- انتِ بتقولي ايه يا فرح .. بتقولي ايييه ! .
كان المتحدث عمرو ، فكان يجلس امام فرح التي كانت تعانقه فأبتعد عنها عندما سمع هذا الشيء منها ، نظرت له فرح ببكاء مرير قائلة :
- اللي سمعته يا عمرو ... ماما اتجوزت .
وقف عمرو من مكانه بدهشه قائلاً :
- ازاي ده حصل وانتِ عرفتي ازاي .
- انا كنت عايزه اعرف انت فين علشان اعرف فينك .... فقلت ادخل لماما اسئلها عليك يمكن تعرف فينك .... ويريتني مادخلت يا عمرو ياريتني مادخلت .
خرج ماذن من الغرفه معطياً لهم خصوصيه في الحديث ،نظر لها عمرو :
- انا مش فاهم حاجه يا فرح ارجوكي فهميني .
- هفهمك يا عمرو هفهمك .
مسحت دموعها من علي وجنتيها وهي تتذكر ما حدث وتسرد لعمرو كل شيء .
فلاش باك ....
طرقت فرح باب غرفة والدتها لكن لم تلتقي إي رد لتفتح الباب ف*نصدم من هذا لذي رأته بعينيها ، تمتمت بصدمة :
- مستحيل !!!!.
فقد رأت والدتها مع رجل غريب علي الفراش وهما بمنظر مق*ف ... أخذت والدتها " فريال " الملاءة لتغطي نفسها قائلة ببرود وكأن الأمر عادياً بالنسبة لها :
- ايه ده يا فرح مش في باب تخبطي عليه .
ناظرتها فرح بدهشه عارمه قائلة بصوتها المرتفع :
اخبط عليه!!! انتِ عايزاني اخبط علي الباب !!! انتِ سايبه ده كله وبقوليلي اخبط علي الباب .... انتِ ايه مش م**وفه وبنتك شيفاكي بالمنظر القذر ده .
- روحي لأوضتك دلوقتي وانا جايه .... يلااااا .
ذهبت فرح غرفتها بغضب من فريال ... بعد عدة دقائق دخلت فريال إلى غرفة ابنتها ، لتري فرح جالسه علي فراشها غاضبه وتبكي ، لتقول لها بكل بردو كأن لم يحدث شيء :
- في ايه يا فرح جيتي علي اوضتي ليه .
نظرت لها فرح بغضب ثم وقفت قائلة بصوت مرتفع لأن برود امها أشعل دمائها :
- لا دا انتِ زودتيها اوي يا ماما ... انا بجد تعبت منك ومن علا ومنكم كلكم ...من ساعة ما بابا مات وانتِ مش مهتمه بينا ...انتِ كل اللي يهمك نفسك والفلوس .... لا ووصلت بيكي انك تعملي حجات رخيصه في البيت وسط عيالك .
كان صوتها يرتد في المنزل بأكمله حتي ان علا سمعته لتصعد وتدخل إلى الغرفه لتري فريال تصفع فرح علي خدها قائلة بغضب :
- احترامي نفسك يا بنت فايز .... انا امك يا فرح عارفه يعني ايه امك ... وبعدين انا معملتش حاجه غلط ده جوزي علي سنه الله ورسوله .
ابتسمت علا وهي تري العلاقه بين والدتها واختها متوترا مع انها صدمت من والدتها ايضا لكن لم تعيرها اي اهتمام بل هي تشاهد هذا العراك التي حول الغرفه إليه حلبة عراك بين الأبنه و والداتها ،
انصدمت فرح من فريال لكن ليس من الصفعه لانها تتوقع اكثر من ذلك بل لأنها تزوجت ، نظرت لها ولعلا المبتسمه لتخرج من الغرفه ومن المنزل بأكمله .
عودة للواقع........
اشتعل عمرو غصباً من تصرفات والدته ، نظر لفرح ليراها منهارة ... ماذا يفعل هل يذهب ويواسيها .. لكن كيف وهو يحتاج من يواسيه يحتاج من يسنده ويشاركه آلامه ، عانق فرح برفق قائلاً بهدوء لكي يهدئها :
- متعيطيش يا فرح انتِ كده هتتعبي اكتر يا حببتي .... قوليلي اللي يريحك وانا هعمله .
فرح :
- ايوه يا عمرو ... نمشي من البيت ، انا وانت نعيش لوحدينا انا مش عايزة اشوفها ... وعلا كمان نخدها معانا .... ارجوك يا عمرو خلينا نبعد عن البيت وعنها ... بالله عليك يا عمرو بالله عليك .
- حاضر يا حببتي من عيني بس انتِ اهدي .... وكمان عندي شرط .
- ايه هو ؟ .
- انك تروحي البيت وتجهزي هدومك وتقولي لعلا لحد ماجي .
- وانت مش هتيجي معانا .
- لا يا حببتي انا هوصلك وهرجع لماذن تاني علشان عايزه في موضوع مهم وانتِ ابقي جهزيلي هدومي وهتيلي الصندوق الفضي بتاعي اللي فوق الرف .
ابتعدت عنه فرح ونظرت له بأستغراب من تصرفاته وكلامه .. انها تشعر بأنه ليس اخيها الذي تعرفه .... كانت ستتكلم معه لكنه تركها وخرج من الغرفه لماذن ....
كان ماذن جالس علي الأريكه التي في ردهة البيت ، اتجه عمرو له قائلاً :
- انا هوصل فرح وراجعلك تاني علشان عايزك في موضوع .
وقف ماذن وقال :
- ماشي هستناك .
خرج عمرو للخارج ، اتجهت فرح لماذن ونظرت للأسفل قائلة له :
- اسفه اني ازعجتك ... وشكرا انك ساعدتني .
كانت نظراته لها كلها عتاب ولون ... لكنه اخفاها بأبتسامه مصتنعه قائلاً :
- لا شكر علي واجب يا فرح ... وبعدين دا وجبي .
تركته فرح وخرجت دون النظر له وركبت السيارة .
***
جالسة علي أريكتها التي بجانب الشرفه وهي تنظر للقمر والسماء بعيونها الخضراء الدامعه , الباكية ... وهي تتذكر كلام والدها لها ومواساته ...
فلاش باك.......
اجلست مروة قمر علي السرير وعانقتها تهدئها ، ليدخل عليهم اكرم وهو ينظر لمروة لكي تخرج وتتركهم بمفردهم ، اتجه لها وأخذها بين ذراعيه قائلاً وهو يمسد علي شعرها :
- متعيطيش يا قمري انا مقدرش اشوفك بتعيطي .... انتِ لما بتعيطي بحث ان قلبي بيخرج من مكانه لأنه زعلك ... متهتميش لكلام ماما هي عصبيه بسبب تعبها ... متشليش اي هم .. بس انتِ متعيطيش يا قمري .
نظرت له قمر بعيون باكيه مترجيه قائلة :
-يابابا انا مش زعلانه ومجروحه من ض*بها ليا حتي لو قتلتني .. انا كل اللي بيجرحني من صغري انها بتعاملني كده بكل قسوه وعدم حنان ... دي دايما بتبصلي نظرات اتهام وحقد انا بحسها ... كأنها بتتهمني بحاجه انا مش عارفه له ... ايه هي .... يا بابا لو في حاجه قولي متسبنيش اتجرح كده ... ارجوك يا بابا فهمني وقولي هي ليه بتعمل كده ليه يا بابا ليه .
نظر لها اكرم بحزن كبير وهو لا يملك لها اي اجابه عن سؤالها فقال لها :
- قمري ... انتِ تعبانه دلوقتي ارتاحي دلوقتي وبعد كده هنتكلم .
- حاضر يابابا .... .
ليأخذها بين أحضانه مرة اخري وهو يتقطع علي ابنته فلذ كبده من ذلك الجراح التي تسببها لها امها دون سبب ودون أن تعلم الحقيقه بأن احتمال كبير أن قمر تُحصل هذا الشخص وتخصرها هي ايضاً .
عودة للواقع.......
كانت تائها بين افكارها واوقاتها الحزينه و الجميله معاً فهي كانت سعيدة من ساعات و لكن امها دائما تخرب اللحظات السعيدة التي تعيشها كأنها لص ي**ق شئ ثمين من صاحبه ولكن هي ابتسمت فجأه ....ما هذا التقلب المفاجئ .......لانها تذكرت الوقت الذي قضته مع عمرو ......ان احد احلامها تتحقق .....
- انسي يا قمر ... كام مرة هقولك انسي وفكري في اللي يفرحك .... محدش يستاهل حاجه في الدنيا دي .
ثم ابتسمت فجأة وقالت :
- وحد تاني هي**ب قلبي قريب او هو أساساً **به وبقي جواه .
كانت المسكينه تتكلم عن عمرو التي للأسف لا تعلم ما كل وراء هذا من ألاعيب قذرة خادعه فيا له من عالم مخادع ليس به الوفاء والحب الحقيقي ... وقفت قمر واتجهت لفراشها لكي تنام .
***
ادخل عمرو فرح إلى غرفتها خوفاً من ذاك الرجل الغريب الذي ادخلته والدته بينهم ، وهو يهبط السلم اعترض طريقه احداً ما .. وما أن رآه عمرو حتي صدم من هويته .
***
واقفاً جانب سيارته وهو يخطط لشئ ما لكي يجعلها له ولكنه مشتت كلياً ولا يفهم ماذا يفعل هل يأخذها غصبً عنها ويجرحها لكي تحبه ، ام يعاملها بحب ويظهر الشخصيه الطيبه منه لكي تحبه وفي الاخر ي**ب حبها ....
- بتعمل ايه عندك كدا .
ايقظه من شروده صوت مصطفي ، نظر له وقال بحنق :
- عايز ايه يا مصطفي .. هي بصراحه مش ناقصه تريقتك عليا .
- متضايقش يا عمار هي اللي خسرتك والله ... سيبها من دماغك .
- انت مجنون يا مصطفي هو ايه اللي شلها من دماغك .... دي حب حياتي يا مصطفي حب حيااتي .. انا هرجعها بأي تمن يا مصطفي .. ارجوك ساعدني انت اخويا ولازم تساعدني .
- لا يا عمار انا بحبك ومقدرش اساعدك في حاجه غلط تعملها .
- وحياتي يا مصطفي ... عشان خاطري ساعدني .
- قلتلك لا يا عمار اللي انت حاطه في دماغك كله غلط يا ريت تطلعها من دماغك خالص .... فاهم ولا لا .
ثم تركه وذهب ، ليكن عمار غاضب بشده ليكور قبضة يده ويض*ب باب السيارة بقوة من غضبه .
***
- بتعملي ايه هنا يا كاريمان ... انا مش قلتلك اني هنزل مصر بعد كام يوم .
كان من يتكلم عمرو والغضب يتملكه من تصرفها هذا لكن صوته كان منخفض بعد الشيء ، فقالت له بدلع :
- ما هو انا قولت اوفر عليك واجيلك لغاية عندك لانك وحشاني مووت يا حبيبي ... ايه رأيك في المفاجأة دي يا بيبي .
امسكها عمرو من مع**ها بغضب و خرجا معاً خارج المنزل ليكونا واقفين امام سيارته ، ليقول لها :
- كاريمان انا معنديش وقت للدلع ده علي فكرة انا واخواتي هنمشي من هنا وهنروح بيت تاني يعني انا مش فاضي بكلامك ولفاجئاتك دي يا كاريمان .
ترقرقت الدموع في عين كاريمان من مسكة عمرو لمع**ها وكلامه معها لأنه ولأول مرة يرفع صوته عليها ، تن*د عمرو قائلاً بصوت هادئ :
- انا اسف يا كاري ... مش قصدي .. خلاص يا حببـ.... .
**ت عمرو ولم يكمل كلامه احس بغصه تخنقه من كونه يقول كلمه حبيبتي لغير قمر ......ما هذا يا رجل قمر لا تعني لك..ركز علي انتقامك ولا تقع في فخ عيونها التي تبقيك اسيراً لها :
- عمرو انت روحت فين ... خلاص يا حبيبي انا هروح اقيم في فندق لغايه ما ترتب أمورك ... ومتزعلش مني يا حبيبي .
ايقظه من شروده صوتها وهي تترجاه ان يسامحها وايضا انها ستسكن في فندق مؤقتاً اخذها اوصلها للفندق وذهب إلى ماذن .
***
فتح ماذن الباب الذي كان يطرق عليه ، ليكون عمرو ، دخلا وجلسا معاٌ في ردهة البيت ليقول ماذن :
- كنت عايز مني ايه يا عمرو .
- انا نفذت اول خطه يا ماذن وماشيه تمام التمام ... تصدق يا ماذن أن قمر دي غ*يه اوي اوي .. دي صدقت فعلاً كل حاجه .. شكلها وقعت فعلاً ... .
نظر ماذن لعمرو بغضب من بروده فقال له :
- انت معندكش دم يا اخي ... حرام عليك بجد ... وعلي العموم ده مش وقته روح يلا شوف اخواتك مالهم ... ده مش وقته يا عمرو .
- في ايه يا ماذن اهدي .
- مفيش يا عمرو بس ده مش وقته صدقني ... .
- طيب ... علي عموم اسف اني ازعجتك يلا روح كمل نوم .
- استني بس مش قصدي اضايقك .
- مضيقتش ياض ده انت اخويا يا يلا .... يلا علشان فعلاً الوقت اتأخر وانا لازم اروح اخد علا وفرح .
ذهب عمرو وأقفل ماذن ورائه الباب ، اتجه ماذن إلى غرفته وامسك الدفتر والقلم الذي بجانب مكتبه وجلس يكتب بيه .
***
كانت فرح جالسه في غرفه عمرو وهي تضع اشيائه وترتبها في الحقيبه بعد ان رتبت اشيائها وقد رتبت كل شئ ، خرجت من غرفة عمرو الي غرفة علا ، لتري ان علا لم ترتب جميع اغراضها وكانت ممسكه بهاتفها تتصفح به لتقول لها :
- انتِ لسه مخلصتيش يا علا ده عمرو علي وصول ... بسرعه يلا .
- طيب طيب بس ايه لازمه اننا نسيب البيت .. خلاص ماما اتجوزت وخلصنا ايه لازمتها بقا .
- خلاص عمرو قرر وانتهينا ... يلا اجهزي وخلصي علشان عمرو علي وصول .
قالت فرح هذا وهي تعود لغرفه عمرو لكي تأخذ الصندوق الذي نست ان تضعه مع الاغراض ، اتجهت ناحيه الرفوف وجلبت مقعد خشبي صغير لكي تقف عليه وقفت علي المقعد واخذت الصندوق ولكنه كان ثقيل جدا فوقع منها ع الارض وقد فتح وخرج منه الملفات وقد تناثرت علي الارض ، نزلت فرح من علي المقعد ونزلت لعند الملفات تجمعهم من علي الارض وقد رات ملف لونه مميز غير كل الملفات فاجأها شعور بالفضول ان تفتحه .....مسكته وفتحته وقرأته ، فقالت بأستغراب :
- اكرم ... بيعمل ايه دا عند عمرو .. و قمر ومروة كمان .
يتبع......