الرواية من تأليف الكاتبة إيمان المغازي غير مسموح نقل او اقتباس اي جزء منها غير بموافقة منها
الاحداث كاملة من خيال الكاتبة ولا صلة لها بالواقع
كيوسف حين عوقب على ذنب لم ت**به يداه وحمل الذئب وزر اخوته عوقبت هى على ذنب لم تقترفه بأيدي من احبت فانزلها من علايتها ونزع عنها ثوب عفتها كعقاب منه لها على ما لم تفعله
بأحد احياء القاهرة الحديدة حيث يقبع قصر البهي اجتمعت عائلة رشدي البهي لتناول وجبة الافطار معا كما اعتادوا
- هل ستصحب أوس برفقتك؟
لفتت والدته انتباهه حين سألت والده عن ذهابه معه لمكان ما
- ألي اين؟!
اجابه والده بعد ان ارتشف بضع قطرات من كوب العصير الموضوع امامه
- لاستقبال صديق لي عائد من ألمانيا بصحبة اسرته
- ألمانيا؟!
- نعم، هو بالأصل هاجر منذ زمن لكننا لم نقطع الوصل وقد ابلغني عن نيته منذ فترة وها نحن الان
لم يعر أوس انتباها واكتفي بإماءة موافقة وعاد لتناول طعامه مرة اخري
بمنزل اخر لا يقل فخامة كانت هناك عائلة من نوع اخر، عائلة مكونة من والدين، أبنة وأبن
عائلة لم يكن ينقصهم مالا ولكن النقص جاء بسيء لا عوض عنه، تجلس فتاه بيضاء بخصلات صبغت بلون احمر جريء يبين شخصية صاحبته، تحادث إحداهن بالهاتف بثقة
-لن أفلته من يدي صدقيني وإن اضطررت لجر ش*يقته معه فوليد ما زال على عهده معي
استمعت لرد صديقتها وما لبثت وضحكت بسخرية
-لا يوجد زاهد لا زلة له عزيزتي خاصة حين تكون الف*نة بالنساء
مكر يحاك لا علم لأحد به ولا يُعلم لمن يحاك فكيد النساء لا حدود له خاصة إذا ما نزعن ثوب الفضيلة وارتدين ثوب الإغواء
لفحت الشمس الحارقة وجوههم فور خروجهم من باب مطار القاهرة الدولي. راح السيد محمد يجوب بعينيه هنا وهناك بحثا عن أحدهم.
- يا مرحبا يا مرحبا! زادنا نور على نور بقدومك يا صديقي العزيز.
ضحك أيمن مجيبا بهمس
-أظن النور قد زاد حتى حرق وجوهنا.
نهره السيد محمد بنظراته ليجيب الرجل المقبل ناحيتهم
- صديقي الغالي رشدي لي شوق كبير لك وللوطن الحبيب.
تعانق الاثنان بحرارة وتواصل حديثهما بالسؤال عن الأحوال حتى تنحنح أيمن ليستدرك السيد رشدي حديثه
- ما شاء الله وأي جمال أشرق بمصر حين أتت إليها براءة.
بخجل أطرقت براءة رأسها حتى يجيب أيمن بتذمر
- وأنا أيمن وأظن من الأفضل الذهاب للبيت حالا قبل أن ينشب حريق هنا من ضيائي.
تعالت الضحكات بينهم ووحدها هي سلبت عقله وهو ينظر لهم على بعد بضع أمتار بعد أن رصف السيارة في مكان غير بعيد.
رآها ملاكا بعثت بسمتها راحة على قلبه الصلب فصار هشا قابلا للهدم بعد أن كان هو الهادم. سار بخطوات رصينة عله يهدئ من انجذابه لها الذي اعتبره شاذ عن مشاعره الرصينة ويجمع قوته بذكائه ولا يخر قتيلا من أول جولة.
لمحه السيد رشدي فعلق قائلا
- أعرفكم على ابني أوس صاحب شركة البهي للاتصالات
هيبة اطلت عليها فحبست انفاسها للحظات، لم تكن ممن يف*ن بمجرد رؤيتهن لرجل وسيم، لكنه ليس كذلك هو رجل ذو هيبة احاطت بجسد مثالي ووجه خلقه الله ليليق بهيبة صاحبه
اعين حادة حالكة السواد، فم متشدد يستقر تحت أنف شامخ يتوسط وجه بيضاوي حدد بذقن خفيفة زادته وسامة
هربت بأعينها منه خشية ان تفضحها نظراتها اتجاهه وراحت توبخ نفسها فمنذ متي كانت تتفحص الرجال كما فعلت الان ؟!
ربما ما رأته من هيبة الرجل الشرقي تتلخص بشخص من يقف أمامها فتذكرت ابياتا من الشعر تكاد تصفه تماما
للـــطيب مـــواقف وللــمرجلة رجاجيل … وللخيل فـــرسانها فــي ســاعة الشدّة.
وللبيوت أمــراس وللــقهوة الفنجاجيل … على مضايف نشامة لـــها رجـالٍ تعده.
حنا هل المواقف مواقف الشهم الأصيل … يشهد لنــا السيــف ويشـهد لنا حـده.
حنا نخــاوي الدنيا خـــوة نـجوم اللـيل … عــد الـــنواظر ما طـــاوعتــنا بـــعــدّه.
حنـــا الــنشامة يشـــــهد لنا دمٍ يسيل … نحر الذبـــايح دوم ساعة اللين والشده.
حنــا النشامة وتشهد لنا سروج الخيل … ســـروج الركايب فـــزعة اللي نــوده.
حنـــا النشـــامة تشـــهد لـــنا الفناجيل … نســـهر لها ما حــنا مــكبّرين المخدة.
حـــنا الــــنشامة وتشــــهد لنا التعاليل … علي الخــوة تربينا وعلى حب ومودة.
حنا النشامة عند المرجلة فزعة رجاجيل … حنا على الميدان سيــلٍ لا طــــم ما تهدا.
حنا النشامة هـــل المــــــواعين المثاقيل …. هل دلالٍ عامرة ما طفى نارها ولا هــدا.
حنا النشامة كرام ما نعد الشات الهــزيل . . نقدم المــيسور لو طال الزمـن ونـــــمده.
لا مال الزمن بالردي ما تنفعه التــهاويل … ولا تنفعه ثـــروة أبوه ولا قـــروش جده.
وش حيـــاته شيـــخٍ ايـــدينه مــــكابـــيل … يشـــوف العـــفن متـباهي وما يقدر يرده.
حنا النشامة وتشهد لنا مواقف الف جيل …درب الوفى نمشيه ونهاب دروب الردى.
حنا النشـــامة فـــزعة المضيوم الدخيل … هقوة الند بالند ويا زين الهــــقاوي بندّه.
توجهت لجامعتها كما اعتادت كي تنظم جدولها قبل بدأ الدراسة، بملابسها الهادئة المكونة من سروال فضفاض وجاكيت مفتوح اللون الاسود وقميص ابيض من تحته، تاركة خصلاتها ال**تنائية القصيرة ترتاح على ظهرها معطية لها مظهر شبابي جذاب دون ابتذال خاصة وعينها العسليتين يشعان بطفولة لا تخفي على من ينظر لها، فتقابلت هناك بصديقتها دنيا الرشيدي التي حضرت بالطبع برفقة ش*يقها الذي يعتبر اثقل من خلق الله علي قلبها، رغم قربها من دنيا وتعاملها مع كأخت لها بل وأحيانا تنفذ ما تخبرها به دنيا دون تفكير فكانت تقع تحت سيطرته بالكامل إلا انها لم تستطع ان تتقبل ش*يقتها الفظ ذلك
-دنيا؟!
قبلتها دنيا بود وهي تهتف بتذمر
- اردت مفاجئتك بحضوري باكرا للجامعة كما اعتدت انت لكنني لست معتادة علي ذلك
ضحكت من صديقتها ال**ولة التي لا توفر وقتا لدراستها فجل همها هو اللهو فقط
- وما الذي جبرك علي هذا؟!
- أنا
اقشعر بدنها حين سمعت صوته رغم تعمدها تجاهله ألا انه لن ينولها ذلك بالطبع!
ذم السَّفَه والحُمْق في واحة الشِّعر
قال دعبل الخزاعي:
عداوةُ العاقلِ خيرٌ إذا
حُصِّلتها مِن خلَّةِ الأَحْمَقِ
لأنَّ ذا ال*قلِ إذا لم يَرعِ
عن ظلمك استحيا فلم يخرقِ
ولن ترَى الأَحْمَقَ يُبْقِي على
دينٍ ولا ودٍّ ولا يتَّقِي (1)
وقال الشَّافعي:
يخاطبني السَّفِيهُ بكلِّ قبْحٍ
فأكرهُ أن أكونَ له مجيبَا
يزيدُ سَفَاهَةً فأزيدُ حلمًا
كعودٍ زاده الإحراقُ طِيبَا (2)
وقال ابن الوردي:
وادَّرعْ جدًّا وكدًّا واجتنبْ
صحبةَ الحَمْقى وأربابِ البخلِ (3)
وقال المتوكل الليثي:
لا تتَّبعْ سُبُلَ السَّفاهةِ والخَنَا
إنَّ السَّفِيهَ مُعَنَّفٌ مَشْتُومُ (4)
وقال مسكين الدارمي:
اتَّقِ الأَحْمَقَ أن تصحبَه
إنَّما الأَحْمَقُ كالثَّوبِ الخَلقْ
كلَّما رقَّعتَ منه جانبًا
حرَّكته الرِّيحُ وَهنًا فانخرقْ
أو كصدعٍ في زجاجٍ فاحشٍ
هل ترَى صدعَ زجاجٍ متَّفقْ
وإذا جالستَه في مجلسٍ
أفسدَ المجلسَ منه بالخرقْ
وإذا نهنهه (5) كي يرعوي
زاد جهلًا وتمادى في الحمقْ (6)
وقال آخر:
لن يسمعَ الأَحْمَقُ مِن واعظٍ
في رفعِه الصَّوت وفي همِّه
لن تبلغَ الأعداءُ مِن جاهلٍ
ما يبلغُ الجاهلُ مِن نفسِه
والحُمْقُ داءٌ ما له حيلةٌ
تُرْجَى كبعدِ النَّجمِ في لمسِه (7)
وقال سالم بن ميمون الخوَّاص:
إذا نطق السَّفِيه فلا تجِبْه
فخيرٌ مِن إجابتِه السُّكوتُ
سكتُّ عن السَّفِيه فظنَّ أني
عييتُ عن الجوابِ وما عييتُ
شرارُ النَّاسِ لو كانوا جميعًا
قذى (8) في جوفِ عيني ما قذيتُ
فلستُ مجاوبًا أبدًا سفيهًا
خزيتُ لمن يجافيه خزيتُ (9)
وقال صالح بن عبد القدوس:
ولأن يعادي عاقلًا خيرٌ له
مِن أن يكونَ له صديقٌ أَحْمَقُ
فاربَأْ بنفسِك أن تصادقَ أَحْمَقًا
إنَّ الصَّديقَ على الصَّديقِ مصدِّقُ (10)
وقال الشَّاعر:
عدوُّك ذو ال*قلِ أبقَى عليك
وأجدَى مِن الصَّاحبِ الأَحْمَقِ (11)
توجهت لجامعتها كما اعتادت كي تنظم جدولها قبل بدأ الدراسة، بملابسها الهادئة المكونة من سروال فضفاض وجاكيت مفتوح اللون الاسود وقميص ابيض من تحته، تاركة خصلاتها ال**تنائية القصيرة ترتاح على ظهرها معطية لها مظهر شبابي جذاب دون ابتذال خاصة وعينها العسليتين يشعان بطفولة لا تخفي على من ينظر لها، فتقابلت هناك بصديقتها دنيا الرشيدي التي حضرت بالطبع برفقة ش*يقها الذي يعتبر اثقل من خلق الله علي قلبها، رغم قربها من دنيا وتعاملها مع كأخت لها بل وأحيانا تنفذ ما تخبرها به دنيا دون تفكير فكانت تقع تحت سيطرته بالكامل إلا انها لم تستطع ان تتقبل ش*يقتها الفظ ذلك
-دنيا؟!
قبلتها دنيا بود وهي تهتف بتذمر
- اردت مفاجئتك بحضوري باكرا للجامعة كما اعتدت انت لكنني لست معتادة علي ذلك
ضحكت من صديقتها ال**ولة التي لا توفر وقتا لدراستها فجل همها هو اللهو فقط
- وما الذي جبرك علي هذا؟!
- أنا
اقشعر بدنها حين سمعت صوته رغم تعمدها تجاهله ألا انه لن ينولها ذلك بالطبع!
لست أدري كيف؟ ولا أين؟ فقط أشعر بقلبي ينبض سريعاً حين أسمع صوتك
وتضيع مفرداتي حين أخاطبك، أشعر أن صوتي يحبس داخل متاهات ال**ت
لا يدري أي نبره بها يحدثك، أعذرني أنا هكذا أحبك، ولا أعلم كيف أبرر؟
فهو شعور ممزوج بين بهجة حضورك وبين واشتياقات غيابك
إحساس مترنح بين الاحتياج إلى لقياك والتخوف من ابتعادك
اعذرني هكذا أنا أحبك، إحساس عميق أركانه ثابتة قواعده راسخة يجعلني أهيم بك فقط.
_ كتبت أحبك فوق جدار القمر أحبك جداً، كما لم يحببك يوماً بشر
ألم تقرئيها بخطّ يدي فوق سور القمر؟ وفوق كراسي الحديقة؟ فوق جذوع الشجر؟
يا آخر امرأةٍ تحاول أن تسد طريق مجدي وجدران بيتك من زجاجٍ، فاحذري أن تستبدي.️
_ إشتقت لك في كل مكان أذهب له فأنت روحي
برغم الفراق الذي طال كثيراً، لم استطع نسيانك
كل شيء اقوم به ليس له قيمه من دون وجودك
إني اكذب ان قلت أني نسيتك بمرور الوقت
بعد فراقنا تحول صيف ربيعي الى خريف
وإمتلأ قلبي بحزن ويمضي الوقت من دونک مثل العدو
لكن هذا هو قدري، ورسائلي وكتاباتي عنك تحترق بداخلي
إشتقت لك كل يوم مثل بعضه كالتوأم بعد رحيلك
اشتقت لك اتمنى لك السعاده معي أو مع غيري.
_ فارغٌ أنا من كل شئ مُمتلى بكِ، أرتشف مزيداً من القهوة
ما هذا لقد نسيُتها مجدداً باردة لا طعم لها لا يهم
أمامي كتاب يحدق بإتجاهي ببلاهَ تجعلُني أشمئُز منه
ليس اليوم أنا ممتلئ بكِ، دخان كثيف فوضى عارمة
أحرق آخر عود تقاب أشعلُ سيجارة لعلها تجتاح ما تبقي بي
ممتلئ بكِ أود أن أكتب لكِ، أنهض من سريري أبحثُ عن قلم
وينهار جسدي أرضاً كالقشة التي أوقعت ظهر البعير
لم أهتم بما تعثرت، وجدث قلم وكمية من ورق الصحف
لن أكتب على ورق الصحف يكفي الصحف بؤس العالم.
الفصل الثاني
أسبوع منذ عودتهم لأرض الوطن كان كافيا للتعرف على الأجواء والنمط المعيشي الجديد بعد أن استقروا ببيت كبير في أحد الأحياء الراقية.
بدأ ثلاثتهم البحث عن طريقه حتى جاءتهم دعوة السيد رشدي لزيارته في قصره الواسع المبهر والسالب لل*قول.
لدى وصول السيد محمد وأبنائه كان السيد رشدي باستقباله صحبة زوجته السيدة أمال، امرأة ذات سيمات برجوازية ولكن طابعا الطيبة والحنان زينا وجهها أكثر فكانت الأكثر تعبيرا لفرحها بلقاء براءة واحتضانها.
- لكم تمنيت بنتا ثانية تؤنس سلمى وتكون لها الرفيق والأخت الناصحة والحمد لله أن الله قد استجاب لرجائي.
خجل براءة كان طاغ حتى يحمر خداها وتصير كحبات فراولة آن قطافها مما زاد في إعجاب السيدة آمال وانبهارها بها.
ثم أشارت لفتاة متصلبة الملامح لا يعبر وجهها عن أي مشاعر، شعر بني قصير يكاد يلامس كتفيها، أعين سوداء متمردة تكشف عن شخصية ش*ية وجسد صغير يقارب جسد براءة بالحجم، كانت تتفرس بهم وهي قادمة من بعيد حتى اقتربت
- هذه ابنتي سلمى لها من العمر 18 سنة وهي المدللة بيننا. هيا يا سلمى رحبي بضيف*نا.
أجابت سلمى بابتسامة باردة مرضاة لأمها أما براءة فلأنها لم تمتهن النفاق ألقت كل مشاعر المودة وبادرتها بحضن دافئ تمحي به المسافات بينهما حتى تقدم أيمن كعادته مازحا
- لا أنصحك ببراءة يا سلمى فهي ما تزال طفلة لا تفقه الطرقات فكيف لها أن تكون حكيمة وناصحة مرة واحدة.
جملة كانت كفيلة ليقهقه الجميع من الضحك في حين أنها شدت أنظار سلمى ناحية أيمن وأضاعت عاطفتها بين ثناياه. هو مختلف عن كل من عرفت من الشباب مما جعلها تبتسم لا شعوريا لكلامه مرحبة وحاثة إياه على فتح باب الكلام بينهما.
جرى بقية تعارفهم روتينيا وهم جالسون في الحديقة الغناء مجتمعين حول منضدة قديمة الطراز. دقائق عدت ليلفت انتباه أيمن وتصدمه بعض النظرات الخاصة والغمزات أرسلتها له سلمى في غفلة من الجميع.
مما رمى في أنفاسه الريبة وجعله يتراجع إلى الخلف ساكنا محافظا على مسافة الأمان بينهما قبل أن تقع الفأس في الرأس على يد هذه المراهقة.
فجأة وقفت السيدة أمال صارخة بمرح وبعفوية عندما لمحت سيارة سوداء رياضية تدلف إلى القصر
- ها قد جاء أسدي سيسره التعرف عليكم للمرة الثانية.
ضحك السيد رشدي ثم قال مخاطبا السيد محمد
- يا صديقي هي دائما ما تناديه "أسدي" وهي من أسمته أوس ظنا منها أنه سيكون ذئبا والحقيقة أنه ذئب لا يرحم وخاصة في عمله.
- طبعا هو ابني وإن كان ذكائه يعتبر دهاء فهو كذلك وإني لأفتخر به.
هنا تدخلت براءة ببراءة تعرض معلوماتها وثقافتها
- والذئب أيضا يض*ب به المثل أيضا في عزة النفس، الصبر، الإخلاص والشجاعة لذلك اعتمد ذكره في عدة تشابيه.
تهللت أسارير السيدة أمال مبتهجة لمساندة براءة لها ثم تن*دت ناظرة للسماء وكأنها ترفع دعاء خفيا في قلبها.
فقال السيد محمد مؤكدا
- إني أقوم بدراسة للسوق ووجدت أن شركته ضمن أكبر الشركات هنا ولا مجال للمنافسة.
فجاءه السؤال من خلفه بغتة
- هل تنوي منافستي يا عمي ؟؟
نظر الجميع ناحية الصوت مرحبين به أما هو فقد علقت عيناه من جديد على الوجه الطفولي الذي سحره قبل أسبوع لكن سرعان ما تدارك الأمر ورمى نظره بعيدا عنها.
بعد مأدبة عشاء فخمة جلس الرجال في غرفة المكتب لشرب قهوتهم بطريقة عملية ليبدأ أوس الحديث
- شركتنا توسعت بشكل كبير على الصعيد الوطني وأيضا في عدة بلدان مجاورة ونحن بصدد البحث الآن عن ممثل تجاري يساعدنا في فتح آفاق جديدة نحو الغرب.
أجابه السيد محمد وهو يعدل في نظارته فهو خبير في هذا المجال
- يمكنني مساعدتك وتوجيهك للمسارات العملية في مجال التكنولوجيا الرقمية وما يربطها بعالم الاتصال.
فسأله السيد محمد مستفسرا
- غير ذلك هل لك أفكارا تنوي إنجازها مع عودتك إلى هنا بعد هذه السنين.
- في الحقيقة قد جمعت من غربتي ما يسمح لي بفتح مشروعي الصغير الخاص حول برمجة التطبيقات للهواتف الذكية. كان حلما وها أنا أخيرا وبهذا العمر قررت المضي فيه.
سكت أوس مفكرا بضع دقائق لينظر لأبيه ثم للسيد محمد مقترحا
- ماذا إن اقترحت عليك شراكة فنطور المشروع ويكون عظيما وعلى مستوى عال؟
بفرح وافق السيد محمد دون تفكير مع مباركة ابنه والسيد رشدي لهما.
أما مسامرة النسوة في غرفة الجلوس فكانت مناسبة للتعارف أكثر بينهن
- لكم أنا مسرورة الآن أنكما معا في نفس الجامعة حيث يمكنكما أن تلتقيا دائما.
فردت براءة بشكل مسرحي مضحك
- طبعا ولكن لا تقلقي حتى بدون عذر الجامعة أظن ساقاي ستهوى الذهاب والإياب إلى هذا المكان الجميل خاصة وأن بيتنا ليس ببعيد عن هنا.
ضحكت السيدة أمال في حين بدأت بسمة تدب على محيا سلمى وهي تتابع براءة التي جذبتها بأحاديثها وخفة دمها.
- حسنا يا ابنتي لكم سيسرني رؤيتك دائما وبث الضحك على وجوهنا لبشاشتك ولكن لا رغبة لي في الركض خلفكما ومجاراة سنكما.
هنا تدخلت سلمى لتسأل ببلاهة كوميدية مصطنعة
- هل ظهر العمر وكبرتي يا أمي ؟ ألم تقولي دائما أن الفرق بين عمرينا لا يحتسب؟؟
تظاهرت والدتها بالصدمة
- قد أمسكت بالجرم المشهود وطبعا كان يجب أن أحتار من ابنتي وليس من غريب.
ثم انفجرت ثلاثتهن بضحك صاخب ملأ الجو مرحا ليتواصل بعده تسامرهن بود أكثر بين سلمى وبراءة.
مرت السهرة وافترقت العائلتين مؤكدين على ترابط علاقتهما أكثر من ذي قبل وفي مكنون كل واحد أسرار تؤنس قلبه.
بسهرة أخرى بقصر لا يقل عن نظيره بالفخامة تعالت أصوات الموسيقى الغربية تعبأ المكان، تتمايل أجساد بعض الشباب طربين بما يسمعون، وآخرون يجلسون لطاولة ملئت بشتى انواع المشروبات التي من مظهرها توحي بانها خمور، مجتمع ظاهره شرقي وباطنه خبيث يقلدون ما لا يفقهوه من أساليب الغرب دونما تفكير
تعالى صوت أيمن وهو يحدث ش*يقته كي تسمعه
-اذا دنيا متى سأحصل على الصغيرة؟
تأففت دنيا من إلحاح ش*يقتها فهي وضعت مخططا آخر للأمر كي تحصل هي الآخر على من شغل تفكيرها
-ليس قبل أن احصل على ش*يقها
-وان كان ما سأفعله سيجعلك تحصلين عليه بسهولة؟
-وكيف ذلك؟
راح يرسم لها مخططه الخبيث وهي تستمع وقد رسمت ابتسامة ظفر على قسمات وجهها ووافقت على ما قاله
انتهت جلستهم وقام كلا منهم يتمايل مع شريك للرقص بطريقة لا تليق بشباب يحترمون أنفسهم ناسين واقعهم فكيف لا وهم لم يجدون من يقوم تصرفاتهم ا***ذة تلك فوالدهم كبنك يرسل مالا ببزخ ليعوضهم غيابه هو والدتهم منشغلين بجمع الأموال ناسين جمع ما هو أهم ألا وهو أبنائهم الذين سلكوا طريقا حالك لا رجعة منه إذا ما تعمقوا به عن ذلك
وبدأت حياتهم الجديدة باستقرار حيث وجدوا الود من عائلة جعلتهم يشعرون بالألفة بينهم ليبدؤوا بالاعتياد على العيش ببلد لم يطئوها من قبل، التحقت براءة بالجامعة وساعدتها السيدة آمال على تقديم الأوراق والتعرف على طريق الذهاب والعودة لهناك ولم يخف ظل أوس الذي ألقى به عليها فاتصاله برئيس الجامعة وتوصيته عليها جعل قلبها يرتجف فكم ذهلت من مكانته وهيب تهربين الجميع رغم صغر سنه، إما سلمي فقد بدأت بالتقريب لها مما اسعدها رغم مزاجها المتقلب إلا انها استشرت بها الطيبة
بدأ محمد بتأسيس عمله الجديد واضعا كل ما جمعه بسنوات الغربة به ليبدأ قوي بسوق درس جيدا معتمدا على خبرة صديقه أيضا الذي بات شريكا له وكم اسعده ذلك
أما هو فقد زاد ان شغاله بها، فراشة ترفرف حوله ناشرة عبقها من حوله محولة حياته الباهتة لأخرى ملئ بالألوان، يشتاق لسماع اسمها، يفرح حين يراها بزيارة لهم وكم يسعده رؤية خجلها حين يوجه لها حديثا ليتعجب كيف تربت ببلاد لا تعرف التقاليد والعادات الخاصة بهم ولم تتلوث
فاق من أغمائه التي اعتاد على السقوط بها منذ فترة مما اضطره لطلب المساعدة من صديق يعمل بإحدى المستشفيات والذي نهره حين علم بإهمال صديقه لصحته
-هل جننت إلياس تصل للإغماء ولم تشغل بالك بالتوجه للكشف
تن*د إلياس بتعب فهو لم يقو على مجادلة صديقه
-آدم أرجوك فلتنتهي من فحوصاتك لأغادر فأنا لا أهوى المستشفيات
-حسنا إلياس ولكن يجب أيضا ان آخذ عينة دم للتحليل
اومأ لصديقه وبدأ بعمل الفحوصات اللازمة بداية من الكشف والأشعة وتحاليل الدم وحين انتهى أمره آدم بالراحة لحين ظهور نتيجة التحاليل لتحديد سبب تدهور حالته، فجسده الرياضي قد هزل كثيرا وعيناه الزرقاوان قد فقد برفيقها واحاطها الهالات السوداء
تعالى رنين هاتفه فالتقطه واجاب المتصل بلهفة
-اشتقت لك صغيرتي كيف حالك؟
وصله صوتها المرح وهي تصيح به
-بخير سيد إلياس هل نسيتني ام ماذا؟
-وهل أستطيع أن أفعل
قاطع حديثه مذياع داخلي للمشفى يطلب طبيا لحد أقسام الجراحة فاضطرب قلب براءة وخرج صوتها مهزوز
-هل انت بخير إلياس؟ لم انت بالمشفى؟
-لا، انا بخير لقد أتيت لزيارة آدم فقط فلم اره منذ سفر أيمن
تن*دت براحة فسعد هو الآخر فكم كان كاذب رائع خاصة عليها وطالما صدقته
انهت اتصالها بصديقها الأوحد وراح عقلها يسبح بذكريات الايام السابقة وطيف اوس يحوم بها، شغلت الهاتف على إحدى الاغنيات وراحت تمارس هوايته بالتنظيم لترتب منزلهم الجديد
EIN BIßCHEN FRIEDEN
قليلاً من السلام
Wie eine Blume am Winterbeginn
مثل زهره في بدايه فصل الشتاء
Und so wie ein Feuer im eisigen Wind
ومثل شعله من النار تقف في مهب رياح جليديه
Wie eine Puppe, die keiner mehr mag
مثل دميه لم يعد يحبها أحد
Fühle ich mich an manchem Tag
هكذا أشعر في معظم أيامى
Dann sehe ich die Wolken, die über uns sind
ثم أنظر للغيوم التى توجد فوقنا
Und höre die Schreie der Vögel im Wind
واسمع صراخ الطيور في مهب الرياح
Ich singe aus Angst vor dem Dunkeln ein Lied
فأغنى أغنيتى خوفاً من الظلام
Und hoffe, dass nichts geschieht.
وآمل أن لا يحدث شيئاً..
Ein bißchen Frieden , Ein bißchen Sonne fur diese Erde , auf der wir wohnen
القليل من السلام , قليلاً من الشمس من أجل هذه الأرض التى نعيش عليها
Ein bißchen Frieden , Ein bißchen Sonne , ein bisschen Wärme das wunsche ich mir
قليلاُ من السلام , قليلاُ من الشمس , قليلاً من الدفئ هذا كل ما أتمناه .
Ein bißchen Frieden, Ein bißchen Träumen und dass die Menschen nicht so oft weinen
قليلا من السعاده , قليلا من الأحلام حتى لا تبكى الناس كثيراً
1:08-1;17) ) Ein bißchen Frieden, Ein) Ein bißchen Liebe, dass ich die Hoffnung nie mehr verliere
قليلاً من السعاده , قليلاً من الحب حتى لا أفقد الأمل ابدا
Ich weiß, meine Lieder, die ändern nicht viel,
أعرف أن اغنيتى لن تغير الكثير
Ich bin nur ein Mädchen, das sagt, was es fühlt).
فأنا مجرد فتاه تقول ما تشعر به
Allein bin ich hilflos, ein Vogel im Wind. Der spürt, daß der Sturm beginnt.,
أنا وحيده وعاجزه مثل عصفور يقف في مهب الريح , يشعر بأن العاطفه ستبدأ
Ein bißchen Frieden, ein bißchen Sonne, Auf dieser Erde, auf der wir wohnen.
القليل من السلام , قليلاً من الشمس من أجل هذه الأرض التى نعيش عليها
Ein bißchen Frieden, ein bißchen Freude, Ein bißchen Wärme, das wünsche ich mir.,
قليلاُ من السلام , قليلاُ من الشمس , قليلاً من الدفئ هذا كل ما أتمناه .
Ein bißchen Frieden, ein bißchen träumen, Und daß die Menschen nicht so oft weinen.
قليلا من السعاده , قليلا من الأحلام حتى لا يضطر الناس الي البكاء كثيراً
Ein bißchen Frieden, ein bißchen Liebe, Daß ich die Hoffnung nie mehr verliere
قليلاً من السعاده , قليلاً من الحب حتى لا أفقد الأمل ابدا
Sing mit mir ein kleines Lied,)
غنى معى أغنيه صغيره
Dass die Welt im Frieden lebt.
لكى يعيش العالم في سلام
Sing mit mir ein kleines Lied
غنى معى أغنيه صغيره
Dass die Welt im Frieden lebt
لكى يعيش العالم في سلام
اقتباس للفصل القادم
فجأة سمع ارتطام في المسبح فاتجهت كل العيون صوبه يتابعون أوس وقد ارتمى في الماء بملابسه، ثوان ثم خرج حاملا براءة بين يديه وهي تخبئ رأسها بص*ره وشهقاتها لا تتوقف.