بشر بلا ثمن
سمع صوت إرتطام شديد على الطريق أثناء اتكائه على احد الحواجز الحجرية التي تتاخم الرصيف، كان منهكا إلى درجة الإعياء ومن الصعب ان يبقى قائما على قدميه حتى المساء على قارعة الطريق، التفت بحذر فلمح سيارة بيضاء فارهة لا يعرف نوعها ولكنه لمح رقمها لأنه متآلف بدرجة ملفتة للنظر كان مكون من اربعة ارقام متشابهة وهى أربع خمسات فمن السهل حفظه..
سارع بالنهوض لكي يرى ماذا ألقت السيارة على جانب الطريق، اقترب بحذر فرأى حقيبة ضخمة من المشمع الاسود مغلقة بإحكام فنظر إليها في ريبة، ثم خامره الشك في ان تكون جثة، لملم شتات نفسه ثم إتصل بأحد أصدقائه وهومتردد وقال له:
_لا أعرف ما حدث افقتُ على صوت ارتطام شديد وإذا به حقيبة بلاستيكية ضخمة قد ألقيت من أحد السيارات وأنا أخشى فتحها فهلا اتيت إلى لكي نرى ما بها.
_ولماذا نفتحها ربما كان بها ما يؤذينا
_وربما كان بها ما ينفعنا، تخيل لو كان بها مال أو ملابس او شيء من هذا القبيل، لاتفوت علينا الفرصة هيا وإلا ندمنا
_لا ادري يا نظيم إلى أين سيودي بنا فضولك. هل مازلت في نفس المكان المعتاد
_نعم. هيا تعالى سريعا قبل ان يراها أحد
وقف نظيم بعض الوقت وهو يشعر بالتحفُز ، ويتمنى لو أتى هاشم صديقة بسرعة البرق
وبعد دقائق وافاه هاشم وهو يضع لفافة التبغ في فمه ويصيح بصوته الجهوري، أين الحقيبة التي أخبرتني عنها؟ فأومأ بسبابته قائلا:
_هاهي
نظر هاشم وأصابته الحيرة ثم قال:
رأيتها، بالفعل هي تثير الريبة، هيا سريعا قبل ان ينتبه إلينا أحد.
تقدما من الحقيبة ثم سحباها على الأرض حتى وصلا بها إلى مدخل عمارة مازالت تحت الإنشاء تقع جنوبي الطريق العمومى المؤدي إلى محافظة القاهرة.
كانت الحقيبة ثقيلة، بدءا يتحسساها من فوق الحقيبة البلاستيكية ليعرفا ما بها ولكنهما لم يصلا إلى حقيقة ما بداخلها.
تقدم هاشم منها وأخرج من جيب بنطاله سكين وفتح فتحة صغيرة في جانب الحقيبة، وحاول أن يرى ولكنه لم يرى شيئا ولكن نظيم صرخ ابتعد بسرعة ابتعد وأمسك بيد هاشم الذي لم ينتبه إلا على أنه يركض بسرعة شديدة فقال:
مابك؟ ماذا حدث؟
فصرخ نظيم :
_أفعى تخرج من الحقيبة! أنظر .
_يا إلهي إنها ضخمة جدا
ركضا بعيدا وراقباها ليعرفا أين ستذهب، فلمحاها تتلوى وتص*ر فحيحا مرعبا ثم انتقلت إلى جانب الطريق الآخر واختفت بين الحشائش النامية على جسر الترعة.
سارا ببطء معا حتى وصلا إلى مكان الحقيبة البلاستيكية فرأوها مازالت منتفخة مما ينبيء عن وجود شيء ما بداخلها
فحمل نظيم ساقا من الخشب كانت ملقاة على الارض وتحسس بها الحقيبة ثم دفعها داخلها من الفتحة فشعر بوجود جسم صلب مازال بها فأخذه الفضول وشجعته نظرات نظيم على الاقتراب أكثر.
لاحظ بعد استخراج العصاة وجود آثار دم عليها فارتاب في الامر وأخبر هاشم بخطورته وضرورة الاتصال بالشرطة لكي لا يتعرضا لما لا يحمد عقباه.
فاعترض هاشم على الفكرة، وأخبره أنه لو كان هناك قتيل بداخل الحقيبة فربما عثرا على مالا في ملابسه أو ساعة، او غيرها.
ولكن نظيم صاح :
ألا يكفيك ما رأينا الليلة ؟ لقد نلنا من الرعب ما يكفينا
ثم هم بالإتصال بالشرطة من هاتفه المحمول وأخبرها بوجود حقيبة بلاستيكية كل الظن أن بها جثة قتيل، ثم وصف لهم العنوان.
بعد مرور نصف ساعة وصلت سيارة الشرطة وبدأ فريق المباحث عمله وتم فتح الحقيبة باحتراس
كان هاشم ونظيم يقفان على بعد ليريا ما بداخل الحقيبة
بعد ان تم فتح الحقيبة عثرا بداخلها على جثة شاب مقتولا وكانت الجثة مش*هة تماما ، فبحثا في ملابسه عن إثبات شخصية لم يعثرا على شيء.
تم حمل الجثة بواسطة الإسعاف إلى مشرحة زينهم
وتم تتبع رقم الهاتف الذى تم الابلاغ منه فعرفوا ان صاحبه هو نظيم محمد كامل يبيع الذرة المشوي على جانب الطريق السريع في مكان قريب من موقع الجثة ..
تم استدعاؤه فمثل أمام الضابط الذي بدأ بسؤاله:
كيف علمت بوجود جثة فى الحقيبة؟ وطلب منه أن يقص عليه كل ما حدث بالتفصيل.
فاخبره بكل ما رأى وبأمر الأفعى التي خرجت من الحقيبة وأين اتجهت.
فسأله الضابط عن مص*ر الحقيبة ولون السيارة ومواصفاتها
فأخبره إنه لا يعرف نوعها ولكنه يتذكر أن رقمها كان اربع خمسات ملاكي القاهرة.....
للقصة بقية