الخاتمة

1478 Words
بعد خمس سنوات في دولة مصر بمدينة الإسكندرية، يجلس عمرو علي مقعد أمام البحر ينظر له نظرات شاردة ، حزينة ، ظل ينظر له ولأمواجه وهو يتذكر هذا اليوم الذي لم ينساه طوال هذه السنوات ... فلاش باك...... بعد أن استقام الخط لم يهدأ الطبيب من صعقه لقمر ، إلا أن فقد الأمل ليتركها كما هي ، نظر لعمرو بأسف قائلاً : - ضغط دمها انخفط .. انا اسف يا عمرو يا ابني شد حيلك . هبطت هذه الكلمة علي مسامع عمرو كأنها سهم طعن قلبه ، نظر له نظرات دهشة قائلاً : - انت بتخرف بتقول ايه ... قمر ممتتش قمر عايشه ... هي وعدتني انها مش هتموت . ابتعد عن الطبيب وذهب لقمر التي كانت مغمضة العينين لا تتحرك ، ثم نظر إلى ذلك الجهاز الذي استقام خطه ، جلس علي ركبتيه وأسند يده علي السرير وامسك يد قمر وهو يحدثها بعيون باكيه غير مصدقه : - يلا يا قمري اصحي ... متسبينيش لوحدي هنا ... انا من غيرك ولا حاجه صدقيني .... يلا اصحي يا قمر بالله عليكي متعمليش فيا كدا ... انا بحبك ، بحبك يا قمر مقدرش اعيش من غيرك صدقيني ... . **ت لبرهة ثم أكمل وهو يملس علي شعرها : - قمر انتِ سمعاني صح ... قوللهم انك صاحيه ... قمر مبتروديش عليا ليه ... قمرررر ..... قمرررر انا بكلمك يا قمررر . وقف عمرو من مكانه ثم امسك ذراعي قمر قائلاً من بين أسنانه : - بقلك ردي عليا يا قمر ... قمرررر .... متعمليش فيا كدا بالله عليكي ... يا قمرررر رودي يا قمر افتحي عينك .... افتحي عينك افتحي ... طب انا اسف انا اسف مش هكدب عليكي تاني .. انا والله بحبك مش بكدب عليكي ، والله انا ندمت اني كنت بنتقم من باباكي من غير ما اعرف الحقيقه والله ندمت ... وانتِ قولتيلي انك سامحتيني صح .... مش انتِ سامحتيني ليه سبتيني بقا ليه ..... ليييييييييه يا قمر لييييه . ثم تركها ووقع علي ركبتيه يمسك رأسه بيده ، تاركاً دموعه تنزل علي وجنته ، ليطلق اه كبيرة واهنة تحمل آلامه ، ليري الممرضه تضع عليها الملائة ، وقف مسرعاً وهو غاضب من تلك الممرضه ليمسك ذراعها بقوه ويبعدها عن حبيبته وهو يقول : - انتِ بتعملي ايه يا مجنونه انتِ قمر ممتتش سمعتي ممتتش بقولك . تركته الممرضه وخرجت دون أن تنطق لانها تعلم معاناته الأن ، وقف وابتعد عنها واتجه للمشرط الذي يوجد علي الطاولة المصنوعه من الألومنيوم ، اخذ الشرط ووضعه علي مع**ة ثم نظر لقمر قائلا بغضب : - ماشي يا قمر انتِ اللي بدأتي وانا اللي هجيلك لغاية عندي . ثم جرح مع**ه لتتدفق الدماء منها ليقترب منه الطبيب وهو ينادي علي الممرضه : - انت اتجننت يا عمرو ... مها هاتي الأسعافات الأولية بسرعة . امسك الطبيب يده وأخذ الإبرة من الممرضة وخيط جرحه واثناء خياطته كان عمرو يبكي علي ما وصل له ولحبيبته ثم نظر لها بحزن وضعف ، وقف عمرو فجأة تاركا وجعه وألمه وهو يقول : - قمر .... قمر . اقترب منها ثم نظر للجهاز ليري ما لا يتوقع ، وهو أن هذا الخط عاد لطبيعته ، ابتسم عمرو هو يجلس علي ركبتيه يعانقها بقوه قائلاً : - كنت عارف انك مش هتسبيني لوحدي كنت عارف يا قمري . باك...... ابتسم عمرو بعد تذكره لهذا اليوم لينظر لمع**ة الذي كان به الجرح ، شعر عمرو بيد وضعت علي كتفه لينظر وراءه ليراها تقبله من وجنته قائلة : - حبيبي سيبني وقاعد لوحده ليه . ابتسم عمرو أبتسامة مشرقة ، ليقول ساحبها لتجلس علي رجليه : - كنتِ نايمه ومرتضش ازعجك يا قمري . ابتسمت له لتلاحظ هذه الدمعه التي فرت منه أثناء تذكره ، مدت يدها ومسحت ثم قبلته برفق علي شفتيه قائلة : - مش قلتلك مية مرة مش عيزاك تفتكر أي حاجه في الماضي . عانق وجهه بكفيه قائلاً : - مش قادر انسي انك خلاص كنتِ هتروحي مني . وضعت يدها علي يده وقلبت راحة يده ثم أردفت : - خلاص يا عمرو اللي حصل حصل واديني انا اهو معاك وقعدة علي رجلك وكمان مشينا من البلد اللي ممكن تخليك تفتكر كده ، وغير كده معانا حبيب قلب قمرك علي اللي مالي دنيتنا .... ولا علي مش عجبك بقي . ابتسم عمرو من كلامها : - هو انا عندي اغلي من علي وام علي . - هههههه طيب يا سيدي يلا نروح الشالية قبل ما علي يجنن مريم . - ههههه طيب يا روحي . وقفت قمر ومدت يدها لعمرو الذي وقف بدوره وسارا اتجاه الشاليه وهم ممسكان بيد بعضهم . *** دخلت الأثنان الشاليه مندهيشين من سكونه لتقول قمر : - غريبه دي ، يعني مش سامعة صوت علي ولا دوشته . اقفل عمرو باب الشاليه قائلاً : - تلاقيه نايم ولا حاجه . - نايم ... بس احنا لسه العصر . اقترب منها وحملها وهو يقول : - وفيها ايه يمكن علي حن عليا وساب امه لبوه شويه . ض*بته قمر علي ص*رة قائلة بعتاب مازح : - انت قليل الأدب دايما كدا . - بحب قلة الادب معاكي انتِ وبس . ثم دخل بها حيث غرفتهم ، مددها علي الفراش ثم تمدد فوقها يقبلها من شفتيها لتضع هي يدها بين خصلات شعره الكثيف ، ليأتي صوت من جانبهم يقول بصوت طفولي غاضب : - ايه ته مامي وبابي عي الثيير ." ايه ده مامي وبابي علي السرير " ابتعد عمرو عن قمر التي ضحكت من ابنها ليقول عمرو ببكاء مصتنع : - انت طلعت منين يا بني حرام عليك والله . هرول علي للصعود إلى الفراش معانقاً قمر وهو يقول : - عيب كده بابي اي بعتميه في مامي . " عيب كده بابي اللي بتعمله في مامي " ضحكت قمر من ابنها لتقول لعمرو الواقف امامها غاضب : - ايوه مش عيب كده يا عمرو اللي بتعمله فيا . نظر لها عمرو ولضحكها وهو يقول : - والله في يوم هتلاقيني في مستشفي العباسيه منك انتِ وابنك ابو ل**ن ونص . وقف علي أمام والده ورفع سبابته الصغيرة الناعمة أمام وجه والدة قائلاً بغضب : - متسعقث لمامي كتا عمي . " متزعقش كدا لمامي يا عمرو " ابتسم عمرو من ابنه الذي يدافع عن أمه ليحمله ويقبله ويقول : - علم وينفذ يا سي علي . لتقول قمر بحزن مصتنع : - وانا مليش من الطيب نصيب ولا ايه . ضحك علي عليها ثم قال غامزاً لها : - لا ليكي طبعاً بس لما اطفش العسكري انهارده . نظرت له بخبث ثم لعلي : - علي يا روح ماما مش عايز تلعب مصارعه . صفق الطفل الصغير بيده الرقيقه قائلاً بسعادة : - هييييه مثايعه ." مصارعه " ثم اكمل : - بث انا هضب مين . " بس انا هض*ب مين " وقفت قمر من علي الفراش وامسكت علي من عمرو وهي تناظره بمكر قائلة لأبنها : - نض*ب مين نض*ب مين نضر..... نض*ب عمرو . كان عمرو سينطق لكن أوقعته قمر علي الفراش وأخذت تلكمه علي وجهه بمزاح وعلي يض*به علي بطنه بقدميه الصغيرة وعمرو يتأوه منهم ، وهم يضحوا جميعاً ، ظلوا يض*با عمرو لدقائق ، إلى أن تعب علي ليجلس علي الفراش وهو يقول : - خياث خياث انا عبت . " خلاص خلاص انا تعبت " ثم تابع : - انا اروح لميم عثان جعان . " انا هروح لمريم علشان جعان " ذهب الطفل الصغير إلر مربيته مريم التي تجلس بالغرفة المجاورة لهم ، ابتسم عمرو لقمر وهو يقول لها : - انا فرحان اوي يا قمر انك دخلتي دنيتي وجبتيلي حته منك وشبهك في جنونك . - وانا بحبك يا حبيبي ، عمري متخيل اني ابعد عنك لانك روحي كلها ، انت وعلي اللي جزء من قلبي ومقدرش ابعد عنهم . - بس انا بحبك اكتر ... وبشكرك كمان . ناظرته قمر بأستغراب قائلة : - تشكرني ... ليه بقا . حاوط خصرها بيده ومددها تحته قائلاً : - لانك خليتيني احبك بجد ... خليتي حبي ليكي امل ليا بعد ما كان حب من غير امل وحب خادع ... زرعتي جوايا المشاعر .... وخليتيني اعرف معني الحب الحقيقي ... انا بحبك يا قمر بحبك . عانقته قمر وهي تضحك من بين بكائها من تأثر كلماته ، لتهمس هي الأخرى : - قمر من غير عمرو يعني عدم وجود قمر انت شمسي اللي مقدرش اعيش من غير نورها انت كل حاجه في حياتي يا عمرو انا بموت في روحك .. . هناك انواع من الحب كثيره ولكن لن نسمع عن الحب الذي بلا امل ،فما هو الحب ؟؟ ...... هو التضحيه من اجل الحبيب هو الاشتياق وعدم راحة البال اذا لم يكن بجانبي حبيبي .....هو الخوف علي عليه والاعتناء به والاهتمام ايضا فبدون الاهتمام لا يسمي الحب حب ...،وحمايته من اي مشاكل او اذي ، لكن لم نسمع عن حب بلا امل فما معناه ؟؟؟ جميعكم تسالوا هذا السؤال وتريدون اجابه ... انا ساجاوب .......ومعناه انه مزيف لا يوجد به مشاعر ولا رحمه ، انه حب كلمه فقط وليس معني .....،ولكن يمكن ان نحوله ونغيره ليكون حب حقيقي .......وبشيء واحد فقط ،وهو ان نجعل الطرفان صادقين في حبهم ، وان لم يكن في قلوبهم مشاعر ...فلمَ لا نبعث في روحهم المشاعر ، وان كنت تريد هذا فعليك حل الامر بالحب وليس الكره لان الحب نحاربه بالحب . ( تمت بحمد اللّه )

Great novels start here

Download by scanning the QR code to get countless free stories and daily updated books

Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD