اذكروا الله يا جماعة الخير ??..
"الفصل الحادي عشر.."
" السعادة هي حبيب القلب.. فالقلب عندما يعشق يصبح مجنوناً في العشق.. قاسي في الغيرة.. عطوف وقت الاحتياج.. أناني في الحب.."
فتحت عينيها واغلقتها مرتان واضعه يدها على رأسها لكونها تشعر بألم شديد داخلها.. ثم عصرت جبينها بأناملها تتن*د بعمق لتجد نفسها استنشقت عطر آدم عن قرب فنظرت إلى جوارها لتجد الفراش خالي.. ولم تعلم لما هي تستنشق عطره وكأنه إلى جوارها.. حاولت أن تتذكر شيئا الليلة الماضية لم تتذكر سوى مكالمتها الأخيرة مع كاميليا ويبدو أنها من جلبتها إلى هنا.. رفعت ظهرها عن الفراش تحرك شعرها في كلا الاتجاهين ورفعت الغطاء عنها.. تفاجأت بساقيها العاريتين واتسعت عينيها في ذهول عندما رأت نفسها مرتديه قميص آدم..
لهذا السبب استنشقت عطره لكن أخذت تساءل نفسها لما هي ترتدي قميصه.. نهضت عن الفراش وعلمت لما هي ترتدي القميص.. سقطت على الأرض تحدق في الفراغ في صدمه وبعد لحظات بدأت في البكاء واضعه يدها على وجنتيها.. حاولت تتذكر شيئًا تذكرت عندما تناولت مشروب ما افقدها الوعي.. ويبدو أنه استغل هذا جيداً..
نهضت وهي تفك ازرار القميص وارتدت سروال بيتي قطني وستره بأكمام.. ثم لملمت شعرها بطريقة عشوائية كهيئة كعكة وخرجت لتدخل غرفته لكنه لم يكن موجوداً.. فاتجهت نحو الصالة وهي ترفع اكمام السترة لترى نائماً على الأريكة عاري الصدر.. جزت أسنانها بحنق وتناولت كوب الماء الموضع على المنضدة وألقت المياه على وجهه.. فتح عيناه بلهفة رافعاً جذعه عن الاريكة يمسح على وجهه ثم نظر إليها في ذهول فتركت الكوب وصاحت بهستيريا :
-أنا مشوفتش أوقح منك.. أنت استغليت حالتي امبارح عشان توصل للي انت عايزه
استقبل ردة فعلها بكل هدوء فقد هيئ نفسه لردة الفعل تلك والتقط منديل يمسح المياه التي على ص*ره وهو يقول بمكر :
-لو كنتي صارحتيني بالحقيقة من الاول ماكنتش قربت منك
ألقي بالمنديل أعلى المنضدة ونهض عن الأريكة يرفع سرواله للأعلى قليلا فقبضت قبضتها بقوة وصرخت بحده :
-أنت دمرتني ودمرت حياتي.. طلقني أنت مش خلاص أخدت حقك مني طلقني بقى
وقف في مواجهتها يتطلع إليها بحده وقال بنبرة عنيفة :
-عايز افهم زهره دي تقرب لك إيه لدرجة إنك تقبلي الإهانة على نفسك عشانها..
ثم قبض على ذراعيها فحملقت به في دهشة حيث تابع :
-ليه تطلعي نفسك حقيرة قدامي.. ليه تكذبي عليا وتقولي انك كنتي على علاقة بواحد أوربي
أخذ ص*رها يعلوا ويهبط باضطراب و قالت بصوت مبحوح :
-أنا مكذبتش عليك
اتسعت عيناه في دهشة فبرغم أنه علم بكل شيء مازالت تعاند معه وتحاول إقناعه بالحقيقة الكاذبة.. ترك ذراعيها وقهقه عاليا ثم نظر إليها وقال بجدية :
-لسه مصره تكذبي.. حياة الحقيقة بانت أمبارح .. طبعا أنا ذهولت لكن مش قد ما أنا سعيد إني أول راجل في حياتك..
استسلمت لأمر واقع ولا يوجد مفر فقد علم بكل شيء.. وجدت نفسها تبكي مستنده بظهرها إلى بار المطبخ الخارجي فتقدم نحوها و وقف أمامها مباشرةً.. ثم رفع يده صوب شعرها ليضع بعض الخصل خلف أذنها وقال بصوت منخفض :
-صدقيني سعادتي مالهاش وصف.. أنا بحبك وأنتِ بتحبيني خلينا نبدأ حياتنا من جديد
رفعت عيناها الحاده إليه وتحدثت بعنف :
-دلوقتي عايزني أكمل معاك.. قبل كده كنت البنت العاهرة.. لاء معلش بقى أنا اللي مش عايزه أكمل حياتي معاك
-أنتِ اعترفتي بحبك ليا أمبارح.. واترجتيني عشان اتراجع عن الطلاق
هتف كلماته بحده لترد عليه ببرود :
-كنت سكرانة.. بقول أي كلام
-السكران بيقول الحقيقة.. أنا بحبك وأنتِ بتحبيني ومستحيل اطلقك
ض*بته على ص*ره وهي تصرخ في وجهه :
-وأنت قذر ومش عايزاك..
ثم دفنت وجهها في كفيها تبكي وتحرك رأسها في كلا الاتجاهين قائلة :
-ماكنتش عايزة حياتي مع جوزي تبدأ بالشكل ده.. كنت رسمه لنفسي حياة أفضل من دي
وضع يده خلف رأسها ليضمها إليه وأحاط خصرها باليد الأخرى وقال بهدوء :
-أنا أسف.. خليكِ واثقه في كلامي.. أمبارح كانت أجمل ليلة ليا وليكِ..
ابتسم وقبلها على رأسها بحنان وهمس بوقاحة :
-أنا مستعد اشتري لك خمرا كل يوم.. بمقابل إن اللي حصل أمبارح يحصل تاني
ردت من بين أسنانها بحنق :
-أنت وقح
-طبعا وقح.. وقح في حبك
قال كلماته بتأكيد فابتعدت عنه ترمي بنظرة عتاب وقالت وهي تمسح دموعها :
-أسمع أنا فرحانه جداً عشان الحقيقة وضحت وإني مش بنت عاهره زي ما قولت.. لكن أنا بقى مستحيل اسامحك على كل حرف جرحتني بي.. مش عايز تطلقني تمام لكن مش هسمح لك تقرب مني تاني
تركته واتجهت صوب الغرفة عقب انتهاء حديثها فصاح بعصبية مفرطة :
-واحده بحبها وأخذت قرار زواجي منها بسرعة واكتشفت انها كانت متجوزه.. ومش عايزة تقول كانت متجوزة مين.. كنتِ عايزاني اعملك ايه.. أحييكِ
ثم نظر إلى الأمام يلهث بصوت مستمع وض*ب بيده كوب أعلى البار ليسقط إلى الأرض وين**ر.. بينما هي جلست خلف الباب تبكي بحرقه وتضم يديها إلى ص*رها.. وتدريجيّاً تذكرت بعض ما حدث بينهم الليلة الماضية لتقبض على شعرها بقوة وتسأل ربها.. ماذا تفعل ليغفر لها تناولها للخمر.. تيقنت أن ما حدث عقاباً لها على تناول الخمر وهي نادمة أشد الندم.. همّت بالوقوف ودلفت إلى المرحاض لتتحمم بماء دافئ.. بعد دقائق خرجت وامسكت سجادة الصلاة لكنها مترددة.. كيف ستقف أمام ربها بعد تناولها الخمر.. لتتذكر أن الله غفور رحيم و وضعت السجادة في اتجاه القبلة و وقفت تصلي..
عقب انتهائها نظمت الغرفة وقامت بتغير ملاءة السرير ثم جلست عليه تقرأ القرآن وتسأل ربها الهداية والمغفرة.. حتى دقت الساعة الواحدة بعد الظهر..
نهضت عن الفراش بدلت ثيابها بسروال ثلجي وستره بيضاء فوقها معطف أحمر قصير.. ثم مشطت شعرها وخرجت تنظر حولها بحثا عن آدم لكن غير موجود.. فجلست على الأريكة تزفر بسأم تفكر في كلماته لكن مازال قلبها مجروحاً منه وبسببه.. عاد إلى المنزل فنهضت تطلع إلى الأرض بينما هو ينظر إليها بحب و وضع حقيبتها والهاتف أعلى المنضدة قائلًا :
-روحت جبتلك حاجتك من العربية
أخذت الهاتف متمتمه بالشكر ثم تركته وخرجت إلى الشرفة فألقي بجسده على الأريكة يدخن سيجارة.. بعد لحظات وصلت رسالة على الهاتف عبر تطبيق " واتس اب.." وفي ذات الوقت وصلت الرسالة إلى حياة فكلا منهم فحص تلك الرسالة.. وشاهدوا فيديو لتتسع عيني آدم عندما رأى جنى مع المخرج.. فيما نهضت حياة عن المقعد تحدق في الفيديو بذهول ثم اغمضت عينيها وأغلقت الهاتف لكونها لا تستطيع أن تشاهده للنهاية..
دلفت إلى الداخل لترى آدم يفصل الفيديو ثم مسح على جبينه فقالت في ذهول :
-مش مصدقه ان جنى ممكن توقع في غلط زي ده
نهض عن الأريكة متجه صوب الباب بخطوات واسعه وخرج فلحقت به مغلقه الباب خلفها
***
أخذت ت**ر في كل شيء أمامها وتقبض على شعرها بشدة حتى هلكت تماماً وجلست على الأرض تصرخ بصوت مبحوح.. بيديها قلبت حياتها رأساً على عقب.. تذكرت حديث آدم والذي أخبرها بأن تترك الفن وتنتبه إلى عملها جأفضل لكنها كالبلهاء لم تستمع.. وايضاً هجرت أهلها من أجل ذلك الحلم اللعين..
نظرت حولها وهي تمسح دموعها بكلتا يديها ورأت الزجاج المتناثر فمدت يدها وأخذت واحده حاده ثم اغمضت عينيها و وضعت الزجاج على عنقها وبدأت تدخلها تدريجيها عاقدة حاجبيها.. رن جرس الباب مع طرقات عالية فألقت بالزجاجة وتناولت منديل وضعته على الجرح.. ثم نهضت متجه نحو الباب وفتحت لتجد آدم وحياة.. اتسعت عيناها في ذهول وأيقنت أنه أرسل لهما الفيديو كما هددها.. تراجعت خطوة للخلف فتقدم هو ينظر لها بحدهٍ بالغةٍ و وجد نفسه يصفعها على وجنتها بقوة فصرخت واضعه يدها على وجنتها.. بينما شهقت حياة وركضت إليها لتحتضنها اغلق الباب وصاح بحده :
-ده العالم القذر اللي بتحلمي بيه.. تسيبي شغل محترم عشان قذارة
تشبثت في ثياب حياة تشهق شهقات متقاطعة.. فأمسك بمع**ها وأخذها من أحضانها بعنف فوضعت حياة يدها على فاها وقالت في توجس :
-براحة يا آدم
قبض على ذراعيها بقوة وتساءل بعنف :
-فين عنوان القذر ده؟
أمسكت بمع**ه محاولة ابعاده عنها لكن بلا جدوى وقالت جنى بصوت منخفض :
-هـ هقولك
ترك ذراعيها فأخذتها حياة وجلسوا على الأريكة وأخذت منديل تمسح الدماء التي على عنقها.. فيما وقف هو أمامها عاقدًا ذراعيه أمام ص*ره يستمع إليها وهي تخبره بكل شيء فطلب ورقة الزواج.. نهضت متجه نحو غرفة النوم تبحث عنها داخل حقائب يدها لكن لا يوجد لها أثر.. طال انتظاره فدخل الغرفة رآها مازالت تبحث فقال ساخراً :
-أكيد يعني هو مش هيسبها لك
لتنظر إليه بعينين م**ورتين وطلب العنوان لتعطيه إياه فغادر على الفور.. وخرجت هي لتجلس مع حياة تهون عليها وبعد أن هدأت قليلا بدأت تقص عليها ما حدث بالتفاصيل ثم أردفت :
-بعتلي رساله هددني انه قبل ما يرفع الفيديو هيبعتوا لناس اصحابي.. افتكرت انه هيبعته لمرام
مسحت على شعرها بلطف وقالت بهدوء :
-آدم هيعرف يجيب حقك منه.. فترة وهتعدي
أومأت بالإيجاب وبعد لحظات رن جرس الباب فنهضت حياة متجه نحوه و فتحت.. تفاجأت بمرام وبعد تبادل السلام بينهم دلفت إلى الداخل وجلست إلى جوار جنى لتحتضنها.. عادت الأخيرة إليهم وتساءلت في دهشة :
-مرام رجعتي امتى؟
انتقلت ببصرها نحوهم ثم تن*دت بعمق وقالت :
-هقول لكم على كل حاجة.. بس الأول أعرف حكاية الفيديو اللي وصلني
***
وقف أمام الباب يضبط معطفه ثم دق الجرس وانتظر للحظات حتى فتح ياسر ماسكاً بكوب من المشروب الساخن.. تفاجأ بـ آدم لكنه هدأ من نفسه وتساءل بثقه :
-نعم عايز إيه؟
حك ذقنه وفي لحظة أخذ الكوب من يده وألقى به في وجهه ليضع يديه على وجه يتأوه بشده.. دخل مغلقاً الباب بقدمه وألقى بالكوب على أقرب اريكة ثم أخذ بتلابيبه وسدد له عدة ض*بات وتركه يسقط على الأرض يلتوي من ألم الحرق الممزوج بالضرب.. جلس نصف جلسه بجواره وقبض على عنقه من الخلف وقال بعنف :
-بالذوق تجبلي ورقة الزواج العرفي
قال بنبرة مؤلمه :
-صدقني مش معايا أنا حرقتهم
ض*به على رأسه وقال بحنق :
-جدع.. بالذوق بقى تكتب كتابها وبعد كام يوم تطلقها
رفض بشدة فأخرج منديل من جيب سرواله و وضعه على أنفه ليذهب إلى نوم عميق.. ثم نهض واتجه صوب الباب ساحباً إياه من قدمه حتى وضعه داخل المصعد الكهربائي ومن ثم سحبه إلى السيارة بمساعدة بواب العمارة الذي أقنعه بأنه مريض وسوف يأخذه إلى المستشفى.. استقل السيارة وغادر في طريقه إلى الشركة..
عند وصوله طلب من الأمن أن يأتوا به لينفذوا رغبته وأخذوا إلى مصنع الشركة.. قيد يديه جيداً ثم اتصل على جني وطلب منها أن تأتي عاجلاً ثم أنهى المكالمة.. سحب مقعداً ليجلس عليه وأخذ زجاجة مياه من إحدى الأمن وألقى بالمياه في وجه ليستيقظ بفزع ناظراً إليه بلهفة ثم نظر حوله في دهشة.. فقال بحده :
-أنا هاسيبك هنا يومين.. إيه رأيك
-على فكرة الغلط مش عليا لوحدي.. هي اتجوزتني بإرادتها
-كانت فكره إنك راجل و هتوفي بوعدك
تركه ونهض ليقف بعيداً يدخن سيجارة.. وبعد ربع ساعه تقريباً وصلت جنى ودخلت المخزن فأشار لها أن تقترب لتنفذ رغبته و وقفت أمامه تنظر إلى الأرض.. فأحاط رأسها براحتي يديه وقبلها على منتصف رأسها بحنان ثم أشار إلى ياسر لتنظر إلى ما يشير إليها فاتسعت عيناها في ذهول ثم تقدمت نحوه.. وقفت أمامه تطلع إليه باشمئزاز ثم ركلته في ساقه بقوة عدة مرات وهي تلعنه.. فوقف خلفها وأمسك بذراعيها كي يبعدها عنه وقال :
-أنا هسيبه مرمي هنا يومين وبعد كده هيتجوزك ويطلقك
التفتت وبدأت في البكاء فأمسك يدها وأخرجها من ذلك المكان و وقف يتحدث معها للحظات ثم تركها تغادر وصعد هو إلى الشركة لكي يتابع عمله
***
" مساء اليوم.. "
شعرت بالسأم من الجلوس في الشرفة فدخلت وجلست على الفراش.. دق الباب ودخلت كاميليا لتخبرها بوجود مالك.. فكرت للحظات ثم وافقت أن تقا**ه فخرجت مغلقة الباب خلفها وبدلت هي ثيابها ثم خرجت وهبطت إلى الطابق السفلي ومن ثم إلى غرفة الصالون.. نهض عن المقعد ينظر إليها بحزن وقال بوضوح :
-مرام انا مش هلف وادور كتير.. انا جاي لك وأنا ندمان وبعترف إني اخطأت في حقك
-مالك الكلام ده مالوش فايدة.. انا خلاص قررت
تساءل في دهشة : ج
-بالسهولة دي يا مرام؟!
قبضت قبضة يديها تتن*د بعمق وقالت بوضوح لكن بنظرة حزينة :
-مالك أنت كنت بالنسبة ليا إنسان بيحبني.. وافقت على الجواز لإني كنت فاكره إنك هتسعدني و بـ حبك ليا هتجبرني أحبك.. لكن أنا كنت غلطانه
اقترب منها وأمسك بيديها يترجاها أن تسامحه لكنها تركت يده وتراجعت خطوة للخلف و وجدت نفسها تبكي فقال بنبرة صادقة :
-مستعد أنفذ كل طلباتك
-أنت مديت ايدك عليّا مرة يبقى هتمدها تاني وتالت
-ابداً.. أنا بعترف بغلطي وندمان عليه مستحيل اعمل كده تاني
جلست على المقعد ومسحت دموعها وقالت بحسم :
-مالك من فضلك خلينا ننفصل في هدوء
وجد نفسه يندفع بحده :
-مش هطلقك.. هسيبك يومين كمان تفكري ومش هصبر أكتر من كده
ثم تركها وغادر فحركت رأسها في كلا الاتجاهين وقالت بندم :
-يا رتني ما وافقت.. ظلمت نفسي
دخلت كاميليا وجلست على الأريكة تساءل عن الحديث الذي دار بينهم لتخبرها بكل شيء.. فقالت بهدوء :
-فكري كويس يا مرام.. باين عليه بيحبك
-بيحبني اه لكن أنا مستحيل اتحمل طبعه ده.. أو مش هثق فيه تاني.. الموضوع بالنسبة لي منتهي
***
شعرت بالسعادة الحقيقة عندما نجحت عميلة زهره وبدأت تسمع كل من حولها.. احتضنتها وبدأت في البكاء فقال الطبيب بابتسامة واسعة :
-الف مبروك
حياة بشغف :
-الله يبارك في حضرتك.. هتخرج امتى
-احتمال بكرة.. بس اطمن عليها.. وطبعا براحه عليها بالنسبة للسمع وتاخد العلاج بانتظام
أومأت موافقه فذهب الطبيب وجلست هي معها وقبلت يداها وقالت :
-مش مصدقه إنك سمعاني.. أنا بحبك اوي اوي
ارسلت زهره لها قبله عبر الهواء فاتسعت ابتسامتها واقتربت وقبلتها على وجنتها وجلست معها لوقت ليس قليل ثم تركتها وغادرت.. وصلت إلى مول معروف ودخلت لتقوم بشراء بعض ثياب المحجبات فقد أخذت قرارها الحاسم في ارتداء الحجاب وثياب تليق به.. لعل ربها يغفر لها ويعف عنها وعقب انتهائها ذهبت في طريقها إلى المنزل..
وصلت في تمام الساعة التاسعة والنصف مساءً ولم يأتي آدم بعد.. دلفت إلى غرفتها تضع الثياب داخل الخزانة وكل ثياب ومعه الحجاب الخاص به.. ثم بدلت ثيابها ببجامة بيتي ورديه وجلست على الفراش.. بعد لحظات استمعت إلى صوت الباب فانتظرت للحظات ثم ارتدت حذائها المنزلي وخرجت إلى الصالة لترى يجلس على الأريكة يدخن سيجارة.. جلست إلى جواره فأدار رأسه إليها وهي تقول بصوت منخفض :
-زهرة خلاص هتخرج من المستشفى
-اديني سبب مقنع يخليكِ تهتمي بيها اوي كده
اعتدلت في جلستها وقالت بحزن :
-الأم اللي بتربي يا آدم.. زهره معايا وهي عندها شهور لحد ما بقى عندها سنتين وجوز أمي رفض وجودها.. بعتها ملجأ وكنت كل يوم لازم اروح اشوفها ولما قررت أخدها رفضوا التبني فخ*فتها
أحاط كتفها بذراعه وقال بنبرة صادقة :
-وانا بحبك
-على فكرة انت راجل يعتمد عليه.. كان حد غيرك ممكن يجبر اخته تعيش مع جوزها مانعاً للفضايح.. وكمان واقْفتك مع جنى.. أنت فعلا ظهر وسند لأي حد
قالت كلماتها بصدق فلاحت ابتسامة جانبيه على ثغره واطفأ سيجارته وقال بصدق :
-عارفه أنا مش عايز حاجة غير إنك تسامحيني على كل كلمة قولتها
وضعت شعرها خلف أذنها ونظرت إليه بمكر قائلة :
-أولا مش بالسهولة دي.. ثانياً لازم تسبني على راحتي..
ثم أردفت :
-انا بس حبيت أقولك على خروج زهره.. تصبح على خير
نهضت وكادت أن تتركه ألا أنه قبض على مع**ها وأجلسها ثانيةً جاذباً إياها إليه وتساءل بمكر :
-هتقدري تنامي بعيد عن حضني؟!
حاولت التحرر من قيده لكنه شدد على خصرها بقوه فض*بته على كتفه وقالت بعند على ع** عشقها له :
-أه أقدر عادي.. سبني يا آدم
-أنتِ اعترفتِ بكل حاجة أمبارح.. بطلي تكابري بقى
حملقت به في ذهول وتساءلت عن ما هتفت به دون وعي ليخبرها بكل شيء.. فاصطبغت وجنتيها بحمرة الخجل وابتلعت ل**بها بصوت مستمع لتستمع إلى دقات قلبها تقرع كالطبول داخل أذنيها وأخذ ص*رها يعلوا ويهبط وقالت باضطراب :
-أكيد انت بتكذب.. انا مقولتش كده
أحاط عنقها بيده واستند بجبينه على جبينها يقسم لها بحياته انه لم يكذب قط.. فأطرقت عينيها بخجل واستفزتها معدتها التي تطايرت فراشاتها إلى قلبها حتى شعرت بالغثيان لتتراجع برأسها لكنه قربها إليه ثانية وقال بصوت منخفض :
-نفسي ادوقك حناني.. عصبي اه في بعض الأحيان لكن قلبي أبيض
رفعت مقلتيها الخضراء لتنظر إلى سوداويته بعمق حتى خيل لها انها ترى نفسها بهما فوجدت الصدق داخلهما لكن يبدو أن كلمات الإهانة مازالت ملطخة وجهها وقلبها ولم تستلم له بسهولة.. تساءلت بلؤم :
-آدم كنت هتكمل معايا لو كان فعلأً ليا علاقة بواحد غيرك؟
-أنا حبيتك حتى لما عرفت منك الحقيقة الكاذبة .. وكنت فعلاً محتار اكمل معاكِ ولا لاء لكن أكيد كنت هكمل
قبلها على جبينها بحنان ثم حررها من بين يديه فتركته واتجهت نحو الغرفة مهروله ودخلت مغلقه الباب بظهرها.. ثم اغمضت عينيها تتن*د بعمق بل بـ حب واضح على كل خلجه من خلجات وجهها ولن تنكر هذا أبداً.. ثم وجدت نفسها تأخذ قميصه الذي تركه هنا ومددت على الفراش تحتضنه بشده تستنشق عطره الرجولي الذي يخ*ف روحها وعبثت ابتسامة على ثغرها كفتاة مراهقة
***
" شركة آدم بعد ظهور شمس جديدة.. "
ذهب الجميع إلى العمل وأيضًا مرام التي أرادت أن تبدأ حياتها وكأن شيئًا لم يكن.. دلفت إلى غرفة المكتب وجلست تتابع عملها بحماس.. بعد لحظات تفاجأت بدخول زملائها يحملون صندوق شوكولاتة ويهنوها بالزواج.. ابتسمت وصافحتهم جميعاً لاستقبال التهنئة.. وبعد لحظات تركوا لها الشوكولاتة وخرجوا.. فجلست على المقعد تنظر إلى صندوق الشوكولاتة بحزن وبعد لحظات دخل مروان وبارك لها.. صافحته بابتسامة بسيطة قائلة :
-الله يبارك فيك يا مروان عقبالك
ترك يدها وجلس على المقعد المجاور للمكتب وتساءل بفضول :
-بس رجعتي الشغل بدري ليه؟!
طال **تها ثم قالت بهدوء :
-الشغل مينفعش يتأجل.. يعني بعدين نبقى ناخد اجازة
أومأ بالفهم ثم وضع مستند أمامها قائلا :
-طيب راجعي الاجهزة دي كويس وحددي لي معاد للسفر
اتسعت ابتسامتها وقالت وهي تقلب أوراق المستند :
-والله أنت شغلك مريح للأعصاب يا مروان.. كل شهر في بلد شكل
رد بمزاح :
-عادي ممكن نبدل
وضعت المستند جانباً وفكرت للحظات ثم قالت بحماس :
-رغم إنك بتقول كده هزار لكن أخدته جد.. ويا ريت بجد نبدل.. موافقه اسافر بدالك؟
-غريبة أوي أنتِ النها ردة
أومأت بخفه ثم أخبرته بأنها ستقوم بمراجعة الملف فنهض وغادر إلى العمل.. فتحت الملف ثانية وبدأت تراجع الأجهزة جيداً ثم تناولت قلم و وضعت امضائها..
" على الجانب الأخر.."
كانت اليوم رائعة بتنورة سوداء فضفاضة من الشيفون وبلوزة بيضاء تصل عند مقدمة التنورة وحجاب أ**د جعلها أكثر جمالاً.. كلما انتهت من مستند وضعته جانبا وبعد لحظات نهض الشاب الذي يعمل معها وتساءل :
-أستاذة حياة انا رايح لمستر آدم تحبي اخد حاجة معايا؟
أعطت له ملف انتهت منه متمتمه بالشكر فأخذه وخرج لتعود إلى عملها مجدداً.. بعد دقائق دخل عزت وتفاجأ بشكلها الجديد.. وقف أمام المكتب فرفعت رأسها إليه لتنهض عن المقعد فقال ببرود :
-كنت جاي عايزك في شغل
-أنا اسفه خلاص بطلت شغل عرض الأزياء.. وأسفه لإني قولت لك هاجي ومجتش
-حياة أنا مبحبش لعب العيال ده.. الكل سأل عليكِ و قولت لهم هتحضري العرض الجاي
أومأت بالنفي وقالت بحسم :
-مبقاش ينفع.. أنا ربنا هداني
أندفع بحده :
-لاء معلش تعالى على نفسك واحضري وبعد كده اللبسي حجابك تاني..
زمت شفتيها تومئ بالنفي ثم جلست على المقعد تتابع عملها فقال بصرامة :
-طبعا آدم اللي طلب منك تعملي كده.. بس أنا مش هسكت
جاء الشاب ليخبرها أن آدم ينتظرها فانتظرت حتى خرج عزت وذهبت إلى غرفة المكتب.. بينما كان هو يقلب في كاميرا الشركة حتى رأى عزت يخرج من غرفة المكتب فأغلق شاشة الحاسوب ونظر إلى الأمام بهدوء.. دخلت بعد أن قرعت الباب فرمقها بنظرة سريعة لكنه تفاجأ بهيئتها الجديدة فقد خرج في الصباح قبل أن يراها.. نهض عن المقعد واتجه نحوها فاستدارت نصف استدارة لتواجه.. وقف أمامها يتطلع إليها من أعلى لأسفل عدة مرات فتساءلت :
-شكلي وحش؟
لينظر إليها مقطب جبينه وتعمق بالنظر داخل مقلتيها الرائعتين وقال بصدق :
-تهوسي.. بقيتي أجمل من الأميرات
ابتسمت متمتمه بالشكر وقالت بهدوء :
-أنت طلبتني ليه؟
-عشان مجتيش تديني الملف بنفسك
قصت عليه ما حدث ليقتنع بحديثها ليتذكر عزت وقال بمكر :
-مفيش حاجة تانيه حصلت عايزة تقوليها
تذكرت عزت ومع ذلك فضلت ألا تخبره فأومأت بالنفي ليغضب من الداخل دون أن يظهر لها وأذن لها بالذهاب إلى العمل.. حركت مقلتيها هنا وهناك تفكر تخبره ام لا لكنها غادرت دون أن تخبره.. فجلس على المقعد المجاور للمكتب وتناول سيجارة يدخنها يسأل نفسه لماذا هي لم تخبره؟! وأفكار مثل هذه تدور في رأسه
***
" شرم الشيخ.. "
تناولت الطعام بشهية مفتوحه بينما هو ماسكًا بفنجان القهوة يتطلع إلى الفراغ في شرود.. انتبهت له بعد لحظات وقالت بتأكيد :
-أكيد بتفكر في موضوع جوازنا..
لينظر إليها مقطب جبينه فتابعت بحزن :
-طبعاً تأكدت من موظفة الاستقبال أن آدم سأل على اوضتي وطلع اتخانق معايا
وضع فنجان القهوة أعلى الطاولة وقال بحنق :
-هنا قررت أواجه آدم و لو كلامك صح اوعدك اخليه يتجوزك
ابتلعت ل**بها بصوت مستمع وهتفت في توتر :
-هيأذيني يا حازم.. مش اتفقت معاك تتجوزني.. أنا مش عايزه غير ورقة جواز بس..
هبطت دموع الثعابين على وجنتيها وتابعت بترجي :
-أرجوك مش عايزة مشاكل.. ساعدني بهدوء
-وأنا موافق على الجواز
اتسعت ابتسامتها تتن*د بصوت مستمع وقلبها بدأ يرفرف من السعادة لتنفخ في شدقيها بهدوء.. تبسم لها بهدوء ثم دفع ثمن الإفطار ونهض قائلا :
-لازم نرجع القاهرة النها ردة عشان نخطط لجوازنا
همت بالوقوف على وجه السرعة وامسكت بيده لتسير إلى جواره وكلا منهم ذهب إلى غرفته لأخذ الحقائب ومن ثم ذهبوا إلى المطار للعودة إلى القاهرة..
بعد ساعة تقريباً وصلوا إلى مطار القاهرة وأخذ سيارته التي تركها داخل الجراج حتى يعود.. من حين لآخر كان ينظر إليها نظرة مريبة جعلتها تشعر بالقلق لكنها تماسكت.. بعد مده ليست قليلة وصل إلى مستشفى " الأمراض النفسية و العصبية.." صف السيارة أمام بوابة الدخول فنظرت الاخيرة حولها في رهبه متسائلة :
-أنت جايبنا هنا ليه؟!
قطب جبينه وأجاب بهدوء :
-صديق ليا لازم كل يوم اشوفه.. انزلي عشان عايزك تشوفيه
ردت برهبه :
-لاء انا ماليش في الأماكن دي يا حازم.. ا أنـ أنا هستناك هنا
رد بإصرار :
-انا جاي عشانك.. انزلي بطلي دلع
ترجل من السيارة واتجه صوب الباب الثاني وقام بفتحه وامسك بيدها وجعلها تخرج من السيارة ثم دلف إلى الداخل ساحبا إياها خلفه.. وهي تطلع حولها بعينين خائفتين بطريقة بالغة ويديها ترتعش ليدق قلبها برهبه شديدة..
دخل إحدى الغرف وأوصد الباب جيداً بينما نظرت حولها بنظرة خوف التفت إليها يتطلع إليها بحده قائلا :
-أولا كده انا مش مصدقك.. انا واثق في اخويا اكتر من نفسي.. ثانيا الأخ الاهبل اللي جبتيه وعملتوا مع بعض اتفاق اهبل عشان توصلي لي هو دلوقت في السجن.. ثالثا انتِ مكانك هنا في المكان ده
اتسعت عيناها وصرخت بهستيريا :
-أنت كذبت عليه في موضوع الجواز
-طبعا لحد ما اجيبك هنا.. ومن غير ما اسال آدم عارف انه مظلوم.. أحمدي ربنا اني مسجنتكيش..
ثم أردف بثقه :
-أنا كشفت لعبتك من اول يوم و روحت للي اتفقتي معا.. عرفت منه كل حاجة وساعدك تهربي من هنا
قبضت على شعرها بشدة وصاحت بصوت جنوني :
-أبوك هو السبب في وجودي هنا.. جابلي المرض والاكتئاب.. أنا مش مجنونه يا حازم
-هنا لازم تكملي علاجك.. واوعدك هاجي أشوفك
دخلت الطبيبة ومعها اثنان من التمريض امسكوه ذراعيها فصرخت بصوت مستمع تترجي ألا يتركها هنا لكنه مضطر وخرج مغلقا الباب خلفه.. أعطت الطبيبة لها حقنة مهدئه ثم وضعوها على الفراش
***
يتبع