الحكاية الأولى : قطار الزواج

2107 Words
يقف على محطة القطار بتأفف واضح على ملامحه، ظن أنه أنتهى من القفز بين القطارات منذ سنوات عديدة مضت، منذ زمن الشباب  والتلمذة حين كان طالب بجامعة العا**ة ويضطر إلى التنقل يومياً بالقطار من مدينته الريفية إلى العا**ة ذهاباً وإياباً و بفضل الله أنهى دراسته بتفوق وتم تعينه في فرع شركة كبرى للمقاولات فى مدينته وأرتاح من اللانتقال بين المدن وهاهو بعد سنوات من التخرج والعمل يعود إلى القطار مرة أخرى بعد أن تمت ترقيته ونقله إلى الفرع الرئيسى للشركة بالعا**ة وذلك بعد أن اثبت جدارته كمهندس مدنى، خطوه يجب أن يسعد بها لولا رحلة القطار اليومية التى فُرضت عليه من جديد والتى يبغضها كثيراً ولكنه سيتحمل هذه الرحلة الشاقة و سيجتهد ويثبت جدارته أكثر و أكثر حتى يصل إلى هدفه الأساسى ويعود كمدير لفرع الشركة بمدينته فهو يفضل الحياة بمدينته الجميلة الهادئة بين عائلته وأصدقائه بعيداً عن صخب العا**ة وزحامها ولذلك سيتحمل ركوب القطار يومياً من أجل تحقيق حلمه. صافرة القطار أخرجته من شروده تُعلن عن دخول القطار إلى المحطة، مرر نظره على رصيف المحطة المزدحم بالركاب وقد تأهب معظمهم للصعود إلى القطار القادم لقد بدأ العام الدراسى منذ شهر مضى فزادت نسبة الطلاب المرتحلين إلى جامعاتهم يومياً وبالتالى زاد الازدحام أضعاف مضاعفة، عليه أن يستعيد ذكرياته ولياقته ويُسارع فى القفز داخل القطار كالأيام الخوالى. بمجرد توقف القطار وفتح أبوابه وبقليل من الجهد استطاع الصعود إلى عربة القطار ولحسن حظه استطاع الجلوس بجانب النافذة كما يحب، مدينته تبعد محطتين فقط عن العا**ة، سيغمض عينيه قليلاً حتي يصل إلى وجهته ليستلم مهام عمله الجديد  مرت دقائق طويلة وهو مستكين بمكانه مغمض العينين مرتخى الأعصاب حتى صدح صوت صافرة القطار مرة أخرى تُعلن عن دخوله محطة جديدة فتح جفنيه بتكاسل يراقب من خلال النافذة حركة الركاب على رصيف المحطة في صعودهم وهبوطهم، حرك رأسه بتراخى ولامبالاة نحو الركاب المتوغلين داخل العربة بحثاً عن مقعد خال.  فجأة انتبهت كل حواسه وجحظت حدقتاه حين قفز تسائل ذاهل إلى عقله "هل فرت حورية من الجنة وركبت القطار؟" تابع حوريته بتمعن حتى جلست فى المقعد المقابل بالجهة الأخرى من الممر الذى يفصل بين مقاعد الركاب أعتدل فى جلسته بعد أن دب النشاط فى أوردته ولم يحد بمقلتيه عن ملامحها الجميلة، يتفحصها بعناية، شابة جميلة بقميص أصفر ناعم اللون، واسع وطويل يصل إلى ركبتيها و بنطال من الجينز الواسع، حجاب مزركش بألوان هادئة يضم وجه مستدير أبيض البشرة بمآقي زمردية يحرسهما كحل العين، تبدو كطالبة جامعية خاصة مع هذه الكتب التى تضمها كفيها "تُري ما اسمها؟ وماذا تدرس؟" سرح بخياله في كُنهها، منحها العديد من الأسماء التى تناسب هذه الملامح الفاتنة وتفكر فى نوع دراستها ولأى الجامعات تنتمى حتى وصل القطار إلى وجهته الأخيرة وبدأ الركاب في الترجل تباعاً أما هو فنهض من مكانه يتبع حوريته بدون تفكير وكأن قوة أكبر منه تُحركه وتدفعه لحراستها حتى تصل إلى وجهتها، تبعها إلى خارج محطة القطار وظل على وقفته خلفها بعدة أمتار حتى استقلت سيارة أجرة استقلتها وانطلقت مبتعدة عنه فعاد إلى وعيه أخيراً بعد أن اطمئن عليها ثم انصرف إلى عمله.   ************ في اليوم التالى وبحماس كبير قفز داخل القطار يُمني نفسه بصدفه لقاء آخر يسعده بها الحظ، تابع الأشجار وأعمدة الإنارة الراكضة أمام نافذته بأنفاس متحمسة وقلب مترقب حتى أخترق القطار رصيف محطتها فتحفزت كل حواسه وسلط حدقتيه من خلف زجاج النافذة باحثاً عنها بين الزحام وسؤال يتردد بعقله "هل تتحقق أمنيته بصدفة جديدة مع حورية الأمس؟" ويا للعجب تحققت أمنيته حين لمحها تخترق الزحام وتصعد القطار، دلفت إلى العربة باحثة بعينيها عن مكان شاغر ولكن اليوم القطار مزدحم جداً، نهض دون تفكير أو تردد ودعاها إلى الجلوس مكانه بابتسامة عريضة وصوت هادئ :- تفضلى آنستى بالجلوس فى مقعدى شكرته بأدب رافضة دون أن ترفع مقلتيها إلى وجهه قائلة بخفوت :- شكراً لك ... إن المسافة قريبة إلى العا**ة ولكنه لن يضيع فرصة كهذا ربما تكون فاتحة لحديث طويل بينهما، ألح عليها أن تجلس مكانه فلا يصح أن يجلس الرجال وتقف النساء فى هذا الزحام، هكذا برر لها حجته فخضعت في النهاية أمام إصراره شاكره لذوقه. كانت سعادته لا توصف على تبادل تلك الكلمات البسيطة بينهما فقد تسنى له سماع صوتها العذب الخجول وتأمل مقلتيها اللتين تفران من النظر له بحياء فطرى محبب للقلب. لقد هوي قلبه صريعاً أمام هذا الحياء وأسرت الزمردتان المتلألئتان داخل عينيها روحه بصفائهما الذى أختلط ب*عيرات من العسل فأصبح أسير لتلك العينين الساحرتين ظل واقفاً بالقرب من مقعدها كالحارس الأمين على أميرته حتى وصولهم إلى وجهتهم فهنأها على سلامة الوصول بكلمات بسيطة، وفور هبوطهم إلى رصيف القطار شكرته مرة أخرى ثم هرعت من أمامه مغادرة بينما تن*د بسعادة وسار خلفها يطمئن على ركوبها لسيارة الأجرة قبل أن يشق طريقه إلى مقرعمله. ************************** جلس اليوم يطالع رصيف المحطة من نافذته بتوتر كبير باحثاً عنها بين الجموع الغفيرة المصطفة على رصيف محطتها، مرت عدة أيام لم يلتقيها رغم انتظامه فى ركوب القطار يومياً فى نفس الموعد ونفس العربة التى تقابل مدخل الدخول، هل تبدل حظه أم انتهى الحلم سريعاً!!  وقعت نظراته الحائرة عليها بين الجموع تساعد سيدة كبيرة فى السن على الصعود إلى عربة القطار، تحول تجهمه لابتسامه عريضة فرحة برؤيتها أخيراً ظهرت الحورية من جديد ولحسن الحظ المقعد بجواره خالى، اتسعت ابتسامته بسعادة وأفسح لها المقعد بجوار النافذة، اشتاقها حقاً رغم عدم تبادل حديث فعلى بينهما ولكن يكفى أن يرى وجهها الصبوح ليُشرق يومه كله.  صعدت السيدة المسنة بجانب حوريته وتقدمت لتجلس بالمقعد المجاور له بينما جلست الفتاة فى الجهة المقابلة من الممر الفاصل بين المقاعد، رثى حظه التعس بين نفسه متذمراً "يا لحظى التعس لما لا يتبادلون الأماكن .. وتأتى الحورية تجلس بجواره" أيقظته السيدة العجوز من شروده حين نادت عليه وهى تقرب منه حقيبتها :- ساعدنى فى وضع الحقيبة بالأعلى يا ولدى انتبه إليها بتيه ثم نهض من مكانه والتقط الحقيبة منها ووضعها فى الرف العلوى ثم عاود الجلوس ونظراته موجهة نحو فتاته التى جلست بهدوء على يمينه يفصلهما الممر الضيق تطالع أحد الكتب بيديها، يبدو أنها تحب القراءة ... جميلة، هادئة ومثقفة أيضاً. لكزه خفيفة على ساعده جعلته يلتفت نحو السيدة العجوزعلى يساره مرة أخرى فناولته ثمرتين من فاكهة اليوسفى قائلة بود :- تفضل يا ولدى واحدة لك والأخرى للجميلة سارة على يمينك تهللت أساريره فيبدو أن السيدة العجوز مُفيدة فى أخر الأمر، فبسببها عرف اسم فتاته أخيراً "سارة" ما أجمله من اسم، مد يده بالثمرة نحو الفتاة التي رفضت بخجل وبعد إلحاح من السيدة وافقت بخجل ف*ناولت الثمرة من كفه الممدودة شاكرة وهى تتأمل ابتسامته العريضة بدون سبب تعلمه. بدأ في تقشير و أكل ثمرة اليوسفى خاصته بينما بدأت السيدة العجوز في سرد حكايتها مع القطار وهى تقشر ثمرة لنفسها قائلة بعفوية :- أنا أسافر بالقطار كل أسبوع لزيارة ابنى وأحفادى وأقضى معهم أيام الإجازة أنه يسكن في العا**ة و..... وألخ ألخ ألخ استمرت السيدة في الحديث بلا توقف ولكنها جذبت انتباه الفتاة لتستمع إلى حديثها فتركت الكتاب من يدها والتفتت إلى حديث السيدة العجوز، فأصبحت تنظر فى اتجاهه طوال الوقت مصغية للسيدة المجاورة له وتجاريها فى الحديث وهو بينهما يسترق النظرات الشغوفة إلى وجهها جميل الملامح من وقت لأخر  أثناء حديث السيدة قامت بتقشير المزيد من ثمرات اليوسفى وعرضت على الفتاة التى شكرتها بامتنان بينما تناول هو ثمرة تلو الأخرى من يد العجوز أثناء استماعه لحديثها الذى لا يعنيه فى شئ سوى أن حديثها أثار فضول فتاته الجميلة.  استمر في تناول كل ما تضعه السيدة فى كفه من ثمار اليوسفى المقشرة دون وعى، فعقله كان مشغولاً فى مراقبة تعبيرات الفتاة وتفاعلها مع حديث السيدة العجوز بلطف وإنصات وبعد ربما عاشر أو اثنى عشرة ثمرة وضع يده فجأة على معدته المتألمة واستأذن منهما بوجه ممتقع وتحرك بخطوات مهرولة إلى نهاية العربة. تابعته السيدة بفضول ثم ضحكت ومالت بجسدها نحو الفتاة قائلة بصوت حاولت أن تجعله خافتاً  حتى يصل إلى الفتاة وحدها وفى الواقع وصل إلى سمع ربما نصف ركاب العربة فقط :- بالطبع سيذهب إلى الحمام فلقد تناول أكثر من كيلو يوسفى بمفرده .... يبدو أنه يحب اليوسفى كثيراً أخفت الفتاة فمها بكفها ضاحكة وشاركها بعض الركاب في الضحك على تعليق السيدة العجوز، وحين عاد إلى مكانه من جديد أستقبله وجه الفتاة الباسم فبادلها الابتسام ببلاهة غافلاً عن سبب ابتسامتها الحقيقى، حين تذكرت تعليق السيدة الساخرعلى نهوضه المفاجئ. *******************   بعد وقت قليل وصل القطار إلى وجهته الأخيرة وبدأ الركاب فى الترجل، نهضت السيدة العجوز من مكانها وأشارت إليه ليحضر حقيبتها التى سبق ووضعها فى الرف العلوى فأستغل فرصة وجود السيدة وقال بابتسامة لطيفة وعينيه تحيد نحو فتاته :- مهاب ... اسمى مهاب يا سيدتى ربتت السيدة على كتفه برفق ودعت له بالخير بعد أن أحضر حقيبتها ثم أنه تبرع باصطحابها حاملاً حقيبتها حتى تخرج من محطة القطار وتستقل السيارة التى يتنقلها إلى منزل ولدها، قبلت السيدة بحبور وترجلت معه بعد أن ودعت سارة التى رحلت سريعاً حتى تلحق بجامعتها توالت الأيام وتحول ركوب القطار من وسيلة مملة يكرهها إلى سبيل لسعادة يومية يحظى بها فأصبح ينتظر موعده يومياً بحماس ولهفة واشتياق لرؤية حوريته الخجولة، وأصبح تبادل السلام والابتسام عادة بينهما وإذا حالفه الحظ يوماً تجلس بجواره فيمنحه الحظ فرصة ليتبادلا القليل من الكلمات التى تُمكنه من التعرف عليها ولو قليلاً، جامعتها، بلدتها، هواياتها ... كما تحدث هو عن نفسه وطموحاته وأحلامه. **************** اليوم كان يتأمل المناظر الطبيعية خارج نافذة القطار وعقله يستعيد حوار سابق دار بينهما حتى وصل إلى محطتها فانتبه باحثاً عنها بمقلتيه بلهفة ولكنها غير متواجدة على الرصيف كعادتها مرت دقائق وأغلق القطار أبوابه استعداداً للتحرك ومغادرة الرصيف وهاهو أنطلق دونها ..... مهلاً أنها هى تدلف من باب المحطة راكضة نحو القطار المتحرك نهض من مكانه يكاد يخترق الحاجز الزجاجى للنافذة، لوح لها بلهفة وملامح عابسة، عاجزة عن التصرف، لا يعرف كيف يوقف القطار من أجلها لو بيده لاخترق الزجاج وحملها بين ضلوعه ليكملوا المشوار سوياً أما هى فوقفت على الرصيف الخالى من الركاب للمحطة تراقب القطار المغادر بوجه حانق ورغبة فى البكاء وحين وقعت نظراتها عليه تلاحمت النظرات وتوحدت المشاعر، لوحت له بملامح حزينة وهو يودعها بقلة حيلة، ليته يستطيع إيقاف القطار أو النزول إليها ولكن فات الأوان. ********* حسم أمره بعد أن تبين صدق مشاعره، كان قلبه ينفطر حزناً وشوقاً عليها بالأمس بعد أن ضاعت فرصة اللقاء بسبب تأخيرها اليوم لن يترك مجال للصدفة يكفي إضاعة وقت، لقد مرت عدة أسابيع منذ رأها أول مرة وبالأمس انخلع قلبه من موضعه وهو يرى وجهها الحزين تودعه من فوق الرصيف وهو بالقطار المغادر لا يقوى على فعل شئ، وضع حقيبته على المقعد المجاور له، سيحجز لها مقعداً أنه سلوك لا يحبه ولكن ما باليد حيلة لن يُضيع فرصة أخرى يجب أن يتحدث معها اليوم عند وصول القطار إلى محطتها صعدت بابتسامة رقيقة خاصته بها وهو يُزيح حقيبته جانباً ليفسح لها المجال ويرد على تحيتها ببشاشة، تحدثوا قليلاً قبل أن يقول بعتاب :- تأخرتى بالأمس حتى فاتك القطار أومأت برقة بينما عقلها يُجيب لائماً "فاتنى القطار!! ، ما هذا الفأل السيئ .... سامحك الله يا مهاب" ورغم ذلك فسرت له ببساطة سبب تأخرها بصوتها الخجول فقد نشأت بينهما شبه صداقة من خلال اعتيادهما اللقاء يومياً داخل عربة القطار حدق بوجهها الرقيق صامتاً للحظات ثم أطرق بوجه يفكر فى القرار الذي اتخذه سابقاً، التقط نفس طويل وزفره ببطء يهدأ أع***ة ثم قال بخفوت وعجلة قبل أن تخونه شجاعته ويحجم عن غلإفصاح عن مشاعره، لذا لم يرفع رأسه نحوها وإنما قال مباشرة :-  تزوجينى؟ لم تنتبه إلى كلمته الخافتة خاصة وهو ينظر للأمام مطأطأ الرأس، طالعته بحيرة فأعاد طلبه بنبرة أعلى وهو يلتفت بكليته نحوها بشجاعة تلبثته ورفع رأسه يدقق النظر بمقلتيها الزمرديتان فى انتظار جواب يمنحه السعادة الأبدية فى الحياة وكما يبدو أن صوته خرج أعلى من اللازم من فرط حماسه فتوقفت الكلمات من حولهم فى الحلوق وساد السكون والفضول ركاب عربة القطار بعد أن تناهى طلبه بالزواج إلى مسامعهم أما هى فاتسعت حدقتيها ذاهلة وأرتفع حاجباها عالياً... "هل أذنها سليمة؟ هل يطلب الزواج حقاً؟ زواج بهذه السرعة!!" لا يرغب في حب أو تعارف، هل اكتفى بمعرفتهما البسيطة التى تبادلا فيها القليل من المعلومات الأساسية عن بعضهما البعض، كالاسم والدراسة وهكذا... هل حقاً يرغب في زواج مباشرة ودخول البيت من بابه، هذا ما كانت تتمناه في فارس أحلامها  رجل واثق من قراره، يُقدر قيمتها ومبادئها و يسعى إلى الحلال كما أمر الله دون مماطلة أو تلاعب. تواصلت عيونهما في نظره حائرة طالت لدقائق حتى أصابه الخوف من الرفض، "لم تُجب؟ هل فاجأها بطلبه؟ هل ترفض الارتباط به؟"  تبدو الحيرة فى مقلتيها التى بهرته وأذابت قلبه  أرخي جفنيه فى خذلان يائس فجاهدت ليخرج صوتها من جوفها تعانده بحة الخجل فى نبرتها :- نعم انتبه إلى صوتها الخافت ولكنه لم يصدق أذنه فتسائل بتردد وحدقتيه مسلطة على ملامحها :- هل قلتِ شيئاً؟ ض*بت السخونة وجهها لتتفتح زهور الخجل الجورية على وجنتيها فأعادت كلمتها متجاوزه أحد الحروف وكأن الخجل أكله فلم يصل إلى أذنه سوى :- نـ ...م ضيق عينيه بارتباك، ومط عنقه للأمام يتأكد من الإجابة فهو على وشك الجنون فسألها بنفاد صبر وهو يومئ برأسه لتتجاوب معه وتفصح دون خجل عما يريح قلبه :- هل تقصدين نعم .. نعم!! أومأت برأسها فى حياء فطرى مؤكدة على ما سمعه فتعالت أصوات الصافرات والتصفيق من ركاب العربة المترقبين للإجابة بفضول  دفنت وجهها فى كفيها هرباً وخجلاً من النظرات الفضولية بينما رفع مهاب ذراعه عالياً بعلامة النصر وملامحه تنطق بالفرحة صائحاً بفرحة عارمة بصوت مرتفع :- لقد قالت نعم ... نعم امتزجت صفارات الشباب وتصفيق الفتيات مع المباركات من جميع ركاب العربة وفى لحظة تحولت عربة القطار إلى قاعة أفراح متحركة تعج بالسعادة والفرح. ************ تمـت بحمد الله
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD