اذكروا الله يا جماعة الخير ??..
" الفصل العاشر.."
" لن يطمئن قلبي إلا بقربك.. أرجوك لا تبتعد.. فهنا قلب لا تكتمل نبضاته إلا بك.. هنا جسد يعتقد إنك الأ**جين الخاص به.. أنت الأمان فبرغم قسوتك أرى الأمان في عينيك.. وإذا تعمقت في عينيك أكثر أرى ربيعي ليشعر قلبي بدفء شمسها.. واستنشق عطر الأمان في عطرك.. أه من قلب ينبض عشقًا.. يا عشقي.. "
قامت بشراء هاتف جديد كي تتصل عليه فقد طال بعده لتجد للمرة المائة هاتفه مغلق.. فألقت به جانبا وارتكزت بجبينها على ركبتيها التي تضمها إلى ص*رها تبكي بحرقه على بعده.. لم تكن تعلم أنها تحبه لهذه الدرجة.. الفراق جعلها مثل ورده ذا**ه تحتاج إلى الاهتمام لكن ذهب من يهتم.. ذهب تاركًا قلبها ينزف في كل دقيقة من الفراق دون أن يعلم بذلك.. لازال يجهل حبها له.. لم يعلم مدى عذابها في فراقه.. إذا كان يعلم لكان عاد إليها يحتضنها بكلتا يديه بشدة..
رفعت رأسها عن قدميها وتناولت الهاتف وبدأت تطلع إلى صوره في حب واشتياق.. عقدت بين حاجبيها التي اصطبغت بحمرة البكاء وتترجى بنظراتها أن يعود إليها فلم تعد تتحمل.. وجدت نفسها تتصل عليه على أمل أن يكون فتح الهاتف لكن بلا جدوى فوضعت رأسها بين يديها تحركها في كلا الاتجاهين..
رن الهاتف لتنظر إلى شاشته بلهفة لترى اسم كاميليا.. فتحت المكالمة وهي تمسح دموعها بكلت يديها وتساءلت بلهفة :
-عرفتي حاجة عن آدم؟.. كلمك؟
-لاء بس صدقيني هو بخير.. آدم لما يضايق بيحب يبعد
شهقت من البكاء وقالت بنبرة صادقة :
-بس أنا تعبانه جدًا من غيره
-حياة قولت لك بخير.. أنا عايزاكِ اقوى من كده وتردي على عزت عشان عرض الأزياء
-آدم عمل معاه مشكلة ازاي اشتغل معاه تاني
تن*دت بعمق وقالت بمكر :
-هو ده المطلوب لو عايزة آدم يرجع لازم تعملي كده
مسحت دموعها بأناملها تفكر للحظات لتتذكر كم هو يغار عليها وإذا علم بذلك العرض حتما سيعود أو على الأقل سيتحدث معها لهذا وافقت فورًا.. أنهت معها المكالمة وتحدثت مع م**م الأزياء عزت لتخبره بموافقتها ثم أنهت معه المكالمة.. رفعت عينيها للأعلى تدعو ربها أن يرى ذلك العرض حتي يعود إليها
***
صعد إلى الطابق العلوي من القارب وجلس على الأريكة ممسكًا بكوب من المشروب الساخن وفي اليد الأخرى سيجارة.. اشتاق إليها أيضا لكنه هنا ليأخذ القرار الحاسم في علاقتهم.. أخذ يدخن سيجارة تليها سيجارة ليشعر بحرقة في ص*ره ليطفئ التي في يده قبل أن ينهي عليها وتناول بعض من الماء.. ثم نهض وغادر القارب يتجول داخل القرية السياحية الخاصة به..
وبعد دقائق تفاجأ بوجود شقيقة ومعه فتاه.. فتقدم نحوهم واضعًا يديه في جيبي سرواله و وقف ينظر إلى هنا بجمود والتي اتسعت عينيها فور رؤيته.. التفت حازم إليه وقال في دهشة :
-آدم أنت هنا من امتى ؟.. لما سألت عليك هنا قالوا إنك ماجيتش
رد بثبات وعيناه الحادة مثبته على تلك الفتاة :
-أنا اللي أمرت بكده..
التفت الأخير برأسه ناظرًا إلى هنا عندما انتبه لنظرات شقيقه لها ثم عاد بالنظر إليه فتساءل بنبرة خشنة :
-أنت بتعمل اي هنا؟
-دي هنا أصدقاء وجينا نغير جو مع بعض
ربت على ذراعه يومئ بالإيجاب وقال بذات النبرة :
-هستناك في القارب يا حازم
ثم تركه واتجه نحو الفندق.. فالتفت حازم إليها فقالت في توتر :
-أنت قولت أنه مش هنا
-ازاي مابنش عليه حاجة لما شافك معايا؟
تساءل في حيرة وشك لترفع كتفيها على أنها لا تعلم فأشار إلى أحد المقاعد لتجلس عليه وجلس إلى جوارها..
أما آدم فسأل عن هنا وعلم برقم غرفتها ثم جلس أمام طاولة وطلب فنجان قهوة.. ليأتي النادل بعد دقائق وضعه أمامه وغادر فأخذ اول رشفه وعيناه على الباب منتظر عودة هنا.. بعد ربع ساعه تقريبًا دخلت برفقة حازم وتركها تصعد إلى غرفتها وخرج هو.. انتظر للحظات ثم نهض متجه نحو المصعد الكهربائي واستقله إلى الطابق المنشود ومن ثم اتجه نحو غرفتها و وقف يدق الباب..
فتحت بعد لحظات لتطلع إليه في صدمة وابتلعت ل**بها بصوت مستمع.. قبض على مع**ها ودخل مغلقا الباب بقدمه وتساءل بحده بالغة :
-أنتِ عايزة ايه من حازم؟.. ويا ترى هو عارف قذرتك؟
جزت أسنانها تناظره بنظرة غل قائله :
-لاء هو عارف قذرتك أنت.. ومش هيهدالي بالي ألا لما اتجوزه
-مش هسمح لك.. حازم هيعرف كل حاجة عنك
اندفعت بهستيريا :
-انت مالكش دعوه بحياتي.. عايز تدمرها ليه
قربها منه بعنف وقبض على فكيها وقال بنبرة فحيح :
-حياتك في الجحيم.. أنا كل اللي يهمني أخويا..
تركها بعنف لتتراجع خطوة للخلف وتابع بثبات على ع** الجحيم الذي داخله :
-هقوله اللي معاك دي حاولت تضحك على أخوك.. غلطت غلطة حقيرة وعايزه تدبسني فيها.. حطتيلي منوم في العصير وصحيت لقيتك بتعيطي جنبي..
ابتسم بخفة وصفق بيده متابعا بنبرة ساخرة :
-برافو يا فنانة.. على اساس اني أهبل وهصدقك اني قربت منك..
تحولت ملامحة إلى الوحشية رافعا سبابته إليها بتحذير متابعا :
-ابعدي عن حياتنا واختفي من حياة حازم عشان ما**رش دماغك
ثم التفت متجه نحو الباب فصاحت دون تردد :
-أبوك هو اللي عمل معايا كده..
توقف في مكانه والتفت إليها في دهشة فبدأت في البكاء وتابعت بحرقه :
-دمر حياتي يا آدم.. اجوزني في السر ولما أصريت على الجواز الرسمي ض*بني وحرق ورقة الجواز العرفي..
تابعت من بين أسنانها بغل :
-من يومها حلفت إني انتقم من ولاده.. كنت فاكرة إنكم زيه
أومأ بالفهم ثم تحدث بهدوء :
-اللي غلط يتحمل نتيجة غلطة.. واحنا زي ما انتِ عارفه ملناش علاقه باللي اجوزتيه ده
ثم تركها وغادر الغرفة فجلست على الأرض تبكي بشهقات عالية وتخلل أناملها بين خصل شعرها بجنون.. عندما شعرت بعدم القدرة على التنفس بسهولة ابتلعت ل**بها الممزوج بالبكاء وهدأت من نفسها خوفًا من ان تفقد حياتها
***
استيقظت تتأوه بخفه بفضل الألم الذي تشعر به في جميع مفاصل جسدها.. وضعت يدها على رأسها تنظر إلى السقف في ذهول وأخذ ص*رها يعلو ويهبط بفضل التقاط أنفاسها عنوة.. ثم اغمضت عينيها و دموعها الساخنة مازالت تهبط على وجنتيها ببطء.. رفعت ظهرها عن الفراش وارتدت ثيابها وجاءت تنهض سقطت على الأرض فاستندت بظهرها إلى السرير تتحسس وجهها بالتحديد على الكدمات أثر الض*ب وعنفه معها.. لم يخيل لها يومًا أن شيء ب*ع كهذا سيحدث معها.. والأن ندمت ندم شديد يحرق قلبها على عشقها لرجل لا يبالي وزواجها من رجل لا تحبه.. أخطأت في حق نفسها والأن هي نادمة والندم لن يفيد بشيء..
ضمت قدميها إلى ص*رها تبكي بصوت عال لكنها توقفت فجأة عندما استمعت إلى صوت إغلاق الباب.. برغم ضعفها تريد أن تواجه بكل شجاعة.. وضعت شعرها خلف أذنيها بينما وقف مالك أمامها ومد يده إليها.. فمسحت دموعها ونهضت دون مساعدته وتطلعت إلى عينيه بشجاعة فقال بجمود :
-أنتِ اللي وصلتيني لكده
حدقت به في حده بالغة وهتفت بصوت مبحوح :
-أنت إنسان ب*ع ومقرف.. فعلا ندمانة إني وافقت على الجواز
اندفع بعصبيه حاده :
-أنا عايز اعرف اجوزتيني ليه؟
-كنت فكراك بني آدم بتحس.. كنت فاكره إنك بتحبني لكن طلعت غلطانه.. وطلقني دلوقت حالًا
قبض على فكيها يحدق بها بعنف قائلا :
-مش هطلقك عشان أنا فعلًا بحبك
ض*بته على ص*ره وهي تقول بهستيريا :
-وأنت ب*ع وقذر مش طايقة اشوف وشك
دفعها للخلف بقوة لتسقط على الفراش متأوه ثم أحاط يديها بيديه وقال بنبرة متوعده :
-متجبرنيش اعمل نفس اللي عملته امبارح
حاولت تحرر يديها من قيده لكنها لا تستطيع وبرغم خوفها من أن ينفذ تهديده قالت بنبرة اهلكها الألم :
-مش هسمح لك تقرب مني تاني
نجحت في أن تغضبه حقًا وأومأ بالإيجاب ثم اختطف قبلة من شفتيها رغما عنها لتشعر بالاشمئزاز وحركت رأسها في كلا الاتجاهين ليبتعد عنها وقال بتأكيد :
-مرام أنا بحبك ومستحيل اطلقك.. فخليكِ زوجة مطيعة
ثم تركها متجه نحو الباب فرفعت ظهرها عن الفراش واضعه رأسها بين يديها تبكي بشهقات عالية.. فتح الباب ورماها بنظرة حاده ثم خرج مغلقا الباب خلفه بقوة حتى انتفض بدنها.. ثم نهضت أخذت ثيابها ودلفت إلى المرحاض لتستحم بمياه بارده لعل نيران جسدها تهدأ.. ثم خرجت و وقفت أمام المرأة تضع المرطب على وجهها وعنقها وعند مقدمة ص*رها.. نظرت إلى انعكاسها في المرآة بندم متمتمه بالاعتذار إلى نفسها ثم اتجهت نحو الفراش وتناولت الهاتف كي تتصل على آدم لكن الاتصال لم يصل.. نفخت في شدقيها بتأفف واتصلت على حازم..
وضع الكوب أعلى الطاولة ليأخذ الهاتف وقال بابتسامة واسعة :
-الكرزة بتكلمني.. زهقت من مالك ولا ايه..
قال آخر كلماته بمزاح ليبتسم آدم بخفة بينما أجاب هو بمرح :
-يا أجمل عروسة وحشتيني
هبطت دموعها على وجنتيها من جديد وقالت بنبرة ضيق :
-أنت كمان وحشتني وآدم كمان.. رنيت عليه لكن مش فاتح نت
-هو قاعد جنبي أهه عايزاه؟
خرجت شهقة خائنة من بين شفتيها وقالت ببكاء :
-محتاجه لكم يا حازم.. أنا مش طايقه أقعد هنا ومالك رافض السفر
نظر إلى آدم وتساءل في توجس :
-مرام ممكن تهدي وتحكي اللي حصل بالضبط
لينظر آدم إليه بلهفة بينما هي أجابت عليه بصوت مبحوح تأثيرًا من البكاء :
-مش عارفه اقولك ايه غير أنه إنسان ب*ع وقذر
حاول أن يفهم أكثر لكنها لا تستطيع أن توضح أكثر لكونها تخجل.. أخذ آدم الهاتف وتحدث معها بهدوء لتنادي بنبرة احتياج جعلته يشعر بالقلق أكثر وقال بنبرة عنيفة حاسمه :
-عملك أيه يا مرام لازم أعرف
ابتلعت ل**بها بصوت مستمع و اغمضت عينيها وقالت بشجاعة على ع** الخجل الشديد الذي تشعر به :
-مد ايده عليا وبهدلني وأخد حقه مني غصب
قبض قبضته بقوة حتى برزت أوردته ونهض عن المقعد وهو يقول بصوت فحيح :
-مرام النها رده هكون عندك بإذن الله
أنهى معها المكالمة ونظر إلى ساعة يده التي تدق العاشرة والنصف صباحًا بينما تساءل الأخير على شقيقته فقال :
-هقولك كل حاجة في الطريق.. دلوقت نحجز طيارة خاصة نرجع بيها القاهرة ومن هناك نحجز طيارة خاصة لباريس
***
خرجت من المطبخ تتناول أول رشفة من المشروب الساخن ثم وضعت الكوب أعلى المنضدة وقامت بتشغيل التلفاز ثم التقطت مبرد الأظافر وجلست على الأريكة تضبط أظافرها.. بعد دقائق جاء ياسر متجه نحو الصالة و وقف ينظر إليها بحنق بينما هي لم تعطي له اهتمام..
فتساءل بهدوء مصطنع :
-ممكن أعرف ما جتيش التصوير ليه؟!
وضعت المبرد جانبًا لتأخذ الكوب وتناولت رشفه ثم أجابت ببرود :
-ماليش مزاج
-جنى ده شغل مش لعب عيال
هتف بعصبيه فوضت الكوب ونهضت عن الأريكة تقول بحده :
-وأنا كمان مش لعبة في إديك.. مش عشان وافقت على الجواز تتحكم فيا
-جني انتِ ماكنتيش تحلمي ببطولة زي دي.. واحده زيك تنفذ كل كلمة بقولها
مسحت على جبينها و ردت بهدوء :
-تمام شوف لك واحده تانية تكمل الفيلم
تقدم نحوها و وقف أمامها ليقبض على مرفقها واندفع بحده :
-لعب العيال ده مش معايا.. غصب عنك تكملي تصوير الفيلم
سحبت ذراعها من يده وأخذت ورقة سيناريو من أعلى المنضدة لتري إياها وقالت بتذمر :
-المشهد القذر دا ماكنش موجود في السيناريو
ألقى نظرة على المشهد ثم ابتسم بخفة وقال بوقاحة :
-صح انا اللي ضفته.. عشان مفيش غيرك اللي تقدر تعمله
قالت في دهشة بالغه :
-ازاي تقبل اني أعمل كده.. أنا مراتك
-أنتِ صدقتي ولا أيه.. انا قولت أعيش لي يومين معاكِ زي ما بعمل مع أي واحده
جزت على أسنانها ومزقت الورقة لتلقي بها في وجهه وصاحت بهستيريا :
-أنت قذر.. ومستحيل أكمل الفيلم القذر ده
أخرج الهاتف من جيب سرواله وقام بتشغيل فيديو قام بتصويره وهي معه لكن وجه غير واضح وادار الهاتف إليها لتتسع عينيها في ذهول وهو يقول ببرود :
-لو ماسمعتيش الكلام الفيديو ده هيبقى حديث السوشيال الفترة الجاية..
ثم رفع يده الأخرى وربت على وجنتها متابعًا :
-اسمعي الكلام ونفذي اللي بقولك عليه
جلست على الاريكة تحدق في الفراغ في ذهول فابتسم بخفه ثم تركها وغادر.. بعد لحظات من الذهول بدأت تصفع نفسها على وجنتيها وهي تصرخ بالبكاء ثم نهضت راكضه إلى الغرفة وأحضرت امتعتها كي تغادر ذلك المنزل اللعين
***
وصلوا إلى باريس في تمام الساعة التاسعة والنصف مساء ومن ثم استقلوا سيارة أجرة إلى الفندق.. بينما تشاجرت مرام مع زوجها مجددًا فدفعها بعنف لتسقط على الفراش وقال بحسم :
-هخرج و اجي ألاقيكِ لابسه ومستنياني
ثم تركها وغادر فقبضت على تلك المنامة التي يجبرها على أن ترتديها وألقت بها بعيدا.. أخذت الغرفة ذهابًا وإيابًا لدقائق تفكر في الهرب.. استمعت إلى صوت طرقات على الباب فخرجت متجه نحو الباب الرئيسي وفتحته لتجد كلًا من آدم وحازم.. ألقت نفسها في أحضانهم فاحتضنها آدم بكلتا يديه وقبلها على رأسها لتجد نفسها تبكي.. أخذ يهدئها ثم ابتعد عنها وأخذها إلى الداخل فدخل حازم مغلقا الباب خلفه وجلس إلى جوارها على الأريكة يضمها إليه وقال :
-دموعك غالية يا مرام
تساءل الأخير ببحة صوته الرجولية :
-فين مالك؟
رفعت رأسها عن ص*ر شقيقها وبدأت تمسح دموعها قائله :
-خرج.. زمانه على وصول
جلس على المقعد المجاور للأريكة واضعًا قدم فوق الأخرى بينما مسح حازم على شعرها من الأمام للخلف وتساءل بهدوء :
-مرام أي اللي حصل عشان مالك يمد أيده عليكِ؟!
انتبه آدم لحديثهم فيما أومأت بالنفي وقالت بنبرة بكاء :
-كل اللي طلبته منه أنه يصبر عليا يا حازم..
تناولت منديل ومسحت على أنفها وتابعت بنبرة ضيق :
-ماكنتش متأكدة إذا كنت بحبه ولا لاء.. لكن من تصرفاته معايا والحب اللي ادهولي طمني.. وقولت ده الراجل اللي يستهلني.. ماكنتش أعرف أنه يقسى عليه كده.. مابقتش مطمنه وأنا معاه
ضمها إليه يهون عليها.. بينما شرد آدم في حياة وحديثها عن أنها لا تشعر بالأمان معه ولم تحبه قط يتردد في أذنه.. هل ما حدث لشقيقته ذنب ما فعله مع حياة ام ماذا؟.. وجد نفسه يأخذ القرار في علاقتهم ويبدو أنه قرار قاسي لدرجة كبيرة كي يتألم قلبة لهذه الدرجة.. بمجرد أن يعود إلى الوطن سيقدم لها اعتذار يليق بها ويتركها تعود إلى حياتها السابقة..
بعد دقائق عاد مالك وتفاجئ بل صدم عندما رأى كلا من آدم وحازم ولم يستطيع أن يعبر عن شيء وكأن توقف الحديث في حلقه.. نهض الاثنان ينظرون إليه بحده فيما نهضت مرام لتقف خلف حازم ممسكه بقميصه من الخلف بقوة.. قال آدم بعنف :
-تعال نتكلم راجل لراجل مع إن اللي عملته ده يدل إنك مش راجل اصلا
-آدم انت لازم تسمع مني زي ما سمعت منها.. اختك أنا استحملتها كتير
تقدم نحوه كالإعصار وأخذ بتلابيبه بعنف قائلا :
-وليه كملت معاها يا محترم؟
ابعد يده عن قميصه و أخذ يضبطه وهو يقول بحده :
-عشان أنا بحبها وهي اللي وصلتني لكده
ردت بكل شجاعة لكونها تحتمى خلف شقيقها :
-وأنا كنت مقدره حبك ليا وبحترمك.. لكن خلاص مش طايقه أشوفك
قال حازم بحسم :
-حضري حاجتك عشان تيجي معانا
اتجهت نحو الغرفة لكنها توقفت عندما استمعت إلى حديث مالك :
-لاء انتوا ليه مش قادرين تفهموا إني بحبها..
نظر إليها وتابع بنبرة صادقة :
-مرام صدقيني أنا بحبك
تجمعت الدموع حول مقلتيها وهي تقول بنبرة مؤلمه :
-أنا متأكدة إن أخواتي لو سابوني معاك هتمد إيدك عليا تاني.. أنت لسه مهددني من قبل ما تمشي
رد بسأم :
-أنا أسف
أومأت بالنفي ثم تابعت السير نحو الغرفة ودخلت مغلقة الباب خلفها.. فقال آدم بصوت جهوري :
-لو مرام طلبت الطلاق تطلقها بدون مشاكل.. ومكانك هيفضل زي ما هو في الشركة.. الشغل مالوش علاقة بحياتنا الشخصية
ثم اتجه نحو المقعد ليجلس عليه يدخن سيجارة فتقدم حازم نحوه و وقف أمامه يقول بحده :
-اسمع يا مالك أنا مش هتكلم معاك كمحامي عشان اللي عملته ده جريمة المفروض تتعاقب عليها.. لكن أنا مقدر حبك لمرام عشان كده بطلب منك تسيبها يومين تفكر.. لو لكم نصيب ترجعوا هترجعوا
أومأ بالفهم وحقا شعر بالندم الشديد على تصرفه السيء معها.. وإذا عاد الزمن لم يفعل هذا ابدًا.. بعد دقائق خرجت ساحبه الحقيبة خلفها فنهض آدم يأخذها منها وخرج.. أمسكت بيد حازم تنظر إلى مالك بعتاب وندم شديد على موافقتها على الزواج منه في البداية.. أخذت درسا مؤلمًا تسير به على درب حياتها القادمة.. بينما هو ينظر لها بنظرة ترجي ألا تتركه وتعطي له فرصة يكفر عم ما فعله بها.. لكنها ذهبت وتركته وحيدًا يأنب نفسه..
في الخارج.. وقفت تنتقل ببصرها بينهم وقالت بنبرة بكاء :
-أنا اسفه سامحوني.. طالما أنا ماكنتش حاسة ناحيته بحاجة ليه وافقت
-وافقتي عشان ده نصيب يا حبيبتي.. الإنسان عايش عشان يتعلم يا مرام بس المهم إنه يتعلم من الدرس
هكذا رد عليها حازم بهدوء بينما احتضنها آدم بشدة لتبادله بالعناق وقال بهدوء على ع** الحزن الذي يشعر به :
-احنا لو زعلانين فزعلانين عشانك.. المهم سلامتك يا روحي
ثم استقلوا سيارة أجرة إلى فندق أخر لتضع حقيبتها هناك ثم ذهبوا للتجول.. قام آدم بشراء طقم من الماس إليها والاخر اشترى لها الكثير من الملابس القيمة.. شعرت بالسعادة التي لم تشعر بها من قبل وكأنها لم تحزن يومًا.. التقطت معهم بعض الصور وتناولوا العشاء في إحدى مطاعم باريس المعروفة.. ولم يخلوا العشاء من مشا**تهم معًا.. وفي تمام الساعة الثانية صباحا عادوا إلى الفندق لقضاء تلك الليلة هناك
***
" في الصباح داخل منزل كاميليا.. "
جلست حياة معها تتناول مشروب ساخن بعد تناول الإفطار معا.. و مازالت تحاول أن تصل إلى آدم.. اتصلت على حازم ليجيب بعد لحظات وبعد تبادل السلام بينهم تساءلت عن آدم لينظر إلى شقيقه وأعطى له الهاتف.. وضع فنجان القهوة ونهض ليقف أمام سور الشرفة يتحدث معها.. بمجرد أن نطقت أسمه شعرت حياة بالتوتر حتى ارتعشت يدها و وضعت الكوب أعلى الطاولة حتى لا يسقط عليها.. ونظرت إليها بـ عينان لامعتان من كثرة التعب..
بعد تبادل السلام بينهم تساءلت بحنق :
-ممكن أعرف سبب بعدك المفاجئ ده؟!
أخذ نفسا عميقًا وزفره بهدوء ثم تحدث بهدوء :
-كنت بفكر في حياتي مع حياة.. وخلاص أخدت القرار
لتنظر إلى حياة بحزن قائلة :
-وايه هو القرار؟
شعرت بأنه يتحدث عنها وقد أخذ القرار في علاقتهم بينما هو أجاب بنبرة مؤلمه :
-أول ما ارجع هطلقها.. هسيبها تعيش حياتها في هدوء مع بنتها
-فكر كويس يا آدم.. حياة جميلة وطيبه و..
قاطعها بحنق :
-بس ما بتحبنيش.. وفي حاجات كتير مش عايز اقولها.. المهم أنا خلاص أخذت قراري
أنهى معها المكالمة فبدأت حياة في البكاء فقالت الأخيرة بتأفف :
-بتعيطي ليه أنتِ كمان مش انتِ مبتحبوش؟!
-هو قالك كده؟!
تساءلت بنبرة ضيق فأومأت بالإيجاب وأخبرتها بكل شيء ف*ناولت الحقيبة وهي تستأذن لكنها أمسكت بيدها وقالت بإصرار :
-حياة مش هاتمشي غير لما نتكلم
-أسفه لازم اروح اشوف زهره.. هبقى اكلمك
ثم ركضت إلى الباب وخرجت لتبكي بحرقه واستقلت السيارة.. ثم تناولت منديل ومسحت دموعها ثم بدأت تلهث بهدوء لكي تهدأ نفسها.. ثم شغلت محرك السيارة وغادرت في طريقها إلى المستشفى..
عند وصولها ترجلت وركضت إلى الداخل ومن ثم دلفت إلى غرفة زهرة لتجد الطبيب يختبر سمعها لكنها لا تستجيب.. شعرت بالقلق الشديد وتحدثت مع الطبيب عن حالتها ثم غادر فجلست معها تنظر إليها بتأثر قائله :
-زهره أنا بحلم باليوم اللي تتكلمي فيه وتسمعي.. أرجوكِ
ثم دفنت وجهها في كفيها تدعوا ربها.. مضى الوقت وهي معها وساعدتها في تناول الطعام وفي المساء صدح صوت الهاتف لتنظر إلى شاشته التي تضئ باسم عزت.. زفرت بسأم وأجابت عليه فقال بتذمر :
-حياة فاضل ساعتين على العرض
-أستاذ عزت انا أسفه مش جاية
صاح بحده :
-كلام عيال ولا ايه.. حياة العرض مينفعش غير بيكِ..
قبضت على شعرها من الأمام تجز أسنانها بسأم حيث تابع :
-يبقى آدم بيه هو اللي مانعك.. انا مش هسكت على شغلي اللي هيضيع ده
أنهى المكالمة دون أن يستمع إلى ردها فوضعت الهاتف في الحقيبة وجلست تفكر في آدم.. تتمنى لو كان معها الأن.. لكن كلما تذكرت قرار الانفصال تتألم حتى أنفاسها تؤلمها.. دخل الطبيب كي يتفقد حالة زهره واختبر سمعها لكن بلا جدوى.. وعندما انتهى من الفحص قال :
-بكره بإذن الله هنشوقها تاني.. يا ريت دلوقت تسبيها ترتاح
أومأت بالإيجاب متمتمه بالشكر فخرج لتدخل الممرضة المسؤولة عنها.. قبلتها على جبينها بحنان ثم تركتها وغادرت وقلبها لم تعلم هل موجوع على الصغيرة أم على الفراق المنتظر.. استقلت السيارة تتجول الشوارع دون أن تعلم إلى أين تذهب لكن لا تفضل المنزل وآدم غير موجود
***
" بعد مدة من الزمن.. "
عادوا إلى القاهرة وطلبت مرام أن تذهب إلى كاميليا تجلس معها بضعة أيام حتى لا تعلم والدتها بشيء.. بالفعل ذهب إلى منزل كاميليا وتفاجأت بعودة مرام.. جلسوا داخل الهول واحتضنت مرام تمسح على شعرها ثم تحدثت مع آدم عن حياة فقال بحسم :
-خلاص أخدت قراري.. ودا اللي هيا عايزاه
ردت بلهفه :
-لاء حياة مش عايزة كده..
ثم أردفت بحزن :
-حياة كانت معايا وانا بكلمك وانهارت لما عرفت.. دي كانت هتجنن عليك
تعجب من حديثها ولم يصدق ما تقوله حتى أقسمت له.. فكر للحظات ثم تساءل عنها ف*ناولت الهاتف واتصلت عليها فقال مسرعًا :
-اسألي هي فين بدون ما تعرف اني جيت
أومأت بالإيجاب وانتظرت الرد.. صفت السيارة جانبا وترجلت لتستند بظهرها إليها وتحدثت معها.. تساءلت عن زهره لتخبرها بكل شيء فقالت :
-خير يا حبيبتي.. قوليلي أنتِ فين عشان اجيلك
رفعت رأسها للأعلى تزفر لتجد نفسها أمام إحدى النوادي الليلة لتخبرها بذلك المكان ثم أنهت المكالمة و وضعت الهاتف داخل السيارة ثم دخلت.. فيما أخبرته كاميليا بمكانها لينهض على الفور فاستأذن حازم هو الأخير وذهب.. فنظرت إلى مرام وأصرت أن تعلم كل شيء فقصت عليها ما حدث.. اندهشت وأخذت تلعن مالك لكنها ض*بتها على جانب رأسها وقالت بتذمر :
-أنتِ كمان غلطانة.. ازاي توافقي تكملي معا
عقدت بين حاجبيها واستندت برأسها إلى ص*رها وقالت بضيق :
-كنت غلطانة لما افتكرت اني ممكن أحبه
ضمتها إليها بكلتا يديها وقبلتها على رأسها بحنان ثم قالت :
-الحمد لله على كل حال يا حبيبتي.. نصيب
***
عند وصوله إلى العنوان.. صف السيارة جانبًا وترجل و دلف إلى الداخل واضعًا يديه في جيبي سرواله ينظر حوله بحثا عن حياة.. بدأ يتحرك بين الطاولات حتى رآها.. واضعه رأسها على الطاولة ممسكة بكوب داخلة نوع من أنواع الخمر جعلها لا تشعر بشيء حتى نفسها.. جلس على المقعد المقابل لها وأخذ الكوب من يدها ليضعه جانبا فرفعت رأسها بلهفة لتنظر إليه بعدم وعي وقالت بحزن :
-آدم انت رجعت امتى
-أيه اللي انتِ عاملاه في نفسك ده؟!.. وليه بتشربي الق*ف ده؟!
تساءل بحده فوجدت نفسها تبكي تومئ بالنفي وقالت :
-مش عارفه هو حطه قدامي وقالي ده المشروب الرسمي..
تن*د بصوت مستمع ثم امسك بيدها ونهض فاستندت بظهرها إلى المقعد مانعه نفسها من النهوض وقالت بنبرة ثقيلة بفضل ذلك المشروب التي تناولت منه الكثير :
-أنت مش عايزني في حياتك.. عمتو كاميليا قالت لي كده
تطلع إليها للحظات ثم ترك يدها وجلس على المقعد ثانية وقال ببحة صوته الرجولية :
-و زعلانه ليه مش ده اللي أنتِ عايزاه
رفعت يدها صوب وجنتها لتمسح دموعها واغمضت عينيها قائلة :
-لاء مش عايزة كده.. أنا عايزاك معايا
تعجب من صراحتها في البداية لكن تذكر انها ليست في وعيها واستغل تلك الفرصة جيدًا وتساءل بمكر :
-ازاي عايزاني وانتِ مبتحبنيش؟!
استندت بمرفقيها إلي الطاولة تحرك مقلتيها هنا وهناك دون وعي وقالت بنبرة صادقة :
-انت غلطان.. أنا بحبك..
وضحت علامات الدهشة فورًا علي ملامح وجهه ولاحت ابتسامة على ثغرة وشعر بالسعادة البالغة وبدأ قلبة ينتفض ليدق في ص*ره.. تصنع انه لم يستمع إليها متسائلاً :
-قولتِ ايه؟!
فعقدت حاجبيها وقالت بنبرة بكاء :
-بحبك يا آدم.. ادمرت في اليومين اللي غبت فيهم
قطب جبينه وتحدث بنبرة حنين :
-أنتِ عناديه يا حياة
دفنت وجهها في كفيها تومئ بالنفي فنهض عن المقعد تاركًا إياها تحدث نفسها ودفع حساب المشروبات ثم عاد إليها وأمسك بيدها فنهضت معه بجسد يترنح وقالت بدون وعي :
-مش همشي معاك يا آدم
-حياة أنتِ سكرانة ولازم نمشي من هنا
رفعت عينيها تطلع إليه بحزن واضعه يدها على ص*ره وقالت بنبرة ترجي :
-هاجي معاك بس ما تسبنيش
رد بصدق وهو يتفرس ملامحها بحب بداية من عينيها حتى شفتيها :
-مقدرش اسيبك.. عشان أنتِ حياة.. حياة روحي.. وفاتنة آدم
ثم قبلها على جبينها بحنان وبعد ذلك حملها على ذراعيه واتجه نحو الباب بينما هي أسندت برأسها على كتفه.. عند وصوله إلى السيارة انزلها برفق وفتح الباب وساعدها على الدخول ثم لف إلى المقعد الثاني وجلس أمام المقود.. مدت يدها إليه فأمسكها وقبلها على راحتها برقه ثم ترك يدها و وضع يده على وجنتها يمسح عليها بلطف وهمس بجدية :
-بعشقك رغم عنادك.. بحبك وعمري ما هندم اني حبيتك
رفعت ظهرها عن المقعد لتحتضنه فأحاطها بكلتا يديه ودفن وجهه بين ثنايا عنقها غارقًا في جمال رائحتها الأنثوية والتي تخ*ف قلبه و روحه.. وجد نفسه يقبلها وصعد بقبلاته إلى وجنتها وانفها ثم اطبق شفتيه على شفتيها للحظات ثم ابتعد عنها فأراحت ظهرها إلى المقعد مغمضة العينين.. مسح على شعرها من الأمام فقالت بصوت منخفض :
-بحبك
تن*د بعمق ثم شغل محرك السيارة وغادر في طريقه إلى المنزل.. بينما هي لا تستطيع أن تنظر إلى شيء آخر غيره.. قلبها يدق برهبه نظراتها حب واشتياق.. تشعر بالسعادة لكونه معها الان.. مدت يدها صوب يده الممسكة بالمحرك لتمسك بها.. فترك المحرك ليمسك بيدها وضعها على ص*ره لتشعر بنبضاته أسفل يدها وكأنها تنبض لها وبها فقط..
عند وصوله ترجل وساعدها على النزول وأغلق السيارة ثم حملها على ذراعيه لتحيط عنقه بيديها مستنده برأسها على كتفه.. استقل المصعد إلى الطابق المنشود وعند باب الشقة انزلها برفق وأحاط خصرها بذراعه وباليد الأخرى فتح الباب ومن ثم حملها ودلف إلى الداخل مغلقاً الباب بقدمة واتجه مباشرة إلى غرفتها ليضعها على الفراش.. أخذ يمسح على جانب شعرها فقالت بنعاس :
-شكرا عشان رجعت
-نامي دلوقت ونتكلم بكره
تشبثت في معطفه وقالت بترجي :
-ما تسبنيش يا آدم.. القرار اللي أخدته وجعني
مسح على وجنتها بلطف وقال بنبرة رجولية ثقيلة :
-عشان بحبك أخذت القرار ده.. يا روحي ماكنتش اعرف إنك بتحبيني أوي كده
قبلها على جبينها بحنان وهبط بقبلاته إلى انفها وشفتيها لتبادله بقبلاتها للمرة الأولى فتعمق بقبلته أكثر وبعد لحظات ابتعد عنها قليلا ثم امسك بيدها رافعا إياها عن الفراش ليضمها إليه.. دفن أنفه بين خصل شعرها يستنشق رائحتها باشتياق وحب ثم همس بالقرب من اذنها :
-بحبك وعمري ما اندم على حبي ليكِ
ثم قبلها على عنقها البراق لتشعر بدفء شفتيه و وجدت نفسها تخبره بمدى حبها له واستسلمت له بكامل إرادتها لتبدأ حياتهم الأولى كزوج و زوجة عاشقان لبعضهما
***
يتبع