لا تفتـح ذكريـات ماضيـك لأنـك أول من سيُجـرح بهـا ومراد قرر العبث بذكرياته حتى لو كان هو أول مَن سيُدمر بها ...
كان مراد يجلس بشرود بغرفته يتذكر ما حدث قبل شهر وقراره بالانفصال عن ميرا، اه منها تلك ال ميرا، حبها عذاب ل قلبه وجرحها عذاب ل قلبه كم يود أن يذهب إليها يخفف عنها حزنها الذي هو سببه بالتأكيد، ولكن عند هذا الخاطر انتفض كأن حيه لدغته، فهو أقسم ألا يضعف أمامها مهما حدث، فهي قد أذته بقرارها عندما لم تخبره وعلم كالغريب مع أنه سألها أكثر من مرة ولكن إجابتها كانت كما هي، لا يوجد شىء
ولكن إلى متى سيتحمل قلبه بعدها فهي حبيبته، أخته، زوجته ، حتي أم طفله 'مروان' ذلك الاسم الذي أحبه بكل جوارحه ف أخيرا سيرزق بطفل منها هي حبيبته، تلك المجنونة التي يود قتلها من شدة غضبه منها لذلك أخذ عدة خطوات، وعند هذا الحد ابتسم بخبث ف مهما غضب منها لن يستطع تركها ف تركها يعني الموت بالنسبه له،،،
دق باب غرفته ل يُخرجه من شروده
مراد بصوت مرتفع: ادخل
فتحت سهام الباب بتردد تجر قدمًا وتؤخر الأخري، فبعد ما حدث بقصر الراوي لا يتحدث مراد معها نهائي وكأنه يعاقب كل شخص كان يعرف ما عدا هو
مراد ببرود ظاهري: خير ي سهام ؟!؟!
سهام بتوتر: ممكن نتكلم شويةة ي مراد!!
مراد ببرود: للأسف مشغول شوية
سهام برجاء: أنا حابة اتكلم معاك شوية ومش همشي ولا هسيبك غير لما نتكلم
جلس مراد علي أقرب مقعد، كم يود أن يحتضنها فهي أمه بالأخير ولكنه لا يستطع الضعف الآن بينما سهام جلست ع مقربة منه و
سهام بصوت باكي: انتي ليه بعدت كدا ي مراد ؟!؟! ليه بتعذبني وبتعذب ميرا معاك ؟!؟ ليه بتعذب نفسك ومش عايز تعيش حياتك ولا سعادتك؟ !؟!
مراد بنبرة أصبح البرود رفيقها : انا مبعدتش انتوا اللي بعدتوني، انا جيت وسألتك وكان عندي استعداد اسمع واقف جنبها واعمل أي حاجة علشان أخليها مبسوطة ومت**رش بس انتوا اعتبرتوني غريب عنكم،
سهام باستنكار: غريب، أنت ابني وهي بنت أخويا، أنت حته مني أنت عيني اللي بشوف بها، روحي اللي مقدرش أعيش من غيرها أنت بتتكلم ازاي ؟!؟
مراد بسخرية: ولما انا روحك خبيتي عني ليه، أنا كان نفسي ابقي جنبها، كان نفسي اخفف عنها بس هي اختارت طريق ومسبتش أي اختيارات تانية، وأنا خلاص اخترت طريقي،
سهام: ي مراد ميرا مرضيتش تقولك لانها كانت خايفه عليك، انت ليه مقدرتش خوفها وبتبص من زاوية أنها موثقتش فيك
مراد بعصبيه: لأن دي الحقيقه اللي انتي وهي بتهربوا منها
قام مراد من مجلسه متجهًا ناحية باب الغرفة دون إضافة كلمة أخرى، أخذت سهام تتطلع إليه ب**ت والدموع تغرق وجهها وتدعو الله من كل قلبها أن يلم شملهم عن قريب ويكمل سعادتهم على خير....
....................
في فيلا الراوي ...
كان ممدوح يجلس في مكتبه بعيدًا عن أعين الجميع يفكر بكل ما حدث بتأني ليعرف كيف انقلب كل شيء بين ليلة وضحاها، أخذ يتذكر كلمات ميرا بأنها لا يشرفها أن تكون من هذه العائلة، أخذ يلعنها فهي السبب ف كل ما حدث، فقد غادر الجميع هذا القصر ولم يتبق إلا هو وفهمي والخدم ، تحول القصر إلي شخص ميت حضر الجميع جنازته وانتهي وقت العزاء، رن هاتفه فما كان منه إلا الإجابة علي الهاتف و
ممدوح: ايوا ي حسام
حسام بارتباك: في مشكلة سيادتك ومحتاج توقيع حضرتك
ممدوح: هاشم عندك خد توقيعه
حسام بنبره متوترة: هاشم بيه ساب الشركة من فترة و...
ممدوح مقاطعا بعصبية: انت بتقول ايه فهمني كدا !!
حسام : ي فندم انا حاولت أقنعة بس...
ممدوح مقاطعا بغضب : اقفل دلوقتي و حسابك معايا بعدين
وبالفعل أغلق الهاتف بعصبية واخذ يفكر كيف سيجعل هاشم مرة أخري في دائرته ويحكم الغلق هذه المرة، لذلك قرر التفكير بتأني قبل ان يأخذ خطوة يندم عليها بعد ذلك،
...................
علي ع** فهمي الذي استغل غرفته كحصن له اعتزل الحياة الخارجية وقرر البدء من جديد ولكن ليس البدء بأعمال وإنما البدء بطريق تصحيح الأخطاء، هاجمته ذاكرته لمشاهد متفرقة من حياة هاشم وكيف كان قاسيا عليه، وكيف كان السبب في وفاة زوجته بالرغم من أنه لم يحبها يومًا وبالرغم من جفاءه وقسوته معها إلا أنها كانت مبتسمة محبة إليه، يالله كم يفتقدها الآن وبشدة فهي دائما ما كانت تسعي لتغييره إلى الأفضل، ولكن رعونته وحبه للمال قد تغلبا علي حبها وصبرها، دائما ما كان يؤذيها بحديثه دون النظر إلي نتيجة ذلك، وعندما أرادت الاحتفاظ بطفلتيه لم يقبل والده بحجة انهم عار وبسبب سهام، عند هذا الخاطر دارت به الدنيا وعلم أن كره ميرا له ماهو إلا ذرة من بحر أعماله، فهو السبب ف القهر والحزن الذي عانته زوجته قبل وفاتها، والسبب في بُعد بناته وابنه عنه، تمنی ان يسامحه أبنائه، ولكن هل الزمن كفيل بمداواة جروحه وجروح أبنائه؟! هل سيأتي الوقت ويعيش معهم حياة طبيعية ويتخطوا كل هذا؟!! الزمن خير حكم، هو القرار الصامت الذي سيترافع في الحياةِ القادمةِ لمداواة الجروح والأﻵم ¡¡¡
..........................
في أحد المطاعم القريبة من شركة ميرا كانت هند تجلس على إحدي الطاولات تأكل بشرود وتتذكر ما حدث من محمد منذ شهر ، فهي مهما حدث لن تسامحه ابدًا على إهانته لها ف كل ما قاله السبب الأساسي والرئيسي في جرحها، وكأنه قد خرج من مخيلتها إلي الواقع بطلته التي تسلب الأنفاس، بدت لامبالاة رهيبة على صفحة وجهها عندما وجدته يقترب منها، علي ع** محمد الذي كان يتلهف شوقًا لرؤيتها والتحدث معها، اقترب محمد من الطاولة ولكنها قررت الرحيل تمامًا من المطعم وآخر كلماته تتردد في عقلها "انتي مين انتي علشان تدخلي في حياتي، انتي ولا حاجة ممكن بشوية فلوس اشتريكي م انتوا كلكم صنف واحد أهم حاجه عنده الفلوس وبسسس وحاجة كمان لو شوفتيني بموت بعد كدا ، متساعدنيش فاهمه "
محمد معترضًا طريقها: ممكن تستني نتكلم شوية
هند بغضب: للأسف معنديش وقت بعد إذنك
محمد بعصبيه: بس لازم نتكلم ي هند !!
هند محاوله تمالك أعصابها والتماسك أمامه: لو سمحت مفيش أي كلام ما بينا، بعد اذنك.
تركته دون اضافه كلمة أخرى، خرجت مسرعة من المطعم وكأن هنالك شياطين تلاحقها، بعد أن ابتعدت مسافة معينه توقفت تمام وأخذت تبكي وارتفع صوت شهقاتها، مما أدى إلى جذب نظر المارة إليها
هند لنفسها: عمري ما هسامحك ي محمد على **رتي بسببك أنت كنت مجرد مرحلة بس فوقت منها بطريقه صعبة،
إنه العشق ما يجعلنا أقوياء من أجل من نحبهم وأيضا يجعلنا ضعفاء بسببهم،،
علي ع** محمد الذي تألم كثيرًا بسبب ماحدث معه، ف هاهو منذ فتره يحاول التحدث معاها وهي ترفض بشتى الطرق، حتي العمل المشترك بينهم قررت التخلي عنه حتی لا تدع له فرصة للتحدث معها...
محمد لنفسه: انا عارف إنك بريئة وعملتي كدا علشان متجرحش من حد، وبتعملي كل دا بسبب كبريائك بعد ما هنتك بس والله العظيم كنت أغبى خلق الله بس بوعدك إني هرجع لك ضحكتك وهخليكي أفضل حتی لو عذبتيني في الأول، ولمعت عيناه بالإصرار لأنه سينهي تلك المشاكل عما قريب ....
.........................
في منزل حمزة...
كانت نسمه تجلس بشرود كعادتها في الآونة الأخيرة، تفكر في حياتها وكيف تغيرت إلى هذا الحد، ميرا، آه من ميرا وعذابها أحست أنها مكتوفة الأيدي غير قادرة على إزالة حزنها والتخفيف عنها، ف ميرا أمها قبل أن تكون أختها، من تنصحها بحب دون وجود مصلحة مشتركة، يأتي حمزة من خلفها ويتحدث معها،
حمزة بهدوء: نسمه أنا عندي اجتماع النهارده واحتمال اتأخر عنك شويتين، فلو عايزة تروحي ل ميرا معنديش مانع اوصلك وأنا راجع أخدك.
ولكن حمزة لم يستمع إلى رد نسمه، وكأنها منعزلة عنه وعن العالم أجمع،
حمزة واضعًا يده على كتف نسمه بهدوء و: إنت سمعاني ي نسمه؟!!
نسمه بانتباه: هاااا بتقول حاجة ي حمزة؟!
حمزة: مالك ي نسمه حاسس إنك متغيرة من فترة ودايمًا سرحانه وزعلانه، فيكِ ايه ي حبيبتي؟!؟
نسمه بنبرة أشبه بالبكاء: تعبانه ي حمزة، تعبانه من كل حاجة في الدنيا، عارفة إني مقصرة في البيت ومقصرة في كل حاجة بس والله غصب عني، نفسي أخرج من الدايرة اللي بقيت فيها غصب عني، نفسي أرجع زي الأول وحياتنا تبقى طبيعية، مش قادرة ي حمزة مخنوقة وممكن. ...
حمزة محتضنا إياها وأخذ يربت على ظهرها بهدوء، تحدث بنبرة جعلها هادئة: إنتِ فكرك وإنتِ بتقولي لي كل الكلام دا مش زعلان؟!! تبقي غلطانة، أنا واقف بعيد مش قادر أساعدك ولا قادر أخفف عنك، مخنوق أكتر منك لأن حزنك دا إجبار مش اختيار، بس صدقيني زي م جه إجبار أنا همحيه إجبار بردوا، بس عايزك دايمًا بتضحكي علشان شمسي تطلع، اتفقنا!!
ثم أخرجها من حضنه وقال: يلا جهزي نفسك علشان تروحي تقعدي مع ميرا وزينه وانا هآجي أخدك
نسمة بصوت باكي: بلاش ي حمزة، أنا مش هقدر أشوف ميرا بالشكل دا، علشان خاطري
حمزة: مش هقدر أسيبك لوحدك وانا احتمال كبير اتأخر وكمان ميرا محتاجه لكم الوقتِ أكتر من أي وقت، يلاااا بلاش **ل
نسمه بتنهيدة: حاضر
وتركته ودخلت إلى الغرفة تبدل ملابسها استعدادًا للذهاب، أما حمزة ف استغل هذا الوقت في تحضير فطور مناسب لنسمته قبل الذهاب، فهو يعرف كيف يدللها حتى تتغير حالتها تلك إلى الأفضل ...
.........................
في منزل والد شمس....
كانت تجلس شمس باسترخاء على حافة شرفتها كعادتها في الآونة الأخيرة تفكر فيما فعلته صديقتها هند ألهذه الدرجة كانت حمقاء حتى تقول لها كل مايجول بخاطرها، قطع عليها سيل تلك الأحداث ارتفاع نغمة هاتفها معلنًا عن وصول رسالة جديدة، رقم غير مسجل، ولكنه رقم خاص، قرأت محتوى الرسالة أكثر من مرة ولا تصدق أخذت تطرح على نفسها الكثير من الأسئلة، هل تلك لعبة جديدة من أحد؟؟ هل هناك من يراقبها ويشعرها بأنها مرغوب بها؟!! عند هذا الحد انتفضت من مكانها وأخذت تقرأ فحوى الرسالة بصوت عال نسبيًا ولا تصدق "متقعديش تاني كدا، واسمعِ الكلام، دايمًا عيني عليكِ، بحبك"
شمس لنفسها: مين الغ*ي اللي فاكر نفسه عبقرينو زمانه دا وعامل لي جو الهجان، وربنا أغبی خلق الله، عايز يشتغلني؟!! تمام، اللعبة بدأت ي برنس.
قالت كلمتها الأخيرة وابتسامة خبث قد ارتسمت علی شفتيها...
.........................
فى أمريكا، وخصوصًا في شركة ميرا وأصدقائها، كانت ندا تجلس بشرود عندما أتى إليها اتصال من مصر، نظرت إلى الهاتف بشرود وقررت وقبل أن تأخذ أفكارها منحني خاطيء، قررت أن تجيب، حتى تستريح من زن هذا الكائن الذي ينغص عليها حياتها،
ندا بعصبية: ممكن أعرف سيادتك بتتصل ليه؟!
المتصل: دي عامل ايه ي نيدو بتاعتك، مكنش العشم بردوا.
ندا محاولة ضبط انفعالاتها: أنا سألت سؤال، ممكن أعرف إجابته وياريت بسرعة علشان مشغولة
المتصل ببرود: مفيش وحشتيني قولت أكلمك، واعرف أخبارك!!
ندا ببرود مماثل: متشوفش وحش، ياريت معنتش تتصل لأني المرة الجاية هتبع إجراءات ممكن لا دا أكيد مش هتعجبك، أما بالنسبة لأخباري فدا شيء لا يعنيك علشان تسأل عنه،
وأغلقت الهاتف دون أن تستمع إلى إجابة من المتصل وأخذت تفكر ما الذي اضطره للاتصال بها مرة أخرى؟؟ وهل تلك لعبة جديدة يمارسها حتى ينتقم منها؟؟ لذلك أخذت عهد على نفسها بألا تدعه يدخل لحياتها مرة ثانية وأيضًا قررت الاتصال بميرا حتى تخبرها بما حدث حتى تأخذ نصائحها، ولكنها قررت أن تؤجل ذلك حتى وقت لاحق ف ميرا حاليًا ليست بحالة جيدة، لذلك قررت في الوقت الحالي التحدث مع مراد لتعرف ما تلك الحماقات التي يفعلها....
...............
في إحدى محافظات مصر، وخصوصًا في محافظة الدقهلية، كانت تجلس سيدة في عامها الخمسين، تجلس بشموخ على كرسيها، متهجمة الملامح، شق الزمن خطوطه على وجهها، نظرتها القاسية كفيلة بأن تقتلك حيا، وكأن الزمن لم يقدر على مسح تلك النظرات، كانت تجلس بشرود حتى أتت ابنتها، تلك الفتاة التي تبلغ من العمر أربعة وعشرين عاما،
الفتاة: امي ي أمي ي حاجه صفية!! ، وعندما لم تجد أي إجابة قامت بهزها من كتفها
الحاجة صفيه رامقة ابنتها بنظرات غاضبة: مالك ي مقصوفة الرقبة، قولت لك ألف مرة لما تلاقيني مش برد عليكي اعرفي اني ببقي بفكر في حاجة
مايسه بحزن: انا آسفة ي ست الكل آخر مرة
الحاجة صفيه: خير كنت عايزة ايه!!!
مايسه: كنت جايبه لك المقال دا الصحفي دا تشوفي الصورة اللي فيه
الحاجه صفيه باستفهام: مقال ايه؟! وصورة مين دي!!
قامت مايسه بعرض الصورة على والدتها، لتتعرف على ذاك الشخص، في حين صعقت أن السيدة صفيه مما تري، لقد كان هو، السبب الرئيسي في كل ماحدث معهم، هي تود الانتقام والثأر لزوجها الراحل، لذلك قررت أن تعرف كل شيء عنه حتى تنتقم منه أشد انتقام وتذيقه من نفس الكأس، حتى تنعم روح زوجها بالسلام.
الحاجه صفيه بهدوء: ابعت ل عثمان يجيني ضروري.
مايسه بريبة: حاضر ي أمي، تحبي اعمل لك ....
الحاجة صفيه مقاطعة اياها: لأ، روحي كملي اللي بتعمليه، وعادت إلى شرودها مرة أخري ولكن هذه المرة بانتقام جديد، وجرح غائر نزف من جديد
............
إلى اللقاء في الفصل القادم....
يتبـــع....