" الفصل الثالث والعشرين.."
" دعني اضمك إلى قلبي قبل ص*ري... فقلبي يود أن يطمئن عليك... نعم يشعر بك إذا تألمت... يشعر بك كأنه داخلك أنت... يا رفيق قلبي إذا ابتعدت ستذوب أوراق ربيعي وسيتوقف قلبي عن النبض داخلي لينبض داخلك أنت.."
" فيلا كاميليا.."
صفت السيارة أمام المنزل واتصلت عليها وطلبت منها أن تخرج في الحال.. بعد لحظات خرجت إليها فترجلت واحتضنتها وبعد تبادل السلام بينهم قالت حياة بوهن :
-ممكن تخلي زهره عندك لحد ما اروح أطمن على الجنين
-مالك حاسة بأية
تساءلت في توجس فردت بعد أن استندت بظهرها إلى السيارة :
-انا بخير بس حاسة بوجع بسيط
اتجهت نحو الباب الثاني وهي تقول بحسم :
-اكيد مش هسيبك تروحي لوحدك
جلست أمام المقود وتحركت ببطء بعد أن جلست حياة بجوارها و وجدت نفسها تقص عليها ما حدث بينها وبين آدم.. وهبطت دموعها على وجننيها كبركان من الدموع كان أسيرًا والان حان خروجه.. وبختها على كذبها المستمر وض*بت على المقود وقالت بحنق شديد :
-لو كنتِ اعترفتِ بنفسك ما كنش كل ده حصل
تناولت منديل من العلبة الموضوعة أعلى خزانة السيارة ومسحت دموعها في **ت.. عند وصولها صفت السيارة وترجلت متجه نحو الباب الثاني وامسكت بيدها كي تساعدها على النهوض وأغلقت السيارة جيدًا.. ثم اصطحبت حياة إلى عيادة الطبيبة المسؤولة عن حالتها الصحية وصحة الجنين.. انتظرت لدقائق حتى جاء دورها وبالفعل اطمأنت على حالة الجنين وحالتها أيضًا.. وطبعت صوره الجنين لتنظر إليها بشغف وعينين لامعتين من السعادة.. ثم نهضت عن الفراش ودخلت إلى الغرفة الثانية وجلست على المقعد المجاور إلى المكتب.. أعطت لها بعض النصائح للحفاظ على الجنين وكتبت على بعض المقويات..
غادرت العيادة برفقة كاميليا واستقلا السيارة فقالت بحسم :
-اليومين دول بقى هتقعدي عندي أنتِ و زهره
-وآدم؟!.. مش عايزه أبعد عنه
هتفت بنبرة ضيق لتحرك الأخيرة رأسها في كلا الاتجاهين بأسف ثم تحركت بالسيارة عائدة إلى المنزل.. تذكرت شيئاً مهما فقالت بلهفة :
-بنت يا حياة أبعتي له صورة الجنين
فكرت في ذلك لتجده حل رائع وأخذت تطلع إلى الصورة بلهفة اشتياق واضحة لعناق ذلك الصغير الذي يسكن داخلها.. وضعت يدها الأخرى على أحشائها تحدث نفسها.. متى ستشعر بحركاته أسفل يدها؟! متى ستنتفخ بطنها ويركلها معلنًا عن قدومه للعالم بسلام
***
أختبأ القمر خلف ضوء شمس الصباح البراقة.. وصلت حياة إلى الشركة تحمل باقة ورد بيضاء وتعجبت من عدم وجود الموظفين لتعلم من الأمن أن آدم أعطى للجميع اجازة لمدة ثلاثة أيام.. استقلت المصعد إلى الطابق المنشود ومن ثم خرجت متجه صوب غرفة المكتب.. وقفت أمام الباب ورفعت قبضتها المضمومة وضعتها على الباب للحظات من التردد لكنها أجمعت شجاعتها وقرعت الباب مرتان ثم أدارت المقبض ودخلت تبحث عنه بمقلتيها.. حتى رأته ممددا على الاريكة يدخن سيجارته..
ابتلعت ل**بها بصوت مستمع ثم تقدمت نحوه بعد إغلاقها للباب.. وقفت تطلع إليه بأسي وأيضا اندهشت من كم السجائر المحروقة أعلى المنضدة.. جلست على المقعد المجاور إلى الاريكة تاركة الورد أعلى المنضدة وأخرجت من الحقيبة ظرف صغير يحمل صورة الجنين ومدت يدها به وهي تقول بصوت منخفض :
-ممكن تشوف الصورة دي
نفث دخان كثيف من فاه بالهواء ومد يده إليها دون أن ينظر إليها لتضع الظرف على راحته.. قام بفتح الظرف وأخرج الصورة وتمعن بالنظر إليها حتى انتبه انه الجنين.. انتفض قلبة بشدة حتى خيل له أنه خرج من بين ضلوعه ورفع جذعه عن الاريكة واطفأ السيجارة ثم وضع الصورة أعلى المنضدة يتطلع إلى الفراغ في **ت.. حتى حالفهم ال**ت للحظات و**ر ذلك الحاجز بحديثه الحاد :
-حياة مش قادر أصدقك.. كل ما ابص لعيونك أشوف الكذب
حركت رأسها في كلا الاتجاهين وهتفت بنبرة صادقة :
-أنا صادقة في حبك يا آدم وألا كان زماني طلبت الطلاق
-ما يمكن لسه معاد انتقامك مجاش
ردد كلماته بنبرة ساخرة فهمتها جيدًا فأغمضت عيناها لبرهه وقالت بنبرة ألم :
-لاء انتقامي وقف من أول نبضة حب..
رمقها بنظرة طويلة يخبرها بها أنه لم يصدق حروف كلماتها.. أشاحت بوجهها بعيدًا فلم تتحمل نظراته أكثر من ذلك ونهضت عن المقعد تفرك في أصابع يديها.. وقبل أن تتحدث تحدثت دموعها التي هبطت على وجنتيها تشق طريقها إلى شفتيها :
-أنت هنتني كتير أوي يا آدم ومع ذلك سامحتك.. حط غلطك فيا مقابل كذبتي
ابتسم بخفة رافعا رأسه إليها مقطب جبينه وردد بحده بالغة :
-أنتِ السبب في إهانتي لكِ.. أنتِ السبب في أني عشقي يبقى قاسي.. انتِ اللي خرجتي الشيطان اللي جوايا بكذبك وتصرفاتك.. أنتِ السبب في اللي وصلنا له... حياة بصي لنفسك في المراية و وجهي نفسك بالحقيقة دي..
كلماته كانت بمثابة جبل انزلق فوق قلبها قبل رأسها فخبأت ثعرها بكفها وتعالت شهقاتها المتقاطعة.. فض*ب على المنضدة بقبضة يده القوية حتى اهتزت المنضدة وتابع بصياح بعد أن توقف عن الأريكة :
-أنا حبيتك بجد وتمسكت بيكِ ومع ذلك كنتِ بتعاندي معايا.. مجنون بوجودك وبـ حبك لدرجة لما جيتي كذبتي عليا وقولتي انك كنتِ على علاقة بواحد في أوربا متهورتش وطلقتك.. كنت بفكر بقلبي يا حياة.. قولت حتى لو مش هكمل معاكِ يبقى في ايدك ورقة طلاق تتابعي بيها حياتك عادي.. فكرت فيكِ قبل قلبي
التفتت إليه تتأمل سوداويته الحاده بعمق وقالت بصوت مبحوح وهي تمسح دموعها بكلت يديها :
-أنا اسفه.. ظلمتك وعذبتك معايا كتير.. لو الطلاق هيريحك طلقني
جز أضراسه حتى تحرك صدغاه وبحركة سريعة قبض على فكيها واختطف شفتيها في قبلة عميقه فتأوهت بخفة لكنها بادلته بحب وشغف كبير متشبثة في ياقة قميصه عنوة.. بينما طال آدم في تقبيلها كأنها قبلته الأخيرة وأخذ يروي ص*ره وقلبه بها حتى ثقلت أنفاسه.. فابتعد عنها قليلا يلتقط أنفاسه بثقل ورفع إبهامه عن فكها ليمسح على شفاها السفلية وتحدث بنبرة صادقة منبعثة من قلبة إلى شفتيه مباشرة :
-عمري ما حبيت حد زيك.. بحبك وهفضل أحبك طول عمري..
قبض على مع**ها وازاح يديها عن قميصه والتفت ليواليها ظهره وقال بعقلة هذه المرة :
-في خلال أيام ورقة طلاقك هتكون في أيدك.. أنتِ طـ..
قطع حديثه عندما صرخت بصوت عال فالتفت إليها بلهفة قلق بينما هي وضعت رأسها بين يديها وتحدثت بنبرة أكبر من الترجي بمراحل :
-متقولهاش يا آدم.. مش عايزه أسمعها منك مش عايزه.. ابعتلي الورقة وبس
ثم غادرت الغرفة مهرولة وتركت الشركة تاركه قلبها بين يديه وبمجرد أن دخلت السيارة انهارت من البكاء مستنده بجبينها على محرك السيارة.. وعندما شعرت بانتفاض معدتها تذكرت الروح التي تحملها.. وليس كأي روح بل قطعة صغيرة من حبيب القلب والروح.. توقفت عن البكاء سريعاً واحاطت أحشائها بذراعيها تدعو الله أن يحفظ جنينها حتى يخرج إلى الحياة بخير ويجعله ولدٍ صالح
***