" الفصل الثلاثين.." الجزء الثاني " الغراب والمش*هة.."

1737 Words
" إيطاليا.." صف سيارته أمام الكنيسة وانتظر سيدة قلبة لدقائق وخرجت أخيرًا برفقة الأطفال.. انتظرت حتى استقل الجميع الحافلة ثم نظرت باتجاه ليث بابتسامة واسعة فبادلها بذات الابتسامة ثم ترجل واتجه نحو الباب الثاني.. في حين تقدمت نحوه رافعة فستانها الطويل من الأمام قليلًا حتى لا تتعثر به.. فتح لها الباب فجلست على المقعد متمتمه بالشكر فقال بمرح : -على الرحب والسعة سيدتي ثم أغلق الباب وعاد إلى الاتجاه الآخر وجلس أمام المقود وتحرك بالسيارة.. قام بفتح سقف السيارة وقال : -الجيتار في المقعد الخلفي.. أود أن استمع إلى ألحانك الرائعة -حسنًا أخذت الجيتار وتنحنحت بخفه ثم بدأت بعزف لحن مميز هادئ باحترافية شديدة وحركت رأسها يمينًا ويسارًا بينما هو يحرك أناملة على المحرك كأنه يُعزف معها.. في حين بدأت هي بغناء اغنية أجنبية بعد أن بدلت اللحن الذي يتناسب معها.. نظر إليها بابتسامة واسعة ثم انتبه إلى الطريق مستمتعًا بنبرة صوتها العالية الممتازة والمتمكنة في الغناء لدرجة كبيرة.. حقًا معلمة موسيقى مشهورة ورائعة ايضًا.. عند وصوله صف سيارته بعيدًا عن الشاطئ الخالي من الأشخاص لكونهم في فصل الشتاء.. ترجل الاثنان واتجها نحو الشاطئ وجلسا على بعد مسافة طويلة من المياه.. أخرج من جيب سرواله قلادة من الفضة تحمل أسمه و وضعها حول عنقها فنظرت إليها وقالت بسعادة واضحة : -رائعة ليث.. سوف أحمل أسمك لنهاية العمر امسك بيدها ورفع كفها إلى شفتيه وطبع قبلة حانية على أصابعها وتساءل دون تردد : -تتزوجينني؟ -أنت تتحدث بجدية؟ تساءلت في دهشة بالغة فأصبح كالغريق داخل سوداويتها وتحدث بجدية الحب : -جدي للغاية اتسعت ابتسامتها وردت بمرح : -موافقة بشدة احتضنها وابتسامة حب عبثت بثغره ثم ابتعد عنها وهتف بحماس شديد : -عندما نتزوج سنذهب إلى مصر ونأخذ جولة سياحية رائعة عقدت بين حاجبيها وتساءلت بصوت منخفض : -مصر؟!.. ستعود إلى الوطن؟ -نعم لأنه موطني.. وأنتِ ستكونين معي في كل مكان وزمان ابتسمت باضطراب وارادت تبديل الحوار فقالت بصوت مبحوح : -هيا سمعني لحن جديد تناول الجيتار بحماس وبدأ بالعزف بحماس كبير وبدأ أيضًا بالغناء وهي شاركته الغناء بصوت عذب ورقيق مثلها تمامًا "منزل خالد السلحدار.." فتحت باب الغرفة وعزمت عليها بالدخول ترددت للحظات ثم دخلت.. فلحقت بها وأضاءت المصباح الكبير وأغلقت الباب ثم قالت بهدوء : -دي غرفتك من النهاردة يا نجمة أومأت بخفه ثم رفعت النقاب التي تخبئ به وجهها المش*ه بالكامل وقالت بصوت مبحوح : بعد اذنك مش هخرج من الغرفة دي وقفت خلفها وربتت على كتفها وقالت بتفهم : -برحتك يا حبيبتي المهم اني اكون مطمنة عليكِ ثم تركتها وخرجت مغلقة الباب خلفها.. قامت بفتح سحابة الحقيبة وبدلت ثيابها ثم مددت على الفراش تضم الوسادة إليها.. و وجدت نفسها تفكر في زواجها من " يونس.. " لم تنكر إنها معجبة به كثيرًا لكن كانت تود أن يتم زواجهما برضى وليس غصب.. و لولا نجلاء في حياتها لكانت أصبحت دميمة للجميع.. دق باب الغرفة ففزعت وتركت الفراش بينما استأذنت لينا تدخل أم لا فطلبت منها الانتظار قليلًا حتى ارتدت النقاب ليغطي وجهها.. فتخشى أن تراها وتخاف منها أو تشفق عليها.. ثم جلست على الفراش وأذنت بالدخول.. فدخلت مغلقة الباب خلفها وجلست إلى جوارها تحدثت لينا بحزن : -اخبارك ايه؟! تحدثت بنبرة ميته لا روح فيها : -الحمد لله على كل شيء -أسفه يا نجمة عشان ما سألتش عنك الفترة اللي فاتت.. بس حقيقي مش مستوعبة اللي حصل وازاي جاله قلب يعمل كده نجمة بتفهم : -أنا عارفه قد أيه أنتِ مشغولة في دراستك.. مسحت على ذراعها بلطف فأبعدت ذراعها عنها لتتعجب لينا في حين قالت نجمة بحنق : -أنا ما بحبش الشفقة من حد يا لينا اتسعت عينيها في دهشة وقالت بتأكيد : -خالص دي مش شفقة.. نجمة انتِ بنت خالتو وزي الأخوات اغمضت عينيها بشدة وقالت بنبرة مؤلمة : -أنا اتغيرت يا لينا.. مش بس شكلي لاء أنا كلي مش*ه من بعد اللي حصل.. اتمنيت الموت في كل لحظة -بعيد الشر عنك.. وأنا مش بشفق عليكِ لكن ها سيبك على راحتك نهضت عن المقعد وخرجت مغلقة الباب خلفها فسحبت الحجاب عن وجهها ودثرت نفسها في الفراش تحتضن الوسادة بشدة إلى ص*رها كي تمتص دموعها الساخنة التي تهبط كالشلال.. وأخذت تفكر في أكثر من حيلة لتجعل يونس يتقبلها على الأقل كأبنة خالته وليست زوجته " في الأسفل.." جلست إلى جوار والدتها واستمعت إلى حديثها مع أحدهم تخبرها بزواج يونس الخميس القادم.. جحظت عينيها في ذهول من تسرع والدتها ومازال يونس يرفض ذلك الزواج وبشدة.. بعد انتهاء المكالمة قالت بحنق واضح : -مامي مش معقول اللي بتعمليه ده.. على الأقل استني لما يوافق يونس -أخوكي مستحيل يوافق ولازم يتحط قدام الأمر الواقع قالت كلماتها بحسم وغضب فردت بتذمر : -مامي بصراحه بقى يونس مش مجبر على كده خالص اندفعت في وجهها بحده : -دي يتيمة و وحيدة ما لهاش حد غيرنا.. اتخلى عنها واسيبها لحد ما تموت نفسها زي ما حاولت تعمل -طيب الجواز ده هيستمر لحد امتى؟ رمقتها بنظرة ناريه وأجابت بغضب : -لحد ما تعمل عملية التجميل " منزل كاميليا.." أخذ حازم حمام السباحة ذهابًا وإيابًا بينما خرج يونس إلى حديقة المنزل وجلس على الاريكة مستند بظهره إليها رافعًا رأسه إلى السماء.. أخذ عقله في رحلة إلى شهور مضت حيث كان مع ثراء.. أخذها في رحلة إلى مدينة شرم الشيخ كما طلبت.. وبدأ يعلمها السباحة في النهار والليل يأخذها إلى أفخم المطاعم لتناول الطعام.. وبعدها تجول الشوارع برفقتها والتقط معها الكثير من الصور احتفظ بها في ذاكرة الهاتف.. تمن لو تعود الأيام ويخبرها بكل شيء لكن ما ذهب لن يعد.. نظرات الحب الموجه له تركت أثرًا كبيرًا في قلبة وعقلة.. ضحكاتها الشقية مازالت عالقة في أذنيه.. ويشعر بلمسة يديها كأنها معه.. حاول طرد تلك الأفكار من راسه لكن بلا جدوى بلا وازدادت.. فتذكر حركة شفتيها عندما تبادله بكلمات العشق والاشتياق.. ليلعن قلبه ويعلم كم هو قاسي.. كيف له أن يكمل في خدعة الحب تلك بعد أن قدمت له كل هذا العشق.. فاق من شروده على صوت حازم ينادي فنظر إليه بعدم وعي فالذكريات مستحوذة على عقلة بالكامل.. استند بمرفقيه على حافة حمام السباحة وتساءل بفضول : -بتفكر في ايه؟ استعاد وعيه سريعًا و رد بوضوح : -ثراء.. مش قادر أخرجها من دماغي -شيء طبيعي يا يونس عشان حاسس بالذنب تجاها.. والندم شيء كويس.. أومأ بالفهم في حين خرج حازم من المياه وبدأ يجفف بدنه بالمنشفة الكبيرة وتساءل بشك : -يونس لو كانت ثراء لسه موجودة كنت اتجوزتها؟ -لاء طبعا انا بس حاسـ.. قاطعة بتأكيد : -يونس انت بتحبها ومكابر حدق به في دهشة واستمع إلى صوت دقات قلبة العالية التي تدق في ص*ره بشدة معلنه عن عشقها بل واشتياقها إلى الفتاة التي قتل قلبها باسم الحب ومن أجل أن ينجح في عمله.. استأذن منه يبدل ثيابه ويعود إليه ثم دلف إلى الداخل ونظر إلى ساعة الحائط التي تدق التاسعة مساءً ثم صعد إلى الطابق العلوي.. بينما صدح صوت الهاتف الخاص بيونس فنظر إلى شاشته التي تضئ باسم " آسر.. " أجاب عليه وهو يعصر جبينه بأنامله : -ازيك يا آسر؟ -أنا بخير.. قولي أنت بقى أيه موضوع جوازك ده..! ارتفع حاجبيه في دهشة بالغة : -جوازي؟! وصل له اتصال أخر فنظر إلى الشاشة التي تضيء باسم " آدم.. " وهو يستمع إلى حديث آسر بواسطة سماعة الهاتف العالية : -أه طنط نجلاء كلمتنا وعزمتنا على كتب الكتاب يوم الخميس.. انت خطبت امتى أصلًا -آسر لحظة هرد على آدم وأكون معاك -ماشي في انتظارك علق المكالمة وأجاب على آدم وهو يعلم لما يتصل عليه الأن.. وتساءل آدم في دهشة : -يونس انت ازاي كتب كتابك يوم الخميس مش فاهم؟! جز أسنانه حتى استمع إلى صريرها واندفع بحده مفرطة : -أمي بتحطني قدام الأمر الواقع.. انا مستحيل احضر كتب الكتاب ده والمأذون اللي جاي يكتب الكتاب يتجوزها هو قال بهدوء وعدم فهم : -اهدى وفهمني أيه اللي بيحصل معاك استند بجبينه على قبضة يده وتحدث بنبرة اهلكتها الغضب حقًا : -آدم مش طايق اكلم في الموضوع ده وياريت تكلم آسر تقوله اني مش هقدر اكلمه.. سلام -مستحيل أقفل وأنت في الحالة دي.. أنت فين ونجيلك -انا عند كاميليا وحازم معايا ومفيش داعي تيجوا أنا كويس أنهى معه المكالمة وألقى بالهاتف جانبًا ودفن وجهه في كفيه.. شَوه قلبها وخان الوعد واستغلها باسم الحب والنتيجة يتزوج فتاة مش*هه لا يحبها ولا يعرف عنها شيئًا سوى اسمها فقط.. قال تلك الكلمات بينه وبين قلبه الذي يتألم من كثرة الندم.. ليشعر بالاحتياج إلى أخيه البعيد وفكر أن يتحدث إليه لكن تراجع حتى لا يقلقه ولجأ إلى ربه القادر على تغير كل شيء وتمن لو تعود ثراء لإصلاح ما أفسده " الساعة العاشرة صباحًا.." صفت السيارة أمام العمارة وانتظرت للحظات حتى خرجت لميس واستقلت السيارة وتساءلت بلهفة قلق : -مالك؟!.. قلقتيني.. تحركت بالسيارة دون أن تتفوه بكلمة.. وصلت إلى وجهتها تحديدًا كافية يقع على النيل مباشرة.. ترجل الاثنان و دخلا إلى الكافية ثم جلسا أمام طاولة وانتظرت أن تتحدث لكن مازالت شاردة ويبدو عليها الحزن.. همت بالحديث لكن جاء النادل وتساءل عن طلباتهم فطلبت لميس عصير الليمون ثم نظرت إلى صديقتها بقلق واضح : -عمرك ما بتغيبي يوم عن الجامعة.. انطقي بقى في ايه -مشاكل في البيت زمت شفتيها وشعرت بالحزن لكونها تشعر بها جيدًا فمنزلها لم يخلوا من المشاكل أيضًا.. شعرت بالحيرة من أين تبدأ بالحديث كي تهون عليها وأخذت تحرك يديها معبرة عن الحيرة قائلة : -يعني اقولك ايه.. كل البيوت فيها مشاكل أنتِ عارفه -مامي عايزة يونس يجوز بنت خلتو وهو رافض جدًا.. مامي بقى عزمت العيلة كلها بكره على كتب الكتاب ويونس حالف ما يحضر ودي تبقى مشكلة كبيرة و يا حرام نجمة ممكن تتعقد وتعمل حاجة في نفسها عضت على شفاها السفلية واضعه راحة يدها على وجنتها وتساءلت في دهشة : -كل ده ليه؟.. وليه طنط مصره على الجواز ده؟ -نجمة جوز مامتها ش*ه وشها بطاسة زيت وحاولت تموت نفسها حاولت مامي تقنعها تقعد معانا رفضت فكان الحل الوحيد أن مامي تقولها يونس طلب يجوزك وكذبت عليها وقالت إنه موافق يجوزك حتى بعد ما تش*هت.. وفعلًا وافقت وهي عندنا في البيت جاء النادل وضع العصير امامهما وغادر فأشارت إلى كوب الليمون : -اشربي يا لينا الليمون بيهدي.. تناولت رشفة وابتلعتها بسأم ف*نهدت الأخيرة في حيرة ثم قالت : -طيب ما حد من ولاد عمك يتكلم معا ويحاول يقنعه اغمضت عينيها تومئ بالنفي ونظرت إليها بحزن قائلة : -كلموه ومفيش فايدة حتى عمتو كاميليا حاولت تقنعه وما سمعش.. ثم أردفت بحنق شديد : -بيني وبينك انا اصلا مش موافقة اخويا يتجوز بالطريقة دي.. ولما اقول لمامي كده تعصب.. ثم نفخت في شدقيها بسأم وتناولت رشفة أخرى ثم تحدثت بهدوء : -المهم سيبك مني.. عمتو كاميليا مرحبة جدًا بيكِ ولازم توافقي.. حركت رأسها في كلا الاتجاهين فتحدثت بحسم : -أنا مش هسمح لك تضيعي حلمك عشان مشاكل تافه في البيت -مش تافه يا لينا.. المشاكل دي كبيرة جدًا ده غير ابن عمتو الغلس اللي دايمًا يسمعني كلام سم في الرايحه والجايه -طيب أنا أسفه بس اسمعي.. طنط طلبت منك تدوري على شغل عشان تساعدي نفسك بالجامعة.. قعدتك عند عمتو يعتبر شغل عشان هي محتاجة بنوته تساعدها في شغلها.. قولي لطنط وحاولي تقنعيها أومأت موافقه لكنها تشعر بالقلق والخوف معًا.. واخذت تدعوا ربها أن توافق والدتها على هذا العمل .... يتبع
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD