فى منزل خديجه
تسمع حياه طرقات خفيفه على الباب فتذهب بسرعه و تفتحه لتجد امامها شاب وسيم طويل و مفتول العضلات ذو وشوم على يده فتبتلع ريقها بتحفظ و هى تنظر خلفه لتجد طه الباشا فتقوم بالترحيب به
"اهلا اهلا يا طه...اتفضل بيتك و مطرحك"
يومئ طه لها براسه فى امتنان و ينظر لعمر و هاله ببسمه رقيقه و يشير لهما بالدخول و هو يردد
" ادخل يا عمر "
يدلف عمر باستحياء و هو مطئطئ الراس ف*نظر حياه فى اثره و تنبهر بشخصيته القويه لتردد فى سرها
" ما شاء الله ربنا يحفظه لشبابه "
تستدعى عبد الرحمن الذى كان يستريح على فراشه قليلا ليرحب هو الاخر بابن عمه و ينظر لعمر بانبهار و يردد باعجاب
" ما شاء الله يا طه....ابنك ده؟"
يجيب طه بفخر " ابنى البكرى....عمر "
يتعجب عبد الرحمن و يردد بضيق " بقى انا اعرف من ابوك انك دايما بتروح البلد و متفكرش و لا مره تسال عنى، و لا نسيت و انت صغير مين اللى كان دايما بيلاعبك؟"
يجيبه عمر بخجل " و الله يا عمى الدنيا تلاهى و ادينى اهو حبقى جوز بنتك و بكره تزهق منى "
تحاول حياه الترحيب بهاله ف*نظر لها برقه و تردد " منوره يا حبيبتى و الله لو نقدر كنا فرشنا الارض ورد"
تجيب هاله بفرحه " ده من زوقك"
يجلسو جميعا لتجاذب اطراف الحديث و كل فتره تنظر هاله حولها بتوتر و تعود لتكمل حديثها الودى مع حياه ليقطع عبد الرحمن الحديث و هو يردد بمرح
" جرى ايه يا ام خديجه...ما تقومى تجهزى الغدا للضيوف "
تجيبه على استحياء " حالا يا اخويا خمس دقايق و الاكل يكون جاهز "
ينحنى عمر و يقترب من اذن ابيه و يردد بهمس " هى اسمها خديجه "
طه بمرح" ايوه...هو انا مقلتلكش؟"
عمر بقهقه " لا مقلتليش.... بقى بالزمه جاى اتجوز واحده معرفش حتى اسمها "
ينتبه عبد الرحمن لهمهمه كل من طه و عمر فيتوقع لربما هناك خطب ما فيسال باستحياء " فى حاجه يا طه؟...محتاج حاجه؟"
طه مغايرا للحديث " لا ابدا...بس امال فين عروستنا الحلوه "
عبد الرحمن" زمانها جايه...اصل انهارده اخر يوم فى امتحاناتها "
عمر بفضول " هى كليه ايه يا عمى؟"
عبد الرحمن بتعجب" هو طه مقالكش؟"
يضحك عمر ضحكه رجوليه عاليه و يردد بمرح " لا مقالش "
عبد الرحمن " كليه سياحه "
اثناء حديثهم يفتح الباب بالمفتاح و تدلف خديجه فتجد والدتها تجهز طاوله الطعام و فور رؤيتها لابنتها تردد بلهفه " ادخلى بسرعه غيرى هدومك و البسى حاجه كويسه و حطيلك شويه احمر كده "
خديجه بدهشه " و ده من ايه؟"
حياه بضيق و عصبيه " اعملى اللى بقول عليه...يلا"
خديجه بضجر " حاضر يا ماما...حاضر"
تدخل غرفتها و تبدء بتغيير ملابسها فتستلم رساله على هاتفها المحمول فحواها" اخدتى العدسه؟"
تنظر للهاتف و تردد بهمس " ده وقتك انت كمان.... انا مش عارفه ليه بفكر فيه كل شويه؟ ما حال ما احنا كل ما نتكلم نضايق فى بعض "
ترسل له الرد بايجاز " ايوه....شكرا "
يصلها رده المقتضب " العفو "
تفتح حاسوبها المحمول و تتصفح الصور المحفوظه به لتخرج صورته مع رفاقه و تشرد بها
اما بالخارج فقد اعدت حياه المائده باصناف متنوعه و شهيه و هتفت بترحيب " اتفضلو الاكل جاهز "
يقف كل من عبد الرحمن و طه و تتبعهم هاله ف*نظر الاخيره خلفها لتجد عمر مشغول بهاتفه المحمول فتسعل سعله صغيره لتنبيهه و لكنه كان فى عالم اخر...شارد الذهن غير منتبه لها فتعود هاله للوراء و تدفعه دفعه صغيره على كتفه لينتفض هو على اثرها مسقطا هاتفه من يده بارتباك
" مالك يا عمر؟ "
يحيب عمر بتردد " ها...فى حاجه يا ماما؟"
هاله ببسمه رقيقه " يا حبيبى يلا الاكل حاجز و ابوك و عمك بره"
عمر " حاضر جاى اهو "
يجلسوا جميعا على المائده و يبدئوا بتناول الطعام فيذهل طه منه و يسال باهتمام " مين اللى عمل الاكل المره دى؟"
حياه بفرحه " خديجه طبعا....انا يا دوب بسويه و بس "
تمدح هاله بالطعام و تردد باطراء " تسلم ايديها.....باين عليها شاطره اوى، امال هى لسه مجاتش؟"
حياه بخجل " جت...بس دخلت تغير هدومها و شويه و طالعه "
ينظر عمر باستهزاء،و يردد فى نفسه " لازم شغل الامهات ده...هى اللى عامله الاكل كله، ده نفسها فى الاكل تحفه و كأن الراجل بيتجوز عشان ياكل و بس"
تقف حياه و تدخل غرفه ابنتها و تردد بضيق" انتى يا بنتى لسه ملبستيش...ما تخلصى يا ديچا الناس قاعده على السفره "
خديجه" حاضر كنت برتاح شويه....حلبس و اطلع "
حياه " طيب انجزى عشان تلحقى تتغدى "
تجيب خديجه" لا انا اكلت مع زمايلى،خلينى بقى اطلع بعد ما يخلصو اكل "
حياه بفروغ صبر " انتى حره...حاجه تزهق، ده العريس حته قمر و الله اطلعى بس شوفيه "
تنظر لها خديجه بحزن بائن و تردد بفتور و لا مبالاه " و النبى انتى عسل يا امى محسسانى انه عريس بجد....الله يكرمك روحى شوفى ضيوفك و سبينى اجهز "
تقف امام المرآه تنظر لنفسها بحزن و تعود لتنظر لحاسوبها و تشرد لحظات و تردد فى نفسها " اعتبريها جواز صالونات يا ديچا....انتى لا اول واحده تتجوز كده و لا اخر واحده، المهم انك تخلى ابوكى فخور بيكى زى ما قال لك "
تهندم نفسها و تضع بعض مساحيق التجميل الخفيفه دون مبالغه و ترتدى فستان رقيق و تضع حجابها و تخرج لتدلف الى المطبخ تعد لهم القهوه بعد انتهائهم من تناول الطعام و عودتهم للجلوس بغرفه الصالون
يبدء طه بالحديث الجدى و يردد " بص يا عبده....انا عمر ابنى انت عارفه كويس و عارف انه راجل و يقدر يحافظ على بنتك و اهل بيتك بامر الله و...... "
يقاطعه عمر بقوه " انا اقدر اقف فى وش جلال و صفوت و من غير جواز يا عمى و اقدر احميهم و احمى مصالحم كمان، بس بابا قال لى انك خايف عليهم و انا حعمل اللى ربنا يقدرنى عليه عشان احافظ عليهم "
تخرج حياه و تذهب لخديجه بالمطبخ
حياه بفروغ صبر " انجزى....الناس هنا من بدرى، يقولو ايه؟ مش موافقه و غصبينك؟"
خديجه بحده طفيفه " حاضر يا ماما اهو بعمل القهوه "
تدخل خديجه حامله القهوه و تردد بصوت مبحوح " السلام عليكم "
تنظر لها هاله باعجاب شديد و تبتسم ابتسامه واسعه من جمالها و رقتها فيلتفت عمر للنظر اليها ليتسمر مكانه و يبتلع ريقه بذهول و يظل ينظر لها و هى غير منتبه له فقط تطرق راسها لاسفل حامله بيدها القهوه فى خجل
يتحدث طه بمرح " تعالى يا عروسه ابنى يا قمر "
تنظر هاله لعمر فتجده متسمرا مكانه فتظن انه قد سحر بجمالها فتحدثه مبتسمه " ايه يا عمر؟ شفت عروستك حلوه ازاى؟"
تنتبه خديجه لحديث هاله فترفع عينها و تنظر له فيسقط منها ما تحمله على الفور بخضه و فزع و تبدء فى الارتباك و عينها مسلطه عليه فينظر هو فى اثرها و يبتسم ابتسامه خبيثه و يشعر بالانتصار بانها تفاجئت
عبد الرحمن محدثا ابنته " ديچا؟...حصل خير يا بنتى معلش "
حياه بخجل " معلش دلق القهوه خير برده "
يسحبها ابيها من يدها و يقربها من عمر و يردد بموده " عمر الباشا، ابن عمك و زوج المستقبل بامر الله "
تظل خديجه على حاله الذهول و التى اعقبتها حاله من ال**ت فاخذتها هاله لتجلسها الى جوارها و اخذت تنظر لها بتمعن و تردد بمرح " احلى من الصور يا طه "
تنظر خديجه بدهشه لاهلها هل ارسلو صورها كبضاعه للمعاينه الا يكفى انهم بعد اختيارهم لاحد ابنائهم و هو عدى قد قامو بتغييره لتحدث نفسها
" اكيد عرفنى من الصوره.... الله يسامحك يا بابا يعنى هو جاى عارف عنى كل حاجه و انا اتفاجئ بالشكل ده "
ينحنى عمر لاذن ابيه و يحدثه بضيق " يعنى كمان كان معاكم صور ليها "
طه بهمس " يا بنى منا حاولت اتكلم معاك و اقولك بس انت مدتنيش فرصه،و بعدين ملحوقه اد*كم اهو قصاد بعض اقعدو و اتكلمو سوا و اتفقو على كل حاجه "
يظلا جالسين ينظرا لبعضهم و كل من عبد الرحمن و طه يتبادلا الاحاديث عن الماضى و الذكريات و قرابتهم حتى يقطع حديثهم الممل
عمر " انا اسف لو حقطع كلامكم بس كنت عايز اقعد اتكلم مع خديجه لوحدنا شويه "
تنظر له هاله بخزى و تهمس له" حد يقول كده ايه الجرأه دى يا عمر؟"
عمر باصرار" ها يا عمى قلت ايه؟"
عبد الرحمن بخجل " طيب اطلعو فى البلكونه و اتكلمو براحتكم "
عمر بجديه " لا مش حينفع، انا بعد اذنكم حاخدها و نقعد نتكلم فى اى كافيه "
تنظر له خديجه بتعجب لتجد موافقه من ابيها فتجده يقف بسرعه و يتجه ناحيتها فيقف بشموخ و هيبه بجسده الممشوق و يردد بقوه " يلا عشان منتاخرش "
تقف كالمغيبه و تتجه معه للخارج فتدلف معه سيارته و تجلس بالمقعد الامامى و تنظر للخارج دون التفوه باى كلمه و يظل هو ينظر لها طوال قيادته للسياره حتى يصل لوجهته
يوقف السياره و ينزل ليفتح لها بابها ف*نزل منه بحياء و يجلسا باحد المقاهى فتسند يدها على المنطده التى امامها و تظل تفرك بيدها فى توتر
ينظر لها ببسمه و يردد بمزاح" حتفضلى تفركى بايد*كى كتير؟"
تضغط على شفتها السفلى باسنانها بحرج فيتضايق من فعلتها و يردد بحزم " بلاش الحركه دى "
تنظر له بعدم فهم و تردد ببلاهه" حركه ايه؟"
عمر " بلاش تعضى على شفايفك كده "
ت**ت خديجه و تنظر له فيردد بقسوه " اول حاجه لازم تعرفيها ان الجواز ده على الورق و عمره ما حيكون حاجه غير كده مهما طال الوقت او قصر، و ده كلام نهائى عشان تكونى حطاه فى حسابك انا مجرد درع واقف قصاد عمامك عشان مينهبوش حقكم و غير كده مفيش....فاهمه؟"
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
تجلس خديجه تنظر بذهول لذلك الجالس امامها بهيبته و وسامته و عجرفته فكيف له ان يتحدث معها بتلك الطريقه الفظه فتظل تنظر له ب**ت حتى يقطع **تها و يستطرد حديثه هاتفا
"بس غريبه اوى الصدفه دى....تطلعى بنت عمى و انا معرفش، لو كنتى عرفتينى بنفسك كويس يوم الفرح اكيد كنا عرفنا وقتها اننا قرايب"
تنظر له خديجه بضيق و تردد بشكيمه "بص يا استاذ عمر....اولا انا خليت بابا يتصل بيكم امبارح عشان اتفق معاك ان الجواز ده على الورق و بس و لازم تكون عارف كده ..."
يقاطعها عمر بضحك و سخريه "ما انا لسه قايل الكلام ده"
خديجه بغيظ و ضيق "اه بس انا اللى باكد عليك دلوقتى عشان النقط تبقى على الحروف و ميحصلش اى مشاكل بعدين "
ينظر لها عمر بتسليه و يردد بابتسامه ساحره تظهر بياض اسنانه " كويس اننا متفقين على حاجه، احسن من يوم ما اتقابلنا و احنا دايما مختلفين "
تحرك خديجه راسها بضيق دلاله على رفضها طريقه حديثه المبتذله لتردد بحده " ممكن تخلينى اكمل كلامى؟"
عمر بهدوء " كملى "
تسحب خديجه نفسا عميقا و تزفره خارجها ببطى لتستجمع شجاعتها فى الحديث و تكمل حديثها هاتفه
" تانى حاجه الجواز ده لحد ما اتم السن القانونى و بعدها كل واحد فينا يروح لحاله "
تلمع عينه و يزفر فى ضيق و يردد برفض قاطع " لا طبعا الكلام ده مينفعش "
خديجه بحده و عصبيه " هو ايه اللى مينفعش.... ده الاتفاق اللى بين بابا و عمى طه و انا ببلغك بيه عشان نبقى على نور من اولها "
يجلس باريحيه و يسند ظهره على المقعد و يضع قدم فوق الاخرى و ينظر لها ليردد بهدوء " هو انا لما اكتب كتابى عليكى حتفضلى تلبسى الحجاب قدامى؟"
خديجه بخجل و توتر " مش عارفه، بس غالبا اه "
عمر باستفسار" يعنى لما عمك جلال او صفوت يكونو قاعدين معانا و يلاقوكى بتتعاملى قدامى انى غريب عنك ده مش حيخليهم يبقو متربصين لك؟ "
تزفر خديجه بضيق و تردد " ايوه يعنى ده ايه علاقته بكلامى؟"
عمر بقوه و وقار" علاقته ان جوازى منك حتى لو كان على الورق لازم يكون شرعى و الجواز اللى محدد المده ده مش شرعى يا خديجه "
تفهم ما يلمح اليه ف*نظر له باعجاب و لكنها تحاول اخفاء نظرتها و لكنه يستطيع ان يراها فتردد بخجل " طيب ما احنا برده مينفعش نسيب الموضوع من غير ما نتفق "
يقترب عمر من الطاوله التى امامه و يستند بيديه عليها شابكا اصابعه ببعضهم و ينظر لها بتفحص لملامحها الرقيقه فيشرد لحظه فى جمالها الملائكى ليعود و يوبخ نفسه فيردد بثقه و غرور
" عشان نبعد عن مخالفه شرع ربنا....خلينا نتفق ان جوازنا شرعى مع ايقاف التنفيذ ووقت ما تحبى تتطلقى تطلبى منى ده و انا حنفذه فى التو و اللحظه و عايزك تعرفى ان و انتى على ذمتى او لا انا حفضل سندك و حمايتك و واقف فى ظهرك ضد اى حد يحاول انه يجور عليكى او على حقك "
تنظر له ببسمه و اطمئنان فبالرغم من اسلوبه الحاد معها فى الكلام الا انها رات فيه الرجوله و القوه التى تحتاجها للوقوف امام اعمامها فتردد برقه
" تمام...موافقه، بس فى شويه حاجات لازم نتفق عليها برده لاننا منعرفش بعض كويس و انا مش عايزه نبقى فى صدام مع بعض قدام "
ينظر لها عمر بتسليه و يردد بمرح " انا سامعك يا ديچا "
تبتسم ابتسامه خفيفه اثر نعته بتدليلها فتجيبه بخجل حاولت قدرالمستطاع اخفاءه " الجامعه و الشغل اظن مفيش فيهم مشاكل؟"
عمر بحزم " انتى بتسالينى و لا بتدينى اوامر؟"
خديجه باستغراب " فين الاوامر دى؟"
عمر بخبث " تمام...يعنى بتسالينى، عموما بالنسبه للجامعه مفيش مشاكل طبعا لكن الشغل اكيد حنقعد و نتكلم فيه بس فى قاعده تانيه "
تضع يدها فى خاصرتها و تردد برفض " ليه بقى ان شاء الله، ده شغلى و فى **يم دراستى و مفيهوش اى مشاكل و لا...."
يقاطعها عمر بتساؤل " ازاى يعنى فى **يم دراستك؟ ايه علاقه التصوير بالسياحه؟"
تفهم خديجه على الفور انه قد ظن بان التصوير هو مهنتها لتردد بتوضيح " انا مش بتكلم عن التصوير على فكره "
عمر بفضول " امال عن ايه؟"
خديجه " انا عندى جروب على النت بيعمل اكلات و يوصلها دليفرى للبيوت، صفحه اكل يعنى "
تلمع عين عمر بالضيق و يردد بحده طفيفه " نعم؟! ده التصوير ارحم "
تنظر له بضيق و عدم فهم لحاله الرفض فتهتف متساله
" ايه المشكله مش فاهمه؟ ده دراستى و شغلى و انا مش بعمل حاجه غلط و كمان التوصيل عن طريق مندوب يعنى انا مش بروح لحد و الشغل من البيت"
عمر بتاكيد " ما اظنش انك محتاجه تعملى حاجه زى دى و حتى لو محتاجه بعد ما تبقى حرم عمر الباشا فالاكيد انك مش حتحتاجيها "
خديجه برفض " لا بص موضوع شغلى ده...."
يقاطعها بحزم و هو ينظر لعينها و يردد بحسم
" سيبى موضوع الشغل نتكلم فيه بعدين لانه زى ما قلتلك حياخد مننا وقت "
خديجه باستفسار " و لو بعد كتب الكتاب اعترضت على شغلى.... اعمل انا ايه ساعتها؟"
عمر:؟" الاكيد انى حقعد معاكى و نتكلم لحد ما نوصل لحل يرضى الطرفين و مش حجبرك على حاجه انتى مش عيزاها "
تتن*د خديجه براحه و تكمل حديثها فتردد بخجل "طيب و انا شايفه ان الاحسن محدش يعرف بموضوع كتب الكتاب ده، يعنى ملوش داعى...انت فاهمنى؟"
عمر بتاكيد " فاهمك و موافق كمان بس لازم اعرف منك حاجه مهمه حتبقى من الاساسيات اللى بينا "خديجه بفضول " ايه هى؟ "
عمر بتوتر " يعنى لو فى حد فى حياتك احب اعرف من دلوقتى عشان اقدر اتعامل فى الموضوع ده على اساس صح لانى مش حابب اتفاجئ ب...."
تقاطعه خديجه بلهفه " اطمن انا مفيش حد فى حياتى و لا كان فى و غالبا ولا حيكون فى "
عمر بمرح" طيب انا اقدر افهم انه مكانش و لا موجود...انما و لا حيكون كمان ليه كده؟ انتى زى القمر و اكيد بكره تلاقى انسان يحبك و تحبيه و ساعتها عايزك تجيلى و تعرفينى بيه، ماشى؟"
خديجه بتعجب " اجى اعرفك بيه؟ اقولك ده الانسان اللى انا بحبه و اقوله هو ايه؟....اقوله ده جوزى مش كده؟"
تضحك ضحكه رقيقه على مزحتها فيبتسم هو الاخر محاولا كتم ضحكاته فلا يتمالك نفسه بالنهايه لينفجر من الضحك و تشاطره هى الضحك و يردد بلهاث وسط ضحكاته
" و الله معاكى حق....خلاص يبقى تقفلى قلبك لحد ما تخلصى منى "
تطول بهما الجلسه حتى ينتبه عمر الى الوقت و يردد بتسرع و خضه " ياااه ده احنا سرحنا جدا و الوقت سرقنا....قومى نرجع و نبقى نكمل كلامنا بعدين "
تومئ راسها بالموافقه و تقف لتتحرك خلفه تتجه الى سيارته فتجده يفتح لها بابها كما فعل عند مجيئهما ف*نظر له باعجاب على طريقته و تردد فى نفسها " عنده تناقض غريب فى شخصيته... ربنا معايا "
يصلا الى باب منزلها و هناك تتقدم حياه بلهفه تفتح لهما و تنظر لوجه خديجه المتورد و الذى زاد احمرارا من الخجل لتبستم حياه ابتسامه جانبيه و تدخلهما على الفور
يجلسا امام عائلتيهما و ينظر كل من طه و عبد الرحمن بترقب فى انتظار اى حديث منهما و لكن كان ال**ت يسود حتى قطعه طه بدهاء هاتفا " مش جلال اتصل و انت بره يا عمر بياكد انهم جايين يوم الجمعه "
اخذ عمر ينظر لابيه بضيق و الشرر يتطاير من عينه ليردد بصوت غاضب " الظاهر ان جلال مش ناوى يهدى غير لما يعرف هو مين عمر الباشا؟ "
يجيبه طه غامزا بعينه " هو عارف كويس مين هو عمر الباشا بس ميعرفش ان خديجه حتبقى حرمه و لا ايه؟"
عمر بحده " يبقى يعرف و يوفر على نفسه المشوار اللى جاى عشانه "
طه بخبث " طيب يعنى انتو اتفقتو على كتب الكتاب امتى؟ عشان جلال يعرف بقى "
ينظر عمر لخديجه بتساؤل و يحرك راسه بحركه خفيفه مستفسرا منها فتحنى راسها لاسفل ليفهم على الفور انها تترك له المجال لاتخاذ القرار فيجيب والده بتاكيد" ابعت هات المأذون، انا حكتب دلوقتى"
تنف*ج اسارير هاله من الفرحه و تقف صارخه بلهفه تحتضنه و تردد بحب " حبيبى يا بنى الف مب**ك و يفرحنى بيك و يسعدك دايما يا رب "
ينظر لهاله و يقوس حاجبيه بدهشه ليردد بقسوه "فى ايه يا ماما مالك؟ هو مش الكل عارف ان الجواز ده على الورق...ايه لازمه الظيطه اللى انتى عملاها دى "
تنظر له بحزن و يرتبك الجميع بعد سماعهم لحديثه ليشعر عبد الرحمن بالضيق من طريقته و يفكر فى نفسه هل اتخذ القرار السليم بتزويج ابنته منه ام قام بظلمها اكثر
ينظر لهم عمر بتوتر ليكرر حديثه " مش ده الاتفاق و لا ايه يا بابا؟"
يجيبه طه بتخاذل " ايوه يا عمر بس...."
يقاطعه عمر بحده طفيفه " مفيش بس...خلينا احنا كلنا كده متفقين على كل حاجه من الاول و فى حاجتين لازم تعرفوهم كويس...اول حاجه ان انا و خديجه اتفقنا محدش يعرف بالجواز ده يعنى احنا و جلال و صفوت و بس "
ينظر لهاله بتاكيد و يردد " ماشى يا ماما...يعنى لا اخواتى و لا عمتى و لا صحباتك..خلى الموضوع و كانه محصلش"
تومئ هاله راسها بالايجاب ليقف معتدل مره اخرى يهندم بدلته و يشمر ساعديه لتظهر الوشوم التى بيده و التى ترعب من يراها و يسعل سعله خفيفه ليقلل من حشرجه صوته و يكمل حديثه " تانى حاجه لازم تعرفوها ان انا و خديجه نعرف بعض من الاول....اينعم هى معرفه سطحيه بس ده حيخدمنا اننا نتكلم بقلب جامد مع اخواتك يا عمى على اساس انى متكلم عن خديجه من فتره "
عبد الرحمن " انا ميهمنيش اى حاجه من دى لانهم و بساطه طلبو ان الارض متخرجش بره عيله الباشا و انا حنفذلهم اللى طلبوه و غير كده ملهومش عندى حاجه "
ينظر عبد الرحمن بقوه و يردد " الا بقى لو انت حاسس انك لازم تلاقى حجج عشان تقف قصادهم"
فور نطقه بتلك الجمله و التى تظهر من خارجها انها عفويه و لكنها تحمل داخل طياتها الكثير و الكثير فيبدو ان عبد الرحمن قد احس بالضيق من اسلوب عمر و رفضه لاعلان زواجه من ابنته فاراد ان يلقنه درسا ليزيد حنق عمر و اخذ ينظر حوله و هو يتنفس بقوه و بطئ محاولا تهدئه انفاسه الغاضبه ود لو كان امامه كيسه الرملى ليفرغ فيه شحنه الغضب التى تملكته فيقف على قدميه واضعا يديه فى جيب بنطاله ليردد بحده و عجرفه متناهيه
" هو فين المأذون يا جماعه؟ و لا انزل انا اجيبه "
تتحدث هاله برقه محاوله تخفيف الاجواء المشحونه لتردد بهدوء " ده انتو محتاحين ورق الصحه و محتاجين صور هو ينفع كتب الكتاب بسرعه كده؟"
ينظر عمر لخديجه الجالسه لا تتحدث و كانها ليست معهم ليردد متسائلا اياها" انتى بتطبعى صور شغلك فين؟"
تجيب خديجه بصوت مبحوح من اثر سكوتها فتره طويله" عندى ماكينه طباعه "
عمر بيسمه ساحره " طب قشطه جدا يفضل ورق الصحه...انا حكلم المأذون اننا نجهزه و نبعتهوله "
يتحرك عبد الرحمن ناحيته ويضع يده على كتفه و يربت عليه بحنين و يردد بسكينه " ماشى يا عمر...بس انا وصيتى ليك انك تحافظ على بنتى حتى لو الدنيا فرقتكم قدام "
عمر بغصه تض*ب قلبه " حاضر يا عمى مش بس خديجه....خديجه و محمد و طنط حياه كلهم فى عنيا و من اللحظه دى و على حياه عينك و ربنا يخليك ليهم "
عبد الرحمن باطمئنان " متشكر يا بنى "
يجلس براحه و شعور بالسكينه ينتشر داخله فبالرغم من طريقته الفظه و اسلوبه المتعجرف و لكنه فى النهايه به كل صفات الرجوله و قوته و قسوته مطلوبه للوقوف بوجه اعمام خديجه التى ملئت قلوبهم الطمع و الحقد
يقف عمر مبتسما بزهو و ينظر لخديجه الجالسه بجوار والدتها ليردد بمرح " قومى يلا صورينى صوره حلوه للقسيمه "
تنظر له بخجل و تومئ راسها بالموافقه فتقف و تتجه لغرفتها لاحضار اله التصوير الفوتغرافيه و تطلب منه بادب الجلوس على المقعد و تبدء بتعديل الاضاءه و الزاويه و تضع الكاميرا على الحامل ف*نظر منها لتجد انظاره موجه بغير اتجاه الكاميرا فتضطر للذهاب اليه ووضع يدها اسفل ذقنه و على صدغه حتى تعدل من وضعيه راسه
يرفع راسه نتيجه لتحريكها له فينظر لها و تتلاقى اعينهما ليسرح هو بسحرهما و لكنه سرعان ما ينتبه لنفسه فيردد بصوت رخيم " يا ريت يكون عندك صور ليكى لانى معتقدش ان حد فينا حيعرف يصورك "
تتجه خديجه ناحيه الحامل المسند عليه الكاميرا و هى تجيبه برقه " متقلقش انا حعرف اصور نفسى "
لتبدء بالتقاط الصور و التى فور انتهائها ينظر لها بفضول و يهتف متسائلا " ازاى حتصورى نفسك؟"
تجيبه خديجه بعفويه " الكاميرا معاها ريموت حظبط كل حاجه و حقعد و ادوس على الريموت.... دلوقتى تشوف بنفسك "
و بالفعل تقوم بتعديل وضع جلوسها و تنظر للكاميرا و تبدء بالضغط على زر جهاز التحكم عن بعد و فور انتهائها تقوم بجمع متعلقاتها و تردد بصوت هادئ " انا حدخل اطبعهم دلوقتى "
ينظر عمر لابيه و يردد " طيب ايه اخبار المأذون يا بابا؟ احنا مش حنبات هنا "
مره اخرى يشعر عبد الرحمن بتلك الغصه فى قلبه من اسلوبه العنيف و الفظ فى الحديث و كأنه فى مهمه حربيه و يريد انهائها باسرع وقت و لكن ما باليد حيله فناره افضل من جنه اعمامها ليردد فى نفسه بتخوف " يا ريت مكونش برميكى فى النار باديا يا بنتى...يا رب اخلف ظنى و يطلع ابن حلال و يصونها و يخاف عليها "
ينظر طه لعبد الرحمن الشاحب الوجه و يعلم على الفور سبب حاله الشحوب و القلق الظاهره على وجهه فهو بالتاكيد متخوف من اسلوب ابنه الفظ فيقترب منه هامسا له يطمأنه " متخافش يا عبده.... ميغركش الطريقه بتاعه عمر، ده ابنى و انا عارفه مافيش اطيب من قلبه و لا احن منه فى الدنيا دى و محدش حيحافظ على بنتك قده "
عبد الرحمن بتنهيده " ربنا يهديه و يحميه و يخليهولك يا طه"
دقائق قليله مكثتها خديجه بغرفتها تجلس على فراشها تضع اللمسات الاخيره لتعديل الصور و تبدء بطباعتهم و هى تنظر لصورته و بسمته الساحره و تردد بحزن " كنتى منتظره يقولك ايه؟ انتى عارفه اسلوبه من الاول...و كويس انه صريح عشان متتدبيش زى الجردل و تحبيه "
تبدء بقص الصور لتناسب حجم قسائم الزواج و تكمل حديثها مع نفسها مردده " هو انا ليه شاغله نفسى بيه اوى كده؟ هى الصدفه غريبه شويه، اكون بفكر فيه و اخرج الاقيه قدامى و انا اللى كنت بقول لنفسى انى عمرى ما حقا**ه تانى "
تقف لتهندم نفسها و تنظر فى المرآه لتحدث انعكاسها بحيره " طيب هو انا ليه فرحانه و فى نفس الوقت خايفه؟ طيب هو ليه اول حاجه قالها ان جوازنا على الورق و عمره ما حيكون غير كده؟ يعنى انا اعتبرتها جواز صالونات....ليه هو معتبرهاش كده برده اكيد متجوز ما كل اصحابه متجوزين"
تطرق راسها باسى و حزن و تردد" او اكيد معجيتهوش...او يكون مضايق منى من ساعه موقف العدسه، بس انا كنت اعمل ايه يعنى؟...يووه بقى انا حفضل شاغله نفسى كده كتير؟"
تطرق والدتها الباب بخفه و تدلف للداخل تجدها شارده فتربت على كتفها بحنان و تردد " المأذون جه بره يا ديچا "
تنتبه خديجه لوالدتها فتجيب بتنهيده " حاضر يا ماما "
و بالفعل تخرجا كل منهما للخارج و تعطى الصور لابيها و يبدء المأذون بكتابه البيانات من على البطاقات الشخصيه فيهتف متسائلا " كده ناقص شاهد كمان...هو فينه؟"
ينتبه عبد الرحمن انه لا يوجد شاهد على العقد سوا طه فينظر لابنه محمد و يردد " روح يا محمد نادى على عمك مجدى من الكشك و قول له يجيب بطاقته معاه...يلا بسرعه "
محمد بطاعه " حاضر يا بابا....هوا "
يسرع الصغير لجارهم صاحب كشك الحلوى بجوار المنزل و يخبره بما املاه عليه والده فينظر له مجدى بتعجب و تساؤل و يردد " ليه؟ هو فى ايه يا واد يا محمد "
محمد ببراءه " اصل اختى بتتجوز "
ينظر له بفرحه و يهتف بلهفه " بجد يا ولاه... الف مب**ك، روح قول لابوك ثانيه واحده انادى على الواد ابنى يقف مكانى و يجيب البطاقه من البيت "
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
فى ڤيلا الباشا
تجلس سميره بغرفه الجلوس تنظر حولها فالبيت شبه خالى من قاطنيه منذ وجبه الافطار فتتعجب اين ذهب الجميع لتجلس بحسره على حالها و تعيد ذكرياتها لتتذكر شبابها و كم كانت جميله يتهافت عليها الخطاب و لكنها ابت ان تتزوج بعد فسخ عبد الرحمن ابن عمها لخطوبتهما فهى لم تعرف و لم تحب غيره
تنظر امامها فتجد ليان ابنه اخيها فتحدثها متسائله " هو البيت هوس هوس ليه كده؟ امك و باقى الناس فين؟"
ليان " مامى خرجت مع بابى و عمر من الصبح و معرفش رايحين فين....و اسيل فى المدرسه و عدى لسه مجاش من السفر "
سميره بتذمر " البيت فضى علينا... اهو انا طول عمرى مش بخاف الا من الوحده "
ليان برقه " كلنا معاكى يا عمتو "
تجلس و تشرد فى حالها و تتذكر مرض عبد الرحمن فتترقرق عيناها بالعبرات حزنا و خوفا عليه
فى المساء و مع اقتراب موعد العشاء تتعجب كل من ليان و اسيل و تهتف الاخيره " معقوله الوجبه المقدسه لابيه عمر حيفوتها؟"
ليان متعجبه " ده مش هو و بس....و مامى و بابى كمان "
اسيل " تفتكرى راحو فين؟"
ليان " مش عارفه....بس اكيد حنعرف لما يرجعو "
تصل سياره عمر لابواب المنزل قبيل موعد العشاء بدقائق فيدلف للداخل هو و ابويه فترحب بهم الفتاتان و تردد ليان بمرح " و الله مكنتش مصدقه ان ابيه عمر ممكن يفوت وجبه العشا "
ينظر لها عمر ببسمه رقيقه و ينحنى بالقرب منها يطبع قبله صغيره على جبينها و يردد بمرح "مقدرش مشوفش الخلقه دى كل يوم ع العشا اخاف احسن نفسى تتفتح للاكل و اتخن "
تنظر له بضيق و تشعر بالتنمر فتجيبه بامتعاض "الله يسامحك يا ابيه "
عمر بضحكه رجوليه " حيسامحنى يا ختى حيسامحنى ان مكانش بسببكم يبقى اكيد عشان انا ابن حلال "
تنظر هاله لزوجها غامزه بطرف عينها و تحدثه بصوت هامس " مش واخد بالك من عمر؟"
طه بفرحه" اول مره يضحك و يهزر كده"
هاله " بركاتك يا خديجه.... الا هو صحيح مقالش يعرفها منين؟"
طه " لا.... هو ابنك بيتكلم و لا يحكى مع حد غيرك...اقعدى انتى بقى قرريه و اعرفى منه ايه الحكايه لان بصراحه البت حتطلع من عينى لو ضيعها منه و بطريقه معاملته ليها دى مش بعيد متستناش حتى لما تم السن القانونى "
هاله بخبث " خلاص يبقى علينا نقربهم من بعض "
طه بتساؤل " ازاى؟"
هاله بتفكير " سيبنى افكر فيها شويه و بعد العشا حبقى اقعد معاه و اعرف منه ايه الحكايه "
طه بضيق " متنسيش تساليه ليه م**م ميعرفش حد بالجواز...يعنى معقول اننا منقولش لاخواته "
هاله " حاضر "
بعد الانتهاء من تناول العشاء ينظر عمر لابويه و يردد باجهاد " انا حطلع ارتاح شويه حاسس انى عايز انام"
طه بفضول " حتنام بدرى كده؟"
عمر " اه يا بابا عشان انزل الشغل بكره فايق...تصبحو على خير "
يجيب الجميع " و انت من اهله "
فور صعوده تنظر سميره لاخيها و تردد متسائله بفضول حذر " هو انتو كنتو فين انهارده؟"
طه " كان عندنا مشوار يا سميره "
يخبرها و هو يتجه لغرفته ف*نظر فى اثره و تردد بضيق " خلاااص...هو سر حربى، ما انا فهمت كنتو فين؟"
تنظر لها هاله و تحدثها بهدوء " ايه يا سميره مضايقه ليه كده؟ دى مره كل فين و فين لما بخرج "
تضع سميره يديها بخاصرتها و تردد باسلوب فظ " و انا كنت منعتك تخرجى....انتو كنتو عند عبد الرحمن و انا متاكده و مش راضيين تقولولى عشان مطلبش منكم تاخدونى معاكم "
هاله " و هو ينفع تيجى معانا، و بعدين بدل عمايلك دى ادعيله "
تبكى سميره و تردد بصوت مختنق " هو تعبان اوى يا هاله؟"
هاله " ايوه...الحكايه مش حتطول، ربنا يتولاه برحمته و يحفظله ولاده يا رب "
سميره بفضول و حيره " و هى شكلها بقى عامل ازاى؟ و زعلانه بقى عليه و لا مش هاممها؟"
تنظر لها سميره بتخاذل و تجيبها برفض لاسلوبها "ارحمى نفسك شويه...موضوع عدى عليه اكتر من 20 سنه يا سميره، انسى بقى"
تتركها لتتجه لغرفه عمر حتى تتحدث معه قليلا و لكنها فور فتحها لباب غرفته تجده ينام بملابس الخروج و لكنه قام بخلع سترته و قميصه فاصبح عارى الص*ر
اقتربت منه لتتاكد من نومه فتتمعن النظر بجسده و ما عليه من آثار للرصاصه التى اخترقته و ايضا آثار الت***ب و التى حاول اخفائها بالوشوم التى على جسده و ذراعه فتتن*د بحسره و حزن و تقوم بتدثيره جيدا فيمسكها من يدها يقبلها و يردد بصوت ناعس اجش
"ربنا يخليكى ليا يا امى"
هاله بحنان " و يخليك ليا يا حبيبى "
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
فى منزل خديجه
تضع راسها على الوساده تسترجع احداث اليوم فقد كان ملئ بالاحداث من دهشتها بدايه من معرفتها بان عمر له صله قرابه معها و نهايه بكتب كتابها عليه وسط خفقات قلبها و التى لا تستطيع تفسير سببها حتى الآن هل هو خوف من القادم و المجهول بالنسبه لها ام لشيئ لطالما شعرت به منذ لقائها الاول بعمر و اصرت على تجاهله او بالاحرى عمدت على ابعاده عنها
و على جانب اخر جلست حياه بجوار زوجها على الفراش تتحدث معه بامورهم فتردد " الست هاله دى شكلها طيب اوى و بتحب عمر جدا...ده انا اتفاجئت لما قلتلى انها مش امه "
يخبرها عبد الرحمن باستفاضه " ما هو طه برده كان خاطب بنت عمته و اتجوزها و خلف منها عمر و اتعرف على مراته التانيه لما بدء يشتغل فى مصر و يكبر شغله و اتجوزها و كان مخبى على اهله لحد ما حملت فى ابنه التانى و اضطر انه يعرفهم... وقتها ام عمر تعبت و رقدت من المرض "
حياه بدهشه " ازاى؟جرالها ايه يعنى؟"
عبد الرحمن" جتلها جلطه و فضلت سنه تعبانه و بعدها ماتت و عمر كان عنده بتاع 8 سنين و طه اخده لمراته تربيه مع ان اهل امه كانو رافضين بس محدش قدر يقف قصاد طه "
حياه بتعجب " و اخدته تربيه مع ابنها؟ و الله ست ذوق و بنت حلال.... بس هو شديد اوى يا عبده و يخوف كده "
يبتسم ابتسامه صفراء حزينه و يجيبها هاتفا بضيق "انا من بعد ما شفته مبقتش عارف اللى عملته ده صح و لا غلط؟ بس طه بيطمنى من ناحيته "
حياه بطمأنه " لا انا متفائله خير و شكله ابن بلد و جدع و يقدر يقف فى وش اخواتك... و فى الاول و الاخر دى جوازه على الورق "
عبد الرحمن باستسلام " على قولك "
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&