الفصل السابع

1046 Words
يوم تلو الاخر اعتادت زينب الانتظار الي بعد خروج المدرسه . و قدم عبير عليها و هي تحمل حقيبه المدرسه في يدها . و تاخذها و يصعدوا الي سطوح هذا البيت و تشرح لها عبير الدورس و زينب منسطه جدا لها و كلها آذان صاغيه . تتعلم و تكتب و اقراء من غير ما يعلم اهلها . احبت زينب عبير حدا لاهتمامها و حرصها علي ان لا يفوتها اي درس . فقد كانت عبير لا توافق علي الذهاب الي زينب بعد عودتها الي بيتها لي تناول الغداء مثلما امرتها والدتها . فقد كانت تخشي ان تنام من تعب اليوم و يضيع علي زينب درس يوم بي اكملها . عبير قالت الي زينب بي انبهار شديد : ما شاء الله عليكي يا زينب ، فانكي تفهمين كل ما اشرحه لكي من دروس سريعا ، المدرس يظل يشرح مره و اثنين و ثلاثه الي ان تفهم التلاميذ و هناك تلاميذ لم تفهم بعد و تظل تساعد نفسها في البيت لكي تفهم شرح الدرس ، اما انتي فقد فهمتي من شرحي انا منذ المره الاولي ، انتي حقا خساره في الجلوس هنا يا زينب . زينب ردت و قال لها : كنت اتمني ذالك يا عبير ، انتي تعرفين لي الاسف حالتنا الماديه لا تسمح بي التعليم ، و ايضا هنا كلما حدثتهم في موضوع تعليمي قالوا لا ، اخواتك الرجال اولي بي هذا التعليم ، لا اعرف كيف اغير تفكيرهم هذا يا عبير ، فكم من احلام لي تمنيتها و لا استطيع تحقيقها في هءا البيت ، حتي الخروج و التنزه ان امشي فقط في الشوارع واخرج معكم هذا ممنوع ، اشعر دائما باني محبوسه في هذا البيت ، و عندما تضيق بي اكثر و اكثر اشعر اني خادمتهم يا عبير ، انا من ينضف ورائهم ملابسهم و متعلقاتهم و من يعد لهم الطعام ، جميعهم يعملون الا انا ، انا من اخدمهم . عبير و ضعت يدها علي كتف زميلاتها و طيبت بي خاطرها و قالت لها : لا يا زينب ، لا تفكري هكذا ، انتي تساعدي والدتك ، هل امي تقول انها الخادمه لانها لا تخرج و لا تعمل و لا تتنزه ، بي الطبع لا زينب ، اهدئي هكذا انتي تساعديهم يا حبيبتي كما هم يساعدوكي ، كلا منكم يكمل الاخر ، فانكم اسره رائعه بينكم تكامل و تواصل و حب و مناقشه . ردت زينب و قالت لها : مناقشه ! ، اين تاتي تلك المناقشه يا عبير ، و كلا منهم يعود من عمله منهك لي الغايه ، لا يستطيعون الكلام في اي شئ فقط ياكلون و يذهبون الي النوم لكي يريحوا اجسادهم من تعب تلك الليله و استعدادا الي تعب ليله غد ، و هكذا كل يوم علي هذا الحال . عبير قالت لها : حسنا يا زينب لا تحزني و لا تشغلي بالك بي اي شئ ، انتي يا عزيزتي تساعديهم بي كل طاقتك ، ان استطاعتي علي شئ اخر لا تبخلين عليهم به ، انا اعلم هذا . زينب قالت لها : تعليمين يا عبير ، ان والدتي كانت تسكن في فيلا كبيره و كان والدها من الاثرياء ، و لديهم خدم و اكثر من عرفه و اكثر من طابق . عبير قالت لها : ايعقل هذا ، و اين ذهب كل هذا اءذن ؟ زينب اجابتها : امي تزوجت ابي رغما عن والدها ، بي الطبع هربت منه ، و لم يعرف اين تسكن حتي الان ، و هي لم تحاول ان تتواصل معه طوال هذه الايام ، فقط حاولت مره عن طريق احدي صديقتها القدامى ، و لكن من الواضح ان تلك الصديقه كاذبه ، فقد خدعتها و قالت لها ان والدها ما زال لا يريد رؤيتها ، و ان لا تحاول ان تتصل بيه باي وسيله مره اخري ، و انا الان افكر جديا في ان اتواصل معه و اعرف بي التحديد هل يمكن له مساعدتنا ، ام سوف يظل هكذا علي وضعه معنا و مقاطعه والدتي الي الابد . عبير و هي مذهوله من حديث زينب : هل هذا الكلام صحيح يا زينب ! انا غير مدركه او لا اعرف كيف اصدق هذا الحديث كله ، ان كان حقا ما تقوليه ، فلابد ان تحاولوا معه مره اخري و اخري و اخري الي ان يلين قلبه الي امك ، و يعطيها حقها في تركتها ، و تستطيعوا العيش ، بدلا من العيش هكذا يوم بي طعام و اخر بدون طعام . زينب اجابتها قائله لها ؛ و لكن والدتي تمنعني يا عبير ، و لم تخبرني باسم والدها الحقيقي كله ، و لم تخبرني باسم القريه التي كانت تسكن فيها و لا حتي بي مكان هذه الفيلا الكبيره ، لا اعرف ماذا افعل ، و كيف اصل اليه ، و هل ما زال علي قيد الحياه ام لا ، و هل اخيها الاصغر سوف يطمع في كل تركتها ام سوف يكون حنون عليها كما قالت . عببر ردت عليها و قالت لها : لا تفكري بي كل هذه الاسئله و تشغلي بالك بها انها بلا جدوى الان ، الاهم هو اقناع والدتك في اهميه العثور علي والدها ،و ان تخبركم بايم القريه و مكان تلك الفيلا ، لكي تستطيعون ان تأخذوا حقكم من والدها و تغيروا حياتكم كلها يا زينب ، فكري بي هدوء مع والدتك و حاولي اقناعها يا حبيبتي ، ان الوقت تاخر عليا ولا اريد ان تقلق امي عليا ، انا فقط لابد ان اذهب الان سوف اراكي غدا ان شاء الله بعد المدرسه . و ذهبت عبير الي بيتها و تادت زينب الي منزلها و اخلدت الي نومها . و في يوم من الايام انتظرت زينب كثيرا بعد معاد خروج المدرسه . ان تأتي عبير مثل كل يوم لكي تشرح لها درس اليوم . ساعه تلو الاخري تنتظر و تنتظر . و لكن عبير لم تأتي حتي الان . ثم قلقت عليها زينب . و ارادت الاطمئنان عليها . و ظنت ان لابد ان حدث لها شئ منع عبير من القدوم . و قررت زينب ان تستاءذن والدتها الحاجه فاطمه في ان تذهب لكي تسال علي عبير ، و ما حدث لها . ذهبت زينب الي امها الحاجه فاطمه التي كانت تجلس علي الارض التي ي**وها فرش من الحصير . و كان المنزل بأكمله خالي من الاثاث الا القليل منه . توجهت زينب اليها و انحنت و جلست بي جوارها على الارض و استاءذنها في ان تذهب الي بيت عبير لكي تعرف ماذا حدث الي عبير ، فانه من الغريب ان لا تاتي هذا اليوم و هي اكدت عليها ليله امس انها قادمه اليها بعد انقضاء موعد المدرسه مثل عادتها .
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD