7. شغب

1653 Words
صباح جديد تستيقظ فيه من نومها على نداء الدادة لها دادة : ميما يلا ... صحيان ... كفياكي نوم كل ده مريم بنعاس : شوية بس ... سيبني حبة صغننين مش عايزة اروح المدرسة النهاردة و النبي لتتوقف الدادة قليلاً عن الحديث متذكرة وجوب ذهاب مريم الى المدرسة فلقد انقطعت عنها فترة طويلة وقررت الحديث مع السيد آسر بهذا الامر دادة : مفيش مدرسة بس لازم تقومي عشان تاخدى علاجك و تفطري ... يلااااا كفاية **ل بقى لتعتدل مريم فى فراشها وتجلس بتثاقل وهى تفرك عيناها بضجر مريم بعيون شبة مفتوحة : اهو اديني صحيت فين الاكل بقى لتضحك الدادة على شكلها دادة بضحك : الله يجازيكي يا بنتي .. ايه هتاكلى هنا و بالمنظر ده .... قومي الاول على الحمام كده و اغسلي وشك و بعدين تعاليلي تحت هكون حضرتلك الاكل .. يلا مريم : حاااضر غادرت الدادة سريعاً فى حين ان الاخرى نهضت من مضجعها بتثاقل نحو الحمام وفعلت مثلما طلبت منها الدادة وهى الآن تهبط على السلالم بمرح وبسرعة متجهة الى الاسفل لتصطدم بجسم صلب وتقع الى الخلف على مؤخرتها بقسوة ... تألمت قليلاً وتبع ذلك رفعها لنظرها للاعلى لتجده مشرف عليها بطوله المهيب ينظر لها فى غضب لكن سرعان ما تجاهلها و اكمل طريقه وكأنه لم يحدث شيء مطلقاً لتنظر له فى غضب وغيظ وتردف هامسة ولكن بصوت كان مسموع له مريم : مغرور .. مستفز ... اناني ... دراكولا تسمر فى مكانه بعد سماعه لتلك الكلمات ثم لم يلبث ان استدار لها واتجه نحوها بخطوات واسعة حتى انحنى ليصل لمستواها آسر بنظرات مرعبة : انتي قولتى ايه ؟ مريم : .......... آسر بصوت اعلى : عيدي اللي قولتيه تاني كده مريم : بتوجع آسر بغباء : ايه ؟ مريم بخوف : بتوجع ... وقعت و بتوجع ...ايه ... حرام ده كمان؟ ليرفع احدى حاجبيه فى مكر ويردف آسر :لا مش حرام يا ام ل**ن طويل ... بس انتي متأكدة انك كنتى بتتوجعى و بس ؟ لتومأ هى سريعاً تحرك رأسها لاعلى وأسفل بقوة فترتسم ابتسامة انتصار على ثغره فلقد استمع جيداً لما قالته فى بادئ الامر ولكن خوفها من تكرار ما نطقت به اشبع غروره ... تحرك سريعاً ليكمل طريقه وتركها جالسة تبتلع ريقها فى خوف نهضت واكملت سيرها للاسفل حتى وجدت كلاً من صافى هانم ورولا تجل**ن بهدوء تتناولان افطاراهما اتجهت نحوهم وجلست بجانبهم على طاولة الافطار منتظرة طعامها ليأتى رولا بتعجب : انتى فاكرة نفسك قاعدة فين هنا ؟ صافى بإستحقار : انتى طلعتى منين على الصبح كده ؟ لترفع نظرها اليهم وتردف ببراءة مريم : قاعدة على السفرة و مستنية الفطار رولا بغرور : فى المطبخ مريم : ايه ؟ رولا موضحة : فطارك فى المطبخ مع الشغالين مريم : بس انا مش شغالة معاهم صافي بغضب : دى هتناقشنا كمان ؟ مريم : ومناقش ليه ؟ انا مش فاهمة ليه اكل فى المطبخ مع الشغالين و انا مش شغالة زيهم رولا : لأن ده مكانك ... معاهم مريم بهمس و تفكير : بس دراكولا مقالش كده صافي و رولا بحدة : افندم ؟ مريم بتنحنح : اقصد عمو اسر مقالش كده صافي بتأفف : واديني بقولك اهو دلوقتى اتفضلي اتحركي على هناك مريم : لا صافى بصراخ : نعم ؟ لتهز مريم كتفاها قائلة مريم بعناد : مش عايزة اروح هناك .... هنا احلى همت رولا وصافى بالحديث لكن قاطعهم نزول آسر ورؤيته متجهاً للعمل لذا آثروا ال**ت آسر : انا رايح الشغل دلوقتى و مش عايز حد يدخل اوضة المكتب و يلعب فى الورق اللى هناك لانه مهم جدا ... قولو للدادة كمان كده ... سلام مريم بهمس و تذمر : كل شوية رايح الشغل رايح الشغل اوف خنقتنا انتصف النهار وهى تجلس وحيدة بغرفتها حتى اثار انتباهها صوت بالحديقة فسارعت لتنظر من شرفتها لتجد البستانى يرعى الزرع فى سعادة ويدندن ببعض الالحان فقررت النزول و مشاركته متعته تلك و فى طريقها قابلت الدادة واعطتها مشروب بارد يحميها من حرارة الجو ف*ناولته فى سعادة قبل خروجها من الفيلا مرت على غرفة مغلقة قادها فضولها الى التوجه نحوها وفتحها لتدلف الى الداخل وتستنتج مما تراه انها غرفة المكتب للمتعجرف آسر وسرعان ما تذكرت قوله فى الصباح .. لتري مكتبه تفترشه الاوراق ارتسمت ابتسامة شيطانية على محياها لتدرك فوراً ما عليها فعله لكن هناك مشكلة هى لا تدرى اى اوراق هى المهمة لديه لكنها قررت اعتبار كل الاوراق مهمة وبذلك سكبت كل محتوى مشروبها على المكتب وحرصت على ايصال السائل لكل ورقة على حدى  ابتسمت بشر واسرعت الى خارج الغرفة واغلقتها كما كانت ثم اكملت طريقها للحديقة واستمتعت مع البستانى والذي علمت انه يأتى يوماً واحد بالاسبوع ليهتم بالحديقة وكل ما يخصها ثم مر باقى اليوم سريعاً حتى اتى الليل دخل المنزل فى هدوء وطلب من الدادة تحضير الطعام دادة :اسر باشا لو تسمحلى فى موضوع عايزة اقول لحضرتك عليه ليتوقف عن تناول الطعام للحظات وينظر لها باهتمام آسر : خير يا دادة ؟ اتكلمي دادة : مريم آسر بإنزعاج : مالها ؟ عملت ايه تاني ؟ دادة بارتباك : لا لا معملتش و الله دى ماشاء الله عليها ... ملاك آسر بتأفف : اومال ؟ دادة برجاء : حضرتك عارف انها عندها عشر سنين و اللى فى سنها كان زمانهم دلوقتى فى المدرسة بس لولا ظروفها بقي هى اللى منعاها عشان كده كنت بستسمح حضرتك يعنى لو تخليها تكمل علامها يبقى كتر خيرك لي**ت للحظات قبل ان يردف آسر : تمام هبقى اشوف الموضوع ده فى اقرب وقت دادة بفرح: شكراً ليك ياباشا ربنا يكرمك يارب و يجعله فى ميزان حسناتك آسر بجمود :بتشكريني وكأنها فرد من عيلتك و بتطلبيله حاجة ..... متنسيش ان مريم واحدة من عيلة البنداري و اللى بتاخده حاليا و هتاخده قدام هو حقها دادة بحرج : عارفة ياباشا انها بنت احمد بيه وحفيدة الباشا الكبير.. العين متعلاش عن الحاجب ..انا عارفة مكانى كويس .. انا بس طلبت من حضرتك الموضوع ده عشان افكرك بيه كونك يعنى سيبتها فى مسئوليتى ليومأ هو فى رضا عما سمعه وطلب منها الانصراف ليشرد هو فى امر ما انتصف الليل والجميع نائم الا هو اخذ حماماً دافئاً وتناول قدحاً من القهوة ليساعده على التيقظ ومباشرة عمله بتلك الصفقة المهمة فلولاها ستقع الشركة فى ضائقة ليست بكبيرة لكنه يكره الخسارة دلف الى مكتبه ليرى هذا المشهد المرعب بالنسبة له الاوراق على مكتبه شبه مبللة ومقطعة وعليها بعض من الحبر الازرق ( فهى عند سكبها للعصير اسقطت علبة الحبر من مكانها لتقع على بعضاً من الاوراق لتدمرها وعند رؤيتها لهذا يحدث لم تبدي اى رد فعل سوى ان ابتسامتها ازدادت اتساعاً ) تسمر امام هذا المشهد للحظات حاول استيعاب ما يراه امامه ومَن مِن الممكن ان يكون المتسبب فى هذا صافي هانم >>>> لا تدخل تلك الغرفة ابداً بالاضافة لكونها بالخارج طوال اليوم رولا >>>> ليس لديها الجرأة لفعلها الدادة >>>> طلب منها عدم الدخول للغرفة ولم يسبق لها عصيانه اذاً هى ................ ليصر على اسنانه فى غيظ ويردف آسر : البتاعة دي .... بتتحدانى وبتعصي اوامري يحركه الغضب والغيظ وتدفعه شياطينه باتجاه غرفتها ليفتحها بعنف ويقتحمها بسرعة متجهاً اليها ليراها تنام بعمق كالملاك ليبتسم بسخرية ... شيطان يتلبس فتاة بوجه ملاك آسر بصراخ : انتي ... اصحي لا جواب ليهزها بعنف ويعيد النداء بصوت اعلى آسر : انتي .... اصحي حالا لتنهض بفزع من نومها على صراخه هذا مريم : ايه ... فى ايه؟ امسك مقدمة ملابسها يرفعها عن الفراش آسر بصراخ : انتى ازاى يا بتاعة انتى تجيلك الشجاعة انك تلعبي بحاجاتى هااااا انطقي مريم ببراءة : حاجات ايه ؟ آسربتهكم : ياختى اسم الله .. ايه البراءة دى كلها ... ثم اردف بغضب .....اوضة المكتب واللى عملتيه فى الورق لترمش عدة مرات قبل ان تقول ببراءة مريم ببلاهة : اه المكتب آسر بغيظ : اه المكتب ؟ هو المكتب ..... قوليلي بقى اللى شوفته تحت ده تفسيره ايه الا و ربي و ما اعبد لهتشوفى وش اول مرة تشوفيه مريم بتلعثم : اصلي كنت عايزة اروح الحمام و اااا.... تهت آسر بغباء : نعم يا اختى ؟ وايه دخل ده فى ده مريم ببراءة : ماهوانا لما كنت بدور على مكان الحمام توهت و بالغلط دخلت اوضة المكتب و وانا داخلة اتكعبلت فى السجادة و العصير اللى فى ايدي اتكب على الورق ...... و بس ... ده كل اللى حصل آسربجنون : ده انتى بتهزري بقى ؟ لتحرك رأسها يميناً ويساراً فى رفض وتردف مريم : انا مش من سنك عشان اهزر معاك .... مش هحط راسي براسك آسر بجنون : قصدك انى انا بحط راسى براسك و بتعامل زى العيال ؟ مريم : معرفش بس الاكيد انى مش الطفلة هنا ليتقدم منها وينظر لها بذهول آسر : انتي .... انتي ايييييه .... عندك كام سنة عشان تتكلمي معايا بالشكل ده .... ايه الجرأة دى .. ايييه مبتخافيش من حاجة ... ملكيش كبير مريم بثبات : انا مبخافش من حد الا اللى خلقني على غير العادة اعجب بجملتها تلك لتظهر ابتسامة صغيرة على محياه لم تلبث و اختفت فوراً يستقيم بوقفته وبنظر لها لثبات آسر : كفاية رغي دلوقتى و نامي ... نامي لان بكرة هيكون اول يوم ليكي فى المدرسة و كفاية اوي لعب لحد كده .... انا مش هآمن انى اسيبك فى البيت تانى طول اليوم ..... تصبحى على خير... يا قدري قالها وغادر الغرفة ليتركها تستوعب بعقلها الصغير ما القى به فى وجهها للتو شمس يوم جديد .. تستيقظ بطلتنا من نومها وتتحرك ببطئ لتتجهز للمدرسة بعد حمام دافئ وارتدائها لزيها المدرسي وتمشيطها لشعرها سريعاً لتتركه منسدلاً على كتفاها .. تهبط للاسفل فتجده جالساً على طاولة الافطار بجانب اخته ووالدته تلقى تحية الصباح عليهم وكالعادة لا تلقى رداً سوى منه ليلتفت لها فى ثبات ويحدثها قبل خروجها آسر : تااااني تاااني نازلة بلبسك ده ... كام مرة قولت مشوفكيش باللبس ده هاااااا؟ لتنظر لملابسها سريعاً وترى زيها المدرسي ليس به شائبة مريم بغباء مصطنع : و ماله لبسي بقى ماهو حلو اهو ؟ آسر : انا مش قولت 100 مرة تلبسي جيب طويل بدل الق*ف اللي لبساه ده و الحجاب فين يا استاذة .... نفسي افهم الكلمة مبتتسمعش ليه؟ مريم : لسبب بسيط جداً وهو انى مش مقتنعة باللى بتقوله ... انا لسة صغيرة على التحكمات دى آسر : لسة برضو بتكرري نفس الجملة كل يوم و متزهقيش ..... مريم .... مفيش خروج الا لما تنفذي اللي قولته ..... انتى مش لسة صغيرة على لبسك ده انتى كملتى 17 سنة الشهر اللى فات ... كفاية اوي لحد كده ............................ يتبع ..................... تفاااااعل يا بشر و الا هولعلكم فى المكان اتفااااعلوووووووووووووووو
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD