2. الفصل الثاني

1631 Words
سعاد بصدمة : هجرة غير شرعية احمد بيأس : واحد من صحابي اقترح عليا الحل ده من فترة ..... مش عارف .... فى الاول عارضت طبعا لكن انتي شايفة حالنا دلوقتى و لو الحال ده استمر مش هنقدر نسد احتياجتنا و نعيش سعاد بدهشة و لوم : انت مش بتشوف نهاية اللى بيسافرو بالطريقة دي ..... يا الموت يا بيقبضو عليهم و يرحلوهم تاني على بلدهم يعنى فى الحالتين ضياع ليتن*د هو بإحباط و يردف أحمد :و برضو فى ناس قدرو يبدأو حياتهم فى بلد تاني فيه فرص احسن ... عارف ان احتمال ان كلامك هو اللى يحصل كبير عشان كده عارضت الموضوع فى الاول بس دلوقتى هنعمل ايه سعاد بحذر : طب ليه منطلبش مساعدة من عيلتك ... ما يمكن يقدرو يدبرولك شغلانة لتتحول ملامح اليأس تلك الى غضب و يردف بحدة أحمد بإنفعال : عيلة ايه اللى بتتكلمى عنها دي .... العيلة اللى قطعت كل علاقتها بيا و اتبرت مني من ساعة جوازى بيكي ..... سعاااد الموضوع انتهى خلاص انا هشوف الاجراءات بتاعة الهجرة و هحاول ادبر تكاليفها سعاد بسرعة : خلاص خلاص .. انا مقصدش اضايقك و الله دي كانت مجرد فكرة جاتلى و قولت يمكن تحل مشكلتنا دي احمد و قد بدأ يهدأ : آسف لإنفعالي عليكي ... بس انتي عارفة موقفى منهم من ساعة ما خيروني بينك و بينهم و غضبهم عليا لما اختارتك انتى سعاد بحب : ايوة طبعا فاكرة .... وقفت قدام الكل و اختارتني .....انا بنت الخدامة و انت ... انت ابن الباشا ليقترب منها و يأخذها بأحضانه أحمد بحب و خبث : ده انتي اللى بنت الباشا يا باشااا سعاد بخجل : بطل بقى و خلينا نشوف مشاكلنا دي .... لت**ت فترة ثم تردف بجدية ......... عشان خاطري فكر فى حكاية السفر دي تاني احنا مش لوحدنا دلوقتى ... متنساش مريم و دي مش هتستحمل تعب السفر و عذابه ليقترب منها اكثر محاولاً نيل قبلة احمد برغبة : متقلقيش ياستى مش هنسى ست مريم بس ياريتك انتي تنسي الكلام خالص دلوقتى لت**ت هى بالفعل .. تعتريها حمرة الخجل و في وسط اندماجهم هذا يسمعان صراخ .......... : بتعملو ايييييه ؟ لينتفضا معاً اثر سماعهما لهذا الصوت فيجدا مريم و التى امتثلت امامهما تحدق بهما بخبث مريم بغضب مصطنع : ادخلو على اوضتكم ... المفروض انكم مينفعش تعملو الحاجات دي قدام الصغيرين ليقترب منها اباها و يهبط لمستواها احمد بجدية مصطنعة : واحنا كنا بنعمل ايه يا اوزعة انتي ؟ مريم ببراءة : بتجيبو اخ ليا لتحتل معالم الصدمة وجوههم ... يقفا يحدقان بها فى دهشة ينظر كلاً منهما للآخر ثم يعيدان النظر لها مرة اخري فى محاولة لاستيعاب افكار ابنتهم فى هذا السن الصغير ليكمل احمد حديثه بجدية أحمد : انتى عرفتى الكلام ده منين ؟ مريم ببراءة : منك انت احمد بدهشة : انا ؟؟؟؟؟؟ مريم بطفولة : ايوة انت قولتلى كده لما سألتك انا جيت الدنيا ازاى فقولتلى انك بوست ماما و انا جيت و انه مينفعش نتكلم فى الموضوع ده مع اى حد عشان كده ده بقى السر بتاعنا و مينفعش اى حد تاني يعرفه لتنتاب سعاد نوبة ضحك فلقد قامت ابنتها بحيلتها المعتادة و هى استخدام كلام ابيها ضده دون قصد منها .. و عند رؤية الطفلة والدتها تضحك بشدة شاركتها هى الاخرى الضحك ببلاهة لينظر أحمد لكلاهما فى غيظ و ي**ت فترة قبل ان يشترك هو ايضا ًفى جنانهم اليومي المعتاد فمنذ حضور تلك الملاك الى حياتهم لم يمض يوم واحد لم يمتلأ فيه المنزل بضحكهم ومزاحهم هذا تمر الايام و يضيق بهم الحال اكثر من ذي قبل ليتخذ هو القرار الاخير بالموافقة على قرار الهجرة و لكن يتبقى المبلغ المطلوب لذلك فهو يبلغ اضعاف ما تبقى لهم من اموال .... حاول كثيراً ايجاد حل لهذه المشكلة لكن لم يجد امامه سوى خيار واحد و هو بيع البيت ..... منزلهم هو كل ما يملكون حالياً إن قام ببيعه فسيستطيع دفع تكاليف الهجرة و ربما تفيض بعض النقود لتكون لهم عوناً فى بداية حياتهم هناك .... لكن إن باعوه فلا عودة لهم هنا مرة اخرى .... اى لا خطوة للوراء ... و ليس مسموح لهم حتى بالنظر خلفهم بعد ذلك ... مجازفة كبيرة مقدم عليها لكن لا بديل . حاولت سعاد مرة اخرى عرض فكرة طلب المساعدة من عائلته لكن حصلت على نفس الرد السابق لتكمل حديثها بت**يم سعاد بحنان : ممكن تسمعنى شوية و من غير زعل .... دول عيلتك و اكيد مش هيقبلو يشوفوك بالوضع ده و ميحاولوش يساعدوك .... حاول تتكلم معاهم يمكن يفوقو و قلبهم يحن عليك احمد بقليل من الحدة : مستحيل يرجعو فى تفكيرهم دول معميين القلب و ال*قل سعاد : لكن دول عيلتك من دمك أحمد : ابويا و امي الله يرحمهم ... هما اللى كنت ممكن الجأ لهم فى حالتى دي رغم قسوة ابويا بس كان ممكن يساعدني لكن دلوقتى محدش هيفكر بصلة القرابة اللى بينا ... كل واحد هيستغل حاجتى له و هيقللو مني سعاد بتفهم : فاهماك ده انا عاشرتهم و شوفت كتير منهم و عارفة ازاى بيفكرو .... طب سيبك من كل دول ... أبن اخوك آسر .... حسب ما سمعت انه دلوقتى ماسك كل مشاغل العيلة بعد وفاة عمر ابوه الله يرحمه ... يمكن طالع مختلف عنهم كلهم و يفهم يعنى ايه عم و ابن اخ و يقدر يساعدك أحمد بسخرية و تهكم : هو اللى يتربي على ايد عمر و صافي هانم هتستنى منه ايه .... اسمعى مني مقدمناش طريق غير اننا نبيع البيت عشان نسد باقى الفلوس و نسيب بكرة لبكرة عشان انا خلاااص تعبت من التفكير لتومأ هى فى حزن وغضب خصيصاً عند ذكر صافي هانم زوجة ش*يق احمد لتردف بتساؤل سعاد بيأس : طب امتى السفر عشان نتجهز ؟ احمد بتنهيدة وشرود : هيكون على اخر الشهر ده ان شاء الله .... بعد ما نسدد باقى المبلغ هعرف التفاصيل كلها سعاد بتنهيدة : بر ولا بحر ؟ احمد بشرود : بحر مرت ايام اخرى دفع فيها باقي المبلغ و قام بكل الاجراءات المطلوبة ليعلم ان السفر سيكون على متن مركب ليس بكبير و لا بصغير و بالطبع لا تتوفر فيه احتياطات الأمان و غير معلوم ايضاً إن كان هذا المركب حصل على صيانة مؤخرا ام لا ..... فور سماعه لكل هذه المعلومات تذكر فوراً الأخبار التى كان يستمع اليها كل فترة عن غرق مركب للهجرة الغير شريعة فى طريقها لإيطاليا او اليونان ... فلقد كانت احوال البلاد فى السنوات الأخيرة اولى الاسباب لدفع الشباب بهذا الطريق ..... نفض تلك الافكار سريعاً من رأسه واقنع نفسه انها حالات فردية ولا تحدث لكل رحلة اليوم هو اليوم المنتظر .... عند وصولهم الى المكان المتفق عليه وجدوا مئات بل آلاف من الاشخاص فى انتظار المركب المطلوب ومن هنا بدء القلق يداهمهم فأي مركب تلك التى تستطيع حمل كل هؤلاء ...... و فور وصول المركب زاد قلق احمد فقد ظنها اكبر حجماً من هذا و تأكدت شكوكه بإستحالة قدرتها على احتواء كل هذا العدد ... حاول الحديث مع احد المسئولين و الذي اصر على قدرة المركب على التحمل و انه بالتأكيد لن يجازف بحياة الجميع حيث انه نبه عليهم جميعاً بحمل حقيبة صغيرة يدوية واحدة بها كل ما يحتاجون من طعام ومتطلبات اساسية لذا لا داعى للقلق .. و برغم عدم تصديق احمد لكلام هذا الشخص الا انه لا مجال امامه للاختيار فإما ركوب هذا المركب والمجازفة بحياتهم او البقاء هنا والعيش بالشوارع دون ملجأ لهم بعد مرور ستة ايام على تحرك هذا المركب بهم .. لم يخلو فيها باله من خطورة وضعهم هذا .. نجده بجانب زوجته و ابنته الغارقة فى النوم بأحضانها وفجأة استمعا الى احد المسئولين يخبرهم بوصول المركب الاخرى والتى سينتقلون لها جميعهم ، عند النظر اليها تجد ان حجمها لا يختلف كثيراً عن حجم المركب القابعين بها الآن ، ليكتشفوا بعد ذلك ان تلك المركب الاخرى هي من ستصل بهم الى الاراضى الايطالية وتبدء المعاناه من هنا .. ففكرة الانتقال من مركب الى مركب آخر فى عرض البحر تبدو مرعبة، وخصوصا برؤية المركبين غير ثابتان بسبب امواج البحر الغير هادئة ، تتغير المسافة بينهما كل فترة فتارة يبتعدان قليلاً عن بعضهما البعض وتارة اخرى يقتربان . المشهد مرعب و الإقدام على التحرك وخوض تلك التجربة اكثر رعباً لكن ما العمل لا مفر من ذلك مر هذا الامر بصعوبة بالغة حتى انتقل الجميع من ذلك المركب ليعود مرة اخرى الى الاراضي المصرية و تبدأ رحلة المركب الاخر ليصل الى الاراضى الايطالية فى رحلة ربما تستمر لايام اخري قليلة مر نهار اول يوم حتى جاء الليل واشتدت الرياح وزادت حركة المركب بسبب اضطراب امواج البحر و هنا علم احمد ما سيلي ذلك من احداث ساد الهرج والمرج فى ارجاء المركب ودب الرعب فى انفس الجميع فكلما مر الوقت زاد الامر سوءاً حتى استيقظت الصغيرة مريم فزعة على اصوات الجميع من حولها يرددوا الشهادتين بخوف وبكاء اثار هذا الصوت الفزع و الخوف فى نفس الصغيرة لتنظر الى والديها فى رهبة مريم ببكاء : بابااا هما بيزعقو ليه ؟؟؟ فى ايه ؟؟ احمد بخوف محتضناً اياها هى و سعاد بشدة أحمد : متخافيش يا حبيبتي امسكي فيا و فى امك كويس و متسيبناش مهما حصل سامعة مهما حصل ..... البسي ده دلوقتى واعطى كلا من سعاد وابنته سترة الانقاذ المعروفة ربما لن تساعدهم كثيرا الآن لكن ليس بيده شيء آخر سعاد بهستيريا وبكاء : خلااص تم الامر ... كلها كام ساعة و كل حاجة تنتهي ... رحمتك يااارب ... يارب احميها و احفظها ....... بإيدك كل شيء ... خذ روحي و احفظها يارب انت من بيديه الملك وعلى كل شئ قدير . ليصرخ بها أحمد ببكاء : كفاية عياااط كفاية و قولو ورايا "اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله" رددوا كلاهما وراءه واشتد هو فى عناقهم يبكي بخوف و ندم فهو السبب فى ما سيحدث لهم لولا عناده لكانا فى امان الآن لكنه عاد وحمد ربه و علم انه قضاء الله وهم له مسلمون زاد الاضطراب وبدأت حركة المركب تزداد وتترنح بجنون وسط صراخ الجميع ومنهم من كان بالفعل قد وقع فى المياه ويصارع الموت استمر الامر على تلك الحالة لفترة ليست بالقليلة حتى اتت موجة عالية اسقطت جميع من بقى على المركب لتنقلب بهم جميعا فى الماء لكن مازال احمد باكيا محتضنا زوجته بشدة والتى بدورها تحتضن ابنتهما وكل ثانية تهتف بإسمها لتطمئنها مريم انها على مازالت على قيد الحياة بصراخها و بكاءها الذي لا ينقطع ولكن الى هنا وكانت هذه اخر لحظات تنعم فيها صغيرتنا بدفئ حضن والديها فموجة اخرى اتت لتفرقهم عن بعضهم فى اقل من ثانية ترمي بهم بعيداً عنها وتستمر هى فى بكاءها هذا فى فزع حتى اقترب منها احد الاشخاص ليضعها على كتفه حتى لا تسحبها امواج البحر بعيداً... ولكن لم يستمر هذا طويلاً فسرعان ما اتت موجة ابعدت هذا الشخص ايضاً عنها وتتركها وحيدة مرة اخرى تصارع الموت فهل من منقذ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ .............................. يتبع .........................
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD