الحلقة الثانية

1978 Words
ترك المقبض و جلس هو و اخيه فى الصالة هتف حسام بطفولية "هو انت مفتحتش الباب ليه" لم يرد و ظل صامتا و شاردا تحدث حسام مرة اخرى و هو يهز كتف اخيه "مش بترد عليا ليه يا عا**" رد عليه عا** بشرود و دموع محبوسة "خفت افتحه" تسال حسام ببراءة قائلا "طب هو ايه الاصوات اللى كانت فى الاوضه دي" حاول عا** ان يظهر صلابته و قال بحنان هتلاقي ماما تعبانه يا حبيبي ، ادخل غير هدومك يلا ، عشان تلحق تذاكر" هتف الصغير بطفولية "طيب انا جعان" مسح عا** دمعه هاربه على خديه بعنف "مممم طب ادخل غير ، لحد ما اشوف في هنا اكل ايه" فى ذات الوقت فتح باب غرفة ابيهم، خرجت نسرين و هى ترتدى قميص نوم شفاف ومعاها سالم الذي كان عارى الص*ر و يرتدي سروال قصير انقبض قلبها بشده عندما رأتهم، و احست و كأن جبل من الثلج وقع عليها، حاولت ستر جسدها و لكن هيهات، فمهما فعلت ستظل عارية، كانت تنظر اليهم فى صدمة ظلت واقفه مكانها. اما سالم شعر بالارتباك و تمنى وقتها ان تنشق الارض و تبتلعه، كان لا يعلم ماذا يقول، كيف يبرر موقفه الذي يوضح كل شئ مهما حاول الدفاع عن نفسه نظروا اليهم الطفلين بصدمة حاولت نسرين التحدث بارتباك " انااااا اناا انا قاطعها بقهر عا** بصوت عالي قائلا "انتى ايييييه ، هو للدرجة دى سمعة ابويا هانت عليكى و لو هو هان، طب و احنا، احنا كمان هونا عليكى ت**رينا وسط الناس بالشكل هتف سالم بتوتر محاولا احتواء الموقف "عا** يا بنى اسمعني.. كانت عيونه حمراء من شدة الغضب "انا مش ابنك ،ولا يشرفنى انك تكون ابويا، كنت بتعمل ايه في فرشة صاحب عمرك يا سالم، بتنهش فيه عرضه و هو ميت دة احنا كنا بنعتبرك ابونا، تقوم تعمل معانا كدة كانت نسرين تقف تلطم وجهها و تبكى بصوت مكتوم اكمل حديثه و بدموع متحجرة "انتى بتخوني اختك ، انتى ايه يا شيخه عقلك دة فيه اييييه ،فضحتينا في البلد كلها، الناس كلها بتتكلم عليكم و على ق*فكم، مادام هتموتى على الجواز كدة كنتى اتجوزي، بدل ما تخلينا نمشي موطين راسنا وسط الناس، اخويا الصغير دة ذنبه ايه يشوفك بالمنظر دة، ذنبه ايه يتعاير بيكي تحدثت بهمس عالى نسبيا يظهر مدى خوفها "وطي صوتك، وطي صوتك ابوس ايدك، فضحتنا" تحدث الاخر بنفس ذات النبرة "هو انتو لسه هتتفضحوا ، ما البلد بأكملها عارفه وساختكم، اطلعي برة البيت انتى و الوسخ بتاعك" صعقت بعد سماعها هذه الكلمه، فتمالكت اعصابها و قالت بشئ من الشجاعة و هى تحرك حاجبيها الواحد تلو الاخر "هو انت يا حتة مفعوص انت جاي تعمل عليا راجل، و كمان عايز تطردنى من بيتى، مش اما تبقى كبير شوية و تعرف تجيب القرش تبقى تتكلم يا خويا، و البيت دة بيتى انا، ادخل فيه اللى انا عايزاه محدش لي عندي حاجه لا انت ولا اهل البلد الاوساخ اللى ملهمش سيرة غير نسرين عملت و نسرين سوت، و اللى مش عاجبه يسيب البيت و يشرب من البحر يا عنيه، انا حرة يا روح امك انت و هو اعمل اللى على كيفي ، و اها انا بحب سالم و هيدخل البيت فى اى وقت و اللى عندكم اعملوه" هتف سالم بتوتر "مينفعش اللى بتعمليه دة يا نسرين" تحدثت تلك المرة بصوت اعلى "يا خويا انت هتفلقنى انت كمان، ولا تكنش خايف من اتنين مفاعيص زي دول، عيشنا و شوفنا الرجالة بتخاف من عيال، قال بطلوا دة و اسمعوا دة ، خش يا خويا البس هدومك و اتكل على الله، انا جسمي واجعنى و مفييش حيل للمناهدة" ظل الجميع صامتا مذهولا من جبرت تلك المرأه فهى لم تشعر ابدا بأي ذنب اتجاه ربها و اهلها ولا حتى تشعر بالخوف من فعلتها الشنعاء فهى حتى لم تكلف نفسها فى جبر خاطر اولادها دخل سالم يرتدى ملابسه دون ان ينطق بأى كلام، كانوا ينظرون لامهم بحالة من الجمود ، غير مستوعبين ا******ة التى تتحدث بها ولا عدم خجلها من فعلتها، اما حسام الذي لم يعد يتحمل الموقف بعد و فقد الوعى فى الحال حمله عا** سريعا و اتجه به الى غرفتهم و هى فدخلت غرفتها و اغلقت الباب لا تبالى بما حدث لصغيرها اما خرج سالم دون اى كلام فى مكان اخر منزل بسيط يتكون من طابقين تجلس امرأتين، يظهر على احدهما الحزن قالت بثينه برفق "مالك يا زينب من ساعة ما جيت و انتى مقفولة قالت الاخرى فى ضيق "ماليش يا بثينه ماليش، تشربي ايه" تعجبت بثينه من نبرتها "ملكيش ازاى ، هو انتى جديدة عليا ولا ايه ، قوليلى سالم مزعلك ولا حاجة" **تت قليلا كأنها نست كل شئ ثم قالت "سالم، سالم عمل اللى متعملش يا زينب تغيرت تعبيرات بثينة الى القلق :عمل ايه كفالله الشر" تحدثت زينب بقهر "اخوكي ماشي مع نسرين اختى في الحرام، يعنى يوم ما يفكر يتطعنى في ضهري و ي**ني، يبقى مع اختي" ردت بثينة بعدم تصديق "نعم ازاى دة ، اكيد انتى فاهمه غلط يا زينب ،متصدقيش اللي بيتقال" هتفت زينب بقهر مكتوم "انا فضلت مصدقش اللى بسمعه، لحد ما شفتهم بعنيا، و فيييين ! في اوضة نومي على فرشتي" شخصت عينى بثينه بذهول "يا نهار اسود و منيل ازاي دة يا زينب و انتى كنتي فين، و ايه دخلها بيتك و انتى مش موجودة" اجهشت زينب بالبكاء "جت تزورني و تقعد شويه، قام هو بعتنى اجيب حاجات من السوق للغدا، قومت اشوف اللى ورايا و سبتها، ما انا مسبتش حد غريب، دة اختى اللي من لحمي و دمي، اروح اخلص مصالحي، ارجع الاقيهم في حضن بعض على سريري، شوفتي الحسرة اللي انا فيها يا بثينه، شوفتى اخوكى عمل فيا ايه بعد ما وقفت قصاد الكل عشانه" ض*بت بثينه على ص*رها فى صدمة "و انتى عملتى ايه اما شوفتيهم كدة" قالت زينب ببكاء و حسرة "هعمل ايه، فضلت اصوت و الطم على وشي و اشتم فيه و فيها، راح سبع البرومبة كتم بوقي، قال عشان يهدينى و تقوم البجحة التانية تقولى انا بحبه برقت بثينه فى صدمة "يالهوي نسرين تعمل كدة ، دة انتى اللى مربياها" ردت زينب و هى تندب حظها "كانت تربية وسخة، متمرش فيها العيش و الملح، حسبي الله و نعم الوكيل فيها و في اخوكى" هتفت بثينة فى هدوء حزين "و الوضع دة بقاله قد ايه" ردت زينب بحسرة "بقالهم سنه على الحال دة، بعد جوزها ما مات بشهرين، سنه و انا نايمة على ودانى و مش دريانه بحاجة و هى داخلة طالعه في بيتى وانا مستأمناها، ما انا مش معقول هخون اختي، تقوم الض*بة متجليش غير من القريب" اخدث تبكى دون توقف، فضمتها بثينه لتهدأها و لكن دون فائدة في قهوة شعبيه، يجلس العديد من الرجال منهم من يشاهد المباراه و منهم من يلهو و يضحك و هناك رجلين جالسين يحتسون كوبا من الشاى و يلعبون طاولة وحيد بتساؤل و هى يلقى النرد "عامل ايه يا محمود من اول النهار و انت على القهوة يعنى تحدث محمود و هو يغير موضع القرص الاسود "بينى و بينك اصل عيد جوازي انا و هويدا النهاردة و عايز احسسها ان ناسي" هتف وحيد بمزاح و هو يرتشف الشاى "ليه يعني مدبساك في هدية ولا ايه" تحدث الاخر و هو ينظر اليه "لا خالص، هويدا بنت اصول و عمرها ما شيلتنى فوق طاقتى، يعنى احتياجتها العادية، بس اللي بيعجبها بجيبهولها من غير ما تطلب" ابتسم وحيد و قال "طيب يا سيدي ماهو زي الفل اهو ، امال عايز توصلها انك ناسي ليه" تحدث محمود برومانسية "هي كل سنه بتجهز عشان نحتفل بيه، و طبعا هتزعل بقى ان ناسي ضحك بخبث لطيف و كمل كلام فبينى و بينك ، انا جايبلها هدية كانت عجباها ، و هجيبلها تورته و جاتوه و انا مروح،و نحتفل بقى بعد ما العيال تنام" نظر اليه وحيد مبتسما بتعجب "يااااه بعد العمر دة كله و بتحتفلوا، دة انتو بقالكم ١٥ سنه متجوزين" انفرحت اساريره حين تذكر ذلك "ايوة فعلا، بس والله يا صاحبى و ما ليك عليا حلفان ، هى بالنسبالي لسه عروسة، عمرها ما قصرت معايا ، حتى بعد ما خلفنا ال ٥ عيال، عمري ما طلبت منها حاجة و اتأخرت عليا ولا قالتلى انا زهقت من طلباتك، انا كل يوم بحبها اكتر من اللى قبله، بكون ملهوف عليها نفس اللهفه بتاعة اول يوم جواز، انا لسه بشوفها و اكنها بنت ١٧" تبسم وحيد متمنيا لهم السعادة "ياااااه للدرجة دي، ربنا يهنيك يا سيدي و يباركلك فيها" اغمض عينيه و قال "ياااارب" ثم اكمل حديثه بتردد "معلش يا حيد كان عندي سؤال رد عليه الاخر باستفهام "اسأل: قال محمود بتردد و حمحمه "انا اسف يعنى، بس هو انت ازاى سامح لسالم يعمل كدة فى اختك زينب، و ازاى سامح لنسرين اختك تمشي المشي البطال دة، دة سيرتها هى و سالم على ألسنة اهل البلد كلهم، انا اسف يا خويا، بس واجبى انبهك للي بيتقال في ضهرك" احمر وجه وحيد من الغضب ولم يستطع الرد لثوانى ثم قال "اهل البلد دول ولاد وس*ة عشان يخوضوا في عرض اختي بالشكل دة، انا عايز اعرف حالا انت جبت الكلام دة منين" تحدث محمود فى قلق من حالة صاحبه "اجيبلك مين ولا مين، انا قولتلك اللي سمعته عشان الموضوع ميكبرش اكتر من كدة و تلحق تتصرف" تحدث وحيد و عروق وجهه بارزة "و انت صدقت اللي اتقال على اختي دة يا محمود؟" قال محمود بهدوء "مش دى المشكلة ان اصدق ولا لا المشكلة دلوقتى انك تحل الموضوع، و بصراحة مش عارف اقلك ايه، بس الناس مبتجبش في سيرة حد من فراغ، و سالم بيدخل عند اختك كتير، و فى عدم وجود ولادها كمان، دة تسميه ايه؟ لم يستطع وحيد تمالك اعصابه اكثر من ذلك، قور قبضة يديه فض*ب الطاولة بعنف و قال بغضب "انا ماشي يا محمود و لو طلع كلامك غلط، انت عارف هعمل ايه ترك صديقه الذي يشفق على حالته، فهم فى كارثه لم يتقبلها عقل قال و هو حزين على حال صديقه " لا حول ولا قوة الا بالله، ربنا يخلف ظننا و يستر عرضها" كانت بثينة ترثى حالها " والله انا ما اعرف اى حاجة من اللى بتقوليها دي ، اها بسمع تراطيش كلام كدة من الناس ، بس مصدقتش ،اصل معقول سالم و نسرين ، هما اتهبلوا ، انا لولا بسمع منك دلوقتى والله ما كنت اصدق" كانت هدأت زينب قليلا و قالت بصوت مكتوم "امال انا اعمل ايه، مصيبة و اتحطت على دماغي و مش عارفة اعمل ايه" هتفت بثينة متسالة بلوم "و انتى مخدتيش موقف ليه ولا سيبتى البيت ولا حتى حكتيلى انا او حد من اخواته" تحدث زينب فى قلة حيلة " انتى ياختى الله يكون فى عونك، جوزك تعبان و بناتك الاربعة، هاجى ازود همك و بعدين هسيب البيت اروح فين هروح بيت ابويا، هو انا لسه صغيرة على الحاجات دى يا بثينة ،و الواد اللى معايا هعمل في ايه و هو متعلق بأبوه، انا رحت حكيت لمنصور اخوكى، و اتكلم معاه و التانى ولا هو هنا ودن من طين و التانية من عجين" بثينة بحزم و عصبيه خفيفه "لا يبقى مينفعش تسكتي ، لازم تاخدي موقف و حد يوقفله من اهلك، اصل الموضوع ياريته مع حد غريب كنا قولنا ماشى لكن دة مع اختك، و انا اما يجي ليا كلام تاني معاه" قالت زينب باستسلام و ألم "اخوكى خلاص عقله لحس، دة كل يوم و التانى عندها فى البيت" كانت بثينه غير مصدقه ما يحدث " كمان ، طب هو فين دلوقتى اتخفي في انهي داهيه ردت زينب و هى تمسح وجهها " اكيد عندها، ماهو كل يوم على الحال دة يجي من محل الكفته اللى فاتحه، يستحمى و ينزل يروحلها" هتفت بسخرية قائلة "و المحروس بيبقى عارف انك عارفه رايح فين" زينب بابتسامة مرة " هو انا في دماغه اصلا عشان يفكر فيا، اخوكي بقاله اكتر من ٦ شهور هاجرني يا بثينة" بثينة بصدمة "كمان هو الل هاجرك، يا بجاحته" قالت فى يأس و خذلان "انتى لو تعرفي اللى انا فيه ، هتدعيلى ربنا ياخدنى عشان ارتاح من العيشة دى هتفت بثينة في شفقة "بعيد الشر عليكى ياختى، متقوليش كدة يا حبيبتي ان شالله اللي يكرهك، خليه يعدي عليا النهاردة، همشي انا بقى" هتفت زينب فى لهفه كأنها ما صدقت وجدت شخص تحكى معه "ما تخليكى قاعدة شوية يا بثينة، دة انا ما صدقت جيتي" قالت بثينة بلين "عشان بس ياسر سيباه لوحده و انتى عارفة ان الكبد مبهدله، و البنات مش موجودين، بس هجيلك تانى، المهم تخلى المخفي دة يعدى عليا" تفهمت وضعها فقالت "ياختى الله يعينك على حالك، حاضر هقوله اما يجى، متتاخريش عليا يا بثينة، و تعالى باستمرار" كان يركض "وحيد" و يأخذ نفسه لاهثا، متجها الى بيت شقيقته و حين وصل
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD