" الفصل الرابع.." من الجزء الأول " الشرقية الفاتنة.."

3692 Words
اذكروا الله يا جماعة الخير ??.. " الفصل الرابع.." تشعر وكأن الحياة ابتسمت لك وإن كل شيء أصبح على ما يرام وكل هذا في لحظة.. لتجد بعد اللحظة الثانية أن الحياة كانت تعطي لك طرف الملعقة فقط لكي تتذوق كل ما هو جميل ثم تسحب الملعقة لتستفيق على الجحيم.. جحيم أبدي لم ينتهي أبدا وتجد نفسك تهرب من جحيم إلى جحيم أقوى.. عقب وصوله إلى الشركة عامل كل من يقا**ه بحده وصرامة بالغة وعصب على السكرتيرة بطريقة بالغة.. بدأ الهمس الجانبي والكثير من التساؤلات عن سبب تقلب مزاج آدم اليوم.. حتى وصلت حياة لتجد أن ثمة شيء يحدث دون أن تعلم لكنها قررت أن تساءل جنى.. دلفت إلى غرفة المكتب مغلقة الباب خلفها وتساءلت : -جنى هو ايه اللي حصل ؟! في حاجة غريبة في الشركة أجابت وهي تتابع عملها : -آدم النها ردة جاي بيغلي ويزعق في أي حد.. خلصي شغلك مش عايزين مشاكل عقدت بين حاجبيها متعجبة ثم جلست أمام المكتب وفتحت أول مستند لمراجعة حساباته.. مضى وقت طويل وكل منهم منشغل في العمل وجاءت السكرتيرة لتخبر حياة أن آدم ينتظرها في غرفة مكتبه.. ابتلعت ل**بها بصوت مسموع لتشعر باضطرابات في معادتها ثم حملت المستند وخرجت مهرولة نحو غرفة المكتب.. عند وصولها دلفت إلى الداخل بعد أن قرعت الباب و وقفت تنظر إليه لترى يقلب الأوراق بعصبية فقالت بهدوء : -حضرتك طلبتني.. وأنا خلصت مراجعة حسابات الأجهزة اللي سافرت من يومين ثم وضعت المستند أمامه فأشار إلى خمسة مستندات ممتلئة بالأوراق وقال بنبرة عنيفة دون أن ينظر إليها : -الملفات دي تخلصيها النها ردة حدقت بالملفات في دهشة ثم ابتلعت ل**بها بصوت مسموع وقالت نافية : -لاء طبعا مش هقدر.. ممـ.. ض*ب على المكتب بكف يده بقوة لينتقض بدنها بينما هو ينظر لها بحده وصاح بعنف : -اللي أقوله يتنفذ.. المستندات دي تخلص النها ردة.. عقدت بين حاجبيها تلهث بصوت منخفض.. لا تصدق أن هذا آدم الذي كان معها البارحة فقد تغير تمامًا ويبدو أنه معصب من شيء هي تسببت به.. هكذا تمتمت حياة سرًا وتشك أنها السبب في انفعاله لكنها تجهل ماذا فعلت.. لم تجد حلا أخر سوى أنها أخذت المستندات والتي ثقيلة على ذراعيها قليلا ثم اتجهت نحو الباب فأوقفها بصوته الحاد : -أنا سمحت لك بالخروج؟!.. التفتت إليه تنظر له بعدم فهم محدقة به ليرى عينيها بوضوح فأشاح بوجه بعيدا عن عينيها تلك التي أوقعته في غرامها وقال بصرامة : -لما اقولك تخرجي ابقي اخرجي.. ولما أقولك تعملي حاجة تعمليها بدون تعقيب زفرت بهدوء متحملة ثقل المستندات بنفاذ صبر وأخذت تحدث نفسها : -أكيد يا حياة في حاجة جامدة اوي حصلت ضايقته فأهدي.. اهدي ماضيعيش الشغل ده من ايدك حديثها النفسي جعلها غير منتبه من حركة يده التي تأمرها بأن تخرج.. لينظر إليها بوجه محتقن مضيق عيناه قليلا ثم قال بحده : -وكمان سرحانه ومش مركزة! لتنظر إليه بلهفة وأخذت تلوك بالحديث : -أ أنـ أنا مستنيه.. قاطعها بانفعال حاد : -يلا على شغلك محبش الدلع ده التفتت محاوله فتح الباب و نجحت وخرجت تاركة الباب مفتوح لكونها لا تستطع أغلاقه مما جعله يغضب منها أكثر ثم نهض من مكانه متجه صوب الباب ليغلقه بقوة.. ثم التفت يمسح على شعره من الأمام للخلف وهو يلهث بصوت مسموع محدقا في الفراغ بحده وأخذ عهدا على نفسه أن يعلم منها من هو الرجل التي تزوجته *** أخذ حمام السباحة ذهاباً وإياباً لمدة ربع ساعة تقريبًا لتأتي الخادمة وأخبرته بوجود سيدة تريد مقابلته.. توقف عن السباحة يمسح على شعره المبلل من الأمام إلى الخلف يفكر من تكون تلك السيدة ؟! ثم قال : -خليها تنتظرني في الصالون أومأت موافقة ودلفت إلى الداخل بينما خرج هو من الماء و وقف يجفف ص*ره العاري بالمنشفة ثم ارتدى كنزته ودلف إلى الداخل ومن ثم صعد إلى غرفته.. أما في الصالون فكانت تجلس هنا على أحد المقاعد تنظر حولها بتمعن وكأنها تتفقد أحوال المنزل لشرائه.. دخلت الخادمة و وضعت العصير أمامها وخرجت ف*ناولت العصير على عدة مرات وبعد أن انتهت منه طال انتظارها لتشعر بالسأم وبدأت تزفر وبعد لحظات جاء حازم وبمجرد أن دلف إلى الصالون تفاجأ بها بينما هي نهضت عن المقعد تنظر له بابتسامة واسعة.. بدأ بالسلام وصافحها ثم سأل بجمود عن سبب وجودها هنا.. أجابت ببساطة : -حبيت اجي أشوف البيت اللي انت ساكن فيه تعجب متسائلا : -افندم ؟.. ده سبب وجودك ؟ لتختفي ابتسامتها فجأة وقالت ببعض من التوتر : -بصراحه مش دا السبب بس.. في سبب تاني.. عقد ذراعيه أمام ص*ره ينصت لها باهتمام فتابعت بوضوح : -بصراحة جيت اقولك أن ما كنش فيه قضية ولا حاجة.. أنا عملت كده عشان اقرب منك واتعرف عليك تساءل ببرود : -وتعرفتي عليا؟ -لاء لسه طبعا.. حابه نبقى اصدقاء و.. قاطعها بحده : -أنا مش فاضي للكلام ده.. أنا مرتبط بشغلي وببعد عن أي حاجة تعطلني عن شغلي .. ثم نظر إلى ساعة يده متابعا : -و دلوقت ورايا شغل مهم.. شرفتي قال أخر كلماته بابتسامة مصطنعة لتشعر هي بالغضب الشديد من معاملته تلك ثم استأذنت وخرجت من الغرفة بل من المنزل بأكمله.. جلس على الأريكة يعبث في هاتفه بعدم اهتمام ليجد نفسه يفكر بها وبكلماتها.. حاول ابعادها عن رأسه لكنه لم يستطع فاستسلم بالتفكير بها رافعا عيناه عن شاشة الهاتف تاركا العنان لعقلة أن يتعمق أكثر بالتفكير *** "مساء اليوم بالشركة.." انتهى الجميع من العمل لتخرج مرام من غرفة المكتب وتساءلت الموظفة المسؤولة عن السفر عن مروان لتخبرها بأنه لم يعود بعد.. زفرت بهدوء ثم خرجت من الشركة لترى مالك في انتظارها وعزم عليها أن تتناول معه العشاء اليوم.. فكرت للحظات ثم وافقت واستقلت معه السيارة ليغادر بها.. استعدت جنى لمغادرة الشركة بجمع الأوراق و وضعتها داخل ادراج المكتب وعينيها مثبته على حياة التي لم تنتهي من عملها بعد.. شعرت بالحزن عليها وتساءلت بنبرة شفقة : -تحبي استنا معاكِ واساعدك ؟ لترفع رأسها إليها ثم اومأت بالنفي مبتسمة وقالت بهدوء : -لاء روحي أنتِ.. شكرًا يا جنى تمتمت بـ " العفو.. " ثم حملت حقيبة يدها وغادرت مغلقة الباب خلفها.. نظرت حياة إلى ساعة يدها التي تدق التاسعة والربع مساء ثم أكملت عملها وهي تشعر بألم أسفل ظهرها لكنها ستتحمل حتى لا تخسر العمل.. بعد دقائق فتح آدم باب المكتب لتنظر إليه بلهفة بينما هو شعر بالاشمئزاز من نفسه بفضل ما فعله بها اليوم وتسبب في علامات الألم الواضحة عليها بهذا الشكل.. لكنه لم يظهر لها هذا الشعور ابدا وتساءل بنبرة خشنة : -خلصتِ شغلك ولا لسه ؟ تنحنحت بخفية وهي تشير إلى ثلاثة مستندات قائلة بصوت منخفض : -فاضل دول بس.. ثم نهضت عن المقعد عاقدة حاجبيها بألم متابعة : -ممكن اخلصهم بكره لو سمحت أشاح بوجه بعيدا حتى لا يستسلم لنظراتها بسهولة ورفع سبابته بتحذير قائلا : -المستندات دي تكون جاهزة بكرة وألا ما لكيش شغل هنا -حاضر بكرة تلاقيهم على مكتب حضرتك رماها بنظرة حادة سريعة ثم تركها وغادر.. زفرت بهدوء ثم حملت المستندات وغادرت المكتب بل الشركة بأكملها ليراها آدم وهو يستقل سيارته وانتظر حتى استقلت سيارة أجرة وذهبت فوجد نفسه يتبعها بسيارته كي يطمئن عليها.. لكنه تفاجأ بوقف السيارة أمام مستشفى وترجلت من السيارة طالبة من السائق أن ينتظرها.. ثم دلفت إلى الداخل تساءل عن الطبيب المسؤول عن حالة الصغيرة زهرة لتخبرها موظفة الاستقبال بمكانه.. فاستقلت المصعد الكهربائي إلى الطابق المنشود ومن ثم إلى غرفة الطبيب وبعد تبادل السلام بينهم.. أخرجت من حقيبتها ورق تحاليل خاصة بالصغيرة كي يطلع عليها ثم نظر إليها وقال بجدية : -نصيحة مني يا حياة لازم دكتور متخصص اللي يعمل عملية زهرة.. ولازم تعمل عميلة رجليها الأول قبل زرع القوقعة تساءلت بحزن : -ما ينفعش نصبر على عملية الجراحة دي كمان شوية ؟ -للأسف لاء.. المفروض كانت اتعملت من بعد الحادث على طول.. لكن بالطريقة دي ممكن ما تقدر تمشي على رجليها تاني فزعت من حديثه وقالت بلهفة : -لاء.. بكرة زي دلوقت هجيبها لحضرتك ثم نهضت عن المقعد وصافحته متمته بالشكر ثم تركته وخرجت وهي شاردة في التفكير في زهرة.. كيف ستقوم بعمل العملية وهي لم تملك ما يكفي من المال.. خرجت من المشفى واستقلت سيارة الأجرة وغادر به نحو المنزل ولحق آدم بها حتى وصلت إلى المنزل واطمئن بأنها دلفت إلى الداخل ليغادر بعد ذلك *** كانت تعبث في طبق الأرز دون أن تأكل ومالك يتحدث في كثير من الأمور وهي تنظر إليه فقط دون أن تنتبه لحديثه فقط شاردة تفكر في الكثير من الأشياء التي تؤلم الرأس.. انتبه لشرودها المبالغ فيه وسأل عن المنزل الذي سيجمع بينهم يوماً ما لكنها لم تنتبه حتى من سؤاله.. لتفيق على نفسها عندما رأته توقف عن الحديث ينظر لها بابتسامة ساخرة.. تركت الملعقة وتحدثت بتوتر : -أسفه يا مالك ما كنتش مركزة -من امتى وأنتِ مركزة معايا قذف تلك الكلمات بحده ممزوجة بالسخرية فحكت جبينها وبدأت تحرك رأسها في كلا الاتجاهين وهي تقول بنبرة حزن : -مالك أنت عارف قد ايه الظروف صعبة اليومين دول.. مشاكل في البيت وماما بقالي اكتر من يومين مشوفتها استند بمرفقيه إلى الطاولة وقال بتأفف : -المفروض أن احنا هنا عشان ننسى كل مشاكلنا و ظروفنا الصعبة حملقت به للحظات من ال**ت ثم اومأت بالإيجاب وقالت بسأم : -مالك من فضلك عايزة امشي أشار إلى النادل ليأتي ودفع له ثمن العشاء ثم نهض متجه نحو الباب دون أن ينتظرها.. ف*نهدت بصوت مسموع ثم نهضت ولحقت به بخطوات سريعة حتى خرجت رأته قد استقل السيارة فجلست بجواره وهي تنظر إليه بجمود وقالت بتذمر : -ما كنش ينفع تسبني وتمشي بالطريقة دي.. لينظر إليها بحده وجز على أسنانه بغيظ ثم شغل محرك السيارة ليغادر بأقصى سرعة.. رن هاتفها فأخذته من الحقيبة وأجابت على جنى وقبل أن تتحدث قالت بحنق : -جنى هكلمك بعدين اوكي.. باي.. أنهت معها المكالمة لتنظر إليه بنظرة متوعدة وقالت بحده : -على فكرة في حاجة اسمها مالك عايزة تمشي ليه.. مش تدفع الحساب وتسبني وتمشي زم شفتيه بقوة وصف السيارة جانباً لينظر إليها بنفاذ صبر قائلاً : -واسالك مالك عشان تقولي لي مفيش حاجة.. فقولك لاء فيه ولازم تقولي لي فتردي مالك انت كده بـ تضايقني لما اقولك مفيش يبقى مفيش.. هو ولا كده عاجب ولا كده عاجب -أنت بتكلم معايا كده ليه أصلا ؟! نظر إلى الأمام يض*ب على المحرك بقبضة يده بخفية وتمالك أعصابه وقال بهدوء : -أسف مرام هانم.. مالك بقى فيكِ أيه ؟ أغمضت عينيها لبرهه تتن*د بسأم ثم استندت بظهرها إلى المقعد وهي تقول بحسم : -عايزة اروح حالا شغل محرك السيارة ليغادر بأقصى سرعته متجه نحو المنزل وحالفهم ال**ت حتى وصل.. صف السيارة فترجلت دون أن تتحدث معه وجاءت تفتح الباب رأت شقيقها حازم كان يفتحه من الداخل.. ابتسمت له بهدوء حتى لا يشعر بشيء ثم تركته ودلفت إلى الداخل فالتفت برأسه ينظر إليها بشك ثم عاد بالنظر إلى مالك.. و تقدم نحو السيارة واستند بمع**ي يديه على النافذة وبعد تبادل السلام بينهم تساءل : -أي اللي حصل يا مالك ؟ -والله يا متر أنا ما بقيتش فاهم مرام عايزة أي بالظبط ضحك ضحكة خفيفة وقال بمزاح : -تصدق بالله مفيش حد فاهم الستات لحد دلوقت.. ضحك ضحكة خفيفة وض*بوا كف على كف ثم قال حازم بهدوء : -مرام محتاجة حنية وصبر وحط تحت كلمة صبر الف خط.. أول ما تروح كلمها وراضيها بكلمتين.. ثم تابع بجدية مصطنعة : -البنات هبله يا بني بكلمتين يتصالحوا أكد مالك على حديثه فابتسم له ثم ودعه ليغادر وانتظر للحظات وكاد أن يتجه نحو سيارته ألا أنه رأى سيارة شقيقه تقترب.. وقف ينتظره حتى أوقف السيارة وترجل ناظرا إليه بجمود و دلف إلى الداخل دون أن يتفوه بكلمة ليض*ب الأخير كف على كف ثم استقل سيارته ليغادر ذلك المنزل الكئيب *** لم تنم حياة الليلة كي تنهي عملها وعند الساعة الثامنة صباحاً نظفت الغرفة والمنزل حتى دقت الساعة التاسعة والنصف صباحاً.. هبطت كاميليا الدرج لتجد كل شيء منظم وحياة تعطر الجو فألقت عليها الصباح لتنتبه إليها وبادلتها بالصباح.. وقفت تنظر حولها في دهشة متسائلة : -حياة أنتِ عملتي كل ده امتى ؟! -من الساعة تمانيه كاميليا بتذمر واضح : -مش قولت لك خلاص ما تشتغليش هنا.. انتِ موظفة في شركة كويسه زمت شفتيها بإحراج ثم قالت بعزة نفس : -مش معقول أقعد مع حضرتك هنا بدون ما أساعد وكمان متحملة مسؤولية زهرة -يا ستي أنا راضية.. أنا معاكِ لحد ما توقفي على رجليك وتجيبي بيت يليق بالشرقية الفاتنة اتسعت ابتسامتها وتمتمت بالشكر فاقتربت منها لتحتضنها بحنان ثم أمرتها بحماس أن تذهب إلى العمل.. تركتها وركضت إلى الغرفة كي تبدل ثيابها بكنزة بيضاء وسروال أ**د واسع قليلا ثم ودعت الصغيرة بقبله على رأسها ثم خرجت لتستقل سيارة أجرة تأخذها إلى مقر العمل .. عند وصولها ترجلت حاملة المستندات بذراعيها ودلفت إلى الداخل سريعاً و وقفت أمام المصعد الكهربائي تنتظره.. بعد لحظات زفرت بهدوء ناظرة اتجاه اليمين تفاجأت بآدم يدخل بهيبته المعتادة واضعًا يده في جيب سرواله.. وجدت نفسها تبتسم بهدوء وشعرت بالسعادة لتتعجب من نفسها على هذا الشعور المفاجئ.. فيما جاءت جنى راكضة و وقفت أمامه ليتوقف عن السير وتحدثت معه للحظات ليبتسم لها وأمسك بيدها لكنها احتضنته.. اندهشت حياة لتختفي ابتسامتها فجأة ونظرت إلى الأمام لتجد المصعد ينتظرها دون أن تنتبه فدلفت إلى الداخل وضغطت على زر الصعود.. بينما ابعدها عنه بدفعه لتنظر إليه بلهفة وهو يقول بحده : -اجننتي ولا اي !.. اي اللي عملتي ده ؟ اصطبغا وجهها بحمرة الحزن وقالت بصوت منخفض : -أسفه من فرحتي بس والله رماها بنظرة غاضبة ثم تركها وأكمل السير حتى وصل إلى المصعد وضغط على زر الهبوط فيما التفتت هي متجه نحوه و وقفت إلى جواره ترمقه بنظرات سريعة من الحزن والندم على ما فعلته.. انفتحت أبواب المصعد ليدخل كلاهما وصعد إلى الطابق المنشود وخرج دون أن يتحدث معها.. وقفت تنظر إليه بنظرة حب ممزوجة بالحزن حتى دلف إلى غرفة المكتب واتجهت هي نحو غرفة مكتبها.. رأى حياة في انتظاره فلم يعطي لها اهتمام وجلس على المقعد الخاص به ورفع سماعة الهاتف طالبا من السكرتيرة جدول مواعيده اليوم وكل شيء خاص بالعمل ثم أغلق السماعة ليستند بعد ذلك بظهره إلى المقعد ونظر إلى شاشة الهاتف يعبث به.. احتارت من تصرفاته فلم تفهمه حقا حتى لم يتحدث معها أو يسألها عن سبب وجودها هنا.. هذا ما دار في رأسها وقررت أن تتحدث هي فأشارت إلى المستندات وقالت بنبرة مرهقة : -أنا خلصت الشغل اللي حضرتك طلبته.. رفع أحد حاجبية وتلاشى حديثها تماماً ولم يهتم.. انتظرت رده عليها لكن طال انتظارها فزفرت بهدوء بينما دخلت السكرتيرة ليضع الهاتف أعلى المكتب وانتبه لحديثها جيدًا ثم أعطت له جدول المواعيد وخرجت مغلقة الباب خلفها.. فتح المستند الخاص بآخر دفعة تم تصديرها وفحصه بدقة.. سأمت وتألمت قدميها من الوقوف كثيراً وقالت بنبرة مهلكة حقا : -مستر آدم أنا جبت لك المستندات اللي خلصتها.. بعد اذنك هروح اشوف شغلي كادت أن تغادر إلا أنه قال بنبرة عنيفة : -ماسمحتش لك انك تمشي حملقت به في دهشة فهي حقا لم تعلم لما هو يعاملها هكذا!.. زفرت بسأم فقد فاض بها حقا وقالت بعصبية : -أنا واقفة بقالي اكتر من نص ساعة ومفيش اي اهتمام من حضرتك رفع رأسه إليها بثقل ثم أشار إليها بسبابته قائلا بتحذير : -تكلمي معايا بأسلوب أحسن من كده مفهوم أخذت تضم قبضتها وتفردها عدة مرات منظمة أنفاسها ومسيطرة على غضبها لتقول بهدوء : -أوكي ..بعتذر لحضرتك أشار بيده أن تذهب ف*نهدت بعمق ثم خرجت مغلقة الباب خلفها واتجهت نحو غرفة المكتب وهي تض*ب كف على كف وتحرك رأسها في كلا الاتجاهين.. عند وصولها دخلت دون أن تنتبه لجنى وجلست على المقعد الخاص بها واضعة رأسها بين يديها مغمضة العينين.. نظرت جنى إليها للحظات تفكر تهتم وتسأل عن ما بها أم لا واخذت قرارا ألا تتحدث إليها *** بعد مدة من الزمن أنهت مرام عملها وقامت بإغلاق شاشة الحاسوب ثم لملمت بعض الأوراق وضعتها داخل الحقيبة ثم نهضت تضبط ثيابها في ذات الوقت دخلت جنى مغلفة الباب خلفها ويبدو عليها السعادة البالغة وقالت بمرح : -أنا انقبلت في ورشة التمثيل اتسعت ابتسامتها واقتربت منها لتحتضنها بسعادة قائلة : -الف مب**ك يا قلبي.. ثم ابتعدت عنها لتنظر إليها بحزن وقد اختفت ابتسامتها وتابعت : -كنتي بتتصلي عشان تبلغيني بالخبر الجميل ده.. أسفه ضيعت فرحتك -خالص.. أنا قلت حصل حاجة زمت شفتيها بأسف وكادت أن تتحدث لكنها تفاجأت بدقات على الباب ودخل مالك.. فالتفتت جنى إليه وبعد تبادل السلام بينهم استأذنت وخرجت مغلقة الباب خلفها.. وقف أمامها ينظر إليها بابتسامة بسيطة قائلا : -أنا أسف أطرقت عينيها وهي تومئ برأسها فأخرج من جيب سرواله علبة مكعبة صغيرة ثم وضعها على انامله وفتحها باليد الأخرى.. لترفع عينيها إليه وابتسمت بمجرد أن رأت الخاتم وقالت بإعجاب : -دا فضة !.. عرفت منين اني بحب الفضة ؟! أرتفع حاجبيه في تعجب قائلا : -هو انا عارفك من يومين ولا ايه ! نظرت إليه بابتسامة واسعة متمتمه بالشكر ثم مدت يدها اليمين له فأخذ الخاتم كي يدخله في أصبع يدها ثم قبلها برقة.. ف*نهدت بعمق وقالت بنبرة سعيدة : -أنا كمان أسفه.. و يا ريت تقبل عزومتي على الغدا مالك بترحاب : -أنا ابقى مجنون لو رفضت.. تفضلي سيدتي ضحكت ضحكة خفيفة ثم خرجت من غرفة المكتب برفقته بل من الشركة بأكملها ثم استقلت معه السيارة وغادر إلى وجهته *** " صباح يوم جديد.." انتقلت حياة إلى منزل جديد عبارة عن شقة بسيطة إيجار في إحدى العقارات التي تقع في الأماكن المعروفة.. ذهبت كاميليا معها كي ترى الشقة ثم نظرت إليها وقالت بنبرة عتاب : -كده اتفاجأ انك تتنقلي شقة تانيه -رفضت أقولك عشان حضرتك ماكنتيش هتوافقي.. ثم أمسكت بيدها وتابعت بامتنان : -كفاية اللي عملتي معايا و وقفتك جنبي.. بجد شكرًا رفعت يدها الأخرى لتمسح على ظهر يد حياة وقالت بصدق : -ما تقوليش كده.. ربنا اللي يعلم حبتك قد أي وكمان بنوتك هتوحشني أوي.. بإذن الله اول ما أرجع من السفر هجيلك على هنا على طول ثم احتضنها كي تودعها ثم ودعت الصغيرة وغادرت المنزل.. فنظرت حياة حولها قابضة على شعرها من الأمام فالشقة تحتاج للتنظيف والترتيب لكنها ستذهب إلى العمل أولاً .. أخذت زهرة في يدها وغادرت وبعد خروجها من العمارة استقلت سيارة أجرة أخذتها إلى المشفى.. عند وصولها ترجلت ودلفت إلى الداخل وسجلت بياناتها وبيانات زهرة ثم أخذوها إلى غرفة الفحوصات التي أخذت منهم نصف ساعة تقريباً ومن ثم تم نقلها إلى غرفة خاصة حتى معاد العملية.. جلست حياة معها خمسة دقائق تطمئنها وتهون عليها ثم تركتها مع الممرضة وغادرت لتستقل سيارة أجرة وتذهب إلى العمل.. عند وصولها ترجلت منها جلست على درج الشركة تفكر كيف تحصل على المال من أجل عملية زهرة.. فما **بته من حفلة عرض الأزياء دفعته مقدم للمنزل ونصفه للمشفى.. عصرت رأسها من التفكير حتى تذكرت شيئاً فهمت واقفة ودلفت إلى الداخل ومن ثم استقلت المصعد الكهربائي إلى الطابق المنشود.. وخرجت متجه نحو غرفة مكتب آدم بخطوات واسعة وعند وصولها تحدثت مع المساعدة الخاصة به لتخبرها بأن رجل ما في الداخل.. انتظرت حياة لعشر دقائق تقريباً وخرج الرجل فدخلت هي مغلقة الباب خلفها و وقفت تنظر إليه بينما هو ينظر لها ببرود وقال بحده : -متأخرة ليه يا هانم ؟ حياة بصوت منخفض : -اسفه اول و اخر مرة.. بلل شفتيه بل**نه وهو يشير لها أن تخرج لكنها لم تنفذ رغبته وقالت بحزن : -مستر آدم أنا محتاجة منك مساعدة بسيطة.. لينظر إليها باهتمام منتظر أن تكمل لكنها **تت للحظات تفكر بهما كيف تطلب أن يعطيها المرتب الأن لكن هي مضطرة لذلك ومن حقها.. شجعت نفسها وقالت بثقة : -يا ريت لو حضرتك تسلمني مرتبي دلوقت عشان حقيقي محتاجاه أبتسم ساخراً ثم نهض عن المقعد متجه نحوها و وقف إلى جوارها لتستدير هي نصف استدارة لتواجه.. بمجرد أن رأى عينيها حن إليها من جديد ودق قلبة معلنا عن حبه لها.. بينما هي لم تتحمل نظراته فأطرقت رأسها خجلا وأخذت تفرك في أصابع يديها ورأت قدميه تحركت ليقترب منها أكثر ف*نهدت بعمق لتستنشق رائحة عطرة الرجولية التي عبثت في مشاعرها رغما عنها و قلبها بدأ يقرع كالطبول.. تساءل بنبرة رجولية حادة : -عايزة مرتبك بدري عن معادة ليه؟! ابتلعت ل**بها بصوت مستمع فقد استفزتها معادتها عندما قشعرت فجأة بمجرد أن سمعت صوته و وجدت نفسها ترفع رأسها لتنظر إلى مقلتيه السوداء التي تنظر لها بحدة رجولية لتشعر بمشاعرها تعبث بقلبها لتعلم أنه السقوط في الحب لكنها رافضة هذا تماماً وصفعت نفسها من الداخل وأجابت بشجاعة مصطنعة : -شيء يخصني أرتفع حاجبية بتعجب من جرأتها فأمسك بحواف معطفه يتن*د بعمق وقال ببرود : -من شروط طلب المرتب قبل معادة اني أعرف السبب أومأت بالإيجاب وقالت مضطرة : -بنتي لها عملية ولازم تعملها جز أسنانه بمجرد أن سمع كلمة " بنتي.. " فشعر بالغضب أكثر تذكر أنها كانت متزوجة و وجد نفسه يسألها بفحيح مرعب : -كنتي مجوزة مين ؟! حملقت به للحظات وتراجعت خطوة للخلف وقالت بحنق : -مش حابه ارد على السؤال ده -لازم اعرف وغصب عنك تجاوبي قذف تلك الكلمات من فمه بعصبية مفرطة لينتفض بدنها محدقة به في ذهول بفضل إصراره على معرفة الإجابة.. لكنها أخذت عهدا على نفسها بأنها لن تخبر أحد وقالت وهي تومئ بالنفي بإصرار : -مستحيل اقولك.. دي حاجة بيني وبين ربنا ابتسامة ساخرة وجريئة عبثت في ثغرة وهو يتفرس ملامحها بجرأة قائلاً : -كده أنا فهمت.. غلطتي مع مين يا حلوة صدمت من حديثه لتشعر بألم حاد اخترق ص*رها فجأة واجتمعت الدموع حول مقلتيها لتتحدث بنبرة بكاء مؤلمة : -مليكش دعوة.. أنت ما تهمنيش عشان ابرر لك موقفي آدم ببرود وابتسامة شيطانية : -دموع العاهرات ما بتأثرش فيا يا حلوه.. أصل أنا قابلت منهم كتير.. هبطت دموعها على وجنتيها ببطء فكلماته كانت بمثابة قطع زجاج صغيرة اخترقت قلبها كي يتمزق تدريجياً لتشعر بالألم العميق الذي سيطر على بدنها بالكامل حتى عنقها فلم تعد قادرة على إخراج الكلمات.. تقدم نحوها فتراجعت للخلف حتى اصطدمت في المقعد المجاور للمكتب فرفع قدمه اليمين ليضعها على ذلك المقعد كي يحيطها حتى لا تهرب منه ثم استند بمرفقة على ركبته وقال بهدوء : -أنا مستعد ادفع لك حق العملية بالكامل مع العلاج وحساب المستشفى كمان مسحت دموعها بأنامل يدها وتساءلت بصوت مبحوح : -وأيه المقابل ؟! -لاء ذكية عارفة اني في مقابل.. ثم وضع قدمه على الأرض ومد يده ليأخذ علبة السجائر ليشعل واحده ثم نفث دخانها في الهواء وقال دون تردد : -تتجوزيني.. لتنظر إليه في دهشة ممزوجة بالصدمة وعدم الفهم فتابع وهو يتفحصها بتدقيق : -جواز في السر.. هو أنا احسن من اللي عدى عليكِ ولا ايه ! -هو أنت شايفني سلعة -لو أنتِ فكرة نفسك غير كده تبقي غلطانه قالها بحده مفرطة لتنصدم أكثر به وتشعر بالاشمئزاز منه وأخذت تحرك رأسها في كلا الاتجاهين فحقًا انخدعت به ولعنت كل دقة قلب دقت من أجل ذلك الب*ع وقالت بحنق : -أنا شايفة نفسي غالية اوي يا مستر آدم.. وهسيب لك الشركة وامشي ومش عايزة منك حاجة اتجهت نحو الباب فأوقفها بالقبض على مرفقها وهو يسحب دخان السيجارة إلى ص*ره ثم زفر دخانها بهدوء وقال بنبرة تهديد : -أنتِ ناسية انك مضيتي معايا عقد لمدة خمس سنين.. لاء وكمان دا عقد أبيض يعني ممكن احطلك فيه مبلغ يقعدك في السجن بقيت حياتك لتنظر إليه بنظرة اشمئزاز واندفعت في دهشة : -أنت ازاي طلعت بالبشاعة دي ؟! ترك مرفقها برفق وجلس على المقعد المجاور للمكتب واضعًا قدمه فوق ركبته الأخرى قائلا : -حياة فكري كويس وافتكري دايما أن مستقبلك في أيدي.. هستنا ردك بكرة أغمضت عينيها بقوة لتهبط دموعها على وجنتيها وتساءلت بنبرة من**رة : -طب ممكن أخد اجازة من الشغل النها ردة -ممكن.. عشان تفكري بهدوء قذفته بنظرة نارية ثم غادرت مغلقة الباب خلفها فجز أسنانه واطفأ السيجارة بعصبية ثم نهض ينظر حوله ويلوم نفسه على تلك القسوة الملعونة وكيف استطاع تحمل دموعها.. ض*ب المكتب بقدميه عدة مرات ثم استند عليه بقبضتي يديه ينظر إلى الأسفل ويلهث بصوت مسموع *** يتبع رايكم يهمني دومتم بخير ❤️?.. سمر عمر ✏ ✏ ?..
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD