بسم الله
خرج تميم وهو حامل ساجدة فدفعت جانا يد التايبان بقوه و قالت بغضب
-مش خدت اللي انت عايزه؟ سيبني بقى
ليجيبها الاخر ببرود
-وانا هسيب حد شاف شكلي و سمع صوتي؟!
قضبت جانا حاجبيها ثم قالت بنفس غضبها
-صدقني اول ما اخرج من هنا هبلغ عنك و هعرف العالم كله مين هو التايبان
فابتسم الآخر وقال
-كل همك الفلوس وبس فمتقنعنيش انك هتعملي كده عشان خايفة على البشر مني يعني
رفعت جانا حاجبيها بدهشة قائلة
-لا همي مش الفلوس انا وظيفتي اني افضح اللي زيك عشان الناس تخلي بالها من اللي حواليها
ليضحك الآخر بسخريه وهو ينظر الى اعين جانا بشكل مباشر فجعلها ذلك تتلعثم في الكلام ولا تعلم ما الذي تقوله وما ان **تت حتى نظرت في جهة أخرى كي لا تقابل عيناه الحاده و تتوه من نفسها مرة أخرى وما ان فعلت حتى امسك هو فكها بقوة ليجبرها على النظر اليه و قال بنبرة تخلو من المشاعر
-وظيفتك مبنية على الكذب...الهدف جمع الفلوس و الشهرة يا جانا عارفه ليه؟ لان اللي بيقول الحقيقة بيموت
فابتلعت هي ريقها و ظلت صامتة ليتابع هو بهدوء
-لو انتي فعلا زي ما بتقولي هدفك مش الفلوس فانا اراهنك اني بعد ما اوريكي الجحيم مش هتلاقي حد أهتم للموضوع لأننا عايشين في عالم منافق
ترك التايبان فك جانا ثم قال وهو يشعل سيجار
-هوريكي العالم الحقيقي في أسبوعين يا جانا آل ناصر و اقسملك هيبقوا أسوأ من الجحيم نفسه
على الرغم من شعور جانا بالقليل من الخوف الا انها تشجعت و قالت
-و بعد الأسبوعين؟
اجابها الآخر وهو ينفث الدخان ببرود
-هرجعك لاهلك و ولا كأننا اتقابلنا أصلا
فحكت جانا وجنتها بخفة وهي تشعر بالريبة من طريقة حديثه تلك فهي لا يمكنها الوثوق به و بعد لحظات قالت
-ايه اللي يخليني اثق فيك؟
ابتسم التايبان ثم قال بهدوء
-سواء وثقتي او لا اللي قولت عليه هو اللي هيحصل
لتبادله الأخرى الابتسامة و تقول ببرود
-مش باجي بالعناد انا و مش هخاف منك ولو فكرت لحظه ان نقطة ضعفي هي ساجدة تبقى غلطان لانها نقطة قوتي
فاقترب التايبان من جانا و قرص وجنتها باستفزاز و قال
-شاطرة....يلا بدل ما اسيبك هنا واخرج
لتدفع جانا يده بينما تركها هو و خرج من القبو لتخرج هي بعده وهي تشعر بالدوار الشديد والعطش وما كادت تصعد على الدرج الا و بدأ كل شيء يتلاشى أمامها فقوتها الزائفة انهارت بالفعل وما كادت تسقط ارضاً الا وشعرت بمن يحملها و يقول بنبرة ساخرة
-بتكلميني بكل ثقة وانا بشيل ضعف وزنك ف التدريب
لم تشعر جانا بشئ سوا انها ض*بت كتفه بضعف غائبة عن الوعي بعدها لينظر التايبان الى ملامحها الطفولية مبتسماً نصف ابتسامة
......
مرت ساعات الليل في هدوء حاملة في طياتها الكثير من مشاعر البشر منها الحزين و منها السعيد و أخرى مضطربه فهذه هي الحياة لا يمكنها ان تكون سوداء او بيضاء بل هي رمادية لا يوجد سعادة ابديه ولا حزن ابدي
***في تمام السابعة صباحاً***
أرتدى اوس ساعة يده ثم ذهب ليقبل خد وردته النائمة وهو يتعهد من داخله ان لا يسمح لأحد ب**رها اياً كان ليتركها بعدها ثم يذهب ليتفحص هاتفه و عندما فعل حك ذقنه بخفه قائلاً
-اول مرة جانا تختفي كده
كاد اوس ان يقوم بالاتصال بها الا ان جاءه اتصال من حامد والد زوجته فزفز بضيق ثم أجاب على الهاتف و قال وهو يهم بالخروج من المنزل
-حامد باشا اخبار حضرتك ايه؟
ليجيب الآخر بنبرة حزينة
-بخير يبني والله لكن...
ما كاد يكمل الا وقاطعه اوس
-عارف اللي هتقوله عشان هشام ف من الأفضل نتقابل احسن تمام؟
ليبتسم الآخر بمكر قفد نال مبتغاه و قال
-اللي تشوفه يبني
فتابع اوس حديثه
-حضرتك ابعتلي الوقت اللي يناسبك و نتقابل
وافق حامد ثم اغلق الخط و قال بخبث
-اهو اشوفك و اشوف بتفكر في ايه عشان اعرف طريقي هيبقى منين
اما في لبنان فكانت الساعه ٨ صباحاً و بينما آيتن واقفه امام مرآة حمام الشركة و ترتب مظهرها دخلت صديقتها المقربه فقالت آيتن وهي تضع احمر الشفاه
-روان حبيبتي حلو اللون ده؟
فأجابت الأخرى بملل
-آيتن اش فايدته اللي عم تسويه؟ ترا مستر احمد خاطب و بيحب خطيبته
لتقول آيتن بتذمر
-انا غلطانه اني سألتك بعدين هو بيحبني انا لانو لو كان بيحب خطيبته مكنش بصلي من أساسه
فزفرت روان ثم قالت
-شوفي يا آيتن مو بكيفك الموضوع و انا من وجهة نظري اشوف انو بيتسلى بيكي لاني يوم قابلت خطيبته ما كان فيها شي ينعاب للامانه كانت كثير محترمه و مهذبه وهو كان فخور فيها
لم تجبها آيتن فاقتربت روان منها و قالت بنبرة هادئة
-ما ابغى ازعلك بس انا اقولك اللي اشوفه و انا من حبي فيك أخاف يزعلك او يجرحك لانو انتي تحبيه...كمان انا ما راح كون معاكي طول الوقت لانو بسافر لأهلي
قضبت آيتن حاجبيها ثم قالت
-يعني مش هترجعي لبنان تاني؟
فحكت روان وجنتها بخفة و قالت
-والله ما ادري يمكن أرجع زيارة
عانقت آيتن صديقتها المقربه لتقول الأخرى وهي تمسد على شعرها
-لا تآمني لواحد بي**ن ثقة زوجته او خطيبته فيه لانو مثل ما سّوى معها بيسوي معك تمام؟
اماءت آيتن لها لتبتسم روان ثم تتركها و تخرج لتكمل عملها بينما تلقت آيتن رسالة من أحمد يقول
-تعالي على مكتبي عايزك
ف*نهدت ثم خرجت
.....
فتحت جانا عينيها ثم اغلقتها مرة أخرى عندما وجدت ضوء الشمس قوي لتفتحها بعد لحظات لتستوعب اين هي و ما ان فعلت حتى اعتدلت بهدوء لتنظر الى الغرفه حولها باستغراب وهي تجد نفسها على فراش واسع و مريح في غرفه واسعه ولكن تبدو قديمة خاصه بوجود تلك النافذه الخشبيه الكبيرة في الغرفة فنهضت جانا وهي بالكاد تشعر بقدمها وما ان اقتربت من النافذه و فتحتها حتى رأت حديقه واسعة للغايه و قديمة ولكن ما أثار ذهولها هو منظر الجبال الشاهقة من بعيد فلم تشعر بنفسها الا وهي تبتسم و بعد لحظات تذكرت ما حدث فقالت بصدمة
-ساجدة فين؟!
ركضت جانا تجاه باب الغرفه و ما ان فتحته حتى وجدت التايبان امامها فقالت
-ساجدة فين؟
ليقول هو ببرود
-صباح النور
قضبت جانا حاحبيها و ما كادت تدفعه لتخرج الا و استمعت لصوت ضحكات صغيرتها فنظرت للتايبان و قالت
-وسع هروح لساجدة
ابتعد التايبان ببرود من طريقها لتركض هي تجاه الصوت حتى وجدت نفسها امام باب غرفه خشبي قديم ففتحته بسرعة لتذهل ما ان ترى تميم يطعم ساجدة و يداعبها فتصنمت في مكانها ليأتي التايبان من خلفها ثم يقول بهمس
-تقريباً بنتك مستمتعه معانا
التفتت جانا له ثم نظرت باستغراب و عدم فهم و قالت بصوت منخفض
-عايز ايه مني؟ مش خدت الفلاشه؟ خليني امشي بقى
فابتسم ثم قال بهدوء
-كمان أسبوعين بس قبل كده لو مشيتك من هنا هيبقى على قبرك
لتنظر له هي بكره ثم تقول بنبرة حاده
-انت مريض نفسي
لم تتبدل ملامح التايبان وانما قال
-كلنا مرضى نفسين
فدفعته ثم دخلت الى صغيرتها وهي تشتعل غضباً و قالت
-ساجدة تعالي هنا
فنظرت لها ساجدة بخوف و قالت
-ماما ساجدة عملت حاجة وحشة؟
امسكت جانا يد ساجدة و قالت بنبرة غاضبة
-خليكي معايا
فادمعت ساجدة ثم نظرت الى تميم لينهض هو من مكانه و يقول
-هو ايه اللي خليكي معايا...انتو الاتنين مخطوفين أصلا بعدين متخوفيهاش كده
حاملاً بعدها ساجدة لتعانقه هي بينما وقفت جانا في مكانها قائلة بصدمة
-ساجدة...حصل ايه؟
لم تجبها ساجدة ليأتي التايبان ممسكاً بيد جانا ساحباً إياها للخارج
و عندما فعل تركت جانا يده بقوه قائلة بحدة
-مش هقعد هنا أسبوعين
فابتسم التايبان ثم قال باستفزاز
-مش بمزاجك اتفقنا اتفاق يبقى نكمله للآخر
لتغلق جانا عينيها كي تتمالك اعصابها فهي الآن في مأزق بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ففكرة ان يختطفك شخص ما مرعبه ولكن المرعب اكثر ان لا تعلم ما ينوي على فعله بك ليسترسل التايبان حديثه
-هنسافر النهاردة و في هدوم فالاوضه اللي كنتي فيها....هدومك يعني
فنظرت له جانا ثم قالت بهدوء
-انت مين؟ وليه بتعمل كده؟
ليجيبها التايبان بنبرة هادئة
-التايبان
حكت جانا م***ة راسها ثم قالت
-عارفه انك التايبان بس مش فاهمة انت عايز مني ايه؟كل ده عشان منشرش عنك حاجة و تتسجن؟
فأجاب وهو يهم بالرحيل
-مش كل اللي بنشوفه حقيقي
قضبت جانا حاجبيها بعدم فهم ليتركها هو ويرحل فظلت هي واقفه في مكانها حتى شعرت بيدين تمسكها فنظرت لتجد ساجدة تنظر لها وهي تبكي و تقول
-ساجدة أسفة عشان زعلت ماما
لتبتسم جانا ثم تنحني لتحمل صغيرتها و تقول
-وانا كمان آسفه عشان زعلت جوجو و خوفتها
فعانقتها ساجدة ثم أسندت رأسها على كتف جانا كي تنام و ما إن فعلت حتى جاء تميم و قال
-جانا عايز اكلمك
اماءت له جانا فذهبت لتضع ساجدة في الغرفه كي تنام و خرجت بعدها لتميم الذي حك شعره بخفة و قال
-عارف انك خايفة خصوصا انك لوحدك مع اتنين اول مرة تشوفيهم
ظلت جانا صامتة فقط تنظر له ليتابع هو
-بس اتأكدي ان التايبان مش هيأذيكي
ما ان انتهى تميم حتى قالت ببرود
-ولما هو مش هيأذيني مقعدني هنا ليه؟ تمام قوله يسيبني وانا وعد مش هقول لحد عنه حاجة و ولا كأننا اتقابلنا
فضحك تميم و قال ساخراً
-اللي التايبان بيقوله بيحصل
فدبدبت جانا على الأرض بغضب ثم تركته و ذهبت لتجلس في الغرفه وحدها علها تجد حل و بعد لحظات نهضت لتنظر من النافذة بحثاً عن مخرج فلم تجد سوا السور الذي يحيط بالقصر لتدمع عينيها للحظات و الكثير من الأفكار تدور في رأسها فوضعت يدها مكان قلبها و قالت بندم
-كل ده بسببي....ساجدة ممكن تتأذي بسببي انا مع اني وعدت رهف اموت ولا اسمح لساجدة تتأذي
مسحت جانا دموعها ثم قالت مشجعه نفسها
-اموت ولا اسمح لحد يأذيها
و بعدها خرجت من الغرفه وهي عازمة على انهاء ذلك الهراء اما من جهة أخرى
.....
رحب اوس بالسيد حامد بحرارة و ما ان جلسا في مكتب اوس حتى بدأ الآخر يسأل عن أحوال ورد بشكل ودود حتى قال في النهاية بشئ من الندم
-اوس يبني انت عارف هشام لسه صغير و....
ما كاد يكمل حديثه حتى قاطعه اوس بنبرة جادة
-عارف ان هشام لسه صغير بس ده مش معناه اننا نسيبه يعمل الغلط و زي ما قولتله هقول لحضرتك مقدرش اساعده بحاجة غير لما يعترف جاب الم**رات منين غير كده انا مش مسؤول عن اللي هيحصل
فقضب حامد حاجبيه ليسترسل اوس حديثه
-المرة ديه هشام مش جاي في خناقه يتعمل محضر و يخرج ده جاي في قضيه م**رات و هيتنقل للنيابه يتعمله تحقيق لحد ما نعرف جابها منين
فحك حامد ذقنه بخفة وهو يفكر و بعد **ت دام للحظات نهض و قال
-ماشي يا اوس يبني انا عارف ان مفيش حاجة ب ايدك...استأذن انا اروح اشوف محامي و هبقى ارجع اشوف هشام ابني يمكن اخليه ينطق بكلمه
اماء له اوس و ما ان خرج حامد حتى شرد اوس في المكان الذي كان يجلس فيه حامد ليحمل هاتفه بعد لحظات ليتصل بزوجته
***في لبنان***
نظر احمد الى هاتفه فوجد ان جانا لم ترسل له أي رسالة منذ آخر لقاء فأرسل لها
'وحشتيني....مختفيه فين؟''
لتدخل آيتن في تلك اللحظه ثم تقول بهدوء
-حضرتك طلبتني؟
ابتسم هو لها ثم أشار بالجلوس و قال بمكر
-وحشتيني قولت اشوفك
بادلته آيتن الابتسامه وقد نسيت كل ما حدثتها صديقتها عنه ليقول احمد
-ما تيجي نخرج سوا بعد الشغل؟
وافقت آيتن على الفور فضحك احمد و قال
-انتي عسل اوي....حد قالك كده من قبل؟
شعرت آيتن بالخجل فنظرت للأسفل لينهض احمد من مكانه ثم يقترب منها و يقول
-مش عايزك تت**في مني
فضحكت آيتن ليكمل هو
-يلا روحي شوفي شغلك بقى و ابقي هاتيلي ملف شركه (٠٠٠)
فاماءت هي له ثم تركته و خرجت و ما ان فعلت حتى استند هو على مكتبه و نظر تجاه الباب بملامح باردة وهو يتعجب من داخله كيف لفتاة ان تثق به هكذا على الرغم من علمها بأنه خاطب لغيرها فنصيحه لكل فتاة كوني شامخة كالجبل لا تهزك ريح ولا تجذبكِ كلمه ولا تأخذ عقلك ابتسامه فمشاعرك و قلبك ليست بلعبه بل هي كنز ثمين لن يناله الا من يستحقه ولن يراه الا من جاهد لأجله فاللصوص كثر لهم حيلهم في الخداع و المكر ولكن ان كانوا هم لصوص فكوني انتي تلك الأنثى العربيه القي الرماح على كل من يحاول ايذاءك ولا تنتظري من احد الدفاع عنكي فكوني يا ابنه حواء قويه و شامخة كوني انتي ملجأ لنفسك و كوني قويه لأجل نفسك انظري للمرآة بغرور و قولي بثقه هذه انا لن يلمس قلبي الا من يجاهد لأجلي
اما من جهة مختلفه تماماً
اسمتعت جانا الى صوت التايبان يتحدث في هاتفه من غرفه ما فاتبعت الصوت حتى وجدت نفسها امام باب مكتب فاقتربت من الباب بهدوء علها تستمع لأي شيء
التايبان بحده و صوت يختلف عن صوته الحقيقي
-النهارده يكون قدامي في المخزن مع التسجيل مش عايز ف جسمه حتة سليمه فاهم؟
اغلق التايبان الخط ثم نظر الى هاتفه و قال ببرود
-هخليه يكره يوم ما شاف الشمس
و فجأة و بدون مقدمات اقتحمت جانا الغرفه بغضب عارم و قالت
-انت ازاي عديم القلب كده ها؟ اقسم بالله بس اخرج من هنا وانا مش بس هقول مكانك انا هقول شكلك و صوتك و كل حاجة تخصك
لم يبد التايبان أي ردة فعل وانما اشعل سيجاراً و بدأ يتفحص هاتفه بهدوء لتض*ب جانا على المكتب امامه بقوة و تقول
-لما أكون بكلمك تبصلي وانا بتكلم
فنظر هو لها بطرف عينه و تابع ما كان يفعل لتسحب جانا الهاتف من يده ثم تلقيه على الجدار بقوة و بعدها قالت مصطنعة الهدوء
-بتعصب لما كلامي مبيتسمعش
لينهض التايبان من مكانه و قد احتدت ملامحه و برزت عروقه و بدأت وتيره أنفاسه تتزايد من شدة الغضب و ما ان اصبح امام جانا حتى قال بحدة
-انتي اد اللي بتعمليه؟
نظرت هي الى عينيه بشكل مباشر و قالت بثقه
-لو مكنتش اده مكنتش عملته
كاد التايبان يصفعها على وجهها الا انها امسكت يده و على الرغم من ضعف يدها مقارنة به الا انها استطاعت ان تبعد يده عنها و تقول بحده بعد ان احمرت عينيها غضباً
-اياك تفكر فيها حتى...عارفه كويس انك اقوى مني بكتير و ساهل عليك تقتلني بس لحد آخر نفس فيا عمري ما هبين ضعفي ولا ليك ولا لغيرك
نظر التايبان الى تلك الاعين البريئة رغم غضبها ثم ابتسم بهدوء و اقترب من جانا و همس عند اذنها
-مكنتش همد ايدي عليكي...صح تاجر سلاح بس عندي مبادئ بردو
ابتلعت جانا ريقها و أغلقت عينيها بسبب تسارع دقات قلبها و بعد لحظات دفعته بعيداً عنها و قالت بنبرة باردة
-عايزة امشي من هنا انا و ساجدة
فقال التايبان وهو يضع يده في جيبه
-مثقش فيكي
لتضحك هي بسخرية ثم تقول
-و ايه اللي يخليك تثق فيا بعد الأسبوعين اني مش هبلغ عنك؟
حك هو ذقنه بخفه ثم قال
-إحساس يا جانو
فدبدت هي على الأرض بغضب و قالت بانفعال قبل ان تخرج من مكتبه
-ههرب من هنا
ليبتسم هو ثم يقول
-قوليلي امتى عشان اجي اتفرج
لم تعقب جانا و قبل ان تخرج استمر في استفزازها فقال
-و كلي حاجة عشان مش معقول كل ما تجوعي تعيطي و تطلبي مني أاكلك
قضبت جانا حاجبيها ناظره له باستغراب بينما ابتسم هو فزفرت هي ثم تركته و خرجت وهي تفكر فيما قاله عل شئ حدث بعد غيابها عن الوعي وهي لا تتذكر
***في منزل اوس***
تن*دت ورد وهي تتحدث مع اوس على الهاتف ثم قالت بحزن
-طب بابا هيجي يقعد معانا؟
حك اوس ذقنه بخفه و قال
-مش عارف هو متكلمش في الموضوع بس لما يجي تاني هسأله و اخليه يجي يقعد معانا تمام؟
ابتسمت ورد على لطافه زوجها ثم قالت بهدوء
-تمام
ثم ودعت زوجها و بعدها بحثت عم رقم جانا لتتصل بها فهي لم تحدثهم امس و في الوقت عينه لم تكن لورد رغبه لمحادثه احد و ما ان عثرت ورد على رقم جانا و اتصلت حتى وجدت ان هاتفها مغلق فقضبت حاجبيها و بدأ القلق يتزايد في قلبها و ماهي الا لحظات ووجدت من يطرق على باب المنزل فارتدت حجابها و ذهبت لتفتح الباب لتجد عيسى امامها يلهث و يبدو في غايه الخوف فقالت ورد بتعجب من حالته
-عيسى...مالك؟
فقال هو من بين لهثاته
-ج...جانا ا..اا..اتخ*فت
لتقول ورد بصدمه
-ايه؟؟؟!!!
***في زنزانة ما***
كان هشام منطوي في احد الزوايا بالزنزانة و جسده يرتجف خوفاً مما قد يحدث ان اخبر اوس بمكان حصوله على الم**رات او من أعطاها له و بعد لحظات نظر الى الحروق في يده و التش*هات في جسده و بدأ يبكي بصوت منخفض فلا ذنب له في كل ما حدث ولكن من سيصدقه؟ فهو ابن تاجر الم**رات كما ان الشرطه عثرت عليها في سيارته....كم هو ب*ع عندما ينظر الجميع الى الشئ الذي أصبحت عليه وليس للسبب الذي دفعك لذلك
**
كانت جانا تشعر بالجوع فذهبت لتبحث عن المطبخ وما ان عثرت عليه و كان مطبخ كبير للغايه فدخلت و بدأت تبحث عما تأكله وما ان وجدت بعض الطعام حتى وضعت الصحن ارضاً ثم تربعت و بدأت تأكل وهي تفكر في وضعها الحالي و بعد لحظات دخل التايبان وهو يتحدث في هاتفه دون ان ينتبه الى وجودها في الأرض و يا الهي كم كان يبدو وسيماً وهو يتحدث في الهاتف بانسجام و عندما مر بجانب جانا دعس على ثيابها بالخطأ فقالت هي بغضب
-دوست على بلوزتي ليه؟
أغلق التايبان الهاتف كي لا يسمع أحد صوتها ثم نظر لها باستغراب و قال
-مانا مش متعود على ان الناس بتاكل على الأرض
زفرت جانا و ادارت وجهها ليبتسم هو بمكر ثم يتربع امامها و يقول وهو يبتسم
-افتكرتي حصل ايه امبارح ولا لسة؟
حكت جانا وجنتها بخفة و حركت رأسها بمعنى 'لا''
فظل التايبان ينظر لها بخبث حتى فتحت فاهها بصدمة ما إن تذكرت
***ما حدث***
وضع التايبان جانا على الفراش وهي غائبة عن الوعي و عندما التفت قال لتميم الواقف خلفه
-تميم شوفلها حاجة تاكلها عشان غالباً جالها هبوط حاد
اماء له تميم ثم خرج بسرعه من الغرفه لتدخل ساجدة بعد لحظات وهي تنظر الى جانا بخوف ثم تقول ببراءة
-ماما تعبانه؟
فاقترب التايبان من ساجدة ثم حملها وقبل وجنتها قائلاً
-هتبقى كويسه متخافيش
اماءت له ساجدة ليأتي تميم بعد لحظات وفي يده الطعام فوضعه على الطاولة ثم أخذ ساجدة و خرج ليقترب التايبان من جانا بهدوء ثم يقول وهو يرش بعض الماء على وجهها
-جانا...جانا فوقي
بدأت جانا ترمش عدة مرات ثم جلست وهي تشعر بألم شديد في رأسها وما هي الا لحظات و بدأت تبكي كالأطفال و تقول
-عايزة اكل...انا جعانة
فضحك التايبان لتظهر غمازتيه و قام بإعطاء الصحن لجانا فحركت هي رأسها بالنفي ثم فتحت فمها و أشارت للتايبان كي يطعمها ليقول هو بصدمه
-بتهزري صح؟
حركت جانا رأسها نافيه ثم اشارت له كي يطعمها فما كان له سوا الاقتراب منها ليبدأ بإطعامها بهدوء وهو يقول بضيق
-خاطف طفلتين انا
ابتسمت جانا ببراءة بينما كان التايبان يطعمها كأنها طفلته وفي كل مرة يضع الطعام في فم جانا كانت تنظر هي له ثم تبتسم ليبادلها هو الابتسامة بهدوء و ما ان انتهى حتى أعطاها الماء لتشربه ثم تخلد الى النوم بعدها
***في الوقت الحاضر***
ابتلعت جانا ريقها ثم نظرت للتايبان بحرج و قالت
-م...مم...مكنتش في وعيي
ليبتسم هو ثم يقوم بقرص وجنتها و يقول
-مكنتيش في وعيك اه
فابعدت جانا يده ثم قالت باستفهام
-انت متأكد انك تاجر سلاح؟ او انك التايبان يعني معرفش انت خاطفني و مش خاطفني في وقت واحد
نهض هو من مكانه قائلاً
-لو عايزاني اقتل واحد قدامك عشان تتأكدي معنديش مانع
فحركت هي رأسها بالنفي بسرعه ليكمل هو بنبرة عادية
-خلصي و اجهزي عشان هنسافر كمان شوية
قضبت جانا حاجبيها ثم نهضت و قالت
-احنا فين و هنروح فين؟
اشعل التايبان سيجاراً و قال
-متسأليش كتير اسمعي الكلام و خلاص
فنظرت له جانا بحقد و قالت بحدة
-اسمع يا تايبان انا مش واحدة من الشارع او عروسه لعبه تاخدها معاك مكان ما تروح انا ليا بيت و اهلي و شغلي و خطيبي يعني أصلا انا مش جاية معاك في حتة انا هرجع لأهلي و ههرب منك
ليضحك هو باستهزاء ثم يقول
-ايوة صح...مفيش خروج من هنا يا جانو غير لما انا اقولك ولو على اهلك...
اخرج التايبان هاتف من جيبه و تابع
-خدي كلميهم
فأخذت جانا الهاتف وهي تنظر له بذهول ليقترب هو منها ثم يقول بحدة
-بس حطي في دماغك ان مفيش خروج من هنا...يعني لو فكرتي تقولي حاجة هتقلقيهم على الفاضي عشان محدش هيعرف يوصلك ولا حتى اوس هيقدر يعمل حاجة
ابتلعت جانا ريقها وهي تنظر الى عينيه البنية بحقد وما ان زفرت بضيق حتى تابع هو باستفزاز
-شطورة يا جانو بتتعلمي بسرعه
لم تعقب جانا وانما بدأت بالضغط على بضع ارقام لتتصل بورد
***في منزل اوس***
كانت ورد في اقسى مراحل غضبها و قلقها فقالت بحدة
-ازاي يا عيسى تسمح لجانا انها تعمل كده؟؟
نظر الآخر للاسفل بحزن و ندم فهو خطأه من البدايه و ما هي الا لحظات و هاتف ورد بدأ بالاهتزاز معلناً عن قدوم اتصال وعندما وجدت ورد انه رقم لم تجب ليتكرر الأمر فأجابت بجمود و قالت
-الو
لتجيب جانا بفرح لا يخفى
-ورد انا جانا
فنهضت ورد من مكانها و قالت بقلق
-جانا انتي فين؟ قلقت عليكي اوي
حكت جانا رأسها بخفة ثم نظرت الى التايبان الذي كان مستنداً على الطاوله وهو ينظر لها و يبتسم فابتلعت ريقها ثم قالت
-انا كويسه متخافيش
لتتن*د الأخرى براحة و تقول بهدوء
-امبارح معرفتش اكلمك حصلت مشكله فعيسى جه النهارده و حكالي اللي حصل كله لما مردتيش على فونك و البيت كان فاضي....انتي فين؟
ضحكت جانا بسماجة ثم قالت وهي تحرك اصبعها على الرخام كعلامه على بحثها عن كذبه
-انا فين؟! انا..انا انا..انا عايش و مش عايش و مش قادر على بعدك
تمالك التايبان نفسه كي لا يبتسم بينما قالت ورد من الجهة الأخرى بغضب
-ما تقولي يا جانا انتي فين؟
فنظرت جانا الى التايبان ليهمس لها
-مؤتمر صحفي
لتقول هي لورد
-بصي بصراحة شوقي بيه اتصل فجأة و اجبرني احضر مؤتمر برة الاسكندريه..في شرم الشيخ هو
ف*نهدت ورد براحة و قالت
-و فونك مقفول ليه؟
لتتحدث الأخرى
-وقع في المية و ده فون واحد زميلي اداهولي اكلمك اطمنك
فأجابت الأخرى بنفس نبرتها
-وانا كل ما احتاجك هتصل عليه؟
فتحت جانا مكبر الصوت فجأة ثم قالت
-ورد مسمعتش
لتكرر الأخرى جملتها فقال التايبان بصوت منخفض
-هيفضل معاكي لحد ما ترجعي
ابتسمت جانا له بسعادة ثم قالت بفرح لم يخفى
-لا ما التي...قصدي زميلي معاه واحد تاني و ده هيفضل معايا لحد ما ارجع
زفرت ورد ثم سألت جانا عن موعد عودتها لتجيب الأخرى و بعدها تبدأ بالسؤال عن أحوال ساجدة و جانا و ما ان كانتا بحاجة لشئ ما فقال عيسى
-ورد اسألي جانا عن الفلاشة
وما ان فعلت حتى قالت جانا
-لا الفلاشة سلمتها خلاص و الموضوع خلص
ف*نهدت ورد براحة لتودع جانا و عندما أغلقت جانا الخط نظرت الى التايبان و قالت بامتنان
-شكراً عشان هتسيب الفون معايا
ليقول الآخر وهو يهم بالرحيل
-هنمشي كمان نص ساعه جهزي نفسك
كاد التايبان يخرج من المطبخ الا ان جانا وقفت امامه و قالت بغضب
-مش هاجي معاك في حتة
فزفر الآخر قائلاً بهدوء
-مش عارف كام مره هفكرك انك مخطوفه
تاركاً أياها في حالة من الغضب و الغيظ ثم خرج من المطبخ لتصعد هي بسرعه الى الغرفه التي بها ساجدة فتتفاجأ بعدم وجود صغيرتها و بوجود حقيبتين يبدو شكلهما مألوف و ما ان فتحت واحدة حتى وجدت ثيابها و عندما فتحت الأخرى وجدت ثياب ساجدة فزفرت بحنق وهي تشعر بالتوتر ولكن ما هي الا لحظات من ال**ت الا و شهقت جانا ما ان تذكرت شيء ما فقالت في نفسها
-لا لا مظنش انه هو لا
تن*دت جانا ثم نظرت في ارجاء الغرفة لعلها تجد مهرب لها هي و صغيرتها و بعد لحظات اقتربت من النافذه ثم نظرت إلى الخارج لعلها تعلم اين هي ولكن المكان لا يبدو مألوفاً كما ان ساجدة لا تساعدها ابداً فتلك التي كانت تخشى العالم بأسره تعلقت بتاجر سلاح و مساعده ولا تفترق عن تميم ابداً لكن إن كنا واقعيين فيبدو ان تميم تعلق بتلك الصغيرة ايضاً ولكن كيف؟ و متى؟ هذا ما دار في عقل جانا قبل ان يقتحم التايبان الغرفه بكل وقاحة و يقول بهدوء
-يلا
يتبع...