2
990 Words
هيرا
"شددُوا الحرَاسه عِند غُرفة أبِي وأبوَاب القَصر، وأرسلوا الدعم لحراس الحدُود، لا يَجِب أن نَسمح بدخُول العدو إلَى هُنا" وجه چِيمِين الأوَامر لقَـائد الحرَس الذي اومأ بطَاعة ثُم بدأ بالتنفِيذ.
أخِي چيمين، أميرٌ رائِع.
"أخِي، أريدْ الخرُوج برفقتك" أخبرتهُ حينْ كان يلتفت قاصدًا الخرُوج فتوقف للحظَة يتنهَـد.
"هذَا خَطِر، قَدْ نتعرض نحنُ للإصابة البالغة، ولكن إن وقعتْ أعيُن ذَلِك الوحشْ عليكِ، ستتعرضين للأسر" بالنهَـاية هُو ربت علَى كتفِي وذهَب مُسرعًا بعد أن جَـذ*ب سلاحهُ وتأهَب.
هرَاء، سأجلب رأس ذَلِك الخنزِير المُستعمر وأُثبتهَا فوق أبوَاب القَصر.
هُمْ لنْ يسمحُو لي بالخرُوج بأي حال لذَا سأخرُج مُتسللَة كمَا أعتدتُ أن أفعَل.
قَبَلْ فعلْ أي شَيء، صعدتُ لغُرفة أبي حَيثُ رأيتهُ متمددًا، أُمِي علَى يسَاره والطَبيبْ علَى يمُينه فأشرتُ للطبيب أن يخرج لبعض الوقت دُون إحدَاث ضَجة.
"كَيفْ حَالِه؟" سألتهُ آملة أن يُخبرنِي شيئًا جيدًا.
"أخشَى أنهُ لَنْ يتحسنْ قَبلْ أنتهاء الغزو علَى مملكتنَا، وإن علمْ الأعداء بهذا، لن يترددُوا بإقتحَام القصر ونهب البلاد كاملة في ليلة واحدة"
سَارت قَـشعريرة مزعجة عبر جسدي كاملًا إثر الذُعر الذِي شعرتُ به للحظة وسُرعان ما تكونت تلك الغُصة في حلقِي.
"انا لنْ أسمح بحدُوث هذَا" تمتمتُ بَـعد أن سرتُ مبتعدة عن الطَـبيب خلفِي.
ذهبتُ حَـيث ذَلِك الزي الذي اعطَاه إلي چِيمِينْ قبلًا، والذِي هو خاصتهُ حينمَا كان بسنٍ صغيرة؛ ولكن لَم تُتح لي الفُرصة لإستخدامه قبلًا.
رائحة چيمين مُلتصقة به ولَـم أعلم أكان هذا يُزعجنِي أم لا لذَا تركتُ تِلك الفكرة لوقتٍ لاحِق ورفعتُ الوشاح المُلحق بالزي كي اتمكن من لِفه حول وجهِي.
كنوعٍ من إخفاء الهويَة.
جَلبتُ خنجرِي وقوسي وسَهمِي اللذَين أسقطهمَا مُسبقًا، ثُم ذهبتُ لأقفز خَارجْ نَافذة غُرفتِي.
مَا إنْ أصبحتُ خارجًا أستطعتُ رؤية چيمِين أمام مجمُوعة من الحُراس ينتظرُون اقترابْ العدو كَ اشارة لبدأ الهجُـوم.
لذا كَانتْ فُرصتِي للهرُوبْ دُون ملاحظة أحدْ.
ولكننِي لَمْ أعلمْ، إلَى أين، وكَيف سأجلب رأس مَنْ أريد.
لذا أنتظرتُ لثوانٍ، حتَى أسمع شيئًا مُفيدًا.
"إنهُمْ يخيمُون قُرب الحدُود، أمَامْ النَهرْ"
كَانتْ تِلكْ اشارتِي للتَحرُك، علَى ع** چيمينْ الذي أمرهم بالإنتظَارْ.
لَمْ أستطع أخذ أي من العربَات الملكية بالقَصر، ولَمْ أستطع أخذ وسيلة أُخرَى لذَا ذهبتُ ركضًا.
كان القُماش الحريري فوق وجهِي يُعيقني عن التنفُس بشكلٍ جيدْ وأحيانًا الرؤية.
أمتلئتْ ثيابِي بالغُبار وكنتُ أبدو كُمتشردة؛ ولكن منزجهة أخرَى سأُبعد الشكُوكْ عنِي!
بعد مُدة من الركض الطويل توقفتُ كَي التقط أنفاسِي، ثُم أخرجتُ خريطة ما سرقتهَا منْ مكتبة أبِي.
كُنتُ أحاول التعرف علَى الطرِيق لأننِي لمْ أستخدم الخرائِط منْ قَبلْ.
انا جُندية فَاشِلة.
حككتُ رأسِي أحاول رؤية النَهر أو أي شيءٍ أخر علَى الخريطة.
ثُمْ فهمتْ لمَ لا أرَى شيئًا يُشبه حدود بلادنَا.
تِلك خريطة لحدود الصينْ.
انا مُتعبة، أشعُر بالعطش، جائعة.
ولكننِي أُريد إنهَاء نشاطات ذلك الهمجَي قَبلْ أن يتمكنُوا منْ معرفة حَالة أبِي، أُريد المُساعدة.
مرت دقائق أخرى من ال**ت كُنت أتذكر بها داخلي حتَـى شهقتُ مُتفاجئة حِين سمعتُ صوتُ أحصنة وعربات خلفي فوقفتُ أحاول رؤية طريقٍ للإختباء.
نظرتُ حولي بتوترٍ تَام ثُم لمحتُ تلًا صغيرة يعلو المكان الذِي أقف به لذا ذهبتُ ركضًا لهُناكْ.
من مكَانِي، رأيتُ چيمينْ ومجموعتهُ من الحرَاسْ يشتبكُون مع أخرين يفوقونهم عددًا.
وكرد فعلٍ منِي عضضتُ أظافري خائفة من أن يُصاب أخي بمكروهٍ ما.
كَانْ الأمر مُخيفًا، لا شيء سوَى الصُراخ وصوتُ نَصلْ السيُف يض*بُ بآخر.
التفتُ للجهة الأُخرى حيث تَقع بيوت القرويين فرأيتُ البيُوت تُسرق، وعلَى الجهة الأُخرى أخي الذي كان يعانِي وسط مجموعة وحوش تفوقهم عددًا.
كُنتُ مُستاءة لحدٍ كبير، وددتُ قتلهمتلو الآخر.
"من أجل الملك" صَاحْ أحد الجنُود وغرز سهمًا بظهرْ أخِي.
شهقتُ واضعتًا يداي فوق فمي.
تِلكْ لَيستْ من آداب الحرَب، لقدْ تخطو الحدود أولًا.
تجمع العديد من الجنود الأخرين مُحاصرين الجنود حَول چيمينْ، دُون ملاحظة من أحد تسلل خائن آخر خلف چيمين قاصدًا اصابتهُ مرة أُخرَى
جلبتُ القَوس والسَهمْ خَاصتِي ثُم صوبتُ مُباشرتًا تجاهْ كَتفهْ.
صياحهُ وهو يقعْ أرضًا جلب أنتباه چيمِينْ الذي كان يحاول معرفه مص*ر السَهمْ حتَى وقعتُ عيناه علَي.
رُغم أنهُ لَا يرى شيئًا من وجهِي سوى عينَاي فهو أستطاع تميزيي.
لوحتُ لهُ ثُمْ بدأتُ بالسير بأعلى التل المُطل علَى البلدة حتَى أصل للنهر هربًا منه.
قبلْ رحيلِي رأيتُ الجنُود يحملون الشخص الذي أصبتهُ ثُمْ أنسحبو سريعًا.
لَقدْ فعلتها! لقد أنقذتُ أخي! ولقدْ بدوتُ رائعة.
ضحكتُ بخفُوت وانا أُكمل السَيرْ بطريقي.
-
مَرتْ مُدة ليستْ بالقليلة وانا أسير أنتظر رؤية النَهرْ.
لا بُد أن الجنود وصلو لمخيمهم لأنهمْ يملكون العربات الحديثة.
حتَى أنهم يملكون أسلحة نارية ومسدساتٍ حديثة، بالطبع تلك الآسلحة مسروقة او مُهربة من ممالك أبعد فهؤلاء الأوغاد لا يستطيعون التفكير بشيء سوى السرقة والنَهبْ.
مازلتُ لا أصدق أنهم أصابو أخي في ظهره! هل هذا ما لقنهم ملكهم الخسيس؟
لا أستطيع وصفهُ بملكْ، إنهُ خنزِيرْ.
توقفتُ عن السير حين أستطعتُ ملاحظة النهر من أعلى التَلْ، وقربه بعض الخيم ونار.
أقتربتُ كَي أكُون بمسافة جيدة منهم وبطيئًا بدأتُ بالنزُول.
لحسنْ الحظ، كان المكان عبارة عنْ صحراء، لذا هو محاط بالكثير من الصخُور التي أستطعتُ الإختباء خلفهَا.
"مازلتُ أنتظر تفسيرًا لهذه الفوضَى" أستمعتُ لصوتٍ عمِيقٍ، باردْ، مُخيفْ.
"نرجُو العُذر منكْ أيهَا المَلِك، أضطررنَا للذهَاب بعدْ إصابة الأمِير"
اذًا صاحِب الصوتْ المخِيف هو الملك.
"منْ الذي تجرأ وأصاب أخي؟" ظَهرْ الإغتياظ بصوته.
انا من فعلتْ، انا.
"ساقطةٌ ما مِنْ القَصر المَلكَي"
أُقسمْ أننِي سأقطعْ ل**نه وأرميه للأسمَاك بالنهر.
"يُشاع أنهَا أميرتهمْ" ردَّ صوتٌ أخرْ.
"رائع، جَارية جدِيدة لنُحضرهَا بالمرة القادمة إذًا" ردَّ ملكهمْ.
أقسم أننِي سأجعلهُ يجثو أمامِي.
"تايهيونج، أُيمكننَا مُناقشة شيء ما بمفردنَا؟" سأل شخصٌ ما وبدى صوتهُ مُتألمًا.
استدرتُ كي أتمكن من اختلاث النظرْ.
أنصرف الجَمِيع تاركين شخصًا جريحًا مُمدد بقرب الملك، الذي أعتقد أن أسمه تايهيونج، والجريح الذي أصبتهُ هو الأميرْ.
لمْ استطع رؤية وجه أيًا منهم لأن ظهرهم كان يقابلنِي
حاولتُ النظر من زاوية أُخرى فأستطعتُ رؤية وجه الجريح المُمدد.
كانْ وسيمًا ولكنْ يبدُو أنهُ راشد بالنسبة لكونه الأمير، وكانْ يفوق الملك طُولًا.
"اسمح لي بالذهَاب للحرب غدًا وجلب منْ اهانتنِي"
"انتهى النقاش، خذوه لداخل الخيمة، وأطلبو الطبيب" ردَّ الأخر بحزمْ وأجتمع مجموعة من الجنود لينقلو الأمير للداخل.
وأصبح المكان خاليًا سوى من الملك الذي كان ظهره لايزال يواجهنِي.
تن*دتُ أُغلق عيناي لثوانٍ.
أمسكتُ بطرف الخَنجِر، قد يقضي علي الحراس فور قتله ولكنْ لا أهتم ما دمتُ سأقضِي عليه.
أمسكتُ بالخنجر كاملًا بيدي وحِين أستدرتُ بشكلٍ كَاملْ كَي أركض باتجاهه.
دفع أحدهم بي ضد الصخرة خلفي جاعلًا مني آتآوه بألم.
وكَانْ ما يقابلنِي هو زوج من العيُونْ الحَادة الغَاضبة.
أشعُر أنهَا نهَايتِي.
- Writer
