توقفتْ الدمَاء عنْ السَير بعروقي، شعرتُ أننِي فقدتُ القُدرة علَى الحدِيثْ حِين قابلتْ عينَاي خاصتهُ التِي لا تحمل سوى الغضب والبُغض.
"أنظرُوا مَنْ لدينَا" تَحدثْ إلَي بصوتٍ خفيض جَعلْ من عُمق صوته يزدَادْ.
ابتلعتُ غُصتِي، لَمْ أجرؤ علَى فَصلْ الإتصَال البصرَي بينمَا سَحبتُ خنجرِي.
فقطْ حِين كُنت علَى وشكْ طعنه هُو أمسكْ بيدِي.
رأيتُ ابتسامة شيطَانية تَظهَر على محيَاه.
بيدهِ الأُخرَى هو انتشَل الخنجر منِي، وحِين كُنتُ علَى وشكْ استخدام يدِي الأُخرى لدفعه هُو امسكها أيضًا.
بيده التِي تفوق خاصتي حجمًا هو ثبتْ كلتَا يدَاي فوق رأسي وبالأُخرى هو رفع وجهِي إليه، وازدادتْ ابتسامتهُ اتساعًا كُلمَا وجدْ الذُعر يظهر أكثر بوجهِي.
"إنهمْ محقُونْ، انتِ جميلة بالفعل" هو هَمَس بقدرٍ كافٍ لِي لأسمعْ.
"وأنتْ خنزِير مُجرد منْ المشَاعِر"
هو أطلَق ضحكة صغيرة، وسريعًا تلاشتْ وأعتلَى الغضبْ وجهه.
أظننِي سأبلل سروالِي.
يده التِي أبقى يدَاي بها مُثبتة فوق رأسي أشتدتْ قبضتهَا، أستطيع الشعُور بأظافره تُغرز عميقًا بيداي.
أغمضتْ عينَاي أُحاول التماسكْ كَي لا أُظهر لهُ أي علامة لضعفِي.
"تُصيبين أخِي، ثُم تتسللين إلَى هُنَا، وتعبثين معي.." هو توقفْ لثانية.
هو حركْ رأسِي للأعلَى جاعلًا منِي أفتح عينَاي بألم كَي أُقابل خاصته.
"أترِيدِينْ المَوت؟" هو همسْ لِي.
"لَيسْ علَى يدَاك" رددتُ بإغتياظ أُناظره ببُغض.
"آوه عزيزتِي، لَقَدْ حُسمْ الأمر بالفِعل؛ أنتِ بينْ يدَاي"
هو ابتسم مرة أُخرَى سَاخرًا منِي.
أُقسمْ أننِي سأجعل من مؤخرته طعامًا للأ**د.
"ترى ماذا سأفعلْ بكِ" هو أبعد وجهه يعنِي يدعِي التفكير ناظرًا للأعلَى.
"قَدْ أجعلكِ جَارية لدَي حتَى تموتِين"
"أو قدْ أجعلكِ سجِينة لبقية حيَاتك"
"رُبمَا عبدة لأحدٍ منْ حاشيتي"
هو **تْ بعد كُل هذَا.
"لا، أُرِيد عقابًا أفضل، شيئًا قَدْ يجعلكِ ترغ*ين بالمَوتْ ولنْ تناليه" هُو نَظَر لعينَاي مُبتسمًا يبحثْ بشوق عَنْ علَامَاتٍ للذُعر.
شعرتُ بصعوبة بالتنفُس، وددتُ البُكاء، وددتُ الهربْ.
ولكنْ كَانْ علَي التماسُك
عدتُ للوَاقِع حِين شعرتُ بصعُوبة في التنفسْ أكثر وكأن أحدهمْ يُعيق طريقْ الهَواء.
حِينْ نظرتُ وجدت وجههُ علَى بُعد إنش منِي.
"لا تجرأي علَى الحرَاك" هُو همس يُهددنِي بخنجري الخَاص لذَا بقيتْ ساكنة.
كُلما أقتربْ منِي كُنت أُحاول ركلهُ فثبتْ قدماي بيده الأخرَى حتَى أنعدمتْ المسَافة بيننَا.
هُو ظَل ساكنًا يَفعلْ مَا يفعلْ، حينْ حاولتُ ركلهُ مرة أُخرى هُو غرزْ الخنجر بقدمِي جَاعلًا منِي أصرخْ بألم ولكنْ لمْ يكُن صراخي مسموعًا بسببه.
شعرتُ بهُ يبستم ضد شفتَاي.
كُنت أشعُر بغضبْ شديد لذَا وجدتْ أسنانِي طريقها لشفاهه القذرة وأستطعتُ الشعور بدمائه تترُك علامة فوق شفتاي.
هو أبتعد سريعًا يَمحو السائل الداكنْ عن فمه ثُم أخذ يضحكْ كمختل مرة أُخرَى.
"أنتِ تُعجبينني" تَحدثْ مُبتسمًا.
هو ابتعد عنِي تاركًا يداي تهبطْ بقربِي
"سأتركك ترحلِين للآن"
"آوه مهلًا لا تستطيعين السَير" هو نظر بسُخرية لقدمي التِي غُرز الخنجر بها عميقًا.
"أُؤمنْ أنكِ ستسيرين رُغم هذا" هو أطلق ضحكة ينظُر لوجهِي الذي غطتهُ الدمُوع إثر الألمْ.
"سآتِي منْ أجلكِ قريبًا لرد إهانتك لِي، لا تنسَي إخبَار عائلتكْ بمَا حدث هُنا" هو أخبرنِي مُبتسمًا ومع هذا هو نهضْ راحلًا تاركًا إياي.
-
كَانْ علَي الحراكْ بصعُوبة دُون الإرتكاز علَى القدمْ التي تحوي الخنجرْ، مما أستغرقنِي وقتًا طويلًا.
ولمْ أستطع سَحبْ الخنجر كَي لا أُحدث نزيفًا.
كُنتُ محظوظة كفاية لأجد عددًا من جنودنَا برفقة چيمين مُنتشرين للبحث عنِي بعد مُدة من السَير
شعرتُ بالحيَاة تعود إلي حينْ لاحظنِي وجه أخِي القلقْ.
توسعتْ عينيه فور رؤيته لِي وذهب ركضًا كَي يُحيطنِي بذراعيه.
ولَمْ أشعُر أنْ قدمَاي تقَوى علَى حملِي بعدْ الأنْ لذَا أعاننِي چيمينْ علَى الجلوس أرضًا.
بعدْ مُدة عَاد بعض الحُرَاس بنقَالة لأجلِي.
وما إن أستلقيتْ لَمْ أَعُد بوعيي.
-
"بصفتكْ أمِيرة البلَاد كَانْ يجبْ أن تبقي لإدراة الأمور بالقصر، بدلًا منْ ذلكْ عصيتي الأوامِر وخرجتِي لموَاجهة الخطَر"
الكَثِير والكثِير من التوبِيخ.
من أبِي، أمي، الوزرَاء، العائلة بأكملهَا.
مَاذَا إن علموا أنهُ قَدْ قبلني، سيقطعون رأسي؟
بعد مُدة من الحدِيثْ الذي لم أكترث لهُ أُذِن لِي بالإنصراف لمكَانِي، بعدْ قرارٍ بعدم خروجي مرة أُخرَى.
مَا إن خطوتُ خارج القاعة الملكية وجدتُ چيمينْ يقف أمامي، حيثْ أخذ يدِي بين خاصته وأعانني علَى السير حتَى وصلتُ إلَى سريري.
"ما الذِي يَشغل بالك؟" هو سأل بَعدْ مُدة من ال**تْ حينْ جلس بقُربِي.
"لَقدْ قَال أنهُ سيأتِي لأجلِي.." تمتمتُ أنظُر بعيدًا عنهُ.
"مَنْ؟" هو سأل بقلقْ.
رفعتُ رأسِي ناظرتًا لهُ "تايهيُونج"
توسعت عينيه لثوانٍ ثُم حَاول إخفاء ذهوله "لمَا لمْ تخبريني سابقًا أنكِ واجهته، أخبرتيني أن بعض الحُراس هاجموكِ!" هو صاح بي غاضبًا.
"أخفض صوتك!" حذرتهُ بصوتٍ خفيض.
"فقط دعيه يأتي إلى هُنا وسأجعل من مؤخرته طعامًا للأ**د!"
واه، تمامًا كأختكْ.
ربتُ علَى رأسهُ مبتسمة ثُم عدتُ شاردة بأفكاري.
"ماذَا يشغل بالك مُجددًا؟" هو سأل يتن*دْ.
"لَقَدْ حدثْ شيء شنيع هُناك، أخشَى أن يعلم أبي أو أمي" رددتُ أبتلع غُصتِي.
"يُمكنكِ اخباري"
نفيتُ لهُ برأسِي.
"لَقَطع أبي رأسِي إن علمْ" نظرتُ لهُ بضِيقْ.
حِينْ شعرْ أننِي على وشكْ البُكاء هو أقتربْ ليعانقنِي بينمَا يُقسمْ أنهُ سينَال ممنْ جعلنِي حزِينة.
ولكنْ هذا لَمْ يكُن كافيًا، كُنت أشعر أننِي مُراقبة بكُل ثانية.