" الفصل الثالث.." من الجزء الأول " الشرقية الفاتنة.."

3422 Words
اذكروا الله يا جماعة الخير ??.. " الفصل الثالث .." صباح اليوم التالي في الشركة.. جلس آدم على المقعد الخاص به يقرأ جريدة اليوم وتفاجأ بصورة حياة والتي لقبت " بالفتاة الجميلة.. الشرقية الفاتنة " جحظت عيناه بغضب وألقى بالجريدة على المكتب ثم حك جبينه بأنامله للحظات ثم تحدث مع السكرتيرة وطلب منها أن تأمر حياة بالحضور الأن.. لتأتي بعد دقائق قليلة وأغلقت باب المكتب ثم وقفت تنظر إليه بابتسامة رقيقة قائلة : -حضرتك طلبتني نهض عن المقعد متجه نحوها ساحبا الجريدة من أعلى المكتب معه ووقف أمامها يناظرها بحده وجمود ثم رفع الصفحة الخاصة بالخبر أمام عينيها وتساءل بنبرة فحيح : -فهميني أي ده ؟ نظرت إلى الجريدة بعدم فهم حتى رأت صورتها لتخرج شهقة من بين شفتيها وتناولت الجريدة لتقرأ المقال بسعادة وقالت بإعجاب : -الشرقية الفاتنة.. حلو اوي أخذ الجريدة منها بعنف لتنظر إليه بهلع وقد اختفت ابتسامتها فجأة بينما هو ألقى بالجريدة أرضاً وقال بفحيح مرعب : -عجبك اللقب أوي.. مسحت على وجنتها وهي تحرك رأسها بالإيجاب فقبض على ذراعها لتعقد حاجبيها متأوه بخفة بينما هو تحدث بعنف : -أنا جبتك تشتغلي هنا عشان تروحي عرض أزياء حاولت سحب ذراعها من قبضته لكنه شدد عليها فتأوهت أكثر وقالت بحنق : -وأنت مالك.. مين أنت عشان تتحكم فيا وتقولي أشتغل اي وما اشتغلش أيه رخي أعصابه تاركا ذراعها فمسحت عليها وهي تتأوه بخفه بينما هو فاق على نفسه وقال بنبرة رجولية عنيفة : -أنتِ صح.. بس أنا أحب اللي يشتغل معايا يركز في شغله هنا وبس ارتفع إحدى حاجبيها وقالت بتحدي : -والله لما ابقى قصر في شغلي ابقى أتكلم معايا ضيق عيناه قليلا وتقدم نحوها أكثر فتراجعت للخلف وهو يقول بفحيح محذر : -إياكِ تتحديني تاني سواء بالكلام أو بالأفعال اصطدمت قدميها في المنضدة وكادت أن تسقط على ظهرها ألا أنه لحق بها بلف ذراعه حول خصرها جاذبًا إياها إليه ليرتطم جبينها في ذقنه بينما هو استنشق رائحة عطرها التي أجبرته على إغلاق عيناه مستمتعا برائحتها الأنثوية التي حركت قلبه وقشعر جسده بالكامل.. بينما هي رفعت عيناها إليه وابتلعت ل**بها بتوتر محاولة إزاحة يده بعيدا عن خصرها وهي تقول بتوتر : -لو سمحت ليفتح عيناه ببطء وأطرق رأسه ناظرا داخل عيناها البراقة بعمق ليخيل له أنه يرى نفسه داخلهما من كثرة نقائهما.. حقا لم يرى في جمال تلك العيون من قبل.. لقد أخذته وخ*فت روحه وقلبه وكل شيء.. كان قبل أن يقا**ها كان يمتلك قلبة في يده محافظًا عليه من الحب متحكما به.. لكنه لم يستطيع ألا يعشقها حقا فهي فتاة ليست كأي فتاة رآها من قبل بل هي الشمعة التي اضأت حياته و يود أن يخفيها ويحافظ عليها حتى لا تطفئ.. فاق عندما كررت حديثها بحده فحررها من قبضته والتفت متجه نحو المكتب تحت أنظارها المندهشة من تصرفاته معها.. وقف أمام المكتب يشعل سيجارته ثم زفر دخانها في الهواء وطلب منها أن تذهب إلى عملها.. وضعت شعرها خلف أذنيها واتجهت نحو الباب لتخرج مغلقة إياه خلفها.. فالتفت برأسه لينظر إلى الباب للحظات ثم ابتسم متن*دا بعمق *** دلفت إلى المكتب وجلست على المقعد الخاص بها شاردة في آدم بابتسامة رقيقة تزين ثغرها.. تركت جنى القلم ونظرت إليها للحظات طويلة من الحنق والتأفف ثم تساءلت بحده : -هو آدم كان عايزك ليه ؟! لتنظر إليها بعدم وعي لكن سرعان ما استعادت وعيها وقالت بهدوء : -هه هو كان.. كان بوريني صورتي اللي في الجرنان -بجد.. وأنتِ صورتك في الجرنان ليه بقى لتجيب بشغف : -كنت في عرض أزياء أمبارح وكتبوا عني تصنعت الابتسامة وهي تقول بعدم قبول : -مب**ك -ميرسي الله يبارك فيكِ انتظرت للحظات ثم نهضت عن المقعد وخرجت متجه نحو غرفة آدم بخطوات سريعة وتض*ب بقبضة يدها على راحة يدها الأخرى.. عند وصولها استأذنت من السكرتيرة ودلفت إلى الداخل مغلقة الباب خلفها بدفعه لينظر إليها بهدوء فقالت بحده : -ازاي توافق أنها تشتغل من قبل ما تشوف شغلها الأول زفر بهدوء وتساءل بثقل : -يهمك في أي ؟! حملقت به للحظات لتشعر بعدها بالإحباط والحزن ثم قالت بصوت ضعيف يخرج من حنجرتها بصعوبة : -أنت.. أنت بتكلم معايا كده ليه.. أنا عملت لك حاجة ؟! آدم بصرامة : -أه عملتي.. ادخلتي في اللي ما لكيش فيه مسحت على وجنتيها متمته بالاعتذار ثم خرجت مغلقة الباب خلفها تاركه إياه يجز أضراسه ويأنب نفسه على طريقة حديثه معها لكن لابد من هذا حتى تكف عن التفكير به.. بينما هي وصلت إلى غرفة المكتب ودخلت لتجلس على المقعد الخاص بها لتجد نفسها تبكي في **ت لتنتبه حياة إلى دموعها التي تهبط على وجنتيها حتى عنقها.. ضغطت على شفتيها تفكر تساءل ما بها أم لا ؟.. لتجد الإجابة وهي بـ لا لكن بعد لحظات دفنت جنى وجهها في كفيها ولديها رغبة في أن تصرخ وتنهار لكن لابد من الثبات والتماسك.. نهضت حياة متجه نحوها وجلست على المقعد المجاور للمكتب وتساءلت بقلق : -مالك ؟ تعبانة ؟.. اجبلك حاجة أزاحت يديها عن وجهها تنظر إليها بألم ثم تناولت منديل لتمسح وجهها وهي تقول بصوت مبحوح : -ما تشغليش بالك بيا.. أنا واحده كئيبة ومعقدة أرتفع حاجبيها في تعجب من ردها وقالت بهدوء : -مفيش حد كئيب ومعقد.. أنتِ اللي أكيد معقدة نفسك جزت أسنانها محدقة بها بحده وكره وقالت بصوت غليظ : -وأنتِ مالك.. بتدخلي في حياتي ليه؟! -أنا أسفه بس حبيت اساعدك قالتها بتأفف ثم عادت إلى مكتبها لتجلس أمامه وأمسكت هاتفها تعبث به تحت أنظار جنى التي استمرت للحظات لتشعر بالندم على طريقتها الحادة معها ثم زفرت بسأم وقالت : -أنا أسفه متزعليش.. اصل انا متوترة اوي اليومين دول انتظرت للحظات قليلة ثم نظرت إليها وابتسمت قائلة : -ولا يهمك.. ربنا يرزقك باللي بتتمني اتسعت ابتسامتها وهي تمسح أسفل عينيها ثم نهضت متجه نحوها وجلست على المقعد المجاور للمكتب وقالت بهدوء : -يا رب.. أصل أنا بحب التمثيل أوي وقدمت على ورشة تمثيل لعمل جديد وقلقانة مدت يدها إليها عازمة عليها بوضع يدها عليها لتفعل جنى ذلك فأغلقت الأخيرة أصابعها عليها وقالت بنبرة تفاؤل : -هتنجحي بإذن الله.. خليكِ واثقة في نفسك وفي موهبتك *** حاولت أن تشغل نفسها بالعمل لكنها لم تستطع فحديثها مع مروان البارحة يشغل تفكيرها لدرجة كبيرة وتشعر بالندم على طريقتها الحادة معه.. أغلقت شاشة الحاسوب بسأم وأخذت تفكر أكثر وأكثر حتى فكرت أن تعتذر عم ما بدر منها.. رفعت سماعة الهاتف لتتحدث مع الفتاة الخاصة بالعمال وطلبت مروان لكنها أخبرتها أنه سافر اليوم.. فصلت المكالمة بحده لتستند بجبينها على قبضتي يديها وبعد لحظات دخلت جنى مغلقة الباب خلفها لتنظر الأخيرة إليها وقالت بسأم : -جيالي بمصيبة أي يا ترى؟! جلست على المقعد المجاور للمكتب وأخذت تقص عليها ما حدث اليوم.. فاكتفت بتحريك رأسها فقط لتتعجب جنى من عدم تبادلها للحديث وتساءلت : -مالك؟!. أول مرة تسمعي وتسكتي تن*دت بصوت مسموع وهي تحك جبينها بقوة ثم لملمت أغراضها لتضعها داخل الحقيبة قائلة : -أنا مصدعه جدا يا جنى.. أول ما اوصل البيت هكلمك.. اوكي -أوكي خدي بالك من نفسك ودعتها وغادرت فوراً لتتعجب جنى من تصرفها ذاك.. بعد لحظات دخل مالك وتفاجأ بجنى فنهضت ناظرة إليه بابتسامة بسيطة بينما هو تساءل عن مرام لتخبره بأنها غادرت ثم تقدمت خطوة واحدة وتساءلت بمكر : -مالك لو انت اكتشفت أن مرام مش بتحبك هتكمل معاها ؟! رد بتلقائية : -أكيد مش هكمل معاها.. ليه السؤال ده ؟! لتزم شفتيها للحظات من ال**ت تفكر في شيئا تقوله له حتى وجدت وقالت فورا : -في واحد م**م يرتبط بيا ودايما مبينه له اني مش بحبه ومفيش فايدة -والله أنا مقدرش أفيدك يا جنى.. بس جربي قولي له في وشه أنا مش بحبك لتقول مسرعة : -لاء مينفعش كده انا بجرحه.. ثم تابعت بمكر : -التصرفات احلى.. يعني طلب مني اقابل أخته رفضت لاء وكمان رفضت أروح أشوف البيت اللي المفروض نتجوز فيه حك على جانب رأسه وحرك رأسه بخفية قائلا : -قولت لك مقدرش أفيدك.. عن اذنك غادر عقب أخر كلماته فضحكت ضحكة خفيفة قابضة قبضتها بانتصار ثم ارتفع إحدى حاجبيها وقالت بتمني : -يا رب تحس بقى يا مالك *** " بعد مضي أيام قليلة.. " جلست على المقعد المجاور للمكتب ناظرة إليه بتأمل بينما هو يراجع اعملها المسجلة على بعض أوراق مصورة.. ثم نظر إليها بابتسامة بسيطة وقال بإعجاب : -برافو عليكِ.. اتعلمتي بسرعة حياة بصوت هادئ : -شكرًا أوي بجد وكأن صوتها بالنسبة له كمنجة تعزف لحنا خاص به لتتسع ابتسامته معترفاً لنفسه أنه أصبح مغرماً بها حقا.. ا****ة ما هذه الفتاة التي خ*فت قلبه بهذه الطريقة ؟!.. نهض عن المقعد متجه نحوها فنهضت وهي تتابعه بعينيها حتى وقف أمامها مقطب جبينه قائلا : -تعرفي انك مش بس شاطرة في شغلك لاء وكمان جميلة جدًا.. حملق في عينيها بعمق للحظات حيث تابع : -ما كدبش اللي قال عليكِ الشرقية الفاتنة.. تابع سرا وهو يتفحص ملامح وجهها بمقلتيه السوداء عشقًا : -و أتمنى أن تكوني الشرقية الفاتنة الخاصة بيا شعرت بالخجل من نظراته وأطرقت رأسها ليستفيق على نفسه ونظر إلى الاتجاه الآخر بينما هي قالت بنبرة خجل : -شكرًا لذوق حضرتك نظر إليها بجدية ليبتسم بعد لحظات قائلا : -آدم.. آدم بدون حضرتك حياة برسمية : -ما ينفعش عشان حضرتك رئيسي في الشغل ولابد من الاحترام رفع حاجبه اليمين وتساءل بمكر : -طيب لو تقابلنا بره الشركة هبقى حضرتك برضه ؟ رفعت رأسها إليه ناظرا إلى عيناه لتشعر بالخجل لكنها تمالكت وتحدثت باضطراب : -مش فاهمة حضرتك تقصد أي وقف أمام المكتب تناول قلم و ورقة كتب عليها شيئاً ثم طواها برفق وأمسك بيدها ليضع الورقة على راحتها ثم أغلق يدها ناظرا إلى عينيها التي تنظر إليه بعدم فهم.. وقال بجدية : -لما تشوفي اللي في الورقة هتفهمي ثم طلب منها أن تذهب إلى مكتبها فتركته وغادرت المكتب سريعاً ثم وقفت لتفتح الورقة وتفحص كلماته بعينيها والتي تحمل " هكون في انتظارك الساعة الثامنة بالضبط " وداخل الورقة عنوان المكان .. عقدت بين حاجبيها ثم ابتسمت وهي تحرك رأسها في كلا الاتجاهين وتابعت السير إلى غرفة المكتب *** صف السيارة بجوار الفيلا ثم أخرج المفتاح منها ونظر إلى مرام التي تنظر إلى الأمام في **ت لكن بعد لحظات نظرت إليه لترى نظرات السأم الموجه لها فقالت بإحراج : -مالك أنا عارفه اني تعباك معايا اليومين دول مالك بابتسامة رضا : -يا ستي اتعبيني كل يوم وما لكيش دعوة ارتسمت ابتسامة بسيطة على ثغرها ثم ترجلت من السيارة تضبط كنزتها الكحلي ذات أكمام طويلة وانتظرت حتى أغلق السيارة ثم أمسك بيدها ودلفا إلى الداخل.. قابل مهندس الد*كور وصافح كلا من مالك و مرام وتحدث معهم عن الد*كور الذي يليق بالمنزل وبدأ يشير إلى أنحاء المنزل وما سيضعه في كل ركن وهي متابعة معه باهتمام.. بعد نصف ساعة تقريباً انتهى من حديثه معهما ووقف يتحدث مع العمال.. نظرت مرام حولها شاردة لتجد نفسها تتذكر آسر فصفعت نفسها من الداخل وتأمر نفسها أن تكف عن التفكير به.. ثم نظرت إلى الخارج لتجد الحديقة فخرجت ووقفت أمام حمام السباحة الخالي من المياه ونظرت حولها بتفكير في شيء ما.. **ر مالك حاجز ال**ت عندما خرج متجه نحوها ويسأل باهتمام : -حبيبتي بتفكر في أيه ؟! ثم وقف إلى جوارها بينما هي تن*دت وأشارت إلى الحديقة الواسعة وقالت : -بفكر نعمل الفرح هنا.. ما شاء الله الجنينة واسعة جدا نظر إلى ما تشير إليه فأومأ برأسه قائلا : -زي ما تحبي ودي فكرة كويسة.. ثم استدار نصف استدارة ناظرا إليها بتأمل لبرهه ثم بدأ يقص عليها ما أخبرته به جنى.. لتنظر إليه باضطراب فهي تعلم أن جنى تقصدها بحديثها.. ثم أردف بشك : -أنا متأكد انها كانت بتحور عليا.. وفي نفس الوقت مش فاهم هي تقصد أيه ابتسمت باضطراب متصنعة الثبات وقالت بهدوء : -سيبك من كلام جنى يا مالك.. هي احيانا كده بتقول أي كلام لاحت ابتسامة جانبية على ثغرة ثم استأذن منها ودلف إلى الداخل.. رفعت يدها لتضعها على مقدمة ص*رها تتن*د بهدوء وشعرت بالغضب الشديد من جنى.. حقا فتاة متهورة وحمقاء أيضا *** "مكتب حازم.." دلفت هنا إلى المكتب بعد أن أذنت السكرتيرة لها فنهض حازم عن المقعد وصافحها ثم جلس وهي جلست على المقعد المجاور للمكتب واضعة قدم فوق الأخرى وتساءلت في دهشة : -حضرتك عملت أي مع الشاب ؟ حازم برسمية : -تكلمت معا.. هو حصل حاجة؟ ابتسمت وهي تحرك رأسها في كلا الاتجاهين وأخرجت ورقة من الحقيبة قائلة : -اتنازل عن القضية وكمان بعتلي ورقة اعتذار أخذ الورقة من يدها كي يفحصها ثم نظر إليها برسمية قائلا : -مب**ك تن*دت بعمق وقالت بنعومة : -الله يبارك فيك.. وشكرا بجد وضع الورقة أمامها وقال بجمود : -أنا ما عملتش حاجة.. دي تقريباً اسهل قضية مرت عليه.. تأملت عيناه بإعجاب شديد مما انتبه لنظراتها فارتفع إحدى حاجبية وتساءل بجدية صارمة : -عندك أي سؤال تاني ؟! لتحرك رأسها في كلا الاتجاهين ولا زالت متأمله عيناه بشرود وقالت بهدوء دون تفكير : -أه عايزة أعبر عن فخري واعجابي بيك لاحت ابتسامة شبه ساخرة على ثغرة وقال بحسم : -أمي والناس اللي تهمني هما بس اللي يعبروا عن فخرهم واعجابهم بيا.. حد تاني لاء.. ثم مد يده إليها متابعا : -اتشرفت بمعرفتك أرتفع حاجبيها متعجبة من حديثه ثم نهضت عن المقعد وصافحته ومن ثم استأذنت وخرجت من المكتب بل من العمارة بأكملها لتجد ذلك الشاب في انتظارها ووقفت أمامه تزفر بسأم فتساءل : -عملتي أيه ؟ هنا بحنق شديد : -ولا حاجة.. احنا استعجلنا في موضوع جواب الاعتذار ده -قولت لك اصبري عليه يومين أو لحد ما تتأكدي أنه وقع في حبك قبضت قبضتها بإصرار قائلة : -مش هسيبه وهفضل ورا لحد ما يغرق في حبي *** انتظر آدم كثيرا ولم تأتي حياة بعد وينظر إلى ساعة يده تارة وإلى الباب تارة أخرى.. طال الوقت ولم تأتي فنهض عن المقعد وكاد أن يتجه نحو الباب ألا أنه رآها تدخل بثيابها التي لفتت نظرة المكونة من تنورة سوداء مجسمة تصل إلى رسغيها وكنزة رصاصي تحمل رسمة من شخصيات الرسوم المتحركة ذات أكمام طويلة وحذاء رياضي بلون الكنزة.. كانت تشبه الأطفال برفع شعرها بشكل كعكة في منتصف رأسها.. أنتظر حتى رأته فابتسمت باضطراب ثم تقدمت نحوه بخطوات بطيئة لينتبه من فرك أصابعها في بعضها البعض ليعلم كم هي متوترة.. وقفت أمامه متمتمه بالاعتذار على التأخير فسحب لها المقعد دون أن يعقب على حديثها.. جلست ومقلتيها تتبعه حتى جلس أمامها ينظر لها بتمعن واضح فقالت بصوت مبحوح ولا زالت تفرك في أصابع يديها بشدة : -تقريبا وقفت أكتر من نص ساعة عم لقيت تا** يجبني لحد هنا هبط بمقلتيه إلى يديها ليعود بالنظر إليها بعد لحظة وتحدث بالبحة الرجولية : -مفيش داعي للاعتذار المهم وجودك.. لم يجد أي ردة فعل منها فابتسم بمشا**ة قائلا : -طيب كفاية فرك هت**ري صوابعك لتنظر إلى يديها بلهفة ثم فرقتهما عن بعض وقالت بتوتر : -أوكي خلاص حرك رأسه في كلا الاتجاهين ثم رفع قائمة الطعام يقلب أوراقها قائلا : -تسمحي لي اطلب لك اكل علي ذوقي ؟ -أه طبعا اتفضل قذفت كلماتها بحماس فرفع مقلتيه عن قائمة الطعام لينظر إليها ولم يستطع أن ينظر إلى شيئاً أخر غيرها لتشعر بالخجل الشديد من نظراته ليصطبغ وجهها بحمرة الخجل بفضل بشرتها القمحية.. بمجرد أن رأى لون وجنتيها ضم شفتيه بإعجاب ثم أبتسم ابتسامة حب عبثت بثغرة وصبغت عليه هيئة مراهق قديم افتقده.. ثم أشار إلى النادل ليأتي فنهض آدم عن المقعد وأخبره بالطعام وبمجرد أن ذهب النادل جلس هو ثانية وتساءل دون مقدمات : -حياة أنتِ مرتبطة ؟ لتنظر إليه بلهفة وتوترت في البداية لكنها هدأت من نفسها ونظرت إليه بثقة قائلة : -لاء خالص -وأنا كمان.. بس كنت مرتبط يعني مرحلة مراهقة و راحت لحالها تساءلت بفضول : -كان عندك كام سنه ؟ -ثالثة ثانوي.. يعني كانت بنت كده معايا تكلمنا فترة وبعد كده خلاص تن*دت بعمق حينما شعرت بالارتياح تجاهه وقالت : -أنا بصراحه عمري ما حبيت خالص.. يعني غير بعض التجارب كده وأيام الله لا يعديها طال الحديث بينهم حتى جاء النادل كي يضع أطباق الطعام أمامهم.. عندما استنشقت رائحته تألمت معادتها من الجوع لكنها تناولت الطعام بهدوء بعد أن عزم عليها.. وأخذت تلوك الطعام داخل فاها ثم ابتلعته قائلة : -مممم رائع بجد أبتسم قائلا : -بالهنا والشفا زمت شفتيها بخجل وبعد لحظة تمتمت بالشكر.. توقف عن الطعام بعد لحظات لكي يتأملها وهي تتناول طعامها برزانة وعندما لاحظت شعرت بالخجل وقالت بتلقائية : -على فكرة أنا بحب الاكل و بأكل بسرعة.. بس كل مكان وله طريقة ومعاملة أرتفع حاجبيه وقال بمزاح : -افهم من كده انك بتأكلي زي الوحوش في البيت لتضحك ضحكة خفيفة انتزعت قلبة من بين جدران ص*رة مندهشا بها.. فتشبه آلة موسيقية جديدة لم يسمع بها من قبل لكنه لقبها بالآلة الموسيقية الخاصة به فقط.. بينما هي قالت بمرح : -بصراحه ايوه.. عشان بس ما تنخدعش فيا.. ثم أردفت بجدية : -أنا اول مرة شوفتك حسيت أنك عصبي ومش بتكلم كتير ومغرور -أنا فعلا عصبي شوية وطول ما أنا في الشغل محبش الهزار.. وأنا مش مغرور أنا بس محبش الكلام الكتير في الفاضي.. أنا شخصية حادة ما عدا مع اللي بحبهم اتسعت ابتسامتها وقالت بنبرة مزاح : -طيب يا سيدي ربنا يرزقنا حبك اندهش من كلماتها لكنه ضحك ضحكة خفيفة وقال بتأكيد : -أنتِ جيتي هونتي عليه الفترة الصعبة دي يا حياة حملقت به بابتسامة رقيقة تزين ثغرها ثم أكملت طعامها محاولة ألا تنظر إليه ونجحت في ذلك.. بينما هو يتأملها بتدقيق وكلما تعمق أكثر في ملامحها الفاتنة كلما عشقها أكثر.. ليجد نفسه يأخذ قرار حاسم وهو أنه بمجرد أن يعود إلى المنزل سيخبر الجميع بأنه سيتزوج *** خرجت إلى حديقة المنزل تتحدث مع جنى بحده و توبخها على ما أخبرت به مالك.. وحاولت جنى تقنعها أنها تود أن تراها سعيدة دائماً فقالت مرام بحده : -جنى أنا لو عايزة اسيب مالك هسيبه من دلوقت.. أنا مفيش حد غصبني عليه جنى بحزن : -خلاص اوكي انا اسفه زفرت بشدة ثم حركت رأسها عدة مرات وقالت بهدوء : -خلاص حصل خير.. تصبحي على خير بادلتها بليلة طيبة ثم أنهت معها المكالمة.. وقفت مرام تفكر للحظات ثم فتحت موقع التواصل " الفيس بوك " تقلب في أخر الأخبار حتى رأت صورة آسر مع عائلة والدته في لبنان.. عقدت بين حاجبيها متأمله ملامحه بالكامل لتجتمع الدموع حول مقلتيها في لحظة ثم ضغطت على إعجاب ليظهر صف الحالات وأخذت تبدل بالإبهام بين أحببت واعجاب حتى استقرت على إعجاب ثم أغلقت الهاتف وهي تزفر بحنق.. استمعت إلى صوت آدم يناديها فمسحت على عينيها ودلفت إلى الداخل سريعا لترى شقيقها يتقدم نحوها بسعادة لم تراها على وجهه منذ فترة كبيرة.. أمسك بيدها وجلسوا على أقرب أريكة وهي تنظر إليه في تعجب.. تنحنح بخفة ثم قال دون مقدمات : -أنا قررت اتجوز حدقت به في ذهول لتظهر ابتسامتها تدريجياً وقالت بعدم تصديق : -لاء بتهزر.. آدم أنت بتكلم جد -هو في هزار يا بنت في الجواز ولا اي أومأت بالنفي عدة مرات وتساءلت بشغف : -مين العروسة ها مين ؟!.. تذكرت جنى بعد أن انتهت من سؤالها وتتمنى أن تكون هي الإجابة لكنها صدمت عندما أخبرها بأن العروسة هي حياة وشعرت بالحزن على صديقتها لتختفي ابتسامتها وقالت بهدوء مصطنع : -آدم انت مشوفتها غير مرتين تلاته تتجوزها ازاي؟! آدم ببساطة وجدية : -دا الطبيعي يا مرام.. واحد شاف واحده عجبته قال لأهله وطلب ايديها وحبوا بعض في فترة الخطوبة ابتلعت ل**بها بصوت مسموع وتساءلت بنبرة حزن : -طيب و جنى ؟.. تن*د بسأم ناظرا إلى الأمام بحده فقالت بترجي : -جنى بنت كويسه جدا.. اديها فرصة يا آدم ادار رأسه تجاها ناظرا إليها بحده بالغة قائلا : -اخدعها يعني؟!.. ولو مارتحتش معاها أقولها معلش دي كانت فرصة و راحت ثم نهض عن الأريكة وقبلها على رأسها بحنان ثم تمنى لها ليلة سعيدة واتجه نحو الدرج ومن ثم صعد إلى غرفته تاركًا شقيقته في حيرة من الحزن مسيطرة عليها كليًا.. تحزن على نفسها أم على جنى صديقتها حقا الاثنان في حالة يرثي لها.. تن*دت بعمق رافعه رأسها للأعلى تنادي ربها *** صباح اليوم التالي وصل آدم إلى منزل عمته مرتدي بدلة سوداء أنيقة وعطره الرجولي يعطي له سحر خاص.. وقف يدق جرس الباب لتسرع كاميليا إلى الباب وقامت بفتحه لتجد آدم بابتسامة بشوشة لتهتف باسمه وهي تحتضنه.. ثم دخل مغلقا الباب خلفه وجلسوا على الأريكة وبعد تبادل الصباح تساءل عن حياة فأجابت : -فوق بتلبس عشان الشغل.. ثم تابعت بشك : -مش غريبة شوية انك تجيلي دلوقت قبلها على يدها ثم نظر إليها بسعادة واضحة قائلا : -وحشتيني يا كاميليا قولت اجي اشوفك -يا واد عليه الكلام دا برضو ضحك ضحكة خفيفة لكن سرعان ما توقف عن الضحك عندما رأى زهرة الصغيرة جلست على مقعد عن بعد مسافة بعيدة بينهم فتأملها للحظات ليرى الشبه كبير بينها وبين حياة فتساءل عنها لتنظر كاميليا إليها ثم ابتسمت قائلة : -دي زهرة بنت حياة لينظر إليها بلهفة محدقا بها في ذهول فإجابتها كانت بمثابة لوح ثلجي انزلق فوق رأسه وكاد أن يتحدث ألا أن جاءت حياة وهي تصبح عليهم ثم وقفت أمامهم وقالت بسعادة : -أستاذ آدم حضرتك هنا من بدري ؟! لينظر إليها بذات الذهول وعدم استيعاب ثم نهض عن الأريكة كي يواجها وتساءل بصوت خشن : -أنتِ مجوزة ؟! لتختفي ابتسامتها فجأة وألقت نظرة سريعة على زهرة ثم قالت بصوت مبحوح : -ألاء كنـ كنت مجوزة جز أسنانه قابضًا قبضته لكنه تمالك أعصابه متصنعا للهدوء وتساءل : -كنتي مجوزة مين ؟ حركت مقلتيها بتوتر حتى ثبتتهما على كاميليا والتي فهمت ما تخبرها بنظراتها وقالت مسرعة : -مش موضوعنا يا آدم.. المهم أقعد وقولي اخباركم اي ؟ وآسر هيرجع امتا ؟ التفت إليها بثقل ينظر لها بحده وقال بجمود : -كلنا بخير وآسر هيوصل الأسبوع الجاي ثم استأذن منهم وقذف حياة بنظرة حادة نارية قبل أن يتجه نحو الباب ومن ثم خرج مغلقا الباب خلفه بقوة.. وضعت يدها على ص*رها تتن*د باضطراب ثم قالت بحزن : -شكرًا.. حضرتك أنقذتيني نهضت عن الأريكة و وقفت أمامها وقالت لتعطي لها القوة والشجاعة : -حياة لو مش عايزة تردي على سؤال لازم تتشجعي وتقولي مش عايزة ارد.. أو مش عايزة حد يعرف إجابته.. مفهوم -مفهوم *** رايكن يهمني ❤️?.. دومتم بخير ❤️.. #سمر_عمر..
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD