مريم بدهشة وصراخ : اييييه؟
آسر بجدية : ليه الزعيق ؟ من هنا و رايح الكابتن ياسر هيجي يومين فى الاسبوع عشان يمرنك على السباحة
مريم بقلق : و مين قال انى عايزة اتعلم؟ انت عارف كويس اوي خوفى من الميا
ليتدخل الكابتن ياسر القابع بجوار آسر ويردف
ياسر بإبتسامة : مفيش داعي للخوف .. هتتخلصي منه معايا ان شاء الله ... ثم التفت الى آسر ..... تقدر حضرتك تتفضل يا اسر باشا و انا هتولى الامور من هنا
ليومأ له آسر وهو يتمتم بكلمات الشكر و يغادرهم وهو يسمع صراخها ومطالبتها له بالتوقف
ياسر : تمام يا آنسة مريم ممكن حضرتك تروحى تغيري هدومك و تلبسي هدوم مناسبة و انا هستناكي هنا ..... ثقى فيا و خوفك ده هيروح فورا
لتنظر له فى خوف مدركة انها اصبحت امام امر واقع و لا خيار لها سوى الامتثال لمطلبه
ذهبت لتبديل ملابسها واثناء هذا تذكرت اخر مواجهة لها مع الماء والمتسبب فيها
فلاش باك
بعد عيد ميلادها الثالث عشر بيومان كانت ترزع البيت بحثاً عن هدية آسر لها بيوم ميلادها ... هاتفها النقال ... ليس حباً فى جالب الهدية بالطبع بل فرحاً لحصولها على احد تلك الاجهزة والتي كانت ترى اصدقائها يحملونها دوماً يتفاخرون بها امامها ... مضت ثلاثة ساعات على بحثها هذا دون فائدة ليوقفها صوت ما
رولا بإنزعاج وتأفف : رايحة جاية و قالبة البيت ليه ... مالك بتدورى على ايه ؟
مريم ببراءة وحيرة : بدور على الموبايل بتاعي انا فاكرة اخر مرة حطيته فى اوضتى بس دلوقتى مش لقياه
رولا بخبث : اها قصدك الموبايل اللى اسر جابهولك ؟ انا فاكرة انى شوفته فى حتة بس مش فاكرة فين بالظبط
مريم برجاء : لا ارجوكي حاولى تفتكرى لانى محتاجاه دلوقتي
تصنعت الاخرى التفكير قليلاً وبداخلها تسخر من تلك الصغيرة فهى قد سيطر عليها حقدها وغيرتها منها عند رؤيتها لاخيها يحمل بيده هدية لطفلة تراها لا تقربهم بصلة وبمجرد سهوها عن هاتفها اخذته هي وخبأته منها مستغلة براءتها تلك
رولا بخبث : اه افتكرت ..... بيتهيألى انى شوفته عند البسين برة
مريم بإستغراب : البسين ؟ بس انا مش فاكرة ده خالص و كمان انا مش بروح ناحية حمام السباحة خالص
حركت رولا كتفاها لاعلى ولاسفل مادة شفتيها للخارج
رولا : معرفش بقى بس انا فاكرة انى شوفته اخر مرة هناك
اومأت مريم سريعاً متجهة الى الخارج نحو المكان المقصود وهناك اخذت تبحث بلهفة عليه حتى وجدت من يدفعها بقوة فقدت بسببها اتزانها لتسقط فوراً بحمام السباحة
فى السابق كانت قد تعلمت السباحة من والدها اثناء ذهابهم للمصيف .. لكن الآن وبعد ما عانته من قبل و فقدها لوالديها غرقاً نست كل ما تعلمته واصبح اكثر ما تخشاه يتمثل فى اى مساحة واسعة من الماء
ظلت تتخبط فى الماء تصرخ برعب فى حين تلك الحية السامة تقف تضحك بعلو صوتها متجاهلة صوت صراخها
ظلت لثوانى عديدة على هذا الوضع حتى وجدت من يلقي بنفسه فى الماء سريعاً لينتشلها من القاع بعد ان فقدت قواها في مقاومة الغرق
صعد من الماء حاملاً اياها وحمد ربه انها كانت مازالت بوعيها لينظر سريعاً الى اخته بنظرة تمنت لو ان الارض تنشق وتبتلعها قبل ان تراها بعينه
آسر بغضب : ايه اللي بيحصل هنا ؟ ازاى وقعت فى الميا ؟؟ انطقي
رولا بخوف : مـ..... معرفش هى كانت بتدور على الموبايل بتاعها من الصبح و دلوقتى لقيتها كده
لم تكن مريم فى حالة تسمح لها بالاعتراض على كلام رولا فقد كانت ما زالت تحاول الخروج من صدمة الموقف
آسر بصراخ : لقيتيها كده و وقفتى مكانك تتف*جى عليها بتغرق مش كده ... لا و و ابتسامتك من الودن للودن هااا
انتهى من كلامه هذا وحمل مريم بين يده ووقف امام اخته قائلاً
آسر : هاتيه
رولا بدهشة :ايه؟
آسر : الموبايل بتاعها ..... عارف انه معاكي فهاتيه احسنلك
رولا : لكن ..........
آسر مقاطعا : رولاااااا ..... هاتيه و الا انتى عارفة كويس اللى هعمله
لتضع يديها بجيب سترتها فى خوف وتخرج الهاتف بأيدي مرتعشة لتسلمه اياه
آسر : عاملة تانية زي دى و هتشوفى منى معاملة زفت هتندمك على اليوم اللي فكرتي فيه انك تئذيها ......... ابعدي عنها و سيبيها فى حالها و الا هتكوني انتي اللى جبتيه لنفسك
اومأت له بسرعة فى رعب فى حين اتجه هو يحملها للداخل ليسلمها للدادة فتهتم بها وتخبرالصغيرة بعد ذلك بكل ماحدث اثناء غيابها عن الواقع
نهاية الفلاش باك
انتهت من تذكرها لتلك الاحداث ليزيد مقتها لابنة عمها رولا وتوجهت بعد ذلك لهذا الذى ينتظرها بالخارج واعداً اياها بالتخلص من خوفها
بمكتبه يراجع بعض الاوراق المهمة الخاصة بالعمل ... لكن يشغل باله شخص ما اعتاد ان يحتل تفكيره طوال السنين الاخيرة ...... مريم ........ تلك المشاغبة الصغيرة .. من خلقت حياة بمنزله .. يجد نفسه يتعامل كالطفل فى حضورها لم تخطئ حينما قالت انه يضع رأسه برأسها وكأنه يسترجع طفولة افتقدها بسبب جديته المبكرة فهو لم يعش سنه كباقى الاطفال ... اجبره والده على الدخول الى معشر الرجال فى سن صغيرة فقد فيها الكثير والكثير .. عند تذكره لوالده قرأ له الفاتحة ودعا له فهو برغم شدته وقسوته فى بعض الامور الا انه الان يعلم مقدار الحمل الذي كان يحمله و طبيعة عمله الصعبة كرجل اعمال لا يرحم
استيقظ من افكاره تلك على صرخات هزت ارجاء الفيلا .. قفز تفكيره فوراً اليها لينتفض من مكانه مسرعاً الى الخارج تتبعه الدادة فى فزع .. ليراها تجلس على حافة حمام السباحة ضامة قدميها الى ص*رها تصرخ بعلو صوتها فى المدرب ان يبتعد عنها .... فى بادئ الامر ظن ان ياسر فعل لها امراً او تجاوز حدوده معها لتغلى الدماء بعروقه ويتقدم منه فيسدد له لكمة حاول الاخير صدها شارحاً له حقيقة الموقف فى حين اقتربت الدادة منها محتضنة اياها فى محاولة لتهدئتها
ياسر بحدة : استاذ آسر انا مليش ذنب فى اللى حصل .... حضرتك جيت بلغتني انها بتخاف من الميا .. مجرد خوف لكن اللى انا شايفه فهو خوف مرضي ... فوبيا ... و ده موضوع تاني خالص محتاج لدكتور نفسي فورا ده لو كنت حابب انها تتخلص منه فعلا
تسمر آسر مكانه عند استيعابه انه هو المتسبب فى صراخها و حالتها تلك لترتخى قبضته عن قميص الكابتن ويبتعد عنه يلقى نظرة عليها وقد خف صراخها قليلاً
ياسر : استاذ آسر انا شايف انه اكيد فى سبب لخوفها و هو ده مربط الفرس فلازم فعلا تعرضها على اى دكتور و تتعالج منه قبل ما تتعرض لموقف تاني و هى بالحالة دي و يزيد خوفها اكتر و اكتر
اومأ له آسر فى **ت فى حين استأذن هو للمغادرة
اشار للدادة ان تأخذ مريم الى الداخل و اتجه مباشرة بعد ذلك الى غرفة مكتبه مستغرق فى التفكير بأمر ما
بعد عدة ساعات استيقظت هى من نومها على صوت هاتفها لترد دون النظر لهوية المتصل
مريم بنعاس : الو مين؟
فرح بتعجب : مال صوتك ؟ انتى نايمة و لا ايه ؟
مريم : مممممم
فرح : دلوقتى ؟ ليه ايه حصل ؟
فتحت عيناها محاولة تذكر ماحدث منذ قليل لتردف
مريم بحزن وعلى وشك البكاء : كتير ... حصل كتير
فرح بقلق : فى ايه طب احكيلي ده انتى شكلك على اخرك
مريم : فرح ... تقدري تجيلي دلوقتى ؟
فرح : ياريت كان ينفع بس بابا و ماما مش هنا فمش هعرف اخرج .... طب ايه رأيك تيجي انتى ... هنبقى انا و انتي بس و هنبقى على راحتنا
مريم بهدوء : ماشي هقوم البس و اجيلك يلا سلام
فرح : سلام
تحركت بهدوء لتغيير ملابسها ونزلت الى الاسفل وقبل خروجها وجدت من يوقفها بصوته الذي كرهته
آسر : على فين ؟
مريم بتأفف : خارجة
آسر : ايوة اخد بالي لكن سؤالى .. خارجة فين ؟
مريم بحدة : يخصك فى ايه ؟
آسر بغضب حاول اخفاءه : افندم ؟ بتقولى ايه ؟
مريم : قلت يخصك ف ايه ؟ ليه مهتم ؟
آسر بغضب : مفيش خروج ... اتفضلي على اوضتك
مريم بتحدي : لا بقى هخرج و محدش هيمنعني
آسر : مريم ... على اوضتك ... فوراً
ارتجفت اوصالها من نبرته تلك لتنظر له فى غيظ وغضب وتض*ب بقدماها الارض كالاطفال قبل ان تتجه للداخل مرة اخرى قاصدة غرفتها وهى تتمتم همساً ببعض كلمات الاعتراض والتى تجاهلها هو عن عمد و فى طريقها لغرفتها اوقفها صوت اخر لكن هذا المرة صوت تمقته لا تطيق سماعه
رولا : شوفتى اهو مش مآمن لخروجك .... حقه .. ماهو اللى زيك تجيب له العار
مريم : انتى واثقة اني انا اللى هجيب العار للعيلة الكريمة ..... شوفى نفسك الاول و لبسك و تصرفاتك و انتى هتعرفي مين اللى هتعر عيلتها فعلا
رولا بغرور : البنت مهما لبست فتصرفاتها هى اللى بتصنفها ... يا اما محترمة يا اما زبالة .... و مظنش انا اسر انتقد لبسي قبل كده قد ما انتقد لبسك انتي
مريم بسخرية : "لا يُنصَح الا من يُستَبشر منه الصلاح" ... عشان كده اظن انه بطل ينتقدك لانه فقد الامل فيكي خلاص
رولا بغضب : انتى ... انتى ازاى تتكلمى معايا كده يا زبالة
مريم بحدة : بيتهيألى مش انا الزبالة هنا
لتقوم رولا بصفعها على وجهها فتلتفت لها مريم بحدة وعيناها تتقد ناراً
رولا بصراخ : فعلا امك و ابوكي معرفوش يربوكي ...... هيربوكي ازاي و انتى فى بيئة زبالة زيك .... مقدرش الومهم
لتشعر رولا بإحدى خديها حاراً إثر صفعة تلقتها ... لكن مِن مَن ؟ من يصفعها وهى ترى عدوتها تقف امامها تحدق بها فى دهشة مساوية لدهشتها هى ... لترفع نظرها ببطئ الى من قام بتلك الفعلة فلا ترى امامها سوى ..... اخيها ..... آسر
لتهتف به فى ذهول وصراخ
رولا بصراخ : آآآسر ؟؟؟؟؟؟؟
.....................
يتبع .............
رأيكم فى البارت ايه
مريم ؟
آسر ؟
رولا ؟؟؟؟
آسر بدأ يحن لمريم ولا هو بس مبيحبش الغلط ؟؟؟؟
الرواية اكتمل تعديلها و هتنزل كل يوم فصلين ان شاء الله
واخيراااااا بحبكم كتيييييير
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
باااااااااااي