١٩ | البداية.

2839 Words
ما هو أصعب شعور؟ ألم جسدي أم نفسي؟ بالطبع النفسي يفوز بجدارة، ولكن مازال السؤال يُعيد نفسه، ما هو أصعب شعور؟ ما هو الشعور الذي يقتل الروح قبل الجسد؟ الحزن؟ الندم؟ الفقد؟ ... كثير من المشاعر السلبية يمكنها قتل الروح، وما أصعب العيش بجسد منزوع منه روحه، وما أصعب موت روح وهي في ريعان شبابها. تنظر ليندا للسقف بعقل فارغ عيون محمرة، وجنتين وانف كذلك أيضًا، أستقامت تبعد الأغطية من عليها. نظرت إلي كارلا النائمة بعشوائية وشعرها الأصهب مبعثر. خرجت من غرفتها وتسير بأهمال خامل، توقفت في ممر تنظر لخلفها، عينيها وقعت علي باب غرفة تقابل غرفتها ولكن أبعد قليلًا. عادت مرة أخري، وقفت امامها تضع يدها علي المقبض بتردد، وتبعدها، فعلتها أكثر من مرة، طأطأت رأسها، ملامح حزن جالية علي وجهها. تجمعت الدموع بعينيها، كتل دموع حجبت عنها الرؤية، جثت علي الأرض تسند ظهرها ضد باب الغرفة. ركلت الأرضية بيديها، دموعها أخذت مجري علي وجنتيها، ثم همست "دائمًا والداي أخباروكِ بأن تقودي رويدًا، لما تسرعتِ اذًا؟" أسندت رأسها ضد باب الغرفة مجددًا، وهي تبكي ب**ت. / يسند رأسه ضد غرفة العناية المركزة، يحاول التماسك، لكن خانته قطرات مالحه تسير علي وجنته، كل قطرة تفر من عينه تقتله مليون مرة، تخبره بأنه عاجز. ألهذه الدرجة لا أستطيع مساعدته؟ هذا ما يجول في ذهن ماثيو. استقام يعدل ملابسه بوقار، وقف أمام النافذة الزجاجية التي تفصل بينه وبين الجسد الصغير الممد علي سرير المشفي أجهزه كثيرة موصله بجسده الصغير تحاول منعه من الموت. وما هو الموت؟ عاجلًا أم اجلًا سوف يأتي، يسحب الروح من جسد يجعله جثه هامدة لا حول ولا قوة بها. وضع راحه يده علي الزجاج وتمتم "أرجوك تماسك من أجلي" شعر بأحد يضع يده علي كتفه، نظر خلفه شاب نسخه منه الشعر الاسود والعيون عسليه، فك حاد، نسخه مكبرة منه. "سوف يكون بخير، ماثيو" اتساع طفيف في عيون ماثيو وهو ينظر له، ابتسم بأن**ار واضح قائلًا بهدوء "مرحبًا بعودتك، كيفين" ابتسم كيفين بهدوء، ونظر إلي النافذة حيث جسد الصغير. / "ايتها الصهباء استيقظي" فتحت كارلا عيونها بانزعاج علي أثر صوت آرثر، نظرت له بغضب قائلة بصوت ناعس "ماذا يوجد؟!" اعتدلت وجلست علي الفراش وهي تفرك عينيها، صاح آرثر "أين ليندا؟!" تثائبت كارلا وهي تؤشر علي فراشها بعيون تكاد مفتوحة "نائمة" رمشت أكثر من مرة وهي تنظر إلي يدها التي تؤشر علي فراش ليندا ثم إلي الفراش، صفعت جبهتها وهي تقول "بالفعل أنت ا**ق، بالطبع في المرحاض، ثم كيف لك ان تدخل غرفة فتايات هكذا؟" نظرت للمرحاض الذي بابه مفتوح مسباقًا، استقامت سريعًا، وصاح آرثر وهو يخرج من الغرفة "جو أبحثي في الطابق العلوي" كاد ينزل لكن ألتفت إلي الغرفة المقابلة لغرفة ليندا، مع دخوله لها خرجت ليندا، نظرت له بوجه بدون تعابير، ثم أبتسمت بخفه وهي تقول "صباح الخير" قال آرثر بأنفعال "ماذا كنتِ تفعلين بالداخل؟" نظرت ليندا إلي باب الغرفة الذي أغلقته توًا ثم إلي آرثر، رفعت كتفيها بلا مبالاه "اعدت عندما اخاف أنام بها" لانت ملامح آرثر "أسف علي انفعالي، لقد قلقت عليكِ، وهذه الصهباء لم تساعد ظننتها فاقدة الوعي وليست نائمة" ضحكت ليندا، ربتت علي كتف آرثر وعادت إلي غرفتها، نظر آرثر باستغراب إلي مكان وقوفها ثم إلي كارلا، رفعت كتفيها قائلة "ما مرت به ليس بهين، عندما تنتهي هذه الزيجة سوف تعود كما كانت لا تقلق" ابتسمت بهدوء ع** عادتها وذهبت خلف ليندا، عقد حاجبه وهو يتمتم "ما بهم؟ يتصرفون بغرابة اليوم اكثر من أي يوم مضي!" ذهب حيث مكتب والده، ما أن دخل قال بجدية "سوف يأتي اليوم" اومئ والد ليندا فليتشر بوجهه شاحب، وهو ينظر إلي الحديقة من خلال النافذة التي خلف مكتبه. نظر له آرثر بتمعن مُردفًا "ما بك أبي؟" نظر له قائلًا "لقد قسوت عليها، وهي ليس لديها ذنب" زم آرثر شفتيه، ثم قال "من رأي بان تعطيها الحرية، لا أظن بأن نيكلولاس سوف يتخطي حزمة الحرس التي تجول حولها" اومئ فليتشر وهو يجلس علي مقعده "سوف ادعها تخرج غدًا، ولكن أخبر هؤلاء الهمج بأن يركزون جيدًا، إذا حدث شئ لها سوف تكون نهايتهم" اومئ آرثر ثم قال "لما تعيد التفكير في هذا الأمر؟ أعني بأنه طفل لا ذنب له" ض*ب المكتب براحه يده بعنف "ابدًا" رفع آرثر حاجبه وهو يقول "أبي، اهدئ قليلًا حتي تستطيع مقابلته" دلك ما بين حاجبيه وهو يقول "من الأساس انفعالي هذا بسبب قدومه، لن يمر بسلام" اومئ آرثر "لنري ماذا لديه اولًا" نظر فليتشر لابنه بان**ار "لن اتحمل خسارتها هي الأخري، يا بُني لقد ذقت جميع انواع الآلم، تبقي لي أنتم، لا اريد خسارتكم" استقام آرثر وذهب يعانق والده، فلقد استشعر حزنه الدفين، ان**ار ظاهر في عينيه لم يراه في عينان والده من قبل، شعر بأن به شئ ليس جيد. ربت والده علي ظهره ما ان ابتعد قائلًا "سوف نتخلص من هذا قريبًا" بنبره مبهبة خرجت منه، جعلت آرثر يقطب حاجبيه بتفكير، لكن اومئ علي كل حال. قبل ان يذهب آرثر استوقفه صوت ابيه قائلًا "لا تخبرها بسماحي لخروجها غدًا لتجعا هؤلاء الحمقي يفاجؤها فهي تحب المفاجأت مثل شارلوت" ابتسم آرثر والتفت ذاهبًا. نظر والده إلي النافذة يراها تتمشي بجوارها كارولين وناغا الكلبة تلعب في فرائها، حزن دفين تكون في عينه قائلًا بخفوت "لا تفعلي مثلها" / "كارلا، من هذا؟" قالتها ليندا وهي تلكزها، وتري رجل يعبر من بوابة داخلًا إلي منزلها وبجواره رجال ببذلات سوداء وضخماء، اوقفهم الحراس ودلف الرجل بمفرده. قلبت كارلا عينيها بتفكير مثل ليندا، ثم نظرت ليندا بعيون متسعه قائلة بخفوت "أيعقل أن يكون.." اومئت كارلا بحماس وصاحت "سوف يحدث مثل الأفلام ويقطحمون المنزل ويختطفونك ثم تقعي بحب ابن رئيس المافيا" قلبت ليندا عينيها وتنظر لها بضجر ضاربة م***ة رأس كارلا "يا حمقاء، انه نيكولاس رومانوف" عقد كارلا حاجبيها، لم تلبث حتي صاحت بتذكر. تمتم ليندا "لما أتي؟ وكيف سمح له والدي؟" ألتفت وصاحت "جو، خذي ناغا وأطعميها" ارادت جو التحدث لكن اوقفتها ليندا "ارجوكِ، لن اذهب في مكان، سوف اذهب لغرفتي" تصنمت جو في مكانها، سارت بجوارها ليندا وهي تمازحها "أعلم ايتها الحمقاء" وغمزت لها وهي تسير وبجوارها كارولين التي تقفز فرحًا وكأنها سوف تحضر فيلم اكشن حي! . . زفرت ليندا بحنق عندما وجدت والدها واقف يؤشر ناحية الباب يطرد نيكولاس، شعر عسلي يتخلله بعض الخصل البيضاء وعيون بنفس الدرجة يمكنك رؤية اللمعه العسلية بها بنجاح، تمتم كارلا "كيف لبعض خصل بيضاء تجعله مثير هكذا؟" لكزتها ليندا وهي تنظر إليهم، ترنحت كارلا مُسقطة المزهرية، اتسعت عينا ليندا وهي تري والدها ينظر حيث الصوت وتلاهه نيكولاس. صفعت ليندا نفسها داخليلًا وتوبخ كارلا معها لانها اخذتها معاها، خطأها منذ البداية انها صادقت حمقاء. ابتسمت ليندا بتوتر وظهرت بكامل جسدها امامهم وهي تعتذر "اسفة علي ذلك، كنت اسير أنا وكارلا ذاهبين إلي غرفتي، عذرًا" اردفتها دفعه واحدة. نظرات نيكولاس وقعت عليها، تلاقت عينيهم شعرت ليندا بطاقة بغض تخرج علي هيئة شرار من عينيه، ضغط والدها علي فكه مكورًا قبضته. قال بصوت يحاول تمالك اعصابه "أذهبي لغرفت الان، ليندا" اومئت ليندا وكادت تذهب حتي استوقفها نيكولاس بنبره مبحوحه ذكرتها بشخص "ولما تذهب الأن؟ بالكاد حضرت" ألتفت ليندا له نص التفافه وهي تقول "اسفه لست متفرغة" واستدارت تكمل سيرها وتجر كارلا، لكن صنمها وهو يقول "إلا تريدين معرفة كيف توفت ايزابيل؟" التفت له بكامل جسدها واحمرار طفيف ظهر بعينيها ووجنتيها، ابتسم بجانبية ولم يتحدث لان والدها صاح بها "ليندا، اخبرتك عودي لغرفتك" تأتأ نيكولاس بفمه بحزن مصطنع "هل تخفي الحقيقة عن ابنتك فليتشر؟!" عقدت ليندا حاجبيها وهي توجهه حديثها لوالدها "ماذا يقصد؟!" "لغرفتك الأن" هسهس بها والدها بنفاذ صبر، كادت تنصاع لامره، حتي صدح صوت نيكولاس يصنمها هي ووالدها وكادت كارلا تنهار او هي بالفعل تنهار "لقد انتحرت، حزنًا وقهرًا عندما علمت الحقيقة كاملة" كل ما تسمعه نبضات قلبها، ص*رها يعلو ويهبط سريعًا، شعرت بأن اخر حصونها كادت تنهار، ألتفت وقالت وهي تعطي لهم ظهرها بصوت حاولت جعله متزن "لا نصدق شخص ي**ن العهود" لولا الموقف لوقف والدها يصقف لها بفخر قائلًا جملته 'هذه هي ابنتي' نظر إلي نيكولاس بتشفي ويشير علي الباب قائلًا بنبره سخرية "يسعدني لقائك، للخارج" ابتسم نيكولاس بهدوء وهو يقول "صدقني، سوف تندم كثيرًا" التفت ذاهبًا بغضب، جلس فليتشر علي مقعد مكتبه وهو يدلك جبينه. / "كارلا، انتحرت وتركتني، كيف تقولي أن اهداء؟" قالتها ليندا وهي تلهث بين دموعها، ربتت كارلا وهي تعانقها منزويين علي السلالم حيث انهارت قوة ليندا. صاحت ليندا بجمود "ابتعدي عني، لا تلمسيني مجددًا" انقبض قلب كارلا وليندا تدفعها، ابتمست بتوتر "ليندا ما بكِ؟" استقامت ليندا وهي تمسح دمعوها بعنف وصاحت "لا اريدك بحياتي، لا أريد اي شخص، اعيدوا لي ايزابيل الأن" في حين صياح ليندا فتح احد الخدم باب الدخول مُظهرًا كريس ووالدته. لم تلحظهم ليندا او كارلا حتي، دفعت ليندا كارلا بعنف وصاحت بنبرة الجمتها "اكرهك، اكرهكم جميعًا، لما لا تفهمون ذلك؟" حاولت كارلا التماسك، قلبت عينيها بتفكير ثم ابتسمت بهدوء ع** ليندا التي تتنفس بصعوبة، قالت بابتسامة "اعلم انك لا تقصديها، اعلم لاني صديقة طفولتك، لن اتأثر من فتات كلمات بيننا" صدم كل من كريس ووالدته من منظرها وهي تدفع كارولين، ربتت والدته علي كتفه تحثه للذهاب لها، فهي تريد احد بجوارها حتي اذا كانت تدفعهم بعيدًا عنها فهي تريدهم ايضًا. كادت ليندا تدفع كارولين مرة أخري، لكن امسكها كريستفور وصاح بها "ليندا، توقفي" ابعدت يده بعنف، وهسهست في وجهه "لا تلمسني" ثم ابتسمت بسخرية "اذا سمعت حديثي، فلست استثنائي عزيزي"تصنم كريس، لم تهتم ليندا حيث صرخت في وجهه قائلة "اذا كنتم ظهرتم حتي تساندون عائلتي، لما لم تظهروا قبل ان نفقد اختي؟" أتت والدتها مسرعه وهي تحول نظرها حولهم، ليندا التي تصرخ، وكريس وكارولين متصنمين من جراء حديثها. تقدمت والدة كريس منها متسألة "ماذا حدث؟" نفت برأسها بجهل ونظرها متعلق علي ابنتها، ذهبت لها وهي تقول وكأنها تحادث طفلة وليس فتاة قاربت علي اتمام السابعة عشر "عزيزتي، اخبريني ماذا حدث اولًا؟ ثم نجلس نتحدث" شهقة تلاها شهقة خارجة من ليندا وهي تفتح وتغلق يديها في محاولة لتنظيم تنفسها، اومئت بسخرية وهي تقول "بالطبع تعلمين مثله" عقدت والدتها حاجبيها بعدم فهم قائلة بتشتت "ماذا تقصدين؟" زادت وتيرة تنفسها وصرخت "تعلمين بأن ايزابيل انتحرت" تقهقرت والدتها وهي تضع يدها علي فمها. فهي لا تعلم ايضًا مثلها، تكورت الدموع في مقلتيها وهي تنفي. ابتسمت ليندا بسخرية، وقالت بقهر وهي تتقدم من والدتها "تنمر كاتيلين و**تي عنه، اهون من جهلي بما يخصني" وجهت ليندا نظره لوم لهم، وصعدت لغرفتها. صافعه الباب خلفها بعنف لدرجة وصول صوته إليهم بالأسفل، انتفضت كارولين وهي تبكي، حاولت الوقوف وهي تقول "سوف اتحدث معاها" امسكها كريستفور من كتيفيها يجلسها، قائلًا بسخرية "هدئي نفسك اولًا" تجاهلته وتقدمت من شارلوت والدة ليندا قائلة بنبرة متحشرجة "ليندا اعتبرها اخت وليست صديقة، هي رفيقة روحي، تؤام ذاتي، اشعر بما تشعر قبل ان تعبر، انتِ من حضرتِ بداية صدقتنا وعندما فقدت ذاكرتها ولم تتذكرني، فعلت مثل ذلك، أليس كذلك؟" اومئت شارلوت، ولم تفهم المغزي من حديث كارولين حتي اردفت "ما فعلته الان ما إلا بداية لنفور من كل شئ" ابتلعت غصتها مكملة "هي تكره الجهل، وانتم اكثر اشخاص تدركون هذا، ارادت دوما ان تشاركوها همومكم لا ان تصبح هي همكم، أعلم وهي أيضًا تعلم بأنكم تفعلون هذا لمصلحتها، ولكن لما اخفاء عنها الحقيقة وهي علي دراية بها بالفعل؟" تقدمت كارولين من والدة ليندا تمسك يديها وتقول بنبرة ترجي "ارجوكِ، اخبريها بكل شئ، فهي في متاهه تدور حول نفسها لا تفهم شئ وتكره عجزها، اسفة لكن انتم تزيدون عجزها، ليندا فتاة قوية سوف تتفهم، لا تجعلي افكارها السوداء تأكل عقلها" عانقتها شارلوت وهي تقول "أنتِ خير صديق بالفعل، اشكرك علي وقوفك بجانب ابنتي، سوف افعل ذلك" اومئت كارولين، صعدت شارلوت قاصدة غرفة ليندا. طرقت باب غرفتها ولم ياتيها ردها، تن*دت علي حال ابنتها وابنتها الاخري، وما وصلت إليه عائلتها، فتحت باب غرفة ليندا بهدوء وقالت "عزيزتي، اريد اخبارك بشئ" لم ياتيها الرد دخلت اكثر للغرفة ولم تجدها، بحثت في الغرفة تحت سريرها وفي الخزانة والمرحاض، ولم تجدها كادت تجن، فهي تعلم ابنتها مجنونة وتفعل اي شئ. خرجت مسرعة تنزل الدرج بهرولة قائلة "لا اجد ليندا" ثم صاحت في الخدم "ابحثوا عنها الان" تبادل كارولين وكريس النظرات المستغربة واستقاموا باحثين عنها. / فتحت الباب بدون سابق انذار، وتقدمت إلي مكتب والدها بخطواط تدل علي غضبها، رفع والدها نظره من علي اوراق شغله منتبهًا لها. انتزع نظارته بهدوء، جلست ليندا علي المقعد قائلة بنبرة ترجي "اخبرني بكل شئ، ارجوك" تن*د والدها وهو يدلك ما بين حاجبه. قال بهدوء "ليندا، استمعي لي، عزيزتي انتِ في غني عن معرفة كل هذا، لا تعقدي الامور وتصرفي بطبيعية" ردد ليندا باستنكار "اتصرف بطبيعية! لقد علمت للتو بأن اختي انتحرت قهرًا علينا، وتخبرني أن اتصرف بطبيعية؟" وقفت بغضب وصاحت "الا تخجل بأن تخبرني ذلك؟ ألست والدها؟ أليست ابنتك البكر؟" لانت نبرتها في نهاية جملتها بقهر. احاد والدها بوجهه للجهه الأخري وهو يقول ببردو "لا تتجوزي حدودك ليندا" ضحكت ليندا بسخرية. ض*بت المكتب براحه يدها بعنف قائلة بنبرة مليئة بالآلم والكره من ذاتها "اكره عجزي وانا لا استطيع حتي رؤية مكان مكوثها اسفل التراب، أنا اتعذب هنا، اتعذب من عدم معرفتي بما يجول حولي، فتات معلومات أعلمها، كيف لك أن تكون والدي ولا تشاركني آلمي، ألم تقول دائمًا انني جزء من روحك، لما لا تشعر بي إذًا؟" استقام من خلف مكتبه ذاهبًا لها، امسك يدها بحنو يربت عليها، وهي شهقه خانتها من اثر بكائها، قال والدها بندم "ظننت بأنني هكذا احميكِ من ان تتأذي نفسيًا لم ارد أن تعلمي حتي لا تحزني، صغيرتي أحلف لكِ بأنني اتمزق داخليًا عندما اراكِ هكذا، لن انكر حزني علي ابنتي ايزابيل رغم أني تخليت عنها عندما عصتني، ولكن عندما يخل عمود الخيمة تنهار، عندما انهار من سيقف بجوارك أنتِ ووالدتك؟ آرثر مازال في بداية عمره بالكاد يمكنه تحمل نفسه فقط" جثي امامها وهي تجلس علي المقعد ممسكًا بيديها يربت عليها وهي دموعها تنزل ب**ت ثم اكمل "أنتم كياني، لا يمكنني التخلي عنكم، افعل اي شئ حتي احميكم، اخطأت اعترف بذلك لكن لم اقصد ذلك" زمت شفتيها، ثم قالت بحزن "انت لا تحب ايزابيل" نفي برأسه قائلًا "بالطبع لا، هي ابنتي ايضًا" رفعت راسها سريعًا وهي تقول بغضب "إذًا لما تخليت عنها؟" تن*د وهو يدلك بين حاجبيه "هذه قصة طويلة للغاية" نظرت ليندا له باستنكار "هل تسمي هذا قصة؟" هز رأسه بيأس "امازحك، حتي تخبريني 'اريد الاستماع لها' كما تفعلين" رفعت ليندا حاجبيها، ولم تتحدث لأن آرثر دلف لمكتب والده قائلًا "ابي، لا نجد ليندا، يبدو بأنها.. " بتر حديثه ضحكت والده الذي يربت علي يديها وقال لها "ألم اخبرك انه بالكاد يمكنه تحمل نفسه" تن*د آرثر براحه، وقال وهو يخرج "سوف اطمئن أمي، ليندا استعدي لتوبيخها" طأطأت رأسها وهي تزم شفتيها بندم. ثم رفعت رأسها لوالدها قائلة بنبرة جدية "سوف تخبرني بكل شئ، أرجوك لا أريد أن تخبئ شئ، سوف اتفهم لا تقلق" تن*د والدها وبادلها نظرة جدية "نحتاج قهوة اولًا، فسوف أخذ رأيك في بعض النقاط" ابتسمت ليندا بفتور، فهي حزينة الأن ونادمة بما قالته إلي كارولين وكريستفور. ليندا من هذا النوع يشتعل سريعًا وينطفئ اشتعالها بسرعة البرق. / "يا إللهي هذه سوف تقودني للجنون، ابنتك تستحق القتل شنقًا رميًا بالرصاص" قالها آرثر بتذمر وهو يتقدم من والدته، ألتفت له سريعًا وهي تقول "هل وجدتها؟" تن*د بيأس وهو يقول "وجدتها هذه المخلوقة تحول مشاعرها يجلب الكوارث، اشفق علي زوجها المستقبلي" ابتسمت والدته براحه وهي تضع يدها علي قلبها. كان تجمع الجميع بالفعل وعلموا بأنهم وجدوا ليندا. جلست شارلوت و روزي والدة كريستفور في الحديقة يتحدثون، وكارولين وكريستفور في منزل الشجرة ينتظرون ليندا. وآرثر ذهب ليدرس فهو في أخر عام في جامعه الطب. تجلس كارولين بهدوء ع** طبيعيتها، تنظر للكتاب الذي بيدها اخذته بعشوائية حتي فتحته بعشوائية، كلمات ليندا تتردد في عقلها، نفضت رأسها سريعًا، وصاحت وهي تقف. جلست بجوار كريستفور الذي يتصفح هاتفه، نظر لها بضجر، لم تهتم وقالت "غدا سوف تتم ليندا عامها السابع عشر، ماذا سوف نفعل؟" رفع حاجبه باستنكار "ولما صيغة الجمع؟ تحدثي عن نفسك" ابتسمت بلزاجة وتهز رأسها بسخرية "للاسف الشديد لا يوجد هرب" قلب عينيه بعد اهتمام واعاد اهتمامه لهاتفه مرة اخري، وتمتم كارولين "بارد، متعجرف" لم يعطي لها اهتمام، وهي هادت مكانها تمسك الكتاب تنظر له، حتي اتاها صوته "تحملين الكتاب مقلوبًا" رمشت كارولين ثم ابتسمت ببلاها وهي تعدل الكتاب وتعود بنظرها، تن*د بياس وضجر اكثر، فهو لم يرد ان يأتي يريد أن يتنزه مع رفاقه، ولكن والدته تجبره علي المجيئ، بحجه أن عائلة جيرمان في محنه يجب ان نقف بجوارهم. / عاصفة مشاعر بداخلها تمنعها من التفكير حتي، تشعر بأن تم قلب دلو ماء مثلج عليها، تأسفت من والدها واخبرته بأنها تحبه، ذهبت لوالدتها تتأسف وتعانقها. والأن في طريقها للمنزل الشجرة، تسير وكأن ليس بها روح، وجهه شاحب، اناملها ترتجف مثل قلبها، كورقة خريف متساقطة. دلفت لمكان مكوثهم، طأطأت رأسها بحرج وتزم علي شفتيها، انتبهوا لها، ظل كل منهم بمكانه يريدون احد بالتقدم. ضغت علي يديها، تستنشق الهواء بعمق، رفعت نظرها لهم، وكانوا امامها بالفعل ينتظرون حديثها، ضيقت عينيها بحرج وهي تقول "اسفة" ثم عانقتهم الأثنين مرة واحده. وقالت وهي مازالت تعانقهم "لم اشعر بذاتي، لم أقصد حرف مما قولته" تصنم كريس قليلًا، بينما لم تترد كارولين وهي تصيح بسعادة وتضمهم إليها أكثر "عناق جماعي" ابتعدت ليندا وقالت بتردد "لستم غاضبون؟" نفت كارولين وهي تلف ذراعها حول كتفها وتصيح "بالطبع لا، يا فتاة هل يمكن أن يغضب احد من كائن المرشيملو خاصتي؟" ثم امسكت وجنتيها. قلبت ليندا عينيها وهي تبعد يديها، بينما تن*د كريستفور بيأس قائلًا "ها قد عادوا مرة أخري، الرحمة" تبادلت ليندا وكارولين النظرات وقالوا في ذات اللحظة "لم يرا شئ بعد ويتذمر" ضحكوا ما ان أنتهوا، صفع كريستفور جبهته وهو يقول "اشفق علي آرثر" تلقي كريستفور اتصال ما ان نظر إلي الهاتف ابتسم، نظرت ليندا إلي كارولين بخبث وبادلتها الامري ايضًا، نظر كريس إلي ليندا قائلًا "يوجد اشخاص تريد أن تحادثك" قطبت ليندا ولم تلبث حتي رفع كريس امامها الهاتف ويوجد ماريا ومات، صاحت بسعادة "ماريا، حضرة القائد" بينما ضيقت كارولين عينيها بتفحص. / ظلوا يتحدثوا سويًا وتعرفت كارولين علي ماريا ومات ايضًا، واحبتهم للغاية، وكادت عينيها تخرج منها قلوب، كارولين دائمًا مبالغة. في ظل اجوائهم السعيدة هذه يوجد طفل يتآلم، يصرخ آلمًا يحطم قلب الواقف يشاهده من خلف الزجاج. وضع ماثيو يديه علي اذنه وهو يطأطأ راسه للأسفل حتي لا يستمع له، حتي لا يتحطم أكثر. ولكن لم ينجح فأتته الصاعقه "لم يوافقه علي إجرائها" استمع لهذه الجمله، واخر حصونه تنهار، وبغضه وغضبه يزداد اكثر عليهم.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD