" المستشفى.."
احتضن كف فاتنته ودلفا إلى الداخل سويا ومن ثم صعدوا إلى الطابق المنشود بواسطة المصعد الكهربائي.. ومن ثم إلى غرفة الفحص الخاصة بحياة حيث تنتظرها الطبيبة.. فتح الباب بعد أن قرع إياه وأشار إلى الداخل وهو يقول مبتسماً :
-تفضلي يا صاحبة الصون والعفاف
اتسعت ابتسامتها ودخلت فرحبت الطبيبة بهم وأخذت حياة إلى غرفة الفحص المجاورة.. وقف آدم إلى جوار فراش الفحص وعيناه على الشاشة التي تبين له طفلة العزيز.. خفق قلبة بشدة حتى شعر كأنه سيخرج من بين ضلوعه.. فالقلب مشتاق لاحتضان تلك القطعة الصغيرة والتي جزء من قلب فاتنته.. بعد الفحص نقلت حياة إلى غرفة مجاورة إلى غرفة زوجها العزيز.. حتى تستقر حالة الجنين.. وعندما يخرج الطبيب الخاص بحالة آدم يترك الغرفة ويذهب إلى فاتنته ويقضي معها أطول وقت ممكن..
مدد إلى جوارها ورفع يده ليضعها على ظهرها وضمها إلى ص*ره لتشعر بحنانه وأمانه.. وبعد دقائق من تبادل حديث العشق بينهم ذهب الاثنان إلى أحلامهم معا.. أراد الطبيب أن يطمئن عليه فذهب إلى غرفته ليجد الفراش خالي فتعجب وخرج يسأل الممرضين لتخبره أحدهم بأنه نائم بجوار زوجته.. حرك رأسه في كلا الاتجاهين على ذلك المراهق..
استيقظ في الصباح يحرك مقلتيه هنا وهناك بنعاس حتى استقرت سوداويته على أميرة نائمة نوم عميق.. يود أن يخ*ف قبلة من ثغرها الصغير كي تستيقظ ويحظى برؤية مقلتيها الخضراء.. مسح على وجنتها الناعمة بظهر يده وهبط بها إلى ذقنها ليمسك به.. اقترب منها وطبع قبلة على ذلك الذقن الذي يحتاج إلى أكثر من مائة بيت شعر كي يكفيه.. ثم صعد إلى ثغرها واختطف شفتيها في قبلة رقيقة مثلها تماماً.. ثم نظر إليها بابتسامة خاصة بها تحتل ثغرة بمجرد أن تراها سوداويته..
انتبه إلى باقة ورد موضعه أعلى منضده صغيرة مجاورة للأريكة.. فحمل يدها عن ص*ره برفق وضعها بجوارها وترك الفراش متجه نحو الورود وأخذ وردة حمراء تشبه وجنتيها عندما تخجل من حديثه الغزل الخاص بها.. وعاد إلى الفراش ليجلس على حافته وأخذ يمرر الوردة على وجهها بدايةً من جبينها حتى عنقها و أخذ يكرر هذا بلطف حتى عقدت بين حاجبيها فوضع الوردة خلف ظهره.. بدأت تحك وجنتها تأثيراً من حركة خدود الوردة على وجنتها.. ثم فتحت عينيها ناظره إليه فابتسمت وتساءلت بنعاس :
-أنت كنت بتحسس على وشي
رد بجدية مصطنعة :
-أبدا مش انا
ضحكت ضحكة خفيفة ثم ارتفع إحدى حاجبيها بمكر قائلة :
-امال مين يا بطلي؟
انحني جذعه قليلاً ليقترب منها وهمس وهو يتفرس ملامحها بحب بدايةً من رأسها حتى شفتيها :
-حلوه كلمة بطلي دي.. قوليها تاني
حركت رأسها في كلا الاتجاهين بدلال وهي تردد بنعومة :
-بطلي.. انت بطل قلبي.. وبعشق عيونك وقلبك وحضنك وشعرك حتى تلفونك وساعة ايدك ولبسك استايل لبسك كله.. وبعشق نبرة صوتك وخطواتك وصوت مفتاحك وانت بتفتح الباب.. وبعشق عطرك وبعشق وجودك وبعشق نظراتك الحادة والحنونة وبعشق حبك وعشقك ولمسة ايدك.. وبعشق بيتك ودفء شفايفك على أيدي.. وبعشق قربك وبكره غيابك.. حتى بعشق عصابيتك وجنانك احيانا وبعشق غيرتك وامتلاكك ليا ولقلبي.. وبعشق اي حاجة انت بتلمسها وبعشق اي حاجة تخصك.. تخص آدم وبس حتى بقيت بعشق نفسي عشان أصبحت حبيبتك وفاتنتك وكل شيء.. بحبك
شعر بأن قلبه خرج من بين ضلوعه بالفعل وحاول أن يتحدث بأي شيء لكن لم يجد ما يقوله.. فاختطف قبلة عميقه من شفتيها بادلته إياها بعمق مماثل بل وأكثر.. خفق قلبها بشدة استمعت إلى دقات داخل أذنيها كما استمع هو أيضاً إلى تلك النبضات الرائعة.. وفك آسر نبضات قلبه لتنجذب إلى نبضات قلبها فتصبح نبضات واحده.. ابتعد عنها للحظة و وجد نفسه يقبلها ثانية وبشغف أقوى.. ابتعد عنها قليلاً مستندا بجبينه على جبينها وتقابلت عيناهم بنظرات أقل ما يقال عليها نظرات عشق.. و**ر حاجز ال**ت بهمساته التي تعشقها :
-بحبك يا فاتنتي
تحسست وجنته بأناملها الناعمة وقالت بنبرة ترجي :
-ماتبعدش و لا تسبني تاني مهما يحصل
أخذ يعبث بين خصل شعرها بيده الأخرى وتحدث بنبرة حب جادة وما زال محتفظ بالنظر إلى عينيها :
-لو طعنتي قلبي بسكينة مستحيل ابعد عنك تاني أو افكر اسيبك
-بعيد الشر عليك..
ثم قالت بنعومة :
-أنت بقى اللي صحتني!
ابتسم ثم ابتعد عنها قليلاً كي يظهر لها الوردة قائلاً :
-مش أنا دي خدودك
لامعت عينيها من السعادة وأخذت الوردة وقالت بشغف :
-الوردة تشبه خدودي
-أه طبعاً لما بتت**في.. وبتكوني أحلى من الوردة كمان
اتسعت ابتسامتها فاستقام ظهره وأمسك بيدها وضعها بين راحتي يديه ورفعها إلى شفتيه وطبع قبلة طويلة على أناملها ثم انتقل بقبلته إلى باطن يدها برقه وانحنى بجذعة ثانية وطبع قبلة طويلة على أنفها فأغمضت عينيها تلقائياً.. ثم ابتعد عنها وفي ذات الوقت دق الباب فالتفت إليه برأسه وأذن بالدخول.. فدخلت الطبيبة بابتسامة بشوشة و وقفت أمام الفراش قائلة :
-الدكتور منتظرك في غرفتك
نهض عن الفراش وقبلها على ظهر أصابع يدها عدة قبلات حانية.. فعضت على شفاها السفلية بعد أن اصطبغت وجنتيها بحمرة الخجل مثل الوردة التي تمسك بها.. بدأ يبتعد وما زال محتفظ بإمساك يدها وعندما ابتعد أكثر اقترب ثانية وقبلها على يدها.. فابتسمت الطبيبة تض*ب كف على كف بينما هو ابتعد وترك يدها بصعوبة وخرج مغلقاً الباب خلفه..
تركت الطبيبة مكانها و وقفت إلى جوار الفراش لتبدأ تتفقد حالتها وهي تقول بشغف :
-ربنا يخليكم لبعض.. ماشوفتش حب بالجمال والرقة دي من قبل
***
"بعد مدة من الزمن.."
تركت الفراش وارتدت عباءة بيضاء فضفاضة تتزين بنقوش صغيرة من الورد الأزرق من أسفل ص*رها حتى خصرها.. خبأت شعرها الحريري أسفل حجاب ابيض أعطى لها جمالاً خاص بحبيب القلب.. ثم تركت الغرفة و وقفت أمام باب غرفته المجاورة تدق الباب بخفه ثم فتحت الباب ودخلت مغلقة الباب بظهرها.. رفع عيناه عن الكتاب ناظرا إليها بابتسامة حانية خاصة بها ومد يده إليها.. تقدمت نحوه وأمسكت بكفه وضعته بين راحتي يديها ليشعر بنعومة يديها ودفئهما.. ثم رفعت يده إلى شفتيها وقبلتها برقة فسحب يدها صوب شفتيه والتهم باطن يدها بعدة قبلات حانية رقيقة خاصة بها ثم جذبها إليه ومددت بجواره جاذبا إياها إلى ص*ره فتساءلت :
-بتقرا ايه؟
-رواية رومانسية.. رقيقة مثلك جمالها من جمالك بدايتها حبك ونهايتها عشقك ووجودك.. عيونك بشوفها بين السطور وقلبك يخفق مع كل حرف من حروف الحب
رفعت عينيها المبتسمة إليه وقالت بصوت هادئ مثل ملامح وجهها :
-ممكن تقرأ لي
أغلق الكتاب وضعه أعلى المنضدة المجاورة له وأمسك بذقنها الصغير متأملا عينيها عن قرب هامسا بنبرة حب صادقة :
-وأقرأ رواية رومانسية ليه وانا بين أيدي أجمل رواية رومانسية بالكون!
-أنا رواية؟
تساءلت بهدوء وما زالت محتفظة بتثبيت مقلتيها إلى سوداويته التي تعشقها عشقا عجزت قلوب العشق عن وصفه.. بينما هو تن*د بعمق وامسك بيدها فتشابكت أيديهم وقال بنبرة صادقة :
-عيونك أفضل رواية رأيتها ودقات قلبك سطور وكلمات الحب داخلها.. لمسة يدك احساس الرواية الجميل.. صوت أنفاسك كعزف صنع خصيصاً لي يتردد في أذني عندما أقرأ عيونك.. لمسة شفتيك أفضل احساس على الإطلاق.. قبلتك نهاية الرواية الرائعة وعناقك نهاية سعيدة.. كنهاية يوم عمل مرهق في العمل وعناقك هو دواء قلبي..
ثم أردف بهدوء الحب :
-أنتِ أفضل ما قرأت بل أفضل رواية قرأتها.. ولم أجد رواية في نفس مستوى جمالك.. لهذا سأعتزل القراءة
-أنت شاعر؟
اتسعت ابتسامته وترك يدها ليضع يده على وجنتها يمرر أنامله بين ملامحها قائلًا :
-الشاعر الخاص بفاتنتي.. حبك أجبرني اتحدث بالعشق والشعر وكل شيء يليق بكِ سيدتي..
أمسك بذقنها ورفع رأسها إليه أكثر واختطف قبلة طويلة من شفتيها ثم أبتعد عنها قليلا ناظرا إلى عينيها بتمعن وقال :
-عندي ليكي مفاجأة بعد ما نخرج من هنا اتمنى تعجبك
تحدثت بجدية وهي تنتقل بمقلتيها بين عينيه :
-اكيد هتعجبني.. بس انت اجبرتني ماعرفش اشوف اي حاجة جميلة غيرك
-شيء يسعدني جدا سيدة قلبي
***
" صباح اليوم التالي بشركة آدم.."
وقفت أمام المصعد الكهربائي وضغطت على زر الهبوط وانتظرت.. لم تنتبه من نظرات الحب الموجه لها ببريق منبعث من القلب وقد لاحت ابتسامة حب صادقة على ثغرة بمجرد أن يراها كعادته.. أغلق الملف الذي يحمله بين يديه واتجه نحوها و وقف يمد يده ليضغط على زر الهبوط فأدارت رأسها ناحيته بلهفه ثم ابتسمت قائلة :
-اذيك يا مروان؟
-بخير الحمد لله.. اذيك انتِ
فتح باب المصعد الذي هبط للتو فدخلت وهي تجيب مبتسمة :
-بخير الحمد لله
وقف إلى جوارها وضغط على زر الصعود وأخذ يرمقها بعدة مرات.. يود أن يتحدث بأي شيء كي تتحدث معه لكنه لم يجد كلمات.. طال ال**ت بينهم حتى توقف المصعد فقام بفتح الباب وانتظر حتى خرجت ثم خرج فتمتمت بالشكر وهمت بالذهاب إلى غرفة مكتبها.. لكنه أوقفها بكلمة لم يعلم كيف خرجت من بين شفتيه وما المناسبة :
-أنا آسف
التفتت إليه بكلتها تطلع إليه في تعجب :
-قولت ايه؟!
-اسف
رددها ثانية دون تراجع وهذه المرة علم لِما هو يعتذر.. حركت مقلتيها لأعلى وأسفل مرتان ثم ثبتتهما عليه :
-أسف على ايه
شعر ببلاهة ما تفوه به.. فهو اعتذر لأنه السبب في تقرب مالك منها حتى تزوجها والنتيجة الطلاق.. زُرعت فكرة في رأسه فجأة فقال بلهفة :
-عشان اللي حصل بينك وبين مالك.. هو راجل وانا راجل زيه فبعتذر نيابة عنه.. وعلى فكرة مش كل الرجالة زيه
-انا عارفه وشكراً لذوقك يا مروان.. أنت إنسان كويس جداً
-طيب انا ممكن أسألك ناويه على ايه
أومأت بالإيجاب وتن*دت بعمق عاقدة ذراعيها أمام ص*رها وقالت مبتسمة :
-ناويه ارجع تاني لفكرة تحضير الماجستير والدكتوراه في روسيا مع جنى
-جنى!
-أه ما هو آدم نقلها لفرع الشركة في روسيا.. أكيد هنشوفك هناك
أومأ بحزن واضح وتحدث بصوت مبحوح :
-أكيد.. ربنا يوفقك يا مرام
اتسعت ابتسامتها متمته بالشكر وتبادلت نظراتهم للحظات ثم استأذنت والتفتت متجه نحو غرفة مكتبها.. أخذ يتطلع إليها حتى اختفت عن عيناه لكنها لم تختفي من قلبة.. و ما زال ينبض بحبها وباسمها منذ أن رآها من الوهلة الأولى
***
" استديو التصوير.."
دلفت إلى الداخل بعد أن علمت بوجود المخرج شريف.. وقفت تبحث عنه بعينيها حتى رأته يتحدث مع أحدهم.. وجدت نفسها تبتسم تلقائياً و وجدت قدميها تأخذها إليه.. توقفت على بعد مسافة صغيرة وأخذت تنادي بهدوء.. ادار رأسه ناحيتها ثم أنهى حديثه مع صديقة وتقدم نحوها و وقف أمامها يمد يده ليصافحها قائلاً :
-أذيك يا جنى
صافحته بابتسامة بسيطة و ردت :
-الحمد لله.. مب**ك على الخطوبة
ترك يدها قائلاً :
-الله يبارك فيكي عقبالك
-شكراً.. انا جيت ابارك لك وكمان اودعك
-تودعيني!.. ليه؟!
تن*دت بعمق و ردت بحماس :
-اتنقلت لفرع الشركة اللي بشتغل فيها في روسيا
-موفقه يا جنى.. أنتِ باين عليكِ بتحبي شغلك
أومأت بتأكيد ثم ودعته وخرجت فوضع يديه في جيبي سرواله ينظر إليها بابتسامة فخر لكونها تغلبت على ما مرت به سريعًا.. وعندما اختفت عن عيناه أخرج يديه رافعا يده اليمنى يتطلع إلى دبلته وباليد الأخرى قام بسحبها هامسا :
-أسف كان لازم أخليكِ تعدي الصعب لوحدك يا جنى
استقلت السيارة ويبدو عليها الحزن الشديد لكن سرعان ما ابتسمت وض*بت بقبضة يدها على المحرك عدة مرات قائلة :
-لأ مفيش زعل ولا حزن يا جنى.. أجمدي واشتغلي ما تفكري في اي شيء يضايقك ويجبرك انك تثوري.. الحياة أسهل من انك تزعلي
تن*دت بعمق ثم شغلت السيارة وتحركت مستعدة لحياة جديدة داخل بلد جديدة.. وايضا وظيفة ممتعة للغاية
***
يتبع