الفصل الثالث..ضيفة رغما عنها..

2221 Words
عبثا حاولت هزان اقناع جان بأنها لن تخبر أحدا بما رأت..و بأنها لن تتحدث أمام أحد عما حدث لها..لم يستمع اليها..لم تؤثر فيه توسلاتها..كان يجرها خلفه الى السيارة و قد غطى وجهها من جديد..وجدت الدموع تتجمع في عيونها و تسيل سخية على خديها..لم يخطر ببالها يوما بأن حياتها ستنقلب رأسا على عقب..و بأنها ستجد نفسها متورطة رغما عنها مع عصابة تتاجر في الألماس..و ربما في ممنوعات أخرى مازالت لا تعلم عنها شيئا..لم يسبق لها أن تخيلت بأن رفيقتها و صديقتها الوحيدة ستطعنها في ظهرها و ستخونها و ستقدمها كقربان تضحي به عندما تضطر الى ذلك..لكنها الى الآن لا تعلم منذ متى و سيبال تعمل كفتاة توصيل للألماس المهرب لدى هذه العصابة..و لا كيف تنجح في فعل ذلك رغم كل الاجراءات المشددة في المطار من تفتيش و غيره..و لا لماذا قررت الآن أن تهرب و تختفي و تتخلى عن عملها معهم و لماذا خيرت أن تضحي بها هي و أن تضعها في مواجهة هذا المسمى بالعراب..كانت عاجزة عن التفكير بطريقة منطقية و عن استيعاب كل ما يحصل..توقفت السيارة أخيرا في مدخل قصر عائلة الإيجمان..ترجل جان و سحب هزان خارجا و هو يقول للحارس الذي وجده أمامه" استدعي السيد على الفور" ثم اصطحبها الى المخزن..أجلسها على الكرسي دون أن يزيح الغطاء عن وجهها..لحظات و سمعت هزان صوتا يسأل" هل وجدت البضاعة؟" رد جان" بلى..انها هنا سيدي" و اعطاه الكيس الذي يحتوي على حبات الألماس..فحص ياغيز الماسات ثم التفت الى جان و قال" مادمت وجدت البضاعة و أخذتها..فلماذا اذا أحضرت الفتاة؟" قرب جان فمه من أذن سيده و همس" لأنها رأت البضاعة و عرفت سرنا..لا شيء يضمن لنا بأنها لن تذهب الى الشرطة و لن تبلغ عنا" صمت ياغيز قليلا ثم اقترب من هزان و رفع الغطاء عن رأسها و هو يقول" مرحبا يا آنسة..حللت أهلا و وطئت سهلا..يبدو أنك فضولية بعض الشيء و الا لما كنت فتحت الكيس و رأيت ما بداخله..أليس كذلك؟" حملقت هزان في الشاب الوسيم الواقف أمامها..تقاطيع وجهه مميزة..عيونه جميلة بلون بلوري رائع يشع ذكاء و فطنة..شفاه رقيقة و أنف مستقيم..خصلات شعر بنية كثيفة..و لحية خفيفة زادته هيبة و بهاءا..انتبهت لنفسها و قالت تدافع عن نفسها بنبرة مرتعشة" أقسم لك بأنني لم أقصد ذلك..كل ما في الأمر أنني وجدت نفسي متورطة في حكاية لا ناقة لي فيها و لا جمل..الشخص الوحيد الذي كنت أحبه و أثق به هو من وضعني في هذا المأزق..سيبال..صديقتي..لم يسبق لها أن أخبرتني بشيء..أقسم لك..لم ألاحظ عليها أي تصرف يثير الشبهات..كنت أعطيها كل ثقتي..و ماذا فعلت هي..لقد هربت و تركتني أنا في ورطة..أرجوك أيها السيد..أنا لا علاقة لي بكل هذا..و أقسم لك بأنني لن أخبر أحدا بما رأيت..أنا لم أرى شيئا من الأساس..أرجوك..صدقني..همك ليس معي..همك مع سيبال..أنا لا أعرفك حتى..دعني أذهب و أعدك بأنني لن أفتح فمي أبدا" انحنى ياغيز مقتربا منها و تمتم بنبرة مخيفة"لم أتعود أن أصدق أحدا..أو أن أثق بأحد..رفيقتك لم تدعك عبثا في مواجهتي..هي تعلم جيدا بأنك مؤهلة أن تحلي محلها و أن تقومي بعملها..فأنت مضيفة طيران مثلها..و يمكنك مع بعض التدريب بأن تصبحي أنت فتاة التوصيل الجديدة..ما رأيك بهذا؟" هزت هزان رأسها بالنفي و أخذت تردد بإصرار" لا..لا يمكن..مستحيل..أنا جبانة..و أخاف من ظلي..لا أستطيع أن أفعل هذا..لا أستطيع..سأفضح كل شيء اذا ارتبكت و اضطربت..أنا آخر شخص يليق بهذا العمل..أرجوك سيدي..أنا لن أنفعك ..بل على العكس..لن أجلب لك سوى المشاكل..أطلق سراحي و أعدك بأن.." قاطعها بعنف" اخرسي..و توقفي عن تكرار نفس الكلام..سأجد سيبال و سأحاسبها على ما فعلت..هذا أكيد..أنا لا أغفر لمن ي**نني و ي**عني..لكن..بما أنك أنت موجودة هنا الآن..فستكونين أنت خليفتها..أنت من ستقوم بالعمل..و الأمر ليس بالصعوبة التي تتخيلينها..سيتولى رجالي تدريبك و ستصبح الأمور أسهل بالنسبة اليك..ستكونين ضيفتي طيلة أسبوع كامل..لا بد بأنك علمت بأن الرحلات تأجلت طيلة الأسبوع القادم بسبب سوء الأحوال الجوية..لذلك ستحصلين على اجازة طوال الأسبوع..و ستقضين هذه الاجازة هنا..في ضيافتي..ستتدربين على القيام بالعمل..و ستكونين تحت أنظاري..هل هذا واضح؟" تجمعت الدموع في عيون هزان و قالت بصوت خائف" أرجوك سيدي..افهمني..أنا لست الشخص المناسب الذي يمكنك الاعتماد عليه..اختر أحدا آخرا غيري..أتوسل اليك..لا علاقة لي بكل هذا..أنا فتاة جبانة و.." سحب ياغيز مسدسه و وجهه نحوها و هو يقول ببرود" حسنا..سيكون الخيار لك..إما أن تقبلي بما عرضته..أو ستنتهي حياتك بمجرد أن أسحب الزناد..هيا..قرري..و بسرعة..لا وقت لدي لكي أضيعه" جمدت الدماء في عروق هزان و شحب وجهها بشدة و هي لا تكاد تصدق ما يحدث..لقد وقعت في قبضة مجرم بلا رحمة..لم يتأثر لا بتوسلاتها و لا بدموعها..رجل بلا قلب لا يعنيه سوى تحقيق ما يريد..أي كلام ستقوله له الآن سيكون بلا معنى..و لن يثنيه أبدا عن اطلاق الرصاص عليها و انهاء حياتها..رفعت هزان عيونا ت**رت أهدابها من البكاء و غمغمت بصوت لا يكاد يُسمع" حسنا..موافقة" ابتسم ياغيز ببرود و رد" أحسنت..فتاة مطيعة..سيصطحبك جان الى غرفتك و ستكونين معززة مكرمة في ضيافتنا..و اليك هذه النصيحة الثمينة..إياك أن تفكري في الهرب أو في القيام بأية حركة غ*ية..عيوني عليك طوال الوقت..كوني هادئة و مطيعة و ستتحول حياتك الى الأفضل..كوني واثقة من ذلك" ثم التفت الى جان و أضاف" فلتهتم بنفسك بأن تكون ضيفتنا مرتاحة و بألا ينقصها شيء..فلترتاح جيدا قبل بدء التدريب" رد جان" أمرك سيدي" ..التفت ياغيز مرة أخرى الى هزان و قال" اذهبي الى غرفتك و ارتاحي..تصبحين على خير آنسة هزان" ..لم ترد عليه..لم تكن قادرة على ذلك..هذا اليوم الطويل و المليء بالمصائب و الكوابيس أنهكها و أتعبها..تتمنى أن تضع رأسها على الوسادة و تغمض عيونها ثم تفتحها من جديد لتجد أن كل هذا كان مجرد حلم سيء و كابوس مزعج و انتهى بمجرد استيقاظها..وقفت و تبعت خطوات جان الذي قادها الى غرفة في الجهة الشرقية من القصر ..كان غرفة فسيحة و أثاثها فاخر..ستائرها بلون سماوي فاتح تحاكي لون شراشف السرير..وجدت هزان بيجاما تشبه تلك التي ترتديها و بجانبها معطف استحمام و منشفة صغيرة..اقتربت من النافذة و ألقت نظرة على الخارج..في الطرف المقابل..رأت غرفة مضاءة و ستائرها بلون أ**د حالك..لم تنتظر كثيرا حتى تعرف بأنها غرفة رجل الظلام الذي وقعت في قبضته..رأته يدخل الى الغرفة و ينزع عنه قميصه الأ**د و يلقيه على السرير قبل أن يختفي داخل حمامه..في الأسفل..لمحت هزان حرسا يقفون بثبات امام مداخل القصر و على خصر كل واحد منهم مسدس..اما الحديقة فتمتد من المدخل حتى البوابة الجانبية..و تتوسطها نافورة ماء تضاء بلون ازرق رائع..ابتعدت هزان الى الخلف و جلست على حافة السرير..حالة من العجز و قلة الحيلة ألمت بها و سيطرت عليها..لا مفر من كل هذا..و لا توجد طريقة تنقذ بها نفسها من هذا المأزق..الا اذا وافقت على العمل و انصاعت لأوامر السيد..ماذا لو أخبرت الشرطة عما رأت و عن احتجاز ياغيز لها و اجبارها عن العمل معه في تهريب الألماس؟ هل سيصدقونها؟ و هل ستنجو من غضب هذا المجرم؟ لا بد بأنه سيقتلها دون أن يرف له جفن اذا علم بالأمر..أخفت هزان وجهها بين يديها و أخذت تبكي بصمت..مر الوقت بطيئا عليها دون أن يغير بكاءها من الأمر شيئا..فأخذت معطف الاستحمام و رمت بنفسها بين أحضان المياه الدافئة لعل ذلك يريحها قليلا و يخفف عنها.. في الصباح..فتحت هزان عيونها المتورمة بصعوبة بعد أن سمعت طرقات ملحة على الباب..نظرت الى الساعة المعلقة على الحائط..انها تشير الى التاسعة و النصف..غادرت سريرها و فتحت لتجد امرأة أربعينية تقف أمامها و تقول" صباح الخير يا آنسة..تفضلي" نظرت هزان الى الأكياس التي حملتها المرأة في يدها و سألت" ما هذه؟" ردت المرأة" هذه ملابس أمر السيد باحضارها لك..أتمنى أن تنال اعجابك..بالمناسبة..أنا فكرت رئيسة الخدم في القصر..تستطيعين اخباري اذا أردت أي شيء" أخذت هزان الأكياس و هي تقول" حسنا..شكرا لك سيدة فكرت" قالت فكرت" الفطور جاهز..هل أحضره الى هنا أم تنزلين أنت الى الأسفل؟" صمتت هزان قليلا ثم أجابت" سأنزل بعد قليل..شكرا لك" ..انصرفت المرأة فوضعت هزان الأكياس على السرير و أخذت تفرد الثياب و تتأملها..فساتين و سراويل و قمصان و أحذية..و الغريب..أنها كلها على مقاسها..و لماذا الاستغراب..انها واقعة في قبضة المافيا..و لا بد بأنهم صاروا يعرفون كل شيء عنها.. بعد دقائق..نزلت هزان الى الأسفل و هي ترتدي قميصا أزرق اللون و سروالا أ**دا يلتصق بساقيها و احتذت حذاء أ**دا بكعب مريح و اطلقت شعرها القصير على كتفيها..راحت تتأمل الردهات و الحيطان التي علقت عليها لوحات جميلة و الزوايا التي زينتها التماثيل الحجرية..وصلت أخيرا الى غرفة الطعام فوجدت فكرت في انتظارها..حيتها بإيماءة من رأسها ثم سحبت لها الكرسي لتجلس..جلست و ارتشفت رشفة من فنجان قهوتها و اكلت قطعة من الخبز عليها بعض الجبن..سألتها المرأة ان كانت تريد شيئا آخر فهزت رأسها بالنفي..بدا القصر هادئا و ساكنا و كأنه خالي من البشر..لا يسمع فيه سوى صوت وقع خطوات الخدم أو الحرس..أو صوت بعض الطرقعة القادمة من المطبخ..ازدردت هزان الأكل بصعوبة..لا شهية لها للأكل..و لا تعرف كيف يجب عليها أن تتصرف هنا..في هذا السجن الذي وقعت أسيرة فيه..نظرت حولها علها تجد من تتحدث معه..لكن دون جدوى..تحول الهدوء فجأة الى ضجة ..و صارت الحركة حثيثة و دؤوبة..لم تفهم هزان ما يجري الا عندما لمحت ياغيز و هو يدخل من البوابة..كان يرتدي بدلة سوداء اللون على قدر كبير من الأناقة..و يخفي عيونه بنظارات شمسية سوداء سرعان ما نزعها لتتجلى عيونه البلورية بنظراتها الباردة من تحتها..اصطف الخدم على طول الردهة ينتظرون أوامر السيد..نادى هو بصوته الرخيم على فكرت و سأل" أين ضيفتنا؟" ردت" انها في غرفة الطعام تتناول فطورها" قال" لا أريد أن ينقصها شيء..اعتنوا بها جيدا" ثم تجاوزها و دخل الى حيث كانت هزان جالسة تراقب ما يحدث..وقف أمامها و قال" صباح الخير آنسة هزان" ردت دون أن ترفع عيونها اليه" صباح الخير" ..سحب كرسيه و جلس قبالتها و هو يقول" أتمنى بأن تكوني قد قضيت ليلة مريحة في قصري..هل نمت جيدا؟" شعرت هزان بالغضب و بالدماء تغلي في عروقها..انه مستفز و مقيت..يتصرف و كأنه لا يعلم بأنها هنا رغما عنها..و ينتظر منها بأن تكون مهذبة و مطيعة..انه لا يطاق..تأففت بضيق و همت بالوقوف بعصبية لكنه لم يسمح لها..ضغط بأصابعه على ذراعها و أجبرها على الجلوس من جديد..أحست هزان بأن أصابعه تنخر لحمها ..نظرت اليه فتمتم و هو يجز على أسنانه" اياك أن تفعلي هذا مرة أخرى..يجب أن تستأذني قبل أن تنصرفي..ثم أنت لم تجيبي على سؤالي..و أنا لم أنهي حديثي معك بعد..اعتبري هذا تحذيرا وديا..لأنه لن يكون هكذا في المرة القادمة" أبعد يده عنها ففركت هزان ذراعها التي آلمتها بشدة ثم قالت"سؤالك استفزني..تتصرف معي و كأنني هنا بكامل ارادتي..أقضي عطلة او وقتا للراحة و الاستجمام..أنا هنا رغما عني..لأنك تجبرني على العمل عندك..و.." قاطعها ببرود" أليس الأمر كذلك؟ ألست هنا بكامل ارادتك؟ لقد خيرتك بين أمرين و أنت اخترت..ثم لا داعي لأن تكوني ناكرة للجميل..اعترفي بأنك تحضين بضيافة لائقة و مريحة..أنت ضيفتي..و من واجبي أن أعتني بك جيدا" رمقته هزان بنظرة حادة و ردت" نعم..أنا ضيفة..رغما عني..هذا أمر لا يطاق..كيف تنتظر مني أن أتصرف؟ تخيل أن تكون محتجزا في مكان ما ..لا تستطيع أن تتحرك الا بإذن..لا تستطيع أن تفعل ما تريد..لا يمكنك أن تعترض حتى..هذا كثير" انفجر ياغيز ضاحكا بطريقة استفزازية زادت من غضب هزان و شعورها بالمذلة و الاهانة..صاحت به دون أن تشعر" كف عن هذا..لم أقل شيئا مضحكا" توقف ياغيز فجأة عن الضحك و قد احتنق وجهه و لمعت عيونه بنظرة غريبة..جالت هزان بعيونها هنا و هناك بحثا عن مكان تهرب اليه فرأت جان يقف بالباب و هو يضع اصبعه على شفتيه و يشير اليها بأن تصمت..ركل ياغيز الكرسي برجله و انتفض واقفا ثم جذبها من يدها بقوة نحوه..التصق جسدها بجسده و كادت وجوههما تتلامس..تحولت نظرات ياغيز من البرود الى جحيم غضب حارق و غزى اللون الأحمر عنقه..أنفاسه الملتهبة لفحت وجهها و قد اختلطت برائحة عطره القوي..أنشب أصابعه في ذراعيها و أخذ يضغط عليها بقوة حتى أطلقت أنّة ألم و أغمضت عيونها بشدة..تكلم بصوت مخيف قائلا" انظري الي" لم تجرؤ هزان على فعل ذلك فصاح بها" اللعنة..قلت انظري الي" فتحت هزان عيونا دامعة و خائفة فأضاف" حذرتك منذ قليل من عواقب اساءة التصرف معي..لكن يبدو لي بأنك لا تأخذينني على محمل الجد..سأعتبر هذا جهلا منك لأنك لا تعرفينني..لكنني سأعمل على جعلك تتعرفين علي جيدا..احذري غضبي يا هذه..و الا لن أكون مسؤولا عما قد يحدث لك..من الأفضل لك أن تتأقلمي مع الوضع و أن ترضي به..و بذلك ستشعرين بالراحة..و ستقومين بما هو مطلوب منك على أكمل وجه..سيكون ذلك أفضل للجميع..هل فهمت؟" ظلت هزان تحملق فيه فكرر سؤاله بعصبية..ردت بصوت مخنوق" حسنا..فهمت" انتظرت أن يطلق سراحها و أن يبتعد عنها بعد أن قال لها ما يريد قوله..لكنه لم يفعل..جال ببصره على تقاطيع وجهها و قد خمدت نار الغضب التي كانت تشتعل في عينيه قبل قليل..خف ضغط أصابعه على جلد ذراعيها ..هدأت أنفاسه الغاضبة..ظل يتأملها للحظات طالت كأنها الأبدية..دون أن يتراجع هو الى الخلف..و دون أن تجرؤ هي على القيام بذلك..الى أن رن هاتفه و قطع لحظات التأمل تلك فتحرك مبتعدا عنها بسرعة..فيما بقيت هي جامدة في مكانها..
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD