بصوت مرتعش " حمدا لله على سلامتك عمي "
أمسك برأسها و سندها على ص*ره قائلا بلوم " عام و بضعة أشهر مهيرة"
أنفجرت باكية و هى تندس في ص*ره قائلة بألم " آسفة، آسفة عمي"
ربت على رأسها مهدئا " حسنا عزيزتي، هل نعود الأن للمنزل"
تدخل بسام بحدة و قد نفذ صبره، جاء والده ليعيدها لماذا جاء هذا الرجل معه إذن " أبي تعود لأين، هى لم تنهي دراستها بعد و للتو كنا نتحدث عن ذلك، أجلس أبي لنفهم ما الأمر أولا"
قال داري ببرود" لا تشغل عقلك بدراستها، ستعود معي و ستكملها هناك "
سأله بسام بغضب و نفاذ صبر ، فهذا الرجل مستفز لأقصى حد " و من أنت لتتحدث معي و تقول ما عليها فعله"
رد داري ببرود" أنا زوجها ألم تعلم، لقد عقدنا القران منذ عام و بضعة أشهر "
صعق بسام و ملك و مديحة التي تنظر لحفيظ بغضب، قال بعدم فهم" عقد قران من هذا، كيف، كيف تم ذلك"
رد داري ببرود و هو ينظر لمهيرة " عقد قراننا، أليس كذلك حبيبتي ألم تخبريهم "
أندفع بسام بغضب يمسك بتلابيبه بقوة هادرا" عقد قران من أيها الحقير "
أبعد داري يديه عن قميصه ببرود قائلا " ألم تخبرك مهيرة، لقد أتيت منذ فترة و أعلمتها بذلك لتستعد للعودة "
عقدت مديحة حاجبيها بضيق، لهذا كانت الفتاة مضطربة الفترة الأخيرة و لا تتناول الطعام و دوما شاردة و تفزع كلما دق الباب، رمقت حفيظ بغضب هذا الرجل الحقير كيف يفعل بابنة أخيه ذلك كيف زوجها دون موافقتها، أخرج داري ورقة و أعطاها لبسام الذي نظر للتاريخ بذهول قبل أن تختطفها مديحة و تراها ، لقد فعلا ذلك بالفعل هذان الو*دان، كيف يفعل ذلك بأمانة أخيه كيف تبا لذلك..
قالت مديحة ببرود" أذهب للمحكمة إذن و أقم دعوة و أنا سأشهد معها أنها كانت هنا وقت حدث ذلك و ابنتي أيضاً "
قالت مهيرة باكية من جديد " لا، أنا سأعود مع عمي اليوم إذا أراد"
قال بسام بغضب " تعودين لأين أيتها الحمقاء، الرجل قام بالتزوير و أنت ستمررينها هكذا"
كل هذا و بسام لم يستوعب بعد أن والده يعلم بذلك و صامت حتى قالت مديحة بسخرية" لم لا تسأل والدك عن حقيقة الأمر فيبدوا أنه يعلم و موافق "
نظر بسام لوالده بصدمه قائلا " أبي هل هذا صحيح ما تقوله خالتي "
رد داري بسخرية" هل تظن أني سأقوم بفعل جريمة كهذه "
قال بسام غاضبا " و لا والدي لذلك كما قالت خالتي لد*ك القضاء أقم دعوة و لتريني ما بيدك "
قال مهيرة باكية" لا أخي أرجوك أنا سأعود معه "
سأل بسام غاضبا " أبي لم أنت صامت"
رد حفيظ بهدوء" الرجل يريد زوجته بسام لا قانون سيمنعه من أخذها فلتذهب معه دون مشاكل "
شد بسام مهيرة خلف ظهره و يده على خصرها يبقيها في الخلف قائلا بقسوة" فلتذهب على جثتي "
تقدم داري بثقة و عيناه تقدح شررا ليمسك بيدها من خلف ظهر بسام يشدها بقوة ليوقفها بجانبه محتوي خصرها و هى شاحبة من الخوف تكاد تفقد الوعي قائلا بغلظة " إياك و وضع يدك على زوجتي "
ما أن راه بسام يمسك بها هكذا و هى تكاد تموت رعبا حتى ثارت ثائرته و أندفع تجاه داري يلكمه في وجهه بغضب قائلا " ابتعد عنها أيها الحقير إياك و لمسها "
هدر بهم حفيظ و هو يقف بينهم عندما وجد داري يستعد لرد لكمته قائلا بعنف " يكفي، أنت و هو هل جننتما لتفعلا ذلك أمامي"
قالت مديحة غاضبة " أنت هو الذي جن بما فعلته و سنبلغ الشرطة عنك و هذا الو*د"
قالت مهيرة بأنهيار " لا، لا شرطة عمي لم يفعل شيء، أنا سأذهب معه أنا موافقة على الزواج، أرجوكم لا تفتعلا مشكلة من أجلي لا أريد لأحد أن يتأذى بسببي "
رد داري بسخرية" يا لزوجتي العاقلة"
رد بسام بعنف" أصمتي أنت، هيا أذهبي لغرفتك و حسابي معك فيما بعد "
أمسك بها داري قائلا بحدة" هل أنت أ**ق تذهب لأين ، زوجتي ستعود معي و اليوم "
عاد بسام ليبعد يده و يشدها بدوره بقسوة" ليس لك زوجة هنا أيها الحقير و أنت ستطلقها و اليوم هذا إذا كنت تزوجتها من الأساس"
هدر بهم حفيظ" أصمتا أنت و هو أيها الو*دان ألا أحترام لوقوفي بينكما، دعى ابنة أخي هى ستعود معي لمنزلي، لن تظل هنا أو تذهب معك داري، هيا مهيرة حبيبتي لتأتي معي و كل شيء سيحل"
كانت تقف بينهم شاحبة لا تعلم ماذا تفعل، هل تظل هنا و تنتظر بطش هذا الحقير لبسام و عمها، حديثه كان واضح عندما أتى إليها في الجامعة يا تعود معه على بيته يا سجن عمها و إيذاء بسام في عمله، لا تعرف هل يستطيع فعل ذلك حقا أم هو تهديد واه ليخيفها و لكن هل تستطيع أن تجازف بأي منهم ، لا بالطبع و لكن القرار صعب عليها أن تتخذه خاصةً و أنه يخيفها بتلميحاته الو**ة عنهم لا مستحيل أن تذهب و مستحيل أن لا تفعل، ماذا تفعل فلينجدها أحد فلتهرب فقط من الجواب مؤقتاً ربما حدثت معجزة و تجد أنها كانت تحلم بكابوس و آفاقت منه، كل ما شعرت به قبل أن تغيب هو سقوطها بين ذراعين قويتين و همسه بهلع " يا إلهي مهيرة"