" الفصل الخامس والعشرين.." الجزء الأول "الشرقية الفاتنة.."

1171 Words
" الفصل الخامس والعشرين.." " لماذا لم نأخذ قرار حاسم في الانفصال؟!.. لماذا الحب دائماً أقوى من العقل والقلب والكبرياء؟!.. بل حبي أنا لفاتنتي أقوى من أي شيء صعب يمر علينا.. ببساطة إذا ابتعدتِ عني سيحتاج قلبي إلى دواء كي يستطيع أن يكمل نبضاته بـ دونك.. ستتدفق دموعي بشدة إذا منعت عيني عن رؤيتك.. سيخرج قلبي من بين ضلوعي ويتبعك حتى لو ذهبتِ إلى مكان بعيد.. إذًا لن أتخلى عنكِ.. سأ**ر جميع قواعد عقلي.. سأتخلى عن كل شيء يبعدني عنكِ.. لأنك ببساطة ليست مجرد فتاة عبرت حياتي.. بل أنتِ حياتي يا حياة وأنا من عبرت تلك الحياة.. " ردد تلك الكلمات بينه وبين نفسه ليشعر بالاشتياق إليها كما تعجب من نفسه لنسيانه لكذبها بسهولة وكأنها لم تفعل شيئًا.. وفي خلال لحظات ترك فراش المرض وبدل ثياب المستشفى بثياب خاصه به أتت مرام بها والتي دخلت الغرفة تفاجأت به يرتدي حذائه.. فقالت في دهشة : -آدم انت رايح فين؟! رد بحسم : -لازم أشوف حياة حالا -آدم حرام عليك نفسك أنت لسه تعبان.. ثم أردفت بحنق أقوي : -عشان كده طلبت اجبلك هدوم.. انا غلطانه قطب جبينه وهو يقول ببرود : -لاء أنتِ عملتي الصح نفخت في شدقيها بسأم وحركت رأسها في كلا الاتجاهين ثم وضعت كفها على كتفه بلطف وقالت بهدوء : -يا حبيبي هي أحسن كتير عن إمبارح نهض عن الاريكة يضبط معطفه الأ**د وفي ذات الوقت دخل الطبيب بعد أن قرع الباب واندهش الأخير من ثيابه وقال مازحا : -أنت كتبت لنفسك على خروج ولا ايه! وقفت مرام وقالت بحده : -أرجوك يا دكتور امنعه من الخروج -يا دكتور مراتي عندها حالة وفاة ولازم أكون معاها -بس أنتـ.. قطع كلماته بحسم : -مبسش.. انا هطمن عليها وارجع لحضرتك تاني ومستعد لأي عقاب كمان حرك رأسه في كلا الاتجاهين و وافق على الخروج فجحظت عيني مرام بينما قال الطبيب بتحذير : -ساعه واحده بس وتكون هنا.. أكيد مش هخاف على صحتك أكتر منك ولا ايه ابتسم ورد بتفهم : -طبعا.. ومراتي حبيبتي بتخاف على صحتي أكتر مني اتسعت ابتسامته يومئ بتفهم فصافحة آدم ثم غادر برفقة شقيقته التي لم تتوقف عن توبيخه *** " فيلا كاميليا.." خرجت من غرفة المكتب وهي تتحدث في الهاتف بطريقة مواربة ثم أنهت المكالمة ونظرت إلى حياة الممددة على الأريكة تضم الوسادة الصغيرة إلى ص*رها ويبدو عليها الحزن الشديد.. فأصبح جزء أساسي من ملامح وجهها في تلك الفترة.. انتظرت للحظات وجلست على المقعد المجاور إلى الاريكة وعندما رن جرس الباب طلبت منها أن تفتح.. نظرت إليها بعينين ذابلتين ثم رفعت جذعها لتشعر بدوران خفيف لكونها لم تنهض منذ وقت طويل وبدأت تبحث عن إسدال الصلاة فقالت مبتسمة : -مرام اللي على الباب مش حد غريب أومأت بالإيجاب ونهضت عن الاريكة متجه نحو الباب وعند وصولها فتحت لتجد آدم أمامها حاملا باقة ورد من نوع " زهرة التوليب الوردية.." اتسع فاها في دهشة وأخذت تتأمل كل تفصيله في وجهه بعمق.. فقد اشتاقت لنظراته الرجولية الحادة.. عطره الرجولي الذي يخ*ف قلبها من بين ضلوعها.. رفعت كفها وضعته على فاها وفكت عينيها آسر دموع الاشتياق لتهبط على وجنتيها بغزارة.. تنحنح بخفه وقطب جبينه بمرح ليصبح أكثر جاذبية وقال بنبرته الرجولية التي تجعل قلبها يخفق بشدة : -ممكن تقبلي الورد المميز ده هبطت بمقلتيها إلى باقة الورد ثم أخذتها وقذفت بها خلفها فاندهش من فعلتها بينما هي احتضنته بشدة وتعلقت بعنقه بذراعيها واضعه قدميها فوق قدميه وهي تقول بشغف بالغ : -ولا اي حاجة تفرق معايا لأنك أجمل من أي شيء.. يكفيني وجودك أحاط خصرها بكلتا ذراعيه يضمها إليه بشدة رافعا إياها عن قدميه ودفن أنفه بين خصل شعرها الذهبية مستنشقا لعطرها الأنثوي الطبيعي مغمض العينين.. في حين تأثرت مرام بهم و وجدت نفسها تبتسم رغم دموعها التي هبطت على وجنتيها ببطء.. -أيوه كده حبكم دايما لازم يكون أقوى من أي شيء قالت كلماتها بنبرة حنان ليفتح عيناه إليها ثم أنزل فاتنته برفق واتجها صوب الاريكة محتفظا بموضع ذراعه اليمين حول خصرها.. وجلسوا بجوار بعضهم في حين دخلت مرام مغلقة الباب خلفها وانحنت بجذعها لأخذ باقة الورد وجلست على المقعد المجاور بمقعد كاميليا.. مدت يدها وامسكت بيده اليسار وتساءلت باهتمام : -عامل ايه يا قلب عمتو؟!. طمني عليك -أحسن الحمد لله توقفت عن مسح دموعها بالمنديل وتساءلت بتوجس : -أنت كنت تعبان؟! أدار رأسه ناحيتها وقال مبتسما : -أه لكن خفيت لما شوفتك ابتسمت ابتسامة باهته لكن سرعان ما اختفت عن ثغرها لكونها تشعر بالقلق الشديد عليه : -مالك؟ كاد أن يرد لكن تحدثت مرام نيابة عن شقيقها : -تعب بسبب السجاير يا حياة.. استلمي بقى وخليه يبطل -خلاص بطلت.. عاد بالنظر إلى فاتنته متأملا مقلتيها بعمق مشتاقا لرؤية انعكاسه داخلهما ثم قال بهدوء : -لازم أروح المستشفى لإكمال بعض الفحوصات.. ثم رفع يده عن خصرها وضعها على شعرها من الخلف متابعا بحزن : -البقاء لله -ونعم بالله.. أنا هاجي معاك عشان أطمن على البيبي هبط بسوداويته إلى بطنها ثم عاد بالنظر إليها وقال مبتسماً : -اللبسي يلا نهضت عن الاريكة متجه نحو الدرج وصعدت إلى غرفتها سريعاً.. بعد لحظات تركت زهره الحديقة ودلفت إلى الداخل لترى آدم فاتسعت ابتسامتها وركضت إليه بعد أن فتح لها ذراعيه.. قذفت بنفسها داخله ليطبق ذراعيه عليها وطبع قبله على جانب رأسها.. نهضت مرام وجلست إلى جوار شقيقها ومسحت على شعر الصغيرة فابتعدت عن آدم قليلاً لتنظر إلى مرام واتسع فاها عندما رأت باقة الورد فأشارت إليها ثم أشارت إلى نفسها تساءل هل الورد لأجلها.. فمدت يدها به لتأخذه وتضمه إليها فطبعت مرام قبلة على وجنتها الصغيرة *** " فيلا آدم.." صف السيارة أمام الباب الرئيسي وهو يتحدث في الهاتف بإرهاق واضح : -الغي كل المواعيد وسلمي مستندات القضايا للشباب ثم أنهى المكالمة وترجل ومن ثم دلف إلى الداخل متجه نحو الدرج.. وضع قدمه على أول درجة مستعداً للصعود إلى غرفته لكن استمع إلى نداء والدته.. فالتفت بكلته متجه نحوها وجلس إلى جوارها وقبلها على ظهر يدها ثم وضع رأسه على قدمها.. فأخذت تمسح على شعره من الأمام للخلف فقال دون مقدمات : -وحشتيني يا أمي ابتسمت وقالت بهدوء : -أنت كمان وحشتني.. كلكم وحشني.. ثم أردفت بحزن : -آدم مش ناوي بقى يصالح حياة.. كلنا بشر وبنغلط رفع مقلتيه الخضراء إليها وقال مبتسماً : -آدم عند حياة يا أمي وبإذن الله يرجعوا مع بعض اتسعت ابتسامتها واقتحمت السعادة قلبها من جديد ورفعت مقلتيها للأعلى متمتمه بشغف : -الف حمد وشكر ليك يا رب.. الحمد لله.. ثم نظرت إليه وتساءلت بحنق : -وأنت بقى يا قلب أمك ناوي على أيه؟ -قلب أمك؟!.. رددها في تعجب وتابع مازحا : -مش عارف ليه حاسس انها شبه شتيمة -احسبها زي ما تحب المهم ناوي على ايه؟! -في ايه يا ست الكل؟! -تتجوز يا قلب ست الكل.. عندك بنات اعمامك كلهم قمرات ضحك ضحكة خفيفة فض*بته على كتفه بخفة ليتوقف عن الضحك وقال بجدية : -دول زي اخواتي يا أمي.. كنا عايشين في بيت جدي الله يرحمه كلنا سوى -اهي كلمة بنات العيلة ورجالة العيلة زي الأخوات دي اللي خليت نص البلد تعنس قهقه بمشا**ة ثم رفع رأسه عن قدمها وقبلها على وجنتها وقال مداعبا : -أنا عايز اجوز السرير يا أمي جعان نوم وجدت نفسها تضحك وض*بته على كتفه وهي تقول من بين ضحكاتها : -احترم نفسك يا ولا سرير اي اللي تجوزه ضحك ضحكة خفيفة ثم طبع قبلة على ظهر يدها ونهض عن الاريكة متجه نحو الدرج.. نظرت إليه حتى صعد إلى غرفته ثم رفعت يديها تدعوا ربها أن يصلح حال أولادها ثم أخذت كتاب الله الموضع أعلى المنضدة وبدأت تقرأ حيث توقفت ..... يتبع
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD