bc

جريمة المنارة

book_age16+
1
FOLLOW
1K
READ
revenge
serious
mystery
like
intro-logo
Blurb

جريمة تحدث في وقت الحرب يقصها علي صديقي المحقق الأمريكي جون كنج الذي حضر ملابساتها كافة من جميع الأطراف.. حيث تدور معارك الحرب في عاصفة تتأرجح فيها سفينة تتخ*فها الأنواء بينما تدور أحداث الجرم المشهود على أرض صلبة أكثر خطورة من جوف المحيط!

chap-preview
Free preview
1
جريمة المنارة عند مؤخر المركب كان مقعد القيادة حيث تنتصب دفة كبيرة ولوحة أزرار . وكان ثمة خيمة صلبة ، مموهة أيضاً ، تمتد بارتفاع قدم من الكوثل حتى بداية سطح المركب ، وتلتف من هناك جانبياً إلى الطرف الثاني من الكوثل ، فتغطي عملياً الزورق كله باستثناء عرض مؤخره ، وقبالة الدفة حلقة أشبه بالعين بقطر ثمانية إنشات تقريباً . كما رأى مدفعاً رشاشاً ثُبت على سطح الكوثل ، وإذا تأمل الخيمة الواطئة - علماً أن المركب برمته ، ومعه الخيمة ، لا يرتفع عن سطح الماء أكثر من ياردة واحدة . حدّث نفسه ب**ت : " إنها من الفولاذ . إنها مصنوعة من الفولاذ " . كان وجهه رصيناً تماماً ، وقوراً تماماً . شد معطفه على جسده وزرره وكأنه يشعر بالبرد . سمع خطوات تقترب منه فاستدار ، لكنه كان مجرد حاجب من الميناء الجوي ، يرافقه جندي من البحرية يحمل بندقية . كان الحاجب يحمل صرة كبيرة لُفت بالورق . " هذه من الملازم ماك جينيز إلى الكابتن " . أخذ بوجارد الصرة ، ومضى الجندي والحاجب . فتح الصرة ، فوجد في داخلها ملحوظة قصيرة كتبت بخط رديء وبعض الأشياء : دثار كنبة حريرية أصفر جديدة ومظلة يابانية جديدة ، من الواضح أنهما مستعاران ، ومشط ولفة من ورق التواليت . أما الملحوظة فكانت تقول : لم أستطع العثور على كاميرا في أي مكان ، وكوليير لم يسمح لي بأخذ آلة المندولين الخاصة به . لكن ربما يستطيع روني العزف على المشط . ماك تأمل بوجارد الأغراض ، بالرصانة ذاتها ، ثم أعاد لف الصرة وحملها إلى نهاية الرصيف ورماها بهدوء في الماء . رأى شخصين يدنوان وهو في طريقه إلى الزورق . عرف الفتى في الحال . كان طويلاً ، نحيلاً ، ثرثارا ، وقد أحنى رأسه قليلاً نحو مرافقة الأقصر منه قامة وكان يسير متهادياً بجانبه ، واضعاً يديه في جيبيه ، يدخن الغليون ، كان الفتى في سترته الكاكية ومعطف واسع واقٍ من المطر ، لكن بدلاً من قبعته اعتمر خوذة عجيبة من تلك التي يرتديها جنود المشاة ، جاراً وراءه ، كأنها صدى صوته ، قطعة قماش أشبه بالستارة بطول بشكير طويل . صاح الفتى من بعيد : - " مرحباً يا ولد! " . بينما بوجارد كان منشغلاً بتأمل رفيقه ، يقول في سره أنه لم ير في حياته رجلاً غريب الشكل أكثر منه . كان ثمة شيء شديد العصبية في كتفيه المنحنيتين ووجهه المطرق نوعا . كان رأسه يصل إلى كتفي الفتى . وكان وجهه يميل للحمرة كذلك . لكنه يوحي برصانة عميقة تكاد تبلغ حد العدوان . وكانت ملامحه ملامح شاب في العشرين يحاول منذ عام ، حتى في أثناء نومه ، أن يبدو في الحادية والعشرين! وكان يلبس كنزة من الصوف عالية القبة وسروالاً قطنياً؛ وفوق ذلك سترة جلدية؛ وفوقها واقٍ من المطر متسخ يكاد يصل إلى قدميه ، وكان ثمة شريطة مفقودة عن إحدى كتفيه . ويعتمر قبعة بحرية مربعة النقش ، أحيطت بوشاح يغطي أذنيه ، ويلتف حول رقبته لينعقد تحت أذنه اليسرى . كان الوشاح قذراً بشكل لا يصدق ، فإذا أُضيفت إلى ذلك يداه اللتان دسهما عميقاً في جيبيه وكتفاه المحنيتان ، لبدا أشبه بساحرة شمطاء وقد أُعدمت شنقاً بتهمة الهرطقة . صاح الفتى : - " ها هو! هذا روني . هذا الكابتن بوجارد " . قال بوجارد : - " كيف حالك ؟ " . ومد يده . لم يردّ الآخر ، لكنه مد ببطء يده الباردة الصلبة . ونظر لبرهة إلى بوجارد ثم أشاح نظرة . وفي تلك اللحظة التقط بوجارد شيئاً ما في نظرته ، شيئاً غريباً أثار كل دهشة؛ نوع من الاحترام العميق الخفي ، شيء أشبه بصبي في الخامسة عشرة يرى المهرج في السيرك . لكنه ظل لا ينبس ببنت شفة . أطرق برأسه وتابع سيره ثم اختفى فوق حيد الطريق كأن البحر قد ابتلعه . ثم انتبه بوجارد إلى محرك الزورق يهدر . قال الفتي : - " فلنصعد نحن أيضا " . ثم أنه اتجه نحو القارب ، وتوقف فجأة . لمس ذراع بوجارد وقال همساً بصوت رفيع يكاد يختنق حماسة : - " هناك ، هل ترى ؟ " . أجابه بوجارد همسا أيضا : - " ماذا ؟ " . ونظر بصورة عفوية إلى الخلف وإلي الأعلى . شده الفتي من ذراعه وأشار إلى الطرف الآخر من الميناء ، قائلا : - " هناك! هناك . الأوجانونستراس . بدلوا مكانها ثانية " . في مواجهة الميناء شاهد سفينة قديمة صدئة شبه غاطسة في المياه . كان صغيرة وغريبة الشكل ، وإذ تذكر بوجارد وصف الفتي ، رأي أن الصاري يعبّر عن فوضى لا مثيل لها من السلاسل الحديدية والأسلاك تشبه ، كما يسمح الكثير من الخيال الخصب ، الصاري المثلث الشبيه بالسلة . وكادت تند عن الفتي ضحكة وهو يهمس : - " أتظن أن روني لاحظها ؟ " . قال بوجارد : - " لا أعرف " . - " أوه يا الله! إذا أخطأ واحتسبها قبل أن يتعرف إليها فسنتعادل . يا الله! لكن هيا تعال " . ثم صعد إلى القارب ، وهو ما زال يحاول كتم ضحكته : " انتبه سلم لعين! " . صعد الفتي أولاً ، وأدى الرجلان الآخران له التحية العسكرية . أما روني فلم يبد منه إلا ظهره الذي بدا محشورا في فتحة صغيرة أسفل سطح الزورق . صعد بوجارد بحماس ، قائلا : - " يا إلهي ، أعليك أن تتسلق هذا كل يوم ؟ " . - " معجزة أليس كذلك ؟ لكن كما تعرف نحن نخوض حرباً بالحيلة والدهاء ، لا نتعجب لماذا تطول كثيراً " . غاص الزورق في المياه ثم عاود الارتفاع ، رغم وزن بوجارد الزائد . قال الصبي : - " يظل مرتفعاً هكذا ، حتى لو سار على العشب ، أو في وابل من المطر ، فإنه ينطلق بكل خفه كفراشة " . هتف بوجارد : " حقاً ؟ " . - " نعم بكل تأكيد . وهذا هو السبب كما تعرف " .

editor-pick
Dreame-Editor's pick

bc

عشق تحدى الصعاب

read
1K
bc

نور الصعيد

read
1.2K
bc

( عشق العاصم )

read
1.2K
bc

مها و المزرعة

read
1K
bc

ملك الاقتصاد والقط الاسود

read
1.4K
bc

قربان هوسه بقلم قسمة الشبينى

read
10.4K
bc

رجل المهام الصعبة.. للكاتبة/ندى محسن ♕Noody♕

read
1K

Scan code to download app

download_iosApp Store
google icon
Google Play
Facebook