الفصل الرابع..الوضع تحت السيطرة

2184 Words
رد ياغيز على هاتفه ثم التفت الى جان و قال" لقد وصل الضيوف..يجب أن نتحرك فورا" رد جان" أمرك سيدي" ..أسرع جان نحو السيارة..فتح الباب لياغيز الذي لم ينجح في اخفاء اضطرابه و توتره جراء اقترابه من هزان..مرر يده بعصبية على عنقه ثم جلس في المقعد الخلفي لسيارته المرسيدس السوداء..في غرفة الطعام..كانت هزان ما تزال واقفة في مكانها..أنفاسها متسارعة و نظراتها تائهة و قلبها يخفق بشدة و يكاد يغادر ص*رها..ما هذا الشعور الغريب الذي ألم بها و لماذا تأثرت الى هذه الدرجة باقتراب ذلك الرجل منها..يفترض بها أن تكرهه و أن تحقد عليه..فهو بالنهاية يحتجزها هنا و يجبرها على القيام بعمل غير قانوني قد يقضي على حياتها و يضعها في مأزق لا خلاص لها منه..يفترض بها أن تضع بينه و بينها مسافة و ألا تسمح له بالاقتراب منها..ف*جل مثله قد يعتبرها فريسة سهلة يستطيع استغلالها و الحصول عليها متى أراد لأنها تحت رحمته و في قصره..بإمكانه إجبارها على القيام بأمور أخرى مادام نجح في اجبارها على العمل معه..لا..لن تسمح له بذلك..و اذا كان سيهددها بحياتها من جديد..فليفعل..و ليقتلها..و سيكون ذلك أشرف لها من الخضوع لتهديداته..اقتربت هزان من الطاولة و بيد مرتعشة اخذت كأس الماء و قربته من شفتيها و شربت لعلها تنجح في استعادة هدوءها..دخلت السيدة فكرت و سألت" هل تحتاجين شيئا آخرا يا آنسة؟" هزت هزان رأسها بالنفي ثم وضعت الكأس على الطاولة و خرجت الى الحديقة..مشت حافية على العشب الأخضر و هي ترفع نظرها نحو السماء..تحتاج الى البقاء لوحدها بعض الوقت..تحتاج الى التفكير في هذا الوضع الغريب الذي وجدت فيه نفسها..ماذا تفعل ؟ كيف تتصرف؟ هل من السهل عليها ان تجد نفسها متورطة مع عصابة لتهريب الألماس؟ هل من السهل عليها أن تنقلب حياتها الهادئة رأسا على عقب و أن يتحول طريقها السوي المستقيم الى طريق اجرام و تجاوز للقانون؟ هل تنسى خوفها و جُبنها و تحاول التعود على الأمر و التأقلم مع الوضع؟ أو ترفض و تتمرد ليكون الثمن حياتها التي لا تساوي في عيون اشخاص كهؤلاء الا رصاصة تنطلق من فوهة مسدساتهم؟ طريق مظلم و مسدود وجدت فيه نفسها دون ان تقوى على مغادرته و الخروج منه..جلست بعد طول مشي و تفكير على الحافة الحجرية لنافورة الماء و راحت تلامس بأصابعها المياه الباردة.. في مكان آخر..وقف ياغيز أمام مجموعة من الرجال الذين ع**ت ملابسهم الأنيقة و المختارة بدقة شخصياتهم و طبيعة عملهم..انهم رجال أعمال و تجار كبار من مختلف أصقاع الأرض..وضع ياغيز حبة ألماس متوسطة الحجم على الطاولة أمامهم و حمل بيده المطرقة ..ابتسم و هو يقول" أنتم تعلمون جيدا بأن لا عمل للعراب مع الألماس المزيف..لكنني اريد أن تتأكدوا بنفسكم بأن بضاعتي أصلية و حقيقية قبل أن تضعوا أيد*كم في جيوبكم و تخرجوا دفاتر شيكاتكم و تقدموا أموالكم..انظروا" و دون تردد أهوى ياغيز بالمطرقة بكل ما اوتي من قوة على حبة الألماس..لكنها لم تتأثر بذلك و لم تتحطم..هكذا هو الألماس الأصلي..لا يتحطم و لا يتأثر الا بنفسه..رفع ياغيز عيونه بثقة نحو ضيوفه و أضاف" لدي ثلاثون حبة ألماس..من يدفع اكثر سيفوز بها..لنبدأ المزاد على الفور" ..أموال طائلة..أرقام خيالية..و أناس متعطشون لل**ب و الفوز مهما كان الثمن..و أمامهم..يقف عراب مافيا تهريب الألماس..ذلك الوسيم ذي العيون البلورية..رافعا رأسه بشموخ..و ناظرا اليهم بثقة..بقلب لا يهاب الموت..و بعقل ذكي و لماح عجزت الشرطة عن الايقاع به..تابع بسعادة و برضى تنافس التجار على ماساته..و ما ان أعلن أحدهم عن أعلى سعر اعجز البقية عن المزايدة عليه..رفع ياغيز يده و أعلن عن بيع الألماس الى ديمتري سوبانوف رجل الأعمال و تاجر السلاح الروسي الذي لم يبخل بمبلغ قدره مليار دولار في سبيل الحصول على تلك المجوهرات الثمينة..صافح الروسي ياغيز و اعطاه رقما سريا استطاع من خلاله أن يحول المبلغ الى حسابه البنكي في سويسرا في ظرف دقائق معدودة..غادر الضيوف و خرج ياغيز من الغرفة السرية التي تقع تحت مبنى شركته الخاصة ببيع و تسويق الأثاث..في المصعد..التفت الى جان و قال له" جان..اهتم بسلامة الضيوف و أمّن طريقهم الى خارج البلاد..لا أريد أي تقصير أو تغافل..هل اعتمد عليك في هذا أم أنك ستخيب ظني كما فعلت في موضوع سيبال؟" طأطأ جان رأسه خجلا و رد بصوت خافت" أكرر أسفي مرة أخرى سيدي..لقد كان خطئا كبيرا مني و أتمنى أن تغفروه لي..أعدكم بأنه لن يتكرر أبدا" ربت ياغيز على كتف رجله المخلص و قال" تعلم جيدا بأنني أعتمد عليك و أثق باخلاصك و ولاءك..لكنني لا أسامح نفس الخطأ مرتين..أنت تعرفني جيدا..لذلك أريد منك أن تشرف بنفسك على تدريب تلك المشاغبة الجديدة..يجب أن تروضها و تفهمها بأنها لن تستفيد شيئا اذا تمردت أو عارضت..في النهاية..ستقتنع و ستقبل رغما عنها" اجاب جان" لا تقلق سيدي..سأهتم بها بنفسي..و لن تكون الا راضيا" ..انفتح المصعد و غادره ياغيز و رفيقه نحو المكتب..اعترضته سيكرتيرته زينب و قالت" سيدي..السيد محمود ينتظرك في مكتبك" فتحت له الباب فدخل و قال مرحبا بضيفه" أهلا و سهلا سيد محمود..لقد شرفتني بزيارتك لشركتي المتواضعة" عانقه الرجل و رد" ياغيز..بني..كفاك تواضعا..تملك اكبر شركة للأثاث في تركيا و مازلت تعتبر نفسك مبتدئا في المجال..أقسم بأنني لم أرى لك شبيها" أشار اليه ياغيز ليجلس و التف حول مكتبه ليجلس على كرسيه الجلدي المريح..نظر الى زينب و جان ففهما بأنه يطلب منهما الخروج..فعلا و بقي على انفراد مع ضيفه..نظر الى الرجل الخمسيني الجالس قبالته و سأل باهتمام" كيف حالك عمي محمود و كيف حال قلبك؟ أمازلت تشكو من التعب بعد العملية؟" هز الرجل رأسه بالنفي و أجاب" لا..أنا بخير..و الفضل في هذا يعود لك أنت بني..لو لم تهتم بي و لم تدفع مصاريف عمليتي لما تحسنت صحتي و لكنت مت منذ زمن..شكرا لك بني..شكرا من كل قلبي" ابتسم ياغيز و قال" لا داعي لشكري..أنا لم أقم سوى بالواجب..أنت صديق والدي المقرب و رفيق دربه..و من واجبي أن اهتم بك و بصحتك و بعائلتك..أنت تعلم جيدا بأنني لا أقصر مع الأهل و الأصدقاء و خاصة الأوفياء و الخدومين مثلك أنت..لطالما كنت أنت العامل النشيط و الأمين الذي اوقف هذه الشركة على قدميها و صنع منها ماهي عليه اليوم..هل تتوقع مني بأن أتنكر لك و أنسى فضلك؟ لا..أبدا..لذلك لا تشكرني..فأنت تستحق أكثر من هذا" هز الرجل رأسه و قال" و مع هذا لا يسعني سوى أن أشكرك و أتمنى لك الأفضل دائما..كنت أتمنى بأن أنجح في انقاذك ذلك اليوم من ارتكاب.." قاطعه ياغيز بشيء من العصبية" عم محمود..لا داعي لفتح الدفاتر القديمة..ما حصل حصل..و انتهى الأمر..أنا بخير و الأمور تحت السيطرة..لا تقلق علي..أريد منك أن تهتم بصحتك و ألا تتردد أبدا في المجيء الي اذا احتجت أي شيء..اتفقنا؟" وقف الرجل و مد يده نحوه مصافحا و هو يقول" تمام..اتفقنا بني..و أنت أيضا..ان احتجت ذات يوم أن تتحدث مع شخص ما..يسمعك بانتباه و لا يبخل عليك بالنصيحة و بالحنان..فأنت تعرف جيدا بأن بابي مفتوح أمامك على الدوام..و الآن..ابقى في رعاية الله..و انتبه لنفسك جيدا" رد ياغيز" مع السلامة عم محمود..بلغ سلامي لخالتي فاطمة و البنات" ..خرج العم محمود و ارتمى ياغيز على كرسيه و أغمض عيونه بقوة و كأنه تذكر أمرا يحرق روحه و يؤلمها..أمر يتذكره كلما زاره هذا الرجل الطيب و حاول فتحه معه..تجهم وجهه و تسارعت انفاسه و ارتبكت خفقات قلبه و كأنه يعيش تلك اللحظة من جديد..لحظة غيرت حياته و قلبتها رأسا على عقب..لحظة يهرب منها و من تذكرها..لكنه يجد نفسه في كل مرة يستعيدها بكل تفاصيلها..فيلعن نفسه و قدره و ذلك اليوم المشؤوم الذي يأبى أن يطلق سراحه.. في القصر..انزوت هزان من جديد في غرفتها بعد أن قضت ساعات الصباح في التجول هنا و هناك..فكرت كثيرا في الاتصال بالشرطة لكنها كانت كلما اقتربت من الهاتف وجدت أحد الخدم يقف بجانبها..و كلما حاولت أن تستغل انشغالهم وجدت أحد الحراس يراقبها..انها أسيرة هنا..مسجونة..و تحت المراقبة..هاتفها بقي في المنزل و لم يسمح لها جان باحضاره معها..و لا تستطيع الآن مغادرة القصر لأي سبب كان لأنه غير مسموح..فكرت كثيرا في حل يجعلها تقضي هذا الأسبوع هنا بهدوء ثم بمجرد خروجها ستبحث عن حل يخلصها من هذه العصابة المقيتة التي وقعت في قبضتها..نظرت الى الساعة..انها تشير الى الرابعة بعد الظهر..سمعت صوت سيارات تدخل الى القصر..وقفت خلف النافذة و راقبت نزول ياغيز و دخوله الى المنزل..عادت الى ذاكرتها تلك اللحظة الذي كانت قريبة منه فيها..قريبة حد تأمل تقاطيع وجهه الوسيم و الشعور بحرارة انفاسه التي لفحت وجهها..كانت بين ذراعيه كالمسحورة..بلا حول و لا قوة..مستسلمة لسطوته و قوته و لجماله الساحر..مأخوذة بتفاصيله و برائحته المميزة..حركت هزان رأسها بعنف يمنة و يسرة في محاولة لطرد صورته التي ارتسمت عميقا في مخيلتها و قالت تخاطب نفسها" ا****ة عليك هزان..كم انت غ*ية..انه جلادك..و سجّانك..آخر ما أنت لأجله هنا هو التأثر بهذا المجرم..اياك و السماح لنفسك بالتفكير به..اياك..اكرهيه..هو جدير بذلك..و لا يليق به سوى الكره..هل فهمت" ..ابتعدت هزان عن النافذة و ارتمت على سريرها و أغمضت عيونها..هدأت أنفاسها و استسلمت للتعب و للنعاس..لم تنتبه لصوت طرقات خفيفة على الباب و لا لذلك الذي دخل بخطوات بطيئة و وقف بجانب سريرها مواصلا تأملها و رسم تفاصيل وجهها في عقله..كانت خصلات شعرها الأ**د المتموج القصير تغطي عيونها و وجنتها اليمنى..فيما تمردت خصلة أخرى و لامست شفاهها الممتلئة..جثى ياغيز على ركبتيه بجانب السرير و اتكأ بذقنه على يده..راقبها بصمت دون أن يحاول ايقاظها..لكنه لم يستطع مقاومة رغبته في ملامسة خصلات شعرها و ابعادها عن وجهها..قرب أنامل يده اليمنى و راح يبعد شعرها و يعيده الى الخلف..سأل نفسه كثيرا..مالذي يفعله هنا؟ و لماذا يعجز عن مقاومة رغبته في تأملها و ملامستها؟ مالذي يشده نحوها؟ مالمميز الذي رآه فيها حتى يندفع نحوها هكذا بلا تعقل أو حذر؟ ..تراجع قليلا الى الخلف و هم بالمغادرة عندما لاحظ اضطرابها و تشنجها أثناء نومها..و كأنها ترى كابوسا مزعجا..لمعت قطرات عرق على جبينها و راحت تتنفس بسرعة و تغمغم بكلمات غير مفهومة..عاد ياغيز للاقتراب منها فسمعها تقول" أرجوك..توقف..لا تفعل..ارجوك..اياك..لا..لاااااا" و فجأة فتحت عيونها على وسعها و هي تلهث..غطت وجهها بكلتا يديها و انفجرت بالبكاء..كانت تشهق بصمت و تبكي بحرقة..مرر ياغيز يده على شعرها و همس برقة" هزان..لا تبكي..لقد مضى..انه كابوس مزعج..اهدإي" بمجرد سماع صوته..أبعدت هزان يديها عن وجهها و حملقت فيه و هي تقول باستغراب" أنت؟ ماذا تفعل هنا؟ و كيف دخلت الى غرفتي بدون استئذان؟" رد" اهدإي لو سمحت..انا لم أقصد ازعاجك..كنت مارا من أمام غرفتك و سمعت صوت صراخك فأردت أن أطمئن عليك..لا داعي لردة فعلك هذه" استوت هزان في جلستها و قالت و هي تهرب بعيونها من نظراته" لا تقلق علي..أنا بخير..تستطيع الخروج" رمقها ياغيز بنظرة باردة و قال" سأخرج متى أردت أنا الخروج..و ليس عندما تريدين أنت ذلك..لا تتكلمي معي بهذه اللهجة المستفزة مرة ثانية..أعتقد بأنك صرت تعرفين جيدا من أكون" مررت هزان يديها على ذراعيها دون وعي و راحت تفركهما و هي تقول" نعم..صرت أعرف ذلك جيدا..كل ما أريده هو أن تبقى بعيدا عني..لو سمحت" صمت ياغيز و لم يجبها فسألت" متى سأبدأ التدريب؟" رفع ياغيز حاجبه استغرابا و رد بسخرية" هل قررت أخيرا بأن تخضعي للأمر الواقع؟ جميل..غدا سينطلق تدريبك..و سيهتم جان بذلك..لن يكون الأمر بالصعوبة التي تتخيلينها..هي فقط عدة تفاصيل يجب أن تنتبهي اليها و أن تأخذي حذرك منها" أومأت هزان برأسها و قالت" حسنا..سأتصرف بحذر و سأحاول أن انتبه" ابتسم ياغيز و قال" جيد تفعلين..و الآن عن اذنك" ثم فتح الباب و خرج..رمت هزان بالوسادة على الباب فور ذهابه و هي تكاد تتميز من الغيظ.. في الأسفل..اقترب جان من ياغيز و همس في أذنه" سيدي..الضابط باريش اركان هنا و يريد لقاءك" قطب ياغيز جبينه و سأل باستغراب" غريب..ماذا يريد؟ دعوه يدخل" ..بعد لحظات..وقف ياغيز قبالة الضابط باريش( كيفانش تاتيلتوغ) و مد يده نحوه مصافحا و هو يقول"مرحبا سيادة الضابط..ترى الى ماذا ندين بهذه الزيارة المفاجئة؟" ابتسم باريش بسخرية و اجاب" اهلا سيد ياغيز..أنت تعلم جيدا بأنني لا أزورك الا اذا كانت هناك أخبار سارة" زم ياغيز شفتيه و قال" سارة بالنسبة اليك طبعا..تفضل بالجلوس" جلس باريش و ضم يديه معا ثم قال"لا بد بأنك تتذكر جريمة القتل التي حدثت في قصرك منذ عام تقريبا و التي تحملها احد رجالك و دخل الى السجن بسببها" هز ياغيز برأسه و قال" نعم..أتذكرها جيدا..هل حدث أمر جديد؟" رمقه باريش بنظرة ساخرة و رد" أكيد..رجلك الذي تحمل الجرم و دخل الى السجن..ذلك المدعو مسعود أونال..قرر أخيرا أن يغير افادته و أن يتهمك أنت بقتل كمال صايلاك..لذلك أتيت لكي أقبض عليك بتهمة القتل العمد و محاولة تظليل العدالة" ابتسم ياغيز و قال بهدوء" سيادة الضابط..ما تقوله مجرد هراء..أنا لم أقتل أحدا..و اتهامات مسعود لا أساس لها من الصحة" دخلت عليهما فكرت تحمل طبقا عليه فناجين قهوة فالتفت ياغيز الى جان و غمزه بخفة مع ايماءة رأس مفادها" تصرف" ثم نظر الى باريش و قال" أهلا و سهلا سيادة الضابط..تفضل..اشرب قهوتك ثم سأرافقك الى المخفر" احتسى باريش قهوته و هو يرمق ياغيز بنظرات باردة و حاقدة..يريد له أن يخطئ و أن يقع في الفخ لكي يضعه في المكان الذي يليق به و هو السجن..لحظات و رن هاتف باريش فأجاب قائلا" نعم سيدي..نعم..أنا هنا في قصره..أجل..للقبض عليه..كيف..كيف حدث هذا؟ سيدي..لو سمحت..اسمح لي بأن أحضره الى المخفر و سأحقق معه و أجعله يعترف كما ينبغي..كيف ذلك..حاضر..أمركم سيدي..تمام" و أنهى المكالمة و هو يلعن بصوت مكتوم..اقترب منه ياغيز و سأل بنبرة كلها سخرية" مالأمر سيادة الضابط؟ هل حدث أمر أزعجك؟" حدجه باريش بنظرات غاضبة و أجاب و هو يجز على أسنانه"أعلم جيدا بأنك أنت من فعل هذا..كيف..لا أعلم..لكنني لن أتوقف قبل أن أكشف جرائمك و ألاعيبك و أضعك في السجن..كن واثقا من ذلك" قال ياغيز" لم أفهم عم تتحدث..هيا لنذهب الى المخفر اذا أردت" صمت باريش قليلا و تن*د بعمق ثم اجاب" لم يعد هناك داعي..لقد تراجع مسعود عن كلامه و اعترف من جديد بأنه هو من ارتكب الجريمة..ها أنت تنجح من جديد في جعل رجالك ينظفون قذاراتك..لكنك ستخطئ ذات مرة..هذا أكيد..و عندها لن أرحمك..أبدا" ثم خرج و الغضب يرتسم على ملامحه..أما ياغيز فالتفت الى جان و تمتم" يجب أن تحل هذه المسألة من أصلها هذه الليلة..لا يجب أن نتأخر و نبقى تحت رحمة مسعود..يجب أن تكون كل الأمور تحت السيطرة..هل فهمت؟" اومأ جان بالايجاب و خرج تاركا ياغيز واقفا في مكانه يراقب ذهاب الضابط الذي يعلم جيدا بأنه يضعه في رأسه و يلاحقه بإصرار مقيت على جعله يخطئ لكي يزج به في السجن..لكنه لن يفعل..و لن يعطيه هذه الفرصة أبدا..
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD