آسر البندراي ابن عم مريم وجيت اخدها عشان تعيش معايا : .............
ينظر اليه سامح بدهشة فى محاولة لإستيعاب ما تفوه به ضيفه ... حسنا آسر البندارى اسم لا يخفى على اى شخص بالبلاد لكن ما قاله بعد ذلك هو ما يحيره ... ابن عم مريم .... من مريم تلك التى اتى ليأخذها معه .. وسرعان ما توصل ان مريم هو اسم ريم الحقيقي فأردف سريعاً
سامح : استاذ اسر اهلا بحضرتك ... اتفضل مينفعش نتكلم على الباب كده
افسح سامح له الطريق ليدلف الى المنزل فى حين تحرك هو للداخل متأففاً
و بعد ان جلسا عاود الضيف حديثه
آسر متذمراً : اديني دخلت ... ممكن بقى تناديلها بسرعة .... انا معنديش وقت اكتر اضيعه
ليعقد سامح حاجبيه و يردف
سامح بجدية : مممم بصراحة كون حضرتك فعلا الاستاذ اسر البنداري ده ميثبتش انك قريب ريم .... ليطالعه آسر بإستغراب فيصحح حديثه سريعاً ... اقصد مريم ، اسف مكنتش على علم باسمها الحقيقي الا من حضرتك دلوقتى ... هل معاك اي اثبات لقرابتك ليها ؟
فيزيد هذا من دهشة آسر و يلاحظ سامح دهشته تلك فيجيب موضحاً
سامح : احنا مقدرناش نوصل لا حاجة تخصها هي او عيلتها عشان كده معرفناش ابسط المعلومات عنها حتى اسمها
ليومأ آسر و يكمل
آسر : و انا شاكر جداا لرعايتكم ليها ..... انا عملت كل الاجراءات عشان استلمها منكم و دى كل الاوراق اللي بتثبت انها من عيلة البنداري
ليتناول سامح تلك الاوراق يتفحصها فيجدها سليمة تماماً و تثبت كونها ابنة عمه بالفعل
آسر بإنزعاج : ودلوقتي بقى ممكن حضرتك تجيبها عشان انا معنديش وقت للرغي الكتير ده
سامح بقلق : حاضر دقايق و هخلى المدام تجهزها
ليومأ هو على مضض و يتركه سامح ليخبر زوجته بما حدث و هو على علم بمدى صعوبة فراق الصغيرة على زوجته وعليه ايضاً لكن لم يكن هذا فقط ما يشغل باله بل هذا الآسر الذي لا يشعر براحة تجاه تسليمها له ولكن لا يملك بيده شيء يمكن فعله بهذا الخصوص
اخبر زوجته سريعاً بما حدث وتلى ذلك بكاء و اعتراض لكن لا مجال للرفض فعائلتها ظهرت وآن اوان الفراق شرعت هى وسط بكاءها هذا فى تجهيزها وتجهيز حقيبة بها ملابسها والتى ابتاعتها لها هدى خصيصاً فترة بقاءها معهم حتى اصبحت جاهزة للمغادرة
سبقهم سامح ليجلس مع الضيف حتى ينتهوا .. و اثناء جلوسهم سوياً يتناولان القهوة التى اعدها سامح له بعد ان استسلم هو لفكرة انتظاره بعض الوقت لمح سيدة تبدو فى عمر الثلاثين تدلف الى الحجرة والتى لم تكن سوى هدى فظن سريعا انها مريم ثم ابتسم بسخرية على فكرته تلك فإن كانت ابنة عمه بهذا العمر اذن فهو فى الاربعين من عمره حيث انه على علم بكونها تصغره بخمسة عشر عاماً كما انه حصل على معلومة افادت كونها فى التاسعة من عمرها... اذن اين تلك الصغيرة .. اخذ يبحث بعينيه فى المكان حتى وجد اصابع صغيرة تتمسك بعباءة تلك السيدة ويختفى باقى جسدها بالخلف . نهض من مكانه واتجه ناحية هدي لينظر لتلك القزمة كما اسماها فى عقله فور رؤيته لقصر قامتها انحنى لها قائلاً بجمود
آسر : اهلا ... مستعدة عشان نمشي ؟
لم ترفع رأسها عن الارض ولم تعطيه اية استجابة
آسر بحدة : مش بتردي ليييه ؟ بصيلي و انا بكلمك
لتنتفض هى فور سماعها صراخه
فتدخل سامح سريعاً ليوضح
سامح : استاذ آسربراحة شوية عليها ..... مريم من ساعة الحادثة و هى فقدت النطق وكمان هى مش متعودة ترفع عنيها فى اى حد معظم الوقت ... احنا اخدنا اسبوعين عشان نقدر فيهم نلفت انتباهها و نلاقي استجابة منها
ليذفر آسر فى ضيق فقد جلب لنفسه المشاكل
آسر : احسن برضو انا مبحبش بتوع المشاكل ..... كده هتكون هادية معظم الوقت ... ممتاز
سامح بإستغراب : متقلقش من الناحية دى مش هتسمعلها صوت نهائي ... و كمان احب انبه حضرتك انها للاسف مصابة بالسكر و محتاجة يكون اكلها صحي و لازم تحافظ على انها تاخد علاجها فى مواعيده
اومأ آسر وهو ينظر فى ساعته .. وجد ان لديه بعض الوقت فالتفت سريعاً الى سامح يعرض عليه مكافئة مالية مجزية على رعايته بمريم لكنه رفض رفضاً قاطعاً مخبراً اياه انه اعتبرها ابنة له و انها من اعطى للبيت بهجة وفرح بهذا الشهر انهى حديثه مع سامح و هم بالمغادرة
آسر : تمام يلا لازم نمشي حالا
اقترب منها فعادت خطوتان للخلف ومازالت متمسكة بعباءة هدى فهى ان كانت لم تستجب معهم لكنها اعتادت عليهم و ادركت طيبتهم و محبتهم لها اما الان فهى ستذهب للمجهول كما انها لم ترتح ابدا لنظرات هذا الشخص المتفحصة
نراها بعد فترة تجلس بجانبه وهو يقود سيارته تنظر الى الى دميتها الموضوعة على قدميها .. يعم المكان ال**ت حتى شعرت بتوقف السيارة بمكان ما ظنت انهما وصلا للمكان المنشود ... رفعت نظرها قليلاً لترى اين هما لكنها وجدت انهم بإشارة مرور ... سرحت بفكرها قليلاً الى ما حدث منذ قليل وبكاء هدى وانهيارها عند مغادرتها وعناق سامح الذي ذكرها بعناق أباها الدافئ لتدمع عيناها لتذكر والدها الحنون ووالدتها بطيبتها المعهودة .. ظلت بأفكارها تلك حتى شعرت بتحرك السيارة مرة اخرى الى المجهول
توقفت السيارة فى مكان ما و سمعت باب السيارة يفتح فنقلت نظرها من على دميتها الى المكان حولها لترى فيلا تحيطها مساحات خضراء مبهرة قطع تأملها هذا شعورها به يفتح باب السيارة بجانبها فى اشارة منه الى ان تنزل فامتثلت لطلبه وقد اعادت نظرها للارض ... تبعته الى داخل الفيلا فى **ت حتى سمعت صوتا يتحدث بغنج يقول
آسراخيرا رجعت ....طلبت منى استناك عشان فيه كلام مهم هتقوله و اد*ك اتأخرت ..... الحفلة فاتتني بسببك : .................
آسر بتهكم : اسف جدا يا رولا هانم لكن انا متأخرتش بقصد ..... و اسف على تأخيرك على الحفلة الخامسة فى الاسبوع ده ... بس انا يعنى لسة شايفك بلبس النوم بتاعك و لغاية دلوقتى لسة مجهزتيش
رولا بدهشة :لبس نوم ؟ ده فستان جبته مخصوص عشان حفلة النهاردة
آسر بحدة : والله اللى انا شايفه قدامى هو قميص نوم انا نفسي اخوكي ات**ف اشوفك بيه .... ثم اكل بجدية .... انسي انك تخطى خطوة واحدة برة البيت باللبس ده
رولا بصراخ : مامي .. شايفة ابنك بيقول ايه .... دايما بيقلل من ذوقي و بيحاول يمنعنى من الخروج ..... خليك عارف بقى انك ملكش دعوة بخروجى و دخولي او حتى لبسي ..... ومامي كمان موفقاني فى رأيي ده ... مش كده برضو يا مامي ؟
آسر بحدة : واضح ان غاب عن بالك انى اخوكي الكبير و هتسمعى اللى اقوله و تنفذيه وانتى رجلك فوق رقبتك ... امال لو مكنتيش لسة معدتيش ال 15 سنة كنتى عملتى ايه
صافى هانم بتكبر : كفاااية زعيق انت و هي ... و دلوقتى يا اسر قولى ايه الموضوع المهم اللى عايزنا فيه .... ومين البنت اللى معاك دي
آسر بتنهيدة : دي مريم .... مريم احمد البنداري
لتنتفض صافى فزعة من مجلسها
صافي : بنت احمد و سعاد ..... والزبالة دي بتعمل ايه فى بيتي ؟
آسر بجدية : عمى و مراته اتوفو و عشان كده .........
صافي مقاطعة بتشفي : احمد و سعاد ماتو .. ازاي ؟
آسر بتنهيدة : هجرة غير شرعية .... غرقو فى البحر
لم يلحظ احد تلك الارتجافة البسيطة التى سرت بجسد الصغيرة عند سماعها لكلام آسر
صافي بإبتسامة صغيرة : دى النتيجة المتوقعة بعد ما اختار بنت الخدامة ........ بس برضو مش فاهمة ايه اللي جاب البنت دي هنا فى بيتي ؟
آسر مصححاً : بيت العيلة .... ده بيت العيلة و بعد موت كبير العيلة فهو ملك ليا انا ... و انا اللي احدد مين يفضل و مين يمشي
صافي بحدة : قصدك ايه ؟؟؟؟ ... قصدك انها هتفضل هنا ؟
آسر ببرود : وهى ليها مكان تاني غير هنا ؟ ...... عايزكم تسمعونى عشان كلامي مش هكرره تاني ومش قابل فيه النقاش ..... البنت هتفضل هنا .. انا مش هسمح لايا كان انه يتكلم وحش عن عيلة البنداري و يقول انها سابت بنتهم اللى من دمهم فى الشارع ........ هي شايلة اسم البنداري و عشان كده هتفضل فى بيت العيلة ....... ثم **ت قليلا وقال بصراخ ...... دادة .. يا دادة
لتأتى سريعاً سيدة بالخمسين من عمرها وتمتثل امامه
الدادة : اؤمر يا باشا
آسر بجدية : دي مريم بنت عمي احمد الله يرحمه ..... زي ما انتى عارفة عمي و مراته اتوفو فمن هنا ورايح هى هتبقى مسئوليتك و كل شيء يخصها هتتكفلي بيه .... هى فقدت النطق من يوم الحادثة فحاولى تلاقي طريقة تتواصلي بيها معاها و كمان عندها السكر فلازم دكتور يشوفها و يقولك محتاجة ايه بالظبط
اومأت له الدادة ثم التفت لوالدته واخته قائلاً
آسر : و هكررها مرة تانية هى شايلة اسم البنداري فمش عايز مشاكل او شكوى تجيلي منها ... عارف برفضكم وجودها هنا لكن تأقلمو مع الوضع و حاولو تتعايشو معاه افضل ليكم و ليها
و دلوقتى لازم ارجع الشغل ... اوشك على المغادرة لكنه توقف متذكراً امراً ما .....دادة خديها للناحية الشرقية من الفيلا و حضري ليها اوضة مناسبة ........ ثم القى نظرة سريعة عليها وذفر نفساً عميقاً ومن ثم اكمل طريقه الى خارج المنزل .
...................................
يتبع .................
الفصل الجديد بيجهز لو لقيت تفاعل على ده هنزله على طول