الحلقة الاولى

3000 Words
بيت كبير، مكون من ثلاث طوابق غير الطابق الارضي و الذي كان عبارة عن مخزن كبير و محل مغلق، الوقت التاسعة مساء كان هناك رجلا يبدوا عليه الوقار يحمل العديد من الحقائب البلاستيكية و يدخل بها هذا المنزل و عندما يصل الى الطابق الاول بعد الارضي يقوم بفتح الباب و على وجهه ابتسامة مرحة و ينادى بصوت عالى عااا** ، حسام انتو فين يا ولاد انا جيت يسمع صوته اولاده الاثنين و يركضون اليه خارجين من حجرتهم و يقولون فى صوت واحد بابا حبيبى جه بابا حبيبى جه و تخرج على صوتهم سيدة فى بداية الثلاثين قوامها ممشوق و تمتلك ملامح متوسطة الجمال و تقول بضحك " ايه الدوشة دى كلها، بتعملوا ايه و ايه كل الشنط دى يا اشرف " رد عليها اشرف فى مرح و هو حامل طفله الصغير حسام ذو السبع سنوات و يضم عا** اليه ذو الرابعة عشر سنه " جبتلكم يا ستى حاجات رمضان كلللها و خزين للبيت يكفى شهر كمان بعد ما الشهر الكريم يخلص، و شوية لعب و لبس للاولاد نظرت اليه نسرين في امتنان و قالت فى حب " تسلم ايدك يا حبيبى تعبت نفسك ليه بس كدة دة انت جبت حاجات كتير اوى رد اشرف و على وجهه علامات التعب من لعب اطفاله " يا ستى لا تعب ولا حاجه، هو لو مكنتش انا اللى هجيبلكم احتياجتكم مين اللى هيجيبها يعنى، و بعدين العيال دى كانوا شبطانين فى لعب فى اخر خروجة، مهنش عليا يدخلوا رمضان من غير ما اجبلهم اللى نفسهم فيه " تصنعت نسرين الزعل و كرمشت ملامحها و قالت " يعنى جبت لولادك اهو اللى نفسهم فيه و نسيتنى يا سي اشرف " تحرك اليها اشرف و على وجهه ابتسامه تفهمها و قال بنظرة ذات مغذى " انا اقدر برضه انساكى دة انتى مراتى حبيبتى و نور عينى كمان ثم اخرج علبة حمراء من سترته و قال " جبتلك الاسورة الذهب اللي كان نفسك فيها يا حبيبتى تحولت ملامحها سريعا الى السعادة و انف*جت اساسيرها و قالت " اللله ربنا يخليك ليا يا حبيبي و ميحرمنيش منك ابدا، تعيش و تجيبلي" و كادت ان تأخذها منه، فأخفاها وراء ظهره و قال اشرف في مكر تعرفه جيدا " لااااا مش هتاخديها دلوقتى، اما اخد هديتى انا الاول ثم غمز بعينه و قال " بعد ما العيال تنام ابتسمت نسرين هي الاخرى و قالت " هعيشك ليله، ولا الف ليله و ليله، ادخل بقى كدة خد حمام لحد ما اجهز العشا و انيم العيال " قبلها اشرف من جبهتها و اتجه نحو المرحاض و هو يقول "يلا يا ولاد هتوضى و اجى اصلي بيكم ركعتين قبل النوم" رد عليه الطفلين في صوت واحد "حاضر يا بابا " اما نسرين فقامت بوضع الاشياء فى اماكنها و رتبت المنزل قليلا و شرعت فى تحضير عشاء لذيذ لها و لزوجها بعد نوم اطفالهم مرت الايام سريعا فى مرح معتاد و جاء اول يوم في شهر رمضان كانوا يلتفون جميعا حول الطاولة منتظرين اذان المغرب قال حسام فى طفوليه و هو يحرك ل**نه على شفتيه " هو.. هو ينفع اشرب انا عطشان اوى مش قادر" ضحك عا** على كلام اخيه قائلا "مش قلتلك بلاش تكمل صيام لحد المغرب و افطر الظهر اد*ك عطشت اهو" نظر اليه حسام فى حزن طفولى "ما هو انا كنت عايز افرح بابا ان قدرت اصوم اليوم كامل" تدخل اشرف في الكلام و قال بلطف "بس مش من اول يوم كدة يا حبيبي، كنت استنى اما تتعود شويه" رد حسام و كان ينظر الى الطعام و العصائر بشهوة " ما هو انا مكنتش اعرف ان هجوع و اعطش كدة، و بعدين عشان تجيبلى الهدية اللى وعدتنى بيها" ضحك الجميع على كلامه قال اشرف و هو مازال على وضعه " يعنى كل دة عشان الهدية بقى، مستعجل عليها انت، طب افرض بقى انا كنت بضحك عليك و مجبتهاش نظر الى والده في ثقة قائلا "لا يا بابا انا واثق فيك و انت مش بترجع في كلامك، و بعدين مش انت عودتنى انك اما تقول ان شاء الله على حاجه يبقى هتعملها، انت بقى قولتلى هتجيبلى الهدية ان شاء الله، فانا مصدقك" قبل اشرف رأس ولده الصغير فى حنو قائلا " ربنا يبارك فيك يا حبيبي، ايوة انا فعلا قلتلك ان شاء، بعد ما تخلص اكلك ادخل اوضتك انت و اخوك و هتلاقوا المفاجاة بتاعة كل واحد فيكم" التفوا حوله و قاموا باحتضانه و تقبيل يده خلال تلك اللحظة سمعوا اذان المغرب قال حسام بمرح و هو يجرى ليمسك بكوب العصير "هيه المغرب اذن، هشرررب اخيرا" و بدأ يشرب و يأكل و هم ينظرون له فقال اشرف مداعبا اياه "هتشرق يا واد على مهلك شوية الفطار مش هيطير تحدث حسام و فمه ممتلئ بالطعام "لا لا متخفش انا مش قادر ابطل اكل انا جعان اوى" نظر اليه عا** فى تقزز مصطنع قائلا "يا اخى الله يق*فك ابلع الاكل الاول و بعدين اتكلم" نظر اليه حسام فى عصبية طفوليه و قال "ملكش دعوة بيا يا رخم نينينيني" ضحكوا جميعا على مزاحهم قال حسام فى حماس "يلا بقى عشان نتف*ج على بكار" نظر اليه اشرف و قال "لا يا حبيبى ابقى اتف*ج عليه بعدين في صلاة مغرب و تراويح" بعدما انتهوا من الطعام قاموا بالوضوء سريعا و ذهبوا الى المسجد لاداء الفروض ظلت الحياة هادئة يذهب الاب مصاحبا الطفلين كل يوم الى المسجد لقضاء فروضهم و صلاة التراويح حتى جاء اليوم الذي تلقت فيه خبر حادث زوجها و ذهابها الى المشفى كانت تهرع اليه نسرين و هى تلطم وجها حتى وصلت الى المكان المقصود، قالت هى تلهث "ونبي يا خويا فى واحد جالكم دلوقتى فى حادثه اسمه اشرف عبدالله السمنودي" رد عليها الممرض في استعجال "ايوة يا ست بس حالته خطر اوى هو فى العمليات دلوقتى، ادعيله ربنا ينجيه صكت وجها و قالت بصوت عالى "لا ونبى ما تقول كدة، دة لسه فى عز شبابه و عياله صغيرين، ونبى يارب قومه بالسلامه" بعد مرور وقت خرج الطبيب و على وجهه بعض قطرات العرق، ركضت اليه و قالت فى خوف "طمنى يا دكتور، جوزى هو الل جوة دة ، هو كويس صح، مفيهوش حاجه" نظر اليها الدكتور في شفقة على حالها و قال " للاسف الحادثة كانت جامد و مقدرناش نلحقه، البقاء لله" احست و كأن صاعقة وقعت عليها لم تدري بشئ بعدها و عندما فاقا وجدت نفسها بمنزلها يلتف حولها العديد من السيدات اللواتي يرتدون الرداء الاسود، و يعلوا صوت نحيبهم و صراخهم اخذت تبكي نسرين هى الاخرى و تقول " يا لهوي يا لهوي يا لهوي، هعمل ايه من بعدك يا اشرف، سبتنى و مشيت ليه يا حبيبي، هيبقالى مين بعدك يا ابو عيالى، مين هيسال علينا و يشوف طلبتنا، مين هيبقى حنين علي العيال غيررررك يا اشرررف نطقت اسمه و هى تصرخ فى هلع قامت احد السيدات بتهدأتها قائلة " متعمليش في نفسك كدة يا ام عا**، دة قدر ربنا ياختى، حرام اللى بتعمليه دة، انتى كدة بتعذبيه" كانت نسرين تبكي و صوت نحيبها يعلو بشدة " اعمل ايه يا ام طارق سابنى و انا لسه في عز شبابي، هعمل ايه من غيره ولا هربي العيال دول ازاى لوحدي، وانا.. انا هكمل ازاى وانا لسه فى السن دة من غير راجل" ربتت عليها السيدة ام طارق محاولة تهوين تلك الكارثة التى احلت بها " قدر و مكتوب ياختى مينفعش نعترض، ربنا و اخد امانته و كلنا هنموت ياختى ما دايم الا وجه الله" قالت نسرين و هى ترتشف من البكاء " و نعم بالله ، و نعم بالله ربنا يصبرني و يصبر ولاده" في تلك الاثناء كانا حسام و عا** فى غرفتهم يبكون بشده على فراق والدهم، كان عا** يحتضن اخوه الصغير قال حسام بطفولية و هى ينتحب "هو احنا كدة مش هنشوف بابا تانى يا عا**، يعنى خلاص هو مشي و مش راجع رد عليه عا** محاولا النزول الى تفكيره الصغير " لا يا حبيبى، بابا سافر بس رحلة بعيدة شوية، و احنا كمان هنروحله اما ربنا يأذن رد عليه حسام فى براءة " طب هو ليه ماخدنيش معاه، انا بحبه اوى، مش هو كمان بيحبنى ليه سابنى لوحدي" دمعت عيني عا** اكثر و قال بلهفه ممزوجه بالخوف " بعيد الشر عليك يا حسام متقولش كدة تانى، انا مبقاش ليا غيرك انت و ماما رد عليه اخيه الصغير هو على نفس حالته "شر ليه مش هو بابا راح رحلة" ابتسم عا** في حزن على حال اخيه الذي تيتم مبكرا و قال " ايوة يا حبيبى، بس هى رحلة بعيدة اوى، بس مش هرجع تاني" رد عليه بطفوليه و بكاء " طب ليه مش هيرجع، يعنى هو مبسوط و هو بعيد عننا، انا زعلته في حاجه عشان يسيبنى و يمشي" ربت عا** على ظهره الصغير و قال بدموع " عشان يا حسام الرحلة دى مش بيروحها غير اللى ربنا اختارهم بس، فااحنا كمان اما ربنا يختارنا هنروحله" تكلم و الدموع متجمعه داخل مقلتي عينيه "طب هو مبسوط هناك، و ربنا بقى هيختارنا امتى عشان نسافرله" ابتسم بحزن على سذاجة ذلك الصغير و قال " ايوه هو مبسوط بس انت ادعيله دايما ان ربنا يدخله الجنه، عشان خى دى اكبر مكان فى الدنيا فى حاجات حلوة، و احنا بقى اما نروحله هنعيش معاه فيها" سكت قليلا كأنه يفكر و قال "يارب بابا يعيش في الجنه يارب ثم اكمل بحزن و بكاء " بس انا كدة مش هيبقى في حد حنين عليا تانى، حتى ماما بتض*بنى اما بعمل حاجه غلط، و بابا كان بيحوش عني، دلوقتى هى لو عملت كدة مين هيمنعها، مين هيخلي باله مني" تذكر عا** حنية والده عليهما و قال " محدش هيقدر يأذيك او يضايقك طول ما انا عايش" ضم اخيه اليه بقوة، محاولا مطمئنته و تهدأت روعه عدت الايام و الشهور فى سرعة البرق، و كانت حالة الولدين تزداد سوء، بسبب معاملة والدتهم التى تغير حالها، و التى ما باتت تهتم بعدم وجود زوجها و بعد مرور شهر من وفاته، عادت حياتها الطبيعية كما كانت، ترتدي الملابس الملونه و تخرج من المنزل فى اية وقت، لظرجة ان اهل القرية تعجبوا من جرائتها الزائده، و ظنوا ان عقلها قد ذهب فور موت زوجها كان الناس يشفقون علي حالها ظنين انها ما زالت فى حالة صدمه، اما اولادها فكانت دائما ما تصرخ عليهم و تض*بهم احيانا اخرى، كانت نموذج للام القاسية التى انتزع منها لين القلب، و لكن امام الناس كانت تظهر ة كأنها ام مثاليه، لا يضاهيها احد في حب اولادها على طريق رئيسي، امام منزل اشرف السمنودي شخص ما يقوم بفتح البوابة و بيدخل شخص مجهول قائلا بتشفي " شوفت ياعم اهو طالع عندها زي كل يوم اهو و ينزل قبل ما ولادها يجوا، وانت مكنتش مصدقني،تقول ايه بقى !!" شخص اخر قال فى تعقل و حسن نية " يا سيدي جايز بيعملها حاجة في البيت، بلاش نسوء الظن" الشخص الاخر رد عليه بمكر " كل يوم بيعملها حاجة في البيت، و هو بقى بيفهم في كل حاجة، ايه مفيش صانيعية في البلد" رد الشخص الاخر فى عدم تصديق " انا مستغرب والله و مكنتش مصدق، بقى سالم يعمل كدة، و مع مين ! مع نسرين رد عليه الاول في خبثو كأنه وجد فريسته الجديد كي ينهش فيها " يا عم الناس مش هتتكلم من فراغ، و العيب عليها انها سمحاله يطلع بيتها و مفيش راجل، ايه قولك بقى هاه !!" رد الشخص الثانى فى حكمة قائلا " العيب عليهم هما الاتنين، هو كمان عنده سومعه و الناس اتكلمت عليه زيها بالظبط" رد الاول محاولا تبرير موقف الرجل "بس هو راجل و محدش هيلومة" رد عليه الشخص الاخير بقطع "مفيش فرق بين راجل و ست، عند ربنا الاتنين زناه، الاتنين بياخدوا نفس الذنب هذه هي معيشة الناس، يعشقون النميمه و الذم في اعراض الناس، خاصة اذا وجدوا من يسمحلهم بذلك، لا احد يبالى بمشاعر اهل المذنب، فكلهم يجلدون بدون رحمة فى احدى الشوارع الريفية وقت الظهريه، اما المدرسة، كان هناك مجموعة من الشباب يعا**ون فتاه، فقام عا** بالدفاع عنها، و حدث مشاده كلاميه بينهم و تطورت الى الضرب فقام عا** بض*ب زميله احمد و قطع له قميصه قال احمد فى صوت عالى و وجه احمر من الضرب "انت بتتشطر عليا انا يالا ، روح شوف امك اللى كل يوم مع جوز خالتك فى السرير يا وس*" قال عا** فعصبيه و غيظ " انت ازاى بتقول على امى كدة يا بن ال*لب انت و شرف امى لاوريك" و هم انا يض*به ثانية و لكن قام بعض وملائهم ببعدهم عن بعض قال واحدا من اصدقاء احمد فى تشفي " هى امك عندها شرف اصلا يالا ، دة البلد كلها عارفه انها مقضياها مع جوز خالتك من وقت ابوك ما مات" شخص ثالث يضحك محاولا السخرية و التقليل منه " سايب امه بتن*م مع راجل غريب ، و جاى يعمل نفسه راجل علينا عشان بنعا** واحدة " كان يسمع الى تلك الكلمات السامة دة و هو مصدوم، لم يقدر عقله على استيعاب تلك الحقائق الب*عة، لم يصدق ان امه من تفعل هذا، او ان هؤلاء يتحدثون عنها بهذه الطريقة المهينة ، كان يقف حسام بجانبه ، فامسك يديه الصغيره و هم بالتحرك حتى لا يسمع شئ اكثر مما قيل نظر اليه حسام و قال ببراءة "هو صحيح الكلام اللى بيقولوه دة يا عا**" مسح عا** دمعة نزلت من عينه غصب عنه و قال " لا يا حبيبى دة كلهم كدابين ، بيقولوا كدة عشان يضايقونا وخلاص " رد عليه حسام بصوت متقطع و بيرتشف من العياط " ب ب بس اااا انا شفتهم ، شفتهم يا عا**" رد عليه عا** بخوف و عدم فهم او بمعنى اصح رفض ان يفهم " شفت مين يا حسام اتكلم رد عليه الصغير و هو على نفس حالته " شفت عمو سالم و ماما و هو حاضنها و بيعملوا حاجات عيب" ظل ثابتا ناظرا الي اخيه و هو في حالة شلل تام عن التفكير او ابداء اى ردة فعل، هم بالسير مع اخيه، كان يمشي هائما على وجهه فى عالم اخر، فهو ما زال صغير على تلقي كل هذة الصدمات المتتالية اصبح حسام طفل عنده ٨ سنوات فى الصف الثاني الابتدائي و عا** عنده ١٥ سنه فى الصف الثالث الاعدادى في شقة واسعه، مفروشه الى حدا ما بفرش قيم يجلس شخص عاري الص*ر على اريكة و بجانبه سيده، لم تعرف ملامحها من كثر المكياج، ولا لون شعرها الارجوانى قال سالم في شهوة و نظرة زائغه "بقلك ايه يا ننوس، ما تقومى كدة ارقصيلى شويه ، وحشنى رقصك اوى ردت عليه بضحكة خليعه، لحظة هذا الصوت سمعته اذني مرات عديده، انهاااا.. انها نسرين التى قالت "هو انت مبتزهقش منى ضحك سالم بخشونه و هو يضع يده على خصرها "حد يزهق من الملبن برضه، قومى يلا" تحركت نسرين من جانبه قائلة "انت تؤمر يا سيد الناس من عنيا" قال سالم بمغازلة "تسلم عيونك يا قمر" قامت و هى ترتدي قميص نوم عاري الص*ر من الخامة الستان، واضعة حزام اسود على خصرها مما زادها انوثة بدأ تتمايل على الاغانى ، كانت ترقص بطريقة فظة و مقززة و اثناء ذلك قام سالم و هم بحملها هى ترقص و دخل بيها حجرة النوم .. في تلك اللحظات، كان عا** و حسام وصلوا الى المنزل، عندما دخلوا ،استمعوا الي صوت انين غريب يأتى من اتجاه حجرة النوم كان عا** يقترب و هو مرعوب من ان كلام اخيه و الناس يصبح صحيحا، فهو لم يستطيع تحمل اى انتكاسات بغد وفاة والده ، ظل يتحرك بخطوات بطيئة حتى اقترب من باب الغرفة، مكث متردد كثيرا في ان يفتح الباب ام لا يده كانت تترعش فهو رافض ما كان يسمعه، عقله الصغير لم يتقبل هذا مش عايز، كانت الدموع تتمركز في عنيه في بيت ريفي بسيط مبنى من الطين و مزخرف من الخارج بالالوان الزرقاء و الصفراء الجميلة، امامه العديد من الطيور و الماعز و الغنم، فى فناء الدار تجلس سيدة كبيرة في سن ٧٠ سنه ترتدي عبائة بسيطة باليه و امامها بوتجاز صغير يتكون من شعلة واحدة، كانت تقوم بطهي الطعام يبدو شهيا من رائحته الذكيه وكانت تجلس بجانبها امرأة ثانية اصغر في العمر و يوجد تشابه كبير بينهم تبدو فى سن الاربعين كانت تقوم بتنضيف البط من الريش قالت السيدة العجوز و هى تقلب الطعام و التى تدعى سميحة "جوزك فين يا هويدا من ساعة ما خرج الصبح مجاش: قالت هويدا و هى منتبهه في عملها "معرفش ياما ، هو قالى انا رايح لواحد صحبى هقعد معاه شوية و ارجع" نظرت اليها سميحة و هى تضيق اعينها "كل دة عند صحبه، جتك خيبه عليكى و على امك" نظرت اليها هويدا فى لوم و استفهام قائلة "ليه الغلط بس ياما الله" تركت سميحة الملعقة و نظرت اليها ابنتها بتركيز "يا بت يا هبلة ، هو يقولك رايح لصحبى وانتى تصدقيه كدة على طول و تديله الامان يا خايبة رد عليها هويدا في طيبة "يعنى هيكون راح فين بس، ولا هو هيكدب عليا ليه" حركت سميحة شفايفها في خبث "شوفوا يا ناس البت و هبلها، هو في حد يدي امان للرجالة يا بنت الموكوسة ، دة بيبقى في حضنك و يبص لغيرك ،ما بالك بقى لو سبتيله الحبل على الغارب و وثقتى فيه و سبتيه يروح هنا و هنا على كيفه هيعمل ايه" نظرت اليها هويدا محاولة ان تستشف ما تقصده والدتها "قصدك ايه ياما بكلامك الماسخ دة" رفعت سميحة حواجبها و اخذت في تحريكهم في سخريه "قصدى اللى فهمتيه يا عين امك ، حطى عينك فى وسط راسك و حاوطى على جوزك بدل ما تيجى واحدة تلطشه منك، ولا مشوفتيش اللى حصل لزينب جارتنا، اهو جوزها بي**نها مع اختها ولايفين على بعض،و هى يا عين امها لا حول لها ولا قوة" حاولت هويدا في تغير مجرى الحوار، فهى لا تحب الخوض فى اعراض احد فقالت "الله اعلم ياما كلام الناس كتير، و جايز يكونوا بيقولوا كدة و خلاص" برقت سميحة فى تعجب من امر ابنتها قائلة "شوف البت ، يا هبلة هو فيه دخان من غير نار، ضروري يكون حد من اهل البلد شافوه و هو داخل عندها" ردت هويدا بوجه ثابت و اسلوب قاطع قائلة "مالناش دعوة بحد، دى اعراض ناس و مش عايزين نتكلم على حد عوجت سميحة شفتيها في خبث قائلة "هو انا اتكلمت ولا قلت حاجه ، انا بوعيكى تخلي بالك من جوزك ، اد*كى شفتى الاخت عملت في اختها ايه ما بالك بالغريبة، الل تبجى تلطشه منك و تاخد اللى وراه واللى قدامه " نظرت هويدا اليها فى عصبية و نفور من اسلوبها "يووووه بقى ياما على كلامك اللى زي السم دة، انا هقوم اروح بيتي احسن بدل القعده اللي كلها غم دية" تركت ما كانت تفعل و قامت و غسلت يديها و ارتدت ملابسها و ذهبت الي بيتها قالت سميحة فى تعجب من اسلوب ابنتها "شوف البت بوعيها تقوم تسبنى و تمشي، بدل ما تيجى تبوس ايدي و تقولى ربنا يخليكى ليا ياما، قصره اما اقوم اشوف هناكل ايه" كان يستمع الى همهمات و انين غير مفهوم، بداخله شعور بالحزن و ال**رة فما سمعه ليس سهلا على اى احد، كان حسام يقف بجانبه و حالته لا تقل سوء عنه يشعر بنفس هذا الشعور البغيض و الدموع تسيل على وجهه دون توقف اما عا** مسك مقبض الباب و فجأة....
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD