bc

دمعات على خد الزمان

book_age16+
2
FOLLOW
1K
READ
drama
like
intro-logo
Blurb

وليست الدمعات دليل على الحزن دائما هي أ يضا للفرح.مع نهاية الصيف اللاهب،وتباشير الخريف القادم،يتهادى الى نفسي شعور لطيف،يهديني سبل السعادة،ويحفزني على السير في الشوارع ،ورغم كيد الوجع،يلوح في أفقي شعاعات الأمل،لا أعلم الرابط الذي يصلني بالخريف وليس على طريقة التناغم الروحي بين الطبيعة وبيني ،وانما هو انسجام تام وانعكاس تقلباته وبركة هوائه وأمطاره.

كالورقة الصفراء أنا أتطاير هنا وهناك وأعيش الانسلاخ ،بين الروابي وفي الحقول،أتدثر بالتراب وأستمع الى نغمات السحاب ،وعندما تهطل الأمطار تباركني الريح وتعلن نهايتي وزبولي وأقضي زمني ونهايتي عن حب وود...

وهي يا عزيزي ليست النهاية هي البداية الساحرة التي لا تعرف لها خاتمة ...

تقلب الفصول وخاصة الخريف يرشدني الى معاني العمر ويأخذني الى متاهات الحب...

وانتفاضتي تكون مع تساقط المطر ،وبين حنايا الخمائل وفي عمق النوى،وفي شرايين الحياة....

ومن على شرفتي أتلقى لمسات الهواء وأتنشقه باردا" منعشا"،وأزامن العصافير الهاربة الى أمكنة دافئة،وأ راقب الأحياء يدبون ذهبا" وايابا"وفي كل اتجاه يسعون للرزق ولتحضير المؤونة لقد جاء فصل النشاط وحلت الأشهر الجميلة مع بدايات العام الدراسي والسنة العملية وانتشار الغيم الرمادي واختفاء الشمس القوية ونهاية أيام الاجازة الصيفية.

الجميع يتهافتون الى المكتبات يحضرون الكتب والقرطاسية وحتى أنهم يتسوقون الأطعمة من زيت وزيتون وانتاجات الأرض السخية في مثل هذا الوقت كأنها تهدينا خيراتها قبل هطول المطر وانقطاعنا عن الخروج وانزاوئنا في البيوت...

الخريف حياتي الخاء فيه خيرات والراء روعات والياء يانعات والفاء فوائد لا تعد ولا تحصى....

يا أيها الكئيب انقلب على ذاتك يليق بك السرور وتستحق أنت الفرح....

اع** ما كان من عادات موتورة وكن أنت الخريف الخال من الأحزان والآلام ولتصبح فصل السكون والسكينة وراحة الانسان..

chap-preview
Free preview
دمعات على خد الزمان
  بركات الصباح تمنحني علوا " ، وأنوار شمس أيلول ترفدني نشاطا " وحبورا . قراري اليوم كان أن أقلب صفحات كتابي ، وأن لا أعيد أمسي وأن أواصل حياتي بحمل يومي وحاضري لا عتب على الماضي ولا انتظار للمستقبل يكفيني من الدنيا شاشة وأنملة وحلم لا يزال صغيرا رغم كل شىء ، وحده حلمي يستحق مني العناء وما عدا ذلك كله هباء . . . لن أثقل كاهلي ولن أنحني للأثقال سأحيا باذن الله نهايتي بطمأنينة وأتهيأ للرحيل بهدوء . لقد تعلمت من الصعاب أن ما نعيشه لمدة محددة لذلك يستوجب علينا الرضى والرضوخ لمنطق القناعة ومعايشة ثقافة التقبل . ليس مهما " كيف ولماذا الأهم أن نكون متى . . . . وحتى الأخيرة لا نملك لها وقت ولا نعلم لها مكان . . وعليه حكايتي والفصل الأخير منها بدأت مع قلمي ترجمة مشاعري الخريفية فوق سطوري الشعاعية . وسآكتب كلماتي في الهواء وفوق الغيمات وعلى أوراق الشجر الصفراء . لم يعد يعنيني اذا ما قرأت أو ستقرأ فقط سأكتب لأجلي ولمن يملك فضول المعرفة . . . . فالمطالعة تكاد تكون فرض واجب وفق آية عظيمة . . . اقرأ وبصيغة الأمر . . . .ولو اقتصرت على كتاب الله . . بذلك تحيط نفسك بهالة من نور وتكتب بأبجديات نورانية وتحيا لحظات ملائكية . . . . وكذا الأمر بالكتابة هي تكاد تكون بالنسبة لي أذكاري اليومية بها أفرغ أفكاري وأحاسيسي وأرسم كلماتي نصوصا " بنفسجية العطر وزنبقية اللون ووردية الشكل وياسمينية المضمون . وأكون معها قلم ذو هوية عربية وجواز عبور عالمي . أيها الأمل زدني يقينا " ، وأفض على قلبي اطمئنانا ، ولا تترك لغفلة الظلام شبابيك ، فقط امنحني النور كي تتوهج كلماتي ويكثر بريقها ولمعانها ، فما في النفس من رغبات وأمنيات تتحقق ولو كانت من صنف المعجزات . . الايمان والرضى والقبول يزينون أبجدية قلم من العقيق والياقوت ، وينشرون المسك والبخور ، لقداسة الروح . ولا أخال دواتي ترسم حروفها الا بالعربية الثرية بمعاني ومفردات وأضداد وطباق ، وكلها نصوص متحركة ومتحررة وعميقة السرد وعالية الخيال ، كأنها قصيدة قد بيانها وصارت بلا قيود ولا وزن ولا بحور . تشبه حياتنا وطرائق عيشنا وتهدهدنا في أراجيح ال**ت وألستنا معقودة وأقلامنا معهودة وكلماتنا مشهودة . والى أن تطل ملكة اللغات وتمدنا بروعات الكلمات وبأساليب عديدة ومعان كثيرة . ألا ليت عصر الجاهلية يرجع لنا سوق عكاظ والمعلقات . . ويا ليت العصور الذهبية تعود ليسري على الناطقين بالضاد سائر الحروف الهجائية جميعها . . . لغتي روح والروح لا تفنى ولا تموت . مساء اللغة العربية مساء الكتابة باليمين والقراءة من اليمين ومساء الاعجاز والابداع لكل الأدباء والقراء الأعزاء . الطفولة المخطوفة اذا لم ننصف كل أطفال الأرض في أي بقعة وجدوا ، نكون أقرب الى شريعة الغاب لا بل أقل منها مستوى . هل يعقل في القرن الواحد والعشرين زمن التكنولوجيا والحداثة والتطور أن نرى طفلا " أو طفلة " أو امرأة مسنة أو عجوز يتجولون ببضاعتهم ينادون عليها ليبعوا ويتقاضوا المال كي يعيشوا أو كي يساعدو عوائلهم المصابة بالفقر أو بالمرض أو بالعجز . . . بعمر الزهور أطفال يتجولون في كل شارع وساحة وحي يلحون عليك كي تشتري منهم يعلنون عن بضاعتهم بحاجتهم الملحة لبيعها من أجل ربطة خبز أو قارورة غاز أو علية دواء . . . تبا " لكل منظمات حقوق الانسان ولعدالة أهل الأرض المقصرة بحق الانسان عامة والأطفال خاصة وأكثر التقصير بائن في دول العالم الثالث الغنية بالطاقات المتجددة وبالبترول والنفط وبلاد افريقيا التي تحتوي على كنوز تغطي الأرض رفاهية وازدهارا . . . ولا زال حتى اليوم طفل لا يبلغ الخمس سنين يتحمل مسؤولية عائلة منكوبة أو مسؤولية نفسه على الأقل بلا مدارس بلا متابعة صحية بلا اهتمام بلا رعاية حفاة أشباه عراة مخلوقات شرسة من قساوة الزمان . من بائعة الخضار الى بائع الحلوى الى بائعة الغاردنيا الى بائع ورق الياناصيب الى باعة كل شىء حتى الكرامة . الشارع مفتوح وهم رواده ولا يسلم من الضرر والأذى الا من رحم ربي . ومع هؤلاء سنذرف دمعاتنا الى حين نسمع صدى كلماتنا في كل بلاد العالم . . . . عيشوا معنا أحزانهم قهرهم ابتساماتهم الملونة ونضوجهم المبكر بالنسبة للأطفال أما الكبار فيعيشون خرفهم بهدوء ويدعون الذكاء وتسمع منهم الحكم والمأثورات . . . . في مجتمعات تدعي اللتزام ترى رجالا يعيشون الترف من أموال الزكاة والفقراء يسعون الى قضمة رغيف والى اشباع جسادهم الهزيلة تارة من القروش ريع بضاعتهم وتارات من براميل النفايات من فضلات الناس المقتدرين والذين يرمون بقايا الطعام ولا يوزعونه على المحتاجين . الاضاءة على المشاكل فرض واجب والسعي الى الحلول هو الهدف المنشود . وندائي الى كل انسان اسع للتخفيف عن كاهل الفئات التي هي بحاجة الى الاهتمام والرعاية . . . بالعجز والأطفال . . . . المرأة المهملة على الطرقات تجر العربة وتنادي ، امرأة خمسينية ، في صوتها استجداء واستعطاف ، لا تبال بنظرات الناس ، توقف الغربة وتصرخ بصوت عال ، الثلاثة بخمسة ، خس طازج ، البقدونس الخمسة بخمسة النعناع الخمسة بخمسة وهكذا توضب تضع في الكيس تأخذ الليرات القليلة وتحمد الله . لفتتني فليس من المناظر المألوفة أن ترى انرأة تجر عربة خضار في مدينتي . ولكنه الفقر الذي ض*ب بلدي جعل كل الأمور مستباحة حتى كرامات الناس ، لم أحاضر الا بالانسانية كيف نسكت ويمر المشهد من غير أن نستنكر أو نساعد . . . . ليست الصورة للاعلان ولا للاعلام ولكنها حقيقة مؤلمة وصلنا اليها في هذا الزمان . حقوق المرأة في أدراج الخزن عند ولاة الأمور من الساسة والجمعيات ورجال الدين والناسطين في كل مجال . . . . اشتريت وفوق احتياجاتي ، وصرت أشجع المارة على الشراء ، للسلطة أو الفتوش أو التبولة السعر مقبول ، وبالفعل تجمع حول العربة الكثير من المستغربين وقليل من الذين يشترون . وكأني بها لا تسمع الا صوتها ولا تشاهد الا كفيها . . . ولا تعلق على استفسارات أحد . . سألت واستفسرت هي زوجة رجل مقعد ويلزمه دواء وأم لخمسة عيال وكلهم يسرحون . . . نعم يبيعون كل بحسب ما يؤمن له بضاعة من محارم ورقية أو حلوى للصغار أم ورود أو علكة وهكذا يجمعون الغلة كل يوم يدفعون ثمن البضاعة للتاجر وما تبقى لشراء الخبز وما تيسر من الطعام ودواء الوالد . . . . واذا تعثر البيع تأتي بما نتج عن تنقية الخضار من الورق الأصفر والذابل تعمل على فرمه وتطبخه للعشاء . . . وفي بيت يشبه السقيفة بضعة أمتار تحت الدرج وحصير وطاولة وطراريح للنوم لا يكاد البيت يتسع لهم وهم جالسين فكيف ينامون ؟ ينامون على كتف واحدة كالبنيان المرصوص والوالد فوق كرسيه والأم قرب الباب الم**ور كي تحمي أولادها من دخيل أو انسان تدفعه حشريته ليشاهد حالهم وبيتهم . . . والوابور الآلة التي صارت من تاريخ المدينة يستعملونه وعند اللزوم وفي حال توافر مادة الكاز وحتى يستحمون . . . وتحت الدرج وراء برداية فيها وعاء للماء لا تكاد تتسع لكلب أو لهرة في منزل بسيط . . . حالتهم مذرية تماما " . . ولا ينفع معهم القليل مما أملك ولا دعوة الناس للشراء منهم . . . يلزمهم الكثير ويعوزون المال أقله للطعام وللدواء أما ال**اء فمن أكياس ترمى في براميل النفايات حتى أنها ليست بالية بل رثة وممزقة وتكاد لا تستر أجسادهم . اسمي أحمد ينادوني حمودة أنا الأخ الأكبر في موسم الصيف تسلق لي والدتي عرانيس الذرة وأجىء الى الكورنيش حيث الناس البسطاء يمشون ويتنزهون وأختي مريم تبيع بجانبي الورود للعشا ق وللمتزوجين وللمتحابين وهي تنفق بضاعتها قبلي هم يتعاطفون معها فتحلس بقربي الى حين أنتهي من بيع كل العرانيس واذا اعطاني أحدهم زيادة أشتري لي ولها سندويش أو عصير وعمل الصيف فيه رزق وفير أم الشتاء بالرغم من أنني أبيع السحلب الساخن والحبوبية اللذيذة الا أنني وفي كل مرة يرجع معي منها نصفها أو أقل فنضطر لتناولها في البيت لأنه لا يوجد بديل ولا مال يكفي . . . المهم مستورين والحمد لله . أنا عبدالله أبيع المتاديل وأتنقل بين الشوارع وبين السيارات وسط الحروحتى في الشتاء أقصد دائما " الزحام حتى أنفق بضاعتي كلها واذا رزقت زيادة أشتري لي سندويش فلافل وعصير وأكون مسرورا لو زاد أحدهم لي ثمن العلبة عندها اشتري للعائلة كلها ونأكل جميعا ونوفر المال لليوم التالي . . وأنا عمر أبيع الحلوى تصنعها لي الغالية فأسرح قرب المدارس وأبيع الأطفال مثلي وهكذا أشعر بأنني مثلهم هم يذهبون الى مدارسهم وأنا أذهب ولكن كي أراهم وأبيع وأسترزق وأساعد عائلتي . . عزيز الصغير أنا لا أبيع أنا أمسح زجاج السيارات فيعطفون علي ويعطوني نقودا . . . ومرات أعمل ماسح أحذية ولكن يلزمها ثمن بضاعة وأنا لا أملك منها شيئا الصندوق لوالدي ولكن لم يعد باستطاعته العمل بعد تعرضه لحادث أليم . . . أقعده مشلولا وجعلنا ننفر للعمل ساعين لتأمين لقمة عيشنا وها هي أمي تعمل على عربة الخضار وتعمل في البيت كي تحضر البضاعة لأخوتي . . . ما هذا الذي نراه عائلة كاملة تعل بهن بسيطة لتسدرمق الجوع ولتؤمن دواء الذي كان من المفترض أن يكون هو المعيل . . تقول بائعة الخضار لا أخفيك من وقت لآخر بعض الجمعيات يرسلون لنا علبة مؤونة . . . أو مساعدة مالية تساعدني كي أراجع طبيب زوجي كي يتابعه ويعطينا الدواء اذا توفر عنده . . . . الحمد لله الحياة ستمضي وأولادي سيكبرون وان شاء الله تتحسن أحوالهم . . . . ألا تبت أيد*كم التي تمنع الخير وتساعد على ازدياد الفقر واشاعة عمالة الأطفال والعجائز . . . وماذا أنتم فاعلون يا ذوي السعة في كل الأمور الا من ناحية الضمير . . . . كل طفل بلا مدرسة وكل عجوز بلا مدخول يلعنون كل أصحاب الضمائر الفارغة والذين لو عملوا لاستطاعوا أن يزيلوا كل مظاهر الفقر والعوز وظاهرة أطفال الشوارع ونساء الشوارع وح*****ت الشوارع . . . . وكل من يدب فوق البسيطة هو حي يرزق ويجب أن يلازم الكرامة والعيش الكريم . . . ولو كرهت جيوب المسؤولين ولو بقوة الانسانية ولو كره الكارهون . . . . أما العائلة لقد تبنتها جمعية محلية فأمنت لها منزلا " مقبولا " وسكنا لائقا وبدل شهري وكذلك أدوية الوالد المقعد المريض . . والصبيان وضعوهم في مؤسسات رعائية كي يتلقوا الاهتمام والرعاية ويتعلموا مهنة تكون لهم مص*ر رزق في المستقبل . والبنت الصغيرة بائعة الورود بقيت في رعاية والدتها على أن تلتحق بمدرسة مع بداية العام الدراسي وعلى نفقة الجمعية أيضا " . . . انه لعمل جيد ولكن يبقى في مجتمعنا لا بل يزيد عدد الباعة المتحولون والمتسولون وخاصة من الأطفال والى أن نقضي على ظاهرة أطفال الشوارع نهائيا " أقول لكم ليس من الحقيقة أبدا أن نوسم عالمنا بالانحلال والفوضى نتيجة الفقر فالفقر بالنتيجة هو فقر العقل والقلب وقلة التدبير . . .. . . .... بداياتي ونهاياتي الى تلك النسمات التي تلفح جبين المساء ، وتغازل وجنتي الزهر ، وتوشوش شعاعات الشمس ، الغروب وقت للقداسة ، وزمن لالاستعلاء ، نعيشه غير آبهين بنهار مر ولا بليل قادم . يا ألوان الغسق التي يع**ها البحر لتملأ المدينة بسحر يتماوج بين الحمرة والاصفرار والغلبة للأقوى كأننا نعيش مباراة أي اللونين سيبقى وفي النتيجة كلاهما الى زوال . وهما مجرد شاهدان على عقد قران الليل مع الظلام . واذا ما كان البدر ينتصف السحاب والنجمات تتلألأ في السماء يبقى للعشاق أسارير اللقاء وعلى استحياء تفوح عطور الرياحين لقدوم ملكات الخيال . . فاللقاء وان كان في عالم الورائيات والحوار من الغيبيات يبقى الشعور بمن تهوى أبقى من الشمس عند الغروب فكل شىء راحل الا الحب وحده في كل الأماكن من أركان الحياة . لماذا الليل يبوح للعاشقين بأسرار الحنين ويترجم لهم العواطف الى لغة السائحين لتكن ألسنتهم كلمات يفهمها كل الناس وينطقها كل احساس . وللتبيان الليل ليس للسهر الليل لرؤية الأحلام ومنها في الصحو ومنها في المنام . . . وأسرار الظلام تفشيها نظرات تنطق عن الهوى وفصاحة تكتبها أقلام الشعراء وبيان يسحر كل قلب ينبض يقينا " ووتينه يغرد اسماء المحبين . وان تأخر زماننا وأحجمت عنا أرزاقنا ستأتي محملة بكل ما تشتهيه الأماني وتر تضيه الآمال . الوقت هو لعبة الحظ بمفهوم البصارة وهو لغز الدجالين والسحرة والعزف على وتر ما نبغي يجعلمن كل الكاذبين ناصحين وقراء للغيب ولالكف ولأوراق العمر والمضحك الاعتقاد الخاطىء بأنهم يتلون لنا مستقبلنا ونصدقهم ويعولون على خطوط في الكف أم تعاريج في فنجان قهوتنا أو تموضع للأصداف من بين يدي نورية ساحرة . . والأكثر ما يتثير ريبة القلب ويزيد شكوكي هو أن غالبية العشاق عقولهم صفرا . والى أن يفقهون ما يقولون ويعلمون بأي واد يهيمون سوف يثرثرون بأبججية ببغائية ويعيشون بغوغائية الى أن يكتمل قلبهم وتستكين عقولهم ويحققون مقاصدهم . وما الحياة الا نبض يشهق ويزفر وما العشاق الا شهيقا وزفيرا . . . . وقفة على ضفاف نهر الحياة إنه الحصاد الذي لا يشبه أي نتيجة ، اذ يحمل معه الفرح ويرافقه الشعور بالفخر وبالاعتزاز ، لقد وصل الى الهدف وحقق النجاح وزرع في قلوب الأهل الرضى ، وغرس في عقول الشباب الطموح ، ليس كل انسان فقير فاشل ولا كل غني ناجح يتوقف الأمر على العزيمة والاقدام والتحفيز . . العزيمة والاقدام من المرء نفسه وأما التحفيز فيأتي ممن حوله . . . العلم صار متاحا " ولم يقتصر على فئة معينة مع تدني المستويات بفعل تعدد الثقافات واهمال الاهتمام باللغة الأم والاتكال على مناهج لازالت من قديم الزمان . . . ومع ذلك النجاح له طعم مختلف هو مفتاح السعادة وبوابة العبور الآمن الى المستقبل . في الزمن القديم كان الحصاد في بيادر القمح اليوم الحصاد في المدارس والمعاهد والحامعات . . ولكل مجتهد نصيب فكيف بمن هو متعدد المسؤوليات بين مساعدة والده في الدكان ومساعدة أمه في تأمين الحاجيات ومساعدة أخوته في انجاز فروضهم . . . وبالاضافة الى تدريس أولاد الجيران لقاء مردود مادي يؤمن له الكتاب والقرطاس ومستلزمات الجامعة وأحيانا " قميص أو سروال أو حذاء . . . . لقد ظهرت النتيجة وحصل على درجة ممتاز وأنهى دراسته الجامعية في مجال الرياضيات والمعلوماتية الادارية . وتبقى له مهمة البحث عن وظيفة كي يحقق مردودا " يخفف به عن كاهل والديه ويساعد نفسه في متابعة الاختصاص . . سليم شاب وقور وطموح ومجتهد ولا يتعبه علم ولا يشقيه عمل . دائما " هو سند لعائلته ومزيل للصعوبات ومخفف الأحزان . . . يقصده الجميع ولا يرد أحد خائبا " . . مرت السنوات وكبر أخوته وصار لكل واحد منهم عمل وعائلة وبيت الا هو بقي مع والديه يسهر لراحتهما ويقوم على خدمتهما . . وقررا أن يقدما له عروس وهو الأكبر والذي ما زال بلا ارتباط ولا زواج . . . وجدوا له شابة لم تكمل تعليمها تنفع لوظيفة ست بيت وتكون له زوجة وابنة لوالديه . . . فرح له الجميع وهو اعتبر نفسه أنه قام بمهمة ترضي والديه وتحقق له الخير وتجعل له عائلة وأ ولاد . وعادت دواليب الأيام وكأن الزمان يعيد ذاته أنجب ولد وبنت وكان هذا الولد نسخة عن أبيه والبنت تزيد عن والدتها بأنها أكملت تعليمها . . . العبرة هنا في أن الحصاد لا يمكن أن يتوقف عند مرحلة واحدة من حياتنا . . الحصاد يكون في كل الأوقات لأن أعمارنا لا تعدو كونها فصول متلاحقة ولكل واحد منها له مواسم وكل موسم نسميه حصادا . . ولكن دائما " حصاد العلم هو الأنفع وحصاد العمل هو الأنجع وما عدا ذلك كل حصاد يكون مجرد لحظة عامرة و وقفة غامرة وخروج من الشرانق بجناحين . . . . دمعات على خد الزمن لا أعلم لماذا الوجع يزداد والألم يعظم في الليل ، والأحزان تحل كأنها الضيف الثقيل . عندما يتركك النوم ويتحرك الراحة تمسي كظل أو خيال أو مكان وزمان لانسان لا يغلق عينيه ولا مجال لهما الا لأمطار من الدموع . . . يشتد بي المرض ساعات لا أحسبها ثقيلة وحسب وانما هي زمن من الكفارات لذنوب واعية ولأخطاء ساعية . تحترق من الداخل لا تملك حتى اطفاء اللهيب وتعحز عن الوقوف والكلام يصبح مخنوق وكأني بنفسي مرض عضال استوطن جسدي وتملكني الوهن وبت عاجزة تماما ومنقطعة عن كل ما يدل على أنني من الأحياء . وليس على المريض حرج أيقنتها في كل مرة تراودني الخبيثة وتقضي على حيوتي وتضعف قواي وتنخر عزيمتي وتمتحن صبري . . . لا يوصف ولا جهابذة اللغة والأدب يستطيعون التعبير عن أسوأ حالة ممكن أن يتعرض لها المرء . . ألا وهي الحمى والانحلال وانتظار الرحيل والنطق بالشهادتين . وفجأة بقدرة الشافي تتغلب على ما حل بك وتتعافى وشيئا فشيئا تسترد بعض من طبيعتك وتكمل المسار بخطوات ثابتة وتنتظر موعد مجيئها لقد اعتادت النفس على وجودها وعلى التغلب عليها كما لعبة الشطرنج والملك هو من يفز ويغلب وينتصر . . . ستكون يوما " الأخيرة وسنعبر الى البرزخ عسانا نلقى وجه الله بايمان قوي ورضى وقناعة . . . مهما كانت الحياة الدنيا قاسية تبقى جواز عبور الى الباقية والتي هي أبدية وفي جنة النعيم حيث المأوى . . وعليه لا أخاف مرضا " ولا فقرا " ولا هما " . . . كلهم ذخرا " لي ومؤنتي في حفرتي . . الحياة نعمة والموت ما هو الا حياة ولكنها أبدية . . . ويوما " ما اكتبوا فوق قبري هنا ترقد الراضية المرضية المؤمنة العربية . . . وحسبي أنني للغتي قلم ودواة وللكلمات معنى وروح ومبنى وأسلوب . . . البصيرة أقوى من ذوي البصر يقعد يوميا " بعد العصر وكل ما حوله يتحرك الا هو تخاله جماد يرمي ناظريه الى المدى ويستشعر السكينة ، خمائل الورود في أحواضها تحاكيه ، والعصافير في القفص تغردله ، وكل من يراه يهديه السلام وهو في غفلة عن كل ما حوله . عالمه الخاص لا يخترقه حتى الهواء . . . ليس عجوزا " ولكنه كهلا " ، على محياه الدهشة الدائمة والاستغراب المخيف ، كأنه يصرخ وهو ساكت ويثرثر وهو صامت . في الحقيقة هناك ما يثير الريبة ولهذا الرجل سر ولو أنه للوهلة الأولى تخاله متكبر متعحرف لا يتنازل ويرد السلام ولا يعنيه تحيات الجيران . حتى فنجان قهوته تشاهد البخار يعلو وتتنشق عبقه الشهي وتحسده على تلك الجلسة الهادئة الرومانسية على شرفته مقابل البحر الكبير . . . . ساعات يقضيها حتى هبوط الليل تأتي امرأة تساعده للدخول ونراه من وراء الزجاج يتناول طعامه وعندما ينتهي يدخل الى غرفته ويغلق نافذته وينام . . ولا ينهض الا والشمس تنتصف السماء والناس وقت الهجير . . . وهكذا كل يوم . . . فضولي أخذني اليه طرقت الباب وبعد دقائق فتحت لي المرأة متعجبة وسائلة ماذا تريد ؟ هل الجار موجود نعم انه على الشرفة لو تكرمت هل تسأليه اذا يسمح لي بتناول القهوة معه . بالفعل دخلت وجاءت وهي تومىء برأسها وتتقدمني نحو الشرفة . . ألقيت عليه التحيه ورد بفتور وبين الشفة والشفة كنت أسترق اليه النظر هل يعقل هل هو فاقد البصر يا الله لم يخطر على بالي ولا للحظة أنه لا ير . . . . تبادلنا الحديث وبجدية ورسمية نهضت ورجعت مستنكرا " من نفسي التي ألقت على انسان مظلوم تهمة الغرور . . . . أعانه الله وقوى بصيرته من بعيد تعتقد أن شخصيته وقورة فخورة متعالية متكبرة . . . . وعن قرب تسقط عنه كل التهم ليصبح هو الشخص الذي يستحق الثناء والعطف والاهتمام . . . ومنذ ذلك الوقت تعلمت أن لا أتسرع بقراراتي وأن ألتمس الأعذار لكثير من الناس المتجهمين المتجاهلين الوحيدين . . . . لهم حججهم ومبرراتهم وحياتهم وخصوصياتهم وكان الله في عون الجميع . . بواكير الأيام أكثر ما يشجيني رؤية العصافير الهاربة من الأمطار ، والرحيل مع أوراق الأشجار ، والبرد القادم مع جحافل الغيم ، والسير على الشاطىء أتنشق الهواء وأسابق الأمواج وألاعب النوارس وأحادث الصياد . أيلول أروع الشهور وجامع الفصول فيه الصيف وفيه الخريف . . بالرغم من الكآبة ومسحات الحزن وعتمات النهار نشعر بالدفء قبل الصقيع وبالحنين قبل الشتاء . . . ويقال لا بل يجمع غالبية المواطنين في لبنان أنها سنين عجاف . . . .لقد عدنا الى الوراء لا بل نصارع لأجل البقاء . . . هزائم بالجملة احباطات شديدة وهمم وهنة وصراعات غوغائية تحكم تصرفاتنا وتمعن في قسوتتا وتشتتنا . . . وسط هذا الظلام الدامس تنبري أحاسيس الايمان وتشع في دواخلناأنوار وآمال تمحو عن وجه زماننا الحزن وتسمنا اناس تشدو بالحب وتنشد الجمال وتشد أزر الانطلاق الى ميادين العمل . نبني الوطن نحصنه بالأخلاق ونزينه بالمبادىء ونرسمه أفكارا " نيرة وأحلاما " ، محققة هي فقط انزلاقة ونتابع بعدها الصعود الى القمم . أجيالنا تكللها النجاحات ويسيرها الابداع . . . .. وفي كلا الحالتين النتيجة ايجابية ورائعة وطن سياجه زنود وقوة شعبه تتخطى الحدود . ويبقى لنا الأمل وتتحسن الأحوال أمن وأمان وطمأنينة وازدهار وافشاء للسعادة وراحة البال . ولا خوف على حاضر ولا على مستقبل ولا أسف على ماض . . . عتادنا كتب وعديدنا قراء والمكاتب في كل ناحية وانسان يقرأ يفكر ينتج ويحقق ذاته ويساعد على تراص الصفوف والالتحام . في هكذا وطن تحلو الحياة وفي هكذا وطن يطيب للانسان العيش . تفاعل مع التراب ونقاء للهواء وحفظ للمياه . . . لبنان العصي على الاختفاء وضد الحريق وممنوع من الغرق ومعصوم من الاندثار والانهيار . . لبنان الأرز . لبنان الصنوبر والشربين والسنديان لبنان الأخضر والشجر المثمر والأرض المزهرة والخصبة . والينابيع والأنهار والجداول ، والثقافة والفنون والعلوم والآداب .    

editor-pick
Dreame-Editor's pick

bc

خبايا القدر

read
1K
bc

روح ملاكي

read
1K
bc

الدهاشنه لملكة الابداع اية محمد رفعت

read
1K
bc

العنيده والامبراطور(وعشقها الامبراطور 2.) لملكه الإبداع"ايه محمد"

read
1K
bc

وردتي الخرساء (غصن بين الصخور)

read
5.6K
bc

The last siren(السيرين الاخيرة)

read
4.3K
bc

عشقت سجينتى البريئة

read
1K

Scan code to download app

download_iosApp Store
google icon
Google Play
Facebook