الفصل الثالث

2419 Words
ما أن خرج من سيارة عبد السلام على أول الطريق الضيق بعد أن تعذر دخولها لضيق عرضه , سار ساهر على قدميه زاما شفتيه و قد عاوده الغضب الذي عمل على كبته بصعوبة لما يقرب من الساعة الآن  و لم يستطع الانتظار أكثر , فأخرج هاتفه من جيبه ليتصل بها و ما أن وصله صوتها متلهفا تسأله هاتفة لماذا تأخرت في الاتصال بالله عليك يا ساهر ؟!  كنت أعد الدقائق كي تطمئنني على توقيع العقد , ماذا بك يا ساهر لماذا أنت صامت ؟! سكتت للحظات و هي تتنفس بصوتٍ عالٍ ثم سألته بنبرةٍ مرتاعة  ألم توقع العقد ؟!هل حدث ما يسوء ؟! تكلم يا ساهر  و كان طلبها الأخير قد ص*ر في هتافٍ عالٍ متوتر  و بالفعل تكلم  الا أن صوته كان جافا خشنا وهو يسألها باختصار و دون مقدمات  سؤال واحد و أريد جوابا مباشرا له  هل أنت السبب في توظيفي بسبب طلب توصية من هويدا ابنة عبد السلام ؟! ساد **ت مطبق عبر الهاتف  و على الرغم من أنه لم يكن بحاجة لتأكيدها , الا أن **تها زاد من خيبة أمله و جنون غضبه  فصرخ دون أن ينتظر ردها  كيف لكِ أن تقدمي على تصرفٍ كهذا دون اذنٍ مني وتعريضي لهذا الموقف ؟! حين تكلمت نسيبة كان صوتها هادئا شديد البرود و الجمود سائلة  من أخبرك ؟! والدها ؟  اتسعت عيناه بنفاذ صبر وهو يهتف بعصبية هل هذا كل ما يهمك ؟!  من كشف كذبتك ؟!  الا أن نسيبة قاطعته قائلة بصرامة حديدية  لم أكذب أنا فقط تغاضيت عن ذكر الأمر لمعرفتي أنك سترفض دون تفكير  هدر ساهر في الهاتف بحنق  بل كذبتِ يا نسيبة , حين أخبرتك عن مقابلتي لهويدا المرة السابقة تظاهرت بالدهشة و التعجب كونها ابنة عبد السلام من الأساس إن لم يكن هذا كذبا من وجهة نظرك فهو بالنسبة لي مقدرة فذة على التمثيل للتحايل علي و تحقيق ما تريدين  كتمت نسيبة أنفاسها بغضب بينما أظلمت عيناها بشدة , ثم سألت بعنفٍ آمرة من أخبرك ؟!  هز ساهر رأسه بيأس غير مصدقا لعدم مبالاتها بما يشعر به حاليا لهذه الدرجة  فأجاب من بين أسنانه بشدة إن كان هذا مهما لكِ فقد عرفته منها شخصيا  أجفلت نسيبة تماما و بهتت ملامحها للحظة , ثم سألت بخفوت هل قابلتها اليوم أيضا ؟!  زفر ساهر بقنوط , وهو يشيح بوجهه  ثم أجاب بصوتٍ مقتضب  اتجهت لمكتب عبد السلام كي أشكره  فوجدتها هناك و أخبرتني  وصلته كلمة واحدة من بين شفتي نسيبة قائلة بتشدد  حقيرة انعقد حاجباه وهو يقول مندفعا  لا ليست حقيرة , الفتاة مسكينة و خرجت منها المعلومة بطريق الخطأ و بات وجهها بعدها مثيرا للشفقة من شدة ارتباكها , بالطبع لم تتخيل أن تخفين عني أمرا كهذا و تظهريني بمظهر الأبله الذي تسيره زوجته  سألته نسيبة بعد فترة و بنبرة بسيطة , الا أنها باردة  لماذا تدافع عنها بالضبط ؟!  هتف ساهر و قد فقد صبره تماما نسيبة , توقفي عن تحويل الأمر كعادتك حين تكونين مخطئة دائما  ردت نسيبة بقوةٍ و صلابة  لست مخطئة يا ساهر نجاحي في الحصول لك على توصية ليست جريمة , أنت نفسك حين أطلعتك على العمل لدى عبد السلام عدوي تمنيت أن يكون لك توصية  لا تدعي المثالية و تخبرني أن مبادئك ترفض التوصيات في زمنٍ كهذا , لأنني لن أصدقك  هدر ساهر قائلا لا أرفض و لا أدعي المثالية  لكن لم يصل الأمر بعد أن تكون التوصية من خطيبتي الى صديقة لها من كي تترجى والدها من باب العشم الأقرب الى الترجي الذي يظهرنا بمظهر المتسولين  كنت أفضل أن تكون توصيةٍ من شخصٍ عملي يدرك خبراتي جديا  سألته نسيبة بنبرةٍ ناعمة خفيضة  أتظن أنني لا أدرك خبراتك و أثق بها ثقتي بنفسي يا ساهر ؟!  قاوم تلك النبرة الناعمة العذبة المغرية و قال بعصبية  توقفي عن خداعي بكلامك المعسول يا نسيبة فانا غاضب الآن لدرجة تجعلني غير قادرا على تقبل أي كلمة خادعة أخرى  أخذت نسيبة نفسا عميقا و هي تقول بهدوء  لا أخدعك يا ساهر , أنا أستاذة في الجامعة و في نفس تخصصك و أدرك تماما حجم خبرتك و أثق بها و ما فعلته هو أنني اتصلت بواحدة من نفس التخصص كذلك .... لتنقل الأمر الى والدها , الذي تصادف أن يكون صاحب الشركة الضخمة و مجموعة المصانع التي تحتاجك بلا شك لا تبخس نفسك حقها و تصور الأمر و كأنه رجاء صديقات , نحن لم نكن صديقتان حتى  زفر ساهر بقنوط غير متهاونا بعد , و حين ظل صامتا , سألته نسيبة بحذر هل وقعت العقد ؟!  هز رأسه زافرا باستياء , و لم يشأ أن يريحها بعد , فقال بخشونة  طلبت من عبد السلام , أن يعفيني من قبول الوظيفة و أنني لم أكن أعلم بتوصيتك  و كأنه أشعل مراجل الجنون فجأة  اذ صرخت بعنف غير مصدقة فعلت ماذا ؟! هل جننت ؟! بعد التنازل الذي تكبدته لأجلك و حططت من قدري متملقة لتلك المجنونة , فأوشكنا على تحقيق الحلم الذي لم يكن في الحسبان , تتنازل عنه و بهذه الطفولية ؟! هل جننت ؟! هدر ساهر بغضبٍ نادرا ما يتفجر بداخله , فلطالما كان هادئا رزينا  ووصوله الى هذه الدرجة تعني أنه تعرض لإهانةٍ بالغة انتبهي لطريقتك في مخاطبتي يا نسيبة , لأنني لن أ**ت طويلا  و أن وصلك ردي فلن تتحمليه  **تت نسيبة و هي تشعر بأنها دفعته لحافة الخطر , لذا أجبرت نفسها بالقوة على ابتلاع حقدها المجنون تجاه تصرفه الطفولي الأهوج و أخذت تلهث بعنف مطبقة عينيها تلعن الغباء بكل صوره ثم لم تلبث أن تكلمت بصوتٍ هامس مقهور خرج من بين أسنانها مرتجا  فقط أخبرني لماذا تفعل بي ما تفعل ؟!  بعد ست سنوات من الانتظار , تأتي الآن لتخبرني بأنك لا تود معاودة السفر و حين استطعت الحصول لك على وظيفة يحلم بها الجميع تتنازل عنها بمنتهى الاستهانة قبل موعد زفافنا بثلاث أسابيع !  أحيانا أتسائل ما هو مقداري الحقيقي لد*ك كي تطالبني دائما بتقدير ما ترفضه أو ما يسيء الى شعورك  سأخبرك أنا ما أرفضه حاليا يا ساهر , أرفض الانتظار أكثر لكل انسان قدرته على التحمل و أنا تجاوزت الحد الأقصى  ساد ال**ت الطويل بينهما فوقف ساهر أمام باب بيته دون أن يفتحه , بملامح صلبة لكن عيناه كانتا مختلفتان تحملان التفهم و التقدير بع** اتهامها الظالم له لذا أخذ نفسا عميقا , قبل أن يقول بصوتٍ هادئ  لقد وقعت العقد  فغرت نسيبة فمها بصرخة دهشة مبتهجة , قبل أن تطبق عينيها بشدة و هي تهتف باكية بعنف  يا الهي , يا لك من قاسٍ محبٍ لت***ب الغير لا أصدق , لما فعلت بي ما فعلت للتو ؟! أجابها ساهر مبتسما ابتسامة قصيرة و بنبرة صارمة جادة  كي لا تعرضيني لموقف مماثل في حياتنا المستقبلية يا نسيبة فهناك أمور أنا غير قادرا على التجاوز عنها  كان يسمع صوت بكائها الخافت , فقال بخشونة و قلبه يهفو اليها متعاطفا  كفى بكاءًا  لن تحصلي مني على التنازل كي أصالحك ككل مرة , بل عليكِ فعل الكثير كي أسامحك  التقطت نسيبة أنفاسها عبر شهقاتٍ ناعمة خافتة , ثم همست بصوتٍ أجش  تعال إلي و سأعمل على مصالحتك كما لم يصالحك مخلوق من قبل  ضحك ساهر ضحكة عميق وهو يقول مازحا  أفضل أن نؤجل هذه المصالحة بعد ثلاث أسابيع , كي لا يهدد الوضع بالخروج عن السيطرة  إن كانت هذه هي نبرتك فقط , فكيف الباقي اذن ؟!  وصلته ضحكة أثلجت قلبه , قبل أن ترسل به دفعة من الدماء الحارة ف*نهد طويلا  الا أنه عقد حاجبيه متسمرا مكانه بعد دخوله البيت  ثم قال بجدية  نسيبة , سأتصل بكِ لاحقا نعم سآتِ لزيارتك مساءا و لنخرج كما تحبين , نعم سنحتفل بالطبع  سأغلق الآن  أغلق ساهر الهاتف ووضعه جانبا وهو يرى أخته جالسة على الأريكة القديمة واضعة وجنتها على كفها باكية بلوعة لكن دون صوت  فتقدم منها قائلا بقلق وهو يجلس أمامها  رحاب , ماذا بكِ ؟!  لماذا تبكين ؟!  ما الذي حدث ؟! هل تشاجرتِ مع خطيبك ؟!  رفعت عيناها الحمراوين اليه بنظرةٍ ضاعفت من قلقه بشكلٍ مرعب ثم همست بصوتٍ مختنق و هي تهز رأسها نفيا ببطء  لدي خبر موجع  بل شديد الوجع يا ساهر  ازداد انعقاد حاجبيه فألقى مفتاحه على الطاولة الصغيرة القريبة و مال إليها سائلا بخوف  تكلمي بالله عليكِ يا رحاب , ما الأمر ؟!  ابتلعت شقيقته رحاب الغصة في حلقها , ثم رفعت وجهها و قالت بصوتٍ مختنق أجش  منذ يومين لاحظت أن أمك كانت تخفي ملفا كبيرا  و حين ناديت عليها سارعت بإغلاق الدولاب بسرعة أثارت القلق في نفسي , حاولت ألا أفكر في الأمر طويلا , لكن شيئا ما قلبي حثني على تفتيش دولابها ... ووجدت أن ما تخفيه كان تقارير طبية و أشعة قامت بعملها منذ فترة و قبل عودتك دون أن تخبر أحدا لم أفهم شيئا منها لكن مجرد أن تقوم أمي بإخفائها أثار الرعب في قلبي ... فأخذتها خلسة و توجهت بها الى أقرب مشفى  رفع ساهر كفه الى فمه بعينين غائرتين غير قادرا على السؤال بينما هي تمط شفتيها بلوعةٍ و عينين دمويتين ثم تابعت هامسة  ورم خبيث في الكبد  اتسعت عينا ساهر الغائرتين أكثر بينما ظلت كفه على فمه و كأنه فقد صوته  فهمست أخته تقول بصوتٍ لا يكاد أن يسمع  كانت تنوي إخفاء الأمر عنا  لا أعلم إن كانت تنتظر أن نتم زواجينا أم أنها كانت تنوي ال**ت للأبد , تعرف أمك جيدا  تحرك حلق ساهر بصعوبةٍ و كأن حجرا قاسيا يمنع عضلاته , الا أن رحاب همست تقول بحرارة  يقول الطبيب المختص الذي توجهت اليه بعدها أن الأشعة و التقارير تشير لأن الورم لم يمتد الى عضو آخر بعد و هذا شيء يدعو للتفاؤل , ربما ليس بنسبة كبيرة , لكن على الأقل هناك أمل , في جراحة و علاج طويل بعدها لكن  أنت تعرف شراسة هذا المرض , الأمل ليس قويا  نزع ساهر كفه عن فمه هاتفا همسا بصوتٍ مختنق ما أن عثر على بعض القدرة على النطق  سنتمسك بأي أمل مهما كان ضعيفا  سنفعل المستحيل همست شقيقته مجيبة و هي تمسح وجهها سألت عن التكاليف  الجراحة تتكلف مبلغا لا بأس به , و العلاج بعدها الإجمالي يعد ثروة صغيرة , أنا يمكنني توفير كل ما تمكنت من ادخاره لزواجي  لكنه يعد قطرة في بحر  أجابها ساهر بصوتٍ متحشرج غير قادرا على الخروج بوضوح الا أنه كان يحمل من العزم و القوة مما جعله يرفع رأسه  لا تقلقي يا رحاب  لدي شقة لأبيعها و لن أدخر جهدا  ....... لا تعلم كم مرة حتى الآن قامت بتشغيل الفيديو المنتشر عبر مواقع التواصل بفضيحة علنية لن يغفرها عالم الأدباء و الأطباء و مرتادي مواقع التواصل لمدة لا تقل عن أسبوعين على أفضل تقدير  تظل عاقدة حاجبيها بشدة و علامات الصدمة بادية على فمها الفاغر , لكن ما أن تأتي الدقيقة التي يلكم فيها عامر قاسم بكل قوته حتى توقفها و تبتسم برضى بالغ  تلك الدقيقة تحديدا أعادتها عشرات المرات و لم تكتفِ بعد و لم تروي اللكمة كرهها البالغ له  الو*د المدعي  من هو ليترصد حركتها و يأمر و ينهي و يض*ب  غابت الابتسامة المتشفية عن شفتيها و حلت محلها القسوة , تتخيل كيف يمكن لها أن ترد الصفعة له صفعتين ثم همست بخفوت   أقسم أن أردها لك يا قاسم  و أنا قسمي صادق , ليس كقسمكم  تن*دت بقنوط و هي تفكر في العمل الذي ضاع حتما بسبب الو*د و هذا ثاني عمل يضيع بسببه  لا بأس  حسابك يقترب و أنت تزيده و هذا يسرني  أعادت الضغط لمتابعة الفيديو , فأتت الدقيقة الحرجة و التي تعض على شفتها كلما مرت ... لكمة قاسم لعامر في منتصف أنفه على الأغلب **رت أنفه , و على الرغم من أنه يستحق لأنه رجل ككل الرجال اللذين يستحقون اللكم في منتصف أنوفهم , الا أنه صاحب العمل  أو كان صاحب العمل  مؤكد أنه لن يتصل بعد هذه اللكمة  و هي لن تتنازل لتترجاه , فليذهب العمل الآتٍ بالتوسل الى الجحيم  لم تكد أن تنهي لعناتها حتى تعالى رنين هاتفها , فانتفضت و هي ترى اسم عامر علام داشاي مضيء بثقة  فاتسعت عينا درة مصدومة للحظات قبل أن تجيبه بصوتٍ حرصت أن يكون هادئا واثقا  مرحبا  وصلها صوته الهادئ المبتسم بالفطرة  أهلا يا درة  اتصلت حسب اتفاقنا أطبقت جفنيها بشدة و هي ترفع قبضتها المضمومة علامة الانتصار الا أنها حين تكلمت , قالت بنفس النبرة الهادئة المتزنة  نعم أهلا دكتور عامر ظننتك , لن تتصل بصراحة سألها بدهشة بريئة و كاذبة كذبا سافرا  لما لا أتصل ؟! ابتسمت رغما عنها و أجابت ببطء سعيدة ب*عورٍ منتشي  لقد شاهدنا  كما شاهد الجميع , مقطع من فيديو ظهرت فيه اليوم حيث تشاجرت مع  **تت للحظة وقد وقعت في فخ تفسير علاقتها بقاسم , فأسعفها عامر متابعا بلهجة تسلية  أحد أقاربك من البلدة هذا ما عرف به عن نفسه , قبل أن يبدأ في الانحدار لأسلوب التعامل كالبهائم  عضت درة على شفتها كاتمة ابتسامتها المتشفية في كلٍ منهما , الا أنها أجابت ببساطة كاذبة كلهجته تماما  لا تعرف يا دكتور عامر كم استأنا من مشاهدة الفيديو مرارا ... أعتذر أنني كنت السبب فيما تعرضت له  لم تشعر بأنها قد تمادت الا بعد أن سألها بنبرة محذرة أظهرت من الرئيس هنا  ألا زلتِ تريدين العمل ؟!  لم يبد سؤاله كتهديد , بل بدا سؤالا مهذبا طبيعيا الا أن الرسالة وصلتها واضحة  لذا انتظرت بضعة لحظات ثم أجابت بنبرة باردة من بين شفتيها مضطرة للتنازل  بالطبع أريده  و سأكون شاكرة  ص*رت عنه ضحكة خافتة , ثم قال بعفوية آمرا  حسنا لا بأس لاحظت أن هاتفك ليس حديثا بما يكفي ليكتب بمهارة , لذا سأحضر لكِ واحدا أحدث و ليكن خاصا بالعمل  ارتفع حاجباها متفاجئة , الا أنها قالت تهز كتفها غير مبالية  إن كنت ترى هذا  ظنت أنه سيغلق الخط لعدم وجود ما قد يتحدثان عنه .... الا أنها فوجئت به يقول في أمرٍ جديد  احضري دفترا و قلما  ضاقت عيناها و شعرت بالرفض التلقائي لنبرة الأمر في صوته , الا أنها سألته بحذر  هل سنبدأ في العمل الآن ؟!  أجابها عامر بسؤالٍ مندهشا  أتراني أتصل بكِ مساءا لأتسامر معكِ ! احمر وجهها حنقا , الا أنها كتمت غيظها و نهضت من مكانها تقول ببرود  دفتر وورقة  حاضر , لحظة واحدة , أتود أن تغلق الخط الى أن أجدهما ؟!  أجابها عامر ببراءة بل سأظل معك على الخط  اسرعي  ازداد انعقاد حاجبيها بشدة وودت لو أغلقت الهاتف في وجهه لكنها مجددا زمت شفتيها و حاولت السيطرة على أعصابها ثم نظرت في غرفتها على غير هدى  ثم همست بخفوت عابسة و هي تمسك بمقبض بابها  دفترا و قلما  متأكدة أن لدينا  لكن و قبل أن تتابع عبارتها كانت قد فتحت الباب بقوة , و لم تحسب حساب الأذن الأنثوية الملتصقة به من الخارج فسقطت عليها مما جعل درة تشهق دون أن تستطيع وزن نفسها فسقطت أرضا و سلوان تعلوها ! صرخت درة بغضب و هي تدفعها عنها  ما الذي تفعلينه بالضبط ؟!  امتقع وجه سلوان بشدة قبل أن يتحول الى اللون الأحمر القاني و هتفت بجزع تحاول تبرير موقفها  كنت  كنت , أتيت أسألك إن كنتِ تريدين تناول العشاء معنا  الا أن درة هتفت فيها بغضب و هي تنهض واقفة تنفض نفسها  أول مرة أرى شخصا يسأله بأذنه ملصقا إياها على الأبواب  هتفت سلوان برعب همسا  اخفضي صوتك سيسمعك أرجوكِ  لم تدرك أن الفأس قد وقع في الرأس و أنه قد سبق السيف العذل ... و أن عامر على الجانب الآخر كان جالسا الى مكتبه واضعا كفه على عينه يضحك بصوتٍ عالٍ وهو يهز رأسه يائسا من تلك المخلوقة , الا أنه من شدة ما ضحك آلمته أنفه مجددا فتأوه وهو يخفض يده اليها ضاحكا
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD